كيف تبدأ رحلة برية من عطر عمان إلى سحر الشام..!
مع عودة الحدود الاردنية/ السورية البرية في معبري جابر/ نصيب الى سابق عهدها في استقبال المسافرين بين البلدين بصورة اعتيادية وذلك بعد استقرار الأمور في سوريا الشقيقة؛ ما جعل الالاف من الاردنيين يتدفقون نحو دمشق فور الاعلان رسميا عن فتح الحدود بين البلدين الشقيقين.
وباتت كلمة «نازل على سوريا» الأكثر تداولا بين الاردنيين الذين ارتبطوا بحكاية عشق مع سوريا بكل تفاصيلها الجغرافية والسكانية والتجارية والسياحية، وبدأت سيارات عمان/ دمشق العمومية تعمل بصورة اعتيادية وتنطلق من العبدلي في عمان بمحاذاة شرطة العاصمة ومن المفرق والزرقاء واربد والرمثا ايضا، وتبلغ اجرة الراكب من موقف العبدلي نحو (30) دينارا.
فيما اعلنت كبرى شركات النقل السياحي في الأردن «جت» عن بدء تسيير رحلات منتظمة من عمان الى دمشق بسعر تشجيعي وصل الى (15) دينارا للراكب ضمن خدمات مميزة جدا، فيما اعلنت شركة دالاس الرائدة في المجال السياحي/ النائب الاسبق امجد مسلماني، عن رحلات سياحية الى دمشق تشمل الاقامة بفنادق فخمة والنقل ووجبات الافطار بسعر يبدأ من (45) دينارا للمسافر الواحد.
العائدون من دمشق أجمعوا ايضا على الأمن والاستقرار الذي تعيشه الاراضي السورية واشادوا في التعامل الحضاري من كافة الجهات الجمركية والأمنية في مركزي حدود جابر الاردني ونظيره نصيب السوري وسرعة انجاز اجراءات الدخول والخروج، بالاضافة للحفاوة الكبيرة التي لاقوها من الشعب السوري المضياف.
في دمشق يمكن للزائر الاردني ان يتمتع بقضاء اجازة جميلة بدءا من ارتياح الحمامات التراثية في سوق الحميدية وباب توما وغيرهما، وتناول الأطعمة السورية اللذيذة في مطاعم الكمال وسحلول والعربي والمطعم الصحي والوردة الدمشقية والمطاعم السياحية التراثية الجميلة في باب توما، والمقاهي العريقة وابرزها مقهى الروضة في شارع العابد الذي أقيم في عام 1938 من القرن الفائت، على مساحة قدرها 750 مترا مربعا، غير بعيد سوى خطوات عن مبنى «البرلمان» الشهير في العاصمة دمشق، والذي ينظر إليه السوريون على أنه المَعْلم الأبرز من معالم الديمقراطية السورية التي تلت استقلال البلاد عن فرنسا في عام 1946.
ومن حمامات دمشق الشهيرة هناك «حمام الملك الظاهر» الواقع بجانب المكتبة الظاهرية ويمكن للسائح أن يصل إليه من سوق الحميدية سيرا على الأقدام لمدة ثلاث دقائق فقط، وقبل أن يصل للجامع الأموي ينعطف يسارا باتجاه منطقة الكلاسة، ومن ثم يأخذ الطريق الواصل لحارة السبع الطوالع، حيث يصادفه مبنى الحمام على يمينه، كما يمكنه أن يصل إلى الحمام من شارع الملك فيصل حيث يتجه إلى باب الفراديس ومن ثم مقام الست رقية وبعده إلى حارة السبع الطوالع وفي نهايتها يقع على يساره حمام الملك الظاهر الذي يعود بناؤه لمئات السنين ويتميز أيضا بزخارفه الجميلة وعمارته التراثية.
والزائر الى دمشق لابد له ان يزور سوق الحميدية أشهر أسواق سوريا على الاطلاق، وأهم أسواق الشرق، وأكثرها جمالا ورونقا، وقد وصفه المؤرخون بأنه فسيح رائع البناء، ووصفوه بأنه مدينة تجارية صناعية في قلب دمشق القديمة، ووصفه الباحثون بأنه درة الأسواق وأجملها، وهو مغطى بالكامل بسقف من الحديد ومليء بالثقوب الصغيرة التي تنفذ منها الشمس أثناء النهار ومبلط بالحجر - البازلت الأسود - ويعد ملتقى الزائرين والسياح من كافة بقاع الدنيا.