قصة لواء اسكندرونيقع لواء اسكندرون شمال غرب سورية، يطلّ على البحر المتوسط ممتداً على مساحة 4800 كلم مربع، أحد أهم الأراضي السورية من الناحية الاستراتيجية والاقتصادية يمتاز بموقعه الجغرافي اذ يشرف على خليجين الأول خليج اسكندرونة والثاني خليج سويدية في الزاوية الشمالية الشرقية للبحر الأبيض المتوسط يتوسط رأس الخنزير شريطه الساحلي الذي يفصل بين الخليجين المذكورين يمتاز أيضاً بموارده المائية المتمثلة بنهر العاصي الذي يصب بخليج السويدية ونهر الأسود في بحيرات سهل العمق ونهر عفرين تغلب الطبيعة الجبلية على لواء اسكندرون بأكمله وتعتبر جبال الأمانوس وجبل الأقرع وجبل موسى والنفاخ التي تحتضن سهل العمق من أهم جباله وهو ما منحه مناخاً متوسطياً معتدلاً أضاف اليه ميزات أخرى أهمها كثرة موارده المائية ليكون من أكثر المناطق السورية خصوبةً في سوريا محاصيله الموسمية الغنية وتنوع مصادره المائية أعطت أهالي اللواء ميزة زراعة التبغ والقطن والحبوب والمشمش والتفاح والبرتقال والزيتون منحته اطلالته على خليج السويدية وخليج اسكندرون موقع استراتيجي مهم يصل الشرق بالغرب عبر بوابة المتوسط منحه موقعه الاستراتيجي اذ تستغل الحكومة التركية موانئه واهمها اسكندرونا لتصدير النفط الى اوروبا
قدمه وثراه الأثري وما يحوي من مدن تاريخية أعطاه مكانةً سياحية هامة يجذب آلاف السياح سنوياً اليه نظرا لجمال طبيعته واعتدال مناخه ووقعه على مناطق مطلة على شواطئ خليجي اسكندرون والسويدية
فيما تشكل صناعة النسيج والزجاج أهم صناعاته تربته خصبة محاصيله الموسمية الغنية يتميز اللواء
انطاكية مدينة سورية تتبع للواء اسكندرون :
تعرضت المدينة لزلزال مدمر سنة 526 م، ولموقعها الهام وأهميتها الإستراتيجية الكبيرة احتلها الساسانيون سنة 540 م، ثم دخلها المسلمون سنة 637 م، ولكن الإمبراطور نيكيفوروس الثاني فوكاس عاد فسيطر عليها، وفي عام 1085 م وقعت بيد السلاجقة، وأثناء الحملات الصليبية على سوريا دخلها الفرنجة عام 1096 م بعد أن حاصرها بوهيموند، ليصبح أول حاكم صليبي لها مكونا إمارة أنطاكية وهي أول إمارة صليبية.
وبقيت المدينة في يد الصليبيين في الفترة الواقعة بين القرنين الثاني والثالث عشر حتى قيام الظاهر بيبرس السلطان المملوكي بتحريرها منهم سنة 1268 م، وفقدت المدينة دورها الريادي السابق عقب حملة تيمورلنك على بلاد الشام فتضررت كثيرا بسبب هجمات المغول وذلك سنة 1401 م، بعد ذلك استولى عليها الأتراك العثمانيين سنة 1516م، تمكن محمد على والي مصر من بلوغها عندما سيطر على ولاية الشام واستمر سلطانه عليها بين 1830م و1840م. ضرب المدينة زلزال أخر سنة 1872م.
زحف العرب المسلمون عام الستة عشر للهجرة الى جنوب جبال طوروس وضموا المنطقة الجنوبية من اللواء الى حكمهم كان اللواء تابعاً لولاية حلب في فترة الاحتلال العثماني تؤكد مراسلات الشريف حسين مع مكمهون عام ألفٍ وتسعمئة وخمسة عشر على أن المناطق العربية الواقعة جنوب جبال طوروس تعود للدولة العربية الموعودة حين ذاك وهي تعيين للحدود الشمالية للدولة على خط يقع شمال مرسين أضنا الموازي لخط سبعة وثلاثين شمالاً الذي تقع عليه مدن البيرة واورثا ومردين وفديان وجزيرة ابن عمر وعماديا حتى حدود ايران مع بداية الانتداب الفرنسي لسوريا ولبنان تبع اللواء الى ولاية حلب اذ كان ضمن المنطقة الزرقاء التابعة للاستعمار الفرنسي في معاهدة سايكس بيكو بتأكيد واضح على أن المعاهدة اعتبرته أرضاً سوريا وفي معاهدة سيفر عام الف وتسعمئة وعشرين اعترفت دولة العثمانيين المنهارة بعروبة منطقتي الاسكندرون وكليكيا او ما يسمى اليوم أضنا ومرسين وارتباطهما بالبلاد العربية وفقاً للمادة سبعة وعشرين من المعاهدة كان اللواء جزءاً من الدولة السورية العربية عقب الحرب العالمية الأولى سقط بعدها بيد الفرنسين بمعركة ميسلون ليضم بعد توحيد الدويلات السورية الى السلطة المركزية السورية جاء القرار الأممي الذي مهد الى لسلخ اللواء عن سوريا الأم عام الف وتسعمئة وسبعةٍ وثلاثين و عين له حاكم فرنسي في الخامس عشر من تموز عام الفٍ وتسعمئةٍ وثمان وعشرين دخلت القوات التركية بشكلٍ مفاجئ واحتلت مدن اللواء فيما تراجع الجيش الفرنسي الى انطاكية في مؤامرة واضحة بين فرنسا وتركيا قضت بتسليم اللواء الى الأتراك مقابل ضمانٍ أخذه الفرنسيون بعدم دخول الأتراك الى جانب الحلفاء في الحرب العالمية الثانية شكل اجراء فرنسا تخليها عن اللواء لصالح الأتراك مخالفة لصك الانتداب بحد ذاته حيث كانت تنص مادته الرابعة على الزام الدولة المستعمرة باحترام وحدة البلاد الموكلة اليها والحفاظ على سلامة أراضيها وهو مالم يتقيد به الفرنسيون تعتبر كل من أنطاكية واسكندرونة وارسوز والريحانية والسويدية وجبل موسى من أهم مدن اللواء السليب بوقت لا يوجد أي ارقام صحيحة عن العدد الحقيقي لسكانه السوريين بسبب السياسة التركية التي عمدت الى تهجير القسري لسكانه الأصليين إلى الداخل ليحل الأتراك بدلاً عنهم وذلك بعد سلب السوريين أراضيهم دون مقابل لتقوم بعدها بتغيير أسماء شوارعه ومناطقه من العربية للتركية وهو ما زاد من توتر العلاقات السورية التركية خلال العقود الماضية وعمدت الى تقسيم اللواء الى اثنتي عشرة قطعة كي يصعب إعادتها الى الوطن الأم سوريا فيما يشكو ما بقي من السكان السوريين من قمع ثقافي ولغوي وعرقي تمارسه الدولة التركية ضدهم
رغم كل ما شهده لواء اسكندرون من قمع واستهداف لهوية اهله السورية إلا أنهم بقوا متشبثين بها