هآرتس تكشف: سفير واشنطن بتل أبيب تبرعّ بسيارة إسعاف لمُستوطنة “هار براخا”
للقضاء على نابلس ومعاريف: أحمد جرّار هو “الجيل الثاني للإرهاب”!
February 8, 2018
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
نشرت صحيفة “معاريف” العبريّة، فجر الخميس، على موقعها الالكترونيّ، تقريرًا
سريعًا ربطت فيه بين استشهاد أحمد جرار، الليلة قبل الماضية، ووالده الشهيد نصر
جرار الذي استشهد في العام 2002، خلال الانتفاضة الثنيّة، في اشتباكٍ مسلّحٍ في مدينة
طوباس، الواقعة في شمال الضفة الغربية المحتلّة.
ووصفت الصحيفة العبريّة الشهيد أحمد بأنّه من الجيل الثاني للإرهاب، على حدّ
تعبيرها، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّه مَنْ نفذّ عملية قتل الحاخام رازيئيل شيفاح قرب
بلدة تل غرب نابلس قبل نحو شهرٍ.
وأشارت إلى أنّ أحمد هو نجل الشهيد نصر الذي كان أحد كبار قادة كتائب الشهيد عز
الدين القسام، الجناح العسكريّ لحركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس).
وأضافت بأنّ والده رفض الاستسلام بعد محاصرة المنزل الذي كان يتحصن به خلال
عملية “السور الواقي”، وهي العملية التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق،
أرئيل شارون، والتي قضت بإعادة احتلال الضفّة الغربيّة، واستُشهد إثر ذلك بنيران
دبابةٍ إسرائيليّةٍ، وكان يُخطط قبل استشهاده لسلسلةٍ من الهجمات التفجيريّة بما في ذلك
هجومٍ ضخمٍ في بنايةٍ شاهقةٍ.
علاوةً على ذلك، شدّدّت الصحيفة العبريّة في تقريرها المُقتضب على أنّ جرار الأب
كان يتنقل على كرسي متحرّك بعد أنْ فقد ساقيه ويده خلال “حادث عمل” في عام
2001، واستخدام مصطلح “حادث عمل” في الأجندة العبريّة يعني أنّه أُصيب خلال
تحضيره لعبواتٍ ناسفةٍ. ومع ذلك، قالت الصحيفة، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في تل
أبيب، إنّه واصل التخطيط لهجمات بعد إصابته بجروحٍ خطيرةٍ.
على صلةٍ بما سلف، كشف الصحافيّ الإسرائيليّ التقدّمي، غدعون ليفي، اليوم الخميس،
النقاب عن أنّ السفير الأمريكيّ في تل أبيب، ديفيد فريدمان، قام قبل عشرين عامًا
بالتبرع بسيارة إسعاف للمستوطنة العشوائيّة “هار براخا” في الضفّة الغربيّة
المُحتلّة، لافتًا إلى أنّ السفير، الذي وصفه بـ”صديق الاحتلال” من حقّه التبرع كما
يُريد، ولكن اختياره للتبرّع بسيارة الإسعاف للمُستوطنة تؤكّد ما هي عقيدته الفكريّة،
وعلى سيرة حياته الأخلاقيّة (!)، على حدّ تعبير ليفي.
وتابع قائلاً إنّه أيضًا من حقّ الولايات المُتحدّة الأمريكيّة تعيين السفير في تل أبيب،
وتحديدًا فريدمان، الذي يؤمن بتشجيع وبتمويل جرائم الحرب وارتكاب المحالفات التي
نصّ عليها القانون الدوليّ، كما أكّد.
وتابع ليفي قائلاً: هذا ما كان ينقص، سيارة إسعاف لـ”هار براخا”، وكأنّ الأموال
والميزانيات التي تُخصصها الحكومة الإسرائيليّة على المُستوطنات ليست كافيّةً، وكأنّ
دولة تقوم بشراء الغواصّات بمليارات الدولارات قاصرة عن شراء سيارة إسعاف
لنفسها، قال ليفي.
وتابع الصحافيّ الإسرائيليّ قائلاً في مقاله بصحيفة (هآرتس) إنّه مع سيارة إسعاف
فريدمان أوْ بدونها، هار (وترجمتها للعربيّة جبل) براخا هو جبل اللعنة، أنّها مُستوطنة
أقيمت، كباقي أخواتها، من أجل فرض الوقائع على الأرض ومنع أيّ حلٍّ مع
الفلسطينيين.
وأشار ليفي أيضًا إلى أنّه فيما يتعلّق بمستوطنة “هار براخا” فإنّ العصا في الأعين
واضحًة وجليًة: إنّ هذه المُستوطنة، أضاف، تًهدّد مدين نابلس وتمنعهما من التطوّر.
وبسبب هذا المُستوطنة، شدّدّ ليفي، تحولّت نابلس في مرّاتٍ لا تُعّد ولا تُحصى إلى سجنٍ
كبيرٍ، كما كان يجري خلال الانتفاضة الثانية.
وأردف: بسبب هذه المُستوطنة ومثيلاتها، فإنّ الجيش الإسرائيليّ يقوم بـ”العمل” في
مدينة نابلس، وكأنّها ملكيته الخاصّة، كما فعل في الأيّام الأخيرة، يجرح ويقتل بدون
تفرقةٍ في مساعيه لإلقاء القبض على الفدائيّ، قال ليفي.
وتطرّق الكاتب إلى الدعوات الصادرة من ساسة إسرائيليين، وفي مٌدمتهم رئيس
الكنيست يولي إدلشتاين، بتحويل مُستوطنة “هار براخا” إلى مدينةٍ، لافتًا إلى أنّه إذا
وافقت حكومة بنيامين نتنياهو على هذه الدعوات وأخرجتها حيّز التنفيذ، فإنّ مدينة
نابلس، رمز الحياة الاقتصاديّة والثقافيّة الفلسطينيّة في الماضي، ستتحوّل إلى مدينة
ميتّة، متروكة، وباختصار مدينة أشباح، على حدّ قوله.