منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 المهام "القذرة"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

المهام "القذرة" Empty
مُساهمةموضوع: المهام "القذرة"   المهام "القذرة" Emptyالسبت 18 نوفمبر 2017, 10:00 pm

المهام "القذرة"

المهام "القذرة" Untitl16
يمثّل "ابن سلمان" فرصة ذهبية لـ "ترمب" لتقويض أسوأ تركة تركها أوباما له في آراء الأول المعلنة والخاصة دوما، وهي اتفاق إيران النووي المكبل لأيدي الإدارة الأميركية الجديدة في التعامل معها.  

 
عندما قطعت "رويترز" يوم الاثنين، 12 (نوفمبر/تشرين الثاني)، بتقريرها المفاجئ(23) باحتجاز رئيس الوزراء اللبناني المستقيل "رفيق الحريري"، وجزمت عن طريق مصادر لبنانية مقربة منه بأن الرياض "استقبلته بأسوأ طريقة ممكنة وأجبرته على الاستقالة"، لم يكن العالم بحاجة إلى تفسير لمشهد بدا واضحا، بشكل كبير، في ساعاته المبكرة، لكن تأكيد الوكالة الإخبارية العالمية الأولى للأمر، وحتى بعد مقابلة الحريري المتلفزة يومها أيضا(24)، قطع الشك كليا: لقد فعلتها الرياض، وأقدمت على احتجاز رأس دولة أخرى، ما وُصف في أوساط التحليل العالمية كونه فعلًا جديدًا من نوعه وغير محسوب، بأفضل التعبيرات، متهورًا بلا رؤية وبغرور قوة عاتٍ، على أوقعها.
 
بدأ الأمر منذ لحظات مبكرة عام 2013، ما يمكن اعتباره ضربة بداية "الفتى الأعجوبة"(25) بتعبير محللي فورين بوليسي الشهيرين "أرون ديفيد ميلر" و"ريتشارد سوكولسكي"، عندما حسم "ابن سلمان" المعركة الفرنسية لتزويد الجيش اللبناني بعقد "دوناس" والثلاثة مليارات دولار، وأصبح مشرفا كاملا عليها، ما عنى تحكمه شبه الكامل في تنسيق الأمر مع مقاولي الدفاع الفرنسيين، ومع النظام اللبناني. كانت الضربة إشعارا واضحا في البلاط الملكي بأن السلمانية قادمة، وأنه حتى التويجري، رجل التكنوقراط الأقوى وذراع الملك عبد الله الأهم وقتها، لن يكون قادرا على إيقافها.
 
كانت الرياض، رفقة القصر الجمهوري القاهري، أحد أول المهنئين العالميين، وبترحيب حقيقي وحار، بفوز الرئيس الأميركي الحالي "دونالد ترمب"، عنى ذلك بالنسبة للمملكة عامة إطلاق يدها بشكل أكثر رحابة ضد طهران، على الجبهات السورية والعراقية وكالة وتنسيقا بالجماعات والتنظيمات المسلحة هناك، ضد كل أذرع إيران العسكرية "حزب الله/المليشيات السورية الشيعية/قافلة المليشيات العراقية"، وعنى لابن سلمان بشكل خاص أن طريقه أصبح مفتوحا، بمباركة البيت الأبيض، للعرش، ما أدّى إلى امتلاكه لأدوات أكبر لإطلاق أزمات كبرى يمرر بها انقلاباته الراديكالية لتأمين عرشه، ولشغل منافسيه ومعارضيه الإقليميين أو تحييدهم على أقل تقدير، كأزمة قطر وأزمة لبنان مؤخرا.

لكن الأهم هو قدرة تلك الأدوات على محو منافسيه الرئيسين: الأمير "محمد بن نايف"، صديق مجتمع الاستخبارات الأميركي الأول والأوثق، والأمير "متعب بن عبد الله"، المتحكم في القوة السعودية العسكرية الوحيدة الخارجة عن نطاق سيطرة الأمير السلماني المتسرع، محاولا الآن في زمن ما بعد متعب السيطرة عليها، وهو ما أبلغ به الأمير "خالد بن عياف آل مقرن"، المسؤول الجديد عن الحرس الوطني، وآمرا إياه أن يبلّغ ضباط الحرس الوطني الأساسيين برسالة نصية: "لقد انتهى زمن الأمير متعب"(26).


عندما زار(27) فتى ترمب المدلل وصهره الأثير، كبير مستشاري الرئيس "جاريد كشنر"، الرياض على رأس وفد رفيع المستوى قبيل ليلة الخناجر الطويلة واستقالة الحريري بعشرة أيام، أطلق ترمب العنان لنظام سعودي جديد من نوعه، يوشك على نسف كل توازنات القوى المؤسسة للدولة السعودية الثالثة، يؤسس لعقد اجتماعي داخلي غير ديني ولا علماني، ارتجالي بلا تصنيف، ويضرب بقوة أي محاولة لتغيير الأنظمة الإقليمية العسكرية الراسخة، ويسير على دليل استعمال ابن زايد الأثير، ويوجّه حربته، العشوائية وغير الدقيقة والمحملة بمئات المليارات من الدولارات وعقود الأسلحة وشبكات القوة، تجاه هاجسه الأول "طهران"، متحالفا في سبيل ذلك مع الشيطان إن لزم الأمر، أو بعبارة أدق: مقيما علاقة طالما حرّمها النظام الملكي السعودي تحريما تاما مع عدوه "الافتراضي" الأول سابقا: تل أبيب.

 
يمثّل "ابن سلمان" فرصة ذهبية لـ "ترمب" لتقويض أسوأ تركة تركها أوباما له في آراء الأول المعلنة والخاصة دوما، وهي اتفاق إيران النووي المكبل لأيدي الإدارة الأميركية الجديدة في التعامل معها. تحت غطاء الاتفاق، المهندس إيرانيا ببراعة دبلوماسية أشادت بها طبقة الأبحاث الأميركية حينها، تتحرك إيران بجوار حليفتها "موسكو" لتكوين نظام إقليمي بمنزلة "حلف وارسو" هائل الحجم، لا سيطرة فيه للولايات المتحدة، ولا هيمنة فيه إقليميا للاعبين الخليجيين الرئيسين، ويتم التعامل فيه بندّيّة مع تل أبيب، وتحصل منه موسكو على قبضة حديدية على أوروبا، وتكتسب فيه إيران طريقا معبدا بلا مضايقات واشنطن.

 
يرى ترمب المشروع الإيراني المفترض خطرا داخليا قبل أي شيء، سياسيا قبل أن يكون فعليا، وتراه تل أبيب تهديدا بالغا، وهو أمر يستثمره نتنياهو بأفضل شكل ممكن على المستوى الإسرائيلي المحلي، ورأته الرياض سابقا تهديدا لزعامتها السنية المفترضة للمنطقة، وهيمنتها بالتالي، قبل أن تتحول الرؤية إلى التعامل معه كـ "تهديد وجودي"، لا سعودية في وجوده.

 
برغم كل ذلك، وعلى الأرجح، لن يشهد الاتفاق النووي أي انسحاب أميركي مفاجئ تماهيا مع الأمنية السعودية الثابتة، وهي المعارضة للاتفاق أثناء إدارة أوباما كونه المتسبب الأساسي في توتر طرقات "الرياض-واشنطن" وقتها. ولن يُقدم ترمب على الأرجح على خطوة كهذه، لأن ذلك يعني ببساطة إطلاق يد طهران لاستهداف كل المصالح الأميركية كما السابق، أمر يقره معهد بروكنجز نفسه لدرجة إطلاقه لمقال تحذيري(28)، كتبه رئيس المعهد "جون آلن" رفقة مدير أبحاث المؤسسة "مايكل أوهانلون"، داعين لانتهاج "إستراتيجية احتواء لا معاداة" لنفوذ طهران. بشكل أوضح: لا يُنصح بطريق الرياض.
 
المهام "القذرة" Untitl17
من اليمين: وزير الخارجية الإيراني "جواد ظريف"  رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر صالحي، من اليسار: وزير الخارجية الأميركي "جون كيري"، ووزير الطاقة الأميركي إيرنست مونيز، أثناء مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني - لويزيانا - 26 (مارس/آذار) 2015 

في أروقة بلاط آل سلمان، يعرف الجميع على الأرجح، وعلى رأسهم "ابن سلمان" نفسه، أن تكلفة الحرب اللبنانية بالوكالة بين الرياض وطهران لن تتحملها المملكة الساخنة بأي شكل. فمن ناحية، لا يمكن التعامل مع حزب الله اللبناني كمليشيا تقليدية، أو حتى غير تقليدية، ويصنّف عسكريا كونه أسفل الجيوش النظامية بنزر يسير جدا، ممتلكا شبكة علاقات دبلوماسية واسعة، إقليمية وفي بعض دول العالم، رغم تصنيفه على قوائم الإرهاب الرئيسة، وممتلكا لأكبر شبكات لوجستية وسياسية بالداخل اللبناني، ولجهاز استخباراتي شديد التنظيم يقارن بأجهزة دول إقليمية عتيقة كالجار الأردن، ولأكبر حاضنة شعبية هناك، وحالة استقرار داخلية مع أطياف لبنان الأخرى، حتى السنية منها، لكن الأهم: شبكة صواريخ تُقدّر على الأقل بـ 100 ألف صاروخ متنوع أرضي ومضاد للسفن، وترفعها بعض التقديرات إلى 150 ألفًا، وتستطيع الوصول إلى قلب الرياض بسهولة.
 
برغم ادّعاء السعودية أن الصاروخ الباليستي المطلق على الرياض قادمٌ رأسًا من طهران، إيراني الصنع والتهريب، فإن هذا الادعاء المستخدم ضمن ذرائع تحركات "ابن سلمان" الأخيرة لا دليل قاطع عليه. بينما تعرف الأوساط العسكرية أن اليمن، وتحديدا بعض فرق الصواريخ القديمة من نظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، لديها القدرة على إنتاج صاروخ باليستي كبركان H2، المطور 
من سكود-بي الروسي، كما أثبتت ذلك ستراتفور نفسها في (يوليو/تموز) الماضي(29). إضافة إلى أن ذلك التوجه الاستخباراتي جعل الشبهات(30)، غير المثبتة بأي شكل، تحوم حول ضلوع سعودي أو إماراتي في اغتيالات لعلماء روس داخل اليمن، يُعتقد بعملهم على تطوير تلك الصواريخ أيضا لصالح الحوثيين، حلفاء علي عبد الله صالح وفرق الصواريخ الموالية له. ولكل ذلك، يمكن بداهة استنتاج ما يمكن أن تفعله القدرات الصاروخية لتنظيم متطور عسكريا كحزب الله حال اشتعال حرب.
 
على الأرجح، وبتتبع الإشارات السابقة المتتالية في السنوات الأخيرة، لا مانع لدى الرياض من التنسيق، وربما مساعدة وتمويل، ضربة إسرائيلية لحزب الله. يمحو هذا السيناريو المُراد الكثير من على كواهل الرياض، تضرب فيه إسرائيل حزب الله في حرب مفتوحة لطالما مثّلت وستمثّل جزءا من القاموس الإسرائيلي، وتسير فيه المملكة بلا عناء التورّط في مستنقع آخر جوار كارثة اليمن الفاشلة عسكريا وسياسيا، وتنشغل به إيران لفترة ليست بالقصيرة، وتعمل فيه الآلة العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية المميزة بفاعلية، ما يعني أن النتيجة، مهما كانت، هي "حزب الله" ضعيف ومقلّم الأظافر، أو ربما إنجاز أسطوري بنزع سلاحه.

المهام "القذرة" Untitl18

لكن الرغبة، حتى بتنسيق واستعداد وتقاربات وتحالفات جديدة متشكّلة بين الرياض وتل أبيب وواشنطن، شيء، والفعل شيء آخر، فإسرائيل ليست كيانا يمكن التعويل عليه لحرب بالوكالة، ويفضل دائما أن يحارب الآخرون بالنيابة عنه، وبلا تحمّله لتكاليف تلك الحرب أيضا، وهو ما عكسته الصحافة الإسرائيلية الأيام السابقة، عندما انطلقت صيحات تحذير متتالية بالانتباه إلى رغبة الرياض في دفع تل أبيب إلى الحرب، أمر لا تبدو إسرائيل مستعدة له حاليا، حتى ولو عرضت الرياض على تل أبيب جائزتها الكبرى: تطبيع كامل ورسمي للعلاقات السعودية الإسرائيلية.
   
لذا، يبرز مسار الأحداث الأكثر بداهة، مسار تصعّد خلاله الرياض حدّة موقفها تجاه لبنان، وتحاول حثيثا التأثير فيه على الجيش اللبناني ماليا مستغلة في ذلك تماهي واشنطن معها، وهو أمر اتضح خلال الأيام السابقة باحتمال أطلق في فضاء الجيش اللبناني بإمكانية إعادة حزمة ثلاثة المليارات دولار، وتقوّي فيه الرياض من علاقتها مع تل أبيب، وتضغط فيه تجاه عزل حزب الله داخليا قدر الاستطاعة، إلى أن ينجح الأمر، أو تنبت بيئة مناسبة للحرب، لكنّ الاحتمالين -كعادة الرياض- لا يبدوان بهذه النجاعة، قياسا على محاولاتها الحديثة السابقة المختلفة، ومدرسة "اللا إستراتيجية" السعودية الأثيرة، والأهم وللمفارقة: ما يفعله "ابن سلمان" يساهم في عودة "نصر الله" لصورة البطل الشعبي، المدافع عن الديمقراطية والسلطة المختطفة، ويصرف الأنظار تماما عن تورط قوات الحزب وهو شخصيا في مستنقع سوريا الدموي.
 
تبدو مغامرات "ابن سلمان" غير محسوبة دوما، تورط في اليمن، وأزمة قطرية ألقت بظلالها المتوترة على حليف مستقبلي مهم كتركيا، واستدعاء لميراث العداء اللبناني، واستفزاز لتنظيم مسلح ضخم لا يُنصح بالتعامل معه بطريقة كتلك، وتقارب مع عاصمة كيان لا تأتمنه أروقة واشنطن -حليفه الأهم- نفسها، عاصمة تلعب بالجميع تقريبا رغم جاهزيتها الحربية الدائمة. من كل ذلك، لا يبدو لمسار "ابن سلمان" الجديد أي نجاح يُذكر، وربما سينتظر، وحلفاؤه من ورائه، عصرا آخر من خسائر لا تتوقف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
المهام "القذرة"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إسكافي المهام الصعبة
» الحرب القذرة على سوريا:
»  القنبلة القذرة التي تحذّر موسكو منها؟
» طائرة إف - 35 الصاعقة * مقاتلة متعددة المهام مخفية عن الرادار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه-
انتقل الى: