مذبحة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في قرية دير ياسين عام 1948
كاتب الموضوع
رسالة
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: مذبحة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في قرية دير ياسين عام 1948 الأربعاء 07 أغسطس 2013, 10:27 pm
مذبحة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في قرية دير ياسين عام 1948 وذهب ضحيتها عشرات المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ.
مصطفى محمود قاسم حميدة من أهالي دير ياسين، أحد الناجين من المذبحة ليصف ما حدث ليلة التاسع من أبريل/نيسان 1948.
ويتجول أبو أشرف القادم من القدس -الذي فقد تسعة من أقاربه في المذبحة- في المدن الرئيسية ببريطانيا، يروي ويسرد للبريطانيين ما شاهده عن المذبحة المروعة.
التقت الجزيرة نت أبو أشرف، الذي تظهر على ملامحه آثار حزن وأسى وهو أب لشهيدين استشهدا في الانتفاضة وعم لشهيد لحق بهما أيضا، والذي يتذكر الماضي متحسرا متحدثا عن ذاكرة الألم ومرارة الحزن على بلده وأهله وناسه.
قال أبو أشرف بعيون دامعة، دير ياسين تقابل أربع مستوطنات وهي "جفعات شاؤول" و"منتفيوري" و"بيت هكيرم" و"بيت فكان"، وقد دمرتها سلطات الاحتلال وطمست معالمها بشكل كامل.
وأوضح أبو أشرف الذي كان عمره آنذاك ثماني سنوات، أن دير ياسين هي القرية الفلسطينية الوحيدة التي وقعت صلحا مع مستوطنة جفعات شاؤول، وعلى الرغم من ذلك هاجمها الصهاينة قرابة الساعة الثالثة فجرا وذبحوا الأطفال والشيوخ والحوامل.
وأضاف أبو أشرف المقيم بالقدس "كان والدي مريضا، وعند سماع إطلاق النار تركنا وخرج مع بعض الرجال ببنادقهم للتصدي للصهاينة، وفي حوالي الساعة التاسعة صباحا دخل أربعة أشخاص من العصابات الصهيونية منزلنا، اثنان منهم وضعا لغما قديما في المنزل، حيث كانت أمي في وضع ولادة، وتحركت من تحت الغطاء فأطلقوا عليها النار وأصابوها إصابة خطيرة ظلت تعاني منها طيلة حياتها".
ويتابع "إخوتي اختبؤوا خلف أكياس إسمنت، وطلبت مني أختي الهروب من فتحه صغيرة إلى قرية عين كارم، ثم رفعتني ونزلت من خلال الفتحة فشاهدت جنديا صهيونيا يسكب الماء على امرأة مصابة ليعرف فيما بعد أن الجندي قتلها وسقطت من منزلها".
عاد أبو أشرف للخلف بعد أن شاهد الجندي ومن ثم غادر الجندي ليرى عميه الاثنين مقتولين وقد ألقيت عليهما جثة معلمة المدرسة التي حاولت إسعافهما، غير أن رصاصات العصابات الصهيونية قتلتها هي الأخرى.
استمر أبو أشرف بالسير باتجاه عين كارم وشاهد عددا من المقاومين بينهم ابن عمه فساعدوه على الهرب إلى عين كارم ليلتقي بوالده هناك ويخبره أن أخته قتلت بناء على طلبها حيث خشيت على شرف العائلة وعرضها.
من جانبه قال عضو مؤسسة ذكرى دير ياسين الدكتور فرانسيس لويس، الذي استضاف أبو أشرف في منزله، سمعت أن أبو أشرف يتجول بلندن ويتحدث عن مشاهداته لذلك طلبت منه أن يخاطب البريطانيين من منزلي.
وأوضح لويس أنهم يسمعون كثيرا عن الهولوكوست والمحرقة التي أصبحت سلاحا قويا في قمع الفلسطينيين، وقال "هذه فرصة للاستماع للحقيقة من شاهد على مجزرة دير ياسين التي حدثت على أيدي نفس الأشخاص الذين كانوا في ياد فاشيم".
عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الإثنين 30 مايو 2022, 9:36 am عدل 1 مرات
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: مذبحة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في قرية دير ياسين عام 1948 الأحد 10 أبريل 2016, 6:35 am
مذبحة "دير ياسين" .. الجرح الذي لا يندمل (إطار)
في الذكرى الـ68 لوقوع المذبحة
في منتصف ليل التاسع من نيسان/إبريل عام 1948؛ هاجمت العصابات الصهيونية غدرا قرية "دير ياسين" (الواقعة غربي مدينة القدس المحتلة) من محاور عدة، مستغلين غياب رجال القرية الذين خرجوا للمشاركة في "معركة القسطل"، وآخرين ذهبوا للقدس للمشاركة في تشييع القائد عبد القادر الحسيني.
ارتكبت المجزرة منظمتان عسكريتان صهيونيتان هما "الإرجون" (التي كان يتزعمها مناحم بيغين، رئيس الوزراء الإسرائيلي فيما بعد) و"شتيرن ليحي" (التي كان يترأسها إسحق شامير الذي خلف بيغين في رئاسة الوزارة)، باتفاق مسبق مع عصابات "الهاجاناه" الصهيونية.
حيث بدأت العصابات في تلك الليلة مجتمعة وبكامل عتادها العسكري بنسف بيوت القرية واحدًا تلو الآخر، وإحراق بيوت أخرى بمن فيها، فحاولت النساء والأطفال الخروج من القرية طلبا للنجاة، فما كان من عصابات الصهيونية إلا أن سارعت بحصد من وقع في مرمى أسلحتهم، وتم تمشيط القرية وتجميع من بقي على قيد الحياة وأطلقوا عليهم الرصاص، لتخلف المجزرة ثلاثمائة وستين شهيدًا كما ورد بشهادة مندوب الصليب الأحمر الدكتور جاك دو رينيه، في حينه.
وبحسب روايات بعض ممن نجوا؛ فإن العصابات الصهيونية قامت بالتمثيل بالجثث، وبقر بطون النساء الحوامل والمراهنة على نوع الأجنة، وقتل الأولاد والتمثيل بهم أمام أعين أمهاتهم، وتقطيع الأيدي والأوصال والأعضاء التناسلية، وقتل الأحياء حرقًا، وترك الجثث بالعراء، إضافة إلى ممارسات مشينة ارتكبت بحق الفتيات الفلسطينيات الصغيرات، ومن ثم قاموا بذبحهن.
وأُلقي بثلاثة وخمسين من الأطفال الأحياء وراء سور المدينة القديمة، واقتيد خمسة وعشرون من الرجال الأحياء في حافلات ليطوفوا بهم داخل القدس طواف النصر على غرار الجيوش الرومانية القديمة، ثم تم إعدامهم رمياً بالرصاص. وألقيت الجثث في بئر القرية وأُغلق بابه بإحكام لإخفاء معالم الجريمة. بينما قام أفراد الهاجاناه الذين احتلوا القرية بجمع جثث أخرى في عناية وفجروها لتضليل مندوبي الهيئات الدولية وللإيحاء بأن الضحايا لقوا حتفهم خلال صدامات مسلحة.
وكانت هذه المذبحة، وغيرها من أعمال الإرهاب والتنكيل، إحدى الوسائل التي انتهجتها المنظمات الصهيونية المسلحة من تفريغ فلسطين من سكانها عن طريق الإبادة والطرد.
وقد عبَّرت الدولة العبرية عن فخرها بمذبحة دير ياسين، بعد 32 عاماً من وقوعها، حيث قررت إطلاق أسماء المنظمات الصهيونية: الإرجون، وإتسل، والبالماخ، والهاجاناه على شوارع المستوطنة التي أُقيمت على أطلال القرية الفلسطينية
كانت مذبحة دير ياسين، (التي تحلّ ذكراها يوم التاسع من إبريل/ نيسان)، ركناً أساسياً في تنفيذ خطة التطهير العرقي في فلسطين، ولولاها وغيرها من المذابح لما تسنّى إقامة الكيان الإسرائيلي.
وتأكيدًا لذلك؛ فقد أرسل مناحم بيغين (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق) برقية تهنئة إلى رعنان قائد "الإرجون" المحلي قال فيها: "تهنئتي لكم لهذا الانتصار العظيم، وقل لجنودك إنهم صنعوا التاريخ في إسرائيل".
وفي كتابه المعنون الثورة كتب بيغين يقول: إن مذبحة دير ياسين أسهمت مع غيرها من المجازر الأخرى في تفريغ البلاد من 650 ألف عربي. وأضاف قائلاً: "لولا دير ياسين لما قامت إسرائيل".
