ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: تعريف التخطيط الاستراتيجي وأهميته في مجال التعليم وعلاقته باحتياجات السوق الجمعة 21 ديسمبر 2018, 4:59 am | |
| تعريف التخطيط الاستراتيجي وأهميته في مجال التعليم وعلاقته باحتياجات السوقلا يمكن لأي مجتمع يسعى نحو التطور والتقدم أن ينجح دون أن يخطط لذلك بشكل جيد وواضح ودقيق ضمن رؤية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى.الموضوع التالي يتناول التخطيط الاستراتيجي للكاتب والمفكر زيد ابو زيد والذي يتناول فيه أهمية التخطيط بشكل عام والتخطيط الاستراتيجي بشكل خاص، كما يتناول العلاقة ما بين التخطيط الاستراتيجي والتعلم واحتياجات السوق.يقول الكاتب زيد ابو زيد في مقالة المعنون ( التخطيط الاستراتيجي بين التعلم واحتياجات السوق ) ، إن التخطيط بمعناه العادي سمة من سمات الحياة المعاصرة , فكل أمة تبحث عن النجاح، عليها التخطيط والعمل والمثابرة للوصول للهدف المنشود , وليس فقط في الجانب النظري بل الجانب العملي الميداني التطبيقي.وهنا فالجمع بين الفكر العلمي للمستقبل واستشرافه والتخطيط المنظم المستمر الهادف للعمل , سواء عمل فردي أم جماعي , لمؤسسة أم حكومة متلازمتان لا بد منهما. ولا يمكن العمل والتعلم إلا َبتخطيط منظم ، حتى في أبسط الأشياء والأعمال ، ومن لا يخطط لحياته أو مستقبله لا يمكن أن ينجح في شيء ، والتخطيط الجاد لا يتم بدون إتقان العمل والاستمرارية والوصول للتكامل والتنمية الشاملة ،الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية على حدٍ سواء . إن التخطيط التعليمي هدف رئيس ، وغاية سامية للرقي ، والاستثمار في الموارد البشرية ،والموارد الطبيعية والتقدم , والتركيزعلى الجانب النوعي ، هو الأهم دائما , لا الكمي فقط ،وهذا الذي أدى إلى فشل التخطيط السابق للدول لأن العالم يسير بسرعة كبيرة والمتغيرات بأنواعها كثيرة ، ومن لا يخطط ويتخذ القرار في الوقت المناسب لا يستطيع مجاراة غيره من الأمم .إن قصور التخطيط السابق ،أعجز القادة , ومتخذي القرار عن إيجاد مدخلات لقياس الأداء في النظم التعليمية وأدى إلى فشلهم في تحقيق ما يصبون إليه فتعدد المداخل وإختلافها لم يسعف صانعي القرار عن إيجاد صياغة واحدة شاملة ناجحة للتخطيط على مر الزمن . فقد ظهرت النماذج والنظريات والأنماط المتعاقبة في الإدارة والإدارة التعليمية ولكلٍ اسلوبه وأهدافه وحاجاته وعناصره , لكن يبقى هدف واحد وهو الوصول للغاية الأسمى للرقي والارتقاء بالعمل وعندها لايهم المكان أو الزمان بل الانتاج والكفايات والفعالية والتغيير نحو الأفضل لأن المنافسة شديدة والبقاء فقط للأقوى والذي يخطط لمستقبله جيداً ويتنبأ لغده وينوع خياراته وأهدافه وسياساته الشاملة للنجاح . ظهور التخطيط الاستراتيجي : إن ما سبق التخطيط الاستراتيجي من صيغ وأنماط مختلفة ولَد دافعاً لجهات التخطيط في كل مكان للبحث عن شيء ونمط جديد يتعمق في النظام ويظهر قيمه الجوهرية و يكون لديه القدرة على الاستمرارية وعلى فهمالقوى المحيطة في بيئة النظام ، ولا شك في أن التخطيط الاستراتيجي كان الأهم في إطار التخطيط للمستقبل. وكان أول من بحث فيه هو الإداري ( شاندلر ) في كتاباته في أحد الميادين التطبيقية لعلم الإدارة وهو مجال إدارة الأعمال وقد أشار إليه بأنه ” تحديد الأهداف الأساسية بعيدة المدى وتكييف الأداء وتوزيع المصادر أو الموارد لتحقيق هذه الأهداف “. كما وأن (أنسوف ) وضح أن التخطيط الاستراتيجي يتضمن أربعة عناصر رئيسة هي : • حدود الإنتاج والسوق. • القوى المحركة للنمو. • معدل المنافسة. • التعاون.لقد تعثرت الجهود المبذولة لتطبيق النماذج الخطية للتخطيط التربوي في إحداث التغيرات الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع وخاصة النظم التعليمية العربية , والتي تركز على التخطيط الكمي دون الفكر الاستراتيجي بتقنياتهالمتقدمة والتخطيطية منها وذلك لتحقيق أهداف التنمية التربوية , ووصل الفكر بالعمل , وإزالة الفجوة بين التعليم والمجتمع .تعريف التخطيط الاستراتيجييعرف مكوين التخطيط الاستراتيجي بأنه عميلة تخطيط منطقية تمتاز بتأثيراتها السيكولوجية الفعالة في التأثير على الأفراد داخل تنظيم معين ، من خلال مجموعة من الخطوات المنطقية العقلانية التي تستهدف الارتقاء بهذاالنظام ، وبالتالي يهتم بالمتغيرات والعوامل الاقتصادية والسكانية والتنظيمية.الأهداف التي يسعى التخطيط الاستراتيجي إلى تحقيقها 1. الأهداف التي يسعى التخطيط الاستراتيجي إلى تحقيقها حسب رأي ستينر : 2. تغيير اتجاه المنظمة التعليمية. 3. الإسراع بالنمو وتعظيم الفائدة. 4. تركيز المصادر أو الموارد على الأشياء الهامة. 5. تطوير التنسيق الداخلي بين الأنشطة. 6. تطوير عملية الاتصال. 7. تدريب الرؤساء. 8. تنحية ذوي الأداء المتدني. 9. وضع القضايا الاستراتيجية في بؤرة اهتمام الإدارة العليا. 