تباين المواقف الإسرائيلية من التهدئة في قطاع غزة
مستوطن إسرائيلي ينظر إلى منظومة القبة الحديدة المنصوبة على حدود غزة
أظهرت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تباينا في آرائهم من وقف إطلاق النار مع غزة، في الوقت الذي رفضت فيه حكومة الاحتلال الإعلان صراحة عن التوصل إلى اتفاق التهدئة مع الفصائل الفلسطينية.
فبعد عدة ساعات من الهدوء في جنوب فلسطين المحتلة، قال مسؤولون إسرائيليون كبار اليوم الأربعاء، إنه لا يوجد اتفاق بوساطة مصرية مع حماس، لكن هناك تفاهم مع حماس بأنه إذا لم تطلق النار من غزة، فلن تطلق إسرائيل النار .
ونقلت الإذاعة العبرية الرسمية عن مسؤول عسكري إسرائيلي (لم تسمه) قوله: "نحن نتصرف بمسؤولية وتقدير، ومن الصباح توقفت النار، والآن ننتظر لمعرفة إلى أين ستتجه الأمور".
أما وزير الطاقة والمياه وعضو مجلس الوزراء السياسي والأمني الإسرائيلي يوفال شتاينتز، فأشار في مقابلة مع القناة الثانية العبرية، إلى أن هناك تفاهمات غير مباشرة مع حماس لإنهاء الجولة الحالية من الأعمال العسكرية في الجنوب، مؤكدا أن الأمور تتجه لإغلاق هذه الجولة.
وخلافا لـ شتاينتز، نفى وزير الاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، صحة التقارير عن اتفاق وقف إطلاق نار مع حركة حماس.
وقال كاتس، في مقابلة مع إذاعة "كان" الاخبارية العبرية، "لا يوجد وقف إطلاق نار، هناك سياسة إسرائيلية واضحة تقضي بعدم السماح بإطلاق نار وعمليات وعنف ضد المواطنين الإسرائيليين".
وأضاف كل من بدأ بالعنف عليه أن يتوقف عنه، مؤكدا أنه ليس لدى إسرائيل مصلحة في الحرب لأنها سوف تكلف إسرائيل ثمنا كبيرا.
أما وزير التعليم وعضو المجلس الوزراي المصغر نفتالي بنيت، فقال "العقل ايراني واليد حمساوية"، على حد وصفه.
وأضاف "نركّز حربنا ضد رأس الأخطبوط إيران، التي تمد أذرعها في لبنان وسورية وقطاع غزة من أجل القضاء على اسرائيل".
وتابع حديث بالقول "فإننا نقود حملة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا ضد إيران التي تحاول اشغالنا وخلق استفزازات هنا في غزة من خلال أحد أذرع الأخطبوط ".
أما وزير شؤون القدس زئيف إلكين، فقال: "إذا انتهت الجولة الآن، فإن النتيجة ليست جيدة لإسرائيل".
من جهتها أكدت صحيفة "المصدر" الإسرائيلي أن مصر وقطر توسطتا بين إسرائيل وحماس.
وأضافت أن حماس والجهاد الإسلامي، أوضحتا لإسرائيل من خلال جولة القتال الأخيرة أمس الثلاثاء أنها غير قادرة على الإضرار بعناصرهما دون أن تدفع الثمن، وفي الواقع غيرتا قواعد اللعبة التي حُددت منذ عام 2014.
وأضافت الصحيفة، أن إسرائيل أمام معضلة، فهي تحتاج إلى إيقاف جولة القتال بهدف تركيز جهودها على سوريا، ولكن هذه الخطوة قد تعزز الرغبة لدى حماس والجهاد الإسلامي لاستفزازها.
من جانبها ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الـ "كابينيت" الإسرائيلي (المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية) سيعقد جلسة مساء اليوم للمرة الثانية لمناقشة التطورات على حدود غزة.
ومنذ ساعات صباح اليوم الأربعاء، يشهد قطاع غزة "هدوء حذر" بعد 24 ساعة من العدوان الذي تعرض له، إثر تدخل العديد من الوساطات لتجديد وقف إطلاق النار القائم بين المقاومة والاحتلال.
وسبق أن صرح خليل الحية عضو المكتب السياسي لـ "حماس"، في بيان مقتضب، صباح اليوم: "بعد أن نجحت المقاومة بصد العدوان ومنع تغيير قواعد الاشتباك، تدخلت العديد من الوساطات خلال الساعات الماضية، وتم التوصل إلى توافق بالعودة إلى تفاهمات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتزام فصائل المقاومة ما التزم الاحتلال بها".
وشهدت يوم أمس الثلاثاء وحتى فجر اليوم الأربعاء، عمليات إطلاق للقذائف الصاروخية من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية بمحيط القطاع، في وقت واصل فيه الطيران الإسرائيلي قصف أهداف فلسطينية.
وتأتي هذه التطورات إثر استشهاد أربعة مقاومين فلسطينيين، ينتمون لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، خلال اليومين الماضيين جراء قصف قوات الاحتلال مواقع لها، حيث تعهدت المقاومة بالرد على ذلك.