اللغة العربية والفقه
جعل علماء أصولِ الفقه من شروط المجتهد أن يكون عالما بأسرارِ العربية، وبخاصة علم النحو؛ لأن الشريعةَ عربية ولا سبيل إلى فهمِها إلا بفهمِ كلام العرب، وما لا يتمُّ الواجب إلا به فهو واجب، كما ذكر ذلك صاحب " المحصول فى أصول الفقه" حيث يقول: "مسألة في شرائط المجتهد: أعلم أن شرط الاجتهاد أن يكون المكلف بحيث يمكنه الاستدلال بالدلائل الشرعية على الأحكام، وهذه المكنة مشروطة بأمور: أحدها: أن يكون عارفاً بمقتضى اللفظ ومعناه؛ لأنه لو لم يكن كذلك لم يفهم منه شيئاً؛ ولما كان اللفظ قد يفيد معناه لغة وعرفاً وشرعاً وجب أن يعرف اللغة والألفاظ العرفية والشرعية" .
وقد شرطه الجماهيرُ من الأصوليين؛ كالشافعي والغزالي والجويني والآمدي والقرافي والفتوحي والطوفي والشوكاني وغيرهم.
بل نجدُ ابنَ حزم - رحمه الله - يصرحُ بوجوب تعلم النحو للمفتي؛ حتى لا يقعَ في الخطأ، وإضلال النَّاسِ جراء الفهمِ السَّقيمِ للنصوص.
تنبيه: ذكر بعضُ العلماء أنَّ معرفةَ متون مختصرة في علومِ العربية تكفي للمجتهد، وهذا القولُ غير صحيح، بل لا بد من التضلع في اللغةِ لمن أراد الاجتهاد؛ يقول الشوكاني - رحمه الله -: "ومن جعل المقدارَ المحتاج إليه في هذه الفنونِ هو معرفة مختصر من مختصراتِها، أو كتاب متوسط من المؤلفاتِ الموضوعة، فيها فقد أَبْعَد، بل الاستكثار من الممارسةِ لها، والتوسع في الاطلاعِ على مطولاتِها مما يزيدُ المجتهد قوةً في البحث، وبصرًا في الاستخراج، وبصيرة في حصولِ مطلوبه، والحاصلُ أنه لا بد أن تثبتَ له الملكة القوية في هذه العلوم، وإنما تثبت هذه الملكة بطولِ الممارسة، وكثرة الملازمة لشيوخِ هذه الفنون" .
وهذا هو ما يفهم من كلامِ الصَّحابةِ والسلف وأقوال اللغويين؛ أنه ليس المقصود من تعلم اللغة العربية الاقتصار فقط على القواعدِ الأساسية التي تتوقَّفُ وظيفتها على معرفةِ ضوابط الصحة والخطأ في كلام العرب؛ وإنما المقصودُ من تعلمِ اللغة العربية لدارس الكتاب والسنة والمتأمل فيهما هو فهم أسرارها، والبحث عن كلِّ ما يفيدُ في استنطاق النَّصِّ، ومعرفة ما يؤديه التركيبُ القرآني على وجه الخصوص؛ باعتباره أعلى ما في العربيةِ من بيان، وقد نبَّه على هذه الخاصيةِ الزَّجاجيُّ في كتابه " الايضاح فى علل النحو"؛ حيث يقول: "فإن قِيل: فما الفائدةُ في تعلم النحو؟ فالجوابُ في ذلك أن يُقال: الفائدة فيه للوصولِ إلى التكلم بكلامِ العرب على الحقيقة صوابًا غير مبدل ولا مغير، وتقويم كتاب الله - عزَّ وجلَّ - الذي هو أصل الدِّينِ والدنيا والمعتمد، ومعرفة أخبار النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وإقامة معانيها على الحقيقة؛ لأنَّه لا تفهم معانيها على صحةٍ إلا بتوفيتِها حقوقها من الإعراب" .
وليعلم أنه بمقدارِ التضلُّعِ من علومِ العربية مع العلوم الأخرى المشروطة، يكون قرب المجتهد من الفهمِ الصحيح للنصوص؛ قال الإمامُ الشافعي - رحمه الله -: "وما ازداد - أي: المتفقه - من العلمِ باللسان الذي جعله الله لسان من خَتَم به نبوته، وأنزل به آخرَ كتبِه، كان خيرًا له" .
وقال الشاطبي - رحمه الله -: "وإذا فرضنا مبتدئًا في فهمِ العربية فهو مبتدئ في فهم الشَّريعة، أو متوسطًا فهو متوسطٌ في فهم الشريعة، والمتوسط لم يبلغْ درجةَ النهاية، فإذا انتهى إلى الغايةِ في العربية كان كذلك في الشَّريعة، فكان فهمه فيها حجة، كما كان فهمُ الصحابة وغيرهم من الفصحاءِ الذين فهموا القرآن حجةً، فمن لم يبلغ شأوهم، فقد نقصه من فهمِ الشريعة بمقدار التقصير عنهم، وكل من قصر فهمه لم يكن حجة، ولا كان قوله مقبولاً"
ولكن العلماء يفرِّقون بين طبيعةِ العمل الاجتهادي؛ فمنه ما يتعلَّقُ باستنباطِ المصالحِ والمفاسد مجردًا من اقتضاءِ النُّصوص لها، وإنما العلم بمقاصدِ الشريعة، فهذا العلمُ لا يلزمُ له معرفة واسعة في العلومِ العربية، وإنما يلزمُ العلم بمعرفةِ مقاصد الشريعة، وإن تعلق الاستنباط بالنصوص الشرعية، فلا بد من اشتراطِ العلم بالعربية .
فالعربية إذًا وسيلةٌ من وسائلِ الاهتداء إلى بعضِ الأحكام الفقهية من نصوصِ الشريعة، وقد نبَّه العلماءُ الأوائل على هذه الأهميةِ في استنباط الأحكامِ الشرعية، ومن هؤلاء على سبيل المثال:
1- القرافي (ت 682 هـ) في كتابِه "الاستغناء في أحكام الاستثناء".
2- الإسنوي (ت 772 هـ) في كتابِه "الكوكب الدري".
3- أبو بكر محمد بن عبدالله؛ المعروف بابنِ العربي، صاحب كتاب "أحكام القرآن الكريم".
4- القرطبي في تفسيره؛ حيث إنه كثيرًا ما يعبِّرُ في الردِّ على بعض الأقوال بقوله: "وهذا كلُّه جَهْلٌ باللسانِ والسنة ومخالفة لإجماع الأمة" .
ولا أدلَّ على ذلك من جَعْل النحو أحد ثلاثة مصادر منها استمداد أصول الفقه، وهذه المصادر: علم الكلام، وعلم العربية، والأحكام الشرعية، بل إنَّ تحديدَ الدلالةِ اللفظية قد يتوقَّفُ عليها تقرير الحكم الشرعي؛ لأنَّ الأسلوبَ العربي في لغةِ القرآن الكريم يتميَّزُ بالتصرفِ في فنون القول، وتكثر فيه الألفاظُ التي تمثل أكثر من معنى، ومن ذلك على سبيلِ المثال:
1- لفظة (اللَّمس) الواردة في قولِه - تعالى -: ﴿ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ ﴾ [النساء: 43]، فمن الفقهاءِ من حدَّدَ معنى (اللمس) بالاتصالِ بالمرأة، ومنهم من حدَّده بمعنى المسِّ فقط.
2- ومن ذلك أيضًا ما ورد في حديثِ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقد قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أسرعكنَّ لحاقًا بي أطولكنَّ يدًا))[78]، قاله لنسائه، فحسبْنه من الطولِ الذي هو ضد القصر، فظنت سَوْدة إحدى زوجاته أنَّها المرادة، فلما ماتت زينب - رضي الله عنها - قبلها، علمْنَ حينئذٍ أنَّ المراد بالطولِ هو الفضل والكرم، وكانت زينبُ أكثرهنَّ صدقة، وهذا يوافق كلامَ العرب؛ فهم يقولون: فلان أطول يدًا، في حالةِ الكرم . وقد فطنَ بعضُ العلماء إلى أهمية تلك المعرفة؛ ومنهم الراغب الأصفهاني (ت552 هـ) في كتابه "المفردات في غريب القرآن"؛ حيث تناولَ في هذا الكتابِ التحديدَ الدقيق بين دلالاتِ الألفاظ في القرآن الكريم، وكذلك فعل الزمخشري في كتابه "أساس البلاغة"؛ حيث وضَّحَ الاستعمالاتِ المختلفةَ للفظ، وما يضيفه الاستعمالُ من دلالةٍ حقيقية أو مجازية، كما فطن إلى ذلك أيضًا الإمامُ الشافعي - رحمه الله - في كتابه "الرسالة" ، وذكر ابن السيد البطليوسي في كتابه "التنبيه على الأسبابِ التي أوجبت الاختلاف بين المسلمين" أنَّ الإعرابَ له تأثير بيِّنٌ في الأحكامِ الفقهية وتوجيهها؛ فالمعاني تختلفُ باختلافِ وجوه الإعراب، ويختلف الحكم تبعًا لذلك؛ وعلى سبيل المثال:
لو قال شخصٌ: له عندي مائةٌ غيرُ درهم، برفع (غير) لكان مقرًّا بالمائةِ كاملة؛ لأنَّ غير هنا صفة للمائة، وصفتها لا تنقص شيئًا منها ، ولو قال: له عندي مائةٌ غيرَ درهم، بنصب (غير) لكان مقرًّا بتسعةٍ وتسعين درهمًا؛ لأنه استثناء، والاستثناء إخراجُ ما بعد حرف الاستثناء من أن يتناولَ ما قبله.
ولو قال لزوجتِه: أنت طالق إن دَخَلْتِ الدار، بكسر همزة (إن)، لم تطلق حتى تدخلَ الدَّار؛ لأنَّ (إن) للشرط، ولو قال: أنت طالق أن دَخَلْتِ الدار، بفتح همزة (أن)، وقع الطلاق في الحال؛ لأن معنى الكلام: أنت طالقٌ لأن دخلت الدار؛ أي: من أجلِ أنك دخلتِ الدار؛ فصار دخولُ الدارِ علة طلاقها، لا شرطًا في وقوعِ طلاقها
بل إنَّ الحكم يختلف باختلافِ تصاريف الكلمة؛ فلو أنَّ رجلاً حلف ألا يلبسَ مما غزلته فلانة، فلا يحنثُ إلا بما غزلته قبل اليمين، ولو قال: مما تغزله فلا يحنثُ إلا بالذي تغزله بعد اليمين، فلو قال: من غَزْلِها دخل فيه الماضي والمستقبل
اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم وبها نزل على خاتم المرسلين محمد صل الله عليه وسلم ، فالعناية بها عنايةً بكتاب الله تعالى ودراستها والتمرس فيها عون على فهم آيات كتاب الله الكريم وأحاديث سيد المرسلين، فهي لغة شريعتنا الغراء .
والذي يشاهد واقع المسلمين يجده بعيداً عن التأصيل العلمي بسبب تأثره بالهجمة الغربية الشرسة على هذه اللغةفوصفوها بالصعوبة ونعتوها بالغموض والطول وحاولوا تهميشها في واقع الحياة العلمية والعملية فقدموا عليها اللغات الأجنبية في كل المجالات وروّجوا العاميَّة وسخروا من الفصحى وأهلها. ولذلك عزف أبناء المسلمين عن اللغة العربية وعدُّوها من المواد العسير فهمها فعانى الأساتذة كثيراً من ضعف الطلاب في النحو والصرف وعدم الرغبة لديهم في التخصص فيها والتزوُّد من مباحثها فصار الشباب لاسيما طلاب العلم بحاجة لمن يبصرهم بأهمية اللغة العربية ويحفِّز هممهم للإقبال عليها وتذوق حلاوتها وروعة بيانها، لاسيما بعد أن فشا اللحن في كثيرٍ من الخطب والمحاضرات والدروس وكثرت الأخطاء اللغوية في بعض الكتب .
فأحببت المساهمة بجمع هذا البحث الوجيز وأرجو أن يكون حافزاً لي ولإخواني المسلمين للشعور بأهمية اللغة العربية وضرورة الإقبال عليها والدفاع عنها ودراستها وتدريسها والترغيب فيها.
قال أبو منصور الثعالبي رحمة الله ( ت:430 هـ) في مقدمة كتابه(فقه اللغة وأسرار العربية ): ( من أحب العربية عُني بها وثابر عليها وصرف همته إليها ، والعربية خير اللغات والألسنة ، والإقبال على تفهمها من الديانة إذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين وسبب إصلاح المعاش والمعاد ، ثم هي لإحراز الفضائل والاحتواء على المروءة وسائر أنواع المناقب كالينبوع للماء، ولو لم يكن في الإحاطة بخصائصها والوقوف على مجاريها ومصارفها إلا قوة اليقين في معرفة إعجاز القرآن وزيادة البصيرة في اثبات النبوة التي هي عمدة الإيمان ، لكفى بهما فضلا ، فكيف وقد خصها الله عز وجل من ضروب الممادح ما يكل أقلام الكتبة ، ولما شرفها عز وجل وعظمها وكرمها وأوحى بها إلى خير خلقه ، وجعلها لسان أمينه على وحيه ..) وقال ابن تيمية رحمه الله ( إن الله أنزل كتابه باللسان العربي ، وبعث به نبيه العربي صل الله عليه وسلم ، وجعل الأمة العربية خير الأمم ، فصار حفظ شعارهم من تمام حفظ الإسلام ) مجموع الفتاوى (32/255) وقال أيضا ( اللغة العربية من الدين ، ومعرفتها فرض واجب ، فإن فهم الكتاب والسنة فرض ، ولا يفهمان إلا بفهم اللغة العربية ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ) اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية .
فمعرفة اللغة العربية ضرورة لكل مسلم للقيام بشعائره التعبدية ويتمكن من تلاوة الكتاب الكريم الذي أنزله الله تعالى باللغة العربية ، قال الله تعالى ) إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون (سورة يوسف آية (2)
× ولما كانت العربية بهذه الأهمية فلقد تكفل الله بحفظها حيث تكفل بحفظ كتابه الكريم وهي لغة ذلك الكتاب . قال الشافعي ( ينبغي لكل أحدٍ يقدر على تعلم اللغة العربية أن يتعلمها لأنها اللسان الأولى ) ذكره ابن تيمية في الاقتضاء صـ464
أهمية علم النحو:إن جميع العلوم لا تستغني عن النحو لذا جعل العلماء من شروط الاجتهاد المعرفة بالنحو
* قال أبو البركات الانباري ( إن الأئمة من السلف والخلف اجتمعوا قاطبة على أنه شرط في رتبة الاجتهاد وأن المجتهد لو جمع كل العلوم لم يبلغ رتبة الاجتهاد حتى يعلم النحو )
* وقال أبو اسحاق الشيرازي في صفة المفتي ( .. ويعرف من اللغة والنحو ما يعرف به مراد لله تعالى ومراد رسوله صل الله عليه وسلم…)
* وقد حث كثير من السلف على تعلم النحو :-
* قال أيوب السختياني ( تعلموا النحو فإنه جمال للوضيع ، وتركه هجنة للشريف )
* وقال عبد الملك بن مروان ( تعلموا النحو كما تعلّمون الفرائض والسنن) انظر عيون الأخبار لابن قتيبه (2/157)
* وقال الإمام النواوي ( وعلى طالب الحديث أن يتعلم من النحو واللغة ما يسلم به من اللحن والتصحيف ) تقريب النواوي مع تدريب الراوي (2/106)
* وقال الشعبي رحمه الله ( النحو في العلم كالملح في الطعام ، لا يستغني عنه ) الجامع للخطيب (2/28) .
* وقال اسحق بن خلف البهراني :
النحو يبسط من لسان الألكن
والمرء تكرمه اذا لم يلحن
فإذا طلبت من العلوم أجلهـا
فأجلهـا منها مقيـم الألسن
* وقال شعبة رحمه الله ( من طلب الحديث فلم يبصر العربية ، فمثله مثل رجل عليه برنس وليس له رأس ) أخرجه الخطيب في الجامع (2/26) .
ذم اللحن : للحن آثار سيئة في عدم فهم المعنى المراد ،واللحن هو الزيغُ عن الإعراب والخطأ في القراءة ، يقال فلان لحان و لحانة أي يخطيء . وقد ذم السلف من اشتهر باللحن وقالو ( اللحن في الكلام أقبح من الجدري في الوجه ) وقال ابن تيمية عنهم ( وكان السلف يؤدبون أولادهم على اللحن ) الفتاوي (32/252) وروى الخطيب بسنده أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرّ على قوم يرمون فأساؤوا الرمي فقالوا :يا أمير المؤمنين نحن قوم متعلمين ، فقال عمر ( سوء اللحن أسوأ من الرمي ) الجامع (2/24) . وروى أيضا (2/24) أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يضرب ولده على اللحن) وكذا علي وابن عباس .
دعوى صعوبة النحو : حرص أعداء لغة القرآن على بث دعايات واسعة ضد هذه اللغة ، وصوروا لشباب الأمة أن العربية صعبة وأن قواعد النحو عسيرة الفهم ، ونادوا بحذف أكثر أبواب النحو، بل تجرأ بعضهم ودعا إلى اتخاذ العامية لغة للكتابة فضلا عن المخاطبة بها ، فانتشرت بين أوساط الطلاب دعوى صعوبة مادة النحو بالإضافة إلى ضعف الغيرة لدى أبناء المسلمين على لغتهم وتصديقهم لتلك الدعايات وضعف مناهج النحو وإسناد تدريس هذه المادة إلى أساتذة غير متخصصين وعدم إعطاء مادة النحو القدر الكافي من الدروس والمحاضرات وتفشي العامية في المجتمع وغير ذلك من الأسباب التي أدت إلى نفور كثير من الطلاب عن تعلم مادة النحو .
ولاشك أن النحو يحتاج إلى مذاكرة وإعمال ذهن لكنه ليس أصعب من علم الطب أو الرياضيات ، ويكفى لكل فرد عربي تناول عدد من الأبواب النحوية المهمة والتي يحتاج إليها حين كتابة مقال أو إلقاء كلمة أو خطبة كي يسلم من اللحن أو الوقوع في الخطأ النحوي ، أما التوسع في دراسة جميع الأبواب النحوية فهذا ميدان المتخصصين وكبار الباحثين في اللغة العربية .
الخاتمة : بعد أن علمنا أهمية اللغة العربية وأهمية علم النحو وما قاله سلفنا وعلماؤنا في بيان ذلك وذمهم للحن ،هل تغيرت نظرتنا للغة العربية وهل ازددنا يقينا بأهميتها ؟ أرجو ذلك ، فلنحرص على تعلم لغتنا لغة القرآن ، ولنصبر على دروس اللغة العربية والنحو. ولنتذكر قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( تعلموا العربية فإنّها تزيد في المروءة ) ذكره الخطيب في الجامع(2/25)
وأوصى إخواني المسلمين بالتأصيل والتأسيس لعلم النحو وبضبط أصله ومختصره على شيخ متقن وأستاذ متمكن ، لا بالتحصيل الذاتي وحده، وأخذ الطلب بالتدرج عن طريق حفظ ودراسة مختصر في علوم النحو وعدم الاشتغال بالمطولات قبل ضبط أصله، واقتناص الفوائد والقواعد العلمية وجمع النفس للطلب والترقي فيه ، وأخيراً من التدرج في تعلم النحو وحفظ ودراسة الأجروميّة مع أحد شروحها ، ثم قطر الندى لابن هشام ثم ألفية ابن مالك مع شرحها لابن عقيل