مسؤول في حركة الجهاد لـ «القدس العربي»: ميلادينوف وغرنبيلات كاذبان وردّنا على استهداف النفق سيكون مختلفا شكلاً وتوقيتاً ومكاناً
أشرف الهور:
Nov 16, 2017
عزة ـ «القدس العربي» : حمل مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي في تصريحات لـ «القدس العربي»، إسرائيل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع على حدود غزة، ودعاها لـ «انتظار» رد جناح حركته المسلح، على عملية تدمير «نفق المقاومة»، واستشهاد 12 ناشطا، في الوقت الذي تواصلت فيه حالة التوتر القائمة على طول الحدود، من خلال قيام جيش الاحتلال بإغلاق مناطق قريبة من «غلاف غزة».
واتهم داوود شهاب مسؤول المكتب الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي، إسرائيل بـ»ممارسة العدوان» على قطاع غزة، لافتا إلى إنها قامت بخرق اتفاق التهدئة الموقع عام 2014 مئات المرات، من خلال أفعال يومية تمارسها ضد سكان قطاع غزة، مشيرا إلى أن حادثة النفق شكلت «عدوانا» كبيرا على القطاع.
ودافع المسؤول في حركة الجهاد عن حق المقاومة الفلسطينية في امتلاك هذه الأنفاق التي وصفها بأنها «دفاعية» لحماية قطاع غزة، حال قامت إسرائيل بأي هجوم أو حرب جديدة، خاصة في ظل قيام جيش الاحتلال بإجراء مناورات مستمرة على الحدود، منها ما حاكى عملية احتلال قطاع غزة، أو شن حرب أخرى.
وأكد أن المقاومة الفلسطينية بما فيها الجناح العسكري لحركة الجهاد «سرايا القدس» تستعد جيدا لكل الاحتمالات، مضيفا «نحن لدينا تجهيز كبير، لمواجهة أي عدوان إسرائيلي قادم». وعاد شهاب وحمل الاحتلال مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، بعد قيامه باستهداف النفق، واستشهاد 12 ناشطا من حركتي الجهاد الإسلامي وحركة حماس.
وسألت «القدس العربي» القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، إن كانت حركته سترد، بعد مرور أكثر من أسبوعين على عملية استهداف النفق، فقال «الحركة تدرس كل الخيارات للرد على هذا العدوان»، مضيفا «الرد سيكون مختلفا من حيث الشكل والتوقيت والمكان»، ودعا إسرائيل كذلك لأن «تقلق» من الرد المنتظر.
ووضعت الجهاد الإسلامي لافتة كبيرة على إحدى «نقاط الرصد» التابعة لسرايا القدس قرب الحدود الفاصلة مع إسرائيل، كتب عليها بلغة التهديد «بدأتم بالنار فتحملوا لهيبها»، حيث جرى كتابة النص باللغتين العربية والعبرية، وشملت اللافتة الكبيرة صورة للنشطاء الذين قضوا في حادثة النفق.
إلى ذلك حذر شهاب إسرائيل من مغبة الإقدام على شن أي هجوم آخر على قطاع غزة، وقال «عليهم أن يتوقعوا أي شيء تفعله المقاومة، للرد على هذه العدوان».
وكان التوتر بين المقاومة وإسرائيل بدأ بعد قيام إسرائيل بشكل مباغت بقصف «نفق» لحركة الجهاد يقع عند الحدود الفاصلة شرق مدينة
خانيونس نهاية الشهر الماضي، ما أدى إلى استشهاد 12 ناشطا، بينهم عشرة من الجهاد واثنان من حماس، وقامت إسرائيل بعد إعاقة طواقم الإنقاذ لعدة أيام بانتشال جثث خمسة نشطاء من الجهاد، كانوا في منطقة داخل النفق قريبة جدا من الحدود، ولم تقم بإعادتهم حتى اللحظة إلى قطاع غزة. إلى ذلك انتقد شهاب التصريحات الأخيرة للمنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، والمبعوث الأمريكي للمنطقة جيسون غرينبلات، التي حملت إدانة للفصائل الفلسطينية بالعمل على توتير الأوضاع في غزة. وأكد أن مثل هذه التصريحات، هي من شجعت إسرائيل على «ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني». واتهم المنظمة الدولية بـ» الكيل بمكيالين»، في تعاملها مع الملف الفلسطيني، وقال مهاجما كلا من ميلادينوف وغرنبيلات «هؤلاء كذابون ومخادعون ولا يريدون الاستقرار في المنطقة». وقال «من يريد الاستقرار عليه أن يتوجه للمجرم الحقيقي، ويلوم المعتدي ويوقف جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، الذي يدافع عن نفسة وفق ما أقرت الشرعية الدولية».
