ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75822 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: أزمة منتصف العمر وتأثيرها على الحياة الزوجية الأحد 10 ديسمبر 2017, 6:22 am | |
|
أزمة منتصف العمر وتأثيرها على الحياة الزوجية وجدان الربيعيأزمة منتصف العمر أو ما يعرف اجتماعيا بـ»سن اليأس» أمر يصيب الرجال والنساء على حد سواء، وقد تنتج عنه ضغوط نفسية تؤدي في أحيان إلى انفصال الزوجين ما لم يتعاملا مع الموضوع بوعي ومعرفة عميقة. الاعتقاد السائد ان أزمة منتصف العمر تمر بها النساء فقط لأنها مرتبطة بالتغييرات الهرمونية ونهاية الخصوبة وانقطاع الطمث، لكن علماء النفس أثبتوا ان الرجل أيضا معرض لهذه الأزمة وربما بالمستوى نفسه. فما هي أعراضها الشائعة؟ وكيف يمكن التعامل معها بشكل لا يؤثر سلبا على حياتنا الصحية والنفسية والاجتماعية؟ الدكتور اسامة سعيد أبو حمر، استشاري الطب النفسي والأعصاب في بريطانيا تحدث لـ«القدس العربي» عن الموضوع قائلا: «هذه المرحلة انتقالية طبيعية مرتبطة بتغيرات قد تكون بيولوجية، وهرمونية يتعرض لها معظم البشر. وهي تستمر من سن 40 إلى 60 وتعتمد آثارها على خصوصية الشخص، تربيته وطبيعة عمله والبيئة المحيطة به وهل يعاني من أمراض أو لا. ولعل الأعراض المصاحبة تكون متفاوتة من شخص إلى آخر، ومنها ضعف الشعور بالاستقرار العاطفي والنفسي ويكون مصاحبا للتغيير الهرموني، ويعتمد معدله على مدى الإشباع النفسي والعاطفي لدى الشخص منذ الصغر والقدرة على تحقيق ذاته». وهو يعتبر ان في هذه المرحلة من العمر يبدأ الإنسان بتقييم ما فعله في حياته ومراجعة الأخطاء التي ارتكبها بحق الآخرين، وقد يصاب بمجموعة من الانفعالات والمشاعر غير المستقرة ويرفض نمط الحياة العادي الذي يعيشه ولا يرى أي تغيير نحو الأحسن فيشعر بالقلق والكآبة وعدم الثقة. ويرى د. أبو حمر ان التغيرات التي تطرأ على الشكل الخارجي كتساقط الشعر والصلع وظهور التجاعيد وزيادة الوزن وغيرها، أمور تدفع المرأة أو الرجل إلى التمرد والقاء اللوم على أشخاص محددين في حياتهم معتقدين انهم السبب في التغيرات التي يتعرضون لها. وبالتالي يقرر البعض اقتحام تجارب جديدة غير معتادة في الحياة، كالتدخين وتغيير شكل الملبس وشراء حاجيات غير ضرورية والتصرف بجرأة غير معهودة.الخوفوعن مسببات أزمة منتصف العمر يقول: «السبب الرئيسي هو الخوف الذي يتعرض له الإنسان، خاصة من يعاني من أمراض مثل السكري أو ضغط الدم، أو الاعتقاد انه سيصبح ضعيفا جنسيا وغير جذاب ولا منتج، ويعاني من رفض الآخر، بالإضافة إلى الخوف من الموت». أما بالنسبة للمرأة فيشير إلى انها عادة ما تكون أكثر قلقا من الرجل. فهي تخاف على الأمن المالي وان تفقد زوجها أو يخونها أو يرتبط بأخرى، بسبب انقطاع الطمث وهبوط الرغبة الجنسية. هذه المشاعر قد تدفعها نحو الاهتمام بنفسها لتثبت انها ما زالت مرغوبة، وقد تبدأ بتقليد الآخرين خاصة انها بسبب الموروثات الخاطئة تعتقد انها عندما تصل إلى سن الأربعين تصبح غير قادرة على الإنجاب. يمر الرجل في فترة من الحزن ويعتبر زوجته السبب في ذلك فهي لا تعطيه فرصة لان ينجح في حياته وان سبب فشله في العمل انشغاله بطلباتها التي لا تنتهي، في وقت كانت الخيارات مفتوحة أمامه. ويتابع: «يبحث الطرفان الرجل أو المرأة في هذه المرحلة عن التغيير الجذري بسبب الملل، وربما تحصل خيانة أو طلاق». وعن أهمية مراجعة الطبيب النفسي أجاب: «زيارة الطبيب ضرورية عندما يصبح الشعور بالتوتر مستمرا ونهاية الحياة أصبحت وشيكة وتتراجع القدرة على تعلم أشياء جديدة بسبب رتابة الحياة خاصة فيما يتعلق بالحنين إلى الماضي والندم والاحساس بالظلم، وتبدأ علامات الإكتئاب والتوتر بالظهور. ومن ضمن التغيرات التي تطرأ في هذه المرحلة ما يسمى «المراهقة الثانية» وفيها يجمح الشخص إلى تغيير مظهره الخارجي كليا، وتصبح علاقته مع الزوجة رتيبة وتصاب بالطلاق العاطفي، فيحدث الانفصام النفسي». ويؤكد د.أبو حمر على أن من الضروري تقبل هذه المرحلة العمرية والتغيرات الطبيعية التي تظهر في حياة الإنسان، ويجب ان نكون متصالحين مع أنفسنا ومن لديه ثقافة ووعي سيرى أنها مرحلة وتنتهي، أما عندما يعجز الإنسان فمن الأفضل أن يستشير طبيبا اخصائيا يدله على حلول تساعده على تخطيها بسلام. وتقول الدكتورة سحر عبد الرحمن عوض الله الأخصائية في طب الأسرة وصحة المرأة في شفيلد في بريطانيا لـ«القدس العربي»: «لا أفضل تسميتها أزمة منتصف العمر، بل هي مرحلة طبيعية عند المرأة، تبدأ بعض الاضطرابات في الدورة الشهرية في إشارة انها ستنقطع. وجميعنا يعلم ان الدورة الشهرية تساعد في انتظام الهرمونات ولكن هرمون الاستروجين يقل بعد الأربعين ونتيجة نقصه تظهر أعراض اضطرابات وقلق وكآبة وهبات ساخنة وتعرق ليلي وهشاشة العظام وأمراض القلب». وتشير إلى انه تبدأ في سن 45 عند بعض النساء مشكلة التعرق الليلي والهبات الساخنة، وفي سن 52 ينقطع الطمث وتكون المرأة عرضة للأمراض الجلدية مثل ما يعرف بالحزام الناري بالإضافة إلى تأثر النظر. وتضيف: «فرصة الإنجاب تقل وهنا تكمن الأزمة لدى المرأة في مجتمعاتنا الشرقية. أرى ان المرأة تصبح في هذه السن أكثر نضوجا عقليا واستقرارا في العمل والأسرة، وهي مرحلة جميلة وتعزيز ذاتها سيمكنها من تخطيها بسلام. ان العلم والمعرفة بمراحل الحياة والتعلم من خبرات الناس أمر ضروري وفي الأزمات يجب ان تتحول إلى فرصة لاستعادة الثقة بالنفس والاستمتاع بالحياة». |
|