"بلفور 100": الاحتفال بمائة عام من الظلم والاضطهاد
ستيوارت ليتلوود* – (أميركان هيرالد تربيون) 17/10/2017
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
في 7 تشرين الثاني (نوفمبر)، سوف يُقام في قاعة ألبرت الملكية الشهيرة في لندن "حدث فريد يجمع
المسيحيين واليهود معاً للاحتفال بمرور قرن على إعلان بلفور وكل ما قاد إليه".
سوف يمد المسيحيون أيديهم لدعم المجتمع اليهودي ودولة إسرائيل، أو هكذا يزعم المنظمون. وتقول الدعاية
التي تضج بالمغالاة: "رؤيتنا لإقامة حدث كبير في قاعة ألبيرت الملكية هي رؤية طموحة، ونحن ندرك
اعتمادنا على الله لإتاحة كل عنصر فيها. سوف يتعقب البرنامج المسائي تاريخ عمل الله، مروراً بإعلان
بلفور، والذي بلغ ذروته في استقلال دولة إسرائيل الحديثة. سوف نستخدم الرقص، والأفلام والاستكتشات
الدرامية لإيضاح كيف أن الله استخدم كلاً من المسيحيين واليهود على حد سواء لتحقيق العودة النبوئية
للشعب اليهودي من المنفى إلى وطنهم الإنجيلي القديم، "إسرائيل".
ويضيف الإعلان: "سوف يقرأ القادة المسيحيون بيانات تعكس رغبة المسيحيين في...:
• إعادة التواصل مع التراث الروحي للرجال العظماء الذين اعتنقوا فكرة استعادة إسرائيل في أرضها؛
• تذكُّر إعلان بلفور والشراكة اليهودية-المسيحية التي جعلت منه حقيقة واقعة؛
• الاعتراف بفشل بريطانيا في الوفاء بنية إعلان بلفور من خلال انتدابها فلسطين؛
• إعادة تكريس أنفسنا كمسيحيين لدعم إسرائيل والمجتمع اليهودي. ويجب تذكُّر أن قاعة ألبرت الملكية
كانت المكان الذي شهد احتفال اللورد بلفور مع الجالية اليهودية بمنح بريطانيا حق الانتداب على فلسطين.
يتذكر البقية منا بطبيعة الحال آرثر بلفور باعتباره المحافِظ البغيض الذي مكّن "إعلانه" الأحمق الصهاينة
الذين ليست لهم أي روابط موروثة أو صلة تتعلق بالأسلاف بالأرض المقدسة، من طرد وسجن وإساءة
معاملة الفلسطينيين الذين لديهم كل هذه الروابط والصلات.
كان ذلك من عمل الله، كما يقال لنا! ولذلك، لا بأس به إذن. ولكن، وبينما نستعيد رباطة جأشنا، يمكننا أن
نتساءل عن أي نوع من المسيحيين المشوهين هم الذين حلموا بهذه العربدة في قاعة ألبرت، وكيف أمكن أن
يكون إعلان بلفور وإرثه المثير للغثيان من عمل "الله"، وكم من الرجال "العظماء" كانوا من بين الجناة.
دعونا نعرض إعلاناً آخر -إعلان القدس عن الصهيونية المسيحية، التصريح المشترك الذي أصدره رؤساء
الكنائس المسيحية الفلسطينية، والذي:
• يرفض عقائد الصهيونية المسيحية باعتبارها تعاليماً زائفة تفسد الرسالة الإنجيلية؛
• يرفض تحالف قادة الصهيونية المسيحية مع عناصر في حكومات إسرائيل والولايات المتحدة؛ وأيضاً،
• يرفض تعاليم الصهيونية المسيحية التي تروج للتفرد العنصري وتدافع الحرب الدائمة.
من دواعي الحمد أن عظة ألقاها مؤخراً مايكل دو، داعية "غريس إن" في دير وستمنستر، أضافت بعض
السياق المهم المفقود في النشرة الترويجية لحفل قاعة ألبرت الملكية: "لقد أتاح إعلان بلفور إنشاء إسرائيل.
كما قال إنه لا ينبغي القيام بشيء ’قد يضر بالحقوق المدنية والدينية للمجتمعات غير اليهودية الموجودة في
فلسطين‘. وعلينا نحن البريطانيين الذين قدمنا ذلك الإعلان مسؤولية غير مكتملة عن ضمان تنفيذه".
حتى نتوخى الدقة، قال تعهد بلفور "على أن يُفهم جلياً" أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق
المدنية والدينة لغير اليهود. ما الذي لا يجب فهمه؟ لكن هذا الجزء نُسي تماماً في غضون 30 عاماً وما
يزال يتم تجاهله حتى اليوم.
من الذي يقف وراء هذا الاحتفال المتذلل. "بلفور 100". مَن هو الذي يقف خلف "بلفور 100"؟ من الصعب
معرفة ذلك. ويقول الموقع الإلكتروني لمجلس القيادة اليهودية إن لجنة إدارة "بلفور 100" تتألف من 30
منظمة يهودية بريطانية ومنظمات دفاع إسرائيلية، لكنه لا يسميها. ومع ذلك، سوف يكون بين هؤلاء عدد من
المسيحيين المزيفين السعيدين بالتغطية على طموحات الصهاينة الخفية.
من الواضح أن هؤلاء المزيفين تجاهلوا صرخة طلب المساعدة التي صدرت قبل أشهر فقط عن التحالف
الوطني للمنظمات المسيحية في فلسطين وتوجهت إلى مجلس الكنائس العالمي وكامل الحركة المسكوبية. وقد
وقعت ذلك النداء 30 منظمة في القدس والضفة الغربية وغزة.
تقول المنظمات المسيحية الفلسطينية: "إننا ما نزال نعاني من 100 عام من الظلم والاضطهاد اللذين لحقا
بالشعب الفلسطيني بدءاً من إعلان بلفور غير الشرعي... وقد مرت مائة عام وما تزال العدالة غائبة! ما
تزال ممارسات التمييز واللامساواة، والاحتلال العسكري والقمع هي القاعدة... على الرغم من كل الوعود،
واجتماعات القمة التي لا تنتهي، وقرارات مجلس الأمن، ودعوات القادة الدينيين والمدنيين -ما يزال
الفلسطينيون يتطلعون إلى نيل حريتهم واستقلالهم، ويسعون إلى العدالة والمساواة".
وتنتهي رسالة الكنائس بهذه الكلمات: "لقد تخطت الأمور حد الإلحاح. إننا على حافة انهيار كارثي... يمكن
أن تكون هذه فرصتنا الأخيرة في تحقيق السلام. وكمجتمع فلسطيني مسيحي، يمكن أن تكون هذه فرصتنا
الأخيرة لإنقاذ الوجود المسيحي على هذه الأرض".
بنت الملكة فكتوريا قاعة ألبرت الملكية لتخليد ذكرى زوجها وقرينها المحبوب الأمير ألبرت. وسوف أراهن
على أن السماح لعلم قوة عسكرية مارقة خارجية بأن يرفرف من هذا المبنى الرائع، أو يتم عرضه في
داخلها، سوف يجعل كليهما يتقلبان في قبريهما الرخاميين في فرونغمور.
وإذا رافقت تيريزا ماي ضيفها بيبي نتنياهو إلى الحفل الراقص في قاعة ألبرت الملكية، فإنها ستمنحه هو
ونظامه الوحشي انتصاراً دعائياً كبيراً.
*عمل على الطائرات المقاتلة في سلاح الجو الملكي البريطاني. وتولى مناصب متعددة في المبيعات
والتسويق في مجال التصنيع، والنفط والإلكترونيات. وهو مشارك رفيع في العدد مع العديد من مؤسسات
الاستشارات الصناعية. خريج معهد تشارترد للتسويق، ويحمل درجة البكالوريوس في علم النفس من جامعة
إيكستر.
Balfour 100: Celebrating 100 Years of Injustice
and Oppression
On 7 November, in London's famous Royal Albert
Hall, there's to be "a unique event drawing
Christians and Jews together in celebration of
the centenary of the Balfour Declaration and
all that it led to."
Christians will be reaching out to support the
Jewish community and the state of Israel, or so
the organisers claim.
"Our vision to stage such a big event at the
Royal Albert Hall is ambitious and we recognise
our reliance on God to enable every aspect of
it.The evening's programme will follow the
history of God's work through the Balfour
Declaration that culminated in the independence
of the modern state of Israel. We will use
dance, film, song and drama sketches to
illustrate how God used both Christians and
Jews to fulfil the prophesied return of the
Jewish people from exile to their ancient
biblical homeland Israel," says the blurb.
And it adds: "Christian leaders will read
statements that will reflect Christians' desire
to...
Reconnect with the spiritual heritage of godly
men who espoused the restoration of Israel to
her Land;
Remember the Balfour Declaration and the
Jewish-Christian partnerships that made it a
reality;
Recognise the failure of Britain to fulfil the
intent of the Balfour Declaration through the
mandate for Palestine;
Rededicate ourselves as Christians to support
Israel and the Jewish community."
And the Royal Albert Hall, we are reminded, is
where Lord Balfour celebrated with the Jewish
community the granting to Britain of the
Mandate for Palestine.
The rest of us of course remember Arthur
Balfour as the Tory twit whose lamebrain
'Declaration' made it possible for Zionists who
have no ancestral links to the Holy Land to
dispossess, lock up and abuse Palestinians who
do.
It was God's work, we're told. So that's
alright then And while we recover our composure
we may well ask what kind of warped Christians
dreamed up this Albert Hall caper, how the
Balfour Declaration and its sickening legacy
could possible have been "God's work", and how
many "godly men" were among the perpetrators.
Then let's cut to another declaration -- The
Jerusalem Declaration on Christian Zionism, a
joint statement by the heads of Palestinian
Christian churches, which
rejects Christian Zionist doctrines as false
teachingthat corrupts the biblical message;
rejects the alliance of Christian Zionist
leaders with elements in the governments of
Israel and the United States; and
rejects the teachings of Christian Zionism that
advance racial exclusivity and perpetual war.
Thankfully, a sermon recently delivered in
Westminster Abbey by Michael Doe, Preacher of
Gray's Inn, added some important context
missing from theRoyal Albert Hall's promo
patter:"The Balfour Declaration made way for
the creation of Israel. It also said that
nothing should be done 'which may prejudice the
civil and religious rights of existing non-
Jewish communities in Palestine'.We British who
made the Declaration have an unfinished
responsibility to ensure its implementation."
To be precise Balfour's pedge said "it being
clearly understood"that nothing should be done
to prejudice the rights of non-Jews. What's not
to understand? But that bit was conveniently
forgotten within 30 years and is shrugged off
today.
Who is behind this cringe-making celebration?
Balfour 100. Who is behind Balfour 100? It's
hard to know. The Jewish Leadership Council's
website saysthat the Balfour 100 steering
committee is comprised of 23 British-Jewish
communal and Israel advocacy organisations but
doesn't name them. Among those, however, will
be a number of fake Christians who are happy to
stooge for the Zionists' vile ambitions.
These pseuds have apparently ignored the cry
for help issued only months ago by the National
Coalition of Christian Organizations in
Palestine to the World Council of Churches and
the entire ecumenical movement. It was signed
by over 30 organisations in Jerusalem, the West
Bank and Gaza and can be read in full here.
They say: "We are still suffering from 100
years of injustice and oppression that were
inflicted on the Palestinian people beginning
with the unlawful Balfour declaration.... A
hundred years later and there is still no
justice! Discrimination and inequality,
military occupation and systematic oppression
are the rule.... Despite all the promises,
endless summits, UN resolutions, religious and
lay leader's callings – Palestinians are still
yearning for their freedom and independence,
and seeking justice and equality."
The churches' message ends with these ominous
words: "Things are beyond urgent. We are on the
verge of a catastrophic collapse.... This could
be our last chance to achieve a just peace. As
a Palestinian Christian community, this could
be our last opportunity to save the Christian
presence in this land."
The Royal Albert Hall was built by Queen
Victoria to commemorate her beloved husband and
consort Prince Albert. I'll wager the idea of
the flag of a rogue foreign military power
fluttering from this fine building, or
displayed inside, would have both of them
spinning in their marbled vault at Frogmore.
And if Theresa May accompanies her guest Bibi
Netanyahu to the Albert Hall shindig she'll
hand him and his cruel regime a huge propaganda
victory.