رائعة قصيدة «مدينة السلاطين»
في البَدء يا أحبتي..
تحية كبيرة ٌٌمني لكم..وقُبلة ٌ مُعطرَه
قصيدتي من أدمُع ٍلكُل ما أحسستُهُ..
وبعض ِ ما رأيتُهُ..
بأحرف ٍٍبسيطة ٍبعَبرة ٍمُعبره
كُنا بمتن الطائره
وروحُنا مُسافره
بألف ِ حُلم ٍ ميت ٍ..
والف ِ الف ِ طعنة ٍ..
من أهلنا ..من خلنا..من أقرب الناس ِلنا..
في ظهرنا والخاصره
بكُل ِ من ذبحتُها..قتلتُها..بالهجر ِوالمُكابره..
بكُل ِمن أويتُها..خلقتُها..
بالشعر ِ او بالنثر ِ او بالخاطره..
***
بسُهاد فكرتُ أنا..بطفلتي المُنتظره
تُعددُ النجوم ترقبُ عودتي..
تُطالعُ البدر وترسمُ صورتي..
بدمعة ٍمُنكسره
وحسرة ٍ مُبعثره
بوجهها البريء..بالفُرات أذ يجري..
بتلكَ الحنجره
بحُبها لي بالذي قطعتُهُ..
يوماً لها وقُلتُهُ..
لأميرة الحُسن لتلك الساحره
لطفولة ِالتعبير ان تكلمت..
لأهة ٍتُعذبُ الحديث ان تحدثت..
للعَلَويه الشاعره
لثورة العشق لمن وقفت مع...
الحُب وقادت جولة المغامره
***
سافرتُ بأفتخار..بالحبيبة ِ المُهاجره
الى ديار الرب مُنذُ خمسة ٍ..
غابت وما زالت بقلبي حاضره
ناهية ٌوأمره
بالقبر ِبالتُراب ِبالكفن ِالذي..
قد ضَمَ تلكَ الجوهره
وطرتُ بالماضي الذي يجمَعُنا..
والذكريات الأسره
والقُبُلات الثائره
بزوجتي حَفيدة ُالجود العفيفه الطاهره
بشعرها..بثغرها..
بالخال ِاذ يصطافُ في سواحل ِالشفاه..
بحُلمها المدفون مابين تلال المقبره
وبأنكساري بعدها..
وبأنسكاب ٍبي لها..
وبطفلها..أبو العيون الحائره
***
سافرتُ بالعراق بالحضارة ِ المُحتضره
بمجدنا المكتوب ِوالمقروء ِلكنا أضعنا أثره
سافرتُ بالمنصور ِوالرشيد ِوالمراقد ِالمُنوره
وفي رؤى بغداد وأحتلالها..
بقتلها..وذبحها..بنهدها المُقطع الاوصال بأشتعالها..
على يد العُملاء والسماسره
سافرتُ في نفوسنا الجائعة ِالخاضعة ِالخانعة ِالمُدمره
بالسَلب ِأو بالنهب ِ..بالسرقات والوثائق المُزوره
بولاءنا لعدونا..وبيعنا لأرضنا..بسادة المؤامره
سافرتُ بي بالشاعر الحربيَّ..
بالعُمر الذي ولى وولى خَبَره
بكرامة ِالكلمات..بالقصائد المؤثره
قالوا وَصَلنا...قلتُ لا..مازالت الروحُ بنا مُسافره
***
سافرتُ بالنساء ِفي بلادنا..
بخيبة الأمال فيهُنَّ..
بأحلام ٍبدت مُنكسره
بسطوة الرجال..بالتَعدد الحلال..
بالمُتعة ِوالمسيار والمُبادله
بخسة ِالتزويج والمُخاتله
وبفكر ِأرضاع الكبير..ومُتعة ِالرضيعةِ المُحلله
سافرتُ بالتفجير والتطبير والتعفير..
والعُقد التي ماقدمت للكون غير القََتَلَه
وقفتُ مُنهزماً أمامَ مَعشر العُراة..
من أفعالنا المُبتذله
سافرتُ بالمُباهله
وقفتُ مُنكسراً أمام الله والرسول...كُلي مُحرجٌ..
من أمتي المُبجله
تذكرت روحي علياً..زُهدُهُ وحلمُهُ وعلمُهُ وفكرهُ وقستُهُ..
ببعض ِبعض المهزله
بأمة ٍباعت كتاب الله..لليهود والبرابره
***
سافرتُ بالنساء في بلادنا..
بروحها المُكفنه
بالحُزن ِوالسواد ِوالبُرقع ِ..
كي يُقال عنها مؤمنه
بالزهرة ِالمسكينة ِالمُمتحنه
بكُل ِمن وظفها الزوجُ لهُ خادمة ً..