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: مذبحة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في قرية دير ياسين عام 1948 الأحد 10 أبريل 2016, 8:01 am
سلامٌ إلى دير ياسين وقانا
9 نيسان 2016 | في مثل هذا اليوم، وحدهم #الفلسطينيون يتذكرون ما حدث قبل 68 سنة. وقد ينسى بعضهم على وقع اللهاث اليومي على الحواجز #الاسرائيلية وهرباً من رصاص عبثي وقتل متعمد، ويتناسى البعض الآخر في ظل الخلافات الداخلية والانقسام الذي لا تلغيه المصالحات الشكلية. في زمن الذاكرات العربية المثقوبة والمجازر اليومية في #سوريا و#العراق و#اليمن، هل نستعيد ما حدث بعيد منتصف ليل التاسع من نيسان 1948؟ المكان دير ياسين، قرية زراعية تبعد ستة كيلومترات عن القدس غرباً وترتفع 700 متر عن سطح البحر. الساعة الثالثة فجر يوم جمعة. معظم الرجال خارجها يشاركون في معركة بلدة القسطل المجاورة التي قاتلت بشراسة حتى سقطت صباح الثامن من نيسان وشُيع قائد مقاومتها عبدالقادر الحسيني في المسجد الأقصى. من محاور الشرق والشمال والجنوب اقتُحمت دير ياسين من عصابتي "أرغون" و"شتيرن ليحي" اليهوديتين العسكريتين، وكل منهما برئاسة رجل صار رئيساً لورزاء الدولة التي قامت لاحقاً وسُميت اسرائيل. أحرق أزلام مناجيم بيغن وإسحق شامير المدججين بأسلحة كثيرة والمدعومين من دبابات، المنازل بمن فيها، وفجروا الأرزاق بالديناميت. قتلوا كل من حاول الفرار بالرصاص والسكاكين، فسقط 360 فلسطينياً في إحصاء للجنة الدولية للصليب الأحمر، وهم أكثر من نصف سكان دير ياسين. قاوم الموجودون من رجال القرية وشبانها، وعددهم نحو 80 شخصاً، بما استطاعوا وما امتلكوا من أسلحة بدائية، فأردوا أربعة من المهاجمين الذين استدعوا تعزيزات من قيادة "الهاغاناه". لكن المعركة لم تكن متكافئة، فانتهت بمذبحة. صُفَ كثيرون على الجدران وأُعدموا جماعياً. وفي شهادات ناجين يتناقلها فلسطينيون من جيل إلى آخر ووثقتها "شبكة القدس الإخبارية" أن بطون الحوامل بُقرت وبُترت أثداؤهن، وذُبحت نساء واغتُصبت فتيات، وقُتل الأطفال أمام أمهاتهن وأُلقي بعضهم أحياء وراء أسوار المدينة القديمة. وقُطعت أطراف الرجال وأعضاؤهم التناسلية. وتحول بئر القرية مقبرة جماعية وفاحت رائحة الموت بدل زهر الفواكه في مطلع الربيع. واقتيد 25 رجلاً إلى داخل التجعات اليهودية في القدس في عرض للتباهي مستوحى من المقاتلين الرومان، قبل قتلهم بالرصاص. وبعد المذبحة تغيرت هوية القرية المستباحة فاستوطنها يهود لإخافة سكان القرى المجاورة وتهجير سكانها طوعاً ليتوزعوا في شتات لا ينتهي. ويُعتقد أن وحدات تابعة لجيش الإنقاذ العربي كانت على مسافة دقائق من القرية، لكنها لم تتدخل للتصدي للعصابات اليهودية بحجة قرب موعد انسحابها وعدم تلقيها أوامر بمساندة أهل القرية ورفض كتيبة بريطانية السماح لها بالتقدم. ويُقال إن فتاة فلسطينية استلقت لساعات إلى جانب أقربائها الموتى، تُمثل الموت لتنجو منها، تمكنت من الفرار واستنجدت بالوحدات العربية. كانت في حال يُرثى لها لكنها قوبلت بالتجاهل، وكانت تلك الخيبة الأولى وتلتها خيبات كثيرة من العرب. وبعد سنين قال بيغن متباهياً إنه لولا سقوط دير ياسين لما أمكنَ قيام اسرائيل. فبعدها توالت المجازر في الطنطورة حيث دُفن الفلسطينيون أحياء، والدوامية حيث سقط 500 شخص، ومعها دهمش ويازور وسعسع ودير الشيخ وعقور وعلار وسواها كثير. كل تلك المجازر التي يقارب عددها المئة أدت إلى تهجير 350 مدينة وقرية من أصل 450 سيطرت عليها العصابات اليهودية في عملية تطهير عرقي ممنهجة. كان ذلك قبل زمن محكمة الجنايات الدولية والمنظمات الغربية المدافعة عن حقوق الإنسان، فمر إجرام العصابات، ولا يزال من دون عقاب. فلم يمثل بيغين وشامير وبعدهما أرييل شارون وشمعون بيريس وإيهود باراك وبنيامين نتنياهو أمام القضاء الدولي بتهمة التطهير العرقي وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ولا صدرت مذكرة توقيف دولية بحقهم على غرار عمر البشير ورادوفان كرادزيتش. بخلاف دارفور وسريبرينيتشا، لا تزعج العدالة الدولية نفسها بالتحقيق وتقصي الحقائق عند أطراف القرى الفلسطينية وراء جدار الفاصل حيث يقضم الاستيطان الأراضي وتُقتلع الأشجار وتُدك المنازل. ولا يدخل المحققون الدوليون المعتقلات الاسرائيلية حيث يقاوم الأسرى بلحمهم الحي المضرب عن الطعام ويُحتجز قُصر وبالغون من دون محاكمات ويُجردون من الحماية القانونية. ولو أراد الفلسطينيون إحياء ذكرى الجرائم كلها، لأمضوا أيام السنة يبكون على قرى وناس. ومع ذلك، لا ينسون ولا يعتبرون أن الحقوق تسقط بالتقادم. اليوم خرجوا في تظاهرات مستذكرين الضحايا الأوائل على درب الجلجلة الأطول في العالم. اليوم أيضاً سقط جرحى بالرصاص الاسرائيلي والغاز المسيل للدموع. اليوم أيضاً رشقوا جنوداً اسرائيليين بالحجارة ورفعوا العلم والكوفية وشارة النصر. من دير ياسين إلى قانا في جنوب لبنان، لم تتوقف المجازر وإن اختلفت الأدوات. وإذ نتذكر دير ياسين في 9 نيسان، لا ننسى أن الذكرى العشرين لمجزرة قانا الأولى في 18 نيسان تحل بعد أيام. سلامٌ لأرواح الأبرياء هنا وهناك، ضحايا العصابات التي سرقت وطناً وأقامت لها دولة.
عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الإثنين 30 مايو 2022, 9:37 am عدل 1 مرات
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: مذبحة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في قرية دير ياسين عام 1948 الإثنين 11 أبريل 2016, 3:44 am
من دير ياسين إلى «جنين غراد» من دير ياسين إلى «جنين غراد»
الدستور - اعداد: قسم الشؤون الفلسطينية - جمانة أبو حليمة - رام الله - محمد الرنتيسي ارتكبت العصابات الصهيونية سلسلة مجازر بحق الشعب الفلسطيني منذ العام1948، فخلال تلك السنة نفذ العدو الصهيوني 37 مجزرة بحق الشعب الفلسطيني، لاقتلاعه وتهجيره عن أرضه، فاستشهد فيه حوالي 15 ألف فلسطيني وتحول أكثر من نصف أهل فلسطين الى لاجئين. ولم تتوقف الجرائم والمجازر منذ ذلك الحين. وقد شهد شهر نيسان أكثر تلك المجازر عددا وأبشعها. منذ العام 1948 والمجازر والانتهاكات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني مستمرة، لكن مذبحة دير ياسين كانت الأبشع. فقد حدثت في قرية دير ياسين، التي تقع غربي القدس في التاسع من أبريل عام 1948 على يد الجماعتين الصهيونيتين: أرغون وشتيرن. أي بعد أسبوعين من توقيع معاهدة سلام طلبها رؤساء المستوطنات اليهودية المجاورة ووافق عليها أهالي قرية دير ياسبن. وكما ذكر موقع بوابة فلسطين فقد راح ضحية هذه المذبحة أعدادا كبيرة من سكان تلك القرية من الأطفال وكبار السن والنساء والشباب. لكن ما زال عدد من ذهب ضحية هذه المذبحة مختلف عليه، اذ تذكر المصادر العربية والفلسطينية أن ما بين 250 إلى 360 ضحية تم قتلها، بينما تذكر المصادر الغربية أن العدد لم يتجاوز 107 قتلى. ويمكن القول ان مذبحة دير ياسين كانت عاملاً مهماً في الهجرة الفلسطينبة إلى مناطق أُخرى من فلسطين والبلدان العربية المجاورة، لما سببته من حالة رعب عند المدنيين. ولعلها كانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير في إشعال الحرب العربية الإسرائيلية في العام 1948. لقد أضفت المذبحة حقداً إضافياً على الحقد الموجود أصلاً بين العرب والإسرائيليين. فتنامت الكراهية والأحقاد بين الفلسطينيين واليهود في العام 1948 وازدادت بعد قرار المملكة المتحدة سحب قواتها من فلسطين مما ترك حالة من عدم الاستقرار في فلسطين. لقد اشتعلت الصراعات المسلحة بين العرب واليهود بحلول ربيع 1948 عندما قام جيش التحرير العربي والمؤلّف من الفلسطينيين ومتطوعين من مختلف البلدان العربية على تشكيل هجمات على الطرق الرابطة بين المستوطنات اليهودية وقد سمّيت تلك الحرب بحرب الطرق، حيث أحرز العرب تقدّماً في قطع الطريق الرئيسي بين مدينة تل أبيب وغرب القدس مما ترك 16% من جُل اليهود في فلسطين في حالة حصار. آنذاك قرر اليهود تشكيل هجوم مضاد للهجوم العربي على الطرقات الرئيسية فقامت عصابة شتيرن والأرجون بالهجوم على قرية دير ياسين على اعتبار أن القرية صغيرة ومن الممكن السيطرة عليها مما سيعمل على رفع الروح المعنوية اليهودية بعد خيبة أمل اليهود من التقدم العربي على الطرق الرئيسية اليهودية ودفع المواطنين الفلسطينيين الى الرحيل. حدث الهجوم قرابة الساعة الثالثة فجراً، وتوقع المهاجمون أن يفزع الأهالي من الهجوم ويبادروا إلى الفرار من القرية. وهو الهدف الرئيسي من الهجوم، كي يتسنى لليهود الاستيلاء على القرية. انقضّ المهاجمون اليهود تسبقهم سيارة مصفّحة على القرية وفوجيء المهاجمون بنيران القرويين التي لم تكن في الحسبان وسقط من اليهود 4 من القتلى و32 جرحى. طلب بعد ذلك لمهاجمون المساعدة من قيادة الهاجاناه في القدس وجاءت التعزيزات، وتمكّن المهاجمون من استعادة جرحاهم وفتح الأعيرة النارية على القرويين دون تمييز بين رجل أو طفل أو امرأة. ولم تكتف العناصر اليهودية المسلحة من إراقة الدماء في القرية، بل أخذوا عدداً من القرويين الأحياء بالسيارات واستعرضوهم في شوارع الأحياء اليهودية وسط هتافات اليهود، ثم العودة بالضحايا إلى قرية دير ياسين وتم انتهاك جميع المواثيق والأعراف الدولية حيث جرت أبشع أنواع التعذيب، فكما قال مراسل صحفي عاصر المذبحة «إنه شئ تأنف الوحوش نفسها ارتكابه فقد تم اغتصاب فتيات وتعذيبهن «. لقد استخدمت العصابات الصهيونية في قرية دير ياسين جميع الاساليب الوحشية من تعذيب واعتداء وبتر أعضاء وذبح الحوامل والمراهنة على نوع الأجنة، كما انه أُلقي بحوالي 53 من الأطفال الأحياء وراء سور المدينة القديمة، واقتيد 25 من الرجال الأحياء في حافلات ليطوفوا بهم داخل القدس طواف النصر على غرار الجيوش الرومانية القديمة، ثم تم إعدامهم رمياً بالرصاص، ومثلوا بجثثهم بشكل بشع؛ بقطع للآذان وتقطيع للأعضاء وبقر لبطون النساء وألقوا بالأطفال في الأفران المشتعله، وحصد