ابتكار ثوري: مشتقات الحليب والألبان وقود جديد للطائرات
لندن ـ «القدس العربي»: تمكن باحثون في ألمانيا من التوصل إلى أحدث صرعة في عالم الوقود النظيف والصديق للبيئة، حيث نجحوا في استخدام الألبان ومنتجات الحليب في عملية تشغيل محركات المركبات والطائرات، بما يعني أنها قد تصبح مستقبلاً بديلاً للمشتقات النفطية التي هي الوقود التقليدي في الوقت الراهن.
وحسب ما أعلن الباحثون في جامعة «كورنيل وتوبنغن» في ألمانيا فقد تمكنوا من تطوير طريقة لتحويل مصل لبن الزبادي (السائل الناتج عن تصفية بروتينات الحليب) إلى زيت أو نفط حيوي يمكن استخدامه في تشغيل محركات المركبات والطائرات.
ونقلت تقارير غربية اطلعت عليها «القدس العربي» عن عالم الأحياء الدقيقة ومهندس البيئة الذي قاد البحث لارس أنغيننت، تأكيده إنه شاهد الانتشار الواسع للزبادي اليوناني في نيويورك بينما كان يعمل في جامعة كورنيل، حيث استخدم منتجو الزبادي أساطيل من الشاحنات لنقل مصل اللبن السائل، وهو ما أعطاه فكرة البحث في إمكانية تحويل هذا اللبن إلى وقود حيوي. وتقول التقارير إن هناك ما يتراوح بين اثنين و3 كيلوغرامات من مصل اللبن المتبقي لكل كيلو غرام من الزبادي. وتنتج الولايات المتحدة وحدها أكثر من 770 ألف طن متري من اللبن اليوناني سنويا، وهو ما يعني أن هذا النوع من الوقود سيكون متوفراً بكثرة وتكاليفه قليلة.
واكتشف مختبر الجامعة الألمانية كيفية تحويل حمض اللبنيك إلى زيت حيوي، فيما يقول أنغيننت أن «مصل اللبن سيكون مصدرا جيدا لهذا الحمض». واختبر الباحثون العملية ووجدوا أنها فعالة كما كان متوقعا.
ويمكن استخدام النفط أو الزيت الحيوي المنتج من مصل اللبن، كعلف للحيوانات أيضا. كما قد تساعد قدراته المضادة للميكروبات على استبدال المضادات الحيوية، التي تُستخدم عادة لعلاج حيوانات المزارع.
وقال أنغيننت: «إذا كان بالإمكان تغذية الأبقار بالزيت الحيوي، وتصنيعه كمضادات للميكروبات، فيمكن أن تصبح صناعة الزبادي اليوناني أكثر استدامة».
وأنشأ أنغيننت شركة لاستكشاف الإمكانيات التجارية لهذه التكنولوجيا، حيث يأمل في استخدام النفط الحيوي بحلول عام 2020.
وتقول جوان إيفانسيك، المديرة التنفيذية لشركة الوقود الحيوي المتقدم في الولايات المتحدة، وهي مؤسسة غير ربحية مكرسة لتطوير الوقود الحيوي، إن أبحاث أنغيننت واعدة، ولكن مستقبل الوقود الحيوي يعتمد على العديد من العوامل السياسية والاقتصادية.
يشار إلى أنه منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أعرب المحافظون على البيئة والمصنعون على حد سواء عن أملهم في أن يساعد الوقود الحيوي في التعامل مع تغير المناخ.