جنون الـ«روبوت» يتواصل واليابان تختبر أقرب رجل آلي للإنسان
لندن ـ «القدس العربي»: تمكن مهندسون في اليابان من تطوير رجل آلي «روبوت» هو الأقرب إلى الإنسان حتى الآن ويشكل تطوراً جديداً ومهماً في هذا المجال، حيث يتمتع الربوت «أفاتار» بقدرات حركية فريدة تشبه حركات البشر إلى حد التطابق.
ونشرت شركة «ميلتن» اليابانية فيديو يُظهر قدرات روبوت-أفاتار الذي يعمل بطريقتين الأولى عبر التحكم عن بعد والثانية عبر المواجهة المباشرة.
ويتم تشغيل نظام الروبوت الياباني الجديد بواسطة مشغّل يستخدم قفازين ومقابض، حيث يقوم الروبوت بمراقبة الوضع من خلال نظارات الواقع الافتراضي.
وتظهر في تسجيل الفيديو مجموعة من الحركات التي يقوم بها الروبوت، مثل رفع ومسك الأشياء المختلفة، وفتح وغلق الأبواب وحمل أوزان تصل إلى 4 كيلوغرامات، وغيرها من المهام الحركية التي يقوم بها البشر. وهذه المرة الأولى التي يصل فيها التقنيون إلى آلية جديدة في تشغيل الروبوتات المتطورة.
ويأتي التطور المستمر والمتصاعد في مجال إنتاج الإنسان الآلي على مستوى العالم في الوقت الذي بدأت فيه هذه التكنولوجيا تثير قلق الكثير من المختصين. وكانت صحيفة ّ»دايلي ميرور» البريطانية نقلت في تقرير لها مؤخراً عن خبراء تحذيرهم من «خطورة ذكاء الروبوت» كما نقلت العديد من التقارير تحذيرات سابقة كان عالم الفيزياء العالمي الراحل ستيفين هوكينغ قد أطلقها حول احتمالات أن يتغلب الذكاء الصناعي على العقل البشري وتخرج تبعا لذلك الآلات عن السيطرة ويتحول «الروبوت» إلى أداة لتدمير البشرية.
ويتوقع باحث في شركة «غوغل» الأمريكية العملاقة أن يكون ذكاء الآلات بحجم ذكاء عقل الإنسان خلال خمس سنوات فقط من الآن.
وتأتي هذه التوقعات لتؤكد أن تكهنات الخيال العلمي يمكن أن تتحول إلى حقائق قريباً، حيث يسود الاعتقاد لدى كثير من العلماء أن نهاية الإنسان يمكن أن تكون على يد رجل آلي «روبوت» أكثر ذكاء منه، وهو ما سيؤدي حينها إلى انتهاء الحياة البشرية على كوكب الأرض. وقال جيفري هينتون الذي يعمل باحثاً في مجال الذكاء الاصطناعي لدى «غوغل» ولدى جامعة تورونتو أن الآلات ستوازي الإنسان ذكاء خلال خمسة أعوام من الآن.
وأضاف هينتون الذي يوصف بأنه الأب الروحي للذكاء الصناعي أن أقوى الآلات الحالية هي أصغر من دماغ الإنسان بملايين المرات، ورغم أنها تمتلك ما يُعادل حوالي مليار نقطة اشتباك عصبي من الاشتباكات العصبية للدماغ مقارنةً بألف تريليون نقطة في الدماغ البشري، إلا أنها تتطور بسرعة كبيرة وتُصبح أكثر تعقيداً كل عام.
وفي إجابة على السؤال الذي طرحته مجلة «ماكلينز» الكندية حول ما إذا كان علينا أن نخشى من الذكاء الصناعي، قال هينتون أن أي تقنية جديدة قد تكون مثيرة للخوف في حال تمت إساءة استخدامها، وقال إن النقطة الأساسية هنا هي كيفية تعاملنا مع التكنولوجيا بشكل لا يجعل منها مؤذية للبشر.
ويقف هينتون خلف تطوير برنامج «غوغل» الذكي الذي يحمل الاسم «AlphaGo» والذي تمكن من هزيمة بطل العالم في لعبة «Go» الكوري لي سيدول عبر تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية. وتلعب «Go» على لوحة تحتوي على تسعة عشر سطراً أفقياً ومثلها عمودياً وتحتوي على 361 حجراً بلونين مختلفين، وقد اعتبر الخبراء في العام 2014 أن تقنيات الذكاء الصناعي ستحتاج إلى 10 سنوات على الأقل قبل أن تتمكن من هزيمة البشر في هذه اللعبة على عكس لعبة الشطرنج حيث هزم كمبيوتر آي بي إم «Deep Blue» بطل لعبة الشطرنج كاسباروف قبل عقدين من الزمن، لهذا اعتبر أن إنجاز «AlphaGo» إشارة إلى القفزة النوعية والمتسارعة في تقنيات ذكاء الآلة.