من الصحافة اللبنانية
Friday, 16 February 2018 05:11
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
الاخبار: معادلة تيلرسون: تجاهل السلاح مقابل تكريس «خط هوف»!
كتبت الاخبار: موضوعان استحوذا أمس على الاهتمام المحلي؛ أولاً، زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لبيروت، وثانياً جلسة مجلس الوزراء الكهربائية وما تخللها من سجالات ومواقف، أبرزها لرئيس الجمهورية الذي قال إنه لن يقبل بعقد جلسات جديدة للحكومة قبل بتّ ملف الكهرباء، ملوّحاً بأن يطلّ عبر الإعلام لمصارحة اللبنانيين والقول لهم إن حكومتكم عاجزة عن مقاربة ملف الكهرباء
لم تدم زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لبيروت أكثر من خمس ساعات، جال خلالها على الرؤساء الثلاثة، وكرر على مسامعهم معزوفة بلاده التقليدية: نزع سلاح حزب الله. تجفيف مصادر حزب الله وموارده المالية. انسحاب حزب الله من سوريا. الحفاظ على الهدوء في منطقة الجنوب اللبناني. دعم الجيش اللبناني.
بدا واضحاً منذ المحطة الأولى في القصر الجمهوري، أن موضوع الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة صار أولوية على جدول أعمال الأميركيين. انطلق تيلرسون في مداخلته مطالباً بنزع سلاح حزب الله، وكذلك بانسحابه من سوريا وتجفيف موارد الحزب المالية، للإيحاء بأن بلاده مستعدة للمقايضة: «التطنيش» عن موضوع السلاح مقابل قبول لبنان بالمعادلة التي يطرحها مساعده ديفيد ساترفيلد لترسيم الحدود البرية والبحرية.
ردّ رئيس الجمهورية ميشال عون داعياً إلى «منع إسرائيل من استمرار اعتداءاتها على السيادة اللبنانية، البرية والبحرية والجوية، والالتزام بالقرار 1701. لبنان لا يريد الحرب مع إسرائيل ولكنها هي المعتدية، وسلاح المقاومة ينتفي دوره ومهمته مع إحلال السلام العادل والشامل وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم. أكد عون أن لبنان أقرّ سلسلة تشريعات، وانضم إلى اتفاقيات دولية، وهو يطبّق كل القوانين المالية بشفافية». قارب رئيس الجمهورية موضوع انخراط حزب الله في الحرب السورية من زاوية محاربة الارهاب، واعتبره موضوعاً يتجاوز لبنان. وقال إنه «كلما تقدمت جهود تحقيق السلام على الجبهة السورية وفي المنطقة، انعكس ذلك إيجاباً على الوضع في لبنان والمنطقة، وانتفت الحاجة الى السلاح، وحلت محله لغة الحوار».
وفيما نفت مصادر مطّلعة على المفاوضات عرض الوزير الأميركي إجراء مقايضة بين «خط هوف» و«التطنيش» عن السلاح، عقد باسيل وتيلرسون خلوة، سمع فيها الأخير بوضوح أن المقاربة التي جاء بها ساترفيلد في شأن ترسيم الحدود اللبنانية ــ الفلسطينية المحتلة تحت شعار «العرض غير القابل للتفاوض» (take it or leave it) غير مقبولة من لبنان. وعلمت «الأخبار» أن باسيل أبلغ نظيره الأميركي أن الموضوع لا يتعلق برسم خط حدودي، بل بـ«خط اقتصادي» يعطي لبنان حصته الكاملة من موارده النفطية. مصادر مطّلعة على المحادثات قالت إن أجواء المحادثات مع تيلرسون كانت «أكثر طراوة» من تلك التي جرت مع ساترفيلد، كون الأول أكثر خبرة في ملف النفط، بحكم عمله سابقاً في هذا القطاع.
أمّا في عين التينة التي أمضى فيها ساعة وخمس دقائق، فكرر تيلرسون هجومه على المقاومة وعلى مسألة «تجفيف منابع الإرهاب»، فما كان من برّي إلّا أن ردّ عليه. وكشف رئيس المجلس مساءً أمام زوّاره، أن تيلرسون «تحدّث مطوّلاً عن حزب الله، ثمّ تحدّثت أنا أيضاً عن حزب الله». وبعد أن قدّم برّي مداخلة تاريخية عن الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان القديمة والمستمرة، توجّه إلى ضيفه بالسؤال عن ردّ الفعل الأميركي إذا كان هناك من عدوّ للشعب الأميركي يحتلّ أرضاً أميركية، فـ«هل تتفرّجون عليه؟ أم تحملون السلاح وتشكّلون مقاومة شعبية؟ نحن لا يمكننا أن نسكت عن الاعتداءات الإسرائيلية، ولذلك حملت المقاومة السلاح للدفاع عن أرضنا». ثمّ فنّد بري للوزير الأميركي التشريعات والقوانين التي صادق عليها المجلس النيابي «المتعلقة بالحركة المالية والنقدية والمصرفية وفق المعايير العالمية».
في السراي الحكومي، أصرّ تيلرسون على وصم حزب الله بالإرهاب، وأن بلاده لا تفرّق بين الجناحين العسكري والسياسي. وردّ الحريري بأن «لبنان يلتزم بقراري مجلس الأمن الدولي 1701 و2373. ونريد أن ننتقل إلى حالة وقف إطلاق نار دائم، لكن الانتهاكات الإسرائيلية اليومية لسيادتنا تعرقل هذه العملية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى خطاب إسرائيل التصعيدي. وهذا يجب أن يتوقف». ولفت الى أن «الحدود الجنوبية اللبنانية هي أهدأ حدود في الشرق الأوسط، وقد طلبت مساعدة الوزير تيلرسون لإبقائها على هذا النحو».
كان يمكن لزيارة تيلرسون إلى بيروت، أمس، أن تكون «ناجحة» بالمقياس الأميركي، لو أن مساعده ديفيد ساترفيلد نجح خلال الأيام الماضية في إقناع اللبنانيين بالتخلّي عن حقّهم والتنازل عن جزء من ثروتهم البحرية، والقبول بـ«الوساطة» الأميركية التي تقدّم مصلحة إسرائيل على مصلحة لبنان. لكن الموقف الرسمي اللبناني الموحّد، وأوراق قوّته المتمثّلة بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، منعت ساترفيلد، الذي ينوي البقاء في بيروت ليومين إضافيين (يلتقي وزير الخارجية جبران باسيل ظهر اليوم)، من انتزاع ما أتى من أجله بالتهديد والوعيد للتنازل والقبول بـ«الموجود»، أي خطّ «هوف» الذي يقسّم المياه اللبنانية ويمنح جزءاً منها مجاناً لإسرائيل.
البناء: مساعٍ كردية لانتشار الجيش السوري في عفرين... وحظر الطيران التركي مع تصاعد الخسائر... سليماني يبشّر «إسرائيل» بالمواجهة المفتوحة: نصرالله آية النصر الإلهي والثأرُ لدم العماد زوالُكم... تيلرسون: لا عرض ولا تهديد... توحيد 14 آذار لعزل حزب الله أم رئاسة الحكومة معه؟
كتبت البناء: فيما بقيت صرخة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بلا صدى في محاولة استدراج خلاف روسي سوري تحت شعار اتهام الدولة السورية بالانقلاب على نتائج سوتشي، جاء الردّ الروسي بتأكيد أولوية وقف التصعيد الأميركي الذي يهدّد بتقسيم سورية، بينما أعاد الردّ السوري الاعتبار لمضمون القرار الأممي بأولوية القيادة السورية للحوار السوري السوري، ورفض كلّ مشروع لتحويل المساهمة الأممية بمساعي الحلّ السياسي إلى مصدر للنيل من السيادة السورية والتحوّل إلى نوع من الانتداب الأجنبي. تصاعد الاهتمام بانعكاسات التضامن الروسي السوري الإيراني في مرحلة ما بعد إسقاط الدفاعات الجوية السورية للطائرة الأميركية أف16 التي تمارس عبرها «إسرائيل» العربدة في أجواء المنطقة، وتشكل بواسطتها العصا الغليظة بيد واشنطن لتأديب الخصوم وتطمين الحلفاء. وهذا التضامن بدا واضحاً في التشاور الإيراني الروسي الذي شهدته طهران على المستوى الدبلوماسي من جهة، وبتصعيد اللهجة الروسية تجاه المخاطر التي يحملها الخطاب والسلوك الأميركيين تجاه سورية، من جهة مقابلة، بينما بدا أنّ ارتباكاً من نوع آخر يأخذ في الظهور يطال ما ستفعله تركيا، الشريك الثالث لروسيا وإيران في مسار أستانة المعلّق، والمرشح لشراكة في مسار سوتشي، بعدما بدأت الخسائر التركية تقارب الخمسين قتيلاً معترف بسقوطهم رسمياً وإصابة وتدمير عشر دبابات، منذ بدء العملية التي لم تحقق بعد شيئاً جدياً من أهدافها المعلنة، سوى ما تسبّبت به من خسائر بين المدنيّين والبنى التحتية في شمال سورية، وما أسّست له من اقتراب القيادات الكردية نحو الدولة السورية، لتتولى تسلّم أمن عفرين، بينما بقي موقف دمشق يميّز بين مواجهة العدوان التركي، بما في ذلك تعزيز صيغ الحظر الجوي التي أعلنتها سورية منذ اليوم الأوّل لبدء العدوان التركي بلسان نائب وزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد، وبين التوصل لتفاهم سياسي مع القيادات الكردية يحتاج التوصل لقراءة موحّدة للعديد من قضايا الخلاف، التي يشكل الموقف من الاحتلال الأميركي أبرزها، وحصرية السلاح تحت قيادة الدولة السورية بنداً رئيسياً من بنودها.
على مسارٍ موازٍ للارتباك في صفوف الأميركيين و«الإسرائيليين» والأتراك والقيادات الكردية في ضوء رسائل الردع السورية، والاستعصاء العسكري المتبادل الآخذ في التصاعد في معركة عفرين، إرباك متجدّد لـ«إسرائيل» ومن ورائها لأميركا، مع الآفاق المفتوحة لقراءة قيادة محور المقاومة، لموازين القوى، ومستقبل المواجهة مع «إسرائيل»، انطلاقاً من معادلات الردع المحققة، حيث شكلت مناسبة الذكرى العاشرة لاستشهاد القائد العسكري للمقاومة، عماد مغنية، مناسبة لتظهير مواقف عالية السقوف، وظهور نادر للقائد الأول لمعارك محور المقاومة قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، وسط حضور أبرز لقيادات منظمات المقاومة الفلسطينية، لتنال الرسالة مكانها ومكانتها.
إطلالة سليماني النادرة أمام الإعلام والحشود الشبابية وسط حضور قيادي إيراني مثله مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية الإسلامية الدكتور علي ولايتي الذي تحدّث، مؤكداً أهمية انتصارات محور المقاومة في إبعاد شبح الإرهاب عن المنطقة وعواصمها، بينما شدّدت الكلمات الفلسطينية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي، على معركة الوجود مع الاحتلال وعدم الالتفات لفتات المفاوضات السياسية وأولوية الاستعداد للمعركة الفاصلة التي بشّر بها الشهيد عماد مغنية وبدأ خطوتها الأولى في نصر حرب تموز 2006.
تحدث سليماني لساعة وربع الساعة، بشغف عن القائد اللبناني المقاوم، الأخ والحبيب ورفيق الدرب، كما وصفه، متحدثاً عن الخصال والعبقرية والدور والتفاني، ليرسم خطاً بيانياً واضحاً في التعبير عن رؤية محور المقاومة الذي يمثل سليماني أبرز قادته الذين تلتقي عند دورهم الميداني تحالفات روسيا وسورية وإيران من جهة، كما قالت معارك حلب ودير الزور والبوكمال، بمثل ما تلتقي قوى المقاومة، خصوصاً حزب الله والحرس الثوري وما حوله من متطوّعين، وقوى المقاومة في فلسطين، فقال لـ«الإسرائيليين»، بلغة مباشرة، إنّ المواجهة المفتوحة التي بدأت باغتيال الشهيد مغنية لم تُغلق، ولن تُغلق، وإنّ فلسطين ستعود لأهلها، ولن يطول الزمن، وإنّ زمن الانتصارات باق واسمه زمن الانتصارات، وإن قائد المقاومة السيد حسن نصرالله هو آية من آيات الله، فهو آية النصر الإلهي، وإنّ الثأر والقصاص لدم العماد ليس بصواريخ تستهدف منشآت الكيانات، أو باغتيالات تنال من قادته، بل بثمن يعادل مكانة العماد، وهو زوال الكيان المحتلّ واستئصاله واجتثاثه.
بالتزامن مع كلام سليماني المفصلي والشديد الوضوح، كان التلعثم والترنّح سمة الكلمات التي نطق بها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في الزيارة التي رتّبت أغلب سيناريوات التصعيد «الإسرائيلي» تمهيداً لها لتكون محطة الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، من مدخل الثروة النفطية اللبنانية، ومصير ترسيم الحدود البرية والمائية، أملاً بأن تكون رسائل الردع «الإسرائيلية» فعلت فعلها، بإضعاف الموقف التفاوضي اللبناني، أو على الأقلّ شقّ صفوف القيادات اللبنانية، لكن حدث ما حدث، ونجح محور المقاومة عبر ما فعلته الإرداة السورية في الأجواء اللبنانية بتحطيم أسطورة الـ»أف16» الأميركية التي تهيمن عبرها «إسرائيل» على أجواء المنطقة، فتغيّر الخطاب، وضاعت الكلمات، ولم يظهر أنّ تيلرسون جاء بعرض محدّد، أو حمل تهديداً، بل اكتفى بقول تمنيات، تنحصر بالدعوة للتهدئة وتغليب الفرص أمام الحلول السياسية، مجدّداً استعداد حكومته للمساعدة، ليسمع موقفاً واضحاً ثابتاً مُجمَعاً عليه، عنوانه حقوقنا ثابتة وليست موضوعاً للتفاوض، وللتهدئة باب واحد، الضغط على «إسرائيل» لعدم ارتكاب أيّ حماقة تفتح باب مواجهة لا يريدها لبنان، لكنه لن يدفع ثمن تفاديها من حقوقه وسيادته.
وجد تيلرسون مهمة فرعية لزيارته تمثّلت بجسّ نبض رئيس الحكومة سعد الحريري، في فرص توحيد جماعة 14 آذار في الانتخابات النيابية المقبلة، على قاعدة أنّ الأولوية الأميركية هي عزل حزب الله وأنّ هذا ما يجب على حلفائها أن يفعلوه، وأنّ هذا يساعد في تحييد لبنان عن نتائج الاستهداف الأميركي لحزب الله، ليواجَه بمعادلة الحريري القائمة على ثنائية السعي للاستقرار والعودة لرئاسة الحكومة، وما يستدعيناه من العمل مع حزب الله كمكوّن مشارك في العملية السياسية وفقاً لوصف تيلرسون، من عمان قبل وصوله إلى بيروت، واستحالة الجمع بين هدفَيْ عزل حزب الله من جهة، وتحقيق الاستقرار والعودة لرئاسة الحكومة من جهة مقابلة، لينتهي الاجتماع بكونه تشاورياً لا تقريرياً.
النقاط على حروف أحداث وتكوّرات لبنان والمنطقة ينتظرها الجميع اليوم في خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى الشهداء القادة، سواء ما يتصل بمعادلات الردع الجديدة، أو بالتعامل مع التهديدات «الإسرائيلية» والوساطة الأميركية من بوابة ثروة لبنان النفطية، أو ما يخصّ الانتخابات النيابية المقبلة.
رسائل لبنان إلى البيت الأبيض…
من دون رُسلٍ وموفدين حَمّلَ الرؤساء الثلاثة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون رسائل حاسمة إزاء الملفات المطروحة لإيصالها الى الإدارة الأميركية في البيت الأبيض، كما قال النائب وليد جنبلاط خلال زيارته بعبدا أمس.
وأبلغ لبنان الرسمي رئيس الدبلوماسية الأميركية الموقف الذي تمّ الاتفاق عليه في اللقاء الرئاسي في بعبدا الاثنين الماضي، وأكد حقوقه في البرِّ والبحر وتمسكه بحدوده المعترف بها دولياً ورفضه ادعاءات الكيان الصهيوني ملكية أجزاء من المنطقة الاقتصادية الخالصة في المياه اللبنانية، طالباً من الولايات المتحدة الضغط على حليفتها «إسرائيل» لوقف اعتداءاتها وتهديداتها ضد لبنان والالتزام بتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701.
الديار نتائج «واقعيّة» لزيارة تيلرسون... ولبنان "يشتري الوقت"
كتبت الديار: انتهت زيارة وزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون الى بيروت بنتائج «واقعية» وما سبق من «تهويل» بفرض اميركي لشروط اسرائيلية على لبنان، لم يترجم عمليا خلال جلسات التفاوض مع الرؤساء الثلاثة، وحتى تراجعه عن «الليونة» التي ابداها في الاردن تجاه الموقف من حزب الله، لم تنعكس تصعيدا في بيروت، بل عاد الى تبني الموقف الاميركي ال«كلاسيكي» بعد تعرضه خلال الساعات القليلة الماضية «لضغوط» من البيت الابيض.
وفي هذا السياق يبدو ان لبنان قرر انتهاج استراتيجية «شراء الوقت» مع الولايات المتحدة الاميركية، بالرهان على عدم قدرة اسرائيل على تغيير الواقع بالقوة، وعدم رغبة واشنطن بحصول تصعيد في المنطقة، ولذلك لم يتسلم تيلرسون موقفاً نهائياً.
وعلى الرغم من التمسك بسقف عدم التنازل عن حقوق لبنان المشروعة، لم يقفل الجانب اللبناني «الباب» امام احتمال القبول بمقترحات «تسوية» تعزز حصته في حقول الغاز البحرية بما يتجاوز ما اقترحته «خطة» المبعوث الاميركي فريديريك هوف، بينما تبدو نقاط الخلاف البرية محلولة في ظل رغبة اسرائيلية بعدم التصعيد نقلها تيلرسون الى المسؤولين اللبنانيين.
وما تم تثبيته خلال هذه الزيارة اميركيا على اقل تقدير، بان الخلاف الحاصل مع اسرائيل يجب حله بالوسائل الدبلوماسية، والولايات المتحدة ستبذل جهدها لانجاح «الوساطة» والحؤول دون حصول اي تصادم عسكري بين الطرفين، والافكار التي تحدث عنها رئيس الجمهورية ميشال عون في جلسة الحكومة امس ترتبط بمقاربة جديدة يعمل عليها الاميركيون، سيقومون بنقلها الى الجانب الاسرائيلي وسيتولى مساعد وزير الخارجية ديفيد ساترفيلد المهمة «التفاوضية».
«تمايز» رئاسي
ووفقا لاوساط وزارية لبنانية، فانه وعلى الرغم من الموقف «المبدئي» الموحد للرؤساء الثلاثة حيال التمسك بحدود لبنان البرية والبحرية وثروته الغازية والنفطية، ثمة تمايز بين موقف الرئيس نبيه بري، والرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، فالاول لا يرى ضرورة في فتح «باب» النقاش في خطة «هوف» لانها ستفضي في نهاية المطاف الى تنازلات يستطيع لبنان عدم تقديمها... في المقابل ثمة وجهة نظر في بعبدا والسرايا الكبير تشير الى ان ثمة فرصة سانحة لعدم تعقيد الموقف مع الاميركيين، وخوض مفاوضات ناجحة لتحسين شروط حصص لبنان الغازية في النقاط المتنازع عليها دون تقديم تنازلات كبيرة... ! وقد اتفق المسؤولون اللبنانيون الثلاثة على ابلاغ تيلرسون موقفاً موحداً يرفض اقتراح تقسيم الثروة النفطية في الرقعة 9 الى ثلثين للبنان وثلث لاسرائيل وترك الموضوع مفتوحا للمناقشة.. وفي هذا السياق ابلغ حزب الله المسؤولين اللبنانيين انه يقف خلف موقف الرئيس بري حيال مقاربة هذه القضية وهو يفاوض باسمه في هذا الملف، مع وضعه كل امكاناته وراء الدولة اللبنانية لحماية الحدود البرية والبحرية.
المستقبل: لبنان يؤكد التزام "النأي بالنفس" والـ1701.. وواشنطن داعمة لمؤسساته الشرعية تيلرسون في بيروت: شراكة "استراتيجية" و"وساطة" حدودية
كتبت المستقبل: في رحاب الدولة ذات السيادة و"الاستقرار"، حلّ وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون أمس ضيفاً "وسيطاً" في بيروت داعياً إلى حلّ تسووي للنزاع الحدودي مع إسرائيل وداعماً للبنان ومؤسساته الشرعية وللمؤتمرات الدولية الرامية إلى تعزيز قدراته عسكرياً وتنموياً واقتصادياً، ليحمل بذلك "رسالة" من واشنطن تؤكد على الشراكة "الاستراتيجية" بين البلدين في مواجهة التحديات والنزاعات المحتدمة في المنطقة. أما لبنان الرسمي فكان على "كلمة رئاسية سواء" أمام الضيف الأميركي تعبّر عن التمسك بالحدود والحقوق النفطية ورفض التعديات والتهديدات الإسرائيلية البرية والبحرية والجوية للسيادة الوطنية، وسط تشديد رئيسي الجمهورية ومجلس الوزراء في المقابل على الالتزام اللبناني التام بالقرار 1701 من جهة، وبسياسة "النأي بالنفس" عن الحرائق الإقليمية والابتعاد عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
الجمهورية: عون يُهدِّد بالمصارحة كهربائياً ولقاء بين باسيل وساترفيلد
كتبت "الجمهورية": بعد 4 سنوات على زيارة وزير الخارجية الاميركي السابق جون كيري للبنان في زمن الشغور الرئاسي، زاره أمس وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون في زمن "فائض السلطة"، وأجرى محادثات "صعبة" إتّسمت بالالتباس بروتوكولياً وبالتباين سياسياً وبالتوافق أمنياً وبالتمايز حيال موضوعي النازحين السوريين و"حزب الله"، وانتهت الى حصول لبنان على تطمينات لم تبلغ حدود الضمانات، على حدّ قول مطّلعين على نتائجها، مشيرين الى انّ الولايات المتحدة الاميركية تشعر للمرة الاولى أنّ دولة لبنان الصديقة التقليدية لها، زحلت نحو محور عربي ـ إقليمي على اختلاف معها، ولكن على رغم ذلك اكد تيلرسون للمسؤولين اللبنانيين استمرار دعم بلاده لشعب لبنان لكي تبقى الاوضاع فيه مستقرة ومزدهرة.
رافق زيارة تيلرسون السريعة إلى لبنان اختلاف حيال ترتيباتها، إذ أصرّت وزارة الخارجية على ان يزور مقرها في قصر بسترس ويجتمع مع الوزير جبران باسيل، جرياً على عادة كل زيارات وزراء الخارجية الى لبنان.
الّا انّ الجانب الاميركي اعتذر أثناء تحضير الزيارة نظراً لضيق الوقت، ما أدى الى انزعاج تُرجم من خلال ما جرى في القصر الجمهوري، حيث انّ تيلرسون انتظر نحو 5 دقائق وحيداً في صالون القصر قبل ان يدخل باسيل أولاً ويصافحه من دون التقاط صورة تذكارية معه، ثم يدخل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ويحرص على إجلاس باسيل الى يمينه ويستعيض عن الاجتماع الثنائي بلقاء موسّع حضره مسؤولون وديبلوماسيون وأمنيون من دون ان يكون بينهم قائد الجيش العماد جوزف عون، قائد رئيس المؤسسة التي تحتضنها اميركا وتدعمها. وقد توقف الجانب الاميركي عند هذا الغياب.
اللواء: 5 ساعات أميركية في بيروت: بروتوكول ومبادرة نفطية وحملة على حزب الله عون يهدِّد بكشف المستور في الكهرباء.. وصفقة تعيينات في الثقافة والطاقة و"المردة" و"القوات" يعترضان
كتبت "اللواء": الساعات القليلة التي امضاها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، شغلت اللبنانيين، منذ ان اشتعلت المواقع الإخبارية، والشاشات بصور الوزير الأميركي ينتظر وحيداً لمدة بين 5 و7 دقائق في مكتب الرئيس في بعبدا، وصول الرئيس ميشال عون، إلى حين مغادرته وعاصفة المواقف غير المتوقعة التي ساقها ضد حزب الله لجهة تهديده استقرار لبنان بسبب ترسانته العسكرية، لكن ما دوّنه في السجل الذهبي، بعد لقاء مع الرئيس عون دام 45 دقيقة، ثم خلوة مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لمدة عشر دقائق أظهر مناخاً دبلوماسياً مغايراً، فالزائر الأميركي الذي حطّ بعد بيروت في أنقرة "شكر الرئيس على الاستقبال الحار، والمحادثات الصريحة والمفتوحة، مكرراً وقوف الولايات المتحدة إلى جانب الشعب اللبناني، من أجل لبنان حر وديمقراطي"، وهذا ما كرره تيلرسون في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس سعد الحريري في السراي الكبير بتأكيده ان "الرسالة التي توجهها الولايات المتحدة هي اننا نقف بشدة إلى جانب الشعب اللبناني ومؤسساته الشرعية"، ومن زاوية "الشراكة مع القوات العسكرية اللبنانية، خصوصاً الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي".