ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: بابك الخرمي – رائد الإباحية الإثنين 29 يوليو 2013, 2:55 am | |
|
بابك الخرمي – رائد الإباحية
الزمان/ 13 ربيع ثان – 223هـ المكان/ سامرا - العراق الموضوع /القضاء على فتنة بابك الخرمي الإباحي بقتله وصلبه بمدينة سامرا. مزدك الإباحي تتصف البلاد الفارسية من قديم الزمان بكثرة المذاهب والاعتقادات الدينية سواءاً في ذلك ما كان قبل البعثة المحمدية أو بعدها وكان أهل فارس من قديم الأزل يميلون لتقديس الأشخاص وتأليههم والاعتقاد في قادتهم وملوكهم , ومن أشهر تلك المذاهب والفرق التي وجدت أرضية خصبة في البلاد الفارسية هو المذهب الإباحي الذي يقوم على إباحة كل المحرمات وشيوع الأموال والأعراض بين الناس دون ضابط ويعتبر مؤسس هذا المذهب هو 'مزدك' الفارسي والذي ظهر مذهبه وانتشر في عهد 'كسرى قباذ' الفارسي حتى أصبح المذهب الرسمي للدولة الساسانية خلفاً لمذهب زرادشت الفلسفي والذي كان يحكم الفرس من قبل ذلك ولكن مذهب مزدك الإباحي سرعان ما تم القضاء عليه عندما تولى أمر فارس 'أنوشروان بن قباذ' فقضى على مزدك وأتباعه وأعاد مذهب زرادشت للحكم. بابك الخرمي هكذا كان حال الإباحيين الأولين أما الصنف الثاني منهم فقد ظهر في أيام الإسلام وبالتحديد سنة 201هـ في خلافةالمأمون العباسي وذلك على يد رجل اسمه 'بابك الخرمي' وقصة ظهور هذا الرجل كالآتي : فقد نشأ بابك بن بهرام بقرية اسمها 'بلال أباد' في أذربيجان وكان ذا همة ونشاط وتأثير على الجماهير فتوسم فيه رئيس الإباحيين في منطقة جبال البذ 'على حدود أذربيجان وإيران' القدرة على خلافته فأوصى له بالأمر من بعده فما تولى بابك الأمر أحدث في مذهب الإباحية أموراً لم تكن موجودة من قبل بل تمثل إنقلاباً على مذهب الإباحية فأحدث الحركة والدعوة للمذهب والقتل والحرب والاغتصاب والمثلة والتوسع. البابكية البابكية ينسبون أصل دينهم إلى أمير كان قبل الإسلام اسمه شروين ويزعمون أن أباه كان من الزنج وأمه من بنات ملوك الفرس ويزعمون أن شروين هذا أفضل من كل الأنبياء وقد بنوا في مدينتهم مساجد للمسلمين يؤذن فيها المسلمون وهم يعلمون أولادهم القرآن ولكنهم لا يصلون ولا يصومون في شهر رمضان ولا يرون جهاد الكفرة. فتنة بابك الخرمي بدأ بابك الخرمي في التحرك والحركة ابتداءاً من سنة 201هـ عندما أخذ في السلب والنهب وإضافة السبل فالتفت له الخليفة المأمون بعد ما فرغ من أمر الخلف مع أخيه الأمين وما تلي ذلك من الخلافات بسبب بيعة الرضا من آل محمد فأرسل له المأمون القائد بالجيوش تلو الآخر وهم لا يقدرون عليه لمكانه الحصين في جبال البذ، واستفحل أمر بابك جداً ودخل في مذهبه الكثير من أهل الجبال من همذان وأصبهان وماسبذان لذلك كان من وصية المأمون لأخيه المعتصم حين أدركته المنية والخرمية يعني الإباحية فأغزهم ذا جزامة وصرامة وجل وأكنفه بالأموال والسلاح والجنود والفرسان والرجالة. لما تولى المعتصم الخلافة جعل أكبر همه أن يقضي على فتنة بابك حتى لا تمتد في بلاد ما وراء النهر وسائر البلاد الفارسية فعين المعتصم قائداً عاماً للجيوش المحاربة 'الأفشين' واسمه حيدر بن كابوس وأصله فارسي واستطاع الأفشين أن يوق ببابك أول هزيمة له سنة 220هـ وأفلت بابك في نفر قليل من أصحابه ودخل مدينته البذ وتحصن بها وقتل من قواده وجنوده الكثير فكان ذلك فاتحة خير وتغير في مسار الأحداث لصالح المسلمين . أرسل المعتصم قادة آخرين لمساندة الأفشين في حربه ضد بابك فأرسل بغا الكبير وجعفر الخياط في جيوش كثيرة وأموال جزيلة ولكن حصانة مدينة بابك وسوء الأحوال الجوية حالت دون الهجوم الشامل عليه ,و استطاع بابك الانتصار على جيوش بغا الكبير لتسرعه وإقدامه في القتال دون خطة مدروسة, استخدم الأفشين ذكاءه في التعامل مع بابك الذي كان يكثر من استخدام الجواسيس الذين ينقلون الأخبار له أولاً بأول فاستطاع الأفشين أن يأسر بعض هؤلاء الجواسيس ثم يغريهم بالعمل لصالحه فكسب بذلك أرضاً من بابك. حدث تطور في سير القتال عندما قضى الأفشين على أقوى قادة بابك واستولى على مدينته وأصبحت الجيوش كلها تحاصر مدينة بابك من كل مكان واستخدم الأفشين المطاولة الشديدة مع بابك حتى أصاب كلا الفريقين الضجر والملل من طول فترة القتال حتى أجبرت فرقة المتطوعين الذين خرجوا حسبة لله في القتال مطلباً للشهادة الأفشين على الهجوم الشامل على المدينة وتم فتحها بإذن الله في 20 رمضان سنة 222هـ ولكن بابك استطاع أن يفر بأمواله ونسائه وعياله إلى منطقة أرمينية فكتب إليه الأفشين بالأمان ليأتي ولكنه يرفض ذلك، وواصل بابك هروبه في غابات أرمينية من غابة لأخرى، وجنود الأفشين تطارده من مكان لآخر حتى يبقى بابك بمفرده مع بعض خواصه بعد أن تم أسر باقي من معه. القضاء على بابك الخرمي استطاع أحد الرجال واسمه سهل بن سنباط أن يحتال على بابك ويخدعه حتى يأمن بابك جانبه ثم يرسل ابن سنباط للأفشين فتأتي الجنود ويتم أسر بابك. ويحمل إلى المعتصم في مدينة سامرا، وتم تشهيره في المدينة بإركابه على فيل ضخم القوائم وجمع الناس لرؤيته ثم أدخل دار المعتصم وأمر المعتصم سياف بابك نفسه بقطع أيدي وأرجل بابك ثم ذبحه ثم شق بطنه وقطع رأسه وتعليقها في خراسان وصلب جسده في سامرا. وهكذا انتهت فتنة بابك الخرمي التي استمرت اثنين وعشرين عاماً قتل فيها 255000 مسلم، وقد حرر الأفشين من أسره من المسلمات 7600 مسلمة، وقد أنفق في قتاله ما يوازي عشرة مليون درهم كل سنة.
|
|