عباس.. البحث عن استراتيجية جديدة

عباس.. البحث عن استراتيجية جديدة

مايكل هيرتسوغ* - (مجلة وورلد أفيرز) 22/3/2018

ترجمة: علاء الدين أبو زينة

الخيار الوحيد الذي ترى القيادة الفلسطينية أنه بقي أمامها الآن هو محاولة تدويل الصراع؛ بعبارات أخرى، إطلاق حملة دولية من أجل الحصول على أوسع اعتراف ممكن بالدولة الفلسطينية، مع التركيز بشكل خاص على أوروبا. كما تتضمن هذه الاستراتيجية أيضاً إعادة إطلاق الفلسطينيين جهودهم لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والانضمام إلى أكبر عدد ممكن من المعاهدات والهيئات الدولية باعتبارهم "دولة"، وتنشيط حملة سياسية وقانونية ضد دولة إسرائيل، بما في ذلك في المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية.
* * *
تم "إخراج" السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس بشكل أساسي من عملية السلام التي تقودها الولايات المتحدة، بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وفي الحقيقة، استخدم عباس هذا القرار كذريعة مريحة. كان خائفاً من أن تأتي عملية السلام الأميركية في طريقه، وشعر بأنه سيترتب عليه أن يرفضها -بينما قد تقول إسرائيل، نعم- ولم يرد أن يمر بذلك الوضع. ولذلك اغتنم إعلان ترامب كفرصة ليقول إن الولايات المتحدة لم تعد وسيطاً نزيهاً للسلام بعد الآن، وبالتالي لا يمكنها أن تستمر في لعب دور الوسيط الحصري، والتحول بعد ذلك إلى الاستراتيجية البديلة (التي لطالما كان يفضلها منذ وقت طويل) القائمة على "تدويل الصراع".
ما تزال الإدارة الأميركية عاكفة على العمل على وضع خطة للسلام منذ عام تقريباً. وهي تشير إلى الأزمة الحالية على أنها فترة "تهدئة"، وتأمل في أن تترك الغبار يهدأ ثم تستأنف لعبة صنع السلام بعد ذلك، على أمل أن يكون بالإمكان إقناع السلطة الفلسطينية بالعودة إلى المفاوضات. وانطباعي هو أن الأميركيين ما يزالون عاكفين على إعداد "الخطة أ" -العمل لصنع اتفاق شامل، وتحسينه وتقديمه إلى الفرقاء في نهاية المطاف. وهناك افتراض ضمني في التمسك بـ"الخطة أ"، هو أنه يمكن جلب الفلسطينيين إلى الخطة، ربما بدعم عربي. ومع ذلك، فإن الرسالة التي يرسلها الفلسطينيون -بما في ذلك خطابات عباس الأخيرة والتصريحات التي تصدر عن قيادة السلطة الفلسطينية- هي العكس. ويتبنى عباس، الذي هبطت شعبيته بشكل كبير في السنوات الأخيرة، لهجة متحدية تجاه الولايات المتحدة والعملية التي تقودها من أجل تعزيز موقفه. وفي الأثناء، لم تكتفِ السلطة الفلسطينية بتعليق معظم الاتصالات السياسية الرسمية بينها وبين الولايات المتحدة، وإنما تقوم في الوقت نفسه بإطلاق مبادراتها الخاصة -ساعية إلى الحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية وكسب المزيد من الرعاة الدوليين لعملية السلام. وهناك أيضاً قرار اتخذه المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية (لم يتم تطبيقه حتى كتابة هذه السطور)، والذي يقضي بمراجعة العلاقات مع إسرائيل والاعتراف بها أيضاً، بالإضافة إلى إعادة النظر في التعاون الأمني معها. ويمكن أن تؤدي هذه المبادرات بدورها إلى تصعيد التواترات بين السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة.
يبدو أن توجهات القيادة الفلسطينية هي أنها لا تريد العودة إلى المفاوضات. وتشعر القيادة بأن العرب فقدوا الكثير من نفوذهم على الجانب الفلسطيني، وكذلك حماسهم لدعم عملية السلام بفعالية. ولأن القدس قضية بالغة الحساسية والعاطفية بالنسبة للعالمين العربي والإسلامي، فإن الفلسطينيين يعتقدون أن اللعب بهذه الورقة بالشكل الصحيح، وخاصة التلويح بـ"علم أحمر" ضد ما يتم عرضه على أنه محاولة أميركية للتبرع بـ"القلب النابض" للأمتين العربية والإسلامية، سوف يقيد أيدي الدول العربية بسبب الرأي العام فيها ويمنعها من الاصطفاف مع الأميركيين في الضغط على الفلسطينيين للعودة إلى محادثات السلام. وفي حين أن ردة الفعل العربية على الاعتراف بالقدس كانت معتدلة نسبياً، وأقل بكثير من التوقعات الفلسطينية، فإن الفلسطينيين ليسوا مخطئين تماماً في شعورهم إزاء توجهات العرب.
إذا توصلت الإدارة الأميركية في نهاية المطاف إلى استنتاج أنها ليست هناك طريقة لإعادة الفلسطينيين إلى العملية السلمية، فسيكون عليها النظر في خياراتها الأخرى، وهي:
• تقديم الخطة للفرقاء على أي حال، وفي النهاية إما الابتعاد وترك الخطة على الطاولة، وإما تقرير/ إعلان أنها ستكون هناك عواقب ستترتب على رفضها، أو حتى على عدم مناقشتها، قبل أن تبتعد. وفي مثل هذا السيناريو، ربما تقوم الإدارة بمعاقبة طرف واحد ومكافأة الطرف الآخر. وقد منحت الإدارة مسبقاً إسرائيل اعترافاً بالقدس عاصمة لها، في حين قطعت التمويل عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونوروا)، لكن هناك إجراءات أخرى يمكن اتخاذها أيضاً.
• الابتعاد ببساطة، من دون وضع أي شيء على الطاولة (إلى جانب إمكانية الإلقاء باللوم عن الفشل إلى طرف معين، مع عواقب لاحقة). وليس هذا هو أسلوب تفكير الإدارة في الوقت الراهن، لكنه يظل خياراً يمكن أن تدرسه.
• مواصلة العمل على خطتها، وإنما تأخير تقديمها لفترة طويلة من الوقت، والتركيز في الأثناء على خطط بديلة لتحسين الأوضاع على الأرض في الضفة الغربية وغزة.
• التخلي عن "الخطة أ" الساعية إلى إبرام "اتفاق نهائي" والتحول إلى "خطة ب"، والتي تكون شيئاً أكثر تواضعاً مثل التوصل إلى اتفاق جزئي/ مؤقت. وتحث بعض الأطراف الدولية الإدارة الأميركية على تبني هذا الخيار؛ ومع ذلك، لا يبدو أن الإدارة تميل إليه.
على أي حال، وخلال فترة التهدئة الحالية، تدرس الإدارة الأميركية إجراءات معينة يمكن أن تتخذها حتى تصبح الأمور أكثر وضوحاً فيما يتعلق بما إذا كان بالإمكان إعادة الفلسطينيين إلى العملية السلمية. وأحد المجالات التي تركز الولايات المتحدة عليها اليوم أكثر من السابق هو غزة، التي تعتقد الإدارة أنها قضية متفجرة.
كما لاحظنا، كان رد الفعل العربي على قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل أقرب إلى الاعتدال وليس ما توقعه الفلسطينيون. وعندما عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قمة إسلامية في اسطنبول للاحتجاج على القرار الأميركي، فقد حضره فقط زعيمان عربيان فقط؛ العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وعباس، بينما أرسلت الدول الأخرى وفوداً على مستوى منخفض. وينتقد معظم القادة العرب بشدة الخلل الوظيفي في أداء عباس والسلطة الفلسطينية، وقد طور عدد منهم علاقات وثيقة، تحت الرادار، مع إسرائيل.
مع ذلك، تواجه الدول العربية أيضاً ضغوطها المحلية الخاصة، لأن القدس هي قضية عاطفية جداً وبالغة الحساسية بالنسبة للكثير من العرب والمسلمين. وهذا هو السبب في أن القادة العرب أشاروا في العلن، بينما يكبحون ردة فعلهم الحقيقية على إعلان ترامب، إلى الموقف العربي التقليدي القائل إن القدس الشرقية يجب أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية. ويدرك عباس الآن أنه بدلاً من أي يكون لهذه الدول نفوذ عليه، فإنه هو الذي أصبح يمتلك النفوذ عليها، لأنه في موقف يؤهله لاتهامها بالتخلي عن دعم القدس، وهو شيء سيكون ضاراً بها في "الشارع العربي".
هذا الحال يضعف موقف أولئك، خاصة الولايات المتحدة، الذين يأملون في أن تلعب الدول العربية دوراً فعلاً في عملية السلام. ويقول القادة العرب حالياً لعباس أن لا يحرق الجسور مع الولايات المتحدة، وأن لا يتخذ أي إجراءات متطرفة. وحتى الآن على الأقل، لا يبدو أن عباس يستمع إليهم.
حتى يعلن العرب الرئيسيون (وبعضهم منقسمون على أي حال)، علانية دعمهم الصريح للمبادرة الأميركية والضغط على عباس للموافقة عليها، سيكون عليهم أن يكونوا على دراية بالخطة الأميركية وأن يتمكنوا من الحكم عليها باعتبار أن لا تفترق كثيراً عن المواقف العربية التقليدية المتعلقة بالقضايا الجوهرية الحساسة، كما هي مقدمة بشكل عام في مبادرة السلام العربية.
الآن، أصبح الخيار الخيار الوحيد الذي ترى القيادة الفلسطينية أنه بقي أمامها هو محاولة تدويل الصراع؛ بعبارات أخرى، إطلاق حملة دولية من أجل الحصول على أوسع اعتراف ممكن بالدولة الفلسطينية، مع التركيز بشكل خاص على أوروبا. كما تتضمن هذه الاستراتيجية أيضاً إعادة إطلاق الفلسطينيين جهودهم لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والانضمام إلى أكبر عدد ممكن من المعاهدات والهيئات الدولية باعتبارهم "دولة"، وتنشيط حملة سياسية وقانونية ضد دولة إسرائيل، بما في ذلك في المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية.
أما جميع الخيارات الاستراتيجية الأخرى، فإما فشلت أو أنها في طريقها إلى الفشل. وقد تم تجريب "الكفاح المسلح" خلال الانتفاضة الثانية ودفع الفلسطينيون ثمناً باهظاً جداً له. وكان عباس تاريخياً وباستمرار معارضاً لهذا النوع من العنف (لأسباب عملية أكثر من كونه لأسباب أخلاقية). كما يعتقد الفلسطينيون أيضاً بأن المفاوضات الثنائية من خلال الوساطة الأميركية لم تعد توفر فرصة للوصول إلى نتائج مقبولة. وثمة خيار ثالث -المصالحة مع حماس- والذي تمت تجربته أيضاً، لكنه أصبح عالقاً، ويبدو عباس متشككاً في قدرة هذا النهج على تحقيق نتائج. وثمة خيار آخر كان قد عرضه رئيس الوزراء في ذلك الوقت، سلام فياض -بناء قدرة الدولة الفلسطينية ومؤسساتها في عملية من أسفل إلى أعلى- لكنه أُجبِر على الخروج ولا تؤمن القيادة الفلسطينية الحالية بهذه الاستراتيجية.
وهناك خيار استراتيجي خامس هو ذلك الذي يسمى المقاومة الشعبية -مثل تنظيم المظاهرات الجماهيرية، ورمي الحجارة، وكذلك عمليات الدهس بالسيارات والطعن (وهي أعمال عنيفة وفتاكة، لكنها تندرج تحت عنوان المقاومة الشعبية الفلسطينية). وفي حين يعرض عباس والقيادة الفلسطينية هذا الخيار على أنه مشروع وجدير، فإنهم يخافون منه لأنه أشبه بامتطاء نمر -وهم يشعرون بالقلق من أن هذه الطاقة السلبية سوف تنقلب عند نقطة ما ضدهم هم أيضاً، بالنظر إلى أنهم على دراية بمشاعر الاستياء العام منهم في الوقت الراهن، خاصة بين جيل الشباب. وعلى سبيل المثال، عندما انطلقت موجة من عمليات الطعن والدهس بالسيارات في أواخر العام 2015، كانت القيادة الفلسطينية متناقضة جداً وبطيئة في رد الفعل. ثم تدخلت في نهاية المطاف لمحاولة منع ذلك لأنها أدركت أنه لم يكن لا طائل تحته فحسب، وإنما كان خطيراً عليها هي أيضاً.
بعد تحليل هذه الخيارات، ترى القيادة الفلسطينية نفسها متروكة مع خيار واحد، وهو ما يركز عليه عباس اليوم، وبالتحديد تدويل الصراع، أولاً وقبل كل شيء من خلال الحصول على أوسع قدر ممكن من الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
من منظور فلسطيني، يعني تدويل الصراع أيضاً تدويل المفاوضات المحتملة مع إسرائيل، وبالتحديد استبدال النموذج القديم للمفاوضات الثنائية القائمة على الوساطة الأميركية الحصرية بنموذج مشابه لمفاوضات (5+1) مع إيران -في مناخ وساطة دولية مع الأميركيين، والأوروبيين، والروس، والصينيين، وآخرين. وكان عباس قد أشار إلى هذا النهج في خطابه يوم 20 شباط (فبراير) أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وأعتقد أن من المرجح أن يحقق الفلسطينيون نتائج متواضعة جداً من كل هذه الاستراتيجية؛ وقد وعدت بعض الدول الأوربية الثانوية، مثل سلوفينيا وبلجيكا ولوكسمبرغ وإيرلندا مسبقاً -أو هي على وشك الاعتراف بالدولة الفلسطينية. لكن تحصيل الاعتراف من واحدة من الدول الأوروبية الرئيسية يبدو أقل احتمالاً في هذه المرحلة، على الرغم من أنه إذا لم يتغير شيء بين الولايات المتحدة والفلسطينيين، فإنني لا أستبعد أن تتحرك واحدة منها -ربما فرنسا- إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مرحلة لاحقة، وهو ما يمكن أن يكون شيئاً مهماً.
حذر رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، غادي إيزنكوت، مؤخراً من مخاطر التصعيد في غزة. وبالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الرهيب في القطاع (الذي يعبر عن نفسه في معدلات البطالة العالية للغاية) وانهيار البنية التحتية الأساسية -الكهرباء والمياه والصرف الصحي والخدمات الأساسية الأساسية- فقد تفاقم الوضع أكثر بسبب الجمود في عملية المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية، والتي أمل الكثيرون في أن تجلب في ركابها تغيراً إيجابياً إلى غزة.
الآن، أصبحت عملية المصالحة الفلسطينية عالقة في نوع من "نصف الحمل". وقد تخلت حماس بموجبها عن إدارة القطاع المدني، وحولت السلطات والمسؤوليات عنه إلى السلطة الفلسطينية، وأصبحت تعتبر نفسها الآن غير مسؤولة عن معاناة صداع إطعام نحو مليوني فلسطيني في غزة. ومع ذلك، تزعم السلطة الفلسطينية أنه لم يتم تحويل كامل السلطة إليها، وأنها لا تستطيع أن تمارس سلطتها بشكل كامل في غزة، بينما ترفض حماس نزع سلاحها والتخلي عن سيطرتها على الأمن في القطاع. ولذلك، لم تقم السلطة بإلغاء إجراءاتها العقابية كافة ضد غزة. وفي هذا الوضع، لا تتحمل السلطة الفلسطينية ولا حماس المسؤولية عن معالجة المشكلات التي تواجه الغزيين أنفسهم. وفي الأثناء، لم يفعل المجتمع الدولي ما يكفي، أولاً وقبل كل شيء فيما يتعلق بالتمويل، لمعالجة القضايا الإنسانية الأساسية في القطاع، مثل أزمات البنية التحتية. وفي نهاية المطاف، فإن الناس في غزة هم الذين يدفعون الثمن ويعيشون المعاناة.
في أعقاب اجتماع المانحين الذي انعقد في بروكسل في نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي، آمل أن يكون هناك تقدم يعتد به في معالجة بعض المشاكل الأساسية في غزة، لأنه ظهر أخيراً لبعض اللاعبين الرئيسيين أن الوضع هناك متفجر للغاية، وأن الأمور قد تتصاعد إلى درجة اندلاع العنف.
لعل التغيير الرئيسي هو أن الولايات المتحدة تبدو راغبة اليوم في لعب دور بارز في العملية. ويجيء هذا مصحوباً بحقيقة أن مصر، وإسرائيل -التي عرضت على المانحين خطة بكلفة مليار دولار لإصلاح البنية التحتية في غزة- وبعض المانحين الآخرين المهمين في الاتحاد الأوروبي، كلهم أصبحوا على متن العربة يدفعهم حس بالإلحاح، مما يعني أننا ربما نشهد بعض التقدم الحقيقي في إصلاح بعض العلل الأساسية في قطاع غزة. وهذا هو الانطباع الذي يتشكل لدى المرء لدى الحديث مع الناس الذين شاركوا في اجتماع المانحين المذكور.
على الرغم من حقيقة أن حماس هي عدو لدود وصريح لإسرائيل، وأنها تسيطر على الأمن في غزة، وتستثمر في تسليح نفسها على حساب حاجات السكان، وتغازل إيران وحزب الله، وتشن الهجمات العنيفة في الضفة الغربية وتحتفظ برفات جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي وببعض الإسرائيليين رهائن كورقة للمساومة -فإنني أعتقد بأن من مصلحة إسرائيل أن تجلب البنية التحتية في غزة إلى مستوى أساسي حيث يستطيع الناس أن يحصلوا على تيار كهربائي لمدة 24 ساعة في اليوم (وليس أربع ساعات فقط). وينطبق الأمر نفسه على المياه والصرف الصحي.
أما أبعد من هذه النقطة، فيجب على إسرائيل أن تمارس ما يلزم من الضغط على حكومة حماس، والذي يتطلبه ردعها وإرغامها على إعادة الرفات والرهائن المذكورين. كما لا يجب أن تكون هذه الخطوات مشروطة بالمصالحة بين فتح وحماس لأن فرص تحقيق هذه المصالحة ضئيلة للغاية.
تبقى المعضلة هي كيف يمكن عمل ذلك من دون إفادة حماس. ففي نهاية المطاف، يفهم الناس في غزة أنه بعد حكمها على مدار عقد، وجلبها ثلاث جولات من الصراع المسلح مع إسرائيل، ومعها الكثير من الخراب والدمار والعزلة، وأزمة اقتصادية وإنسانية حادة، فإن حماس وسياساتها يتحملان المسؤولية الرئيسية عن الوضع المتدهور. والرسالة للناس في غزة هي أن التغيير الإيجابي يحدث على الرغم من حماس، وليس بسببها.
البديل -عدم القيام بأي شيء طالما ظلت حماس مسيطرة ومن دون تغيير توجهاتها، أو طالما ليست هناك مصالحة فلسطينية- هو أسوأ بكثير. فحتى اليوم، ما تزال المياه العادمة تتدفع في البحر المتوسط وتشل بعضاً من خطط إسرائيل لتحلية المياه. وفي غزة نفسها، هناك في هذا الوقت مبادرة تجمع الزخم لدفع الآلاف من الناس إلى المسير نحو الحدود الإسرائيلية للاحتجاج على الظروف القاتمة والوضع المزري في القطاع. والوضع بشكل عام خطير جداً. ولذلك، وعلى الرغم من مشكلات إسرائيل مع حماس، فإن هناك مستوى أساسياً من إصلاح مشكلات غزة التي يجب علينا معالجتها. وسيكون هذا في مصلحتنا. ونأمل أن تتحرك الجهات الدولية والإقليمية أخيراً في هذا الاتجاه بطريقة أكثر فعالية مما شهدنا حتى الآن.
إننا الآن في قلب مشكلة سياسية عميقة، أولاً وقبل كل شيء بين الولايات المتحدة والفلسطينيين. وسوف يكون من الصعب جداً محاولة وقف عباس عن الدفع باستراتيجيته للتدويل وجعله يعود إلى عملية السلام التي تقودها الولايات المتحدة. وإمكانية التأثير عليه محدودة لأن الدول العربية أقل رغبة في لعب دور، ولأن الأوروبيين لا يضغطون عليه حقاً أيضاً. ولا تفكر الولايات المتحدة الآن في "خطة ب"، وإنما تقوم بدلاً من ذلك بالتركيز على إعداد "الخطة أ". وعلى النقيض من إدارة أوباما، يبدو فريق ترامب غير مستعد لدفع ثمن في مقابل إعادة الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات. وبدلاً من ذلك، يقومون بتهديد الفلسطينيين بمعاقبتهم على عدم عودتهم إليها وعلى إطلاق أي مبادرات بديلة.
في حين تراقب إسرائيل هذه الديناميات بهدوء، فإن العناصر الأكثر يمينية في ائتلافها (التي تشعر أيضاً بهشاشته بالنظر إلى تحقيقات الشرطة الجارية ضده)، تسعى جاهدة إلى تقييد يدي رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، والدفع في اتجاه المزيد من النشاط الاستيطاني وبعض مبادرات الضم في الضفة الغربية (وهو ما أثار إنكاراً أميركياً شديداً للادعاءات بأن الإدارة ناقشت مثل هذه الإجراءات للضم مع إسرائيل). ويبدو المناخ السياسي الحالي في إسرائيل -على الرغم من اهتمامه البالغ بالحفاظ على علاقات أميركية-إسرائيلية قوية- يعيق أي عملية إسرائيلية-فلسطينية ذات معنى.
لا أرى كيف يمكن عكس وجهة هذه الدينامية بأكملها ومن هو الذي يمكن أن يعكسها. لذلك، وبهذا المعنى، لست متفائلاً كثيراً بأن الغبار سيهدأ وبأننا سنعود إلى عملية السلام عاجلاً أو آجلاً. وعلى أصحاب الحصص المختلفين الشروع في النظر في "خطة ب" لكل منهم.
وفي الأثناء، حان الوقت لأن نرى تقدماً حقيقياً يتم إحرازه في غزة فيما يتعلق بتحسين اقتصادها وإصلاح بنيتها التحتية المدمرة. لن تذهب المصالحة الداخلية الفلسطينية إلى أي مكان ولن تحل مشكلات غزة. وعلى أصحاب المصلحة الخارجيين أن يأخذوا زمام المبادرة أخيراً وأن يتحركوا إلى الأمام.

*البريغادير جنرال (احتياط) مايكل هيرتزوغ هو زميل رفيع زائر في مركز دراسات إسرائيل والشرق الأوسط، BICOM، وزميل دولي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.

*نشر هذا التحليل تحت عنوان:

Abbas: In Search of a New Strategy

Abbas: In Search of a New Strategy

عباس.. البحث عن استراتيجية جديدة Shutterstock_1031287981

The Palestinian Authority (PA) and its Chairman Mahmoud Abbas essentially “checked out” of the US-led peace process after President Donald Trump’s decision to recognize Jerusalem as Israel’s capital. In fact, Abbas used that decision as a convenient excuse. He was afraid of the US peace plan coming his way, felt he would have to reject it—while Israel may say yes—and didn’t want to navigate that situation. That’s why he seized Trump’s announcement as an opportunity to say the US is no longer an honest broker and therefore cannot continue to serve as an exclusive mediator, and to turn to the alternative strategy (long preferred by him) of ‘internationalizing the conflict.’

The US administration has been working on a plan for nearly a year. It refers to the current crisis as a “cooling off” period and hopes to let the dust settle and subsequently resume the game of peace-making in the hope that the PA will ultimately be persuaded to return to negotiations. My impression is that they are still bent on Plan A—working on their plan for a comprehensive deal, improving it and ultimately presenting it to the parties. There is an implicit assumption in sticking to Plan A that the Palestinians can be brought back into the process, perhaps with Arab support. Yet the messages from the Palestinians – including in Abbas’s recent speeches and statements made by the PA’s leadership—are the opposite. Abbas, whose public support among Palestinians has significantly eroded in recent years, is adopting a defiant tone towards the US and the US-led process in order to boost his standing. In the meantime, the PA not only suspended most of the official political contacts between the PA and the US but is also launching its own initiatives—seeking international recognition of Palestinian statehood and additional international sponsors to the peace process. There is also the decision (yet to be implemented) by the Palestine Liberation Organisation (PLO) Central Committee to reconsider relations with and recognition of Israel as well as security cooperation. These initiatives could in turn further escalate US-PA tensions.

The mindset of the Palestinian leadership is that they do not want to return to negotiations. They feel that the Arabs have lost much of their leverage over the Palestinian side, as well as their enthusiasm to actively support the peace process. Because Jerusalem is so sensitive and emotional to the Arab and Muslim world, the Palestinians believe that playing this card correctly, namely waving a “red flag” against what is presented as a US attempt at giving away the “beating heart” of this world, would tie the Arab states’ hands by their own public opinion and block them from siding with the Americans and pressuring the Palestinians to return to peace talks. While the Arab response to the recognition of Jerusalem was relatively modest, far below Palestinian expectations, the Palestinians are not wholly wrong in their feeling about the Arabs.

If the US administration ultimately reaches the conclusion that there is no way of getting the Palestinians back into the process, it will have to consider its options, namely:

Present the plan to the parties anyway, and subsequently either walk away leaving the plan on the table or decide/announce that there will be consequences for rejecting it, or not even discussing it, before walking away. In such a scenario, the administration might punish one side and reward the other. They already gave Israel recognition of Jerusalem and cut funding to UN Relief and Works Agency for Palestinian Refugees in the Near East (UNRWA), but there are additional measures that could be taken.
Simply walk away without putting anything on the table (coupled with the possibility of attributing blame for the failure, with subsequent consequences). This is currently not the administration’s thinking, but it is an option that could be considered by it.
Continue to work on their plan but delay its presentation for a significantly extended period of time, and in the meantime focus on alternative plans to improve the situation on the ground in the West Bank and Gaza.
Abandon Plan A for the “ultimate deal” and switch to a Plan B, something more modest such as a partial/interim agreement. Some international actors are urging the US administration to adopt this option; however, the administration is not leaning towards it.

In any case, within the current cooling off period, the US administration is considering certain measures it can take until things become clearer regarding whether the Palestinians can be brought back into the process. One area where there is much more US focus today than in the past is Gaza, which the administration understands is an explosive issue.

As noted, the Arab reaction to the US decision to recognize Jerusalem as Israel’s capital was rather moderate and not what the Palestinians expected. When Turkish President Recep Tayyip Erdogan convened an Islamic summit in Istanbul to protest the US decision, only two Arab leaders, Jordan’s King Abdullah II and Abbas showed up, with other countries sending low level delegates. Most Arab leaders are highly critical of Abbas and Palestinian dysfunctionality, and a number of them have developed close, below the radar relationships with Israel.

However, Arab states also have their own domestic constraints because Jerusalem is a highly sensitive and emotional issue for many Arabs and Muslims. This is why Arab leaders, while restraining their actual response to Trump’s announcement, publicly highlighted the traditional Arab position that East Jerusalem should be the capital of the future Palestinian state. Abbas now realizes that rather than these states having leverage over him, he has leverage over them because he is in a position to accuse them of betraying support for Jerusalem, something which will be damaging to them on the “Arab street.”

This weakens the hand of those, especially the US, who were hoping that the Arab states would play an effective role in the peace process. The Arab leaders are currently telling Abbas not to burn bridges with the US and to not take any extreme measures. At least for now, it doesn’t look as if Abbas is listening.

For the major Arab actors (some of whom are anyway divided) to explicitly support the US initiative and pressure Abbas to go along with it, they would have to be acquainted with the US plan and be able to judge it as not significantly deviating from traditional Arab positions on the sensitive core issues, as generally represented by the Arab Peace Initiative.

The only option the Palestinian leadership sees left to it right now is to try and internationalize the conflict; in other words, to launch an international campaign to gain as broad as possible recognition of Palestinian statehood, with a particular focus on Europe. This strategy also includes re-launching their efforts to gain full membership in the UN, joining as many international conventions and bodies as a “state” as possible and energizing a political and legal campaign against the State of Israel, including at the International Criminal Court (ICC) and the International Court of Justice (ICJ).

All other strategic options have either failed or are in the process of failing. "Armed struggle" was tried during the Second Intifada and the Palestinians paid a very heavy price for it. Abbas has historically and consistently been opposed to this kind of violence (for practical rather than moral reasons). The Palestinians also believe that bilateral negotiations via US mediation no longer stand a chance to yield acceptable results. A third option—reconciliation with Hamas—has also been tried, but is stuck, and Abbas is skeptical of its ability to produce results. Another option was presented at the time by Prime Minister Salam Fayyad—of building Palestinian state capacity and institutions in a bottom-up process—but he was forced out and the current Palestinian leadership does not believe in this strategy.

A fifth strategic option is that of so-called popular resistance—such as mass demonstrations, rock throwing as well car rammings and stabbings (which are violent and lethal but which come under the Palestinian rubric of popular resistance). While Abbas and the Palestinian leadership present this option as legitimate and worthy, they are afraid of it because it’s like riding a tiger – they are concerned that at one point this negative energy will turn against them as well, being well aware of existing public discontent with them, especially among the young generation. For example, when a wave of stabbings and car rammings broke out in late 2015, they were very ambivalent and slow to respond. They ultimately intervened to try and prevent it because they understood it was not only futile but also dangerous to them.

After analysing these options, the Palestinian leadership sees itself left with one option, which is what Abbas is focusing on today, namely to internationalise the conflict, first and foremost gaining as broad as possible recognition for Palestinian statehood.

From a Palestinian perspective, internationalising the conflict also means internationalising potential negotiations with Israel, namely replacing the old paradigm of bilateral negotiations based on exclusive American mediation with a model similar to the P5+1 with Iran—an international mediation setting with Americans, Europeans, Russians, Chinese, and others. This approach was highlighted in Abbas’s February 20th speech to the UN Security Council. I believe that the Palestinians are likely to score very modest results from this whole strategy; some minor European nations, such as Slovenia, Belgium, Luxembourg and Ireland have already promised, or are about to, recognise a Palestinian state. Recognition by one of the major European states appears less likely at this stage, although if nothing changes in the crisis between the US and Palestinians I don’t rule out one of them—potentially France—moving to recognize a Palestinian state at a later stage, which could be significant.

Israel’s Chief of Staff Gadi Eisenkot recently warned about the dangers of escalation in Gaza. In addition to the dire economic situation (expressed in very high rates of unemployment) and the collapse of the basic infrastructure—electricity, water, sewage and other basic services—the situation has been exacerbated due to stalling of the reconciliation process between Hamas and the PA, which many hoped would bring about positive change in Gaza.

The reconciliation process has gotten stuck in a type of “half pregnancy.” Hamas has given up managing the civilian sphere, transferring powers and responsibilities to the PA, and now they regard themselves as no longer responsible for carrying the headache of feeding nearly 2 million Palestinians in Gaza. Yet the PA claims not all authority has been transferred and that it cannot fully exercise its responsibility in Gaza while Hamas refuses to disarm and give up its hold on security in the Strip. The PA has therefore not rescinded all of its punitive measures against Gaza. In this situation, neither Hamas nor the PA assume responsibility for fixing the problems for Gazans themselves. Meanwhile, the international community has not done enough, first and foremost in terms of funding, to address the basic humanitarian issues such as the crisis of infrastructure. Ultimately, it’s the people of Gaza who are paying the price and suffering.

Following the donors meeting in Brussels at the end of January, I am hopeful there will finally be significant progress on fixing some of the basic problems in Gaza, because it has finally dawned on some of the major actors that the situation is very explosive and things can escalate to the point of violent eruption.

The main change is that the US is now willing to play a dominant role in the process. This, coupled with the fact that Egypt, Israel—which presented to the donors a billion-dollar plan to fix infrastructure in Gaza—and some other important donors in the European Union are all on board and fuelled by a sense of urgency, means we may see some real progress in fixing some of the basic maladies of Gaza. This is the impression one gets from talking to people who participated in the donors meeting.

Notwithstanding the fact that Hamas is an avowed enemy of Israel, controls security in Gaza, invests in arming itself at the expense of the population, flirts with Iran and Hezbollah, initiates terror attacks in the West Bank and holds the remains of the bodies of IDF soldiers and some Israeli hostages as a bargaining chip—I believe that it is in Israel’s interest to bring the infrastructure in Gaza to a basic level where people can have 24 (rather than four) hours of electricity a day. The same goes for water and sewage. Beyond that point, Israel should apply as much pressure on the Hamas government as is required in order to deter it and pressurize it to return the abovementioned bodies and hostages. These humanitarian steps also shouldn’t be conditioned on reconciliation between Fatah and Hamas because the chances for this are very slim.

The dilemma is how this could be done without benefitting Hamas. Ultimately, people in Gaza understand that after ruling for a decade and bringing about three rounds of armed conflict with Israel, devastation, isolation, and an acute economic and humanitarian crisis, Hamas and its policies bear major responsibility for the deteriorating situation. The messaging to the people of Gaza should therefore be that positive change is occurring despite, not because of, Hamas.

The alternative—not doing anything as long as Hamas is in control without changing its attitude, or as long as there is no Palestinian reconciliation—is much worse. Even today, sewage is flowing into the Mediterranean and paralysing some of Israel’s desalination plans. In Gaza itself there is currently an initiative gathering momentum to drive thousands of people to march on the Israeli border to protest the dire situation. The situation in general is very dangerous. So, notwithstanding Israel’s problems with Hamas there is a basic level of fixing Gaza’s problems that we have to address. It's in our interest. Hopefully, international and regional actors are finally moving in that direction in a more effective manner than we have hitherto seen.

We are currently in a deep political crisis, first and foremost between the US and the Palestinians. It will be very challenging to try and stop Abbas from pushing his internationalization strategy and get him back in the US-led peace process. The leverage on him is limited because the Arab states are less willing to play that role and the Europeans are not really pressuring him either. The US is not mulling a Plan B but rather preparing its Plan A, and unlike the Obama administration, the Trump team is unwilling to pay a price to bring the Palestinians back to the table. Instead, they are threatening to punish them for not returning and for launching alternative initiatives.

While Israel is quietly watching this dynamic, the more right-wing elements in its coalition (also sensing his vulnerability given police investigations against him) are striving to tie the prime minister’s hands and push toward more settlement activities and some annexation initiatives in the West Bank (which triggered a harsh US denial that it had discussed any such annexation measures with Israel). The present political atmosphere in Israel is such that although it attaches high importance to maintaining close US-Israel relations, it precludes any meaningful Israeli-Palestinian political process.

I don’t see how this whole dynamic is going to be reversed and who is going to reverse it. So, in that sense I am not very optimistic that the dust will settle, and we will be back in the peace process sooner or later. The different stakeholders have to begin to consider their Plan B.

Meanwhile, it’s time to see real progress in Gaza in terms of improving its economy and fixing its broken infrastructure. Internal Palestinian reconciliation is going nowhere and is not going to solve the problems of Gaza. External stakeholders should finally seize the initiative and move ahead.

Brigadier General (res.) Michael Herzog is a Senior Visiting fellow at Israel and Middle East think tank BICOM and an international fellow at the Washington Institute for Near East Policy.

Hamas’s Gaza Win

عباس.. البحث عن استراتيجية جديدة Hp.11.28.12.Gazarocket

The latest, just-ended battle between Israel and Hamas demonstrates once again that the Palestinian extremist group holds nearly all the cards—even though it’s an obdurate, unredeemable terrorist organization.

“From our ideological point of view, it is not allowed to recognize that Israel controls one square meter of historic Palestine,” Mahmoud al-Zahar, a senior Hamas leader, told me when I visited him 10 years ago. Then, just a few days ago, Abu Obeida, spokesman for Hamas’s military wing, said: “We are sending a short and simple message: There is no security for any Zionist on any single inch of Palestine.”

In other words, unlike most terrorist groups, Hamas exists for only one reason: to destroy Israel. This presents Israel with an unresolvable dilemma. Its military has killed a dozen or more Hamas leaders over the years, and yet new ones sprout up almost right away. And in the last five years, all of them have learned that the price can be high, but they can get what they want from Israel.

Think back a year. That’s when Hamas released Gilad Shalit, an Israeli solider they were holding. Five years earlier, they’d abducted him as he was on patrol outside the border fence. Hamas kept him safe but incommunicado—realizing they were holding a great bargaining chip.

So what finally happened? Israeli traded him for 1,027 Palestinians being held in Israeli jails. Hamas was jubilant, and no wonder.

This time, Hamas fired hundreds of missiles into Israel, provoking airstrikes that killed at least 160 Palestinians and leveled scores of buildings. But in the end, Hamas made demands in exchange for ending its rocket attacks—and appears to be getting more or less what it wants. Israel agreed to ease restrictions on the movement of people and goods in and out of Gaza and allow Palestinians more access to a buffer zones that Israel had imposed on the Gaza side of the border and at sea.

What did Israel get in exchange? Nothing except the return to the status quo—meaning no more rocket fire for now but the near certainty that the next time Hamas wants something, it will send more missiles across the fence line.

One reason Hamas does not seem more hesitant is that the world seems to be on their side, regardless of the facts on the ground. Mohamed Morsi, the Egyptian president who negotiated the cease-fire, like so many other world leaders, offered not even glancing acknowledgment of the rocket volleys Hamas fired into Israel. That’s what ignited this current crisis, not anything Israel did—other than exist.

Morsi and others blamed Israel instead. The Egyptian leader castigated Israel for what he called “wanton aggression on the Gaza Strip” and sent his prime minister to Gaza City. There, Prime Minister Hesham Qandil theatrically broke into tears at the sight of a boy injured in Israel’s retaliatory bombing and said, “What I am witnessing in Gaza is a disaster, and I can’t keep quiet. The Israeli aggression must stop.”

And so it goes for Israel and Hamas. The rockets have stopped for now. But you can be sure that, for Hamas, the cease-fire is nothing more a temporary stratagem

Israel's Goals, Hamas' Choices, and Egypt in the Middle

عباس.. البحث عن استراتيجية جديدة Hp.11.19.12.IDFHamas

After six days of airstrikes against the terrorist infrastructure in Gaza, Israel faces a decision: to negotiate a cease-fire with Hamas or mount a ground operation. Today, I spoke to my BICOMcolleague Michael Herzog—a retired brigadier general in the Israel Defense Forces (IDF) who served from 2006 to 2009 as chief of staff to Israel’s minister of defense—about the framework within which that decision is being debated in the political and military leaderships.

The fundamental judgement to be made is whether the aims set by Israel for Operation Pillar of Defense have been achieved. These aims are modest in Israeli terms. The aim is not to topple Hamas. It is to restore normalcy for Israeli citizens by reinstating deterrence. To that end the IDF seeks to degrade the capability and motivation of the terrorists and deny Hamas and other armed groups in the Gaza Strip access to the long-range weapons that fell near Tel Aviv and Jerusalem last week.

Jihadi groups have mushroomed in Gaza and the Sinai. These groups reject the “rules of the game” and Hamas either would not or could not control them. Israel responded to these attacks and found itself in a cycle. Hamas made the decision to become involved in the attacks on Israel and claim responsibility. They pushed the envelope too hard and miscalculated badly what the Israeli response would be.

The question is whether normalcy can be restored by five or six days of airstrikes. There is no rush to launch a ground operation that will demand a high price in lives lost on both sides and in political capital. There is hope that the mediation by Sunni Islamic powers, especially Egypt, can persuade Hamas to end the rocket attacks. There have been rising tensions between Iran and Hamas caused by the Hamas’s failure to support Syria’s Bashar Assad and the resulting Iranian withdrawal of funding from Hamas.

The question is whether “sufficient deterrence” has been achieved by the airstrikes of the first six days. “Sufficient deterrence” is not simply the cessation of violence. Pauses in rocket attacks have happened before and Hamas has used them only to strengthen its armoury. The pattern is long-established: periods of rocket fire on the citizens of southern Israel have alternated with periods of “quiet” during which Hamas smuggles an ever-more powerful arsenal of weapons into Gaza via a pipeline that runs from Iran through Sudan into the Sinai. In 2008 Israel faced an arsenal of 5,000 rockets held by armed groups in Gaza. Today it is 12,000. In the past Israel faced homemade Qassam rockets fired over the border onto the people of Sderot. Now Israel faces advanced guided anti-tank weaponry and Iranian-supplied Fajr 5 missiles able to pound Tel Aviv.

“Sufficient deterrence” involves Israel being assured that the cease-fire is sustainable. The airstrikes destroyed almost all this advanced weaponry on day one. But now Hamas must undertake to enforce the cease-fire on the smaller jihadi groups that have flourished in the Strip. It must balance its desire to remain the preeminent “resistance” organization with the requirements of a stable cease-fire. And that may well require the involvement of Egypt. Israel is looking to Egypt to help end the smuggling of weapons into Gaza via the Sinai, and oversee the ending of Hamas’s cooperation with jihadi groups. Hamas has its own demands to put on Egypt regarding crossing points, open passages, and trade.

The post–Arab Spring regional landscape is by no means wholly a bad thing for Israel’s effort to pull Hamas into line. Yes, the days when an Egyptian government quietly encouraged Israeli attacks on Hamas and expressed disappointment when the attack was not pushed until Hamas was toppled are over. On the other hand, the Muslim Brotherhood–led government is, for that very reason, better able to broker a cease-fire and restrain Hamas, should it choose to do so. And significantly, Egypt has not engaged in the wild rhetoric of, for example, Turkey’s foreign minister. Egypt says it wants to mediate and this could be good for all three parties. Hence the presence of people from the Israeli defense establishment in Cairo. As my Fathom colleague Efraim Halevy put it in the Financial Timestoday, “It is imperative that Israel contribute to an Egyptian-crafted and American-supported formula for the region.”

Israel seeks to make clear that the days when Hamas could rain rockets down on southern Israel are over. If Hamas, rhetoric aside, has understood this, a cease-fire is possible. And in time, more. If it has not, and sirens continue sound over the towns and cities of Israel, then it will discover that the force massed on its border is no bluff.

» من قرار ترامب إلى استراتيجية عمل فلسطينية جديدة
» "داعش" يتبنى استراتيجية جديدة قاتلة بعد تبخر أحلامه بالخلافة
» محمود عباس يكلف محمد مصطفى بتشكيل حكومة فلسطينية جديدة
» البحث النصي البحث المتقدم
» محمود عباس والتنسيق الامني ولقاء عباس مع غانتس،