الرصاص كل الرجال ثم ألقوا بالجميع في بئر القرية،وألقيت الجثث في بئر القرية وأُغلق بابه بإحكام لإخفاء معالم الجريمة. ويذكر لنا موقـــــع الحـــاج أبو محمــــود الياســـــيني أسماء شهداء قرية دير ياسين الباسلة الذين سقطوا بتاريخ941948 وهم حسب الحمايل: حمولة عقل: الحاج أسعد رضوان،محمد أسعد رضوان، رضوان أسعد رضوان، عمر أحمد أسعد رضوان،الحاج اسماعيل عطية، زوجته آمنة الكوبرية، ربحي اسماعيل عطية، محمد اسماعيل عطية، زوجتة سارة الكوبرية، محمود محمد اسماعيل عطية، موسى محمد اسماعيل عطية، الحاجة عايشة رضوان، الحاجة صبحة رضوان، الحاج محمد زهران، زوجته فاطمة عيد، علي محمد زهران، محمد علي محمد زهران، طفل صغير لعلي زهران، بسمة أسعد رضوان، فاطمة جمعة زهران، صفية جمعة زهران، فتحي جمعة زهران، فتحية جمعة زهران، يسرى جمعة زهران، ميسر جمعة زهران، طفلة صغيرة لجمعة زهران، فاطمة حبسة زوجة موسى زهران، محمد موسى زهران،زوجته زينب المالحية «حامل»، سعيد موسى زهران، زينب موسى زهران، رسمية موسى زهران، الحاج محمود زهران، محمد محمود زهران، رقية زوجة أحمد زهران، نظمية أحمد زهران، نظمي أحمد زهران، سميحة أحمد زهران. حمولة جابر: الحاج جابر مصطفى جابر، محمود مصطفى جابر، خليل مصطفى جابر، توفيق جبر جابر، جبر توفيق جبر جابر، أحمد حسن جابر، سعيد محمد سعيد جابر، فؤاد الشيخ خليل جابر، سليم محمد سليم جابر. حمولة حميدة: يوسف أحمد عليا، عيسى أحمد عليا، محمد عيسى أحمد عليا، عبد الرحمن حامد، محمود حسين حامد. حمولة عيد: جميل عيسى محمد عيد، عيسى محمد عيسى عيد، اسماعيل الحاج خليل عيد، علي الحاج خليل عيد، صالحية محمد عيسى عيد، اسماعيل شاكر مصطفى. حمولة شحادة: الحاج عايش زيدان، حلوة زيدان، محمد الحاج عايش زيدان، حسن علي زيدان، زوجته فاطمة سمور، علي حسن زيدان، عبدالله عبد المجيد سمور، محمد محمود اسماعيل الطبجي، موسى اسماعيل الشرش، مصطفى علي زيدان، زوجته خضرة البيتونية، عابدة زوجة علي مصطفى، محمود علي مصطفى، تمام زوجة موسى مصطفى، شفيق موسى مصطفى، ميسر موسى مصطفى، شفيقة موسى مصطفى، يسرى موسى مصطفى، سامية موسى مصطفى، محمود محمد جودة، محمد جودة حمدان، فضة زوجة المختار، سمور خليل محمد اسماعيل، حسين اسماعيل البعبلي، محمد خليل علي عايش، ظريفة محمد علي عايش،الحاج محمد سمور، الحاجة نجمة سمور. عائلة مصلح: محمد عبد علي مصلح، زوجته عزيزة مصلح، وطفة عبد محمد عبد مصلح،علي حسين مصلح. مواطنين من خارج القرية المعلمة حياة البلبيسي، الفران عبد الرؤوف الشريف، ولده حسين عبد الرؤوف الشريف. وفي أعقاب مذبحة دير ياسين تزايدت الهجرة الفلسطينية إلى البلدان العربية المجاورة نتيجة الرعب الذي دبّ في نفوس المواطنين الفلسطينيين من هول أحداثها. وفي العام 1980 استوطن اليهود القرية، بعد أن أعادوا البناء فيها فوق أنقاض المباني الأصلية وأسموا الشوارع بأسماء مقاتلين من منظمة «الآرغون» الذين نفذوا المذبحة. سيظل شهر نيسان، شاهدًا على حجم الجرائم، التي ارتكبتها قوات الاحتلال، ضد أبناء الشعب الفلسطيني، في رام الله ونابلس ومخيم جنين، وكافة المدن الفلسطينية، خلال الحملة العسكرية التي أطلقت عليها اسم «السور الواقي».. كما سيظل شاهدًا على مدى إرهاب وعنف العصابات الصهيونية، التي لم تتورع عن هدم البيوت على رؤوس ساكنيها، بعد أن عجزت عن المواجهة في ساحات القتال، فتكبدت عشرات القتلى والجرحى، بالرغم من قلة عدد المقاومين وعتادهم، مقارنة بما تمتلكه هذه العصابات المهاجمة من طائرات ودبابات وصواريخ وغيرها. فقد مثلت «مجازر نيسان» التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين قبل (14) عاماً، العام (2002)، جريمة نكراء قلّ نظيرها في التاريخ المعاصر، حين أقدمت على قتل المواطنين الآمنين، وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، والمنشآت والمرافق وتسويتها بالأرض، واستهدفت طواقم الإسعاف ومندوبي المنظمات الدولية، متحدية بذلك المجتمع الدولي والرأي العام العالمي، والضمير الإنساني ومشاعر كل محبي السلام في العالم. تاريخ أسود تاريخياً، لاقى الشعب الفلسطيني على أيدي المحتلين، ألواناً من الإرهاب والمجازر، ضمن برنامج «التطهير العرقي» الذي تبنته الحركة الصهيونية، لإفراغ فلسطين من سكانها العرب، والعمل على إحلال اليهود مكانهم، وعندما تسترجع ذاكرة التاريخ، ترى الدماء وهي تسيل من الأطفال، وتسمع الصراخ والعويل من النساء والشيوخ، وهل ننسى تعليمات «رابين» وهو يأمر جنوده بتكسير عظام الأطفال، لأن أحدهم ربما ألقى حجراً على دورية احتلالية مصفحة؟!. ولا زال التاريخ، يختزل عمق المآسي الفلسطينية، فمن دير ياسين، إلى قبيا وكفر قاسم.. ومن صبرا وشاتيلا إلى الحرم الإبراهيمي و»عيون قارة».. ومن مذبحة جنين إلى مجازر غزة، سجلّ يضع إسرائيل على قائمة التاريخ الأسود. رام الله وحصار المقاطعة كانت البداية من مدينة رام الله، عندما اجتاحت المدينة مئات الدبابات وناقلات الجند المدرعة، تعززها من الجو مروحيات قتالية، ولم تمضِ ساعات قليلة، حتى سيطرت قوات الاحتلال عليها بالكامل، وفرضت حظر التجول، وشرعت في إطلاق النار، على كل شيء يتحرك. فقد المواطنون في اليوم الأول (6) شهداء، وبقيت الأعداد تتزايد، حتى اكتظت ثلاجات مستشفى رام الله بحثث الشهداء، فدفن أكثر من (38) شهيداً بينهم (3) نساء، في قبر جماعي، في الساحة المقابلة للمستشفى، ومارست قوات الاحتلال إعدامات خارج نطاق القانون، كما جرى مع خمسة شهداء من قوات الأمن الوطني الفلسطيني، أعدمتهم قوات الاحتلال بدم بارد داخل إحدى البنايات التي لجأوا إليها، كما استخدمت تلك القوات، الفلسطينيين دروعاً بشرية، كما جرى مع المحاصرين في عمارة النتشة، ودمرّت مراكز أمنية للسلطة الفلسطينية، واعتدت على المراكز والمحلات التجارية، بينما عزلت الرئيس «أبو عمار» بين كومة من الحجارة، في مقره بالمقاطعة. علبة لحمة للجميع حرص الرئيس أبو عمار، على أن يتم توفير الطعام على قلته، للمتضامنين الدوليين، الذي أمّوا المقاطعة للتضامن معه، وكان يقول لمرافقيه: «المتضامنون هم الفدائيون الحقيقيون».. وذات يوم، وأثناء محاكمة أعضاء «الجبهة الشعبية» المتهمين بقتل الوزير الإسرائيلي «رحبعام زئيفي»، أعلن المتضامنون الدوليون إضرابهم عن الطعام، فقال أبو عمار: «ألم أقل لكم أنهم الفدائيون الحقيقون»؟. ومن المشاهد الإنسانية للرئيس عرفات، في الظرف القاسية، أنه عندما افتقد أحد المتضامنين الأجانب، ويدعى «بول نيكلسون» الذكرى الخامسة والعشرين لزواجه، بعيداً عن أسرته، طلب الرئيس من مرافقيه، عمل حفلة له بالمناسبة، لكنه سأل عن الأمكانيات المتوفرة فلم يجد شيئاً، وهنا بحث الرئيس في أغراضه الشخصية، فوجد «علبة لحمة» مخبئة منذ زمن، فقرر تقديمها لإقامة الحفل.. وبالقعل جرى تقطيعها ليأكل منها الجميع، وعلى ضوء الشموع، إذ كانت المقاطعة ترزح تحت ظلام دامس طوال الحصار. السور الواقي جاءت عملية «السور الواقي» كمحاولة للقضاء على «إنتفاضة الأقصى» أو ما عُرف بـ»الإنتفاضة الثانية»، وحشدت إسرائيل لهذا الغرض (30000) جندي، وأعادت احتلال كافة المدن الفلسطينية، واستشهد نتيجة لذلك (4412) فلسطينياً، فضلاً عن أضعاف هذا العدد من الجرحى، وكانت أصعب العمليات العسكرية، في مخيم جنين، حيث استشهد (107) فلسطينيين، وجرح أكثر من (355)، وهدمت جرافات الاحتلال عشرات المنازل وسوتها بالأرض، وشردت أصحابها، فتكرر مشهد «النكبة» في المخيم، ومنهم من عاش النكبة مرتين، بعد الأولى العام (1948).. وتالياً في مدينة نابلس، حيث استشهد (90) فلسطيني، وأصيب (264) بجراح. «عش الدبابير» كانت البداية في رام الله، وسرعان ما امتدت إلى كافة مدن الضفة، ليستقر مسرح العمليات أخيراً في جنين «معقل الاستشهاديين»، فاجتاحت قوات كبيرة من جيش الاحتلال معززة بالدبابات وناقلات الجنود ومدعومة بالطائرات مدينة ومخيم جنين، ظانين أن الأمر سيحسم خلال ساعات، لكنهم فوجئوا بمقاومة شرسة كبدتهم العشرات من القتلى والجرحى، وطال الوقت في هذه العملية على جيش الاحتلال، وما أن اشتد الكرب على هؤلاء المحتلين، حتى صدرت الأوامر للطائرات بتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها من النساء والشيوخ والأطفال، فدُمرت وتضررت آلاف المنازل، وشُرّدت مئات الأسر، وأصبحت دون مأوى. كانت المأساة كبيرة، وتشهد بارتكاب جرائم إبادة وتطهير يعاقب عليها القانون الدولي، لكن الاحتلال لم يفسح المجال لوسائل الإعلام ولا للمنظمات الدولية والإنسانية بدخول مخيم جنين، إلا بعد أيام من انتهاء المجزرة، ليقوم بطمس معالم الجريمة وإخفاء أدلة الإدانة. اعتبرت قوات الاحتلال مخيم جنين هدفاً لعملياتها واصفة إياه بـ»عش الدبابير» وحاولت اقتحامه أكثر من مرة، وعادةً ما كانت تُواجَه بمقاومة باسلة، إلى أن قررت حكومة الاحتلال إعادة احتلال الضفة الغربية بالكامل، بما فيها المخيم، حيث حشدت المئات من دباباتها وآلياتها المدرعة، في أوسع عملية احتلال للمدن الفلسطينية. كانت الأجواء ماطرة وعاصفة، غير أن أمر وصول التعزيزات العسكرية الضخمة لم يكن مفاجأة لأحد، فبدأ المقاتلون يجهزون دفاعاتهم المتواضعة، ويعدّون العدة للمواجهة بما تيسر من إمكانيات، في حين تهيأ المواطنون بتأمين بعض المواد الغذائية، وبات الكل يدرك بأن الدور اليوم على جنين ومخيمها. اقترب صوت هدير الطائرات ومحركات الدبابات، وبدأ يطغى على الأصوات الأخرى، وما أن دخلت آليات الاحتلال إلى المدينة، حتى صدحت مكبرات الصوت من مساجد جنين ومخيمها، تدعوا المقاتلين والأهالي للاستعداد لخوض معركة الشرف والكرامة. كانت حرارة الإيمان والعزيمة لدى المقاتلين، تبدد برودة الطقس الماطر والعاصف، خاصة وأن أهالي جنين تمكنوا من صد محاولة الاجتياح الأولى بكل بسالة، غير أن الكل كان يتساءل.. كم سيستمر صمود المقاومة هذه المرة، وهل ستنجح إسرائيل في الانتقام من «عش الدبابير» كما توعدت قبيل الاجتياح الجديد..؟. «جنين غراد» لقد صنع المدافعون عن