تطورات المشهد الفلسطيني تمهيدا لمشهد إقليمي جديد!
كتب حسن عصفور/ منذ ان تم إنتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، والحديث تصاعد كثيرا حول "الصفقة المرتقبة" لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، ملامحا وإطارا وأطرافا، ولا يكف ترامب شخصيا عن الإشارة بأنها باتت أقرب مما يعتقد الكثيرون..
واشنطن، ما قبل ترامب، المحت أن "الصفقة القادمة" ستكون ضمن سياق إقليمي، دون أي تحديد لتلك الصفقة، متكفية بالحديث كونها لم تكن تعمل جديا لوضع إطار أو مفهوم لأي تسوية للصراع باعتبار أنه لا يمثل أولوية وليس ضاغطا عليها، خاصة وأن الطرف الرسمي الفلسطيني لا يبحث عن أي صدام أو مواجهة مع دولة الكيان، ولا مع الادارة الأمريكية، الى جانب أنه لا يستطيع ان يكون حاضرا بقوة "الشريك" السياسي نتيجة الإنقسام القائم، وتعزيز دور حماس السياسي خاصة ضمن تحالفاتها الإقليمية..
مع قدوم ترامب، اعطى مجموعة إشارات أن هناك "جديدا" سيكون على طاولة البحث، بعد ان منح "قيادة الدور التنفيذي" لزوج ابنته "الحاكم الخاص"، الإشراف على عملية "التسوية المرتقبة"، في إشارة الى أن الرئيس الأمريكي يمنح "ثقة ومسوؤلية شبه مطلقة" للفريق الأمريكي الخاص بمتابعة التسوية، وهي "ثقة" ربما لم تتوفر لمن سبقهم..
أمريكا، الآن أكثر جدية في إنهاء "الصفقة السياسية" للتسوية في المنطقة، محكومة بأكثر من عنصر دفع تلك الأولوية، خاصة مع تطور المشهد السوري والذي اصبح "نصرا وشكيا" للدولة السورية وتحالفها، بقيادة روسيا مع ايران وحزب الله، وبما سيمثل لاحقا "قوة عسكرية" باتت متواجدة بشكل ملموس على الجبهة الشمالية للكيان الاسرائيلي..
ومع تطور المشهد السوري، أخذ الدور المصري، وبشكل متسارع، الى استعادة كثيرا من دوره المركزي الذي "فقد ظله" خلال سنوات طويلة، بعضها ما قبل 25 يناير 2011 وبعضه ما بعدها، ما سمح لغياب أي دور مركزي لدولة عربية، وفتح الباب لأطراف متعددة، بعهضا عربي وآخر غير ذلك، لكنها جميعا لم تكن قادرة على ملئ الفراغ الذي تركه غياب مصر..
ومع العودة المصرية التي تزامنت مع تغير جذري في المشهد الإقليمي، وعودة بعض روح العلاقة مع روسيا تحركت نحو المساعدة في ترتيب جديد للمشهد الفلسطيني، وكسرت مصر "محظورا سياسيا شعبيا" برز بعد حكم الإخوان المؤقت حول حركة حماس، فإتجهت لفتح حوار مختلف وبروح جديدة مع قيادتها الجديدة، التي شكلت "مفاجأة سياسية" بتقارب "غير مسبوق" مع مصر، قاد الى صياغة تفاهمات خاصة بين مصر وحماس من جهة، وبين تيار الاصلاح الوطني بقيادة النائب محمد دحلان، ما أدى لاستضافة قيادة حماس الجديدة في أول لقاء لتحديد رؤياهاة المستقبلية، كرسالة عن تغيير جذري في المشهد العام..
هذا التطور فتح الباب لإعلان حماس ثلاثي الأبعاد، بالاستجابة لما سمي "شروط فتح وعباس"، لحضور وفد فتحاوي الى مصر لبحث ما بعد الإعلان الحمساوي، وعادت حركة ترتيب "البيت الفلسطيني" على أنغام الحركة الدولية - الأمريكية لبلورة الصفقة المرتقبة..
حركة المشهد الفلسطيني تسارعت خلال ايام بما لم يكن ضمن حسابات "الواقع السائد"، ما كشف عن "فوضى غير عادية" في كيفية التعامل مع التطورات المتسارعة، وأخذت منحى الإرباك والتناقض في كيفية التعامل مع القادم وكأنه "عالم مجهول"، رغم إتضاح ملامحه كافة، لكن الاستعداد الذهني والسياسي لـ"فض الاشتباك الانقسامي" قاد الى ارباك واضح..
