| النكسة | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: النكسة الثلاثاء 01 يناير 2019, 1:21 pm | |
| |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: النكسة الثلاثاء 01 يناير 2019, 1:22 pm | |
| |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: النكسة الثلاثاء 01 يناير 2019, 1:22 pm | |
| |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: النكسة الثلاثاء 01 يناير 2019, 1:24 pm | |
| |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: النكسة الثلاثاء 01 يناير 2019, 1:24 pm | |
| |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: النكسة الثلاثاء 01 يناير 2019, 1:25 pm | |
| |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: النكسة الثلاثاء 01 يناير 2019, 1:25 pm | |
| |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: النكسة الثلاثاء 01 يناير 2019, 1:25 pm | |
| |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: النكسة السبت 05 يونيو 2021, 1:12 pm | |
| 54 عامًا على “النكسة”
يوافق اليوم الذكرى السنوية الـ54 لـ”نكسة حزيران”، التي بدأت عقب هجوم قوات الاحتلال الإسرائيلي على قوات مصرية وسورية وأردنية، نجم عنه احتلال الضفة الغربية وشرقي القدس وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية.
وتأتي هذه الذكرى الأليمة، فيما تواصل سلطات الاحتلال ارتكاب المزيد من الجرائم البشعة بحق الشعب الفلسطيني، وسياساتها الهادفة إلى تهجيره واقتلاعه من أراضيه في الضفة والقدس، وسط تصاعد عمليات التهويد والاستيطان ومصادرة الأراضي، والاعتداء على المقدسات، وخاصة المسجد الأقصى المبارك.
ففي الخامس من حزيران/يونيو 1967، بدأت “إسرائيل” الحرب بهجوم عسكري مفاجئ على الجبهة المصرية، دشّنته بغارتين متتابعتين على القواعد الجوية في سيناء وعلى قناة السويس.
وكان هذا الهجوم النقطة الفاصلة بين ثلاثة أسابيع من التوتر المتزايد والحرب الشاملة بين “إسرائيل” ومصر وسوريا والأردن، ساندتهم قوات عراقية خلال العدوان الإسرائيلي.
وبعد انتهاء جيش الاحتلال من القضاء على سلاح الجو المصري، تحوّل إلى جبهتي الأردن وسورية، وكان الطيران الأردني والسوري ومعهما العراقي بدأوا بشن غارات على المستوطنات الإسرائيلية لتخفيف الضغط عن الجبهة المصرية.
وما أن انقضى نهار 5 حزيران حتى كان الطيران المصري والسوري والأردني خارج ساحة القتال، وتمكّنت “إسرائيل” من السيطرة على مساحات كبيرة من الأرض العربية بزيادة أربعة أضعاف ما كانت احتلته عند إعلان إنشائها بعد “النكبة” عام 1948؛ فضمّت إليها كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، وسيناء والجولان.
وسيطرت “إسرائيل” على المصادر النفطية في سيناء، وعلى الموارد المائية في الضفة الغربية والمرتفعات السورية، ما مكّنها من زيادة عمليات الهجرة والاستيطان في الأراضي العربية المحتلة.
وباشرت “إسرائيل” بعمليات تهويد للقدس بطريقة مخططة ممنهجة، واستطاعت باستيلائها على مساحات شاسعة من أراضي الضفة تحسين وضعها الاستراتيجي والأمني والعسكري، وإزالة أي خطر عسكري كان من الممكن أن يتهددها، أو وجود أي جيش عربي منظم ومسلح في الضفة، التي تُعد القلب الجغرافي لفلسطين التاريخية.
وأما على الجانب الجيواستراتيجي فقد استطاع الكيان الإسرائيلي من إقامة “حدوده” عند موانع أرضية حاكمة (قناة السويس – نهر الأردن – مرتفعات الجولان) وازاد بذلك العمق الاستراتيجي للدولة العبرية.
وبسطت “إسرائيل” كامل سيادتها على مدينة القدس التي احتلّت شطرها الغربي عام 1948، وتسبّبت بعد “النكسة” بموجة تشريد جديدة طالت نحو 300 ألف فلسطيني استقر معظمهم في الأردن، حتى بات “يوم النكسة” عنوانًا آخر لتهجير الفلسطينيين بعد ما تعرّضوا له خلال “النكبة” عام 1948.