مخيم جنين، الملحمة الوطنية التي اعتز بها العالم الحر بأسره، فصمدوا عشرة أيام بإمكانياتهم المتواضعة أمام أكثر من (300) دبابة احتلالية ومئات الجنود المدججين بالسلاح، إضافة إلى الإسناد الجوي، ووصفت الصحافة المحلية والعربية مقاومة المدافعين عن جنين ومخيمها في تصديهم للاجتياح، بمقاومة المدافعين عن «ستالين غراد»، حتى أن الرئيس الراحل «أبو عمار» أطلقها مدوّية حينذاك، من قلب الحصار في مقر المقاطعة برام الله: «هذا شعب الجبارين، وهذه جنين جراد». وبعد أن عجزت قوات الاحتلال عن اقتحام مخيم جنين، واستبدلت وحدات جيشها أكثر من مرة، تضاعف العدوان الاحتلالي على المخيم، إذ بدأت الجرافات العسكرية الضخمة بهدم المنازل على من فيها وتسويتها بالأرض، دون أي اعتبارات إنسانية، فهدمت (445) منزلاً، ما أدى إلى تشريد أكثر من (5000) مواطن في رحلة لجوء وتشريد جديدة، وهذه المرة من المخيم إلى القرى المحيطة. جراح لا تبرأ مع إطلالة نيسان من كل عام، يستذكر أهالي جنين هذه المجزرة الرهيبة، ويستقبلونها بمشاعر ممزوجة من الفخر والألم، فإلى جانب التغني بأسطورة الصمود التي حطمها أبطال المخيم وقادة الخلايا العسكرية لمختلف الفصائل الفلسطينية، التي لبت النداء على قلب رجل واحد، فإن هذه الحادثة الأليمة قد تركت في قلوبهم وذاكرتهم جرحاً لا يبرأ. الشاب أحمد طوالبة، شقيق الشهيد محمود طوالبة، أحد قادة معركة الدفاع عن المخيم، قال في هذه المناسبة: «كنت في الخامسة عشرة من عمري وقت المجزرة، لكني لا زلت أتذكر لحظة سقوط أحد الصواريخ على بيت جارنا عبد الله أبو سرية، وكيف تطايرت نوافذ بيتنا، نزلنا لنتفقد أحوال الجيران، فوجدنا أفراد العائلة مدفونين تحت الردم، فأخذنا نحفر بأصابعنا، ووجدنا ابنهم «مصطفى» حياً، لكن بسبب عدم قدرة طواقم الإسعاف الوصول إلى المكان استشهد بين أيدينا». أما عن شهادة شقيقه محمود، فقال: «نتذكر محمود كل يوم، أما في ذكرى المجزرة فنتذكر بطولاته ورفاقه يوم أن حطموا أسطورة جيش الاحتلال، ويكفينا فخراً أن محمود استشهد واقفاً برصاصة قناص غادر، بعد أن حاصرهم داخل دباباتهم، وهو لا يملك غير بندقية «إم 16» والإيمان في قلبه». ويروي عماد أبو بكر، وهو ضابط إسعاف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، لحظات قيامه بواجبه الإنساني منذ اليوم الأول للاجتياح، فيقول: «مع بدء الاجتياح تحركنا بسيارة إسعاف وقد أخرجنا (25) جريحاً من بين أزقة وبيوت المخيم، إضافة إلى (13) شهيداً، لكننا لم نتمكن من جمع جثامين أخرى بسبب إطلاق النار تجاهنا بكثافة». ويضيف: «دبابات الاحتلال، كانت تطلق النار على سيارات الإسعاف، وأفشلت مهامنا أكثر من مرة، وفي أحد المرات، تركنا سيارة الإسعاف هاربين إلى داخل غرفة الطوارئ، واحتجزنا داخل المستشفى لمدة يومين». مشاهد مروعة لا زال المواطن المسن، أحمد حسين فراج، يجهل أين أصبحت زوجته، كما لا يجد أثراً لجثة ابنه الذي قال له الجيران انه استشهد، ومن شدة حزنه ومصابه يعجز عن تحديد مكان المنزل الذي كان فيه، والذي تحول إلى كومه من الحجارة، في مخيم جنين المستباح. لقد فقد الرجل صلته بالحياة، بفقدان أغلى ما يربطه بها، وبات يشعر بأنه كالميت، ويروي وهو ينحني فوق عصاته «حافي القدمين»، ما حدث له بعد أن قصفت طائرات الاحتلال المنطقة التي كان يسكنها في مخيم جنين، فيقول: «اختبأت في بداية الهجوم مع زوجتي وبناتي الثلاث وأبنائي الأربعة، في غرفة النوم، لاعتقادنا بأنها محمية أكثر من غيرها، من قصف الطائرات وقذائف الدبابات، وبعد ثلاثة أيام أشرت على العائلة بالمغادرة، كان كل همي إنقاذهم، وأنا بقيت لأرى ما يستجد». ويضيف وهو يجهش بالبكاء: «ذهبت البنات إلى أقرباء لهن، ورحلت زوجتي وولديّ الصغيرين اللذين لم يتجاوزا الثالثة عشرة من العمر، دون إن يأخذوا معهم شيئا، ومنذ ذلك الحين لم أسمع عنهم خبراً». ويستذكر لحظة خروجه من منزله فيقول: «رأيت الجرافات تقترب من بيتي فخرجت مسرعاً، فجنود الاحتلال لم يكلفوا أنفسهم عناء تفقد ما إذا كان هناك أحد في المنزل أم لا، ولو لم أنتبه لقتلوني». كانت أعنف المعارك تدور بين المقاومين وجيش الاحتلال في منطقة »الحواشين» وسط المخيم، فقامت قوات الاحتلال بتجريف المنطقة، ومعها جرفت منزل أحمد فراج، ومنذ ذلك الحين وهو يسكن عند معارفه، وقد أخبره الجيران أن ابنه عبد الرحمن استشهد، حيث رأى أحدهم جثته، ومنذ أيام المجزرة، لا يعرف شيئاً غير هذا، ويقول: «ابني الأكبر ذهب مع المجاهدين ولم يعد، أما «يحيى» فخرج من بين الأنقاض حياً، هذا ما قاله الناس». مجزرة قالونيا وقعت بتاريخ 12/4/1948 في قرية «قالونيا»، والتي تبعد عن مدينة القدس حوالي 7 كيلومترات. حيث هاجمت قوة من «البالماخ» الإرهابية الصهيونية القرية فنسفت عدداً من بيوتها، واستشهد جراء ذلك، 14 شخصاً من أهلها حسب أقل تقدير. مجزرة ناصر الدين وقعت مجزرة ناصر الدين بتاريخ 14/4/1948 في قرية ناصر الدين التي تبعد 7كيلومترات إلى الجنوب الغربي من مدينة طبريا، حيث أرسلت عصابتا «الأرغون» و»شتيرن» قوة يرتدي أفرادها الألبسة العربية وعندما دخلت القرية فتحت نيران أسلحتها على السكان، فاستشهد جراء ذلك 50 شخصاً، علماً بأن عدد سكان القرية الصغيرة آنذاك كان يبلغ 90 شخصاً. مجزرة حيفا وقعت في 22-4-1948 حيث هاجمت العصابات الصهيونية ليلاً مدينة حيفا من هدار الكرمل وقاموا باحتلال البيوت والشوارع والمباني العامة، مما أدى لاستشهاد 50 فلسطينيا، وجرح 200 آخرين. وقد فوجئ الموطنون بالهجوم فأخرجوا نساءهم وأطفالهم إلى الميناء لنقلهم إلى مدينة عكا، وأثناء ذلك هاجمتهم العصابات أيضا فاستشهد100 شخص من المدنيين وجرح 200. مجزرة طبرية وقعت مجزرة طبرية في 19-4-1948، حيث نسفت العصابات الإرهابية الصهيونية أحد منازل طبرية، مما اسفر عن استشهاد 14 شخصاً من سكانها. لم أدمّر كل شيء لم يشهد التاريخ، عدواناً بهمجية ووحشية العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، ففي خضم المجزرة المروعة في مخيم جنين، يقول الجندي الإسرائيلي، «موشي نيسيم»: «أردت تحويل المخيم إلى ملعب كرة قدم»، ويشير بفخر إلى أنه عمل مدة (72) ساعة دون توقف، لتدمير المنازل، ويضيف: «لم يكن يرف لي جفن وأنا أدمّر منازلهم، لأن ذلك سيحمي حياة جنودنا، وقد توسلت إلى الضباط المسؤولين، كي يسمحوا لي بتدمير كل شيء، فحين تتلقى أمراً بتدمير منزل، هناك دائماً بضعة منازل أخرى مجاورة «تزعجك».. أنا آسف لأني لم أدمر كل شيء».
عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الإثنين 30 مايو 2022, 9:37 am عدل 1 مرات
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: مذبحة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في قرية دير ياسين عام 1948 الأحد 16 أبريل 2017, 9:11 am
أبريل ..69 عاما على مجزرة دير ياسين..شهادة على الإرهاب اليهودي
تحل الذكرى الـ 69 لمجزرة دير ياسين، اليوم الأحد، والتي راح ضحيتها عدد كبير من أهالي القرية، عقب الهجوم الذي نفذته الجماعتين الصهيونيتين الارهابيتين "آرغون" و"شتيرن". وارتقى إلى العلا، في تلك المجزرة التي نُفذت يوم التاسع من نيسان 1948م، ما بين 250 إلى 360 شهيدا، قُتلوا بدم بارد، حيث قامت الجماعات الصهيونية باستهداف القرية الواقعة غرب مدينة القدس المحتلة، متوقعة أن يقوم أهالي القرية البالغ عددهم نحو 750 نسمة، في ذلك الوقت بالفرار منها، خوفا على حياتهم، ليتسنّى لهم الاستيلاء عليها . ووفق شهادات الناجين من المذبحة فإن الهجوم الارهابي على دير ياسين بدأ قرابة الساعة الثالثة فجراً، لكن الصهاينة في حينه تفاجأوا بنيران الأهالي التي لم تكن في الحسبان وسقط من اليهود 4 قتلى وما لا يقل عن 32 جريحا. وبعد ذلك طلبت هذه العصابات المساعدة من قيادة "الهاغاناة" في القدس وجاءت التعزيزات، وتمكّنوا من استعادة جرحاهم وفتح نيران الأسلحة الرشاشة والثقيلة على الأهالي دون تمييز بين رجل أو طفل أو امرأة. وكما يقول الكاتب الفرنسي باتريك ميرسييون عن تفاصيل هذه المجزرة: "إن المهاجمين لم يخوضوا مثل تلك المعارك من قبل، فقد كان من الأيسر لهم إلقاء القنابل في وسط الأسواق المزدحمة عن مهاجمة قرية تدافع عن نفسها، لذلك لم يستطيعوا التقدم أمام هذا القتال العنيف". وقد استعان الإرهابيون بدعم من قوات "البالماخ" في أحد المعسكرات بالقرب من القدس، حيث قامت من جانبها بقصف دير ياسين بمدافع الهاون لتسهيل مهمة العصابات المهاجمة. ومع حلول الظهيرة أصبحت القرية خالية تماماً من أي مقاومة، فقررت قوات "الآرغون" و"شتيرن" (والحديث للفرنسي ميرسييون) "استخدام الأسلوب الوحيد الذي يعرفونه جيداً، وهو الديناميت، وهكذا استولوا على القرية عن طريق تفجيرها بيتاً بيتاً". ووفق روايات شهود عيان، فإن المهاجمين اليهود، أوقفوا العشرات من أهالي دير ياسين إلى الجدران وأطلقوا النار عليهم، وأن هذه العناصر المتطرفة لم تكتف بإراقة الدماء، بل أخذت عدداً من الأهالي الأحياء بالسيارات واستعرضوهم في شوارع الحارات التي استولوا عليها في القدس من ذي قبل وسط هتافات عنصرية حاقدة. وكانت مجزرة دير ياسين عاملاً مؤثراً في الهجرة الفلسطينية إلى مناطق أُخرى من فلسطين أو البلدان العربية المجاورة، لما سببته من حالة رعب عند المدنيين، ولعلّها الشَّعرة التي قصمت ظهر البعير في إشعال الحرب العربية الإسرائيلية في عام 1948.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: مذبحة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في قرية دير ياسين عام 1948 الأحد 16 يوليو 2017, 1:19 am
هآرتس: وثائق عن تورط عصابات صهيونية بمجزرة دير ياسين التاريخ:15/7/2017
كشف الكاتب الإسرائيلي في صحيفة هآرتس عوفر أديرت النقاب عن وثيقة خطيرة من الأرشيف الإسرائيلي لحرب العام 1948، تنكأ مجددا جراحا نازفة من يوميات تلك الحرب، جاء فيها أن العصابات الصهيونية نفذت قبل نحو سبعين سنة عملية احتلال للقرية العربية دير ياسين الواقعة على طريق القدس وتل أبيب.