منذ الاسبوع القادم ستبدأ حركة هدم جدار الانقسام من مدينة غزة مع قدوم الحكومة لاستلام مهامها كافة، وفقا للقانون كما يقول رامي الحمدالله، ودون التوقف كثيرا عند قدرته اساسا على الاستلام كما طالب سواء من حيث الإمكانات الواقعية، او طبيعة المؤسسات القائمة نتيجة غياب سلطة عباس العملي عن قطاع غزة، سوى التعامل على طريقة "الرموت كنترول"، لكن واقع المؤسسات القائمة سيكون أكثر تعقيدا من "سذاجة الكلام"..
ما بعد ذلك سيبدأ الدور المصري في الحركة العملية لرسم ملامح "خريطة طريق فلسطينية" لإنهاء الانقسام العلني، ما سيفتح الباب لصياغة حالة من "التعايش السياسي" تساهم عمليا في إعادة وجود طرف فلسطيني يمكن التعامل معه ضمن الصفقة الإقليمية القادمة..
لذا فترتيبات إنهاء الانقسام الفلسطيني هي جزء هام، ومقدمة لبلورة "الصفقة الكبرى"..
ويبقى السؤال الأهم لاحقا، ما هي ملامح تلك الصفقة، وهل حقا ستبقى حركة فتح وعباس رافضين اي "حل إقليمي"..ذلك ما يجب التفكير به بشكل أكثر شمولا، وسيكون له وقفة خاصة مع تطور الأحداث قادم الأيام..
ملاحظة: بعض من أنصار الرئيس عباس تعاملوا مع الانتصار الفلسطيني وقبول فلسطين عضوا في الانتروبول كأنه جزء من الخلاف مع محمد دحلان..ثقافة غير وطنية تسللت أكثر مما نعتقد في جسد مرضى سياسيين!
تنويه خاص: الى حين وصول رامي الحمد الله ووفده الى قطاع غزة، ستكثر الاشاعات والأقوال التي تقوم بها أطراف تحالف الشيطان التي ترى في الزيارة رفسة لها، للتشويش والتخريب..الاشاعات لن تكف..مطلوب تحصين العقل قبل غيره!
"واللا" عن سفير امريكا في تل أبيب: اتفاق فلسطيني اسرائيلي خلال اشهر..واسرائيل ستخلي مستوطنات
تل أبيب: قال سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى تل أبيب، ديفيد فريدمان، إن تقدمًا قد تحقق باتجاه التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين، مبينًا أن تفاصيله يمكن أن تنشر في غضون بضعة أشهر.
ونقل موقع "واللا الإخباري" العبري، عن فريدمان، اليوم الخميس، تأكيده أنه "في أي تسوية مستقبلية ستنسحب إسرائيل من مناطق بالضفة الغربية، ليست ضرورية للحفاظ على أمنها".
وصرّح بأنه "يرى المستوطنات على أنها جزء من إسرائيل، ولكن ليس كل المستوطنات ستبقى ضمن دولة إسرائيل".
وشدد على أن "قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242، الذي صدر في أعقاب حرب حزيران/ يونيو العام 1967، هو القرار الجوهري الوحيد الذي يتفق عليه الجميع، لأنه شمل حق إسرائيل بحدود آمنة".
وتابع: "حدود إسرائيل حتى هذه الحرب (1967) لم تكن آمنة بنظر الجميع، وأنه في تسوية مستقبلية ستحتفظ إسرائيل بجزء كبير من الضفة الغربية".
وأردف: "كان ينبغي دائمًا أن يكون هناك مفهوم حول التوسع نحو الضفة الغربية، ولكن ليس بالضرورة نحو كل مناطق الضفة، وهذا ما فعلته إسرائيل بالضبط".
وزعم السفير الأمريكي، بأن "إسرائيل تسيطر على 2 في المائة فقط من الضفة الغربية، وبرأيي أن هذا الأمر يتطابق مع القرار 242 وهذا كان الأساس بأنه طوال 50 عامًا تقدم الجانبان بموجبه".
يشار إلى أنه بموجب اتفاقيات أوسلو (1993)، تقع المنطقة "ج"، والتي تشكل أكثر من 60 في المائة من مساحة الضفة الغربية، تحت السيطرة المدنية والأمنية الإسرائيلية الكاملة.
وأوضح فريدمان أنه "يتفهم البناء في المستوطنات"، مضيفًا: "من الواضح أنه توجد اعتبارات أمنية هامة للمستوطنات، وهي هامة من النواحي القومية والتاريخية والدينية".
ولفت موقع "واللا" العبري النظر إلى أن فريدمان امتنع عن تقديم إجابة واضحة على سؤال حول ما إذا سيتم إخلاء قسم من المستوطنات في إطار تسوية مستقبلية، واكتفى بالقول "سننتظر ونرى".
وذكر الموقع العبري، أن فريدمان امتنع أمس (الأربعاء) من المجيء لحفل أقامته الحكومة الإسرائيلية في مستوطنة "غوش عتصيون" جنوبي بيت لحم، بمناسبة ما يسمى الذكرى الـ 50 لانطلاق المشاريع الاستيطانية.