منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 العنف التربوي ضد الأطفال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

العنف التربوي ضد الأطفال  Empty
مُساهمةموضوع: العنف التربوي ضد الأطفال    العنف التربوي ضد الأطفال  Emptyالأحد 15 أكتوبر 2017, 9:34 am

العنف التربوي ضد الأطفال  424



العنف التربوي ضد الأطفال 


في أحد أيام مدينة نيويورك من عام 1874م لاحظ مجموعة من المواطنين طفلة تُعاني سوءا واسعا في التغذية، وكذا تنامى إليهم صراخها وبكاؤها المتزايدان مع الأيام، ليكتشفوا بعدها حقيقة ما تعانيه من التعذيب على يد أبويها بالتبنّي، الأمر الذي نحا بـ "الجمعية الأميركية لحماية الحيوانات" للحصول على رخصة قانونية لحماية هذه الطفلة على أنها "حيوان"، لتؤدّي هذه القضية إلى استصدار الإذن لإنشاء جمعية نيويورك لمنع القسوة ضد الأطفال في العام التالي مباشرة 1875م[1].

 وبرغم اعتبار البعض الحادثة المذكورة البداية الفعلية لملاحظة العنف التربوي ضد الأطفال في العصر الحديث، وكذا المحاولة الأولى لسنّ القوانين [المدنية الحديثة] التي تجرّمه[1] فإن الأمر نفسه قد تأصل في التاريخ البشري منذ عصوره الأولى، وهو ما تناولته النصوص الدينية بالتأريخ، كقصة النبي يوسف مع إخوته حين ألقوه في البئر صغيرا، وكذا تعامل العرب في الجاهلية مع المولودات بالوأد والقتل خوفا من العار، أو ما سجّله التأريخ الإنساني من امتهان للأطفال في عهود الدولة الرومانية، أو تقديم الأطفال كقربان لآلهة بعض الثقافات القديمة، بل إن لبتير قد ذهب إلى أن العنف كان ضمن الركائز الأساسية في العملية التعليمية التي يحتاج الطالب فيها إلى الضرب المُبرِّح ليتعلّم دروسه ويتقنها[1].

غير أن العنف الأسري -أو التربوي- لم يكن لينشأ من العدم بلا أسباب، ذاتية أو موضوعية، تخلق هذه الظاهرة، وتصنع منها أداة للتقويم السلوكي، وغطاء لنحت الطفل داخل القالب الاجتماعي المرسوم له سلفا، وهو ما أدى إلى استثارة المجال التحليلي بجانبيه (النفسي والاجتماعي) تجاه الأمر، وتناوله على نطاق واسع أُفرِدت له الدراسات بسخاء.
العنف التربوي ضد الأطفال  3206de96-d236-4b2c-a7f0-2c0d8a8d4d35


يُعرّف "الطفل" في اللغة على أنه الصغير من كل شيء، وأصل اللفظ من الطفولة والنعومة، وهو مُستخدم للذكر والأنثى على حد سواء[2]. في حين تنظر الشريعة الإسلامية للطفل -بصفتها منظومة قيمية تنبني لها أحكام على مفهوم الطفولة- على أنه كل إنسان نشأ في بطن أمه جنينا حتى يبلغ سن الحساب[3]، إما بالإدراك البيولوجي أو بالسن المُعيّنة لذاك. وعلى تقارب مع هذا التعريف يأتي التصور السوسيولوجي[*] للطفل، مضيفا معيارا ثالثا لتمييز هذه المرحلة يتوقف على ثقافة كل مجتمع وما تعتبره في ذلك، فمن يعتبره مجتمع ما طفلا قد يعتبره آخر بالغا، والعكس[1].

في حين أن الأمر يتسع قليلا في تعريف العنف التربوي، ففي طرح أعدّه الباحث الزبير مهداد يقول "إن العنف عموما، والعنف التربوي على وجه الخصوص، ظاهرة اجتماعية لها جذور في الثقافة الاجتماعية السائدة والنسق القيمي المهيمن، وسائر مظاهر التنظيم الاجتماعي والسياسي المتحكم فيه"[4]. أو كما وصفه بيير بورديو[5] بنوع من أنواع العنف الرمزي الذي يستخدمه المجتمع -تحت رعاية الطبقة المسيطرة- لإعادة إنتاج الأفراد داخل قالب المواطن المُهيّأ مجتمعيا للاندماج في المجموع والانصهار داخل النظام.
 
