منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 هل تعود تركيا إلى سياسة "صفر مشاكل" مع الأسد؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

هل تعود تركيا إلى سياسة "صفر مشاكل" مع الأسد؟ Empty
مُساهمةموضوع: هل تعود تركيا إلى سياسة "صفر مشاكل" مع الأسد؟   هل تعود تركيا إلى سياسة "صفر مشاكل" مع الأسد؟ Emptyالثلاثاء 26 سبتمبر 2017, 2:33 pm

هل تعود تركيا إلى سياسة "صفر مشاكل" مع الأسد؟

هل تعود تركيا إلى سياسة "صفر مشاكل" مع الأسد؟ File

الرئيسان السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب أردوغان في لقاء سابق –

غونول تول* - (معهد الشرق الأوسط) 13/9/2017
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
قبل بدء الصراع في سورية، أقامت تركيا علاقات وثيقة مع نظام الرئيس باشر الأسد في سورية. وفي ذلك السياق، أزال البلدان متطلبات تأشيرة الدخول، وأقاما مناورات عسكرية مشتركة، وعقدا اجتماعات لمجالس الوزراء، وتعاونا ضد حزب العمال الكردستاني. وفي ذلك الوقت، حظيت فلسفة أنقرة المتبناة حديثاً "صفر مشاكل مع الجيران" بالثناء في الداخل والخارج على حد سواء. وعند إحدى النقاط، وصف وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، مهندس هذه السياسة، سياسة سورية التركية بأنها "مثال واضح جداً" على نجاح رؤية أنقرة الجديدة للسياسة الخارجية. لكن الصراع في سورية غيّر كل ذلك. وبعد أن كانت ذات مرة قصة نجاح لسياسة "صفر مشاكل مع الجيران" التركية، أصبحت سورية الآن أكبر مصدر للصداع في سياسة أنقرة الخارجية، كما أصبح داود أوغلو منذ فترة طويلة منبوذاً في الدوائر الحكومية.
أجبر الصراع الدائر في سورية أنقرة على القيام بانعطافة كاملة في سياستها السورية قبل ست سنوات. وخلال الفترة منذ ذلك الحين، أحرقت تركيا كل الجسور مع النظام السوري، وأصبحت من الرعاة الرئيسيين للمعارضة ضد الأسد. لكن تركيا فشلت، بعد سنوات من دعم المعارضة، في توجيه دفة الصراع نحو المسار الذي تريده. وبدلاً من ذلك، أصبح لدى تركيا ثلاثة ملايين لاجئ سوري يقيمون داخل حدودها، وهي تواجه عدداً لا يحصى من المشاكل الأخرى المنبثقة عن الصراع السوري. ولذلك، تقوم أنقرة الآن بإحداث انعطافة كاملة أخرى. وقد أسقطت بهدوء مطالبتها بتغيير النظام في سورية، وهي تقوم تدريجياً بخفض دعمها للمعارضة.
في واقع الأمر، كان هذا التحوُّل في السياسة التركية قيد التجلي منذ بعض الوقت الآن. ففي العام 2015، حولت تركيا موضع تركيزها من تغيير النظام إلى مكافحة الإرهاب، وسط التطورات المحلية والإقليمية. وفي صيف العام 2015، ضرب "داعش" مركزاً ثقافياً في بلدة تركية بالقرب من الحدود السورية، وقتل الهجوم 30 شخصاً على الأقل وأسفر عن جرح أكثر من 100 آخرين. وكانت تلك أول عملية قتل جماعي تقوم بها الجماعة الإرهابية المتطرفة ضد مدنيين في تركيا، وأسوأ تسرب للعنف القاتل من الحرب الأهلية السورية. وبعد بضعة أيام لاحقاً، انهار اتفاق وقف لإطلاق النار كان قائماً منذ سنتين بين تركيا وحزب العمال الكردستاني. وبالتزامن، قامت وحدات حماية الشعب الكردية، الفرع السوري من حزب العمال الكردستاني والحليف الوثيق للولايات المتحدة في الحرب ضد "داعش"، بالاستيلاء على مجموعة من المدن الحدودية مع تركيا وشرعت في الربط بين كانتوناتها المنفصلة. وقد عززت كل هذه التطورات تصور تركيا لطبيعة التهديد، وأجبرت أنقرة على مراجعة وتغيير محور سياستها السورية في اتجاه مكافحة الإرهاب. كما أن تدخل روسيا العسكري في سورية والعلاقات المتوترة بين أنقرة وموسكو بعد إسقاط الأخيرة طائرة عسكرية روسية لاحقاً في ذلك العام، جعلا طموحات تركيا إلى تغيير النظام في سورية أقل قابلية للتحقق.
في العام 2016، تحركت تركيا نحو إصلاح العلاقات مع روسيا، بينما ازداد توتر علاقاتها مع شريكتها في حلف شمال الأطلسي، الولايات المتحدة. وكان تعاون واشنطن مع وحدات حماية الشعب الكردية قد شكل مسبقاً شوكة مقيمة في خاصرة العلاقات التركية-الأميركية. وأضافت محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا طبقة أخرى إلى ذلك التوتر، عندما رفضت الولايات المتحدة تسليم فتح الله غولِن، رجل الدين التركي المقيم في بنسلفانيا، والذي تتهمه تركيا بتدبير محاولة الانقلاب.
كما أن انحياز تركيا إلى قطر بعد أن قطعت ثلاث دول خليجية -الإضافة إلى مصر- علاقاتها مع الدوحة، أدى إلى خلق المزيد من المتاعب لأنقرة في سورية. فقد أغضب الموقف التركي السعوديين الذين كانت سياستهم السورية تتداخل إلى حد كبير مع سياسة أنقرة. وبالبناء على التوتر بين الرياض وأنقرة، تبنى المسؤولون الأكراد السوريون باطراد موقفاً مناهضاً لإيران ومؤيداً للسعودية. وفي مقابلة مع صحيفة "الرياض" السعودية، قال الرئيس المشارك لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، صالح مُسلم، إن هناك تحالفاً إيرانياً- قطرياً- تركياً يعمل على تقويض الأكراد في سورية، في حين أن المعارضة السورية التي تتخذ من الرياض مقراً لها، الهيئة العليا للمفاوضات، تخلت عن معارضتها لوحدات حماية الشعب الكردية السورية. وفي مقابلة حديثة، قال رياض حجاب، رئيس الهيئة العليا للمفاوضات، إن داعميه يريدون "محاربة ‘داعش’ والمجموعات الإرهابية الأخرى، إلى جانب قوات سورية الديمقراطية (التي يهيمن عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري)، طالما أننا نقاتل بشكل مستقل في جبهات منفصلة". وقد راقبت أنقرة بقلق بالغ بينما يتكون ما تراه على أنه محور كردي-سعودي.
هذه التطورات، مصحوبة بقرار إدارة ترامب مضاعفة دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية، دفعت الأتراك إلى البحث عن بدائل في إطار جهودهم لكبح التقدم الكردي في سورية. وقد وفرت إعادة التقارب مع روسيا وتنامي قوة النظام السوري، بالإضافة إلى السخط الإيراني من وحدات حماية الشعب الكردية، الفرصة التي كانت أنقرة تبحث عنها. 
بعد سنوات من القتال لأغراض متقاطعة، يبدو أن تركيا عثرت الآن على أرضية مشتركة مع نظام الأسد وحلفائه في مواجهة عدوها اللدود في سورية: وحدات حماية الشعب الكردية. ويعني ذلك تغييراً كاملاً لوجه سياسة أنقرة في سورية. ولم تعمد تركيا فقط إلى التحول بعيداً عن محاولة إسقاط النظام، وإنما ساعدت أيضاً على حجب الخطر عن المكاسب التي حققها النظام في غرب سورية. وبعد أن أبرمت تركيا وروسيا اتفاقاً لإنهاء القتال في حلب، لعبت تركيا دوراً رئيسياً في هزيمة المعارضة في معقلها الحضري الرئيسي الأخير لتحدي حكم الأسد. وتبيَّن أن خسارة حلب كانت مغيراً للعبة في الصراع السوري. بل إن أنقرة ساعدت تقدم النظام أيضاً من خلال اتفاقيات وقف إطلاق النار التي توسطت فيها مع روسيا بين النظام والمعارضة. وبفضل وقف إطلاق النار في الغرب، تمكن النظام من تحرير قواته وكسر حصار "داعش" لمدينة دير الزور في الشرق، فيما يعتبر واحداً من أكثر الانتصارات التي حققها النظام أهمية.
