SEPTEMBER 14, 2017
ثلاثة مُؤشّرات لقُرب نهاية الأزمة السوريّة وعَودة إدلب إلى الحاضنة الرسميّة.. ما هي؟ وهل يَعود المحيسني والعَلياني إلى السعوديّة عبر تركيا؟ وأين سيَذهب الجولاني؟ وماذا تَعني رسالة الأسد لخامنئي؟
تتصاعد الانشقاقات داخل هيئة تحرير الشام، التّنظيم المُسلّح الذي يُشكّل مَظلّة للعديد من الفَصائل السلفيّة المُتشدّدة، في تزامنٍ لافتٍ مع انعقاد الجولة السادسة، وربّما الأخيرة من مُحادثات الأستانة اليوم الخميس، واحتلال مَسألة تخفيف التوتّر في مُحافظة إدلب، حيث تتركّز الهيئة، قمّة أجندتها.
جيش الأحرار الذي يَضُم 16 فصيلاً، وأكثر من ألفي مُقاتلٍ، ويُعتبر ثالث أكبر أركان الهيئة، أعلن الانشقاق عن الحَركة، سائرًا على نَهج حركة نور الدين زنكي، وجيش الفتح، ممّا يَعني انكماش هذه الهيئة وعَودتها إلى بداياتها، أي جَبهة النصرة، وبَقاء زعيمها أبو محمد الجولاني وحيدًا في السّاحة، خاصّةً أن هُناك أنباءً تتردّد بقوّة عن رغبة أبو جابر الشيخ، رئيس الهيئة الاستقالة، وسَعي كُل من عبد الله المحيسني، القاضي الشّرعي، وزميله مصلح العلياني للعَودة إلى السعوديّة بعد استقالتهما أيضًا، لكن ليس أمام الجولاني إلا أحد خيارين في نهاية المَطاف، الأول الذّهاب إلى تركيا والاستقرار فيها إذا مَنحته السّلطات الحماية واللّجوء، أو القِتال حتى المَوت أو الأسر.
من غير المُستبعد أن تكون السلطات التركيّة تَقف خَلف هذه الانشقاقات بحُكم تأثيرها القَوي، التي تَهدف إلى تفكيك هيئة تحرير الشام، المَوضوعة على قائمة الإرهاب، وبِما يُؤدّي إلى هَزيمتها بأقل التّكاليف البشريّة في حال فَتح جبهةٍ عسكريّةٍ بمُشاركةٍ إيرانيّةٍ سوريّةٍ روسيّةٍ تركيّة لتَصفيتها، وإعادة الهُدوء إلى مُحافظة إدلب تطبيقًا لتفاهمات مؤتمر الآستانة.
التّفاهم الرّوسي الإيراني السّوري التّركي كان خَلف النجاحات التي حقّقها مؤتمر الآستانة وجَولاته التفاوضيّة السّت بين مُمثّلي الحكومة السورية وفَصائل المُعارضة المُسلّحة، وهي النجاحات التي غابت كُليًّا عن صيغة جنيف السياسيّة المُوازية، نظرًا للانقسامات الكبيرة في صُفوف الجماعات السياسيّة المُعارضة، وتُؤكّد العَديد من التسريبات بأنّ هذهِ الصّيغة، أي مُؤتمر الآستانة، ستتحوّل بعد هذه الجَولة، السادسة والأخيرة، إلى مُفاوضات سياسيّة، وبالوَفد نَفسها مع بعض الإضافات المَحدودة.
استيفان دي ميستورا لم يُجانب الحقيقة عندما أعلن قبل أيام عن انتهاء الحَرب في سورية، بينما ذَهب روبرت فورد، آخر سفير أمريكي في دمشق إلى ما هو أبعد من ذلك بالقول، في أكثر من لقاء تلفزيوني، أن الرئيس السوري بشار الأسد وحُلفاءه خَرجوا مُنتصرين.
لعلّ الرّسالة التي أرسلها الرئيس السوري بشار الأسد إلى الزعيم الإيراني السيد علي خامنئي، وجَرى كَشف النّقاب عنها اليوم، وما تضمنّته من شُكرٍ لإيران على وقوفها إلى جانب سورية طِوال السّنوات الست الماضية من عُمر الأزمة، هي “مِسك الخِتام”، مِثلما يقول المثل العربي الشهير.
هِجرة السيد رياض حجاب، رئيس الهيئة العُليا للمُفاوضات، وتأكيد السيد سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، على رغبة السعودية في التوصّل إلى حلٍّ سياسيٍّ في سورية، وعدم مُطالبتها برحيل الأسد، أثناء زيارته، أي لافروف، الأخيرة لها قبل أيام، ومُشاركة دولة قطر كمُراقب في الجولة الحاليّة من مُفاوضات آستانة، كلها مُؤشّرات تُؤكّد أن المَرحلة المُقبلة في سورية هي مَرحلة إعادة الإعمار، وتحت مِظلّة السلطات السوريّة، والرئيس بشار الأسد.
“رأي اليوم”