ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: حروب الردة .. الثلاثاء 30 يوليو 2013, 3:24 am | |
|
[rtl]حروب الردة .. القرار المكلف[/rtl]
[rtl] بعد أن تولى أبو بكر الصديق مسؤولية الخلافة، كانت العديد من التحديات تطل برأسها أمام المجتمع الإسلامي، ولكن أحد هذه الأولويات لم يكن في الوارد التأجيل، أو التهاون، وهو تحديدا حركة الردة التي بدأت تظهر بين القبائل العربية، وخاصة في الأطراف البعيدة عن محور المدينة المنورة ومكة المكرمة، وكانت الدوافع الأساسية وراء هذه الحركة تنحصر في عدة عوامل، من أهمها، البعد القبلي، حيث كانت النظرة إلى أن وجود النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم، هي الأمر الجوهري في الدين، وبرحيله، تعود المسألة إلى بعد قبلي، تنطحت له العديد من القبائل، وثانيا، كانت رغبة القبائل في التملص من دفع الواجبات المالية التي تؤدى إلى بيت مال المسلمين، ومنها يتم الإنفاق على المحتاجين والمساكين، في اتجاه تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة، ولم تكن القبائل العربية، وزعمائها الذين يحتكرون ثرواتها، مستعدين للاستمرار في هذه المسيرة التي كانت ستؤدي في النهاية إلى إعادة الدوائر إلى سيرتها الأولى، حيث الارستقراطيات القبلية تحوز كل شيء، وكان قطع الواجبات المالية تجاه المجتمع الإسلامي، التكافلي والتضامني بطبعه، سيؤدي إلى إضعاف المجتمع ككل، وتراجعه، ولذلك كان يجب العمل على اتخاذ اجراء سريع وحاسم تجاه هذه القبائل التي انتحت تجاه الردة، على الرغم من وجود خلاف بين الصف الأول من الصحابة، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يرى أن حربا ضد القبائل التي منعت الزكاة والحقوق المالية، أمرا غير جائز، ذلك أنها لم تجاهر بالخروج عن الإسلام، مثل غيرها من القبائل التي اتبعت مدعي النبوة مثل مسيلمة، والأسود العنسي، ولكن رؤية أبي بكر كانت تتطلع إلى ضرورة إبقاء هذه القبائل عند معاهداتها والتزاماتها التي عقدت مع النبي، صل الله عليه وسلم، لأن التراخي في بعض الحقوق، يمكن أن يشجع هذه القبائل على التمادي، ويثير قبائل أخرى في وقت قريب لتتبنى مواقف مشابهة. اتخذ القرار بخوض حروب الردة، وهو القرار المكلف معنويا وماديا، خاصة أنه أتى بعد وفاة النبي الكريم، وكان على رأس الجيوش الإسلامية في حروب الردة بعض الصحابة الذين كانوا في أزمنة سابقة ممن ناصبوا الإسلام العداء والخصومة، وفي مقدمتهم، عكرمة بن أبي جهل، وخالد بن الوليد، وتمثلت صعوبة حروب الردة أن المسلمين اضطروا إلى خوضها في مجاهل بعيدة بالجزيرة العربية، مثل أطراف الربع الخالي، ونجد وحضرموت واليمن وعمان ، وهي مناطق تتصف بصعوبة واقعها البيئي والجغرافي، بما يمثل استنزافا لمحاولة خوض حروب كبيرة ضد قبائل متفرقة في أمكنتها، ومتشابكة في علاقاتها، ولكن إصرار المسلمين على إثبات جدارتهم بأن يكونوا بالفعل ورثة للدين الإسلامي الذي أخذوه عن النبي، صلى الله عليه وسلم، إلا أن الله عزوجل، وضع للمسلمين الذين خسروا الكثير من مقاتليهم في حروب الردة، ما يمكن أن يجنوه إلى مصلحتهم، بعد ذلك بسنوات قليلة، فمن ناحية كانت الرسالة وصلت إلى القبائل العربية بأن الإسلام دين وجد ليبقى في كل مكان وزمان، وأنه ليس مرتبطا بشخصية النبي، صل الله عليه وسلم، والذي تصوره بعض صغار العقول مجرد زعيم قبلي أو ملك على العرب، كما أنهم اكتسبوا خبرات قتالية واسعة مكنتهم لاحقا من مواجهة جيوش الفرس والروم، بمبادئ قتالية لم تكن معروفة لدى هذه الإمبراطوريات التي اعتمدت فقط على منطق القوة، دون أن ترفده بالعقيدة العسكرية القائمة على الايمان بمبادئ العدالة والمساواة، وفكرة المشروعية، فكانت هذه الجيوش الإمبراطورية مثقلة بتراثها من الظلم والاستبداد بينما الجيوش الإسلامية تتحرك بخفة وسرعة مفعمة بحماسها وشجاعة مقاتليها التي وصلت إلى ذروتها في حروب الردة التي كانت اختبارا حقيقيا للمسلمين وثباتهم العقائدي والديني. [/rtl] |
|