وتزامن ذلك مع سيطرة جيش الاحتلال على الخليل، كما شرع لواء من جيش الاحتلال بالزحف شرقًا نحو نهر الأردن، وفي الوقت نفسه هاجمت قوات إسرائيلية بيت لحم مدعومة بالدبابات، وتم الاستيلاء على المدينة.
وفي اليوم نفسه، وصل جيش الاحتلال إلى نهر الأردن وأغلق الجسور العشرة الرابطة بين الضفة الغربية والمملكة، وبعد انسحاب قوات الجيش العراقي، تمت السيطرة على أريحا.
وقد ساهمت حرب حزيران أو ما تعرف بـ”الأيام الستة” في أفول نجم القومية العربية وشجعت الحركات والمنظمات الفلسطينية على تجاوز وصاية الأنظمة العربية.
وأسفرت عن استشهاد 15 – 25 ألف عربي مقابل مقتل 800 إسرائيلي، وتدمير 70 – 80% من العتاد الحربي في الدول العربية.
ونتج عن هذه الحرب صدور قرار مجلس الأمن رقم 242، وانعقاد قمة اللاءات الثلاثة العربيّة في الخرطوم، وتهجير معظم سكان مدن قناة السويس، وكذلك تهجير معظم مدنيي محافظة القنيطرة في سوريا، وعشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني من الضفة، ومحو قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان في القدس والضفة.
ولم تقبل “إسرائيل” بمنطق السلام، بل استمرت في ضم الأراضي المحتلة خطوة بعد خطوة، وفي رفض قرارات منظمة الأمم المتحدة وتحدي ميثاقها وانتهاك مبادئها؛ واستمرت الحال على ذلك حتى نشبت حرب ( أكتوبر تشرين) في 6-10-1973. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: النكسة السبت 05 يونيو 2021, 1:13 pm | |
| ذكرى “النكسة”.. ما الذي تغير بعد 54 عاما؟
رام الله/عوض الرجوب/ الأناضول-يوافق السبت (5 يونيو/حزيران)، الذكرى السنوية الـ54 لما يُعرف عربيا باسم “النكسة”، أو حرب عام 1967، التي انتهت بهزيمة إسرائيل للجيوش العربية، واحتلالها مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية والمصرية والسورية. ورغم مرور هذه السنوات الطوال على الحرب، إلا أن تداعياتها ما تزال مستمرة، حيث تواصل إسرائيل احتلالها للضفة الغربية وقطاع غزة، ومرتفعات الجولان السورية، رغم صدور قرارات دولية عن مجلس الأمن، تطالبها بالانسحاب منها. ** شرارة الحرب اندلعت الشرارة الأولى للحرب، بعد إقدام سلاح الجو الإسرائيلي على شن هجوم مباغت على قواعد سلاح الجو المصري في سيناء، 5 يونيو/حزيران 1967. واستغرقت هذه الحرب، التي نتجت عنها هزيمة الجيوش العربية، 6 أيام. وأطلقت إسرائيل على هذه الحرب اسم “الأيام الستة”، وذلك من باب التفاخر بالمدة الزمنية القصيرة التي هزمت خلالها الجيوش العربية. ويقول مؤرخون عرب، إن إسرائيل استغلت عدة أمور، لتبرير شنها للحرب، ومنها إغلاق مصر لـ”مضايق تيران” بالبحر الأحمر في وجه الملاحة الإسرائيلية، وهو الأمر الذي اعتبرته “إعلانا مصريا رسميا للحرب عليها”، وذلك في 22 مايو/ أيار 1967. ** نتائج الحرب انتهت حرب 1967 عسكريا، لكن تبعاتها السياسية والجغرافية لم تنته بعد، حيث تواصل إسرائيل احتلال الضفة الغربية، ومحاصرة قطاع غزة، إلى جانب ضم القدس والجولان لحدودها، والمضي في المشاريع الاستيطانية بمدينة القدس. وبحسب تقارير فلسطينية، فإن إسرائيل تستولي على 85 بالمئة من أراضي فلسطين التاريخية والبالغة حوالي 27 ألف كيلومتر مربع، وتواصل نهب مقوماتها، فيما لم يتبق للفلسطينيين سوى 15 بالمئة فقط، وتخضع للاحتلال الإسرائيلي. كما أدت الحرب إلى مقتل نحو 20 ألف عربي، و800 إسرائيلي. ودمّرت إسرائيل خلال الحرب، وفق دراسات تاريخية، ما يقدّر بنحو 70 إلى 80 بالمئة من العتاد العسكري في الدول العربية، فيما لحق الضرر بنحو 2 إلى 5 بالمئة من عتادها العسكري. وخلال الأيام الستة، احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء المصرية وجنوب لبنان ومرتفعات الجولان السورية. وترتب على “النكسة”، وفق إحصائيات فلسطينية، تهجير نحو 300 ألف فلسطيني من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة؛ معظمهم نزح إلى الأردن. ووفق بيان لهيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، السبت، فقد سجلت على مدى 54 عاما نحو مليون حالة اعتقال نفذها الاحتلال الإسرائيلي، بينهم قرابة 4400 لا زالوا رهن الاعتقال. ** استيطان وتنكر للشرعية الدولية فتحت النكسة، باب الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، وبخاصة في مدينة القدس، وقطاع غزة (انسحبت من داخله عام 2005). وتشير تقديرات إسرائيلية وفلسطينية، إلى وجود نحو 650 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، يسكنون في 164 مستوطنة، و116 بؤرة استيطانية. وفي نوفمبر/ تشرين ثاني 1967، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، القرار 242، والذي يدعو إسرائيل للانسحاب من الأراضي التي احتلتها في يونيو/حزيران من ذات العام. لكنّ إسرائيل لم تطبق هذا القرار، في سلوك يصفه الفلسطينيون بأنه “انتهاك واضح وصريح للشرعية الدولية”. ** إقامة السلطة وإعادة احتلال مدن الضفة فيما يتعلق بالأراضي الفلسطينية، فقد استمر الاحتلال العسكري المباشر، للضفة الغربية وقطاع غزة، حتّى تأسيس السلطة الفلسطينية، عقب توقيع اتفاقية أوسلو للسلام (بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل) عام 1993، والتي ترتب عليها تطبيق نظام الحكم الذاتي، في تلك الأراضي. وكان من المقرر إقامة دولة فلسطينية مستقلة، إلى جانب إسرائيل، عقب انتهاء المرحلة الانتقالية عام 1999، وإنهاء الاحتلال لأراضي الضفة وغزة، حسبما تنص اتفاقيات أوسلو للسلام. لكنّ إسرائيل تنصلت من التزاماتها، وبدلا من ذلك عززت الاستيطان في أراضي الضفة الغربية، وأعادت عام 2002 احتلال مناطق خضعت للسلطة الفلسطينية وفق اتفاقية أوسلو. وبسبب السلوك الإسرائيلي، تعطلت عملية السلام، وتوقفت المفاوضات السياسية، ولا زالت متوقفة منذ فشل آخر جولة مفاوضات عام 2014 بسبب إصرار إسرائيل على بناء المستوطنات. ومنذ تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، لصالح قرار منح فلسطين صفة دولة “مراقب”، لم تتوقف مساعي الفلسطينيين لإكمال عضويتهم. ** سيناء والجولان انسحبت إسرائيل، عام 1982، من شبه جزيرة سيناء المصرية، تطبيقا لمعاهدة السلام التي أبرمت بين مصر وإسرائيل عام 1979. أما مرتفعات الجولان السورية، التي تعتبر أرضًا سورية محتلة، بحسب قرارات الشرعية الدولية، فترفض إسرائيل الانسحاب منها وتعتبرها جزءا من أراضيها، حيث قررت في 14 ديسمبر/كانون أول 1981 ضمها، بموجب قانون أصدره البرلمان. ولم يعترف المجتمع الدولي بالقرار ورفضه مجلس الأمن الدولي، في قرار يحمل رقم 497 صدر في 17 ديسمبر/كانون أول 1981. وفي 25 مارس/آذار 2019 وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قرارًا تعترف بموجبه الولايات المتحدة بأن هضبة الجولان هي جزء من إسرائيل، وهو ما رُفِض من قِبَل الدول العربية كافة. كما أصدرت الأمم المتحدة بيانًا أعلنت فيه أن قرار