في الشهر الماضي، قطعت تركيا الرواتب عن عدد من أعضاء التحالف الوطني السوري الذي يتخذ من اسطنبول مقراً له. وكانت هذه الخطوة هي الأخيرة في إطار علاقة سياسية يشوبها تعارض المصالح بين أنقرة والمعارضة السورية. ويعبر الكثيرون في صفوف المعارضة عن الاستياء مما يرونه على أنه "تسليم تركيا حلب للنظام" وميل أنقره نحو النظام وحلفائه من أجل الحد من التقدم الكردي في سورية.
وجَّه تغيير السياسة في تركيا ضربة هائلة إلى المعارضة، وشكل دفعة كبيرة للنظام، لكن ذلك لا يعني أن أنقرة قد عادت إلى انتهاج سياسة "صفر مشاكل" مع الرئيس بشار الأسد، أو ليس بعد على الأقل. وحتى يحدث ذلك، يجب على أنقرة ودمشق أن تتفقا تماماً حول موضوع الأكراد السوريين. وإذا ما قرر الأسد أنه لن يتسامح بعد الآن مع مسألة الحكم الذاتي الكردي، فإن الرئيس رجب طيب أردوغان ربما يختار مرة أخرى انتهاج سياسة "صفر مشاكل مع الأسد".


هل تعود تركيا إلى سياسة "صفر مشاكل" مع الأسد؟ Bashar%20Assad%2C%20Recep%20Tayyip%20Erdogan
Is Turkey Back to “Zero Problems” with Assad?
Before the conflict in Syria started, Turkey cultivated close ties to the Assad regime. The two countries lifted visa requirements, held joint military exercises and cabinet meetings, and collaborated against the Kurdistan Workers’ Party (P.K.K.). Ankara’s newly-adopted philosophy, “zero problems with neighbors,” had—at the time—won praise both at home and abroad. Turkish foreign minister, Ahmet Davutoglu, the architect of the policy, at one point described Turkey’s Syria policy as a “striking example” of the success of Ankara’s new foreign policy vision. But the conflict in Syria changed all that. Once a success story in Turkey’s “zero problems with neighbors” policy, Syria is now Ankara’s biggest foreign policy headache, and Davutoglu has long become an outcast in government circles.
The conflict in Syria forced a U-turn in Ankara’s Syria policy six years ago. Turkey burned all bridges with the regime and became one of the main patrons of the opposition to Assad. But after years of supporting the opposition, Turkey failed to steer the conflict toward the trajectory it wanted. Instead, Turkey has 3 million refugees residing within its borders and faces a myriad of other problems emanating from the Syrian conflict. So Ankara is making another U-turn. It has quietly dropped its demand for regime change in Syria and gradually scaled back its support for the opposition.
This change in policy has been in the making for some time. In 2015, Turkey shifted its focus from regime change to counter-terrorism amidst domestic and regional developments. In the summer of 2015, ISIS struck a cultural center in a Turkish town near the Syrian border, killing at least 30 people and wounding more than 100. It was the radical group’s first mass killing of civilians in Turkey and the worst spillover in deadly violence from Syria’s civil war. Several days later, a two-year cease-fire between Turkey and the P.K.K. collapsed. Simultaneously, the People’s Protection Units (Y.P.G.), the P.K.K.’s Syrian offshoot and a close U.S. ally in the fight against ISIS, captured border towns and began to link its disconnected cantons. All of these developments heightened Turkey’s perception of threat and forced Ankara to pivot its Syria policy toward counter-terrorism. Russia’s military intervention in Syria and frayed ties between Ankara and Moscow after Turkey downed a Russian jet later in the year made Turkey’s ambitious regime-change policy even less feasible.