أي أن كل مجتمع يمتلك "مشروعا اجتماعيا" يحوله إلى وسيلة من أجل تنشئة أفراده وفقا لما يخدم متطلبات هذا المشروع ويكيّفهم معه، وهو ما تتبناه المدرسة أو المؤسسات التربوية بشكل عام -حسب بورديو-، إذ هو عنف مُوجّه بصورة أكبر من ذلك الذي يتم بشكل أُسري أحادي بين الوالد وولده، والذي يحكمه اللاوعي بصورة طاغية، وهو الأكثر تأثيرا على الطفل لما للأسرة من أثر واسع عليه، كونها عالمه الأعمق ومحيطه الأول في دائرة الحياة، وهو ما ينقسم بدوره إلى فروع تتنوع في ممارسة سلطتها على مكونات الشخصية المادية والمعنوية للطفل.

العنف التربوي من الخارج.. كيف يتم؟

العنف التربوي ضد الأطفال  00000000-0000-0000-0000-000000000000

رصدت الإحصائيات أن نسبة الضرر الجسدي البالغ، الناتجة عن عنف الوالدين، قد تتجاوز حاجز 60%، بواقع 30% لكسور العظام، و24% لإصابات الجهاز العصبي  (فري بيك)

في تقسيم ثلاثي للعنف القائم بين الطفل ومُربّيه يضع الطبيب النفسي، والأستاذ بجامعة الأزهر، علي إسماعيل ثلاثة محاور تقوم على أساسها الممارسات العنيفة في هذا السياق، وهي:

 
1- إساءة المعاملة الجسدية (العنف البدني)

وهو التدخل الفيزيائي من المُربّي لإلحاق الضرر بالطفل، أو هو "الحالة الإكلينيكية المتمثلة في إحداث إصابة عمدا في الأطفال عن طريق هجوم جسدي ناتج عن عدوان من الشخص المنوط به حماية الطفل ورعايته"[6]. فهو استخدام قصدي، وليس مصادفا، للقوة كجزء من تعامل الوالدين، أو من يقوم مقامهما، مع الطفل بغرض الأذى[7].


وقد رصدت الإحصائيات أن نسبة الضرر الجسدي البالغ، الناتجة عن عنف الوالدين، قد تتجاوز حاجز 60%، بواقع 30% لكسور العظام، و24% لإصابات الجهاز العصبي، و10% كنسبة للإصابة بالحروق الجلدية بمختلف درجاتها[1]. كما يحمل الإهمال الجسدي للطفل على عنف بدني من نوع آخر يتم تصنيفه على أنه "عنف بدني سلبي"[1] على خلاف ذلك الذي يُكسّر العظام ويختم بالحروق.


2- إساءة المعاملة الجنسية (العنف الجنسي)

وعلى اتساع تعاريفه يرى الكثير من المتخصصين أن تعريف شيستر وروزبيرج في دراستهما عن العنف الجنسي تجاه الأطفال هو التعريف الأكثر قبولا في هذا النطاق، إذ يعرفانه بـ "ممارسة النشاط الجنسي على طفل أو مراهق غير رشيد دون موافقته أو عن طريق انتهاك المحرمات الاجتماعية"[8].


كما أن هذا النوع لا ينحصر في الوالدين، وإنما يشمل كل من يكبر الطفل في نطاق الأسرة أو العائلة، وهو يتم عن طريق الاستعراض للفعل الجنسي أمام الطفل، أو التحرش به، أو الاعتداء الفعلي عليه باستخدام القوة كما يقول مرازك[9].
 

3- إساءة المعاملة المعنوية (العنف النفسي)

العنف التربوي ضد الأطفال  595c6a78-9b84-451f-8ffc-1a21c7fc4b88

وهو أكثر المحاور الثلاثة اتساعا للجانبين: السلبي والإيجابي، وكذا أكثرهم تعلقا بالبناء الحقيقي للإنسان، لما للدور المعنوي من محورية في حياة الطفل، إذ هو المحدد الأول لمعاييره السلوكية وقيمه الأخلاقية والدينية. وقد ذهب جابارينو وكوتر في دراسة حول الأمر إلى أن أربعة عوامل تساهم بقوة في التحطيم المعنوي للناشئة[10]، وهي: حرمان الطفل من السلوك الإيجابي للآباء كالعناق والمودة، والفشل في إمداده بالعاطفة والمساندة النفسية، أو السماح للسلوك السلبي بإحداث الخلل في العلاقة بين الطفل وأبيه/أمه، أو إنقاص ثقته في نفسه، أو تقليص مهاراته الاجتماعية المطلوبة لأداء أدوراه المجتمعية بشكل متزن.

كما يرى جابارينو ورفاقه[11] أنه أحد صور خمس يحدث فيهن رفض الراشد للاعتراف بقيمة الطفل، أو مهاجمته لفظيا بالسباب أو التحقير من شأنه ومقارنته بالآخرين، بالإضافة إلى عزله عن مجتمعه بما يؤثر على اكتسابه للخبرات الاجتماعية، وكذلك تشجيعه على الإفساد والسلوك المنحرف، ثم يُفرد للإهمال تفصيلا طويلا يبيّن فيه كيفية حدوثه "بدنيا" عن طريق إهمال الرعاية الصحية للطفل أو عدم إمداده بحاجاته الضرورية من المأكل والملبس، و"عاطفيا" عن طريق حرمانه من العاطفة الظاهرة والتقدير والإطراء، أو من خلال إهماله "تربويا" بحجب المنبهات السلوكية عنه مما يُفشِله في الاستجابة الاجتماعية بطريقة مناسبة، مُسببا لنقص في النمو العقلي والانفعالي والمعرفي لديه.