10. خلق قاعدة بيانات دقيقة أمام المسئولين والمخططين.مشكلات التخطيط الاستراتجي وضح كل من بين و كيه BEN & KAHهذه المشاكل على النحو التالي: • مشكلات تختص بالأهداف ، أي عدم وضوح الأهداف أمام القائمين على التخطيط. • مشكلة المشاركة ، إذ أن اقتناع أفراد المنظومة التعليمية بأهمية التخطيط يعتبر أمرا هاما لإنجاحها ودعم الخطة . • مشكلة البيانات التي تتمثل في عدم الفهم الكامل لعملية التخطيط الاستراتيجي ، وعدم الحصول على البيانات الدقيقة وعدم التمكن من تقديم وصف كامل ودقيق للمنفذين للخطط . • مشكلة الاعتماد المتبادل ، أي أن قدرة المنظمة التعليمية على التخطيط تتوقف بدرجة كبيرة على الاعتماد المتبادل بين التنظيمات الفرعية المكونة لها . • مشكلات تتعلق بالمصادر ، عدم توافر المصادر أو الموارد المخصصة لعملية التخطيط. الفرق بين الكفاية والفعالية للنظم التعليمية :- الكفاية :- يقال كفاه الشيء أي سد حاجته وغناه عن غيره , هي القدرة على تحقيق التنمية المقصودة طبقاً لمعايير محددة مسبقاً وتزداد الكفاية كلما أمكن تحقيق النتيجة كاملة , وهي القدرة على الأداء , وهيمعدل التكلفة إلى المنفعة الناتجة عن تحقيق الأهداف , وهي نسبة المخرجات الفعلية للنظام إلى مدخلاته الفعلية , وهي تختص بالإجابة عن السؤال ؟ كيف نعمل ؟ وكيف ننفذ البديل بأقصر وقت وأقل جهد , وهيقياس كمية الموارد المستخدمة لإنتاج وحدة مخرجات .إذاً الكفاية هي (في المجال التعليمي ) :- قدرة النظام التعليمي على تحقيق الأهداف المنشودة منه , وتقسم إلى ” كفاية داخلية , وكفاية خارجية ” .1 . الكفاءة :- المماثلة في القوة البشرية والشرف والزواج , وهي ليست الكفاية . 2. الفعاليَة :- هي تحقيق الأهداف العملية أو الواقعية وهي درجة تحقيق المؤسسةلأهدافها , وهي درجة تناسب المخرجات الفعلية للنظام مع مخرجاته المخططة , وهي تختص بالإجابة عن السؤال : ماذا نريد أن نحقق ؟ والتعرف على البدائل العديدة لتحقيق ما نريد واختيار البديل الذي يوصلللهدف . أنواع الكفايات:- أولاً :- الكفاية الداخلية / هي العلاقة بين مدخلات ومخرجات النظام أي معدل المدخلات بالنسبة للمخرجات ( المدخلات هي العمليات والأنشطة الداخلية كي يحقق أهدافه ) .والكفاية الداخلية قسمان :- 1-الكفاية الداخلية الكيفية :- هي قدرة النظام التعليمي على تحديد أهداف تربوية لمدخلاته والاستثمار الاقتصادي للموارد البشرية ودور محدد للبرامج الدراسية في رفع الكفاية للتعليم .2- الكفاية الداخلية الكميَة :- قدرة النظام التعليمي على استيعاب المتقدمين إليه وتخريج أكبر عدد ممكن من الطلاب المقبوليين وتقليل حجم الإهدار إلى أقل مستوى دون التأثير على النوعية.ثانياً :- الكفاية الخارجية / مدى مساهمة مخرجات النظام التعليمي في الحياة العامة والتنمية في المجتمع الذي يقع فيه النظام التعليمي , ومدى انطباق كميات تلك المخرجات ومواصفاتها على متطلبات التنميةالاقتصادية والاجتماعية .وهي نوعان :- 1- الكفاية الخارجية الكيفية :- تعني قياس مخرجات النظام التعليمي من حيث مدى تحقيقها لأهداف المجتمع .2- الكفاية الخارجية الكميَة :- قدرة النظام التعليمي على تخريج الكم الذي يتناسب مع احتياجات سوق العمل الفعلية . القسم الثاني :- التخطيط الاستراتيجي وتطبيقاته في المجال التعليمي ينطلق من علم الإدارة التعليمية (علم اجتماعي ) ويتصف بعدم التحديد والانضباط وتتعدد التعريفات حوله . 1- في مجال الإدارة / (حسب ستينر) له (4) مرتكزات :- أ:- مستقبلية القرارات الآلية / تحديد مواطن القوة والضعف التي ينطوي عليها المستقبل وايجاد أسس تسير عليها المؤسسات لتحاشي المخاطر . ب:- التخطيط كعملية / عبارة عن عملية تبدأ بصياغة الأهداف فالاستراتيجيات ثم الخطط التفصيلية والاجرائية ثم التطبيق نحو الهدف ومستمرة . ج:- التخطيط كفلسفة / يمثل اتجاه وأسلوب حياة ويركز على الأداء والأساس للتنبؤ والدراسة للمستقبل . د:- التخطيط كبناء / يسعى لمحاولة الربط بين (4) مكونات هي / الخطط الاستراتيجية , البرامج متوسطة المدى , الميزانيات قصيرة المدى , والخطط الإجرائية والتكامل للوصول لقرارات .2- في الإدارة التعليمية / 1-(حسب بترسن) التخطيط الاستراتيجي :- المستهدف منه هو تعزيز عملية التكيف والانسجام بين المؤسسة التعليمية والبيئة التي تتميز بطابع التغير , من خلال تطوير نموذج قابل للتعديل يمكن تطبيقه بغية تحقيق مستقبل المنظمة التعليمية ووضع استراتيجياتلتسهيل التكيف والانسجام .2- حسب كوتلر ومورفي :- التخطيط الاستراتيجي التعليمي هو عملية لتطوير وإصلاح الملائمة أو التوافق الاستراتيجي ما بين المنظمة التعليمية وفرص السوق المتغيرة . ويستهدف تطوير أداء المنظمة لتحقيق مسيرتها.3- روان جوف / عرَف التخطيط التعليمي / هو عملية قوامها الملاءمة بين نتائج تقييم البيئة الخارجية للمؤسسة وبين موارد البيئة الداخلية , والقدرة والسيطرة على نقاط الضعف .4- جورج كيلر / ميز (6) مظاهر للتخطيط الاستراتيجي التعليمي هي : 1- صنع القرار الاستراتيجي يعني القدرة على بقاء المنظمة التعليمية وقادتها في حالة نشاط دائم في مواقعهم . 2- التخطيط الاستراتيجي يرمي إلى مزيد من التطور والتقدم , 3- التنافسية لاستراتيجية التخطيط والتأثر بظروف السوق . 4- لا يركز التخطيط اهتمامه على الخطط الموثقة والتحليل والتنبؤ بل على صنع القرار . 5- تمثل عملية صنع القرار على التحليل المنطقي والاقتصادي والتعاون والمشاركة. 6- التخطيط الاستراتيجي يضع مستقبل المنظمة التعليمية فوق أي اعتبار . أهداف التخطيط الاستراتيجي / حسب ستينر 1- تغير اتجاه المنظمة التعليمية . 2- الإسراع بالنمو وتعظيم الفائدة . 3- تركيز المصادر أو الموارد على الأشياء المهمة . 4- تطوير التنسيق الداخلي بين الأنشطة . 5- تطوير عملية الإتصال . 6- الرقابة على العمليات الجارية . 7- الإهتمام بالممارسات المستمرة . 8- تدريب الرؤساء . 9- تنحية ذوي الأداء المتدني . 10- وضع القضايا الاستراتيجية في الأولوية القصوى . 11- توليد الشعور بالأمن بين الرؤساء يكون نابعاً عن فهم أفضل للبيئة المتغيرة والتكيف معها. 12- خلق قاعدة بيانات دقيقة لترشيد المسؤولين عند صنع القرار . 13- توفير إطار مرجعي للميزانيات والخطط الاجرائية قصيرة المدى . 14- توفير تحليلات موقفية للمخاطر لبيان إمكانية المنظمة وجوانب القوة والضعف . 15- تصميم خريطة لاتجاه المنظمة وآلية تحقيق ذلك . 16- مراجعة وفحص الأنشطة الحالية للتكيف والتعديل وبعد التغيير . 17- توجيه الإنتباه إلى التغييرات البيئية بغية التكيف معها بصورة أفضل . 18- التعرف على طريقة سير المنظمة البطيئة . مميزات التخطيط الاستراتيجي عن غيره من أنواع التخطيط الأخرى يختلف التخطيط الاستراتيجي عن غيره من التخطيط ، وقد يعتقد البعض أن التخطيط الاستراتيجي يشبه التخطيط طويل المدى ، لكن هناك اختلاف هيكلي بينهما ، فالتخطيط طويل المدى يبدأ عادة بافتراض أن التنظيم سيظلثابتا بصورة نسبيةالجدول التالي يوضح مقارنة بين التخطيط الاستراتيجي والتخطيط طويل المدىوبشكل عام يفرق زيرمان بين التخطيط الاستراتيجي والتخطيط طويل المدى كما يليالتخطيط طويل المدى يتبع في الأوضاع الراهنة للتنبؤ بالمستقبل. التخطيط الاستراتيجي يرجع إلى الخلف كي يحدد ما تفضل المنظمة التعليمية أن تصل إليه في المستقبل ، اعتمادا على فهم البيئة الخارجية وقوى وحدود الإمكانات الداخلية.التخطيط طويل المدى يبنى على الظروف الداخلية للنظام . التخطيط الاستراتيجي يشتمل على تلك التغيرات الحادثة في البيئة ، ولا يفترض وجود حالة ثابته للنمو.بعض نماذج التخطيط الاستراتيجي • نموذج ستينر Steiner Model • نموذج مكوين Mccune Model • نموذج كامل غرابأسس التخطيط الاستراتيجي حسب مكوين أولا : التخطيط من اجل التخطيط ثمة أنشطة هامة يجب القيام بها كالمسح البيئي ، أي جمع وتحليل البيانات والمشاركة والمشورة وإعلام المجتمع ، ويمكن تقسيم المسح البيئي إلى نوعين : المسح البيئي الخارجي ويشمل • البيئة السكانية. • البيئة الاقتصادية. • البيئة السياسية. • البيئة الاجتماعية. • البيئة التعليمية. • البيئة التقنية.المسح البيئي الداخلي ، أي النظر العميق لنقاط القوة ونقاط الضعف والفجوات والقضايا التي تواجه الإدارة التعليمية .ثانيا : وضع الخطة الاستراتيجية الاستعانة بمجموعة من كبار الإداريين وأعضاء من المجتمع وأعضاء من الهيئة التعليمية من ذوي المعرفة الواسعة ومراجعة كل البيانات السابقة ، ويفضل أن يكون العدد من ( 12 – 18 فردا) ، وهنا يتم التوصل إلى المسودة الأولى. ثالثا : تطوير خطة التنفيذ. رابعا : تنفيذ ومراجعة الخطة. خامسا : تجديد الخطة.مما سبق يتبين مدى أهمية التخطيط الاستراتيجي ، ومن أهم ايجابيات هذا النوع من التخطيط :• يزود التخطيط الاستراتيجي المنظمات التعليمية بالفكر الرئيس لها لتكوين وتقييم الاهداف والخطط والسياسات . • يساعد إدارة التعليم على تحديد القضايا الجوهرية التي تواجهها والتي يجب الاهتمام بها. • يساعد التخطيط الاستراتيجي على توجيه وتكامل الأنشطة الإدارية والتنفيذية. • يسهل عملية مراقبة وتقيم الأداء الوظيفي للمنظمة التعليمية. • يساعد القادة التربويين على صنع قرارات استراتيجية مستقبلية دقيقة وواضحة. • يفيد التخطيط الاستراتيجي في إعداد كوادر للإدارة التعليمية العليا. • يساعد في زيادة قددرة المنظمة على الاتصال بالمجموعات ووضوح الرؤية. • أخيرا فإن التخطيط الاستراتيجي يعتبر احد أدوات التكنولوجيا الإدارية الحديثة ، والتي يتطلب التعامل معها إتقان مهارة التفكير العلمي والتحليل الموضوعي المنظم ، من اجل الوصول إلى قرارات رشيدة , وعلمية غير متحيزة. وإصدار أحكام عقلانية ذات رؤية مستقبيلة ثاقبة. |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: تعريف التخطيط الاستراتيجي وأهميته في مجال التعليم وعلاقته باحتياجات السوق الجمعة 21 ديسمبر 2018, 5:01 am | |
| أنواع التخطيط بوجه عام والتخطيط التربوي بوجه خاصم. أمجد قاسم تعتبر الإدارة السبب الأول للتقدم والتطور في كافة مجالات الحياة ، حيث إنها هي الأداة الفعالة والهامة لتحقيق الأهداف المرسومة لرفعة شأن وتقدم وتطور المجتمعات البشرية على مر التاريخ . إن دراسة تاريخ المجتمعات البشرية ليؤكد وبشكل قاطع على أن التطور والتقدم الذي أحرز في كافة المجالات والميادين ما كان له أن يتحقق إلا بوجود إدارة فاعلة منظمة دقيقة واعية مدركة لأهمية التخطيط والتنظيم واستثمار الوقت والجهد والمال بشكل مناسب وفعال. والعمليات الإدارية Process يطلق عليها الخبراء اسم عموميات الإدارة أو وظائف الإدارة Functions أو مكونات الإدارة ، وهي العناصر الأساسية التي تلجأ كل مؤسسة أو منظومة إلى ممارستها بغض النظر عن طبيعة عملها أو نشاطها . لقد تم تقسيم وظائف الإدارة بشكل عام إلى خمسة عناصر رئيسة هي : [*]التخطيط Planning [*]التنظيم Organizing [*]التوجيه Directing [*]الرقابة Controlling [*]التنسيق Coordinating [list="margin-right: 2.35em; margin-bottom: 25px; margin-left: 0px; padding-right: 0px; padding-left: 0px; border: 0px; outline: 0px; font-size: 18px; vertical-align: baseline; background: rgb(255, 255, 255); list-style-position: outside; list-style-image: initial; color: rgb(5, 5, 5); font-family: times;"] [*] لقد حاول الكثير من المفكرين تكييف مبادئ وأسس علم الإدارة العامة وإدارة الأعمال في مجال التربية ، من اجل الارتقاء بالعملية التعليمية وتنظيمها ، على اعتبار أن وظائف الإدارة بوجه عام متشابهة في الكثير من القطاعات وبيئات العمل المختلفة .إن من احد أهم المفكرين الذين حاولوا تكييف مبادئ وأسس الإدارة العامة بما يخدم الإدارة التربوية ، كان أستاذ الإدارة (( سيزر )) وقد تأثر بآراء من سبقوه من علماء الإدارة الحكومية ( الإدارة العامة ) والإدارة الصناعية والتجارية ( إدارة الأعمال ) بما فيهم (( فردريك تايلور )) و (( فايول )) وغيرهم ( الأغبري ، 2006 ، ص 184 ) .ويمكن القول أن التخطيط في العملية التربوية يعتبر من أحد أهم عناصر الإدارة على الإطلاق ، فإذا كانت الإدارة هي البناء أو الأساس لأي تنمية أو حضارة أو تقدم أو ازدهار في أي بلد ، فإن التخطيط بحق يعتبر إكسير هذا البناء والأساس الحقيقي للنهضة والتقدم ، يقول سيزر في هذا المجال ( التخطيط هو عملية التهيؤ أو الاستعداد لاتخاذ القرار ) (الأغبري ، 2006 ، ص 184 ) .مفهوم التخطيطمن المسلم به أن الإنسان عرف التخطيط ومارسه منذ القدم ، بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، وبشكل إرادي وتلقائي ، فأتخذه كأسلوب فعال لتامين متطلباته المعيشية .والتخطيط في جوهره لا يخرج عن كونه عملية منظمة واعية لاختيار أحسن الحلول الممكنة للوصول إلى أهداف محددة ، يعني ذلك ، هو عملية ترتيب الأولويات في ضوء الإمكانيات المادية والبشرية المتاحة ( حافظ ،2006، ص 15 ).لقد تعددت التعريفات حول التخطيط وتنوعت ، فقد عرف هـ . كونتز H. Koontz التخطيط بأنه ( التقرير المسبق لما يجب عمله ؟ وكيف يتم ؟ ومتى ؟ ومن الذي يقوم به ؟ ) ، ويقول هنري فايول H. Fayol ( إن التخطيط هو في الواقع عملية تنبؤ بما سيكون عليه المستقبل ، مع الاستعداد الكامل لمواجهته ) ( الأغبري ، 2006 ، ص 189 ) .ومن هنا نجد أن التخطيط هو عملية منظمة وواعية لاختيار أفضل الحلول الممكنة للوصول إلى أهداف معينة ، إنها عملية ترتيب الأولويات في ضوء ما يتاح من إمكانيات مادية وبشرية ، وهي عملية مستمرة تؤدي إلى وضع الخطط التي هي عبارة عن برامج مقيدة بمراحل وخطوات وتحديد زماني ومكاني ، أيضا فإن التخطيط هو تطلع واستشراف نظري للمستقبل مبني على دراسة منهجية تعتمد على روح التنبؤ العلمي لتحقيق أهداف معينة خلال مدة زمنية محددة .التخطيط التربوي والتخطيط التعليمي والمدرسيأ- التخطيط التربوييعتبر التفريق بين مفهوم التخطيط التربوي ومفهوم التخطيط التعليمي أمرا هاما ، نظرا لخصوصية كل من المفهومين ، حيث أن تعريفنا للتعليم يكون بأنه العملية المقصودة التي تؤدي بواسطة مؤسسات أنشأت خصيصا لهذا الغرض ، أما عملية التربية فهي أوسع من ذلك وأعظم ، فالتعليم يكون جانبا من جوانب العملية التربوية أو عمقا من أعماقها ( حافظ ، 2006 ، ص 18 )والتربية في الحقيقة لا تهدف إلى إيصال المعارف والعلوم وتنمية القدرات الذهنية فقط ، لكنها تهدف أيضا إلى تنمية الفرد من جميع جوانبه الروحية والخلقية والفكرية و البدنية وإعداده بشكل جيد للتكيف مع محيطه وتمكينه من أن يكون مواطنا صالحا لمجتمعه ووطنه .ولهذا فإننا نجد أن المؤسسات التربوية أوسع وأشمل من المؤسسات التعليمية ، ومن هنا يكون التخطيط التربوي يمثل الإطار العام والشامل للتخطيط التعليمي والمدرسي وبالتالي يهتم بالجانب الكمي أي بأعداد الطلاب والمعلمين والمدارس والمرافق ويهتم أيضا بالجانب النوعي أو الكيفي والذي يشمل جميع جوانب العملية التعليمية من معلمين وإداريين ومناهج وطرق تدريس وغيرها .إن التخطيط التربوي يحقق التوازن بين الكم والنوع مستفيدا من الخبرات التربوية المؤهلة ، ومكرسا لأهداف وسياسة الدولة العليا والتي تنفذ وزارة التربية والتعليم جانبا هاما وحيويا منها.ب- التخطيط التعليميوهي العملية المنتظمة التي تتضمن أساليب البحث الاجتماعي ومبادئ وطرق التربية وعلوم الإدارة والاقتصاد والمالية وغايتها أن يحصل الطالب على تعليم كاف ذي أهداف واضحة وعلى مراحل محددة تحديدا تاما ، وان يمكن كل فرد من الحصول على فرصة ينمي بها قدراته ويسهم في تقدم المجتمع ( حافظ ، 2006 ، ص 20 ) .أيضا فإن التخطيط التعليمي ، عبارة عن عملية مقصودة تهدف إلى استخدام طرق البحث العلمي من أجل تحقيق الأهداف التي سبق تحديدها في ضوء احتياجات المستقبل وإمكانيات الحاضر وبالتالي يكون هذا التخطيط جزء من التخطيط التربوي العام والشامل .ج- التخطيط المدرسيويتم هذا التخطيط في المستوى الإجرائي ، أي جزء من كل منظومة التخطيط التربوي الشاملة، والهدف الرئيس من التخطيط المدرسي ، إنجاح العملية التعليمية داخل المدرسة بما يتماشى مع السياسة التعليمية للدولة وتحقيق أهداف المجتمع والمؤسسة التعليمية (( حافظ ، 2006 ، ص 21 ) .ويمكن توضيح أهداف التخطيط المدرسي في الإجابة على ثلاثة أسئلة رئيسة هي :السؤال الأول : ما واقع المدرسة من حيث الطلاب ، المعلمين ، الإمكانيات ، العاملين ، التجهيزات ………… الخ ؟ .السؤال الثاني : ما هي الأهداف التي تسعى المدرسة لتحقيقها ؟السؤال الثالث : ما هي طرق تحقيق تلك الأهداف في ضوء الواقع والإمكانيات المادية والبشرية المتاحة ( حافظ ، 2006 ، ص 22 ) .أنواع التخطيطتتعدد أنواع التخطيط طبقا لعدد من المؤشرات والمحددات والأهداف التي يسعى لتحقيقها كل من يعمل في حقل التخطيط ،ويمكن توضيح أنواع التخطيط كما أجمعت عليه مجموعة كبيرة من الدراسات في المحاور التالية :أولا : من حيث المستويات العامة Planning Based On General Levelsثانيا : من حيث المستوى التنظيمي Planning Based on Organizational Levelsثالثا : من حيث النظرة الجزئية والشاملة Planning Based On Micro and Macro Perspectiveرابعا : من حيث الأهداف Planning Based On Goalsخامسا : من حيث البيانات Planning Based On Dataسادسا : من حيث الفترة الزمنية Planning Based on Timeسابعا : من حيث فلسفة الدولة Planning Based On Country’s Philosophyكما يمكن توضيح أنواع التخطيط وأقسامها المختلفة في المخطط التاليأولا : التخطيط من حيث المستويات العامة Planning Based On General Levels1- التخطيط العالمي World Planningويتمثل هذا النوع من التخطيط عند وضع خطط تشمل العالم بأسره ، مثل التخطيط لمكافحة التصحر ، والتخطيط لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ، وأيضا خطط منظمة الصحة العالمية لمكافحة بعض الأمراض والأوبئة عالميا أو خطط مكافحة الأمية وإقرار حق التعليم للجميع .2- التخطيط الدولي International Planningوهو التخطيط الذي يقتصر على مجموعة محددة من الدول ترتبط فيما بينها بمصالح سياسية أو اقتصادية أو جغرافية أو ثقافية ، مثل تخطيط المنظمات الدولية كالسوق الأوروبية المشتركة وأوبك ودول التعاون الخليجي وغيرها .3- التخطيط القومي National Planningويهدف هذا النوع من التخطيط إلى رسم الخطط المستقبلية التي تحدد سياسة الدولة في العديد من مناحي الحياة اليومية ، وقد تكون هذه الخطط خماسية أو سباعية أو أكثر من ذلك حسب نوع القطاع الذي تم التخطيط من اجله ، ويشارك في وضع هذه الخطط مختلف أجهزة التخطيط القومي في الدولة .4- التخطيط الإقليمي Regional Planningيهتم هذا النوع من التخطيط بوضع خطط خاصة للمناطق المختلفة والتقسيمات الإدارية في الدولة ( المحافظات ، الولايات ، الأقاليم ) .5- التخطيط المحلي Local Planningيركز على تحقيق أهداف مشروعات محددة على مستوى المجتمعات المحلية والوحدات الإنتاجية ، والهدف منه تطوير هذه القطاعات من خلال الاستخدام الأمثل للموارد لتلبية الاحتياجات المحلية بناءا على ما يتوفر فيها من إمكانيات .6- التخطيط القطاعي Sectional Planningيهتم هذا النوع من التخطيط بتكامل عناصر التنمية في قطاع واحد محدد من القطاعات الاقتصادية أو الاجتماعية كمجال التعليم مثلا ,أو مجال الزراعة , بحيث يتم التخطيط الخاص بكل قطاع وذلك في ضوء أهدافه ومؤشراته وعوا ملة وما هو متاح من إمكانيات على أن يكون ذلك كله في أطار غايات وأهداف المجتمع و ما هو متوفر له من إمكانيات .وذلك مثل قطاع التعليم حيث يشمل التخطيط جميع المراحل و المستويات التعليمية (ابتدائي – إعدادي – ثانوي – عالي وجامعي )وهو القطاع الذي يمثل العامود الفقري لأي تنمية اقتصادية و اجتماعية في الدولة ,باعتبار أن راس المال البشري أهم من أي ثروة أخرى في المجتمع ( حافظ ، 2006 ، ص 26 ) .7- التخطيط المؤسسي Corporate Planningويشمل التخطيط المؤسسي ، التخطيط الخاص بنشاط مشروع في أي منظمة أو مؤسسة تربوية أو غيرها ، حيث يتم تحديد جداول العمل والبرامج الزمنية الخاصة بكل مرحلة من مراحل التنفيذ حتى موعد الانتهاء منه ( الأغبري ، 2006 ، ص 194 ) .ثانيا :التخطيط من حيث المستوى التنظيمي Planning Based on Organizational Levelsتتناسب أهمية التخطيط تناسبا طرديا مع زيادة أهمية مستوى الإدارة ، فالتخطيط الذي يتم على نطاق فردي ، تختلف أهميته عن التخطيط الذي يتم على مستوى الأسرة أو المجموعة ، وبالمثل فإن التخطيط الذي يقوم به مدير المدرسة يختلف في أهميته عن التخطيط الذي تقوم به إدارة التعليم أو وزارة التربية والتعليم بشكل عام ، من هنا يتبين انه يتنوع التخطيط حسب المستوى التنظيمي لأي مؤسسة .ومن أشكال التخطيط التنظيمي :1- التخطيط السياسي Political Planningيركز التخطيط السياسي على ترسيخ الخطوط العريضة للدولة ، فمثلا ، عندما تكون السياسة العامة للدولة تتجه نحو التوسع في التعليم المهني ، فإنه يتم تسخير كافة الإمكانيات من أجل تحقيق هذا الهدف.2- التخطيط الإستراتيجي Strategic Planningيعنى هذا التخطيط بإعداد الخطط الأساسية للمؤسسة ، والتي تتم من قبل الإدارة العليا ، أو على مستوى الوزارة ، مثل وزارة التربية والتعليم أو أي وزارة أخرى ، حيث يتم جمع المعلومات وتحليلها ، ثم اختيار البدائل وتقويمها ، وهذا التخطيط يركز على تحديد الأهداف أكثر مما يركز على وسائل تحقيقها ( الأغبري ، 2006 ن ص 195 ) .3- التخطيط التكتيكي Tactical Planningويركز هذا التخطيط على الوسائل التي يتم من خلالها تنفيذ الخطط الاستراتيجية على مستوى الإدارات الإدارية الوسطى في التنظيم ، وهو أقرب ما يكون لمرحلة التنفيذ ، ومن ثم يتم وضع الخطط التكتيكية لأغراض محددة وفي فترة زمنية قصيرة وفقا للمتغيرات المتاحة أمام الجهة المنفذة لهذه الخطط ( حافظ ، 2006 ، ص 30 ) .4- التخطيط للطوارئ Contingence Planningإن التخطيط للطوارئ يركز على أخذ الإحتياطات اللازمة من أجل مواجهة الطوارئ ، حيث يتم وضع خطط إضافية يتم تنفيذها عند الطوارئ فقط .لقد دعت الحاجة للتخطيط للطوارئ بسبب التغير السريع للبيئة مما يجعل عملية التنبؤ في الكثير من الأحيان أمرا يتسم بعدم الدقة ، لذلك فإن من الأهمية بمكان أن يتم تكييف النظام التعليمي والتربوي بخطط محكمة لمجابهة الأحداث العالمية والسياسية والاقتصادية والطبيعية المفاجئة .ثالثا : التخطيط من حيث النظرة الجزئية والشاملة Planning Based On Micro and Macro Perspectiveيمكن تقسيم هذا النوع من التخطيط إلى نوعين هما :1- التخطيط الشمولي / المكبر Macro Planningيهتم التخطيط الشمولي بتنظيم وإدارة جميع القطاعات في الدولة ويكون ذلك بعد الأحداث الكبرى التي قد تمر بها الدولة كما هو الحال في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية .2- التخطيط الجزئي / المصغر Micro Planningيركز هذا النوع من التخطيط على جانب معين أو جزء محدد أو قطاع من قطاعات الدولة المختلفة ، كقطاع التعليم أو قطاع التدريب أو الصحة .والتخطيط على مستوى المدرسة والذي يهتم فيه بالجانب الإجرائي على مستوى مدارس التعليم يعتبر جزء من التخطيط التعليمي .وهذا النوع من التخطيط يعمل على تحديد الهدف والمطالب المراد تحقيقها على المستوى القطاعي بحيث يكون لكل قطاع أهداف يجب تحقيقها في الإنتاج والدخل والاستثمارات ، وتدخل خطة كل قطاع بصورة متناسقة ضمن إطار الخطة العامة ( حافظ ، 2006 ، ص 32 ) .رابعا : التخطيط من حيث الأهداف Planning Based On Goalsيقسم التخطيط طبقا للهدف إلى الأنواع التالية :1- التخطيط للتطوير :حيث يلجأ مدير المؤسسة إلى تطوير أداء الموظفين في مؤسسته من أجل تحسين أداء المؤسسة بوجه عام وذلك من خلال إعطاء هؤلاء الموظفين دورات تدريبية خاصة أو إعادة هيكلة المؤسسة بشكل كامل ، كما قد يلجأ مدير المدرسة إلى استحداث نظام دروس التقوية للمعلمين في مدرسته لتحسين مستوى بعض الطلبة دراسيا ، والتنسيق لعقد دورات تنشيطية لبعض المدرسين وإيفاد عدد منهم في دورات متخصصة مثل دورة الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب ودورة انتل والحقائب التعليمية.2- التخطيط من أجل أداء أفضليتم مثل هذا التخطيط في أي مؤسسة تجارية أو تربوية تسعى إلى إنشاء قسم إداري جديد أو نشاط جديد يتم لأول مرة ، حيث يعمل مدير المؤسسة على تحقيق الأهداف الموضوعة من خلال توفير كافة الإمكانيات المالية والمادية والبشرية .3- التخطيط لحل المشكلاتيلجأ مدير أي مؤسسة إلى التخطيط بهدف حل المشكلات التي تواجهه سواء على مستوى المؤسسة أو إدارة من الإدارات أو قسم من الأقسام ، وسواء كانت هذه المشكلة على مستوى العمل أم الخدمة ( الأغبري ، 2006 ، ص 197 ).وفي المؤسسة التربوية ، قد يجد مدير المدرسة أن هناك خلل ما في مدرسته التي يديرها ، فيبدأ بجمع المعلومات حول هذه المشكلة وتحليلها والوصول إلى حلول بديلة واتخاذ القرارات المناسبة ، ثم يحول تلك القرارات إلى خطة محددة المعالم من شانها وضح حل لتلك المشكلة.4- التخطيط الروتينيوهذا التخطيط يختص في المشكلات والمعيقات الروتينية واليومية والمتكررة التي تواجه المؤسسة التعليمية ومنها :أ) مشكلات الأداءحيث قد يوجد تراخ من قبل بعض الإدارات أو الأقسام أو الوحدات الإدارية في عملها أو تقصير في تحقيق المهام الموكولة إليها إما من حيث الكم أو الكيف ( الأغبري ، 2006 ، ص 197 ) .ب) مشكلات الممارسة الإداريةمثل تأخر المعلمين في الحضور صباحا أو تقاعسهم في إنجاز بعض المهام المطلوبة منهم ، وهنا يلزم وضع حلول وبحث الأسباب المؤدية إلى تكرار مثل هذه المشاكل .5- التخطيط الهيكلي أو البنائي Structural Planningيطلق عليه أحيانا بالتخطيط التركيبي ، ويقصد به اتخاذ مجموعة من القرارات والإجراءات والسياسات التي تهدف إلى تغيرات عميقة بعيدة المدى في التركيب الاقتصادي والاجتماعي للدولة وإقامة هيكل جديد مغاير للسابق ، بأوضاع ونظم جديدة يسير عليها المجتمع والدولة ( الحاج محمد ، 2000 ، ص 134 ) .فالتخطيط الهيكلي أو التنموي يحدد ويرسم المعالم الجديدة للمجتمع ، ويمكن أن يتم التخطيط الهيكلي على مستوى أية شركة أو مؤسسة أو وزارة من الوزارات ، مثل وزارة التربية والتعليم من حيث إحداث تغيرات أساسية في الهيكل التنظيمي ، واستحداث بعض الإدارات والأقسام التي من شانها تحسين وتطوير مستوى الأداء في قطاع التعليم ، وقد يمتد الأمر إلى المدرسة وخاصة إذا كانت خاصة ، فيوصي مجلس الإدارة بإجراء تغيير جذري في البناء التنظيمي للمدرسة ، فقد يكون تخطيط يركز على التوسع الأفقي ( يهتم بالكم ) أو الرأسي ( يهتم بالكيف ) أو بهما معا من حيث إيجاد نوع من التوازن بين الاثنين (الأغبري ، 2006 ، ص 198 ) .6- التخطيط الوظيفي Functional Planningيطلق عليه اسم التخطيط التأشيري أو التخطيط التوجيهي ويقصد به إعداد الخطط وتنفيذها ضمن الهيكل الاقتصادي والاجتماعي القائم في المجتمع والإبقاء عليه مكتفيا بإحداث التغيير في الوظائف التي يؤديها النظام آخذا بمبدأ التطور البطيء والإصلاح التدريجي ،ويتحدد دور الدولة في التخطيط الوظيفي في تشجيع القطاع الخاص وإزالة المعوقات أو تقديم الحوافز كي تتحقق أهداف التخطيط دون أن يتطلب ذلك تغيير سياسات وإحداث تغيرات جذرية فيه ، وكل ما يستهدفه في الأخير من تحسين أوضاع المجتمع ورفع كفاية الإنتاج ، ومن هنا ينتشر هذا التخطيط في الدول الرأسمالية وفي كثير من دول العالم الثالث ( الحاج محمد ، 2000 ، ص 134 ) .إن التخطيط الوظيفي يعتبر تخطيطا لتطوير أو تعديل أو إصلاح جزء من خطة شاملة ، وخصوصا تطوير الموظفين الذين يعملون بالجزء الذي تم تطويره ، حيث يتم من خلاله التخطيط لتعديل البنية المراد تطويرها ، ومن الأمثلة على هذا ، عندما يتم تطوير المناهج الدراسية ، فيتم عمل خطة لتطوير المعلمين الذين سوف يعملون هذا المنهاج ، ومن الأمثلة أيضا ، عندما الحكومة تغير سياستها وهذه السياسة تحتاج إلى تغيير في الخطة التربوية والتي هي جزء من الخطة الشاملة ، فتطوير أو تعديل الخطة التربوية بالنسبة للخطة الشاملة للحكومة يعد تخطيطا وظيفيا ، فلكل تطوير أو تعديل أو إصلاح ، يكون هناك أسباب ومبررات لهذا النوع من التخطيط ، وهذا بناء على ضوء ما يراه المخطط مناسبا من أهداف منشودة ( نبهان ، 2006 ، ص 88 ) .خامسا : التخطيط من حيث البيانات Planning Based On Dataينقسم التخطيط طبقا لتوافر البيانات وعدم توافرها إلى نوعين هما :1- التخطيط بالبياناتوهذا يتم عند توفر الإحصائيات الدقيقة والصحيحة ، وهو من أكثر الأنواع شيوعا وانتشارا وخاصة في الدول المتقدمة ، أما في الدول النامية فإن تطبيق التخطيط بالبيانات قد يكون متعذرا في بعضها وذلك بسبب عدم توفر بيانات دقيقة في الكثير من قطاعات الدولة .2- التخطيط بدون بياناتيتم التخطيط بدون بيانات في بعض الدول وفي بعض القطاعات والمجالات التي تفتقر إلى بيانات ومعلومات دقيقة ، وهذا النوع سماه ستوبلر Stopler في كتاب ألفه بعد أن أمضى حوالي سنتين في دولة نيجيريا الاتحادية حيث شارك في وضع خطة التنمية فيها ، وقد جاء كتابه كترجمة حقيقية للخبرة التي مر بها ، فوضع خطة دون توافر بيانات وإحصائيات دقيقة يستند إليها ( الأغبري ، 2006 ، ص 200 ) .سادسا : التخطيط من حيث الفترة الزمنية Planning Based on Timeويقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسة هي1- التخطيط قصير المدى Short Rang Planningوهو عبارة عن ترجمة حقيقية لخطط متوسطة المدى تتراوح من سنة فأقل ، ويسمى هذا النوع من التخطيط في بعض الأحيان بالتخطيط التكتيكي ، حيث يكون التخطيط أكثر تفصيلا ، وقد يشمل الأنشطة والفعاليات اليومية ( الأغبري ، 2006 ، ص 200 ) .2- التخطيط متوسط المدى Middle Rang Planningيتطلب التخطيط متوسط المدى فترة زمنية أكثر من سنة وأقل من عشر سنوات ( بعض المراجع تذكر اقل من خمس سنوات ) ، وهذا النوع من التخطيط يشتمل على وضع خطط تفصيلية للتخطيط طويل المدى ،كما هو الحال بالنسبة لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية .3- التخطيط طويل المدى Long Rang Planningوتتراوح آماده بين عشر سنوات وعشرين سنة ، وهو أكثر تعقيدا وأصعب تنفيذا ، غير أن له قيمة في تحقيق الأهداف على المدى الطويل ،ويطلق على هذا النوع ” التخطيط الاستراتيجي ” الذي يتميز بنوعين أحدهما تخطيط استراتيجي دفاعي الغرض منه تحييد أو تكميم بعض المتغيرات التي تؤثر على التنمية ،والثاني تخطيط استراتيجي هجومي الغرض منه التعرف على كافة الفرص المستقبلية التي يمكن استغلالها لأغراض التنمية ،وقد تصل فترة هذا التخطيط إلى آماد بعيدة ربما خمسين عاما أو أكثر من مائة عام وهو لهذا المدى يكون أقرب إلى التصور الذي يأخذ شكل استراتيجية مستقبلية ( الحاج محمد ، 2000 ، ص 139 ) .سابعا : التخطيط من حيث فلسفة الدولة Planning Based On Country’s Philosophyتتبنى كل دولة سياسة تخطيطية خاصة بها ، تتماشى مع أيديولوجيتها الفكرية وسياستها العامة وثوابتها الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والتربوية ، ومن هذه الأنماط التخطيطية المتعارف عليها على المستوى الدولي نذكر :1- التخطيط الإلزامي Imperative Planningهو التخطيط الذي اتبعه الاتحاد السوفيتي ( سابقا ) ،ويعتبر تخطيط شمولي النظرة يأخذ في الاعتبار كافة قطاعات الدولة ( الصناعية ،والزراعية ، والخدمية ) ، ويلتزم كل قطاع بالأهداف المحددة له في الخطة العامة والتي تترجم فلسفة الدولة وتوجهاتها وطموحاتها ، وتكون السيطرة التامة على جميع وسائل الإنتاج ، وقد طبقت هذا النمط كثير من دول المنظومة الاشتراكية ( الأغبري ، 2006 ، ص 201 ) .2- التخطيط الحر Free Market Planningهذا التخطيط يعتمد على عمل دراسات تنبؤية لتوجهات الاقتصاد والتنمية في البلاد مستقبلا ، ويترك المجال مفتوحا أمام كل مؤسسة لحرية الاختيار في تحديد سبل تحقيق التنمية ، وتتزعم هذا النوع من التخطيط الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية وفي مقدمتها بريطانيا .3- التخطيط الموجه Indicative Planningويعتمد هذا النوع من التخطيط على قيام الدول بتحديد الخطوط الرئيسة والأهداف القومية التي تسعى إلى بلوغها تاركة مساحة كبيرة من الحرية للأقاليم والمؤسسات المستقلة ورجال الأعمال ليأخذوا زمام المبادرة نحو تحقيق تلك الأهداف ، وهذا النمط يعتبر حل وسط بين التخطيط الإلزامي والتخطيط الحر ، وقد تم تطبيق هذا النوع من التخطيط في بعض الدول كفرنسا والدول النامية مثل الهند ( حافظ ، 2006 ، ص 37 ) .4- التخطيط الحافزي Incentive Planningيهدف هذا النوع من التخطيط إلى النهوض بالدول النامية التي تعاني من شح الموارد المالية أو انتشار الفساد الإداري فيها بالرغم من توفر الموارد المادية ، ومن هنا فقد تلجأ الدولة إلى خصخصة بعض قطاعات الدولة وإعطاء تسهيلات ضريبية وإمتيازات لمؤسسات القطاع الخاص من أجل دفع عجلة التقدم والتنمية في المجتمع .وقد تختلف وتتفاوت سياسة الدولة في تطيق هذا النمط من التخطيط ، فقد يكون مركزيا أو غير مركزي ، وقد يكون شاملا أو جزئيا ، طويل المدى أو متوسط المدى أو قصير المدى .5- التخطيط الإسلامي Islamic Planningحث الإسلام على ضرورة الأخذ بالتخطيط في كافة شؤون الحياة اليومية وقد شمل التخطيط في الإسلام الكثير من القطاعات من أهمها :
- التخطيط الاقتصادي .
- التخطيط الاجتماعي .
- التخطيط العسكري.
- التخطيط الإداري.
- التخطيط التربوي والتعليمي والتثقيفي.
ومن الضروري أن تكون الخطة مقسمة إلى مراحل وأهداف محددة وموضح بها الأساليب ، وان تراعي مرضاة الله والنهضة بالمجتمع .المراجع
- الأغبري ، عبد الصمد ( 2006 ) . الإدارة المدرسية البعد التخطيطي والتنظيمي المعاصر ، دار النهضة العربية ، بيروت – لبنان .
- الحاج محمد ، أحمد على ( 2000 ) . التخطيط التربوي إطار لمدخل تنموي جديد ، دار المناهج للنشر والتوزيع .
- حافظ ، محمد صبري ( 2006 ) . تخطيط المؤسسات التعليمية ، عالم الكتب ، القاهر – مصر.
- نبهان ، يحيى محمد ( 2007 ) . الإدارة التربوية بين الواقع والنظرية ، دار صفاء للنشر والتوزيع ، عمان – الأردن .
[/list]
عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الجمعة 21 ديسمبر 2018, 5:07 am عدل 2 مرات |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: تعريف التخطيط الاستراتيجي وأهميته في مجال التعليم وعلاقته باحتياجات السوق الجمعة 21 ديسمبر 2018, 5:04 am | |
| |
|