مهن نسائية يرفضها الرجال لشريكات حياتهم
في زمن أصبحت فيه المرأة تنافس الرجل في العمل وأصبحت شريكته بالأعمال وبكافة التخصصات، وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة يحتاج الرجل الزواج من المرأة الموظفة لتساعده في «مصروف» البيت والالتزامات المالية.
لكن يبقى الرجل الشرقي هو الذي يتحكم بكل ما هو مسموح وكل ما هو مرفوض وأحياناً يتم الرفض دون نقاش، فهناك مهن نسائية ما زال يرفضها الرجل ويضعها في القائمة السوداء المحظورة ووظائف أخرى يتقبلها وحتى بعض الرجال يفضلون الزواج من سيدات يعملن بتخصصات معينة.
من المعروف أن الرجل يفضل المرأة التي تعمل في مجال التدريس حيث ساعات العمل المعروفة، والاجازات الرسمية الممنوحة، والبعض الآخر يفضل الزواج مثلا من موظفة بنك لضمان الحصول على امتيازات تقدم للموظفين هناك.
وفي مجتمعنا وبعد خروج الفتاة للعمل حتى في محطات الوقود جاء رد الفعل بين مؤيد ومعارض.
بالطبع، عند اختيار شريكة العمر، تبرز قضية مهنة الزوجة، ومن المهن النسائية التي يرفضها الرجل بحسب اراء البعض: المهندسة المدنية التي تجبرها ظروف العمل غير المكتبي للعمل وسط المهندسين وعمال البناء، فيما يرفض البعض الارتباط بمن هن على مهن كالصحفييات والاعلاميات، وهي مجالات تحقق الشهرة التي قد لا يتقبلها الشريك ولا يقبل ايضا تبعات المهنة من سفر ولقاءات ميدانية وساعات عمل لا تخضع لبرنامج عمل محدد.
تقول رانيا «عقلية الرجل الشرقي نوعاً ما محدودة ومنهم يتفهم أن المرأة تحب المجال التي تعمل فيه وعليه أن يحب رغباتها ويحفزها إلى أن تكون عضوا فاعلا بالمجتمع»، تؤكد «الاتفاق سيد الحلول» .
غيرة مناسبة
يقول رأفت إبراهيم : « لا أرى أي إحراج في أن تعمل المرأة بكافة التخصصات التي ترغبها. ولا أحب المهن التي لا تناسب تركيبة المرأة الفيزيولوجية وبنيتها الجسمية، ولا أوافق أن تعمل زوجتي المستقبلية مهندسة في موقع، تقف تحت الشمس وتتعامل مع العمّال طوال اليوم ومثل هذه الأعمال تتطلب مجهوداً بدنيّاً، والمرأة هي الأنوثة؛ فعليها أن تكون واقعية، وتتنازل عن فرصها للرجل، لأنه مناسب للقيام بهذه المهن أكثر من المرأة».
مجال التدريس
يقول محمد عتيبي : « تعمل زوجتي في مجال التدريس وهي أنسب مهنة للمرأة على الإطلاق فيها استقرار وظيفي وتحصل على اجازات طوال السنة وتبقى مع الأولاد بعطلة الصيف، ولا أفضل المرأة التي تعمل بالوظائق القيادية، مثلاً أن تكون مديرة شركة ومسؤولة عن مجموعة كبيرة من الموظفين، أو تكون بسلك السياسة أو الإعلام، فتكون دائماً تحت الأضواء وتتحمل الكثير من المسؤوليات وكيف لها أن تهتم بالمنزل والأولاد.
إهمال الأسرة
يقول أحمد خالد : « أحترم كل مهنة شريفة تعمل بها المرأة، ولكن لا أسمح أن أتزوج من امرأة تعمل مضيفة جوية تقضي أيامها في التحليق بين البلدان، وتُعرّض نفسها كل يوم لمخاطر الطيران، أو سكرتيرة جَلّ عملها مرتبط بشخض واحد، كما أرفض لزوجتي أن تعمل في مهنة، تتطلّب دوامات ليليّة، فكل هذه المهن ستلهيها عن بيتها وعن واجباتها الأسرية».
تغيرات
يؤكد أحمد سليم : « أن الحياة تغيرت، لافتاً إلى أنّ المرأة أثبتت جدارتها في جميع الوظائف والتخصصات، وبرهَنت على التوفيق بين بيتها وبين واجباتها الأسرية على أكمل وجه، وليس للرجال عليها حجة في أن امتهانها بعض المهن، قد يعوقها عن القيام بدورها الأسري وليس لدي أي مانع بأن تعمل المرأة في أي من المجالات الشريفة».
أما سامر وجيه يقول : « «إنّ الرجل يظلم المرأة، حينما يرفض لها العمل في مهنة معيّنة». ويفسّر تامر تحفّظ بعض بني جنسه على هذه المهن، بأن أغلبه «ينتج من الشعور بالغيرة». مُشيراً إلى أنّ «وجود الزوجة في وظائف، تضطر فيها إلى الاحتكاك بالرجال، يستفز الزوج ويُثير غيرته». يضيف: «كذلك، من الأمور التي تجعل الرجل يرفض أن تعمل زوجته في وظيفة معيّنة، إحساسه بالدّونية، خاصة إذا كانت المرأة متفوّقة في مجالها».
انتقاص
يقول اسماعيل حسين : «لستُ مع تقييد المرأة في إطار وظائف مُعيّنة، لأنّ هذا ينتقص من قيمتها».
ويمضي بالقول «إنّ المرأة الملتزمة والمحترمة، أيّاً كانت وظيفتها، مادامت وظيفة شريفة، فهي محترمة». ومن وجهة نظر خالد، وهو متزوج بصيدلانيّة، إنّ الأسباب التي جعلت المجتمع يتحفّظ على بعض الوظائف، التي تمتهنها المرأة «في طريقها للزوال»، مُشيراً إلى أنّه «بات هناك وعي كبير لدور المرأة، التي تحررت من الكثير من سلاسل وصاية الرجل، التي تضعها في قالب مُعيّن أو وظيفة معينة». يستطرد: «الحل إذا، ليس في منع المرأة من مهن معيّنة، بل في البحث عن آليّات تحفظ لها كرامتها، أولاها تغيير نظرة المجتمع لها، وتثمين دورها وهي تكد وتتعب لتساعد أسرتها».