من الداخل الآن.. لماذا يحدث كل ذاك؟
لا يتوارث الناس الأموال فقط. هكذا يرى كابلان وزملاؤه في دراستهم[12] التي تقضي بأن 90% ممن يمارسون العنف تجاه أبنائهم قد فعلوا ذلك إرثا عن آبائهم الذين عنّفوهم من قبل. وفي دراسة أعدتها الباحثة المصرية فاطمة حسن وآخرون[13] على مجموعة من الأُسر بمحافظة الإسماعيلية، وجدوا أن الآباء الذين تعرضوا للعنف في طفولتهم يمارسون الأمر نفسه على أبنائهم بما يفوق غيرهم باثني عشر ضعفا (7 أضعاف للعنف البدني، و5 للمعنوي).

العنف التربوي ضد الأطفال  300

بينما توصل أجيلاند ورفاقه[14] إلى أن 26% من الأمهات اللاتي أصابهن العنف في طفولتهن امتنعوا عن تمريره لأبنائهم، في مقابل 43% من الآباء كرروا الأمر ذاته[15].

 وتنقسم النظريات المفسرة لسبب هذا الانتقال إلى عدد من الأطروحات المتباينة، حيث يرى فيليب باركر[16] أن اللاوعي في الأبناء يحتوي على النموذج الأبوي الذي يجب أن يكون عنيفا، وهو ما يشرح تبنّيهم لهذا النموذج حين يصبحون آباء.


على الجهة الأخرى تقف نظرية بولبي[1] بتفسيرها العميق القائل إن التقارب الشديد الذي يحدث بين الرضيع ومن يرعاه يقدم نموذجا أوليا للعلاقات اللاحقة، فتتولد لدى الطفل خبرات تتوقع الحصول على هذا الاهتمام وقت الحاجة، وهو ما ينعكس عند الطفل المحروم من الاهتمام في طفولته بالصورة التي تفقد الثقة في الفوز به عند الأزمات، ومن ثم تنهار قدرته على بذل ما افتقده هنا، فيلجأ إلى العنف المعنوي ضد أبنائه دون وعي.


وعن السمات الأساسية للأسرة الراعية للعنف يظهر أثر التعليم بقوة، حيث وُجِد أن العنف كأسلوب عقاب يحقق العلامة الكاملة بين الأمهات الأميّات، بينما تستخدم 85% من الحاصلات على الشهادة الابتدائية الوسيلة نفسها، في مقابل 44% لصاحبات المؤهلات المتوسطة، و41% للجامعيات اللاتي يمتلكن العلامة الكاملة في الأساليب التشجيعية للطفل[17].

تلعب الضغوط الاجتماعية التي تتعرض لها الأسرة والتهميش الذي تتعرض له -نتيجة للظروف السياسية- دورا محوريا في توجيهها نحو الحل الأسهل في تقويم السلوك

العنف التربوي ضد الأطفال  300

كذلك تلعب الحالة الاقتصادية المتردية دورا حقيقيا في رفع التوازن من موضعه وتفعيل الاضطراب النفسي عند الوالدين، والتي يراها الزبير المهداد المحرك الأساسي للبناء الثقافي في المجتمع، فكلما اضطرب الاستقرار الاقتصادي اختلّت البنية الثقافية وطغى الحل الحاد على المشهد[18]، فالأسرة الفقيرة أكثر عنفا وأقل صبرا مع أبنائها من الأسرة الميسورة، وهكذا.


إلى جانب هذا تلعب الضغوط الاجتماعية التي تتعرض لها الأسرة والتهميش الذي تتعرض له -نتيجة للظروف السياسية- دورا محوريا في توجيهها نحو الحل الأسهل في تقويم السلوك، حيث يرى بليسكي أن ما يحدد إيذاء الطفل هو "خلل التوازن بين الضغوط التي تتعرض لها الأسرة ومصادر التدعيم المتاحة، فكلما ازداد حجم الضغوط بأنواعها عن التدعيم المتاح تزداد احتمالية حدوث العنف"[19].

الطفل والمنظومة والأسرة.. بين المطرقة والسندان
"يقول الأب: أنت تذبح وأنا أسلخ، أنت تقتل وأنا أدفن، لك اللحم ولي العظم. هذه الأمثال تؤكد للطفل بشكل قاطع أنه لا مفر له من الخضوع للعنف والقسوة، وأن جسده مستباح للضرب، وكرامته مستباحة للإهانات والشتائم، ولا مجال للتفكير في تدخل أي شخص لحمايته"[20]، بهذا التعليق يحلل الباحث الزبير مهداد العلاقة التبادلية بين الأسرة -متمثلة في الأب- والمنظومة التعليمية -بمثال المُعلِّم- نحو قولبة الطفل في إطار محدود، وهو الإطار الذي تفرضه الطبقة المسيطرة في نظرية بورديو في كتابيه "العنف الرمزي" و"إعادة الإنتاج"، لإعادة تشكيل الإنسان -الطفل- داخل هيئة المواطن المطلوب لموافقة النموذج القائم في المجتمع.

 



وهو العنف الذي يرى عبد الكريم بكار[21] الأسرة فيه كالسندان الذي يؤازر المطرقة، فهي تضع له اللمسة الأخيرة من خلال تكسير العظام والسلخ والدفن إذا ذبح المُعلِّم وقتل واستأسر باللحم. "فإذا كانت المؤسسة التعليمية وظيفتها الأساسية الحفاظ على الهيكل الاجتماعي فإنه ينبغي على المُدرِّس، حسبما تفرضه التقاليد التربوية، أن يعلم الطفل ويروضه على الطاعة والامتثال واحترام الأبوين والسلطات"[22] عن طريق القمع السلطوي والعنف والتهديد كما هو مأثور في نطاق الأسرة[23].


وعن تلك النظرة التربوية للطفل يقول الزبير إن نوع العلاقة التربوية التي يكوّنها المدرسون مع التلاميذ تتأسس على الصورة النمطية والأحكام المسبقة التي كوّنوها عن أنفسهم وطبيعة وظيفتهم التربوية وعن الطفولة وطبيعة الشخصية الاجتماعية، فهم يرون أنفسهم ممثلين عن المجتمع الذي يخوّلهم بتهيئة هؤلاء الأطفال وفق خطته، وأن شكل المعاملة اللائقة هنا "ينبغي أن يعتمد على الإكراه والعقاب والترويض العنيف".
 

ولأن العنف سلوك قوامه إنكار الآخر وتبخيسه، وعدم الاعتراف به كقيمة مساوية للأنا تستحق الحياة والاحترام -حسب الزبير أيضا- فإن الطفل داخل المنظومة يتحول من كونه إنسانا يحمل حق الاختيار وتقرير المصير، بل وتبادل المنفعة التعليمية، كما يقول جاك رانسيير[24]، إلى قاصر عديم الفعالية ذي طبيعة فاسدة، وأن دور التربية إصلاح هذه الطبيعة الضالة وتطويعها داخل البناء الاجتماعي، وهو ما تقوم به المؤسسة التعليمية/الترويضية من جهة واضحة لخدمة من يحتاج إلى تنميط المجتمع[25]، وما تقوم به هذه الفئة المقولبة للمجتمع بصورة خفية حين يرى المواطن/الأب نفسه عاجزا اقتصاديا ومجتمعيا عن أي شيء، فيلجأ إلى استرداد كرامته من أبنائه بعنف مضاد[26].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

العنف التربوي ضد الأطفال  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العنف التربوي ضد الأطفال    العنف التربوي ضد الأطفال  Emptyالأحد 15 أكتوبر 2017, 9:36 am

ما بعد العنف.. كيف يستجيب الطفل؟

العنف التربوي ضد الأطفال  B9161868-88dd-4c3e-8fd7-e5bafe38d515

يشير الباحثون إلى أن المراهقين الذين يعانون العنف الأسري غالبا ما يعانون من معوقات في الارتقاء النفسي والمعرفي والانفعالي على حسب المرحلة الارتقائية التي اصطدمت بها سفينة العنف التربوي، وشكل ومقدار هذه الصدمة[27].


ويرى كل من مان وديرموت أن الكثير من الأطفال المارين تحت العصا يكتسبون آلية عدوانية في التفاعل مع الأمور الحياتية، حتى بعد أن تتوقف الممارسة العنيفة عليهم[28]. كما أن الطفل قد يلجأ إلى إجراءات الدفاع البدائية كالإنكار (إنكار حدوث الاعتداء)، والإسقاط (إسقاط الاعتداء في اللاوعي)، والانشقاق (نسيان هذه الخبرة تماما) حتى يستطيع الطفل الاحتفاظ بخياله الذي يصور له أنه يمتلك والدا جيدا[1].


لكن ينبّه الطبيب النفسي علي إسماعيل على أن احتمالية ممكنة لفشل الانشقاق والإسقاط في إخفاء هذه الخبرة التي يحاول الطفل إنكارها فيصيبه الخلل في تصنيفه للأفراد وحصره في صورة جامدة: إما الكل جيد وإما لا، وهو ما يخلق بداخله الخوف والرهبة من الآخر[29] بالدرجة التي تسهل التحكم به وتطويعه كما ذهب التفسير السابق عن دور مؤسسات التطويع في صياغة الإنسان على هذا النمط.

العنف التربوي ضد الأطفال  362fcb72-8f05-4498-ab11-02d71778b7d1

وفي دراسة بعنوان "الوحدة النفسية وعلاقتها بمفهوم الذات" التي ترى أن "ثمة خبرة شعورية مؤلمة يعيشها الفرد نتيجة لشعوره بافتقاد التقبل والحب والاهتمام من الآخرين، بحيث يترتب على ذلك العجز عن إقامة علاقات اجتماعية مشبعة بالألفة والمودة والصداقة الحميمة، فيشعر الفرد بأنه وحيد رغم كونه محاطا بالآخرين"[30]، وهو ما اصطلح عليه بالوحدة النفسية التي تمتاز عن الانفراد النفسي بكونها أمرا إجباريا لا يختار المرء فيه لنفسه الانعزال، بحسب ما تقوله الدراسة نفسها.
 

والسؤال:

 هل يحمل الأمر، في النهاية، من الإيجابيات ما قد يُرى أثره في بحر السلبية المُغرِق؟ وهل كانت التشوهات اللانهائية التي تتسع لها نفس الطفل المُمارس ضده كل هذا العنف، بأشكاله المتباينة، عبارة عن أثر جانبي لحل مفيد؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه خللا لا يحمل الاتزان؟ فمن عدوانية تهدد التماسك المجتمعي والسلم العام، إلى حالة اعتمادية تتلاشى معها استقلالية الفرد، وصولا إلى عزلة نفسية تقتصه من مجتمعه وذاته: يغيب دور الإنسان داخل جماعته الإنسانية، ويتلاشى أثره الإيجابي في صنع قرارها، بل ويساهم في تمرير العنف كحلٍّ تتوارثه الأجيال في تقويم بعضها البعض.
 

فلو كانت الإحصاءات -المذكورة سلفا- تشير إلى تناسب الممارسة العنيفة عكسيا مع مقدار الوعي والتعليم، فهل تلعب التوعية العلمية والدينية دورا حقيقيا لإرجاء العنف -كحل أخير- عند تقويم السلوك، فلا يلجأ المربي إلى الأشد إذا كان الأخف يحقق المطلوب؟ وإن كان، فالسؤال سيبقى: كيف يمكن أن يحدث ذاك؟

 السوسيولوجيا: علم الاجتماع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

العنف التربوي ضد الأطفال  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العنف التربوي ضد الأطفال    العنف التربوي ضد الأطفال  Emptyالأحد 15 أكتوبر 2017, 9:38 am

قلق الطفولة.. اضطرابات نفسية تهدد مستقبل الطفل

من الطبيعي أن تحفز المواقف غير المألوفة أو الصعبة مشاعر القلق لدى الناس باختلاف أعمارهم، وتتراوح مشاعر القلق تلك من عدم الارتياح وصولا إلى الذعر التام وذلك اعتمادا على الشخص والموقف الذي يمر به، لذا قد لا يختلف القلق عند الأطفال كثيرا عن قلق الكبار في ماهيته، فالقلق في كلتا الحالتين عبارة عن مشاعر بشرية طبيعية، إذ يحفز قدرة الجسم على مواجهة الخطر وحمايتنا كبشر من التهديدات المحيطة.(1)


فالقلق عند الأطفال -في مستوياته المعتدلة- عبارة عن عملية طبيعية وجزء لا يتجزأ من حياتهم، كالكبار تماما، إذ يحدث قلق الطفولة عند طفل واحد -على الأقل- من بين كل 4 أطفال بين سن 13 و18 عاما، لكن رغم انتشار قلق الطفولة إلى هذا الحد فإن نسبة انتشار اضطرابات القلق الحاد لدى الأطفال بين 13 و18 عاما حوالي 6%، أي أن اضطرابات قلق الطفولة الشديدة تركت دون علاج في حوالي 6% من الأطفال وهو ما يعتبر مشكلة في غاية الخطورة، ذلك لأن تراكم اضطرابات القلق في الطفولة -نتيجة لعدم قدرة الأطفال على التكيف معها والتغلب عليها- يرتبط ارتباطا وثيقا بحدوث الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب، ومرض الفصام عند البالغين، بالإضافة إلى العديد من الأمراض النفسية والعقلية التي يتعرض لها الأطفال فيما بعد مرحلة البلوغ.(2)


قلق الطفولة.. منهجية التقلص وسلوك الانسحاب

العنف التربوي ضد الأطفال  300

يظهر قلق الطفولة مع الأطفال الذين لا يمتلكون القدرة على التعبير عن أنفسهم أو مشاعرهم بشكل فعال على صورة خلل في السلوك مثل الانهيار أو المعارضة أو حتى العدوانية

يتسع مفهوم اضطرابات قلق الطفولة ليشمل عدة اضطرابات أخرى مثل: اضطراب القلق العام، والقلق الاجتماعي، وكذلك اضطراب قلق الانفصال، واضطراب الهلع، بالإضافة إلى الخرس (الصمت) الاختياري، والفوبيا (الرهاب) من أشياء محددة بعينها. وفقا للباحثين وخبراء الصحة النفسية فإن 9% من الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة ابتداء من سن الرابعة يعانون من اضطراب قلق الطفولة، كما يعانون من اضطراب قلق الانفصال في سن السادسة، بينما في سن العاشرة يعانون من اضطراب القلق العام، كل ذلك مع غطاء قوي من القلق الاجتماعي خلال فترة الطفولة المتأخرة بداية من سن الثالثة عشر وصولا إلى نهاية مرحلة الطفولة في سن الثمانية عشر.(3)
 

يظهر اضطراب القلق عند الأطفال في الكثير من الحالات عن طريق الانسحاب من المواقف التي تثير المخاوف والتقليص من الأشياء والأفعال التي تحفز الضغوطات، فيظهر سلوك الانسحاب الذي لا يمكن إدارته أو التحكم فيه من قبل الأطفال كاستجابة إلى الحاجة الماسة للخروج من الوضع غير المريح، لكن غالبا ما يُساء فهم هذا السلوك، إذ يتم تفسيره على أنه حالة من العدوانية والمعارضة والغضب. تقول الدكتورة لورا براجر (مديرة خدمة طوارئ الطب النفسي للأطفال في مستشفى ماساتشوستس العام) إن قلق الطفولة يعتبر واحدا من تلك التشخيصات فائقة التخفي التي من الممكن أن تبدو مثل الكثير من التشخيصات الأخرى، خاصة مع الأطفال الذين لا يمتلكون القدرة على التعبير عن أنفسهم أو مشاعرهم بشكل فعال من خلال الكلمات، أو الأطفال الذين لا يستمع إليهم من حولهم، وبالتالي يظهر قلقهم على صورة خلل في السلوك مثل الانهيار أو المعارضة أو حتى العدوانية، وهو ما يفسره من حولهم على أنه نوع من الغضب وليس اضطراب من اضطرابات القلق.(4)

 

قلق الطفولة.. من اضطراب الانفصال إلى الاضطراب الاجتماعي
يعاني العديد من الأطفال من قلق الانفصال الطبيعي بين سن 18 شهرا و3 سنوات، وهو قلق طبيعي يتعرض له الأطفال عندما يخرج أحد الوالدين من المنزل أو يختفي عن الأنظار أو يتركهم بمفردهم، بينما يتحول هذا القلق الطبيعي إلى اضطراب قلق الانفصال -كجزء أصيل من اضطرابات قلق الطفولة- عندما يحدث في الأطفال الأكبر سنا، إذ يعاني الطفل من القلق المفرط عند الابتعاد عن والديه أو أحد أفراد أسرته، فلا يقوي على الذهاب إلى النوم بمفرده ولا يقدر على ترك المنزل والذهاب إلى المدرسة، فيؤثر اضطراب قلق الانفصال على 4% من الأطفال، إذ يحدث عند الأطفال في سن السادسة، بينما يكون أكثر شيوعا في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و9 سنوات. ويمكن الاطلاع على المزيد حول اضطراب قلق الانفصال من خلال الفيديو التالي:(5)





يعاني العديد من الأطفال -أيضا- من اضطراب القلق العام، وهو القلق المفرط والمستمر بشأن العديد من الأشياء المختلفة مثل: الصحة أو العائلة أو المدرسة أو الاختبارات أو المال أو السفر وغيرها من الأشياء التي تشغل تفكير الطفل خلال حياته اليومية، فيؤثر اضطراب القلق العام في 3.1% من سكان الولايات المتحدة الأميركية، أي ما يصل إلى 10 ملايين شخص بالغ. ويمكن الاطلاع على المزيد حول اضطراب القلق العام من خلال هذا الفيديو: (6)






بالإضافة إلى اضطراب قلق الانفصال واضطراب القلق العام، يعاني الكثير من الأطفال -بداية من سن الثالثة عشر- من اضطراب القلق الاجتماعي، ووفقا للجمعية الأميركية للقلق والاكتئاب فإن اضطراب القلق الاجتماعي يؤثر في حوالي 15 مليون شخص أميركي بالغ، وهو عبارة عن اضطراب يعاني فيه الفرد من القلق الشديد والتوتر الزائد في المواقف التي يشعر فيها بأنه في بؤرة التركيز، أو عند التحدث أمام الغرباء حيث يشعر بالقلق خوفا من أن يتم الحكم عليه من قبل الآخرين. ويمكن الاطلاع على المزيد من المعلومات حول اضطراب القلق الاجتماعي من خلال هذا الفيديو:(7)


