ظريف: تنافس إيران والسعودية على النفوذ في الشرق الأوسط «دمر المنطقة»
اقترح تشكيل تكتل إقليمي جديد
محمد المذحجي
لندن ـ «القدس العربي» : صرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، خلال اجتماع في واشنطن، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أرادت أن تكون أقوى بلد في الشرق الأوسط، لكنها دمرت المنطقة. وأفاد موقع «راديو زمانة» الناطق باللغة الفارسية والتابع للبرلمان الهولندي والمفوضية الأوروبية أن محمد جواد ظريف خلال كلمته في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، أشار إلى الصراع الدائر بين طهران والرياض، وقال «أرادنا أن نكون الأقوى في الشرق الأوسط، لكننا دمرنا المنطقة».
وطالب بفتح حوار بين طهران وبين الرياض وحلفائها، مضيفاً أنهم بحاجة إلى شرق أوسط قوي بدلاً من المحاولة لإلغاء الآخرين وتدمير المنطقة، مشدداً على أن الوقت قد حان لتغيير النهج الراهن.
وخاطب أعضاء مجلس العلاقات الخارجية الأمريكيين قائلاً «أؤكد لكم بأن إيران مستعدة للتفاوض، ونحن لدينا القدرة والحكمة اللازمتين لقبول الواقع الجديد في المنطقة»، بالإشارة إلى التخلي عن جزء من مشاريع إيران التوسعية.
وأكد أن المنطقة لا تتحمل بعد استمرار الصراع المدمر بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، وأنه لا يمكن لأي منهما أن تكون القوى المسيطرة في الإقليم.
واقترح رئيس الجهاز الدبلوماسي الإيراني بأن يتم تدشين حواراً موسعاً بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي والعراق واليمن، يؤدي ذلك إلى تشكيل تكتل إقليمي جديد يشمل هذه الدول ويهدف إلى التغيير الجذري في المناسبات والعلاقات بينها وفرض ترتيبات أمنية وسياسية جديدة.
وخلال حديثه الخاص لوكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، اعتبر وزير الخارجية الإيراني إعادة فرض الحظر الأمريكي ضد بلاده بأنه بمثابة الخروج من الاتفاق النووي، مصرحاً بأن من خيارات إيران هو الخروج بالمقابل من الاتفاق ومن المحتمل أيضاً الخروج من معاهدة حظر الانتشار النووي «أن بي تي».
ورأى ظريف أن انسحاب واشنطن من الاتفاقية النووي الدولية مع إيران ستؤثر سلباً على المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وأن ذلك سيثبت عدم التزام واشنطن بتعهداتها.
وأضاف أنه في حال الانسحاب الأمريكي، فلن تكون إيران مقيدة بأي من تعهداتها الدولية في إطار هذا الاتفاق، وأنها ستستأنف تخصيب اليورانيوم بصورة أوسع بكثير من القيود التي حددها الاتفاق.
وأوضح أن الأمريكان مستعدون لاسترجاع ما أعطوه، ومن ثم التنصل من التزاماتهم، وهذا التصرف الأمريكي يجعل واشنطن طرفاً غير موثوق به في الاتفاقيات الدولية.
ولفت النظر إلى أن الخروج من معاهدة حظر الانتشار النووي «أن بي تي» يعد أحد خيارات طهران فيما لو خرجت أمريكا من الاتفاق النووي وبطبيعة الحال فإن الحكومة لا تدعم مثل هذا الخيار إلا أن هنالك قوى في إيران تريد ذلك.
فيما توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إيران بـ«مشاكل كبيرة» إذا استأنفت برنامجها النووي الذي وافقت على الحد منه بموجب اتفاق دولي في عام 2015.
ووصف ترامب الاتفاقية مع إيران بأنها «كارثة» و«جنونية»، وذلك في حديث في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، أثناء استقبال نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ووجه الرئيس الإيراني حسن روحاني، انتقاداً حاداً لبعض الدول الأوروبية، قائلاً إنه لا يحق للدول الأوروبية أن تقايض الولايات المتحدة على حساب جيب الشعب الإيراني، بالإشارة إلى المحاولات الأوروبية لاسترضاء ترامب للبقاء في الاتفاق النووي من خلال فرض عقوبات جديدة على إيران ووضع حد لمشاريعها الصاروخية والتوسعية في المنطقة.