ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: خالد بن الوليـد .. كجنــدي عـــادي الأربعاء 24 يوليو 2013, 2:37 am | |
|
[rtl]خالد بن الوليـد .. كجنــدي عـــادي[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl] - كانت أولى مواجهات المسلمين خارج الجزيرة العربية في مؤتة، وذلك بعد أن سعى النبي لأن يقوم بدوره في تبليغ البشر كافة بالدين الإسلامي، وكان أن أرسل إلى بصرى الشام برسالة مع الصحابي الحارث بن عمير، فاعترضه شرحبيل بن عمرو الغساني المتحالف مع الروم في البلقاء، وقام بقتله بصورة شنيعة، الأمر الذي استفظعه النبي الكريم، وقرر أن يرسل جيشا لمحاربة الغسانيين، والروم من ورائهم، وفي هذا الموقف تتجلى حكمة الرسول في المجال العسكري، فهو يعرف أن جيشا من ثلاثة آلاف مقاتل لن يستطيع أن يفعل شيئا في مواجهة الغسانيين وحلفائهم من الروم، الذين جمعوا عشرات الآلاف ويقال مائتي ألف، كما أن الروم أصحاب خبرة عسكرية واسعة، ولكن الرسول الكريم لو تردد في أن يرسل جيش مؤتة، فإن الروم كانوا سيعتبرون ذلك بمثابة دلالة ضعف من المسلمين، ويجعلهم يقدرون بأن ما يحدث في الجزيرة هو مجرد فورة سريعة كالتي حدثت مع الفرس في ذي قار، وبالتالي يمكن أن يقرروا التقدم بالجيش نحو المسلمين، على أساس ما أصبحوا يشكلونه من خطر على الروم وحلفائهم، وكان إرسال الجيش كخطوة تظهر المسلمين وكأنهم أصحاب قوة ميدانية غير مبالية بالروم وتفوقهم، فتجعل الروم في حالة تشتت في تقدير الحجم الفعلي للمسلمين، هذا جانب إنساني في تقدير النبي يدلل على حكمته وعبقريته، ولكن جانبا إلهيا كان له الفضل في أن تحقق غزوة مؤتة أهدافها، وكان ذلك يتمثل في وجود خالد بن الوليد ضمن صفوف المسلمين جنديا. أن يقبل خالد بن الوليد، وهو من هو، أن يخرج كجندي عادي في جيش يقوده زيد بن حارثة الذي كان من عامة الناس في قريش، فذلك لم يكن أمرا اعتياديا، ولكن الإسلام تمكن من نزع الغرور والكبر من نفوس القرشيين وسادة القبائل الأخرى، وكان النبي، لإدراكه بتفاوت القوى بين الروم والمسلمين قد ولى ثلاثة من القادة على الجيش، يتتابعون القيادة إن قتل أحدهم، وهم زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، وتحقق ما توقعه النبي في الميدان، ولذلك كان على المسلمين في جبهة مؤتة أن يجتهدوا لبيعة أحدهم، وكان طبيعيا أن يتوجهوا لخالد بما له من خبرة في القتال، وأمام الوضع القائم والتفوق الهائل للروم، وتهيئهم للقضاء على الجيش الإسلامي، وربما التفكير بعد ذلك في تتبعه نحو المدينة، وأيضا، تعرض المسلمين لاحتمال تكبد خسارة فادحة في جيش يمثل قوتهم الضاربة، فإن ابن الوليد بدأ يوهم الروم بتضخيم جيشه من خلال عمليات مناقلة ومبادلة بين أجنحته الأمر الذي جعلهم يعيدون حساباتهم، وفي هذه الأثناء تمكن ابن الوليد من الانسحاب بالمسلمين والعودة إلى المدينة، ولم يكن أمام خالد طريق آخر، خاصة أنه لم يحصل على تفويض من النبي بأن يتصرف في موقف معقد كالذي تفاجأ به المسلمون في مؤتة، ولدى عودة الجيش إلى المدينة، خرجت له مجموعة من أهلها الذين لم يدركوا ما الذي حدث في أرض المعركة لتتهمه بالفرار، ولكن النبي كان يعرف تماما بأن الرسالة التي أرادها وصلت إلى الروم، وأن الغزوة حققت جميع أهدافها، ولذلك فإنه تصدى لهؤلاء القوم، ولتخفيف وطأة الإحباط على خالد بن الوليد الذي لقي اتهامات عديدة بالتخاذل، واضطر أن يلزم بيته كي يتجنب التأنيب من المسلمين الغاضبين على انسحابه من مؤتة، أطلق الرسول الكريم عليه لقب سيف الله المسلول، وكان خالد بن الوليد بعد ذلك بسنوات هو القائد الميداني الذي تمكن من تحقيق أعظم الانتصارات للمسلمين على كل من الإمبراطوريتين الفارسية والرومية البيزنطية.
[/rtl] |
|