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

العنف التربوي ضد الأطفال  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العنف التربوي ضد الأطفال    العنف التربوي ضد الأطفال  Emptyالأحد 15 أكتوبر 2017, 9:39 am

ما السبب وراء اضطرابات قلق الطفولة؟
لا يوجد سبب أساسي واضح -إلى الآن- مسؤول عن حدوث اضطرابات القلق لدى الأطفال، حيث يعتقد خبراء الصحة النفسية أن القلق نابع من تشابك العديد من المسببات التي يؤدي كل منها دورا في ظهور اضطرابات القلق، فيلعب كل من علم الوراثة والجينات وكيمياء الدماغ الحيوية دورا جوهريا في إثارة اضطرابات القلق -جنبا إلى جنب- مع السلوكيات المكتسبة ونمط المعيشة وأسلوب الحياة المسبب للإجهاد والتوتر. فتؤثر الجينات على كيمياء الدماغ وتنظيم النواقل العصبية، حيث إن الطفل الذي يعاني أحد أفراد عائلته من القلق يكون لديه فرصة أكبر لتطوير اضطرابات القلق في طفولته المبكرة، بالإضافة إلى ذلك فقد تمهد التحولات الرئيسة والظروف المعيشية والاضطرابات الحياتية التي تحدث في حياة الطفل مثل تعرضه للاعتداء أو خسارة أحد أفراد أسرته أو حتى الانتقال من مدينة إلى أخرى إلى الإصابة باضطرابات القلق في مرحلة الطفولة.(Cool
 

فيؤثر اضطراب قلق الطفولة على حياة الطفل بكافة جوانبها، ففي الغالب يتجنب الأطفال التحدث عما يمرون به خوفا من عدم تفهم آبائهم وتوجيه النقد لهم أو اتهامهم بالضعف والخوف والجبن، وبالتالي فإنه يمكن التعرف على الأعراض المميزة لاضطرابات القلق من خلال طريقة تفاعل الأطفال مع حياتهم الاجتماعية بشكل عام، حيث يعد سلوك الطفل في المنزل والمدرسة مؤشرا مهما يمكن الاسترشاد به.
 

تتميز أعراض وعلامات اضطرابات قلق الأطفال بانتقائيتها وخصوصيتها حيث تختلف الأعراض باختلاف نوع الاضطراب، لكن يمكن تحديد الأعراض العامة لاضطرابات القلق عند الأطفال في الخوف والقلق المفرط وعدم القدرة على التحكم في المخاوف والسيطرة عليها، وكذلك الغضب وضعف التركيز والتهيج وحدوث الشد العضلي، بالإضافة إلى آلام البطن والإرهاق المستمر والإعياء المتوالي أثناء ساعات النهار، وكذلك الأرق واضطرابات النوم.(9)
 

قلق الطفولة.. بوابة الاضطرابات النفسية عند البلوغ
تشير العديد من الأدلة إلى أن اضطرابات قلق الطفولة مسؤولة بشكل جوهري عن حدوث العديد من الاضطرابات النفسية والعقلية للأطفال بعد المرور بسن البلوغ، ففي إحدى الدراسات المطولة التي تمت بإنجلترا قام الباحثون بدراسة 500 طفل (ذكر) منذ سن الولادة وحتى 18 و21 عاما، خلال هذه الفترة تم توجيه العديد من الأسئلة -لأمهات الأطفال- التي توضح كافة التحولات الجوهرية، والظروف الحياتية والمعيشية التي مر بها الأطفال، وبعد وصول الأطفال إلى مرحلة البلوغ والشباب قام الباحثون بفحص أدمغتهم باستخدام تكنولوجيا التصوير بالرنين المغناطيسي، حيث كشفت الدراسة أن الأطفال الذين تعرضوا لاضطرابات القلق أو مروا بحياة صعبة قبل سن السادسة كانوا أكثر عرضة للانعزال والاكتئاب عند البلوغ.(10)

العنف التربوي ضد الأطفال  D2306df8-0bc3-4c36-b5ff-e8f4a6eee6f1

كما ترتبط اضطرابات قلق الطفولة ارتباطا وثيقا بالاضطراب ثنائي القطب ومرض الفصام، إذ تشير الأدلة أن اضطرابات القلق عند الأطفال تلعب دورا أساسيا في الإصابة بمرض الفصام والاضطراب ثنائي القطب بعد البلوغ، فوفقًا لإحدى الدراسات التي استعرضت الأبحاث التي تمت بين عامي 1966 و2004 فإن ما بين 30% إلى 85% من الأفراد الذين يعانون من اضطرابات طيف الفصام قد مروا باضطرابات القلق في مرحلة ما في سن الطفولة.(11) أما وفقا للجمعية الأميركية للقلق والاكتئاب فإن العديد من الأطفال المصابين بالاضطراب ثنائي القطب يعانون من اضطراب قلق واحد -على الأقل- من اضطرابات قلق الطفولة، وبما أن عمر بداية اضطرابات القلق غالبا ما يسبق سن بداية الاضطراب ثنائي القطب، فإن اضطرابات قلق الطفولة تعتبر عنصرا جوهريا في الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب في مرحلة الطفولة المتأخرة ومرحلة البلوغ.(12)
 

الوصمة الاجتماعية عقبة علاج اضطرابات قلق الطفولة
العديد من الآباء والأمهات يرفضون الاعتراف بوجود قلق الطفولة لدى أبنائهم رغم وجود أعراض الاضطراب، بل يجدون في الاعتراف به وصمة اجتماعية، وهو ما يؤدي إلى أن الكثيرين من الأطفال يستمرون في المعاناة من اضطرابات قلق الطفولة لمدة تتراوح بين عامين وسبعة أعوام قبل أن يتقبل الآباء المشكلة، والبدء في رحلة التكيف والعلاج مع أطفالهم، وهو ما يمنع الطفل من القدرة على التعامل مع القلق منذ بدايته، مما يحرم الطفل من فرصة جوهرية لتعلم كيفية إدارة القلق والتكيف معه، بل والتخلص منه بسهوله.
 
فيما يتعلق باضطراب القلق الاجتماعي فإن 36% من الناس الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي لا يسعون إلى طلب المساعدة إلا بعد مرور 10 سنوات أو أكثر على ظهور أعراض الاضطراب، وبالتالي فتعتبر أفضل طريقة للتعامل مع القلق عند الأطفال هي اعتراف الوالدين بوجوده والتيقن بمدى ضرره وتأثيره السلبي فيما بعد مرحلة المراهقة والشباب، ثم البدء في إجراء النقاشات والتحدث مع الأطفال عن الضغوط التي يعانون منها ودعمهم دون الخجل مما يمرون به.
 
فتشمل علاجات اضطرابات قلق الطفولة كلا من العلاج الدوائي والسلوكي، أما عن العلاج الدوائي فلا بد أن يتم تحت إشراف الطبيب المعالج أو أخصائي الصحة العقلية الذي سيحدد نوعية اضطراب القلق الذي يعاني منه الطفل وبناء عليه يتم تحديد العلاج الدوائي المناسب. أما عن العلاج المعرفي السلوكي فهو يعتبر حلا جوهريا لعلاج اضطرابات القلق لدى الأطفال، فوفقا لنوعية القلق الذي يعاني منه الطفل يتم وضع خطة لمساعدته على تعزيز الأفكار والاعتقادات الإيجابية، إذ يجرب الطفل طرقا جديدة للتفكير ويحاول التصرف في الحالات والمواقف التي يمكن أن تسبب القلق بطرق مختلفة، كذلك بتعلمه لمهارات التكيف مع القلق والتعامل مع الإجهاد عبر تقنيات الاسترخاء.(13)

كما ترتبط اضطرابات قلق الطفولة ارتباطا وثيقا بالاضطراب ثنائي القطب ومرض الفصام، إذ تشير الأدلة أن اضطرابات القلق عند الأطفال تلعب دورا أساسيا في الإصابة بمرض الفصام والاضطراب ثنائي القطب بعد البلوغ، فوفقًا لإحدى الدراسات التي استعرضت الأبحاث التي تمت بين عامي 1966 و2004 فإن ما بين 30% إلى 85% من الأفراد الذين يعانون من اضطرابات طيف الفصام قد مروا باضطرابات القلق في مرحلة ما في سن الطفولة.(11) أما وفقا للجمعية الأميركية للقلق والاكتئاب فإن العديد من الأطفال المصابين بالاضطراب ثنائي القطب يعانون من اضطراب قلق واحد -على الأقل- من اضطرابات قلق الطفولة، وبما أن عمر بداية اضطرابات القلق غالبا ما يسبق سن بداية الاضطراب ثنائي القطب، فإن اضطرابات قلق الطفولة تعتبر عنصرا جوهريا في الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب في مرحلة الطفولة المتأخرة ومرحلة البلوغ.(12)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
العنف التربوي ضد الأطفال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  علم النفس التربوي والإجتماعي.
» العنف من وجهة نظر نفسية واجتماعية
» ثالوث العنف الصهيوني
» إبراهيم كشت في ثقافة العنف
» تجاهل أحداث العنف في الجامعات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الحياة الاسريه والامومة والطفولة :: تربية الابناء-
انتقل الى: