ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: “سوق الأحد” الفرنسي… مساحة “شعبية” صامدة في وجه الاستهلاك الإثنين 16 أكتوبر 2017, 9:31 am | |
| “سوق الأحد” الفرنسي… مساحة “شعبية” صامدة في وجه الاستهلاك
باريس – “القدس العربي”:لا يزال السوق أيام الآحاد لدى الفرنسيين جميعا، مساحة “شبه مقدسة”. فهو الملتقى الأسبوعي الذي لم تستطع “البرجوازية” القائمة تحطيم رمزيته، التي تعد من أقوى مشاهد الشعبية المتوارثة في المدن الفرنسية. فهو استطاع الصمود في وجه كل الأسواق الجاهزة، والسوبرماركت، وبقي يحظى أسبوعيا بشعبية من كل الطبقات الاجتماعية.ففي باريس، برغم أن المحال تغلق، يبقى سوق الأحد هو المساحة الصباحية التي تمتد إلى الظهيرة، إحدى ملامح الأحياء السكنية وأقواها، والوحيد الذي يعيد معنى التعارف الأهلي ويعطي بعضا من صور النسيج الاجتماعي للحي الباريسي. حيث قد يلغي هذا السوق أي فروقات اجتماعية بين الزبائن، فهو قد يزوره البرجوازيون والطبقة المتوسطة والعمال والطلبة وحتى العاطلين من العمل، وكل واحد سيجد ضالته فيه. وربما يتعرف الناس إلى بعضهم فيه لأول مرة ويتحدثون حيث الحياة تفرض نمطا يصعب فيه إلقاء التحية لسكان البناية عينها.وتمتاز هذه الأسواق التي تقام على شكل “أكشاك”، بأنها متواضعة وتتميز برخصها عن المأكولات والخُضَر التي تباع في الأفران أو في السوبرماركت الكبيرة، من “مونوبري” و”كازينو” وغيرها. وأيضا تتميز بأنها تفتح فرصة للمزارعين العاديين وأصحاب الشركات الصغيرة و”الناشئة” في فرض بضاعتهم والتنافس عليها، في جو أشبه بالأسواق الشعبية عربيا، وللمفارقة فإن كثيرا من العرب يستخدمون هذه الأكشاك لبيع بضاعتهم من الفواكه والخضر، حيث هناك غالبية غربية تستحوذ على هذه الأسواق وتجارتها.يقول روبان دومي (31 عاما) أنه يحب سوق الأحد لأنه يستطيع أن يشتري كل أغراض أسبوعه وما يحتاجه من خضر وفواكه بنصف السعر الذي عليه أن يدفعه في الأيام العادية للسوبرماركت او الأسواق الأخري، مضيفا: “لا أتخيل أني أستطيع أن ابدأ اسبوعي من دون سوق الأحد. اجد أني أفتتح الأسبوع عبره. ولا أختمه. فهو بداية لخطة غذائية محكمة ومنظمة ماليا وصحيا، لأستعد لأسبوع جيد”. يشتري روبان الذي يعيش مع صديقته في شقة في أحد أحياء “شاتليه”، كل الخضر اللازمة واللحوم من المزارعين الذين يأتون من محيط باريس وشمال فرنسا ومنطقة النورماندي. “أشتري من هنا دجاجا ولحوما صحية وخضرًا من نوع “بيو”، رخيصة ومباشرة من مزارعيها. اشعر أن هذا شيء لم تقهره الأسواق العادية ولن تستطيع″، مشيرا إلى أن فكرة الشراء من السوبرماركت تزعجه، “إنه أمر مزعج للغاية أن تشتري بضاعة لا تعرف فعليا أي شيء عنها. إنها مجردة من معناها. فقط للاستهلاك. في السوق قد يروي لك البائع قصة ما عن دجاجاته أو قد يخبرك متى جاء بالبيض الذي تشتريه وكيف أخذه صباح الأحد مثلا من المزرعة. إنها تفاصيل صغيره لكنها مهمة جدا في حياتنا التي يأكلها الاستهلاك”.محمد زروق، بائع مغربي، يهتم بكشك واسع لبيع الخضر والفواكه، يقول: “فكرة هذا السوق مريحة ليس فقط للزبائن بل أيضا لنا. نستيطع من خلال هذا السوق الاستفادة من المساحة من دون دفع أموال طائلة لإيجارات محال أو إشغال مساحة. فهذا مكلف للغاية في فرنسا، نحن علاقتنا فقط مع البلدية وندفع أشياء بسيطة ونبيع خُضَرنا من إسبانيا وفرنسا بشكل عام وبعضها نشحنه من بلاد المغرب العربي. البيع ناجح ومفيد ومثمر”، موضحا: “قوة هذا السوق تتميز بأنه ملتقى كبير. لسكان الحي أو المدينة نفسها. وفيه ترى أفرادا من كل الثقافات”.تضيف أجواء السوق، أيضا حميمة ما. حيث يوجد أيضا باعة جوالون أو بسطات صغيرة لبيع مأكولات منزلية، لنساء أو شباب وطلاب، يبيعون مأكولات شعبية من بلادهم، خصوصا المأكولات المغربية والأفريقية والإسبانية، إضافة إلى الحلويات. وتتوزع أيضا بعض أكشاك بيع الكتب والفيديو والزهور. تقول يولاند (27 عاما): “أتجول في السوق أحيانا فقط للتسلية. حتى لو لم اشتر شيئًا. أنزل مع رفاقي لتناول الفطور ونشرب القهوة معا. الجو مسلٍ للغاية. ترى الناس وضجيجا لن تشهدة في باقي نهار يوم الأحد. إنها بدياة نهار مثمر للجلوس والاستمتاع″. |
|