منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 العلمانية "التعريف ،والمعتقدات ،ولماذا يرفضها الاسلام"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75521
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

العلمانية "التعريف ،والمعتقدات ،ولماذا يرفضها الاسلام" Empty
مُساهمةموضوع: العلمانية "التعريف ،والمعتقدات ،ولماذا يرفضها الاسلام"   العلمانية "التعريف ،والمعتقدات ،ولماذا يرفضها الاسلام" Emptyالسبت 13 يوليو 2013, 3:50 am




العلمانية "التعريف ،والمعتقدات ،ولماذا يرفضها الاسلام"


العلمانية "التعريف ،والمعتقدات ،ولماذا يرفضها الاسلام" 73897.imgcache 







التعريف:


العلمانية Secularism وترجمتها الصحيحة: اللادينية أو الدنيوية، وهي دعوة إلى إقامة الحياة على العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين. وتعني في جانبها السياسي بالذات اللادينية في الحكم، وهي اصطلاح لا صلة له بكلمة العلم SCIENCE وقد ظهرت في أوروبا منذ القرن السابع عشر وانتقلت إلى الشرق في بداية القرن التاسع عشر وانتقلت بشكل أساسي إلى مصر وتركيا وإيران ولبنان وسوريا ثم تونس ولحقتها العراق في نهاية القرن التاسع عشر. أما بقية الدول العربية فقد انتقلت إليها في القرن العشرين، وقد اختيرت كلمة علمانية لأنها أقل إثارة من كلمة لا دينية.

ومدلول العلمانية المتفق عليه يعني عزل الدين عن الدولة وحياة المجتمع وإبقاءه حبيساً في ضمير الفرد لا يتجاوز العلاقة الخاصة بينه وبين ربه فإن سمح له بالتعبير عن نفسه ففي الشعائر التعبدية والمراسم المتعلقة بالزواج والوفاة ونحوهما.

تتفق العلمانية مع الديانة النصرانية في فصل الدين عن الدولة حيث لقيصر سلطة الدولة ولله سلطة الكنيسة. وهذا واضح فيما يُنسب إلى السيد المسيح من قوله: "إعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله". أما الإسلام فلا يعرف هذه الثنائية والمسلم كله لله وحياته كلها لله {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة الأنعام: 162].


التأسيس وأبرز الشخصيات:



انتشرت هذه الدعوة في أوروبا وعمت أقطار العالم بحكم النفوذ الغربي والتغلغل الشيوعي. وقد أدت ظروف كثيرة قبل الثورة الفرنسية سنة 1789م وبعدها إلى انتشارها الواسع وتبلور منهجها وأفكارها وقد تطورت الأحداث وفق الترتيب التالي:

- تحول رجال الدين إلى طواغيت ومحترفين سياسيين ومستبدين تحت ستار الإكليروس والرهبانية والعشاء الرباني وبيع صكوك الغفران.
- وقوف الكنيسة ضد العلم وهيمنتها على الفكر وتشكيلها لمحاكم التفتيش واتهام العلماء بالهرطقة، مثل:

1- كوبرنيكوس: نشر سنة 1543م كتاب حركات الأجرام السماوية وقد حرمت الكنيسة هذا الكتاب.

2- جرادانو: صنع التلسكوب فعُذب عذاباً شديداً وعمره سبعون سنة وتوفي سنة 1642م.

3- سبينوزا: صاحب مدرسة النقد التاريخي وقد كان مصيره الموت مسلولاً.

4- جون لوك : طالب بإخضاع الوحي للعقل عند التعارض.

- ظهور مبدأ العقل والطبيعة: فقد أخذ العلمانيون يدعون إلى تحرر العقل وإضفاء صفات الإله على الطبيعة.

- الثورة الفرنسية: نتيجة لهذا الصراع بين الكنيسة من جهة وبين الحركة الجديدة من جهة أخرى، كانت ولادة الحكومة الفرنسية سنة 1789م وهي أول حكومة لا دينية تحكم باسم الشعب. وهناك من يرى أن الماسون استغلوا أخطاء الكنيسة والحكومة الفرنسية وركبوا موجة الثورة لتحقيق ما يمكن تحقيقه من أهدافهم.

- جان جاك روسو سنة 1778م له كتاب العقد الاجتماعي الذي يعد إنجيل الثورة، مونتسكيو له روح القوانين، سبينوزا يهودي يعتبر رائد العلمانية باعتبارها منهجاً للحياة والسلوك وله رسالة في اللاهوت والسياسة، فولتير صاحب القانون الطبيعي كانت له الدين في حدود العقل وحده سنة 1804م، وليم جودين 1793م له العدالة السياسية ودعوته فيه دعوة علمانية صريحة.

- ميرابو الذي يعد خطيب وزعيم وفيلسوف الثورة الفرنسية.


- سارت الجموع الغوغائية لهدم الباستيل وشعارها الخبز ثم تحول شعارها إلى الحرية والمساواة والإخاء وهو شعار ماسوني و"لتسقط الرجعية" وهي كلمة ملتوية تعني الدين وقد تغلغل اليهود بهذا الشعار لكسر الحواجز بينهم وبين أجهزة الدولة وإذابة الفوارق الدينية وتحولت الثورة من ثورة على مظالم رجال الدين إلى ثورة على الدين نفسه.

- نظرية التطور: ظهر كتاب أصل الأنواع سنة 1859م لتشارلز دارون الذي يركز على قانون الانتقاء الطبيعي وبقاء الأنسب وقد جعلت الجد الحقيقي للإنسان جرثومة صغيرة عاشت في مستنقع راكد قبل ملايين السنين، والقرد مرحلة من مراحل التطور التي كان الإنسان آخرها. وهذه النظرية أدت إلى انهيار العقيدة الدينية ونشر الإلحاد وقد استغل اليهود هذه النظرية بدهاء وخبث.

- ظهور نيتشة: وفلسفته التي تزعم بأن الإله قد مات وأن الإنسان الأعلى السوبر مان ينبغي أن يحل محله.

- دور كايم اليهودي: جمع بين حيوانية الإنسان وماديته بنظرية العقل الجمعي.

- فرويد اليهودي: اعتمد الدافع الجنسي مفسراً لكل الظواهر والإنسان في نظره حيوان جنسي.

- كارل ماركس اليهودي: صاحب التفسير المادي للتاريخ الذي يؤمن بالتطور الحتمي وهو داعية الشيوعية ومؤسسها الأول الذي اعتبر الدين أفيون الشعوب.

- جان بول سارتر: في الوجودية وكولن ولسون في اللامنتمي يدعوان إلى الوجودية والإلحاد.

- الاتجاهات العلمانية في العالم العربي والإسلامي نذكر نماذج منها:

1- في مصر: دخلت العلمانية مصر مع حملة نابليون بونابرت. وقد أشار إليها الجبرتي في تاريخه الجزء المخصص للحملة الفرنسية على مصر وأحداثها بعبارات تدور حول معنى العلمانية وإن لم تذكر اللفظة صراحة. أما أول من استخدم هذا المصطلح العلمانية فهو نصراني يُدعى إلياس بقطر في معجم عربي فرنسي من تأليفه سنة 1827م. وأدخل الخديوي إسماعيل القانون الفرنسي سنة 1883م، وكان هذا الخديوي مفتوناً بالغرب، وكان أمله أن يجعل من مصر قطعة من أوروبا.

2- الهند: حتى سنة 1791م كانت الأحكام وفق الشريعة الإسلامية ثم بدأ التدرج من هذا التاريخ لإلغاء الشريعة بتدبير الإنجليز وانتهت تماماً في أواسط القرن التاسع عشر.

3- الجزائر: إلغاء الشريعة الإسلامية عقب الاحتلال الفرنسي سنة 1830م.

4- تونس: أدخل القانون الفرنسي فيها سنة 1906م.

5- المغرب: أدخل القانون الفرنسي فيها سنة 1913م.

6- تركيا: لبست ثوب العلمانية عقب إلغاء الخلافة واستقرار الأمور تحت سيطرة مصطفى كمال أتاتورك، وإن كانت قد وجدت هناك إرهاصات ومقدمات سابقة.

7- العراق والشام: ألغيت الشريعة أيام إلغاء الخلافة العثمانية وتم تثبيت أقدام الإنجليز والفرنسيين فيهما.

8- معظم أفريقيا: فيها حكومات نصرانية امتلكت السلطة بعد رحيل الاستعمار.

9- أندونيسيا ومعظم بلاد جنوب شرقي آسيا: دول علمانية.

10- انتشار الأحزاب العلمانية والنزعات القومية: حزب البعث، الحزب القومي السوري، النزعة الفرعونية، النزعة الطورانية، القومية العربية.

11- من أشهر دعاة العلمانية في العالم العربي والإسلامي: أحمد لطفي السيد، إسماعيل مظهر، قاسم أمين، طه حسين، عبدالعزيز فهمي، ميشيل عفلق، أنطون سعادة، سوكارنو، سوهارتو، نهرو، مصطفى كمال أتاتورك، جمال عبد الناصر، أنور السادات صاحب شعار "لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين"، د. فؤاد زكريا. د. فرج فودة وقد اغتيل بالقاهرة مؤخراً، وغيرهم.

الأفكار والمعتقدات:

• بعض العلمانيين ينكرون وجود الله أصلاً. وبعضهم يؤمنون بوجود الله لكنهم يعتقدون بعدم وجود أية علاقة بين الله وبين حياة الإنسان.

• الحياة تقوم على أساس العلم المطلق وتحت سلطان العقل والتجريب.

• إقامة حاجز سميك بين عالمي الروح والمادة، والقيم الروحية لديهم قيم سلبية.

• فصل الدين عن السياسة وإقامة الحياة على أساس مادي.

• تطبيق مبدأ النفعية Pragmatism على كل شيء في الحياة.

• اعتماد مبدأ الميكيافيلية في فلسفة الحكم والسياسة والأخلاق.

• نشر الإباحية والفوضى الأخلاقية وتهديم كيان الأسرة باعتبارها النواة الأولى في البنية الإجتماعية.

أما معتقدات العلمانية في العالم الإسلامي والعربي التي انتشرت بفضل الاستعمار والتبشير فهي:

- الطعن في حقيقة الإسلام والقرآن والنبوة.

- الزعم بأن الإسلام استنفذ أغراضه وهو عبارة عن طقوس وشعائر روحية.

- الزعم بأن الفقه الإسلامي مأخوذ عن القانون الروماني.

- الزعم بأن الإسلام لا يتلاءم مع الحضارة ويدعو إلى التخلف.

- الدعوة إلى تحرير المرأة وفق الأسلوب الغربي.

- تشويه الحضارة الإسلامية وتضخيم حجم الحركات الهدامة في التاريخ الإسلامي والزعم بأنها حركات إصلاح.

- إحياء الحضارات القديمة.

- اقتباس الأنظمة والمناهج اللادينية عن الغرب ومحاكاته فيها.

- تربية الأجيال تربية لا دينية.

• إذا كان هناك عذر ما لوجود العلمانية في الغرب فليس هناك أي عذر لوجودها في بلاد المسلمين لأن النصراني إذا حكمه قانون مدني وضعي لا ينزعج كثيراً ولا قليلاً لأنه لا يعطل قانوناً فرضه عليه دينه وليس في دينه ما يعتبر منهجاً للحياة، أما مع المسلم فالأمر مختلف حيث يوجب عليه إيمانه الاحتكام إلى شرع الله.

ومن ناحية أخرى فإنه إذا انفصلت الدولة عن الدين بقى الدين النصراني قائماً في ظل سلطته القوية الفتية المتمكنة وبقيت جيوشها من الرهبان والراهبات والمبشرين والمبشرات تعمل في مجالاتها المختلفة دون أن يكون للدولة عليهم سلطان بخلاف ما لو فعلت ذلك دولة إسلامية فإن النتيجة أن يبقى الدين بغير سلطان يؤيده ولا قوة تسنده حيث لا بابوية له ولا كهنوت ولا أكليروس، وصدق الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه حين قال: "إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن".


الجذور الفكرية والعقائدية:

• العداء المطلق للكنيسة أولاً، وللدين ثانياً أيًّا كان، سواء وقف إلى جانب العلم أم عاداه.

• لليهود دور بارز في ترسيخ العلمانية من أجل إزالة الحاجز الديني الذي يقف أمام اليهود حائلاً بينهم وبين أمم الأرض.

• يقول ألفرد هوايت هيو: "ما من مسألة ناقض العلم فيها الدين إلا وكان الصواب بجانب العلم والخطأ حليف الدين" وهذا القول إن صح بين العلم واللاهوت في أوروبا فهو قول مردود ولا يصح بحال فيما يخص الإسلام حيث لا تعارض إطلاقاً بين الإسلام وبين حقائق العلم، ولم يقم بينهما أي صراع كما حدث في النصرانية. وقد نقل عن أحد الصحابة قوله عن الإسلام: "ما أمر بشيء، فقال العقل: ليته نهى عنه، ولانهى عن شيء، فقال العقل: ليته أمر به". وهذا القول تصدقه الحقائق العلمية والموضوعية وقد أذعن لذلك صفوة من علماء الغرب وأفصحوا عن إعجابهم وتصديقهم لتلك الحقيقة في مئات النصوص الصادرة عنهم.

- تعميم نظرية العداء بين العلم من جهة والدين من جهة لتشمل الدين الإسلامي على الرغم من أن الدين الإسلامي لم يقف موقف الكنيسة ضد الحياة والعلم بل كان الإسلام سباقاً إلى تطبيق المنهج التجريبي ونشر العلوم.

• إنكار الآخرة وعدم العمل لها واليقين بأن الحياة الدنيا هي المجال الوحيد للمتع والملذات.

• لماذا يرفض الإسلام العلمانية:

- لأنها تغفل طبيعة الإنسان البشرية باعتباره مكوناً من جسم وروح فتهتم بمطالب جسمه ولاتلقي اعتباراً لأشواق روحه.

- لأنها نبتت في البيئة الغربية وفقاً لظروفها التاريخية والاجتماعية والسياسية وتعتبر فكراً غريباً في بيئتنا الشرقية.

- لأنها تفصل الدين عن الدولة فتفتح المجال للفردية والطبقية والعنصرية والمذهبية والقومية والحزبية والطائفية.

- لأنها تفسح المجال لانتشار الإلحاد وعدم الإنتماء والاغتراب والتفسخ والفساد والانحلال.

- لأنها تجعلنا نفكر بعقلية الغرب، فلا ندين العلاقات الحرة بين الجنسين وندوس على أخلاقيات المجتمع ونفتح الأبواب على مصراعيها للممارسات الدنيئة، وتبيح التعامل بالربا وتعلي من قدر الفن للفن، ويسعى كل إنسان لإسعاد نفسه ولو على حساب غيره.

- لأنها تنقل إلينا أمراض المجتمع الغربي من إنكار الحساب في اليوم الآخر ومن ثم تسعى لأن يعيش الإنسان حياة متقلبة منطلقة من قيد الوازع الديني، مهيجة للغرائز الدنيوية كالطمع والمنفعة وتنازع البقاء ويصبح صوت الضمير عدماً.

- مع ظهور العلمانية يتم تكريس التعليم لدراسة ظواهر الحياة الخاضعة للتجريب والمشاهدة وتُهمل أمور الغيب من إيمان بالله والبعث والثواب والعقاب، وينشأ بذلك مجتمع غايته متاع الحياة وكل لهو رخيص.

الانتشار ومواقع النفوذ :

• بدأت العلمانية في أوروبا وصار لها وجود سياسي مع ميلاد الثورة الفرنسية سنة 1789م. وقد عمت أوروبا في القرن التاسع عشر وانتقلت لتشمل معظم دول العالم في السياسة والحكم في القرن العشرين بتأثير الاستعمار والتبشر.

يتضح مما سبق:

• أن العلمانية دعوة إلى إقامة الحياة على أسس العلم الوضعي والعقل بعيداً عن الدين الذي يتم فصله عن الدولة وحياة المجتمع وحبسه في ضمير الفرد ولا يصرح بالتعبير عنه إلاَّ في أضيق الحدود. وعلى ذلك فإن الذي يؤمن بالعلمانية بديلاً عن الدين ولا يقبل تحكيم الشرعية الإسلامية في كل جوانب الحياة ولا يحرم ما حرم الله يعتبر مرتداً ولا ينتمي إلى الإسلام. والواجب إقامة الحجة عليه واستتابته حتى يدخل في حظيرة الإسلام وإلا جرت عليه أحكام المرتدين المارقين في الحياة وبعد الوفاة.





[b style="color: red; font-family: Arial, Helvetica, sans-serif; font-size: x-large; line-height: 26.453125px; background-color: rgb(255, 255, 255); font-weight: bold; margin: 0px; padding: 0px;"]مراجع للتوسع :[/b]
[b style="color: rgb(51, 51, 51); font-family: Arial, Helvetica, sans-serif; font-size: large; line-height: 26.453125px; background-color: rgb(255, 255, 255);"]
- جاهلية القرن العشرين، محمد قطب.
- المستقبل لهذا الدين، سيد قطب.
- تهافت العلمانية، عماد الدين خليل.
- الإسلام والحضارة الغربية، محمد محمد حسين.
- العلمانية، سفر بن عبد الرحمن الحوالي.
- تاريخ الجمعيات السرية والحركات الهدامة، محمد عبدالله عنان.
- الإسلام ومشكلات الحضارة، سيد قطب.
- الغارة على العالم الإسلامي، ترجمة محب الدين الخطيب ومساعد اليافي.
- الفكر الإسلامي في مواجهة الأفكار الغربية، محمد المبارك.
- الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي، محمد البهي.
- الإسلام والعلمانية وجهاً لوجه، د. يوسف القرضاوي.
- العلمانية: النشأة والأثر في الشرق والغرب، زكريا فايد.
- وجوب تحكيم الشريعة الإسلامية للخروج من دائرة الكفر الاعتقادي، د. محمد شتا أبو سعد، القاهرة، 1413هـ.
- جذور العلمانية، د. السيد أحمد فرج دار الوفاء المنصورة 1990م.
-علماني وعلمانية، د. السيد أحمد فرج – بحث ضمن المعجمية الدولية بتونس 1986م.
[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75521
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

العلمانية "التعريف ،والمعتقدات ،ولماذا يرفضها الاسلام" Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلمانية "التعريف ،والمعتقدات ،ولماذا يرفضها الاسلام"   العلمانية "التعريف ،والمعتقدات ،ولماذا يرفضها الاسلام" Emptyالسبت 13 نوفمبر 2021, 5:59 pm

ما بعد العلمانية… العودة إلى الدين … 

د. محسن محمد صالح
مقدمة: 

يبدو أن الاتجاه العالمي لمسار التطورات الاجتماعية السياسية، يسير نحو تأكيد عودة دور الدين المتصاعد في الحياة العامة بكافة تجلياتها. لقد وصلت العلمانية عالمياً إلى ذروة غير مسبوقة في ستينيات القرن العشرين؛ غير أن الاتجاه نحو التدين أخذ يسير بدرجات متفاوتة في الكثير من مناطق العالم. وهو تديّن لم ينحصر في “الصحوة الإسلامية” التي شملت مناطق واسعة من العالم الإسلامي منذ سبعينيات القرن الماضي، ولكنه اتسع ليعبر عن نفسه بأشكال مختلفة في أوساط المسيحيين وأتباع الديانات المختلفة. وفي السنوات الفعلية الماضية، أخذ هذا الاتجاه يتزايد اجتماعياً وسياسياً في أوروبا والولايات المتحدة وغيرها.

الطريق إلى “ما بعد العلمانية”:

يرصد تقرير المستقبل الصادر حديثاً عن مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، في عدده رقم 29 ظاهرة “ما بعد العلمانية” Post Secularism والعودة للدين، من خلال مسح الظاهرة بشكل عالمي؛ ويقدم عدداً من النماذج في هذا الاتجاه.

ويبيِّن التقرير أن عصر التنوير أو الحداثة تأسيس على الثورة ضدّ الكنيسة في أوروبا، وضدّ تحكّمها في مناحي الحياة الفكرية والسياسية والاقتصادية والقانونية؛ وظهرت في تلك الفترة مقولة “موت الإله” Death of God، (تعالى الله عما يقولون) وهو الاتجاه الذي تطور على يد الفيلسوف الألماني Nietzche فريدريك نيتشه (1844-1900) الذي ركز على مركزية عقل الإنسان في حركة التاريخ، وعلى القضاء على القيود التي فرضتها الكنيسة على حرية التفكير.

وتأسيس مفهوم العلمانية على فكرة فصل الدين عن الحياة العامة؛ وأصبح مفهوم العلمانية خصوصاً في العالم الغربي ملازماً لمفهوم التحديث، أما الدين فبات عندهم ملازماً لمفهوم التقليدية والرجعية. وكان متوقعاً وفقاً لدعاة العلمانية أن المجتمع الحديث سيلبي كافة احتياجات الفرد المادية والمعنوية، دون الحاجة للجوء للدين، وأن التعليم والمعرفة ستوفر الإجابات المنطقية عن كل شيء. والعلمانية، خصوصاً في العالم الغربي، لم تستعدِ الدين أو تهاجمه مباشرة؛ غير أنها توقعت أو افترضت انحسار الدين واختفاءه مع الزمن، غير أن توقعاتها باءت بالفشل. وحتى البلدان التي فرضت علمانية قسربة، وحاربت الدين بشكل مكشوف، كان نصيبها الفشل.

الفكر الشيوعي الذي تمكن من الوصول للحكم في عدد من البلدان كالاتحاد السوفييتي والصين لم يسع فقط لتحجيم الدين، وإنما رفض الدين ذاته، باعتباره معوقاً أمام الطبقة العاملة للانتفاض والمطالبة بحقوقها، وبالتالي أخذت مقولة “الدين أفيون الشعوب” ركناً مهماً في الفكر الشيوعي، فتم إغلاق المؤسسات الدينية، ومحاربة رموزها، ومطاردة مظاهر التدين. غير أن الشيوعية سقطت، وبقي الدين.

من جهة أخرى، فإن ارتباك ما بعد الحداثة، إثر الدمار الهائل الذي أصاب البشرية نتيجة الحربين العالميتين الأولى والثانية، على يد “الإنسان العلماني” والأنظمة “العلمانية” الحديثة، دفع باتجاه “الفكر العدمي” الذي طوره وتبناه الفيلسوف الفرنسي “ميشيل فوكو” Foucault الذي قصد به “موت المنطق”، وتمحور حول فكرة “موت الإنسان” Death of Man، بما يعني سقوط الإيمان بقدرة الفرد على اتخاذ قرارات عاقلة ومنطقية لتطوير الحياة الإنسانية.

ومع العودة المعاصرة للدين وتصاعد دوره، حاول الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس Hebermas بلورة ذلك، في ضوء حركة التاريخ، من خلال “مجتمعات ما بعد العلمانية” Post Secular Societies؛ حيث أكد أنه لا يمكن وقف تيار عودة الدين للحياة العامة، وأنه لا بدّ من الاعتراف بمنزلة جديدة للدين؛ يتطور فيها المجتمع العلماني إلى ظاهرة مركبة من الطرفين العلماني والديني، وبذلك تكون “ما بعد العلمانية” مساراً تكاملياً بين الطرفين؛ وأن من مصلحة الدولة الدستورية مراعاة كل المصادر القيمية واحترام القناعات الدينية، وأن المجتمع “ما بعد العلماني” يضع ضوابط لتفاعل الدين مثل التسامح واحترام التعددية في إطار “علماني” حسب رأيه.

من مظاهر عودة الدين للحياة العامة:

تتعدد مظاهر عودة الدين لأخذ مساحات أوسع في الحياة الاجتماعية والسياسية. ومن أبرز ما ذكره تقرير المستقبل، أومما يمكن أن نضيفه:

1- أنه إثر انهيار الاتحاد السوفييتي والمنظومة الشيوعية، مع مطلع العقد الأخير من القرن العشرين، اعتمدت روسيا على “الدين” في بناء هوية جديدة تجمع ما يسمى “العالم الروسي” تحت مظلة واحدة، هي الانتماء الأرثوذكسي المسيحي، والتاريخ الأرثوذكسي المشترك؛ بحيث تتمكن روسيا من تجاوز حدودها الجغرافية إلى بلدان مجاورة مثل أوكرانيا وجورجيا. وأصبحت “الشرعية الدينية” ومركز الكنيسة الأرثوذكسية في موسكو أحد أبعاد الصراع على النفوذ التي اهتم بها الرئيس بوتين. وحتى عندما ضمّت موسكو شبه جزيرة القرم Crimea استخدم بوتين ادعاءات باعتبار أنها منشأ الشعب الروسي، وأنها المكان الذي جرى فيه “تعميد” الأمير فلاديمير في القرن العاشر الميلادي، والذي قام بدوره بتوحيد القبائل والأراضي السلافية حول المسيحية، وتأسيس روسيا. ولذلك، فإن قرار انفصال الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية في كانون الأول/ ديسمبر 2018 عن بطريركية موسكو كان قراراً تاريخياً بعد قرابة 300 عام من الارتباط، حيث أخذ بُعده السياسي إثر النزاع بين موسكو والقيادة السياسية في أوكرانيا.