الرئيس الأمريكي “لا يغيّر من الوضعية القانونية للجولان بصفتها أرضا سورية واقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي”. ** ذكرى مختلفة تختلف الذكرى هذا العام من جهتين: توحد الفلسطينيين وشعورهم بأنهم أقوى من أي وقت مضى، وإن كان الانقسام السياسي لا زال نقطة ضعفهم. فمن جهة، جمعت الهبة الجماهيرية، ضد الاحتلال الإسرائيلي، أول مرة منذ النكبة (1948)، الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم، في فعاليات رافضة للاحتلال. وخلال العدوان على قطاع غزة (10-21 مايو/أيار الماضي) هب فلسطينيو الضفة بما فيها القدس، والمدن العربية والمختلطة داخل إسرائيل، والشتات في مظاهرات وفعاليات واسعة أعادت لهم اللحمة والوحدة، بعد أن ظن الاحتلال أنه استطاع تشتيت شملهم. ومن جهة ثانية بعث التقدم في إمكانيات المقاومة الفلسطينية في جولة المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، الأمل لدى الفلسطينيين بأنهم لم يعودوا الطرف الذي يتلقى الضربات، وإنما لديهم إمكانيات تطال العمق الإسرائيلي وبإمكانها تحقيق ولو بعض الردع. وأسفر العدوان الإسرائيلي إجمالا، عن سقوط 290 شهيدا، بينهم 69 طفلا و40 سيدة و17 مسنا، وأكثر من 8900 مصاب، مقابل مقتل 13 إسرائيليا وإصابة مئات؛ خلال رد الفصائل في غزة بإطلاق صواريخ على إسرائيل. ** الانقسام.. نقطة الضعف ويبقى الانقسام السياسي الذي تعيشه أراضي السلطة الفلسطينية نقطة ضعف طال أمدها في خاصرة القضية. ومنذ 2007، يسود انقسام بين حركتي “حماس” التي تسيطر على قطاع غزة، و”فتح” التي تحكم الضفة الغربية. ولم تُطل حالة الارتياح التي شعر بها الفلسطينيون، بعد التوافق على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني هذا العام، بسبب قرار تأجيلها لعدم القدرة على إجرائها بمدينة القدس المحتلة، وفق ما أعلنه الرئيس محمود عباس 29 أبريل/نيسان الماضي. والأسبوع الجاري من المقرر أن تدعو القاهرة الفصائل الفلسطيني لاجتماع سيتم التباحث فيه حول عدة قضايا بينها تشكيلة حكومة توافق أو حكومة وحدة وطنية، وملف إعمار غزة والانتخابات. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: النكسة السبت 05 يونيو 2021, 1:14 pm | |
| التحولات التاريخية للكفاح الفلسطيني: هل حان وقت التغيير؟
54 عاما بالتمام والكمال مضت على احتلال الكيان الصهيوني للضفة الغربية في مهزلة عسكرية بادر إليها الكيان في الخامس من حزيران/يونيو 1967. حرب أطلقت عليها إسرائيل حرب الأيام الستة، وهي لم تتجاوز في بعض المناطق بضع ساعات، على الأقل على الجبهة الأردنية، وتحديدا في مناطق شمال الضفة. لا أقول ذلك ترديدا لما يقوله البعض، بل أقوله كشاهد عيان على تلك الحرب، وأنا ابن قرية شويكة المتاخمة للخط الأخضر ومنطقة المثلث، ولا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن البحر المتوسط. شاهد عاش الحرب/المهزلة لحظة بلحظة. أذكر جيدا وأنا ابن الـ16 عاما، وكنت استعد وأترابي لقضاء الصيف مع بقية أفراد العائلة المغتربين العائدين من دول الخليج، ربما على ضفاف بحر يافا وحيفا بعد التحرير، لكن لم يكن هذا الشاب المراهق يعلم أن الرياح كانت تجري بما لا تشتهي سفنه. لم أكن أعلم أن جيش الاحتلال هو الذي سيسبق الجيوش العربية إلى قريتي ويحتلها، ويحتل مزيدا من الأرض، بل كل الأرض الفلسطينية، تضاف إليها هضبة الجولان السورية وصحراء سيناء المصرية.
التغيير مطلوب الآن.. ليس في الوجوه فحسب، بل في السياسات والخطابات الإعلامية والعلاقات
لم أكن أصدق أن جيش الكيان كان وسط قريتي ظهر اليوم التالي لانطلاق الحرب، لغياب أي وجود عسكري أردني، أو غير أردني باستثناء جنود لا يزيد عددهم عن أصابع اليد الواحدة، فروا من أول طلعة لطائرات العدو، وإطلاقها زخات من رشاشاتها على منطقة في البلدة تعرف بمنطقة الراس، لعلوها وكشفها كل الساحل الفلسطيني القريب في الساعات الأولى للحرب: ولا ألومهم فالكف لا تقاوم المخرز. كان ذاك اليوم هو يوم الاثنين، وكان عم والدتي رحمهما الله، أحد حراس القرية، أو هكذا اعتبر نفسه لأنه واحد من القلائل جدا في القرية الذين يمتلكون السلاح، أو هكذا كان يتهيأ له، بندقية إنكليزية قديمة يشبه فيها مقاتلي جيش الإنقاذ عام 1948، وكان واحدا منهم. كان يظن أنه بهذه البندقية وبضع رصاصات سيصد عن قريته أي محاولات تسلل من قبل العدو، في انتظار وصول الجيوش العربية، لاسيما الجيش العراقي، الذي كان الناس يعولون عليه كثيرا، الجيوش التي ستحرر الأرض وتدق أبواب تل أبيب في غضون ساعات.. لكنها لم تصل. ما لم يكن يعلمه عم والدتي أنه بعد أقل من24 ساعة كان سينضم إلى بقية أقاربه الذين وجدوا مأوى لهم في مغارة في أحد التلال المحيطة بالقرية، التي أصبحت بعد الاحتلال تعرف بضاحية شويكة في مدينة طولكرم، بعدما تشابكت الأحياء بينهما، وقضي على بيارات أو بساتين الحمضيات، التي كانت تفصل بينهما، وتشتهر بها المنطقة، في موجة تصحير مستمرة حتى الآن. وسقطت الضفة ليتساوى فلسطينيوها مع فلسطينيي الداخل بالاحتلال. ليس القصد من هذه المقدمة الطويلة الحديث عن حرب1967 وذكراها الأليمة، ونبش الماضي وإن كان ضروريا. المقصود منها مجرد التذكير بالهزيمة النكراء، والترحم على أيام زمان، في ظل الحاضر الأتعس.. المقصود هو الحديث عن الثورة التي كانت قد انطلقت قبل عامين ونصف العام من الهزيمة، والتطورات والمنعطفات التي مرّت بها بعد الهزيمة، التي منيت بها جيوش ثلاث دول عربية، وهي للتذكير فقط مصر وسوريا والأردن، يضاف إليها طبعا الجيش العراقي الذي لم يعط الفرصة حتى للتموضع، واستقبلته طائرات الاحتلال، وهو يحاول الدخول ودمّرت دباباته التي شاهدناها بأم اعيننا بعد أيام من انتهاء الحرب، على قارعة الطريق. المقصود هو الثورة ذاتها، التي لم يبق منها حتى الاسم، وما آلت إليه هذه الثورة التي انطلقت بالأساس تحت شعار تحرير الجزء المحتل من فلسطين عام 1948 بالكفاح المسلح، والتخلص من الكيان الصهيوني الاستعماري، وإقامة الدولة الديمقراطية على أرض فلسطين من النهر إلى البحر، يعيش فيها المسلمون والمسيحيون، ومن أراد من اليهود البقاء، بأمن وأمان وسلام. ثبتت الثورة ممثلة بحركة فتح في حينها، التي كانت الأمل وسط أجواء الهزيمة العربية، أقدامها في معركة الكرامة في 21 آذار/مارس 1968 التي حققت فيها انتصارا على جيش الاحتلال، الذي تحرك للقضاء عليها في أول مواجهة من نوعها، لينهال عليها المتطوعون من بعد، من كل حدب وصوب. واضطرت المقاومة ممثلة بمنظمة التحرير بكل مكوناتها لمغادرة الأردن بعد معارك دموية لن ندخل في تفاصيلها، ولا من تسبب بها، إلى لبنان. وفي عام1974 شهد البرنامج السياسي للمنظمة أول تغيير وتراجع عن البرنامج الأصلي، بإقرار المجلس الوطني برنامج النقاط العشر، التي تدعو إلى إنشاء سلطة وطنية على أي «قطعة محررة». وكانت النقاط العشر الحلقة الأولى من مسلسل التراجعات على مدى السنوات اللاحقة. والحلقة الثانية في مسلسل إعلان الدولة الفلسطينية في المؤتمر الوطني الفلسطيني في الجزائر عام 1988، بمعنى التخلي عن شعار الدولة الديمقراطية الواحدة. وخرجت المنظمة من لبنان، ومرة اخرى لن نتحدث عن الحرب الأهلية الدامية التي شهدها لبنان، فليس هناك متسع من المساحة، خرجت بعد حرب عام 1982 التي وصلت فيها قوات الاحتلال إلى بيروت وحاصرتها برا وبحرا وجوا. وقررت المنظمة الرحيل باتفاق رعته الولايات المتحدة، ويسمح لها بالانسحاب ومقاتليها بكرامة. وتوزع الفدائيون ما بين اليمن والعراق، بينما استقر المطاف بالقيادة في تونس. وبقيت هناك إلى أن عادت بموجب اتفاق أوسلو، الذي وقعته في البيت الأبيض برعاية دولية في أيلول/سبتمبر 1993، وسلمت فيه بالورقة الضاغطة الوحيدة المتبقية لديها وهي ورقة الاعتراف بالكيان الصهيوني على 78% من فلسطين التاريخية، بدون اعتراف بدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة. واكتفت القيادة في المقابل بالاعتراف بالمنظمة كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.. وحتى موضوع غزة وأريحا جاء تسليمهما للمنظمة لاحقا في بروتوكولات عملت على تقسيم الضفة إلى 3 مناطق.. منطقة «أ» وتنتقل إدارتها وأمنها للسلطة الفلسطينية، وتشمل المدن الرئيسية وتمثل تقريبا 22% من أراضي الضفة، التي تعادل فقط 22% من فلسطين التاريخية. ومنطقة «ب» وتنتقل إدارتها للسلطة، وأمنها في يد جيش الاحتلال ومساحتها نحو 18%. ومنطقة «ج» وتمثل نحو 60% من أراضي الضفة، وكان يفترض أن يجري نقل منطقة ب إلى تصنيف أ و ج لتصنيف ب، وهكذا إلى أن تسلم الضفة لمنظمة التحرير مع نهاية إعلان المبادئ في عام1999 وإعلان الدولة الفلسطينية، لكن ذلك لم يتحقق. ولم تُعلن الدولة، وأصبح المؤقت دائما بتراجع دولة الاحتلال عن كل التزاماتها بشأن أوسلو، بدون اكتراث دولي ولم يعد يتمسك بها سوى الجانب الفلسطيني طبعا، ليس حبا بأوسلو، بل ضعفا ليس في الشعب الفلسطيني الذي لا يزال صامدا متمسكا بحقوقه، رغم مرور عشرات العقود، بل في قيادته التي لم تتغير وجوهها باستثناء من قضى نحبه، أو من اعتقل، لكونه الطرف المستضعف. ولولا انتفاضات شعبنا لأصبحت منظمة التحرير ومن ينضوي تحت رايتها من فصائل، في خبر كان… القيادة الفلسطينية لم تتغير. وهذا بالطبع ينسحب على كل الفصائل القديم منها والجديد. والأسوأ من ذلك أنه لم يخرج قائد أو فصيل من هذه الفصائل ليتحمل مسؤولية الإخفاقات في مسيرة الثورة التي أوصلتنا قيادتها إلى ما نحن فيه من مأزق، غير قادرين على الخروج منه لا إلى الأمام ولا إلى الوراء.. ولم يحصل أن قيم أي تنظيم تجربته الفاشلة الممتدة إلى عقود. تقلصت الطموحات اليوم إلى دويلة فلسطينية منزوعة السلاح، إن أمكن على أقل من 22% من مساحة فلسطين التاريخية، والحفاظ على الأقصى والقدس الشرقية، أو ما يتبقى منها مع تحقيق «السلام المنشود». وكما يقول المثل «قبلنا بالبين والبين ما قبل بنا». التغيير مطلوب الآن.. الآن وليس غدا، إذا أردنا لأجراس العودة أن تقرع، والتغيير ليس في الوجوه فحسب، بل في السياسات والخطابات الإعلامية والعلاقات.. التغيير في أن تكونوا صادقين ولو لمرة واحدة مع أنفسكم وشعبكم… مللنا الوجوه التي تطل علينا يوميا بالإدانات والخطابات السياسية والإعلامية نفسها، ومللنا انتظار خروج المواقف المؤيدة من خانة الأقوال إلى خانة الأفعال.. ومللنا الدعوات للمقاومة الشعبية السلمية التي لم تخرج إلى حيز الوجود بالزخم المطلوب.. ومللنا الالتزام من جانب واحد بما لا يلتزم به الطرف الاخر، مللنا ضعفنا الرسمي والانتظار… فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم… طفح الكيل. |
|
| |
| النكسة | |
|