اليوم الذي يلي 15 أيار
حازم عياد
تخطط الادارة الامريكية لإرسال ايفانكا ترمب والى جانبها زوجها جاريد كوشنر ضمن وفد امريكي يضم 40 عضوا في مجلس الشيوخ والنواب الامريكي الى الكيان للاحتفال بنقل السفارة الامريكية الى القدس؛ خطوة استفزازية ستفجر غضبا فلسطينيا يمتد من قطاع غزة الى الضفة فأراضي الـ48.
الخطوة الامريكية المترافقة مع يوم النكبة الفلسطيني ومسيرات العودة ستطلق مرحلة جديدة من الصراع مع الكيان الصهيوني.
فاليوم الذي يلي 15 ايار لن يكون كالذي سبقه ببلوغ حراك العودة الفلسطيني ذروته التي ستمتد زمانيا ومكانيا بتأثير من شهر رمضان وقرار نقل السفارة الامريكية المتهور؛ ذروة لن تتوقف حدودها عند السياج الفاصل بين قطاع غزة والاراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 فمن المتوقع ان يمتد الحراك والاحتجاج السلمي الى الضفة الغربية واراضي الـ48 فذكرى النكبة الفلسطينية هذا العام ليس كسابقه من الاعوام نتيجة تفاعله مع الاحداث سواء الممثلة بالحراك الفلسطيني ام بالتحدي الامريكي الاسرائيلي الهادف لنقل السفارة الى القدس المحتلة.
لم تغفل القيادات السياسية في قطاع غزة هذه الحقيقة التي اعلن عنها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية يوم امس؛ فالحراك الفلسطيني المتواصل الذي دخل اسبوعه الخامس اصبح حقيقة لها مفاعيلها الاقليمية والدولية كما ان له مفاعيله القوية على الكيان الاسرائيلي المثقل بالازمات والمتورط بالعديد من الصراعات الاقليمية.
امام هذا المشهد المتشكل تقف السلطة في رام الله امام استحقاق التعامل مع التطور الميداني في قطاع غزة الذي سيمتد بدوره الى الضفة الغربية بحكم الامر الواقع وبتأثير من نقل السفارة الى القدس تقف عاجزة عن الفعل والتأثير مثقلة بالصراعات والازمات الداخلية؛ اذ تواجه السلطة ازمة عميقة عبر عنها بأكثر من طريقة كان آخرها انتقادات ياسر عبد ربه امين السر السابق لمنظمة التحرير لعزام الاحمد تمس تشكيلة المجلس الوطني في مؤشر على تصاعد الخلافات وتفجر الازمات في رام الله البعيدة كل البعد عن حركة الشارع والتطورات الميداينة والاقليمية؛ ازمة تترافق مع انعدام الافق او توافر خطة للعمل الميداني والسياسي.
اليوم الذي يلي 15 ايار لن يكون كسابقه من الايام كما ان يوم النكبة للعام 2018 لن تمر كسابقه من الاعوام؛ اذ سيعيد تشكل الوعي الفلسطيني ويجدد مقولات الصراع ويخلق هياكل واجندة فلسطينية جديدة لا تنتمي الى عصر السلام الاسرائيلي الامريكي.
فحقيقة تبلور وعي جديد وتشكل حراك فلسطيني شعبي متراكم ومؤثر ستترك اثارا كبير لن يستطيع الكيان او المجتمع الدولي تجاهلها ولن تستطيع القوى الاقليمية تجاوزه؛ فالحراك الفلسطيني كمبادرة فرض نفسه على المشهد السياسي الفلسطيني المحلي وعلى الاقليم وبات جزءا مهماً من المعادلة الاقليمية والسياسية، ومدخل سياسي في المنطقة لا بد من التعاطي معه بواقعية، والاستجابة لمتطلباتها كحراك فلسطيني مستقل وهادف سياسيا.