2- في أوروبا تصاعد الشعور بالانتماء الديني، وظهرت أغلبية تعرف نفسها كمسيحيين، وإن كان معظمها يعترف بأنه ليس “ملتزماً” بالدين. ففي بريطانيا، يُعرِّف نحو 73 في المئة أنفسهم كمسيحيين، من بينهم 18 في المئة يعرفون أنفسهم كملتزمين، بينما ترتفع النسبة في إيطاليا إلى نحو 80 في المئة، نصفهم (أي 40 في المئة) يُعرف نفسه كملتزمين، والنصف الثاني كغير ملتزمين.

وفي وسط وشرق أوروبا، يميل الناس أكثر للتدين مقارنة بغرب أوروبا. ففي روسيا، ارتفعت نسبة من يُعرّفون أنفسهم كمسيحيين أرثوذكس؛ من 37 في المئة سنة 1991، إلى 71 في المئة سنة 2017. وفي أوكرانيا، ارتفعت النسبة من 39 في المئة سنة 1991، إلى 78 في المئة سنة 2017. وفي بلغاريا، ارتفعت النسبة نفسها من 59 في المئة سنة 1991، إلى 75 في المئة سنة 2017.

3- في المقابل، فإنه ما زال في بلدان أوروبا أغلبية (نحو الثلثين) تتراوح بين النصف إلى 75 في المئة؛ مع الفصل بين “الدين” و”السياسة” (ما عدا أرمينيا 36 في المئة وجورجيا 44 في المئة)؛ أي أن الميول الدينية ما زالت محكومة إلى حد ما بالإطار العلماني.

4- المخاوف التي جرى تضخيمها وتوظيفها سياسياً في أوروبا؛ نتيجة التراجع السكاني للأوروبيين المسيحيين وتزايد النمو السكاني للمسلمين، نتيجة الزيادة الطبيعية أو تصاعد موجات الهجرة، انعكست على البيئة السياسية والاجتماعية الأوروبية، في إطار البحث عن الهوية المسيحية. ففي الفترة بين 2010 و2015، زاد عدد وفيات الأوروبيين المسيحيين عن عدد المواليد بنحو ستة ملايين. وكانت خسارة ألمانيا وحدها نحو مليون و400 ألف شخص في الفترة نفسها. أما أعداد المسلمين، فزادت في أوروبا في الفترة ذاتها بنحو مليونين. وقُدّر عدد الذين تقدّموا بطلبات هجرة إلى دول أوروبا في الفترة نفسها بنحو ثلاثة ملايين طلب، معظمهم مسلمون.

ولذلك، تزايدت مظاهر العداء ضد قدوم المسلمين واستيطانهم، وصعدت جماعات اليمين المتطرف والأحزاب الشعبوية التي أخذت تطالب بوقف “غزو المسلمين” لأوروبا، ووجدت في الهوية المسيحية ضالتها الدينية الثقافية والتاريخية. ومن أمثلة الأحزاب التي نحت منحى شعبوياً يمينياً، حزب “البديل من أجل ألمانيا”، وحزب “ديمقراطية السويد”، وحزب الحرية النمساوي، وحزب “رابطة الشمال” الإيطالي، و”الجبهة الوطنية” في فرنسا.

وانتقل الخطاب “المسيحي” إلى الأحزاب الرئيسية الفاعلة في الحكم في غرب أوروبا، ليأخذ الدين حيزاً أوسع باعتباره مكوناً رئيسياً للهوية الأوروبية، ولتستجيب الأحزاب بالتالي لهواجس المسيحيين من ذوي البشرة البيضاء، مع ملاحظة أن الأحزاب المسيحية في شرق أوروبا كانت منذ لحظة ظهورها في تسعينيات القرن العشرين؛ تدمج بين البعدين القومي والمسيحي في هويتها وخطابها وممارستها.

5- على سبيل المثال، في المجر (هنغاريا) نجح رئيس الوزراء فيكتور أوربان في الفوز في انتخابات 2018، في ضوء خطابه وبرنامجه المناهض للهجرة والمسلمين، وقدم نفسه كمدافع عن المجر وأوروبا في مواجهة المسلمين الذين يهددون بـ”أسلمة” أوروبا؛ مؤكداً على ضرورة الحفاظ على القِيم المسيحية. وفي ألمانيا، أصدرت ولاية بافاريا قراراً رسمياً عرف بـ”مرسوم الصليب” يلزم بتعليق الصليب في كل مؤسسات الولاية، والذي بدأ تنفيذه في حزيران/ يونيو 2018.

6- اتساع التحول نحو الدين ظاهرة معروفة أيضاً في الولايات المتحدة، وقد برزت أكثر منذ ثمانينيات القرن العشرين، مع انتخاب رونالد ريجان، وصعود التيارات الدينية، وتيارات اليمين المحافظ ثم المحافظين الجدد، ووجدت تعبيراتها في مسلكيات وسياسات رؤساء كجورج بوش الابن، وفي السياسات الداعمة للمشروع الصهيوني في فلسطين بخلفيات دينية وثقافية، بالإضافة للخلفيات السياسية والمصالح الاستراتيجية، كما في مواقف القيادات الأمريكية، وعلى رأسها ترامب وفريقه في الوقت الراهن.

7- في الصين التي ما زال الحزب الشيوعي يحكمها، هناك اعتراف رسمي بالبوذية والطاوية والكاثوليكية والبروتستانتية والإسلام. وظلت المنظومة الحاكمة لفترة طويلة على عدائها مع الدين… غير أن الدين استعاد حيويته في السنوات الماضية وأخذت تتزايد مظاهره، بالرغم من كل إجراءات السلطات الحاكمة. وأشارت تقارير غير رسمية إلى وجود نحو 350 مليوناً من معتنقي الديانات، وفق تقديرات مؤسسة فريدم هاوس الأمريكية، بينما تقدرها مؤسسة “حرية الدين” الأمريكية بنحو 650 مليوناً. واضطرت الدولة مؤخراً لسلوك أكثر تسامحاً واستيعاباً في التعامل مع الظاهرة الدينية؛ غير أنها ما زالت مستمرة في إجراءاتها القمعية القاسية تجاه معتنقي الإسلام وخصوصاً أقلية الأويجور.

بناء على ما سبق، يظهر أن الدين في طريقه لاسترجاع مكانته في الحياة العامة بدرجات متفاوتة في العالم، وأن بيئة مجتمعات “ما بعد العلمانية” في العالم الغربي وشرق أسيا وروسيا… مضطرة لإفساح المجال له. ماذا عن العالم الإسلامي؟

العالم الإسلامي:

عند الحديث عن العالم الإسلامي (ومن ضمنه العالم العربي)، فينبغي الإشارة إلى عدد من النقاط التي نذكرها باختصار:

1- إن العالم الغربي استخرج نظرياته السياسية من خلال تجاربه التاريخية والفكرية ومن خلال البيئات الدينية والسياسية التي عاشها؛ وبالتالي فإن تطبيق النظريات الغربية على البيئة الإسلامية يفتقر للأساس العلمي والمنهجي، حيث لا مُقومات مشتركة دينية أو ثقافية أو حضارية أو تاريخية أو سياسية. ولذلك فشلت التطبيقات العلمانية واليسارية في مناطقنا. وإن لم يكن هناك ما يمنع من الاستفادة من علوم الغرب وتجاربه وخبراته، بما يتناسب مع بيئتنا وحضارتنا وهويتنا.

2- إن مسببات الثورة على “الدين” أو عزله عن الحياة العامة، في العالم الغربي، غير منطبقة على الإسلام نفسه. فالإسلام يحض على العلم وعمارة الأرض، وفي الحضارة الإسلامية والتاريخ الإسلامي لم تكن ثمة ممارسات دينية كتلك التي فعلتها الكنيسة في أوروبا من محاولة لاحتكار العلم والحقيقة، وتكفير العلماء المكتشفين لحقائق علمية وسجنهم ومعاقبتهم. والإسلام دين شامل للحياة وصالح لكل زمان ومكان، ومنسجم مع احتياجات الناس المادية والمعنوية والروحية، ومتوازن في التعامل معها.

وإذا كان ثمة لوم على تخلف مناطق المسلمين فهو يعود أصلاً لبعد المسلمين عن دينهم، ولمنظومات الحكم الفاسدة والمستبدة، ولتراجع دور العلماء في التفاعل الفقهي مع قضاياهم المعاصرة، وتعطل ديناميات تقديم الحلول المناسبة لفترة طويلة من الزمن. ثم إن الثورات وحركات التغيير في مناطقنا الإسلامية عبر التاريخ، كانت في العادة سعياً للعودة للنموذج الإسلامي في وجه الإنحرافات، وليس خروجاً عن هذا النموذج.

3- إن الإسلام بالرغم من كل التحديات والحروب التي يواجهها، وبالرغم من تخلف المسلمين وبؤس أنظمتهم السياسية، إلا أنه ظل في عالمنا المعاصر الدين الأكثر جاذبية للناس، خصوصاً عندما يحلّ في بيئة حرّة. وكما أن الملايين يقبلون عليه في إفريقيا، فإن انتشاره يتسارع في أوروبا وأمريكا، خصوصاً في الأوساط المثقفة. وهو ما يعني أن الإسلام استطاع ان يقدم إجابات شافية للكثيرين من الذين عجزت الأديان الأخرى، والعلمانية ومدارسها المختلفة، عن تقديم إجابات لتساؤلاتهم بالرغم من المستوى العلمي والمادي المرتفع الذي وصلوه.

كما أن الإسلام هو أكثر الأديان نمواً سكانياً في العالم. والمسلمون الذين يبلغ عددهم هذه الأيام نحو مليار و800 مليون، ونسبتهم نحو 24.1% من العالم (مقابل 31.2% للمسيحيين)، ستصل نسبتهم وفق التقديرات المستقبلية إلى نحو 31.1% سنة 2060، لتقترب نسبتهم من المسيحيين المتوقع أن تكون بحدود 31.8%، ولتتجاوزهم عددياً في العقد السابع من هذا القرن.

4- إن الدين أصيل في أعماق شعوب العالم الإسلامي، وما زال له دوره الأساس في منظومة حياتها، بالرغم من فترات الاستعمار الغربي، وبالرغم من عقود من الحكم العلماني والأنظمة السياسية التي حاولت عزل الدين عن حركة الحياة. والشعوب عندما تعيش أجواء الحرية والمنافسة الحزبية العادلة تُقدم بشكل عام الإسلام وقيمه والتيارات التي تَحمله إلى صدارة العمل السياسي؛ لأنها لا ترى تعارضاً بين “الدين” و”السياسة”؛ مع إدراك تفاوت درجات الخطاب الإسلامي هنا أو هناك.

5- إن “الصحوة الإسلامية” في عالمنا الإسلامي سبقت ظاهرة العودة للدين في العالم الغربي وباقي دول العالم؛ لأن العلمانية التي فرضتها الأنظمة السياسية كانت فوقية ومصطنعة ومستوردة. و”ظاهرة الصحوة” تعود لسبعينيات القرن الماضي، وهي امتداد لموجات حركة الإصلاح والتجديد التي أخذ العالم الإسلامي يموج بها منذ النصف الثاني من القرن الثامن عشر (الوهابية في الجزيرة العربية، والسنوسية في شمال إفريقيا، والمهدية في السودان، والأفغاني ومدرسته، والنورسية في تركيا، وماشومي في إندونيسيا، والإخوان المسلمين في العالم الإسلامي، والجماعة الإسلامية في القارة الهندية، وجمعية العلماء في الجزائر… وغيرها. وفي الإطار الشيعي الحركة الدستورية (المشروطية)، والثورة الإسلامية في إيران..) ولم يكن المسلمون بحاجة للخوض في مائتي سنة من التجارب العلمانية للعودة للدين، إذ إنه ظل حاضراً بقوة في هويتهم وثقافتهم ووجدانهم، بالرغم من المحاولات التي قامت بها الأنظمة لتغييبه قسرياً، ومحاولات تطويع بعض جزئياته لمصلحتها.

وتشير دراسة ذكر بعض معطياتها تقرير المستقبل، الذي سبقت الإشارة إليه، إلى أن نحو 93% من سكان ما يعرف بـ”الشرق الأوسط” مسلمون؛ وأن ما بين 78.4% إلى 97.3% من أبناء بلدان هذه المنطقة يصفون أنفسهم بأنهم متدينون أو متدينون إلى حدٍّ ما (لبنان 78.4%، تونس 80.8%، الجزائر 88%، فلسطين 92%، المغرب 92.2%، مصر 96.6%، الأردن 97.3%).

6- كما أن الإسلام كان له دور أساس (إن لم يكن الدور الأساس) في الحفاظ على هوية الأمة، وفي مواجهة الاستعمار ودحره من بلدان المسلمين، ومكوناً رئيساً من مكونات الحركات الوطنية القطرية التي ناضلت من أجل الاستقلال؛ فما زال فاعلاً في مواجهة المشروع الصهيوني، وما زال سداً في مقاومة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وما زالت المقاومة ذات الأيديولوجية الإسلامية هي الأكثر فاعلية في المقاومة المسلحة، وما زال ارتباط الأمة بالأقصى والقدس وفلسطين سبباً أساساً في عدم شعور الكيان الإسرائيلي باستقرار أركانه، وفي الأمل المستقبلي بمشروع نهضوي وحدوي تحرري ينهي الاحتلال.

***

وأخيراً، نقول لأولئك الذين يُصرّون على تطبيقات سياسية معادية للدين في المنطقة الإسلامية، وإلى عزل الإسلام والتيارات الإسلامية عن الحياة السياسية؛ إنه آن لكم أن تكفوا عن المحاولة، فالإسلام أصيل في أعماق هذه الأمة. ثم إن تلك النظريات والرؤى التي تستندون إليها قد سقطت في معاقلها، وأصبحت الاتجاهات السياسية تبحث عن مرحلة “ما بعد العلمانية”… فمن باب أولى أن تتصالحوا مع الأمة وعقيدتها، وأن تبحثوا عن الآليات الأنسب ليعود للإسلام دوره الحضاري النهضوي الفعال في صناعة تاريخ الأمة ومستقبلها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75521
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

العلمانية "التعريف ،والمعتقدات ،ولماذا يرفضها الاسلام" Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلمانية "التعريف ،والمعتقدات ،ولماذا يرفضها الاسلام"   العلمانية "التعريف ،والمعتقدات ،ولماذا يرفضها الاسلام" Emptyالسبت 08 يونيو 2024, 2:50 pm

مسوغات المناداة بالعلمانية بين الحقيقة والوهم


العلمانية "التعريف ،والمعتقدات ،ولماذا يرفضها الاسلام" %D9%A0%D9%A9-1717777627



إن طبيعة التاريخ الإسلامي مختلفة عن طبيعة التاريخ المسيحي، وحتى الخلافات المذهبية في الإسلام، لا يمكن مقارنتها بالخلافات في المسيحية



هناك جملة ذرائع يسوقها دعاة الحل العلماني لتسويغ دعوتهم لتبني هذا الحل، بوصفه حتميا وحاسما ونهائيا، ومن هذه الذرائع ما يلي:
 إسقاط النموذج الغربي على المجتمعات الإسلامية 
يعتقد دعاة الحل العلماني أن سبب الصراعات التي ترتدي ثوبا دينيا مذهبيا، أو طائفيا، أو نحو ذلك وتناميها يوما بعد آخر يعزى إلى الدين، من حيث ارتباطه بالدولة أو بالسياسة، ولو فصلنا بينهما- في نظرهم- لما حدث ذلك الاحتراب.
وهو تصور قد يجد له منطقا للوهلة الأولى، ولكنه منطق قاصر وتعوزه الدقة والرؤية الكلية الشاملة للأسباب الحقيقية الكامنة وراء نشوء ذلك الصراع وتناميه، ومدى علاقته بالدين الإسلامي، في وسطيته وشموله المجال السياسي وغيره.
وسترى- قارئي العزيز- أن التحقيق في ذلك يقود إلى حقيقة أن  لا علاقة عضوية له  بالدين (الإسلامي) الذي عرفته أمتنا في غالبيتها الوسطية وسوادها الأعظم، عبر أغلب  مراحل تاريخها المديد، حيث كان الخلاف العلمي والأدبي والفقهي  والفكري الطبيعي بين جماعاته "السلمية" أيا ما بلغ، – مجالا  للإثراء الفقهي والفكري، دون أن يؤذن بالاحتراب.
اقتباس :
إن جوهر الإشكال لدى بعضنا يكمن في عدم تحرير النزاع حول مصطلح الدين، وإسقاط كل إشكالات الدين المسيحي، بما في ذلك مذاهبه الكلية الثلاثة (الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية).
كما تؤكده سلوكيات كبار الأئمة والفقهاء، قبل نصوصهم وآثارهم، وهو  أمر غير  ذلك النوع الآخر  من الخلاف الذي جر -ولا يزال- إلى عنف وتخاصم وشجار وفساد ذات بين، وربما احتراب مسلح بعد ذلك، حيث الزعم بامتلاك الحقيقة المطلقة والمشروعية الوحيدة، وحرمان الآخرين منها تماما، وهو ما يعني   استغلال الدين وتوظيفه، كما توظف أيّة قيمة سامية سماوية أو أرضية أخرى.
وهنا سأحاول أن أورد أبرز سببين – في نظري- قادا إلى العلمانية، في هذا الإطار، وأسعى إلى محاورتك – عزيزي القارئ- فيهما، وذلك على النحو التالي:
السبب الأول: الخلط الدائم بين التاريخين الإسلامي والأوروبي
إن جوهر الإشكال لدى بعضنا يكمن في عدم تحرير النزاع حول مصطلح الدين، وإسقاط كل إشكالات الدين المسيحي، بما في ذلك مذاهبه الكلية الثلاثة (الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية)، وما طرأ عليه من تحريف لنصوصه، وتسلط لرجالات دينه عليه، على كل الأديان الأخرى، والإسلام  أولها، والوقوع من ثم في تناقضات المجتمع الغربي في إشكاله مع الكنيسة وسلطتها، إبان عصور الظلام الأوروبية، تلك التي امتدت لألف سنة، أي منذ القرن الخامس حتى الخامس عشر الميلادي، وهي ذاتها ما تسمى بالعصور الوسطى ـ أي العصور الوسطى، لتبدأ بعدها مرحلة عصور النهضة، منذ القرن الخامس عشر حتى السابع عشر، ثم  عصر التنوير، منذ القرن السابع عشر حتى بداية التاسع عشر.
لك أن تلاحظ الآن كيف أن بداية عصور الظلام الأوروبية  كانت سنة (476م)، أي تلك الفترة التي تهيأت فيها عوامل التشكل والبشارات، التي أرهصت بقدوم  الرسول محمد – صل الله عليه وسلم- عام(571م)، وتشمل تلك المرحلة: مرحلة العهد النبوي والراشدي، وكل مراحل الازدهار الإسلامي، في العصر الراشدي، قبل الانحدار الذي غشى العقل الإسلامي، منذ ما عرف بعصور الانحطاط، التي كان أبرز معلم لها ظاهرة إغلاق باب الاجتهاد، أو تراجعه العملي على نحو بين، منذ نهاية القرن الرابع الهجري ومطلع الخامس، بما يعني تراجع  ذاتية الأمة الإسلامية وخصوصيتها وكينونتها الحضارية.
وهو ما أفضى اليوم إلى مخرجات مرة، نتجرعها كدواء لمعضلاتنا، على حين أنه أضحى  الداء ذاته، نظرا إلى أن توصيف الحالة العربية الإسلامية ليس كتوصيف الحالة الغربية المسيحية، وهنا أصبح  الأمر أشبه بطبيب يقدم وصفة دواء لحالة أخرى غير  تلك التي جاءته، بناء على توصيف خاطئ للحالة، والنتيجة ستظهر تلقائيا في الآثار السلبية السريعة على صحة المريض، بدل معافاته.
ولعل من مظاهر الإفراط في تعاطي ذلك الدواء الخطأ، تسويغ استعمال أبرز مصطلح مسيحي يعني القسس والبابوات والمشتغلين بشؤون الكنيسة (رجال الدين)، لوصف علماء الشريعة وفقهائها ومفكري الإسلام وأعلامه، بوصفهم جميعا (رجال دين)، مما يؤكد على مدى تأثير المنهجية الغربية واستحكامها، حتى في تناول بعضنا قضايا الدين الإسلامي، محكومة بتلك المنهجية، على حين أن كل مكلف في الإسلام ذكرا كان أم أنثى، معني بدور (رجل الدين).
أي أنه مكلف بتكاليف الإسلام، وينبغي أن يلتزم توجيهاته، في اعتقاده وعبادته وسلوكه العبادي العام والخاص، بوصفه مسلما، حتى لو لم تكن له علاقة تخصصية ومعرفية بتلك العلوم والمعارف، وفقا لقول الحق – تعالى-:
اقتباس :
لا أساس في الفكر الإسلامي العام -على المستوى النظري على الأقل- لظاهرة الصراع بين العلم والعقل والدين من جانب، أو بين الدين والسياسة  – وليس التسييس- من جانب آخر – وذلك أمر مركزي في التعاطي مع القضية.
{قل إن صلاتي ونُسُكي ومحيايَ ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين}. وهي آية واضحة صريحة في أن شؤون المسلم محكومة بالجملة بمعايير الشرع الحنيف، في غير مغالاة ولا مجافاة، وهو أمر يصعب تصوره – بطبيعة الحال- على من درج في بحثه ومناقشاته على مسلك التجزئة والثنائيات، وجعل النموذج الغربي حاكما على فكره ومسلكه – طبعا لا أقصدك شخصيا بهذا التوصيف-.
بناء على كل ذلك؛ فإن طبيعة التاريخ الإسلامي مختلفة عن طبيعة التاريخ المسيحي، وحتى الخلافات المذهبية في الإسلام، لا يمكن مقارنتها بالخلافات في المسيحية، من وجوه عدة، أبرزها أنها لدى الأول تظل في إطار الإسلام في كلياته وأصوله، لدى أبرز التيارات الإسلامية الفاعلة، وأعني بها السنة والشيعة الإمامية الجعفرية- بوجه أخص- وأيا بلغ الجموح  لدى المذهب الأخير هذا؛ فمن العسير مقارنته بأي من المذاهب المسيحية الثلاثة (الكاثوليكية أو الأرثوذكسية أو البروتستانتية).
علاوة على أنه لا أساس في الفكر الإسلامي العام -على المستوى النظري على الأقل- لظاهرة الصراع بين العلم والعقل والدين من جانب، أو بين الدين والسياسة  – وليس التسييس- من جانب آخر – وذلك أمر مركزي في التعاطي مع القضية، وجدير بالتأكيد عليه بين الفينة والأخرى، إذ هو الإطار المرجعي أو البراديم لأي نزاع عملي قد يبدو مشكلا في ثنايا تطبيق الفكر الإسلامي، وذلك على خلاف الوضع في المسيحية والغرب.
وفق ذلك الإطار المرجعي تؤكد كل المعطيات القرآنية والنبوية، مؤيّدة بالعطاء العلمي والحضاري للأمة الإسلامية في عصور ازدهارها خاصة، تعانق العلم مع الدين، وتآزر التوحيد مع العقل والمعرفة البرهانية. وقد كتب في هذا مفكرون وعلماء وكتاب غير مسلمين من مختلف التخصصات – ناهيك عن المسلمين- ولعل من أبرزهم كريس موريسون صاحب كتاب (العلم يدعو للإيمان)، أو موريس بوكاي في كتابه (التوراة والإنجيل والقرآن في ضوء المعارف الحديثة)، أو ما ورد في كتاب (الله يتجلى في عصر العلم) لأكثر من 30 عالما أميركيا، وغيرهم كثير، حيث تلك عناوين قديمة نسبيا، هذا عدا ما كتبه أو قدمه مبرزون عرب ومسلمون في هذا الباب أمثال عبد الرزاق نوفل، أو نديم الجسر، أو وحيد الدين خان، أو مصطفى محمود، أو صبري الدمرداش.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
العلمانية "التعريف ،والمعتقدات ،ولماذا يرفضها الاسلام"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشيوعية - التعريف - والأفكار والمعتقدات
» مهن نسائية يرفضها الرجال لشريكات حياتهم
» العلمانية
» البيض بين الفوائد والمعتقدات الخاطئة
» العين الزرقاء” بين الديكور والمعتقدات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: كتب-
انتقل الى: