ثلاثة مَطالِب “مُلِحَّة” يَحمِلها نتنياهو في زِيارَتِه المُفاجِئة لموسكو أبرزها وَقف تَزويد
سورية بمَنظومة صواريخ “إس 300”.. هل سيَتجاوَب بوتين مع هذهِ المَطالِب؟
وهل يَتوسَّط لدى إيران لوَقف ضَربَتِها الانتقاميّة الوَشيكة؟ وما هُوَ المُقابِل؟
May 8, 2018
يَتوجَّه بنيامين نتنياهو رئيس الوُزراء الإسرائيلي إلى موسكو غدًا الأربعاء للِقاء الرئيس
الروسي فلاديمير بوتين في زِيارةٍ هي الثَّامِنة في أقلِّ من عامين، وقد تكون الأهم من
حيث توقيتها، وتَزامُنِها مع حالةِ التَّوتُّر المُتصاعِدة على الجَبهتين السُّوريّة واللُّبنانيّة
وتَصاعُد احتمالات الرَّد الانتقاميّ الإيرانيّ المُتوقَّع على مَقتَل العَديد من المُستشارين
العَسكريين الإيرانيين في غارةٍ إسرائيليّةٍ على قاعِدة “التيفور” السُّوريّة.
مَنسوب القَلق والرُّعب لدَى نتنياهو والإسرائيليين عُمومًا يَصِل إلى ذروته هذهِ الأيّام،
تَحسُّبًا لهذا الانتقام الوَشيك في نَظر الكثير من المُراقبين، خاصَّة أنّ الجيش الإسرائيلي
جَرى وضعه في حالةِ استنفارٍ قُصوَى.
هُناك عِدَّة مَطالِب مُلِحَّة يَحمِلها نتنياهو الذي قَلَّص زِيارةً رسميّةً لقبرص، احتفل مُضيفِه
الرُّوسي أمس رَسميًّا بتَنصيبِه رئيسًا لسِت سَنواتٍ قادِمَة:
ـ الأوّل: الضَّغط على إيران لوَقف أو تأجيل، هذهِ الضَّربة الانتقاميّة الإيرانيّة، والتَّحذير
من مَخاطِرها المُتَمثِّلة في رُدود الفِعل الإسرائيليّة تُجاهَها، وبمَعنى آخر يُريد نتنياهو أن
يُوَجِّه رسالة تَحذير إلى طِهران عبر القِيادة الروسيّة، ربّما تتضمَّن العَديد من التَّهديدات
بتَوسيعِ نِطاق الحَرب.
ـ الثَّانِية: سيَبذُل نتنياهو جُهودًا خارِقة في مُحاولةٍ لإقناع الزَّعيم الرُّوسي بِعَدم تسليم
سورية مَنظوماتِ صواريخ (إس 300) المُتطَوِّرة جِدًّا التي ستَمنع الطَّيران الحَربي
الإسرائيلي من اختراق الأجواء السُّوريّة واللُّبنانيّة بكُل حُريّة مِثلما كان عليه الحال
طِوال الثَّلاثين عامًا الماضِية.
ـ الثَّالث: إقناع الرُّوس بخُطورة نَشر إيران مَنظومة من الصَّواريخ والطَّائِرات المُسيَّرة
(درونز) في سورية، وبأعدادٍ كبيرةٍ جِدًّا، لما يُشكِّله ذلك من تَهديدٍ وُجوديٍّ للأمن
القَوميّ الإسرائيليّ.
لا نَعرِف ما إذا كان الرئيس الروسي سيَتجاوَب مع حُزمَة المَطالِب هذهِ التي يَحمِلها
رئيس الوزراء الإسرائيلي، والثَّمن المُقابِل الذي سيَعرِضه عليه نتنياهو، لكن ما نَعرِفه
أنّه، أي الرئيس بوتين، طَفَح كَيلُه من الاستفزازات والإهانات الإسرائيليّة له ولحُكومَتِه،
وهَيبة دَولتِه، خاصَّةً تِلك المُتمثِّلة في شَن غاراتٍ صاروخيّةٍ على قَواعِد عَسكريّة
سُوريّة، يُمكِن أن تُعَرِّض أرواح الضُّبّاط الرُّوس للخَطر، وهي الغارات التي رَدَّ عليها
بتَسليم سورية “مجَّانًا” مَنظومات الصَّواريخ المَذكورة “إس 300” لحِمايَة
أجوائِها.
زِيارة نتنياهو لموسكو التي تأتي بعد يَومٍ واحِد من إعلان الرئيس دونالد ترامب قراره
الحاسِم تُجاه الاتِّفاق النَّووي الإيراني تَعكِس “حالةَ الهَلع” التي تَعيشها دولة الاحتلال
الإسرائيلي نتيجة خَسارَتها لتَفَوُّقِها العَسكريّ، الجَويّ والأرضيّ، في سورية ولُبنان،
وتَداعيات الانتقام الإيرانيّ الذي باتَ وَشيكًا وقد يُغَيِّر مُعادلاتٍ كثيرةٍ في المِنطَقة.