كاتبةٌ إسرائيليّةٌ تُقارِن بين مُعسكرات النازيّة ومُعسكر غزّة “الذي أُقيم قبل العمليات الانتحاريّة وأوسلو وسيطرة حماس بهدف تأسيس كيانٍ سياسيٍّ مُنفصلٍ بدون جذورٍ”
February 4, 2019
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير اندراوس:
في مقالٍ يُعتبر تغريدًا خارِج سرب الإجماع القوميّ الصهيونيّ-الدينيّ والسياسيّ، تناوَلت الصحافيّة الإسرائيليّة التقدّميّة الوضع الإنسانيّ المأساوي في قطاع غزّة. عميرا هاس، لم تأبه بالمُسلّمات في كيان الاحتلال، وذبحت “البقرة المُقدّس″: جيش الاحتلال و”المحرقة إبّان الحرب العالميّة الثانيّة، وأكّدت في مقالها بصحيفة (هآرتس) العبريّة أنّ القائد السابِق لجيش الاحتلال، الجنرال احتياط بيني غانتس يُكثِر من ذكر والدته الناجية من الـ”محرقة” في برغن بلزن.
والدته، أضافت هاس، مُحللّة الشؤون الفلسطينيّة في الصحيفة العبريّة، شجعّته على مواصلة القتال في غزة، لكن ألّا يتوقّف عن إرسال الغذاء لسكانها، وعلينا التوضيح: إسرائيل لم تُرسِل ولا تقوم بإرسال الغذاء للفلسطينيين. الغذاء يتم شراؤه بأموالٍ كاملةٍ من تجار ومنتجين إسرائيليين، وما تستطيع إسرائيل أنْ تفعله هو منع دخول الغذاء والمنتجات الحيوية الأخرى مثلما فعلت أكثر من مرة، لافتةً إلى أنّ والدتها، الناجيّة من الـ”محرقة” تشمئز من الجنرالات ومن حروبهم ضدّ الفلسطينيين ومن الاتجّار بذكرى القتلى اليهود.
وشدّدّت على أنّ (برغن برزن) كمعسكر اعتقالٍ، وبعد ذلك كمعسكر تجميع لليهود وقتلهم، تمّ تفكيكه بعد أربع سنوات على إقامته، عند هزيمة الرايخ الثالث، ومعسكر التجميع في غزة هو الآن في ظروفٍ صعبةٍ وتزداد قسوةً منذ ثلاثة عقودٍ تقريبًا، مُشيرةً في الوقت عينه إلى أنّه خلافًا لدعاية إسرائيل فقد جرى هذا قبل العمليات الانتحاريّة، قبل أوسلو، وقبل سيطرة حماس على الحكم وتطوير قدرتها العسكريّة.
وأضافت: في قطاع غزّة المُحاصَر والمُغلَق مثل معسكر محدد ومعزول، يتم تركيز مليوني شخص في اكتظاظ من أعلى النسب في العالم. 70 في المائة منهم من أحفاد اللاجئين الذين طردناهم من بيوتهم، في ظلّ غياب حرية الحركة محكوم عليهم بحياة البطالة، والفقر، والخراب، والأمراض، والتلوث، والكآبة، وعدم وجود أموال صالحة، والاعتماد على الهبات الآخذة في التضاؤل، إلى جانب القصف والاقتحامات العسكريّة.
هاس أكّدت على أنّ لإسرائيل هدفًا سياسيًّا في تحويل غزّة إلى معسكر تجميعٍ كبيرٍ: فصلها وفصل سكّانها عن الفلسطينيين، من أجل أنْ تتشكّل ككيانٍ سياسيٍّ مُنفصلٍ، بدون تاريخٍ أوْ جذورٍ أوْ انتماءٍ، لافتةً إلى أنّ غانتس. كرئيسٍ للأركان، كان شريكًا كاملاً في هذه السياسة الإجراميّة، بما في ذلك قتل والدة إسماعيل زيادة وزوجة شقيقه وابن شقيقه وأخوته الثلاثة.
وأردفت قائلةً إنّه إذا كانت لغانتس الشجاعة، ليُسافِر بنفسه إلى لاهاي، إلى المحكمة الهولندية اللوائية هناك، حيثُ سيكون على القاضي حسم إذا ما كان للمحكمة صلاحية البحث في الدعوى المدنيّة ضدّ رئيس الأركان السابق، حول جريمة حرب في غزة في 2014، بقتل ستة أشخاص من عائلة واحدة في عملية قصف.
وشدّدّت على أنّ أوروبا أوضحت لوالدي غانتس، من مواليد هنغاريا ورومانيا، بأنّه غير مرغوب فيهما، هما لم يُقتلا ووصلا إلى البلاد، وفي البلاد انتصرنا، ونحن نُواصِل الانتقام ممّن ليس لهم أيّ علاقةٍ بالطرد من أوروبا وقتل اليهود، على حدّ قولها.
بكلماتٍ أخرى، تابعت الكاتِبة التقدّميّة الإسرائيليّة، أوضحت إسرائيل لوالدي وجدي زيادة أنّهم لا يستحّقون مواصلة العيش في المكان الذي ولدوا فيه، وعائلاتهم سكنت فيه خلال مئات السنين، وإذا كانوا يرغبون في استمرار العيش عليهم البحث عن مكان آخر.
واختتمت مقالها قائلةً إنّ قطاع غزة الآن هو معسكر تجميع، لكنه ليس مثلما كان برغن برزن، لافتةً إلى أنّ الفروق واضحة ومعروفة. “المقيمة بصورةٍ غيرُ قانونيّةٍ” تُعارِض المقارنات، التي لا تستند إلى معلومات. المعلومات التي تتّم من أجل التحريض، لكن أيضًا تُعارِض خلق تسلسلٍ هرميٍّ في المعاناة التي، سواءً بصورة مباشرة أوْ غيرُ مباشرةٍ، تُبرّر كل معاناة لا تصل إلى الذروة، التي نحن اليهود نُحدّد ما هي، مؤكّدة على أنّ استخدامنا هنا لمفهوم “معسكر التجميع” يرتكز إلى الحاجة للتحرّر من عقدة اللغة في الفترة النازيّة، وفق تعبيرها.
جديرٌ بالذكر أنّ غانتس، هو مُجرِم حربٍ مُشتبه بارتكابه جرائم خطيرة أثناء عدوان “عمود السحاب” على غزّة، عام 2012 كما إنّه شارك شخصيًا في عمليات اغتيالٍ في قلب لبنان منذ 1979، وغيرها الكثير. كما أنّه قاد العدوان ضدّ قطاع غزّة في صيف العام 2014، وهو العدوان الذي أسقط عشرات آلاف الفلسطينيين بين قتلى وجرحى، وسبق أنْ مُنِح حصانةً خاصّةً في بريطانيا أثناء زيارة لها خوفًا من اعتقاله هناك، وهو مُهدّد بالاعتقال في عددٍ من الدول الأوروبيّة التي لا يستطيع زيارتها.
وفي هذا السياق، قدّم إسماعيل زيادة، فلسطينيّ مقيم في هولندا، دعوى أمام المحكمة المدنيّة الهولنديّة ضدّ غانتس، وقائد سلاح الجو الإسرائيليّ السابق الجنرال أمير ايشل للتسبب بقتل 6 من أفراد عائلته خلال العدوان الذي شنّته إسرائيل ضدّ غزّة في العام 2014.
تعليق
للأسف أن القضية الفلسطينية باتت على شفا الهاوية . لأن الخلل الأول نابع من الفرقة بين الإخوة الأعداء. فتح بأطيافها(الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية ) التى تتبنى خيار السلم وحماس كجناح عسكري ترى المقاومة هي الحل . الشعب واحد والقضية واحدة والمحتل واحد . فلما التفرقة ؟.وقيل فرق تسد !