فن العمارة الإسلامية.. في لوحات المستشرقين
فى زمن لم يعرف التقنيات الحديثة التى نراها كل يوم فى عالم التصوير، كانت الريشة والألوان والورق هو ما يستخدم لتسجيل أدق التفاصيل،
حيث السحر والجمال الذي لم يلوثه القبح، عندما كانت العين تعشق الجمال وتبحث عنه فى كل بناء..
هكذا كانت العمارة الإسلامية بالنسبة لبانيها الذي كان يزينها للناظرين، وأيضا الرسامين الرحالة”المستشرقين منذ مئتي عام،
كانت تبحث عن الجمال فى كل مكان لترسمه وتنقله إلى العالم، ومن هؤلاء “باسكال سكوت، ديفيد روبرتس، ألويشس او كيلي، وغيرهم”.
فعندما قدم هؤلاء الفنانين إلى مصر رصدوا قدر استطاعتهم مظاهر الحياة فى البيئة المصرية، وجمال مبانيها وخاصة المبانى الإسلامية،
فمن خلال هذا المقال سوف نذهب فى جولة إلى بعض مساجد القاهرة، لنتعرف عليها بمناسبة قرب شهر رمضان.
جامع محمد على باشا بالقلعة
صاحبه: محمد على باشا، الذي تولى حكم مصر ما بين 1805- 1848م.
تاريخه: تم بناءه ما بين 1830 – 1484م.
وصفه: الجامع اقرب للطراز العثماني، فهو أشبه لمسجد “آيا صوفيا” فى تركيا،
ولقد شيد الجامع على مساحة مستطيلة أعلى قلعة صلاح الدين، والجامع ينقسم إلى قسمين: القسم الغربي
“الصحن المكشوف وتتوسطه ميضأة”، القسم الشرقى”بيت الصلاة وفيه المحراب..
وعلى يساره منبارين أولهما كبير_الأصلي_صنع من الخشب ومحلى بزخارف نباتية يغلب عليها طرازي الباروك والروكوكو،
ويعد من أعلى المنابر فى مصر، أما المنبر الآخر مصنوع من الألبستر.
وتتوسط بيت الصلاة قبة كبيرة قطرها 21 مترا، وأرتفاعها 52 مترا عن أرضية الجامع،
أما عن جدار المسجد من الداخل والخارج فهى مكسو بالألبستر.
ويوجد أعلى الرواق الغربي للصحن المكشوف برج نحاس بداخلة ساعة دقاقة أهداه “لوويس فيليب” ملك فرنسا إلى”محمد علي” والى مصر.
أما عن مئذنتان الرشيقتان الأسطوانيتان، فارتفاعها 84 متراً عن الأرض، وتوجد فى الجانب الغربي للجامع.
مسجد السلطان فرج بن برقوق
صاحبه: الناصر فرج بن برقوق، من المماليك الجراكسة، تولى حكم مصر مابين 1399 – 1412م.
تاريخه: تم بناءه ما بين 1398 – 1410م.
وصفه: البناء يجمع ما بين مسجد متسع، وخانقاه للصووفيين، وضريحين، وسبيلين يعلوهما كتاب.
أما عن المسجد، فهو عبارة عن صحن مكشوف تحيط به أربعة إيوانات، أكبرها إيوان القبلة والإيوان المقابل له،
ويوجد في إيوان القبلة منبراً حجرياً، محفور فيه نقوش بديعة.
أما مئذنتي المسجد، فتوجد بالجهة الغربية وهما متمائلتان، ويوجد فى الجهة الشرقية قبتين كبيرتين متماثلتين،
يزينهما خطوط بارزة محفوورة فى االحجر على شكل”7″ و”8″ مكررين.
مسجد أحمد بن طولون
صاحبه: أحمد بن طولون، بانى مدينة القطائع فى مصر، تولى الحكم ما بين 868 – 884م.
تاريخه: تم بناءه ما بين 876 – 879م.
وصفه: عبارة عن صحن مكشوف تتوسطه ميضأة، وتحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة، مربع الشكل،
طول كل ضلع فيه 162 مترا، ويمتاز بمئذنته التى يظهر فيها التأثر بمئذنة جامع المتوكل الملوية فى سامراء،
ومبنية من الحجر، فهى مربعة من أسفل ثم أسطوانية وأرتفاعها عن سطح الأرض 40 مترا تقريبا.
جامع السلطان حسن
صاحبه: حسن بن محمد بن قلاوون، من المماليك، وقد حكم مصر عام 1347م، ثم اعتقل 1351م،
ثم تولى الحكم مرة أخرى وظل فيها حتى مماته فى الفترة 1354 -1361م.
تاريخه: تم بناءه ما بين 1356 – 1363م.
وصفه: يعد من أضخم المبانى الإسلامية، فيتألف من صحن أوسط مكشوف تحيط بع أربعة إيوانات،
أهمها إيوان القبلة حيث يحوى المحراب ومنبرا رخاميا أبيض اللون، بالإضافة إلى كتابة سورة الفتح بالخط الكوفى أعلى المنبر والمحراب.
أما عن مآذنه فلم يبقى منهم سوى مئذنتين أقدمهما المئذنة القبلية، ويبلغ ارتفاعها عن صحن الجامع 81.6 مترا.
مسجد السلطان قلاوون
صاحبه: سيف الدين قلاوون الألفي، من المماليك البحرية، تولى حكم مصر ما بين 1279 – 1290م.
تاريخه: تم بناءه ما بين 1284 – 1285م.
وصفه:خطط المسجد على نظام المدارس، حيث للمسجد أربعة إيوانات تطل على صحن مكشوف،
وبجوار المحراب منبر خشبى بسيط اهداء من الأمير أزبك بن ططخ،
وتمتاز واجهته المطلة على شارع المعز بكتابة الآيات القرآنية، وملحق بالمسجد مارستان”مستشفى”.
مسجد المؤيد شيخ
صاحبه: المؤيد أبو النصر شيخ المحمودي، من المماليك الجراكسة، تولى حكم مصر ما بين 1412 – 1421م.
تاريخه: تم بناءه ما بين 1415 – 1421م.
وصفه: تعود قصة بناء المسجد إلى فتنة حدثت أدت بالمؤيد أن يلقى فى السجن،
فنذر إن أخرجه الله من سجنه_سجن خزانة شمائل_ويسر له حكم مصر أن يهدم السجن ويبنى مكانه مسجداً،
وقد يسره الله له، فبنى المسجد ملاصق لسور القاهرة.
فالمسجد له صحن تحيط به أربعة إيوانات، ويوجد المحراب المكسو بالرخام فى الجدار الشرقى،
وبجواره منبرا كبيرا مطعم بالصدف، ويغطى هذا الرواق سقف خشبى تزينه زخارف نباتية،
أسفلها طراز مكتوب فيه آيات قرآنية بخط الثلث المملوكى،
وتوجد أعلى شبايبك المسجد الرئيسية شبابيك صغيرة مصنوعة من الجبس الأبيض وبها زجاج معشق بالألوان.
أما المئذنتان الضخمتان، الشاهقتان، فهما أعلى برجي باب زويلة.