وعاءُ تفريغ ٍ وتفريخ ٍوذُل ٍ واضح ٍ أو مَسكنه
عاملة ٌبالقوت في مملكة ٍمُحصنه
مُهتمة بهِ ..بما يطلبُهُ..ملبسُهُ ومسكنه
يفعلُ مايُريدهُ ..بمزاجه ِوأن رأى ثانية ً..طلقها
وقال عنها لَسِنه..
ان أنجبت ذكراً رماها درهماً..
أو انجبت أنثى رماها بصقة ً..
والأمرُ معروفٌ ولا يحتاجُ مني برهنه
يا لعقول ٍ حولت حياتُهنَّ حيونه
***
سافرتُ بالفكر الذي..
أذا رأى جميلة ً..عُيونُها من ربنا مُبتكره
والنهدُ من ضوء ٍالهي فَطَرَه
والثغرُ من شهد الجنان ِقَطَره
رددَ من أعماقِه ِ..
اللهمَ أجعلها بعيني بَقره
ولستُ أدري هل يرى..
بأنهُ ثورٌ لكي..يقول عنها بَقره في هذه المُناظره
***
سافرتُ بالنساء في بلادنا..
بكُل من أمروا بخنق الفُل والهواء..
بكُل من وجدوا لأنفسهم طريقاً..
أولوا فيهِ نصوص الذكر والرسول والخُلفاء
بالنصب ِوالتزوير ِوالأفتاء
وتأمروا لقتل ِمن في الأرض والسماء
بكُل من يُحرمون العشق والمشاعر الحمراء..
مشاعراً أوجدها الله بنا ..ذوبها فينا والبسها لنا..
والله يفعلُ مايرى بالخلق مايشاء..
***
سافرتُ بأختلافنا..
بكُل شيء ٍثُمَ في صراعنا..
وهتكنا لعرضنا..
وقتلنا لبعضنا..
عن خاتم ٍمُزيف ٍفي كفنا..
فمعشرٌ يُفتي بأن يوضَعَ في يميننا..
ومعشرٌ يُفتي بأن يوضعَ في شمالنا..
وهكذا مرَعلينا عُمرُنا..
ولم نُقدم للحيا..
غير الهوان... يا لنا ...من ذُلنا
ولستُ أنسى أننا..
مُذ للورى جئنا..ومنذ خَلقنا..
لم تُنجب الروحُ بنا..
غير بحور الدمع والدماء..
وقوافلُ الشُهداء..
أُقلبُ التاريخ لا ألمحُ من سجية ٍ..توقفُ للثناء..
غير زواج كُل فردٍ واحدٍ بعشرةٍ من ساحة الأماء..
أو أنها سَبية ٌمن جحفل الأعداء..
أو انها هدية ٌيا روعة الأهداء..
وسيفُهُ..وخنجرٌ..ولحية ٌ تعفنت من شدة الغباء..
وبطولة ُالثأر وحُكم الفأر ان شاهد أنثى عند جرف الماء..
***
سافرتُ بالعمائم المدوره
بِمن تعلقت بهم أمالنا المنتظره
بالجُبب الديباج والحرير..والضمير..
والخواتم المُشذره
بموجة الفكر الذي يقتاتُ من أجسادنا..
بالخُمس ِوالزكاة ِمن أموالنا..
ليشتري قنابلاً تقتلُ من أبنائنا..
وكاتم الأصوات لأستبعادنا..
والدين لأستعبادنا..
والله لأستغلالنا..
بالخطب العقيمة ِالمُكرره
***
سافرتُ بالرجال في قبيلتي..
ولوعة العناء في مدينتي..
وبعض ماعانتهُ من ويلاتهم حبيبتي..
بكل من لايعرفون الحُب والغرام..
بكل من يُمارسون الحُب في ثانية ٍ..
ويأكلون النهد في ثانية ٍ..
ويبصقونَ لذةَ الهيام في ثانية ٍ..
وبعدها ينام واحدُهم على الفراش ميتاً..
يسقطُ فوقَ وجهه ِحُطام..
كأنهُ مانام من قبلِ الفِ عام..
وزوجُهُ كزهرة ٍمُحترقه..
تصرعُها الأحلام..
ومالها رأيٌ ولا كلام..
***
سافرتُ في رسالة ٍقصيرة ٍتحفُها الألام..
مُرفقة ٌبأهة ٍوالعُمر الفُ عام..
من قَلم ٍرَصاص..لقائد ٍهُمام..
قُبيلَ أنتخابه ِ..يهمسُ كالشحاذ في وسائل الأعلام..
وبعدَ ان تسلمَ المناصب ..أحرقَ كُل الورق الأبيضِ والأقلام..
أقذرُمن شَهوتِهِ..
كالموت في سطوتِه ِ..
يقيءُ من بطنتِه ِ..
ونحنُ نصفُ شعبنا يُمصمص العظام..
يعبدُ أمريكا كما ..قُريشُ كانت تعبُدُ الأصنام..
يقشُ بالنخوة ِلأستقبالها..
وبالمروءة ِيمسحُ الأقدام..
قادَنا للوراء..ونحنُ كالنعاج من وراءه ِنهتفُ للأمام..
تُباع أرضُ المعجزات بأسرها..
وكُلُ ما نملكُ ان نقولهُ سيهلك الظُلام..
تُغتصبُ النساء في خدورها ..
وكُلُ ما في وسعنا..سيهلك الظُلام..
ومرت الأيام..
نفركُ بالشارب ِأنتقام..
ونمضغُ الهواء والأوهام..
بل صارَ حُلماً ان نرى الأحلام..
يا قائداً على رِقاب شعبِه ِ..
حِممٌ ..براكينٌ ترى..فوهة ُأنتقام..
وأمام تهديد العدا راية ُ أستسلام..
أني انا أعلنها للناس ..للجياع..للأنام..للأطفال..للأيتام..
لليقظين أقولُها..أقولُ للنيام..
القردُ يحكمُ بالضمير ويستحي..
وبالغريزة ِيحكمُ الحُكام..
***
ووصلتُ أسطنبول..
مدينة ٌ ساحرة ٌتملأؤها الحقول..
والمدُ والجزرُ بها..حديثُهُ يطول..
والجبلُ الشامخُ مثلَ عاشق ٍ..يُعانقُ الحقول..
بأسطنبول حيثُ الماءُ والعُشبُ..
والأشعارُ والأنغامُ والحُبُ..
نزلتُ بفُندق ٍضجت به ِالدُنيا..
أنيقٌ ساحرٌ مُتمردٌ رَحبُ..
بهِ كل الذي روح الهوى طلبت..
وأجملُ مابه ِ الحسناءُ والنُخبُ..
ولُبنانية ٍسرقت فؤادي..
والقت قلبها معهُ بوادي..
فقُلتُ لها لماذا كُل هذا..
فقالت كي يزيد بكم ودادي..
فقُلتُ لها أمن بيروت أنت ِ..
فقالت شاعري الحربي بلادي..
فقُلتُ لها متى أهبطُ كالقمر المُجنح...
بجنحين من الشعر..
على نهديك ِمُتخذاً من الصدر وساده
متى أتذوقُ الحَلمات بي عطشٌ..
لتخنقني سلاسلُها القلاده
متى أبكي على كتفيك ِطفلاً يامُعذبتي..
لأشعرَ بالسعاده
فقالت سيدي الرُبان في يدكَ القياده
أبحر بي بشعركَ والقوافي..
ولاحظ لهفتي لكَ وأرتجافي..
فلو عشنا معاً دهراً فأني..
أرى عُمراً بقربكَ غير كافي..
فقُلتُ لها لنذهبَ للجزيره
وبالقُبلات أجعلُكِ أميره
وباللمسات أخلقُ منكِ أنثى..
لهذا الكون ان ضحكت تُديره
فقالت ما ظننتُ بأن قلباً..
بيومٍ ما سيجعلُني أسيره
يأبن الرافدين فداكَ روحي..
مُرادي منك قافية ٌأخيره
وتحتَ ضلال ذي الأشجار قُبله..
كأنتَ..أنيقة ٌ..جذلى..مُثيره
فقُلتُ لها وهل تكفيك ِقُبله..
فقالت بعضُها يكفي العشيره
وقدمتُ النبيذَ لها فقالت..
سكرتُ بقُبلة الأمس القصيره
بذاكَ الموقف المملوء عطراً..
أتذكرها بتقسيم الشهيره
حبيبي ياعراقيَّ المُحيا..
أنا بكَ منكَ حُباً مستجيره
وسافرنا معاً في البحر عشقاً..
الامسُ نهدها فتموتُ شوقاً..
ويصرخ ُصمتُها يا أنت رفقاً..
ترانا كالعصافير الصغيره
ومرَ الوقت باغتنا الغروبُ..
وفي ذي قار بيروت ٌ تذوبُ..
زغاريدُ النوارس ِهنأتنا..
وفي كل الاماكن لاحقتنا..
وأسماكٌ ببحر ٍباركتنا..
وشمسٌ حيثُ غابت قبلتنا..
والافُ التحايا حَملتنا..
وأسطنبولُ حباً شاهدتنا..
وفرحتها بنا جداً كبيره
وعاهدنا النوارسَ ان سنأتي..
أذا جاء الشتاءُ لذي الجزيره...أنتهت القصيده