In 2016, Turkey moved to repair ties with Russia while its relationship with its NATO partner, the United States, strained further. Washington’s cooperation with the Y.P.G. was already a long-standing thorn in Turkey-U.S. ties. The coup attempt added another layer to the tension when the United States refused to extradite Fethullah Gulen, a Pennsylvania-based cleric whom Turkey accuses of orchestrating the failed coup.
Turkey’s siding with Qatar after three Gulf countries and Egypt cut ties with Doha spelled more trouble for Ankara in Syria. Turkey’s stance angered the Saudis, whose Syria policy largely intertwined with Ankara’s. Capitalizing on the tension between Riyadh and Ankara, Syrian Kurdish officials took on an increasingly anti-Iran, pro-Saudi position. In an interview with the Saudi Al-Riyadh newspaper, the co-head of the Syrian Kurdish Democratic Union Party (P.Y.D.) Salih Muslim said there was an Iranian-Qatari-Turkish alliance to undermine the Kurds in Syria, while the Riyadh-based Syrian opposition, the High Negotiations Committee, dropped its opposition to the Y.P.G. In a recent interview, Riyad Hijab, the head of the High Negotiations Committee, said that his supporters want “to fight ISIS and other terrorist groups, alongside with the S.D.F. (the Y.P.G.-dominated Syrian Democratic Forces), as long as we fight independently in separate fronts.” Ankara watched anxiously as what it saw as a Kurdish-Saudi axis emerged.
These developments coupled with the Trump administration’s decision to double down on U.S. support for the Y.P.G. has prompted Turkey to seek alternatives in its effort to curb Kurdish advances in Syria. The rapprochement with Russia and growing regime as well as Iranian discontent with the Y.P.G. have provided the opening Ankara has been looking for.
After years of fighting at cross purposes, Turkey now seems to have found common ground with the Assad regime and its allies in countering its arch enemy in Syria: the Y.P.G. That means a complete volte-face in Ankara’s Syria policy. Turkey has not only shifted away from attempting to bring down the regime, but it has helped to lock down regime gains in western Syria. After Turkey and Russia forged a deal to end the fight in Aleppo, Turkey played a key role in the opposition’s defeat in their last major urban stronghold to challenge Assad’s rule. The loss of Aleppo proved to be a game-changer in the Syrian conflict. Ankara further assisted regime’s advances through the cease-fires it brokered with Russia between the regime and the opposition. Thanks to the cease-fire in the west, the regime was able to free forces and break the ISIS siege of Deir Ezzor in the east, in what is considered as one of the most significant victories for the regime.
Last month, Turkey cut salaries of members of the Istanbul-based Syrian National Coalition. The move is the latest in a political relationship marred by a divergence of interests between Ankara and the Syrian opposition. Many in the opposition resent what they see as Turkey’s ‘handing of Aleppo to the regime’ and Ankara’s tilt toward the regime and its allies to curb Kurdish advances.
Turkey’s policy change is a big blow to the opposition and a boost for the regime, but it does not mean Ankara is back to “zero problems” with President Bashar al-Assad, at least not yet. For that to happen, Ankara and Damascus have to see eye-to-eye on the Syrian Kurds. If Assad decides that he will no longer tolerate Kurdish autonomy, President Recep Tayyip Erdogan may once again have “zero problems with Assad.”  
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

هل تعود تركيا إلى سياسة "صفر مشاكل" مع الأسد؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل تعود تركيا إلى سياسة "صفر مشاكل" مع الأسد؟   هل تعود تركيا إلى سياسة "صفر مشاكل" مع الأسد؟ Emptyالجمعة 29 ديسمبر 2017, 6:57 am

أردوغان يَفتحْ النّار فَجأةً على الأسد ويُجدّد المُطالبة برَحيلِه.. وسورية تَردْ باتهامِه بـ”جُنون العَظمة” وارتكاب جَرائِمٍ في حَق السوريين.. ما الذي فَجّر هذا “الغَضب الأردوغاني”؟ هُناك خَمسة احتمالات قَد تُجيب على هذا السّؤال وتُفسّر مَلامِح المَرحلةِ المُقبلة في سورية
 
عبد الباري عطوان
ربّما لا نُبالغ إذا قُلنا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أكثر الزعامات “الشرق أوسطيّة”، بل حتى العالميّة، إثارةً للجَدل، والأكثر صُعوبةً بالنّسبة إلى السّياسيين والمُحلّلين، للتّنبؤ بمِواقِفه، وتَحرّكاتِه، وتحالفاتِه، وجاءت تصريحاتِه الأخيرة “المُفاجِئة”، التي أدلى بِها في المُؤتمر الصحافي الذي عَقده مع الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، وهاجم فيها الرئيس بشار الأسد، ووصفه بأنّه “إرهابي” ولا يُمكن التوصّل إلى حَل في سورية في ظِل بَقائِه في السّلطة، لتُؤكّد عَمليًّا ما نَقول.
العلاقات السوريّة التركيّة دَخلتْ في الشّهرين الماضيين دَرجةً عالِيةً من التطوّر الإيجابي، بسبب الدّور الفاعِل للوَسيط الرّوسي في التّقريب بين الجانبين، و”العَدو الكُردي” المُفترض لها، وترافق ذلك مع هُدنةٍ إعلاميّة، وكان لافِتًا أن الرئيس أردوغان لم يُوجّه أي هُجوم على الرئيس الأسد مُنذ عام تقريبًا، ولم يُطالب برحيله، وذهب إلى ما هو أبعد من ذلك الشهر الماضي، عندما قال لصحافيين كانوا يُرافقونه في طائرته أثناء عودته من قِمّة سوتشي الثلاثيّة، وكان بينهم مُراسل صحيفة “حرييت” واسعة الانتشار، قال أنّه لا يَستبعد فتح قنوات الحِوار مع سورية، وأضاف “الأبواب في السياسة تَظل دائمًا مَفتوحة حتى آخر لحظة”، ونَفى في الوَقتِ نَفسه ما نَشرته الصّحيفة نفسها أنباء عن لقاءٍ سرّي بينه والرئيس السوري.
السؤال الذي يَطرح نفسه بقُوّة هو عن الأسباب التي تَكمن خلف هذهِ “الغضبة الأردوغانيّة”، التي استدعت ردًّا سوريًّا قويًّا عليها، وصلت إلى درجة اتهام بيان الخارجيّة السوريّة له بأنه يُضلّل الرأي العام التركي بـ”فُقاعاتِه” المُعتادة “لتبرئة نفسه من الجرائم التي ارتكبها في حَق الشعب السوري عبر تَقديمه الدعم اللامحدود بمُختلف أشكاله للمَجموعات الإرهابيّة في سورية”، وأضاف البيان “أن أردوغان حَوّل تركيا إلى سِجنٍ كبير” واتّهمه بجُنون العَظمة.
***
هُناك عِدّة احتمالات ربّما تُفسّر هذا الهُجوم المُفاجِئ من الرئيس أردوغان على الرئيس الأسد وتَجديد المُطالبة برَحيله.
الأول: إصرار الجانب الروسي على إشراك وحدات حماية الشعب الكُرديّة (بي واي دي) في مُؤتمر الحِوار السوري في مُنتجع سوتشي أواخر الشّهر المُقبل، الأمر الذي يُعارضه الرئيس أردوغان بشِدّة، وعَبّر عن مُعارضته هذه بالإيعاز إلى أكثر من 40 فصيل سوري مُعارض لإصدار بيانٍ بِرَفض المُشاركة في المُؤتمر.
الثاني: التحرّك السوري الروسي المُشترك باتجاه إدلب، ومُحاولة استعادتها، وهذا يَعني إنهاء الوجود التركي في المدينة وريفها، بل وسورية كُلّها، وهِجرة عَشرات الآلاف من سُكّان المدينة والمُقاتلين فيها إلى تركيا في حال نَجاح هذا التحرّك في السّيطرة على المَدينة وريفِها.
الثالث: تصريح وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف الذي قال فيه أن المَرحلة المُقبلة في الحَرب السوريّة هي القضاء على جبهة “النصرة” قضاءً مُبرمًا، باعتبارها جماعةً “إرهابيّة”، وبَدأت عمليّة التصفية هذه بإجلاء مُقاتِليها من غوطة دِمشق الغربيّة، وبعد ذلك من المُتوقّع أن تَبدأ المَرحلة النهائيّة في إدلب.
الرابع: تَردّد أنباء عن وجود مُخطّط روسي سوري بتصفية أبو محمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة الذي يُعتبر أحد أبرز المُقرّبين إلى تركيا، بل ويُوصف بأنّه أحد رِجالها، الأمر الذي أغضب أردوغان شخصيًّا لأنّه يَعتبر هذا المُخطّط في حالِ تَنفيذه استهدافًا له.
الخامس: وصول مَعلومات استخباريّة إلى السلطات التركيّة تُفيد بأنّ نَظيرتها السوريّة تُنسّق عَسكريًّا بشكل مُكثّف مع الأكراد في عفرين ومناطق أُخرى في الشّمال السوري الكُردي، وهو ما يُعتبر خطًّا أحمر بالنّسبة إلى الرئيس أردوغان، وتَعزّزت هذهِ المَعلومات باستقبال الجانب السوري قيادات وشيوخ عشائرية قبل أيّامٍ مَعدودة في دِمشق.
***
من الصّعب علينا التكهّن بتطوّرات هذهِ الأزمة المُفاجئة بين الرئيس أردوغان وحُلفائه الروس، وتَصعيده ضِد الرئيس الأسد، وردّة الفِعل الإيرانيّة عليها، لكن ما يُمكن قَوله بشَكلٍ أوّليّ أن الرئيس التركي يُهدّد بقَلب الطّاولة على الجميع، وخَلطْ الأوراق، في مُحاولةٍ لاجبار الجانب الروسي تحديدًا على التّجاوب مع مَطالبه وأبرزها “الفيتو” الذي يُشهره في وَجه أيِّ مُشاركة كُرديّة في مُؤتمر سوتشي أواخر الشهر الحالي، ومُستقبل سورية بالتّالي، ولعَلّ إرساله رئيس الوزراء بن علي يلدريم إلى الرياض أحد أوراق الضّغط التي يُلوّح بِها، وكأنّه يُوجّه رِسالةً تَقول بأنّ البَديل الآخر جاهز.
الرّوس، وحسب مصادر مُقرّبة منهم، جادون في المُضي قُدمًا في ترتيبات مُؤتمر الحِوار في سوتشي، ومُشاركة الأكراد فيه باعتبارِهم أحد المُكوّنات السوريّة، وإنهاء وجود “جبهة النصرة”، وفصائل أُخرى مُسلّحة مُتحالفة مَعها في مِنطقة إدلب، الأمر الذي قد “يُضعضِع″ التّحالف الثّلاثي الروسي الإيراني التركي الذي تَبلور في قٍمّة سوتشي قبل شَهر تقريبًا إذا لم يتم تًطويق الخٍلاف مع تركيا، وامتصاص “الغضبة الأردوغانيّة” سَريعًا.
“الحَرد” التركي ليس جديدًا، وأثبتت التّجارب السّابقة أن فلاديمير بوتين، وبِما يَملُكه من حِنكة، ودَهاء، قادرٌ على التّعاطي بفاعِليّةٍ مع حُلفائه “المُشاغبين”، وامتصاص غَضبِهم بالتّالي، وإعادتهم إلى بَيت الطّاعة الروسي في نَهاية المَطاف.. لأن الخَيارات الأُخرى مَحدودة ومُكلفة جدًّا.. 





“البعث” السورية تشن أعنف هجوم كلامي على الرئيس التركي أردوغان
 

اعتبرت صحيفة “البعث” السورية أنه بغض النظر عن أن عنتريات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باتت مألوفة ومعتادة، وأنها لم تعد تثير الحد الأدنى من المتابعة إلا على سبيل الفكاهة والتندر، إلا أن “العجوز العثماني” بات مثالا فجا للتطاول وتجاوز الأعراف الدبلوماسية.
وأشارت الصحيفة  إلى أن أردوغان أصبح مصدر إزعاج كلما اعتلى المنابر. وذلك في إشارة منها إلى ما جرى أمس في تونس عندما أطلق الرئيس التركي تصريحات مثيرة للجدل حول الرئيس السوري بشار الأسد واصفا إياه بـ”الإرهابي”.
ولفتت الصحيفة في مقال نشرته اليوم إلى التظاهرات احتجاجا على زيارة الرئيس التركي لتونس، معتبرة أنه يعد مسؤولا عن مأساة آلاف الشباب والشابات التوانسة في رحلة الإرهاب إلى سوريا انطلاقا من الأراضي التركية، وبدعم وتشجيع وتسهيل من أردوغان نفسه، ومن “حكومته الإخوانية” على حد وصف الصحيفة السورية.
وتابعت الصحيفة في مقالها: ولكن المثير للاستهجان أن السلطة التونسية المضيفة فضلت ابتلاع الإهانة، واستمرأت الإصغاء إلى دروس ضيفها عن الديمقراطية الناشئة، وهو الذي حول تركيا إلى ديكتاتورية فردية تضم أكبر معتقل في العالم للحريات الصحفية.
وأضافت “البعث”: وهي لم تكتف بذلك بل أفردت له مساحة واسعة للنيل من سوريا انطلاقا من عاصمة عربية، وفي تعارض صارخ مع توجهات وقناعات الأشقاء التوانسة الذين سجلوا مواقف شجاعة وسباقة ومبدئية في الدفاع عن سوريا في الشارع وفي البرلمان وحتى في صفوف الحكومة.
وأردفت الصحيفة أنه كان على السلطة في تونس أن تدرك أن أردوغان يجرها عنوة إلى حلبته المفضلة في الإسفاف والابتذال والخروج عن اللياقة الدبلوماسية لتحقيق مكاسب سياسية محض شخصية، وأنه يحاول زجها في الوقت الضائع في مشاريعه الفتنوية القائمة على استغلال الرابطة الدينية الواحدة.
وقالت: تهجم أردوغان على سوريا في وقت يشارك في مسار أستانا — كطرف ضامن — إنما يعبر عن ذروة في الإزدواجية والكذب — وهي مسألة مفهومة على كل حال في التركيبة الأردوغانية المناورة والانتهازية والغرائبية — ولكن أن يبادر “ضيف” أجنبي، معروف بنزعته الطورانية، إلى ذلك أمام رئيس عربي، وعلى أرض عربية، فتلك ذروة أيضا في الاستخفاف والاستهانة بمضيفه.
وفسرت الصحيفة هذا السلوك الأردوغاني بأن لعل ذلك قد يشبع بعض تعطّش أردوغان إلى الاستعراض الأجوف والبطولات المظهرية الفارغة ولكنه لم يكن ليمر دون التزام حد أدنى من الكرامة الشخصية لدى الطرف المقابل، ودون تعبير عن موجبات السيادة الوطنية، خاصة وأن أردوغان وصل تونس محملا بخلل فادح في موازين التجارة الثنائية لصالح مستثمريه ورجال أعماله.
وخلصت الصحيفة إلى أن همروجات أردوغان لم تعد تعني السوريين بشيء، فقد أصبح بالنسبة لهم خردة سياسية من ماض تجاوزوه ببطولاتهم وصمودهم وانتصاراتهم على امتداد السنوات السبع الماضية. المهم الآن هو كيف تستطيع الحكومات العربية أن تتخطى استمرار أدائها المخيب للآمال، وأن تتمكن من القفز فوق المعادلات التي فرضتها أنظمة وقوى أجنبية في لحظة فوضى عارمة، وتريد أن تجعل منها اليوم واقعا مستداما عنوانه التبعية المغلفة بالأخوة الإسلاموية الملغومة. على حد وصف الصحيفة السورية.
وختمت بالقول: سقى الله ماضيا ليس بالبعيد رمى فيه “الباي” ضيفه الوقح بالمذبة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
هل تعود تركيا إلى سياسة "صفر مشاكل" مع الأسد؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سياسة معاوية بن ابي سفيان مقارنة مع سياسة دول العالم العربي و الغربي
» مذكرة السفير البريطانى فى تركيا إلى وزارة خارجيته عن علاقة اليهود بحزب تركيا الفتاة
» كيف تعود عزة المسلمين إليهم؟
» إسرائيل لن تعود لقتال غزة
» كيف تعود عزة المسلمين إليهم؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات :: مقالات في السياسة الدولية-
انتقل الى: