48 لقاء خلال 5 سنوات تكشف فضائح السلطة الفلسطينية في علاقاتها مع إسرائيل.. تجاهل وتنازل عن قرارات المركزي وبحث عن رضا المحتل والغضب الفلسطيني يتصاعد.. حسابات خاصة ومصالح شخصية تجاوزت الإجماع الوطني.. لماذا يلهث قادة السلطة للقاء الإسرائيليين.. ولمصلحة من؟
منذ أن قرر المجلس المركزي الفلسطيني في تشرين أول (أكتوبر) من العام 2018، بقطع كل أشكال العلاقات واللقاءات مع الجانب الإسرائيلي السرية والعلنية الرسمية وغير الرسمية، وبدأت أطراف داخل السلطة وحركة “فتح” بمخالفة هذا القرار واللهث خلف عقد اللقاءات مع الإسرائيليين.
وبحسب رصد لإحدى الوكالات الفلسطينية المحلية، فإن السلطة ومسئوليها المختلفين عقدوا منذ تاريخ صدور قرار المجلس المركزي وحتى يومنا هذا أكثر من 48 لقاءًا سواءً كان سريًا أو علنيًا، وفُتح للمسئولين الفلسطينيين أبواب الإسرائيليين في “تل أبيب” وغيرها لإجراء محادثات سرية طالما أثارت معها جدلاً واسعًا وأشعلت حالة غضب فلسطينية عارمة، وسط تساؤلات حول أهدافها ومن المستفيد منها، كونها “خارج عن الإجماع الفلسطيني”.
ولعل أبرز اللقاءات التي عُقدت خلال الفترة الأخيرة لقاء جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، في منزل الأخير (29/ديسمبر2021) وبُحث خلال اللقاء الكثير من الملفات السياسية والأمنية الهامة، وعقد بعده لقاء أخر جمع وزير الشؤون المدنية بالسلطة وعضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” حسين الشيخ ووزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد، (23/ يناير) الماضي، و لقاء آخر بين لبيد ورئيس جهاز المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج في (12 يناير 2022).
تنازل خطير
وتصف الفصائل الفلسطينية هذه اللقاءات بالأمر “المشين”، وهو ما يعني تنازلاً واضحاً وصريحاً من السلطة عن شروطها للعودة للمفاوضات، والعودة للقاءات تعد أمنية بامتياز بعيداً عما كانت تسعى السلطة لتحقيقه من مكاسب سياسية كما كانت تروج لذلك في حينه.
وتعقيبًا على هذه اللقاءات المثيرة للجدل، قال المتحدث باسم حركة “حماس” عبد اللطيف القانوع: “بعد لقاء عباس بغانتس يلتقي مجدداً حسين الشيخ بوزير خارجية الاحتلال لابيد وهو ما يعكس حالة السقوط الوطني الذي وصلت إليه السلطة”.
وأضاف القانوع في تصريحات صحفية: “إن استمرار هذه اللقاءات العبثية مع قادة الاحتلال هي خيانة لتضحيات شعبنا ويجب إنهاء هذه اللقاءات المشينة فوراً”.
فيما قال رئيس الدائرة السياسية لحركة “حماس” في الخارج سامي أبو زهري: “لقاء حسين الشيخ بوزير الخارجية الإسرائيلي يمثل محاولة إسرائيلية لتهيئة وترميز قيادات لمرحلة ما بعد عباس”.
وأضاف أبو زهري على “تويتر”: “هذا السقوط في أحضان الاحتلال لا يصنع زعماء وطنيين وإنما أدوات للاحتلال وهذه المسرحيات لا تنطلي على شعبنا”.
وجاءت هذه اللقاءات رغم اتخاذ المجلس المركزي الفلسطيني قرارًا في أكتوبر/ تشرين أول 2018، “بإنهاء التزامات منظمة التحرير والسلطة الوطنية كافة، تجاه اتفاقاتها مع سلطة الاحتلال وفي مقدمتها تعليق الاعتراف بإسرائيل إلى حين اعترافها بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، نظرًا لاستمرار تنكر إسرائيل للاتفاقات الموقعة”.
وجاءت هذه اللقاءات في ظل توسع استيطاني إسرائيلي غير مسبوق في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وارتفاع وتيرة القتل والاعتداء على الفلسطينيين، والعدوان والحصار المستمر على قطاع غزة.
ويشير مراقبون ومحللون سياسيون، أنّ السنوات الأخيرة تراجعت فيها اهتمامات السلطة؛ حيث يتركز اهتمامها على الحصول على تسهيلات اقتصادية هنا أو هناك، دون الحديث عن دولة فلسطينية أو حقوق ومكاسب سياسية، لتلفت انتباه الفلسطينيين إلى تحقيق إنجازات، وخاصة تلك التي تتعلق بالحياة اليومية للمواطن.
ويقول المحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي، إن لقاء الشيخ – لابيد، يهدف أساسا إلى تعزيز مكانة حسين الشيخ، الذي كان مستواه لا يرتفع عن الجلوس مع منسق أعمال حكومة الاحتلال في “الأراضي الفلسطينية”.
وأوضح أن “التعزيز الإسرائيلي لحسين الشيخ على أساس أنه المرشح الأفضل الذي يمكنه قيادة السلطة الفلسطينية بعد محمود عباس بذات النهج، وربما أكثر تنازلا وتماهيا مع الاحتلال” وفق قوله.
وأشار إلى أن أبرز أهداف اللقاء بين الطرفين، هو محاولة إظهار حسين الشيخ وكأنه يحقق إنجازات للمواطنين الفلسطينيين على المستوى الإنساني والاقتصادي، ليصلح أن يكون عراباً لما يسمى تخفيض حدة الصراع مقابل تحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين.
وأكّد أنّه ما من شك أنّ اللقاء يمثل دعما لحسين الشيخ ليكون عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وتولي ملف المفاوضات والعلاقة مع الاحتلال خلفا لصائب عريقات.
وبين المختص في الشأن الإسرائيلي، أنّ السلطة رأت أن تدخل ضمن معادلة إسرائيلية جديدة تعالج فشل إجراء مفاوضات في المنظور القريب على الأقل، تقوم تلك المبادرة على توفير الأمن وملاحقة المقاومة مقابل الحصول على تسهيلات اقتصادية.
تاريخ اللقاءات
3/1/2017 الرئيس محمود عباس يلتقي وفدا من حزب “ميريتس” الإسرائيلي في مقر المقاطعة بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
16/2/2017 الرئيس عباس يلتقي، بمقر المقاطعة، رئيس الكنيست الإسرائيلي السابق، أبراهام بورغ.
2/5/2017 الرئيس عباس يلتقي وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة “تسيبي ليفني” على هامش المؤتمر الاقتصادي العالمي بالبحر الميت.
1/7/2017 القناة الثانية العبرية تكشف عن لقاء جمع رامي الحمد الله رئيس الوزراء الفلسطيني (آنذاك) بوزير المالية الإسرائيلي (آنذاك) موشيه كحلون.
10/7/2017 وزير الطاقة الإسرائيلي (آنذاك) يوفال شتاينتز يلتقي رامي الحمد الله.
29/10/2017 الرئيس عباس يلتقي، بمقر المقاطعة، وفداً من “برلمان السلام” الإسرائيلي، الذي يضم عددا من نواب الكنيست السابقين والسياسيين والمثقفين الإسرائيليين اليهود والعرب.
29/10/2017 إذاعة الجيش الإسرائيلي تكشف عن لقاء “سري” جمع موشيه كحلون، ورامي الحمد الله، في مدينة رام الله.
15/2/2018 رامي الحمد الله يلتقي “منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية” (آنذاك) يؤاف مردخاي، بمدينة رام الله.
19/2/2018 وفد من السلطة يضم رئيس الوزراء رامي الحمد الله، ورئيس هيئة الشؤون المدنية حسين الشيخ ووزير المالية والتخطيط شكري بشارة، يلتقي وفد إسرائيلي ضم وزير المالية موشيه كحلون، و”منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية” يواف موردخاي.
13/8/2018 الرئيس محمود عباس يستقبل في مدينة رام الله، وفدا يضم نشطاء سياسيين لتأسيس حراك سياسي عربي- يهودي واسع للتأثير في الحياة السياسية الإسرائيلية.
28/8/2018 الرئيس عباس يستقبل في مقر المقاطعة برام الله وفداً يضم عددا من الأكاديميين الإسرائيليين.
3/9/2018 الرئيس عباس، يلتقي بمقر المقاطعة في مدينة رام الله، وفدا من حركة “السلام الآن” الإسرائيلية، ضم سكرتير عام الحركة شاكيد موراغ، وعضوي الكنيست موسى راز عن حزب ميريتس، وعن المعسكر الصهيوني كسينيا سفيتلوفا، ونشطاء سلام من حزب الليكود.
16/9/2018 الرئيس عباس يلتقي في رام الله، وفدا إسرائيليا ضم وزراء وأعضاء كنيست إسرائيليين سابقين، برئاسة الوزير الأسبق يائير تسابان، والسياسي الإسرائيلي البارز يوسي بيلين.
23/9/2018 الرئيس عباس يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت في العاصمة الفرنسية باريس.
25/9/2018 الرئيس عباس يلتقي وزيرة خارجية الاحتلال السابقة تسيبي ليفني على هامش اجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك.
17/10/2018 الرئيس عباس يلتقي في منزله برام الله، رئيس الشاباك (آنذاك) نداف أرغمان.
1/11/2018 الرئيس عباس يلتقي مجددًا أرغمان بطلب من رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك بنيامين نتنياهو
17/12/2018 رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ يلتقي رئيس الشاباك أرغمان، وضباط كبار بالجيش الإسرائيلي.
21/12/2018 وزير المالية الفلسطيني شكري بشارة يلتقي نظيره الإسرائيلي موشيه كحلون في مدينة القدس المحتلة.
10/3/2019 الرئيس عباس يستقبل في رام الله وفدا من حزب ميرتس الإسرائيلي، برئاسة زعيمة الحزب تمار زاندبرغ.
15/5/2019 رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية حسين الشيخ، يعلن أنه التقى وزير المالية الإسرائيلي، قبل عدة أيام.
15/6/2019 القناة 12 العبرية تكشف عن لقاء “سري” جرى بين رئيس جهاز “الشاباك” الإسرائيلي نداف أرغمان، والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
27/6/2019 وزير المالية الفلسطيني شكري بشارة، يلتقي نظيره الإسرائيلي موشيه كحلون في القدس المحتلة، بحضور وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، ومنسق حكومة الاحتلال كميل أبو ركن.
30/7/2019 كشفت القناة 12 العبرية أن لقاءً سرياً عقد الليلة الماضية في “تل أبيب” ضم حسين الشيخ ورئيس الشاباك “نداف أرغمان”.
6/8/2019 وزير المالية شكري بشارة يلتقي نظيره الإسرائيلي كحلون، ويبحثان منع انهيار السلطة مالياً.
13/8/2019 الرئيس عباس، يستقبل في مقر المقاطعة برام الله أعضاء حزب “المعسكر الديمقراطي” الإسرائيلي على رأسهم حفيدة رئيس وزراء الاحتلال اسحق رابين “نوعاه روتمان”.
12/9/2019 الرئيس عباس يستقبل وفدا من الطائفة الأثيوبية في الكيان، وضم الوفد عائلة الجندي الأسير لدى المقاومة “منغستو” وعضو الكنيست السابق “شلومي مولا”.
1/11/2019 الرئيس عباس، يستقبل وفداً اقتصادياً إسرائيليا ضم 30 اقتصاديا من مؤسسة “كسر الجمود الإسرائيلية” برئاسة رجل الأعمال شموئيل ميتار.
19/11/2019 الرئيس عباس يستقبل وفد أدباء إسرائيليين بينهم عائلة الباحث والأديب اليهودي شمعون بلاس.
21/11/2019 الرئيس عباس يستقبل رئيس الكنيست الإسرائيلي السابق أبراهام بورغ في مدينة رام الله.
11/2/2020 الرئيس عباس يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت.
14/2/2020 مسؤولون كبار في السلطة الفلسطينية وقادة في حركة “فتح” يعقدون لقاءً تطبيعيًا، مع مسؤولين إسرائيليين في مدينة “تل أبيب”، تحت شعار “برلمان السلام”.
16/2/2020 محمود الهباش مستشار الرئيس عباس وقاضي قضاة فلسطين يلتقي وفدا يضم صحفيين إسرائيليين بمدينة رام الله.
16/3/2020 وزير المالية شكري بشارة يلتقي نظيره الإسرائيلي موشيه كحلون.
10/10/2020 الرئيس عباس يلتقي رئيس الكونجرس اليهودي العالمي والملياردير رون لودر.
19/11/2020 وفد من السلطة برئاسة حسين الشيخ يلتقي مسؤولين إسرائيليين بينهم “منسق أعمال حكومة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية” كميل أبو ركن.
19/3/2021 القناة 12 العبرية تكشف عن لقاء جديد جمع رئيس الشاباك الإسرائيلي أرغمان بالرئيس عباس.
4/8/2021 لقاء تطبيعي في مدينة رام الله جمع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الوزير أحمد مجدلاني، وعددا من الشخصيات القيادية، بوفد صحفيين وإعلاميين إسرائيليين.
22/8/2021 وسائل إعلام محلية تكشف أن وزير المالية شكري بشارة التقى وزير المالية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان.
29/8/2021 الرئيس محمود عباس يلتقي وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، في لقاء هو الأول من نوعه بين الطرفين.
23/9/2021 الرئيس عباس يستقبل في مقر المقاطعة، وفدا يضم أعضاء كنيست ووزراء سابقين من الأحزاب اليسارية الإسرائيلية.
4/10/2021 الرئيس عباس، يستقبل في رام الله، وزير الصحة الإسرائيلي نيتسان هوروفيتش (رئيس حزب ميرتس) ووزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي عيساوي فريج، وعضو الكنيست ميخال روزين.
21/10/2021 شهد مقر المقاطعة في مدينة رام الله، لقاء تطبيعيًا بين 20 قياديًّا ومسؤولا سابقًا في حكومة الاحتلال، وعدد من أعضاء اللجنة المركزية لحركة “فتح”.
16/11/2021 صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، تكشف أن رئيس جهاز الشاباك الجديد رونين بار التقى مؤخرًا الرئيس عباس في مدينة رام الله.
29/12/2021 الرئيس عباس، يلتقي وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس في منزل الأخير.
12/1/2022 كشفت القناة 13 العبرية، عن لقاء بين وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد ورئيس جهاز المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج.
23/1/2022 رئيس هيئة الشؤون المدينة الفلسطينية حسين الشيخ يلتقي وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد.