عرض لأبرز اهتمامات اليوم للصحف الأوروبيّة
تناولت الصحف الصاردة اليوم ببلدان أوروبا الغربية التحدي الانفصالي في كاتالونيا، ودخول اليمين المتطرف للبوندستاغ لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، والجدل حول منع استعمال مادة الغليفوسات، بالإضافة إلى عدد من المواضيع الوطنية المتفرقة.
وهكذا، تناولت الصحف الإسبانية آخر تطورات الأزمة الكتالانية قبل دخول تطبيق الفصل 155 من الدستور حيز التنفيذ وهو البند الذي يتيح للحكومة المركزية الإسبانية التدخل مباشرة لوقف المسلسل الانفصالي وتعليق الحكم الذاتي الذي يتمتع به الإقليم. وسجلت صحيفة " البايس " أن أولى الخلافات بخصوص الأزمة الكتالانية بدأت تظهر بين الحزب الشعبي الذي يقود الحكومة والحزب العمالي الاشتراكي أبرز تشكيل في المعارضة الذي يدعم ويساند تفعيل الفصل 155 من الدستور .
وأوضحت الصحيفة أن الحزب العمالي الاشتراكي يعتبر أنه يجب تعليق تطبيق هذه المادة من الدستور إذا ما وافقت الحكومة الكاتلانية على الدعوة إلى إجراء انتخابات جهوية دون أن تعلن عن استقلال الإقليم بينما يرى الحزب الشعبي أن هذا الأمر " لن يكون كافيا ولابد من استعادة الشرعية والتعايش إلى المنطقة قبل إجراء أية انتخابات " .
ومن جهتها كتبت جريدة " إلموندو " تحت عنوان " الحكومة غير متوافقة مع الحزب العمالي الاشتراكي .. انتخابات جهوية لن تجنب تفعيل الفصل 155 من الدستور " أن الحكومة المحلية لإقليم كتالونيا منقسمة بدورها حول الخطوات التي يجب اعتمادها من أجل الخروج من الأزمة.
وأضافت بينما يضغط بعض أعضاء هذه الحكومة من أجل الدعوة إلى تنظيم انتخابات جهوية بالمنطقة يطالب آخرون بالإعلان عن استقلال الإقليم.
أما جريدة " لاراثون " فأكدت بدورها أن رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي قرر تفعيل الفصل 155 من الدستور حتى وإن لم يجد الدعم والمساندة من طرف الحزب العمالي الاشتراكي الذي يرى ضرورة التطبيق التدريجي لهذا البند من الدستور أي اعتماده على مراحل وفق ما ستقوم به الحكومة المحلية لكتالونيا.
وأضافت الجريدة أن ماريانو راخوي يعتبر أن إقالة الحكومة المحلية لكتالونيا وعلى رأسها كارليس بيغدومنت وكذا استعادة الشرعية عنصران ضروريان في هذه المرحلة.
وفي ألمانيا، ركزت الصحف على الجلسة الاولى للبرلمان الالماني (البوندستاغ) التي انعقدت أمس الثلاثاء.
وكتبت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" أن الجلسة "التاسيسية" للبوندستاغ كانت " مثيرة للاهتمام ، وعرفت زخما وعدوانية وتحذيرات وانذار ، لكن لم يكن هناك ملل"، مضيفة أن البوندستاغ تحول إلى برلمان حقيقي "يعكس بذلك أصل هذه الكلمة التي تحيل الى الحديث والمحاججة والنقاش".
وأضافت أن البرلمان هو قلب الديمقراطية؛ مشيرة الى أن فولفغانغ شويبله ، الرئيس الجديد للبوندستاغ، قدم، في خطابه مذكرة صاغ فيها قواعد النجاح لمواجهة الخلافات داخل البرلمان.
وعلقت صحيفة "الغماينه تسايتونغ" على فشل حزب البديل في الحصول على أحد مناصب نواب رئيس البرلمان الذي رشح له النائب البريشت غلاسر، الذي لا يعترف بالاسلام كدين، معتبرة أن "كل الذين يعتقدون أنهم يجب عليهم بالضرورة اختيار حزب البديل من اجل المانيا، يمكن أن يفعلوا ذلك، ولكن كل البرلمانيين، الذين هم على اقتناع بأن ألبرشت غلاسر ليس جديرا بمنصب نائب رئيس للبوندستاغ الألماني، يمكن لهم التصويت ضده ".
وترى صحيفة "دي فيلت" أن " شويبله القى خطابا عظيما بصفته رئيسا للبرلمان ، دافع عن كرامة البرلمان ضد ادعاءات الشعبويين، مؤكدا أن " لا احد يمثل الشعب وحده ".
وذكرت الصحيفة أن البوندستاغ لا يعني فقط "التوافق الأساسي"، ولكن أيضا "التنوع "، مضيفة أن عملية التعلم ستكون مثيرة للاهتمام. وكتبت صحيفة "فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ" ان النائب البرلماني عن الحزب الديمقراطي الحر أوتو زولمس هيرمان حذر في كلمته الافتتاحية من الإقصاء أو تشويه السمعة، غير أن تغيير البرلمان لنظامه لقطع الطريق على نائب حزب البديل عزز ادعاءات الحزب بالظهور بمظهر الضحية.
واهتمت الصحف الإيطالية بتعثر مشروع قانون الانتخابات بمجلس الشيوخ بقرار إدارة الرئيس الأمريكي فرض قيود إضافية على لاجئي 11 دولة.
وذكرت صحيفة "لاستامبا" انه بعد مصادقة مجلس النواب على قانون الانتخابات في إيطاليا تجري حاليا مناقشته في مجلس الشيوخ وسط احتجاجات شديدة من قبل حركة خمس نجوم التي تعترض كليا على بعض بعض بنود المشروع.
وأشارت إلى أن حركة خمسة نجوم تعترض على مشروع القانون لأنه يشجع الائتلافات، التي تعترض عليها الحركة بشكل قاطع. بينما يؤيده كل من الحزب الديمقراطي الحاكم الذي ربط التصويت على هذا المشروع بالتصويت على الثقة لتمرير تعديلات أثارت الكثير من الجدل . كما يحظى بدعم من الحزب الشعبوي اليميني "ليجا نورد" وحزب "فورزا إيطاليا" المحافظ.
من جانبها، اعتبرت صحيفة "كوريري ديلا سيرا" أن مناقشة هذا المشروع المقرر أن تتم المصادقة عليه بشكل نهائي غدا الخميس بالمجلس، تعيقها العديد من التعقيدات خلافا لما كان عليه الأمر بمجلس النواب.
دوليا ، تطرقت صحيفة "ريبوبليكا" إلى قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض قيود إضافية على لاجئي 11 دولة الذي أثار العديد من تظاهرات في جميع أنحاء الولايات المتحدة . وسجلت ان قرار الرئيس الأمريكي أثارت حالة واسعة من الفوضى والارتباك سادت في صفوف المواطنين المعنيين بهذا القرار سواء في الولايات المتحدة أو خارجها.
وأشارت إلى أن قاضية فيدرالية أصدرت أمرا بوقف مؤقت لترحيل حاملي التأشيرات أو اللاجئين العالقين بالمطارات الأمريكية، وذلك بعدما رفعت منظمة الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية دعوى قضائية ردا على القرار التنفيذي لترامب.
وفي بلجيكا، واصلت الصحف اهتمامها بالنقاش حول منع الغليفوسات وحماية الأشخاص الذين يكشفون عن معلومات لها علاقة بالشأن العام في الاتحاد الأوروبي. وتساءلت (لوسوار) حول مستقبل الغليفوسات، وهي مبيدات الأعشاب الأكثر جدلا في الاتحاد الأوروبي، في وقت ينتظر فيه أن يصوت الدول الأعضاء اليوم الأربعاء على تجديد الترخيص باستعماله.
وبالنسبة ل(ليكو) فإن منع الغليفوسات أصبح قضية سياسية " حيث أن 3ر1 مليون أوروبي وقع على عريضة ضد استعمال هذه المادة، وهو ما يفرض على أي مسؤول عدم تجاهل الأمر ".
وفي موضوع آخر، سلطت (لاليبر بلجيك) الضوء على تصويت أمس الثلاثاء بالبرلمان الأوروبي لفائدة حماية أكبر للمبلغين عن المخالفات، مشيرة إلى أن هذا القرار غير الملزم يدعو المفوضية الأوروبية إلى اقتراح حماية مكثفة للأشخاص الذين يكشفون عن معلومات تهم الشأن العام في مجموع بلدان الاتحاد.
وفي فرنسا تطرقت الصحف بدورها للنقاش الجاري حول منع مادة الغليفوسات ، اذ كتبت صحيفة (ليبراسيون) تحت عنوان "فلاحة : عصرنة" ان الانتاجية المدعومة كيميائا، ساهمت اكثر من اي وقت مضى في زيادة المردودية الفلاحية وادت الى انخفاض اسعار المواد الغذائية.
واضافت الصحيفة انه من الواضح ان هذه المادة التي لطالما استفاد منها الاقتصاد، تنطوي على مخاطر حقيقية على الصحة العامة، مشيرة الى انها تؤشر ايضا على احتكار خطير للشركات متعددة الجنسيات للسلسلة الغذائية العالمية.
من جهتها قالت صحيفة (لوفيغارو) ان اجندة مخطط الاستغناء عن هذه المادة ادت الى خلافات بين نيكولا هولو، وزير الانتقال البيئي وستيفان ترافير وزير الفلاحة.
واضافت الصحيفة ان حدة النقاش ازدادت بين الوزيرين، مشيرة الى انه بعد العديد من الخلافات التي طفت مؤخرا على السطح حول عدد من القضايا ها هما اليوم ينقلان خلافاتهما الى مادة الغليفوسات.
وفي بريطانيا، اهتمت الصحف بالفيتو الروسي ضد قرار أممي حول سوريا والهجوم الإلكتروني الذي استهدف مصحة للتجميل بلندن. وتوقفت (الغارديان) عند اعتراض موسكو على مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة لمجلس الأمن يهدف إلى تمديد التحقيق في استعمال الأسلحة الكيميائية في سوريا، مشيرة إلى أن هذه هي المرة التاسعة التي تستعمل فيها روسيا حق الفيتو لحماية حليفها الروسي.
من جانبها، سلطت (الديلي تلغراف) على التحقيق الذي فتحته الشركة البريطانية حول هجوم إلكتروني استهدف أحد أكبر مصحات التجميل بلندن، حيث اشارت إلى أن المصحة أعربت عن صدمتها لهذا الهجوم الذي استهدف عددا من الزبناء.
وحسب (الديلي ميل) فإن الهجوم على المصحة التي تستقطب عددا من المشاهير قد يكون من تدبير (دار أوفرلورد) الذي كان وراء الهجوم الذي استهدف أرضية نتفليكس التي تبث المسلسلات والأفلام والأشرطة الوثائقية. أما في سويسرا، فقد علقت الصحف على الصعود القوي لليمين المتطرف في ألمانيا والنمسا بعد الانتخابات التشريعية في البلدين.
وكتبت (لوطون) تحت عنوان " الومضات الأولى لحزب البديل من أجل ألمانيا في البوندستاغ " أن التعايش يبدو صعبا داخل البرلمان الفدرالي بعد دخول حوالي مائة نائب من هذا الحزب إلى البرلمان لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.
من جانبها، توقفت (لاتريبون دو جنيف) عند دعوة زعيم المحافظين في النمسا سيباستيان كورز للحزب اليميني المتطرف من أجل الدخول في محادثات في أفق تشكيل تحالف معه بعد 17 سنة من مغادرته السلطة.
واعتبرت (24 أور) أن السياق السياسي الأوروبي أصبح ملائما لصعود الأحزاب الشعبوية والمادية للهجرة بما فيها النمسا حيث أن رئيس أكبر حزب قومي هينز كريستيان ستراخ حرص على تلميع صورة تشكيلته.