وتطرق إلى خروقات إسرائيل المتكررة للتهدئة، ومعرفة ميلادينوف جيدا بالتزام الفصائل الفلسطينية بهذه التهدئة القائمة منذ عام 2014، رغم استمرار الحصار الإسرائيلي. كما استهجن عدم تطرق هؤلاء المبعوثين إلى التهديدات التي أطلقها قادة تل أبيب، وفق مقدمتهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الجيش أفيغدور ليبرمان، وقادة الجيش تجاه القطاع خلال الأيام الماضية.
وكان نتنياهو قد توعد بضرب غزة، وقال إن لإسرائيل «يدا قوية وصعبة على كل من يحاول مهاجمتها»، وجاء ذلك بعد تسجيل مصور للجنرال يوآف مردخاي، منسق أعمال حكومة الاحتلال في المناطق الفلسطينية، توعد فيه حركة الجهاد. كما جاءت تصريحات شهاب في الوقت الذي تتواصل فيه حالة التوتر على طول الحدود الفاصلة بين قطاع غزة والمناطق الإسرائيلية، بعد قيام إسرائيل بمزيد من الإجراءات الأمنية تحسبا لأي طارئ، خاصة وأنها تتوقع ردا من قبل حركة الجهاد على عملية استهداف نفق المقاومة.
وكشفت تقارير إسرائيلية جديدة أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر «الكابينيت»، قرر نشر منظومة «القبة الحديدية» المضادة لصواريخ المقاومة الفلسطينية، في مناطق قريبة من مدينة تل أبيب، تحسبا لرد محتمل من قطاع غزة.
ووفقا لهذه التقارير التي تناقلها العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن هذه القرارات المتتابعة من حكومة تل أبيب، تأتي في ظل مؤشرات لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية برد محتمل من الجهاد الإسلامي على تفجير النفق.
وترافق ذلك مع قيام قوات الاحتلال، بحظر التنزه في ثلاثة مواقع قريبة من قطاع غزة، خشية تعرض سكانها للاستهداف.
وشملت عملية المنع كلا من تلة الأجراس، وتلة نزميت، والنصب التذكاري، وجميعها تقع على مقربة من الحدود الفاصلة عن القطاع، إضافة إلى إغلاق شاطئ منطقة «زيكيم» المحاذي لقطاع غزة، ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية، لقطات مصورة للاستعدادات العسكرية الإسرائيلية في محيط قطاع غزة، أظهرت إغلاق طرق تقع في مناطق الحدود، وصورا للدبابات العسكرية التي دفع بها الجيش مؤخرا لمناطق الغلاف.
وفي سياق متصل قامت قوات إسرائيلية مدرعة بتنفيذ عملية توغل برية، على الحدود الشرقية لمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وقال شهود عيان إن عددا من الجرافات العسكرية الإسرائيلية، توغل خارج الشريط الحدود الفاصل شرق رفح، انطلاقًا من ثكنة عسكرية.
وباشرت تلك القوة المتوغلة على الفور أعمال تجريف، وسط مساندة من قوات أخرى تمركزت على مقربة من المكان، وتحليق مكثف لطائرات الاستطلاع «بدون طيار»، كما قامت الجرافات المتوغلة بوضع «سواتر ترابية».