ونقل الكاتب اعترافات بعض من شاركوا في المذبحة التي شهدتها البلدة، فضلا عن مصادرتهم أموالا للمواطنين الفلسطينيين ومجوهرات وقعت في أيديهم، مشيرا إلى أن هذه الوثيقة تأتي ضمن فيلم وثائقي جديد اسمه "ولد في دير ياسين" يتناول هذه المذبحة التي بقيت وصمة عار على إسرائيل حتى الآن، كما قال.
وأوضح أديرت أن الهجوم الإسرائيلي بدأ على قرية دير ياسين صباح التاسع من أبريل/نيسان 1948، كجزء من حملة عسكرية لاقتحام الطريق إلى القدس، بمشاركة 130 مقاتلا من عصابات إيتسيل وليحي وهاغاناه، وأسقطت المذبحة 110 فلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وشيوخ.
ووصف أحد المشاركين في المجزرة كيفية هروب الفلسطينيين من منازلهم بسببها، قائلا "لم نكن هناك بقفازات من حرير، بل دخلنا منزلا إثر منزل، نلقي مادة متفجرة والسكان يهربون، تفجير يتلوه آخر، وفي غضون بضع ساعات لم يعد نصف القرية موجودا".
وقدم وصفا قاسيا عن حرق جثث القتلى بعد احتلال القرية، حيث أخذ الجنود الإسرائيليون القتلى الفلسطينيين، وجعلوهم في كومة واحدة، ثم أحرقوهم وبدت الرائحة الكريهة!
طمس الآثار
مشارك آخر في المذبحة زعم أنه لو كانت ثلاث مذابح أو أربعا على غرار دير ياسين لما تبقى فلسطيني واحد، بل كانوا قد هاجروا جميعا لاجئين إلى لبنان، والأردن وسوريا.
وأوضح أن الشعور الذي تولد لديه مما حصل في دير ياسين يشير إلى القتل وليس سواه، ويصعب عليه تفسيره بأنه تم في ظل الدفاع عن النفس.
ونقل عن يائير تسبان عضو الكنيست السابق ووزير عن حزب ميرتس قوله إن التقديرات التي سادت فور وقوع المذبحة أن منظمة الصليب الأحمر كانت ستأتي في كل لحظة، مما سرع بطمس آثار المذبحة، لأن نشر الصور والشهادات عما يحصل في القرية سيمس جدا بصورة الحركة الصهيونية حول العالم.
وأوضح أنه رأى عددا غير قليل من الجثث الفلسطينية، ولا يتذكر أنه شاهد جثة رجل مقاتل، ما يتذكره هو جثث النساء والشيوخ، ورأى فلسطينيين أُطلقت النار في ظهورهم، وفلسطيني ربطته العصابات الصهيونية بشجرة، ثم حرقوه، نافيا ادعاءات بعض المشاركين في المذبحة بأن القتلى الفلسطينيين أصيبوا في تبادل لإطلاق النار.
وختم بالقول "اليسار الإسرائيلي شبه المذبحة بجرائم النازيين، واعتبر المؤرخ اليهودي بيني موريس أن للمذبحة عدة نتائج سياسية وديمغرافية بعيدة الأثر، أهمها التسبب بوقوع الهرب الجماهيري للعرب من بلداتهم".
)الصحافة الإسرائيلية)
عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الخميس 27 فبراير 2020, 7:33 pm عدل 1 مرات
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: مذبحة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في قرية دير ياسين عام 1948 السبت 22 يوليو 2017, 6:56 am
غضب شديد بعد نشر الإعلام العبري تفاصيل عن مجزرة "دير ياسين" المروعة!
تل أبيب – وكالات: أثار ما نشرته صحيفة هآرتس العبرية، هذا الأسبوع حول مجزرة "دير ياسين" موجة غضب شديدة لدى الكثيرين وذلك لفظاعة التنكيل والتعامل مع جثث من سقط في تلك المجزرة المروعة. الجديد في التفاصيل التي أوردتها الصحيفة العبرية، هو أن المعلومات جاءت على لسان بعض مرتكبي المجزرة، وذلك في مقابلة خاصة أجرتها قبل سنوات المخرجة الإسرائيلية، نيتع شوشاني، التي سعت إلى القيام بتحقيق تاريخي حول المجزرة. وأشارت "هآرتس"، إلى أن مخرجة العمل الوثائقي، عملت على جمع إفادات عدد من الأشخاص الذين عايشوا "دير ياسين"، بالإضافة إلى وثائق من الأرشيف الرسمي في نفس الشأن تمكنت من الحصول عليها رغم معارضة إسرائيل حكومة وقضاء، بحجة أن من شأن ذلك أن "يمس بعلاقات الدولة الخارجية وبشرف الموتى". الشهادات الإسرائيلية الجديدة، حول فظائع مجزرة دير ياسين التي ارتكبتها عصابات "ليحي" و"إيتسيل" و"هاغانا"، تم الكشف عنها في إطار تصوير فيلم عن المجزرة للمخرجة الإسرائيلية. إحدى الشهادات الموثقة كانت على لسان شخص يدعى بن تسون كوهن، من عصابة "إيتسيل"، قال فيها: "لو كان هناك 3 أو 4 مذابح على غرار ما حصل في دير ياسين، لما تبقى عربي واحد في البلاد، مؤكدا أن هؤلاء اللاجئين (الفلسطينيين) في لبنان والأردن وسوريا ذهبوا إلى هنالك بسبب أحدهم. يوجد يهودي واحد يمكنه أن يقول: بسببي. أنا قدت دير ياسين". وعرض الفيلم رسالة عثر عليها في أرشيف عصابة "ليحي" لأحد مقاتليها كتب فيها أن المنظمة نفذت "يوم الجمعة الماضي، بالتعاون مع (إيتسل)، عملية احتلال ضخمة لقرية عربية على طريق القدس ــ تل أبيب ــ دير ياسين.. لقد قتلت في القرية العربية مسلحا أطلق النار علي، وفتاتين عمرهما نحو 16 إلى 17 عاما ساعدتا مطلق النار. أوقفتهما إلى الحائط وأطلقت عليهما رشقتين". ووصف عضو ليحي أعمال السلب والنهب التي نفذها هو ورفاقه قائلا: "صادرنا الكثير من المال والمجوهرات التي وقعت في أيدينا... كانت هذه عملية هائلة حقا، وليس صدفة أن اليسار يشهر بنا مرة أخرى". ويروي مشارك آخر في الجريمة شهادته والذي كان في حينه ضابط استخبارات في عصابة "هاغانا"، مردخاي جيحون أن "ذلك كان إحساسا واضحا بالقتل.. كان يصعب تفسيره بأنه تم في ظل الدفاع عن النفس. انطباعي كان أنه يتجه بقدر أكبر نحو المذبحة أكثر من أي شيء آخر". وفي رواية أخرى أكدها يائير تسبان، أحد أعضاء عصابة "جدناع" السابقين، قائلا إنه تم إرساله مع رفاقه لدفن جثث قتلى المجزرة على عجل، "كانت هناك خشية من أن يصل الصليب الأحمر في أي لحظة.. كان ينبغي طمس الآثار لأن نشر الصور والشهادات عما يحصل في القرية كان من شأنه أن يضر جداً بصورة حربنا التحريرية.. رأيت عددا كبيرا من الجثث.. لا أذكر أني رأيت جثة رجل مقاتل.. أتذكر أساسا نساء وشيوخا" وينفي تسبان في روايته للمأساة، ادعاءات بعض المشاركين في المذبحة بأن القتلى أُصيبوا في تبادل إطلاق نار، مؤكدا أنه رأى الناس وقد أُطلقت عليهم النار في ظهورهم، موضحا أن "شيخا وامرأة يجلسان في زاوية الغرفة ووجههما على الحائط وإصابتهما من الخلف". ووصف أحد مرتكبي المذبحة كيفية هروب الفلسطينيين من منازلهم بسببها، قائلا "لم نكن هناك بقفازات من حرير، بل دخلنا منزلا إثر منزل، نلقي مادة متفجرة والسكان يهربون، تفجير يتلوه آخر، وفي غضون بضع ساعات لم يعد نصف القرية موجودا". وقدم وصفا قاسيا عن حرق جثث القتلى بعد احتلال القرية، حيث أخذ الجنود الإسرائيليون القتلى الفلسطينيين، وجعلوهم في كومة واحدة، ثم أحرقوهم وبدت الرائحة الكريهة! وأكدت مخرجة الفيلم شوشاني، أنها حاولت الحصول على صور تاريخية عن المذبحة، إلا أنها اكتشفت أعدم وجود أي صور لـ"دير ياسين" منشورة، وأن كل ما استطاعت الحصول عليه بعد تقديمها طلب إلى الجيش الإسرائيلي، فقط صور لمقاتلين شاركوا في المذبحة، دون أي صورة لقتلى الفلسطينيين. وقالت شوشاني إنها أثناء عملية البحث عن الصور، تعرفت إلى ضابط استخبارات كان في الهاغانا وقت المجزرة، يدعى شرغا بيلد، الذي روى لها أنه تم إرساله إلى دير ياسين لتوثيق ما حصل، قائلا: "عندما وصلت إلى القرية، كان أول شيء صادفته شجرة كبيرة محترقة علق عليها شاب عربي.. ربطوه وأحرقوه مع الشجرة. لقد صورت هذا". وأكد بيلد أنه وثق صورا لعشرات القتلى الآخرين الذين تم تجميعهم في محجر قرب القرية، مشيرا إلى أنه سلم جميع الصور لمسؤوليه ولم يشاهدها بعد ذلك.
عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الإثنين 30 مايو 2022, 9:38 am عدل 1 مرات
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: مذبحة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في قرية دير ياسين عام 1948 الثلاثاء 25 يوليو 2017, 6:04 am
غضب شديد بعد نشر الإعلام الإسرائيلي تفاصيل عن مجزرة "دير ياسين"
أثار ما نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية هذا الأسبوع حول مجزرة "دير ياسين" موجة غضب شديدة لدى الكثيرين وذلك لفظاعة التنكيل والتعامل مع جثث من سقط في تلك المجزرة المروعة.
الجديد في التفاصيل التي أوردتها الصحيفة هو أن المعلومات جاءت على لسان بعض مرتكبي المجزرة، وذلك في مقابلة خاصة أجرتها قبل سنوات المخرجة الإسرائيلية، نيتع شوشاني، التي سعت إلى القيام بتحقيق تاريخي حول المجزرة.
وأشارت هآرتس إلى أن مخرجة العمل الوثائقي، عملت على جمع إفادات عدد من الأشخاص الذين عايشوا "دير ياسين"، بالإضافة إلى وثائق من الأرشيف الرسمي في نفس الشأن تمكنت من الحصول عليها رغم معارضة إسرائيل حكومة وقضاء، بحجة أن من شأن ذلك أن "يمس بعلاقات الدولة الخارجية وبشرف الموتى".
الشهادات الإسرائيلية الجديدة، حول فظائع مجزرة دير ياسين التي ارتكبتها عصابات "ليحي" و"إيتسيل" و"هاغانا"، تم الكشف عنها في إطار تصوير فيلم عن المجزرة للمخرجة الإسرائيلية.
إحدى الشهادات الموثقة كانت على لسان شخص يدعى بن تسون كوهن، من عصابة "إيتسيل"، قال فيها: "لو كان هناك 3 أو 4 مذابح على غرار ما حصل في دير ياسين، لما تبقى عربي واحد في البلاد، مؤكدا أن هؤلاء اللاجئين (الفلسطينيين) في لبنان والأردن وسوريا ذهبوا إلى هنالك بسبب أحدهم. يوجد يهودي واحد يمكنه أن يقول: بسببي. أنا قدت دير ياسين".
وعرض الفيلم رسالة عثر عليها في أرشيف عصابة "ليحي" لأحد مقاتليها كتب فيها أن المنظمة نفذت "يوم الجمعة الماضي، بالتعاون مع (إيتسل)، عملية احتلال ضخمة لقرية عربية على طريق القدس ــ تل أبيب ــ دير ياسين.. لقد قتلت في القرية العربية مسلحا أطلق النار علي، وفتاتين عمرهما نحو 16 إلى 17 عاما ساعدتا مطلق النار. أوقفتهما إلى الحائط وأطلقت عليهما رشقتين".
ووصف عضو ليحي أعمال السلب والنهب التي نفذها هو ورفاقه قائلا: "صادرنا الكثير من المال والمجوهرات التي وقعت في أيدينا... كانت هذه عملية هائلة حقا، وليس صدفة أن اليسار يشهر بنا مرة أخرى".
ويروي مشارك آخر في الجريمة شهادته والذي كان في حينه ضابط استخبارات في عصابة "هاغانا"، مردخاي جيحون أن "ذلك كان إحساسا واضحا بالقتل.. كان يصعب تفسيره بأنه تم في ظل الدفاع عن النفس. انطباعي كان أنه يتجه بقدر أكبر نحو المذبحة أكثر من أي شيء آخر".
وفي رواية أخرى أكدها يائير تسبان، أحد أعضاء عصابة "جدناع" السابقين، قائلا إنه تم إرساله مع رفاقه لدفن جثث قتلى المجزرة على عجل، "كانت هناك خشية من أن يصل الصليب الأحمر في أي لحظة.. كان ينبغي طمس الآثار لأن نشر الصور والشهادات عما يحصل في القرية كان من شأنه أن يضر جداً بصورة حربنا التحريرية.. رأيت عددا كبيرا من الجثث.. لا أذكر أني رأيت جثة رجل مقاتل.. أتذكر أساسا نساء وشيوخا"
وينفي تسبان في روايته للمأساة، ادعاءات بعض المشاركين في المذبحة بأن القتلى أُصيبوا في تبادل إطلاق نار، مؤكدا أنه رأى الناس وقد أُطلقت عليهم النار في ظهورهم، موضحا أن "شيخا وامرأة يجلسان في زاوية الغرفة ووجههما على الحائط وإصابتهما من الخلف".
ووصف أحد مرتكبي المذبحة كيفية هروب الفلسطينيين من منازلهم بسببها، قائلا "لم نكن هناك بقفازات من حرير، بل دخلنا منزلا إثر منزل، نلقي مادة متفجرة والسكان يهربون، تفجير يتلوه آخر، وفي غضون بضع ساعات لم يعد نصف القرية موجودا".
وقدم وصفا قاسيا عن حرق جثث القتلى بعد احتلال القرية، حيث أخذ الجنود الإسرائيليون القتلى الفلسطينيين، وجعلوهم في كومة واحدة، ثم أحرقوهم وبدت الرائحة الكريهة!
وأكدت مخرجة الفيلم شوشاني، أنها حاولت الحصول على صور تاريخية عن المذبحة، إلا أنها اكتشفت أعدم وجود أي صور لـ"دير ياسين" منشورة، وأن كل ما استطاعت الحصول عليه بعد تقديمها طلب إلى الجيش الإسرائيلي، فقط صور لمقاتلين شاركوا في المذبحة، دون أي صورة لقتلى الفلسطينيين.
وقالت شوشاني إنها أثناء عملية البحث عن الصور، تعرفت إلى ضابط استخبارات كان في الهاغانا وقت المجزرة، يدعى شرغا بيلد، الذي روى لها أنه تم إرساله إلى دير ياسين لتوثيق ما حصل، قائلا: "عندما وصلت إلى القرية، كان أول شيء صادفته شجرة كبيرة محترقة علق عليها شاب عربي.. ربطوه وأحرقوه مع الشجرة. لقد صورت هذا".
وأكد بيلد أنه وثق صورا لعشرات القتلى الآخرين الذين تم تجميعهم في محجر قرب القرية، مشيرا إلى أنه سلم جميع الصور لمسؤوليه ولم يشاهدها بعد ذلك.
المصدر: هآرتس+وكالات
إياد قاسم
عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الإثنين 30 مايو 2022, 9:39 am عدل 1 مرات
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: مذبحة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في قرية دير ياسين عام 1948 الثلاثاء 25 يوليو 2017, 6:06 am
أعدموا النساء والشيوخ وجمعوا جثثهم وأحرقوها
بالصور.. شهادات جديدة عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي في دير ياسين
كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن شهادات ووثائق جديدة، تتعلق بالمذابح التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في قرية دير ياسين الفلسطينية عام 1948. جاءت الوثائق من أرشيف جمعية أسست لتخليد تراث عصابات «ليحي» اليهودية، والتي تعد اختصارًا لـ"مقاتلي حرية اسرائيل". لقد كانت مذبحة دير ياسين الأولى من بين عدة أحداث شارك فيها مقاتلون يهود لقتل مدنيين في حرب فلسطين 1948 وبعدها. والحالة الشهيرة الأخرى هي ما حدث في مذبحة كفر قاسم في 1956، في اليوم الذي نشب فيه العدوان الثلاثي على مصر. من بينها وثيقة مؤلمة، كتبها أحد أعضاء التنظيم السري اليهودي قبل نحو 70 سنة، تلقي الزيد من الضوء على المذابح والجرائم البشعة التي ارتكبتها العصابات اليهودية ضد الفلسطينيين من أجل الاستيلاء على أراضيهم وطردهم من منازلهم. جاء في الوثيقة: «نفذت حركتنا يوم الجمعة الماضي، بالتعاون مع (عصابات) الايتسل عملية احتلال هائلة للقرية العربية الواقعة على طريق القدس تل أبيب، دير ياسين. وقد شاركت أنا في هذه العملية بشكل نشط للغاية»، كتب يهودا فدر، الذي كان لقبه "جيورا" في عصابات ليحي. ويواصل وصف دوره في المذبحة التي جرت هناك قائلا: "إنها المرة الأولى في حياتي، التي أقتل فيها عربا بيدي ويسقطون أمام عيني، قتلت في قرية عربية مسلحًا واحدًا، أطلق النار علي، وقتلت فتاتين عربيتين عمرهما 16 و17 عامًا، كانتا تساعدان العربي مطلق النار. أوقفتهما إلى الحائط وأطلقت عليهما طلقتان من الرشاش توميجان". هكذا وصف كيف أعدم الفتاتين، برشاش توميغان. إلى جانب ذلك، يروي عن أعمال السلب والنهب التي نفذها مع رفاقه في القرية الفلسطينية: "صادرنا الكثير من المال ومجوهرات ومصوغات ذهبية.. وأموال وقعت في أيدينا". وينهي الرسالة بكلمات: "كانت هذه عملية هائلة حقا ولا يشهر بنا اليسار مرة أخرى من فراغ." وهذه الرسالة واحدة من الوثائق التاريخية التي يكشف النقاب عنها في فيلم وثائقي جديد باسم «ولد في دير ياسين» للمخرجة نيتع شوشاني، التي كرست السنوات الأخيرة لتحقيق تاريخي شامل عن مذبحة دير ياسين، الذي يعد وصمة عار على جبين الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن، بحسب تعبير الصحيفة الإسرائيلية. وقبيل العرض الأول للفيلم في مهرجان القدس، عرضت شوشاني على «هآرتس» الشهادات التي جمعتها في القضية، نتيجة بحث واسع في الأرشيفات إلى جانب مقابلات عميقة مع آخر المشاركين في العملية ممن لا يزالون على قيد الحياة. بعضهم حطم أمامها صمتا يعود إلى عشرات السنين، أحيانا للمرة الأولى والأخيرة أمام الكاميرا. بدأ الهجوم على قرية دير ياسين في صباح 9 أبريل 1948، كجزء من «حملة نحشون» لاقتحام الطريق إلى القدس. وشارك فيها نحو 130 مقاتل من عصابات الايتسل والليحي اليهودية ممن تلقوا مساعدة من عصابات الهاجناة، التي أصبحت نواة الجيش الإسرائيلي بعد ذلك. واصطدم المقاتلون اليهود بمقاومة شديدة وبنار القناصة، وتقدموا بين منازل القرية ببطء مع إلقاء القنابل وتفجير المنازل. فقتل 4 من المقاتلين وأصيب العشرات. ويقول معظم الباحثين إن 110 من سكان القرية، بينهم نساء، أطفال وشيوخ، قتلوا فيها، بينما تقول تقارير أخرى أن العدد أكبر من ذلك. وتتضمن الفيلم شهادات عن كيفية قيام المقاتلين اليهود بحرق جثث الفلسطينيين، وكيف أنهم فجروا نصف منازل القرية فورا خلال نصف ساعة فقط. ويشهد البروفيسور والمقدم احتياط مردخاي جيحون، الذي كان ضابط استخبارات الهاجناة، وأرسل إلى دير ياسين مع انتهاء المعركة، إن ما حدث كان مذبحة شهدت قتل مدنيين أبرياء". يائير تسبان، نائب ووزير سابق عن ميرتس، روى في مقابلة بأنه بعد المذبحة، التي لم يشارك فيها، أرسل مع رفاقه من «الجدناع» (كتائب الشبيبة) لدفن جثث القتلى، خوفًا من وصول الصليب الأحمر في أية لحظة، "وينبغي طمس الآثار لأن نشر الصور والشهادات عما حدث في القرية سيمس جدًا بصورة حرب الاستقلال الإسرائيلية». وأكد أنه شاهد جثثًا كثيرة، خاصة من النساء والشيوخ، جميعهم تم إطلاق النار عليهم من ظهورهم. كما يصف المؤرخ بيني موريس في كتابه «ضحايا»، «كانت لدير ياسين نتائج سياسية وديمغرافية بعيدة الأثر»: بعدها وقع الهرب الجماهيري للعرب من بلداتهم. شرجا بيلد، البالغ من العمر 91 عامًا. كانت في وقت المذبحة رجل وحدة الاستخبارات في الهاجاناة. وروى بأنه بعد المذبحة تم إرساله إلى القرية مع كاميرا، لتوثيق ما رأته عيناه. فقال: "عندما وصلت إلى دير ياسين، كان أول شيء رأيته شجرة كبيرة يرتبط بها شاب عربي. وهذه الشجرة كانت بعد حريق. ربطوه وحرقوه. صورت هذا". وأضاف أنه صور من بعيد أيضا ما بدا كعشرات القتلى الآخرين الذين جمعوا في محجر قرب القرية. وسلم شريط الصور للمسؤولين عنه، على حد قوله، ومنذئذ لم يرَ الصور. وتقول الصحيفة الإسرائيلية إنه من المحتمل أن تكون هذه الصور جزءً من المادة البصرية التي تخبأ حتى اليوم في أرشيف الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع والتي تمنع الدولة نشرها حتى بعد 70 سنة. ورفعت شوشاني التماسا إلى محكمة العدل العليا قبل 10 سنوات، لكن المحكمة رفضت بعد أن ادعت الحكومة الإسرائيلية أن كشف هذه الصور والوثائق يمس بعلاقات الدولة الخارجية وكذا بـ «شرف الموتى». في 2010، بعد أن اطلع القضاة على الصور، ردوا الالتماس وأبقوا المادة بعيدة عن عيون الجمهور.
عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الإثنين 30 مايو 2022, 9:41 am عدل 2 مرات
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: مذبحة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في قرية دير ياسين عام 1948 الثلاثاء 25 يوليو 2017, 6:07 am
Youtube فيلم وثائقي جديد باسم «ولد في دير ياسين»
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: مذبحة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في قرية دير ياسين عام 1948 الخميس 27 فبراير 2020, 7:32 pm
[size=39]تحقيق اسرائيلي جديد حول مجزرة دير ياسين[/size]
صدر تحقيق اسرائيلي جديد حول مجزرة دير ياسين في اطار فيلم وثائقي تحت عنوان “وُلد في دير ياسين”والذي يتتبع حقيقة ما جرى في القرية في التاسع من نيسان عام 1948،محاولاً الوصول لشهادات وتقارير ومواد بصرية تعطي صورة لما جرى. جريدة هآرتس نشرت تقريراً حول مضمون التحقيق والفيلم، رابط المقال الأصلي : https://www.haaretz.co.il/news/education/.premium-1.4256661 قمنا في خزائن بترجمته لكي يتسنى لقاريء العربية الاطلاع أيضاً على مضمونه:
اقتباس :
شهادات عن المجزرة التي حجبتها الرقابة في دير ياسين عوفر أدرات جريدة هآرتس – 41 تموز 7142 ترجمة: فريق خزائن – القدس عن الشاب الذي ُربط في شجرة وا ُحرق. امرأة وعجوز أطلقت النار على ظهريهما. فتيات اديرت وجوههن للجدار وقتلن بنيران الرشاش. الشهادات التي جمعتها ” نيتاع شوشاني” حول مجزرة دير ياسين قاسية جدا للقراءة حتى بعد سبعين عاما ، سيعرض بعضها في الفيلم الجديد “ُولد في دير ياسين” وشهادات أخرى ُتنشر هنا للمرة األولى فيما صور المجزرة محجوبة بفعل الرقابة حتى اليوم. ثمة ملف يقبع منذ سنتين في أرشيف جمعية “تخليد إرث ليحي” وتصعب قراءته، — كتبه أحد أعضاء عاما مراجعة هذا الملف تفتح من جديد أحد الجروح الدامية من أيام حرب الاستقالل، ً المجموعة قبل سبعين ، والذي ال يزال أي تطرق له يثير عاصفة في المجتمع االسرائيلي. “قامت حركتنا في يوم الجمعة الماضي، وبالتعاون مع اإلتسل، بأعمال مهولة الحتالل القرية العربية دير ياسين والواقعة على شارع القدس-تل أبيب. شارك ت في هذه األعمال بشكل فعا ل جداً” كتب يهودا فيدر، والذي كان اسمه الحركي في ليحي “جيورا”. في تتمة الرسالة يفصل جيورا مساهمته في المجزرة: “كانت هذه المرة األولى في حياتي، بيدي وأمام عيني مسلحاو أطلق النار علي، وفتاتين عربيتين تبدو أعمارهن ً يسقط عر ب قتلى. قتلت في القرية عربيا واحدا كان بين ال 41-42 ساعدتا العربي الذي أطلق النار، أدرت وجهيهما للجدار وأفرغت مشطين من رشاش تومي عليهما” يصف جيورا كيف نفذ – على ما يبدو – عملية اعدام الفتيات بواسطة رشاش “تومي جان”. يذكر جيورا، باالضافة لذلك، عن سرقات قام بها زمالؤه في القرية بعد احتاللها “صادرنا الكثير من األموال. الكثير من المجوهرات الذهبية والفضية وقعت في أيدينا” كتب في رسالته. ويلخص بالكلمات التالية: “كانت هذه عملية مروعة بالفعل، انتقادات اليسار لنا ليست من فراغ”. صور من احتالل دير ياسين عام 4411 ،معظم الباحثين يشيرون لمقتل 441 من أبناء القرية. ت في الفيلم الوثائقي الجديد ” ولد في دير ياسين” للمخرجة الرسالة هذه، هي أحد الملفات التاريخية التي كشف “نيتاع شوشاني” والتي كرست السنوات األخيرة لتحقيق تاريخي شامل حول مجزرة دير ياسين، كأحد األحداث التي ساهمت في تشكيل حرب االستقالل، الذي ال يزال وصمة على اسرائيل حتى اليوم. على مشارف العرض األول للفيلم، والذي سيكون غداً ضمن فعاليات مهرجان القدس )سيعرض الفيلم أيضاً في الحقا(، عرضت شوشاني أمام صحيفة هآرتس الشهادات التي جمعتها حول القضية، وهي نتاج ً القناة الثامنة تنقيب أرشيفي واسع إلى جانب مقابالت معمقة مع آخر المشاركين في العملية ممن ال يزالون على قيد الحياة، كسر بعضهم حاجز صمت يبلغ عمره عشرات السنين، أحياناً أمام الكاميراو أمامها للمرة األولى واألخيرة. بدأ الهجوم على قرية دير ياسين صباح التاسع من نيسان 4411 ،كجزء من عملية “نحشون” لفتح الطريق نحو القدس، اشترك في الهجوم حوالي 431 مقاتال من إتسل وليحي ممن تلقوا المساعدات من ال”هاجاناة”. جوبه المقاتلون بمقاومة شديدة وبنيران القناصة، فتقدموا ببطء بين بيوت القرية بموازة القاء القنابل وتفجير البيوت، قتل أربعة من المقاتلين وجرح العشرات. حول أرقام المواطنين العرب الذي تلو ق ا هناك وحول مالبسات قتلهم تلوا، بينهم ال يزال هناك نقاش طويل قائم مذ سنين، ولكن معظم الباحثين يعتقدون أن 441 من أبناء القرية ق نساء وأطفال وعجائز. قال قائد ليحي في القدس يهوشاع زيتلر – والذي كان قائد العملية – لشوشاني “لقد ركضوا مثل القطط” في وصفه لهروب العرب من بيوتهم. شوشاني قابلته عام 7114 ،بضعة أسابيع قبل وفاته، أنكر زيتلر خاللها أن رجاله قد نفذوا مجزرة في القرية، لكنه لم يقتصد في وصفه للطريقة التي قتل بها أبناء القرية “لن أقول لك أننا كنا هناك بكفوف من حرير، بيت وراء بيت، كنا ندخل المتفجرات، وكانوا هم يهربون… انفجار ثم التالي، انفجار ثم التالي… خالل بضعة ساعات نصف القرية لم تعد موجودة”. قاسياً لحرق الجثث بعد احتالل القرية. “كان هناك بعض األخطاء من أفرادنا، والتي أغضبتني، زيتلر قدم وصفاً لماذا فعلوها؟” يقول زيتلر، “أخذوا القتلى، جمعوا كومة، وأحرقوها، انبعثت رائحة كريهة، لم يكن األمر سهالً”. شهادة أخرى قاسية — ظهرت في تحقيق شوشاني، قدمها البروفيسور مردخاي جيحون،عقيد في االحتياط كان ضابط مخابرات في الهاجاناة، الذي ا رسل الى دير ياسين بعد انتهاء المعركة “بنظري كان هذا أشبه بمذبحة منظمة” قال جيحون الذي توفي هذا العام، “إذا قمت باحتالل موقع عسكري فهذه ليست مذبحة وإن كان هناك مائة قتيل، ولكن حين تأتين لمنطقة مدنية وهناك قتلى مبعثرين فيها، فهذه مذبحة، كان األمر يشبه ما حدث حين هاجم القفقازيون األحياء اليهودية” “لقد ركضوا مثل القطط” روى يهوشاع زيلتر – قائد ليحي في القدس والذي قاد العملية – لمخرجة الفيلم شوشاني “كان احساس بأن كثرا قتلوا كبيراً، كان من الصعب علي تبريره أمام نفسي بأنه حدث دفاعاً عن النفس، كان شعوري أن هذه مجزرة وليست أي شيء آخر، حين يكون الحديث عن قتل مواطنين أبرياء، فمن الممكن تسمية ذلك بمجزرة” أضاف. يقول يئير تسابان، عضو الكنيست من حزب ميرتس،في مقابلته مع شوشاني، أنه وبعد المجزرة التي لم يشارك أ ضمن الشبيبة العسكرية لدفن جثث القتلى “كان من المنطقي أن يصل الصليب األحمر في أي فيها، رسل لحظة، وكان من الضروري تمويه اآلثار، ألن نشر شهادات حول ما حدث قد يضر بصورة حرب استقاللنا” وأضاف “لقد رأيت عدداً ليس بقليل من الجثث”. “ال أذكر أني رأيت جثة واحدة لرجل مقاتل، وال بأي شكل، كل أطلقت النار على ظهورهم، وفند مزاعم بعض ما أذكره جثث نساء وعجائز”. تسبان شهد أنه رأى مواطنين ممن أشتركوا في العملية والتي ادعوا فيها أن القتلى سقطوا جراء تبادل الطالق النار. “رجل وامرأة يجلسون في زاوية الغرفة ووجوهم للجدار ومقتولين بالرصاص في الظهر” وصف “هذا ال يمكن أن يكون حمية حرب، وال بأي شكل” شارع في دير ياسين، عام 4411 واليوم. “خالل بضعة ساعات نصف القرية لم تعد موجودة”وصف زيتلر يوم احتالل القرية. أثارت مجزرة دير ياسين أصداء واسعة، الوكالة اليهودية، كبار الحاخامات وقيادات الهاجاناة جميعهم نددوا بالمجزرة. اليسار استغلها لضرب اليمين، في الخارج شبهوها بجرائم النازية، إلى جانب ذلك، كما يصف المؤرخ بني موريس في كتابه “ضحايا”، “كان لدير ياسين نتائج سياسية وديمغرافية بعيدة المدى”: فبعدها حدث هروب كبير للعرب من قراهم. بدأت شوشاني االهتمام بقصة دير ياسين قبل عقد من الزمن، في اطار مشروع التخرج من كلية “بتسلئيل”، مركزة على التوثيق البصري للمستشفى الحكومي لصحة النفس في كفار شاؤول، والذي أقيم على أراضي دير ياسين بعد الحرب، بعد توثيقها للمكان كما هو اليوم ولمبانيه التي كانت في السابق ألهل القرية واليوم صارت ً . جزءا من المستشفى، حاولت شوشاني إيجاد صور تاريخية للمجزرة التي حدثت قبل سبعين عاماً ولدهشتها، فقد اكتشفت أن المهمة ليست بسيطة، “في االنترنت هناك صور جثث منشورة وكأنها التقطت في دير ياسين، ولكنها في الحقيقة من صبرا وشاتيال” تقول شوشاني، قاصدة بذلك المجزرة التي قام بها المسيحيون عام 4417 ضد مئات الالجئين في المخيمات الفلسطينية في لبنان. “في أرشيف الجيش أفرجوا لي بغرض النشر عن بعض صور المقاتلين أنفسهم الذين شاركوا في دير ياسين” تضيف وهي تعرض مجموعة صور يظهر فيها أفراد من اإلتسل وليحي مسلحين، دون أي ذكر للقتلى العرب. في أرشيف الهاجاناة حيث أكملت البحث هناك “كطفلة بريئة” وفق قولها، كانت مفاجأة بانتظارها، “توجه إلي رجل كبير في السن، أخذني لغرفة جانبية، وقص علي أنه صو ر صوراً مباشرة بعد المجزرة” تقول. عاما أثناء المجزرة كان رجل مخابرات في الهاجاناة. ذكر ً الرجل هذا كان “شراجا بيلد” ابن الواحد وتسعين ، بيلد لشوشاني أنه وبعد المعركة تم ارساله للقرية مع كاميرا لتوثيق ما تراه عينيه “حين وصلت لدير ياسين، الشيء األول الذي رأيته، شجرة كبيرة وكان عربي مربوط فيها، كانت الشجرة قد أحرقت، ربطوه وأحرقوه، صورت ذلك” قال بيلد، إلى جانب ذلك، إدعى أنه صور من بعيد ما كان يبدو عشرات الجثث التي ركزت في مكان واحد في المقلع جانب القرية، الفيلم الذي صوره قام بتسليمه للمسؤولين عنه، ووفق أقواله لم ير الصور مذ ذلك اليوم. من الممكن أن تكون هذه الصور جزءاً من المادة البصرية التي ال تزال حتى اليوم مخبأة في أرشيف الجيش ووزارة الدفاع، والتي تمنع الدولة نشرها حتى بعد مرور سبعين عاماً، التمست شوشاني لمحكمة العدل العليا في أيضا.ً القضية قبل عشر سنوات كجزء من مشروع تخرجها في بتسلئيل، انضم اللتماسها جريدة هآرتس وأيضا بكرامة الميت، عام 7141 بعد ً أوضحت الدولة أن نشر هذه الصور قد يضر بالعالقات الخارجية للدولة، أن قام القضاة بمعاينة الصور، رفضوا االلتماس وأبقوا على المواد بعيدة عن عين الجمهور. شوشاني نجحت حاليا أن تضع يديها على صور أخرى لها عالقة بالمجزرة، من ضمنها مجموعة صور توثق األطفال اليتامى ً تل ذويهم في دير ياسين. والذين ق ال تزال مجزرة دير ياسين تثير كل من يتطرق إليها حتى بعد سبعين عاماً من حدوثها، ال يتفق الجميع على وصفها بالمجزرة، المؤرخ د. أوري ميلشتين، الباحث في الحروب االسرائيلية، يحاول جاهداً أن يثبت نظريته بأن مجزرة كهذه لم تقع هناك، في العديد من منشوراته ادعى أن الحديث يدور عن “أسطورة” كاذبة و”فرية دم” تلوا في “معركة في منطقة سكانية” وأن القتلى العرب هناك ق “ال أعتقد أن ألحد ما هناك كان نية لقتل أطفال” تقول شوشاني وهي تلخص المواد التي جمعتها حول القضية، ولكن بحسب أقوالها “لم تكن هذه معركة أمام قوة من المقاتلين، وإنما احتالل مباغت لقرية، أمام سكان دافعوا عن بيوتهم بأدوات بسيطة” بحسب أقوالها “كان هناك حاالت يبدو أنها حاالت فردية لتصفية سكان “اعدام” بعد انتهاء المعركة، ألجل الردع، وربما من الخوف”. كانت مجزرة دير ياسين حالة أولى بين سلسلة من الحاالت التي كان بها مقاتلون يهود مشتركون في قتل مواطنين في حرب االستقالل وبعدها، الحالة األكثر شهرة هي ما حدث في كفر قاسم عام 4491 ،في اليوم تلوا هناك برصاص مقاتلي حرس ً الذي اندلعت فيه حرب سيناء، حوالي خمسين مواطنا عربي-اسرائيلي ق الحدود، وكما في حالة دير ياسين، فالدزلة ال تزال تفرض الرقابة على المواد األرشيفية الخاصة بكفر قاسم. رسالة جيورا، أحد أعضاء ليحي، حول مجزرة دير ياسين التقرير األصلي على الرابط: https://www.haaretz.co.il/news/education/.premium-1.4256661 الترجمة ضمن نشاطات فريق “خزائن” في القدس، بهدف اطالع القاريء العربي على مضامين جديدة غير متوفرة بالعربية.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: مذبحة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في قرية دير ياسين عام 1948 الإثنين 30 مايو 2022, 9:41 am
محكمة إسرائيلية تنظر في التماس لرفع الحظر عن وثائق مجزرة دير ياسين
تل أبيب- تنظر محكمة العدل العليا الإسرائيلية في التماس رفعه صحيفة هآرتس ومراسلتها غيدي فايتس والطالبة الإسرائيلية نيطاع شوشاني، للكشف عن جميع وثائق مجزرة دير ياسين التي وقعت قبل 62 عاماً. وذكرت صحيفة (جيروزاليم بوست) أن السؤال الأساسي الذي يواجه لجنة في المحكمة تضم نائب رئيسها القاضي أليعزر ريفلين والقاضيتان عيدنا أربيل ونيئال هيندل على ضوء الالتماس هو هل الأحداث التي وقعت في دير ياسين حساسة إلى درجة انه بعد مرور 62 عاماً عليها ما زالت إسرائيل ترفض الكشف عن أرشيف تلك الأحداث من وثائق وصور للجمهور.
وأشارت إلى انه بعد تقديم الملتمسين والدولة الإسرائيلية جميع الوثائق المطلوبة إلى المحكمة قام المحامي غلعاد شيرمان نائب المدعي العام الإسرائيلي بتقديم الوثائق والصور المتعلقة بأحداث دير ياسين إلى لجنة القضاة الثلاثة ريفلين وأربيل وهيندل.
وأخلى القضاء قاعة المحكمة وبدأوا دراسة الوثائق ولكن بعد دقائق دعت اللجنة الطرفين وأبلغتهما انها ستتخذ قرارها في وقت لاحق.
وتعود أحداث دير ياسين إلى أبريل/ نيسان 1948 أي قبل شهر من إعلان قيام دولة إسرائيل المزعومة، إذ قامت وحدات من منظمتي الإيتسيل والليحي تحت مراقبة عصابات الهاغاناه بقتل عشرات المدنيين الفلسطينيين في القرية وأجبرت الباقين على الفرار.
وبحسب قانون الأرشيف الإسرائيلي، يحق للدولة عدم نشر وثائق رسمية تعود إلى خمسين عاماً إذ تبيّن انها تشكّل خطراً على أمن إسرائيل وعلاقاتها الخارجية أو لأسباب أخرى يحددها المسؤولون عن أرشيف الدولة الإسرائيلية.
وإذا تبيّن بعد مرور خمسين عاماً أن المادة التي يطلب نشرها ما زالت تعتبر مثيرة للجدل، قد يطلب مسؤولو الأرشيف من لجنة وزارية مسؤولة عن الموضوع تمديد الحظر على نشرها.
وكانت الطالبة الإسرائيلية نيطع شوشاني طلبت عام 2006 الاطلاع على المواد المتوفرة في الأرشيف الرسمي عن دير ياسين لاستخدامها في مشروع التخرج لشهادة الماجستير في كلية (بتسلئيل) للفنون في القدس المحتلة. هذا مع العلم أن الحظر على نشر المواد المتعلقة بدير ياسين كان انتهى عام 1998.
ولكن لم يسمح لشوشاني بالإطلاع سوى على بعض المواد ورُفض طلبها الولوج إلى الوثائق الأخرى والصور التي طلبتها، وقيل لها أن لجنة وزارية مددت الحظر أكثر من حدود الخمسين عام.
وبعدها لجأت شوشاني إلى محام لبعث رسائل إلى وزارة الدفاع طلباً لشرح أسباب رفض السماح لها الإطلاع على الوثائق المرتبطة بدير ياسين، وبعثت آخر رسالة في العاشر من سبتمبر/ أيلول 2007.
وبعث سكريتير اللجنة الوزراية في 19 سبتمبر/ أيلول 2007 رسالة إلى المحامي أبلغه فيها بتمديد الحظر خمس سنوات إضافية أي حتى العام 2012. وهذا يعني ان مدة صلاحية الحظر على نشر الوثائق كانت قد انقضت حين طلبت شوشاني الإطلاع عليها بين آذار/ مارس ويونيو/حزيران 2007 ولم يمدد.
وتبنّت صحيفة (هآرتس) قضية شوشاني ورفعت التماساً إلى محكمة العدل العليا، وإلى جانب الصور التي طلبت الطالبة الإطّلاع عليها، طلبت هآرتس الاطلاع على تقارير عن أحداث دير ياسين التي كتبها المؤرخ العسكري مئير بعيل والذي كان في ذلك الوقت ضابط استخبارات في الهاغانا، إضافة إلى وثائق وصور أخرى.
وأبلغت الدولة الإسرائيلية المحكمة أن نشر هذه الوثائق من شأنها الاضرار بعلاقات إسرائيل الخارجية خصوصاً مفاوضات السلام مع الفلسطينيين ومن شأنه زيادة التوتر مع العرب الإسرائيليين.
وقال المحامي باز موزير الذي يمثّل الملتمسين إن الحظر لم يمدد سوى حين طلبت شوشاني الإطلاع على أرشيف دير ياسين، مؤكداً حق الجمهور الإسرائيلي معرفة تفاصيل الأحداث التي أثارت جدلاً منذ وقوعها.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: مذبحة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في قرية دير ياسين عام 1948 الإثنين 30 مايو 2022, 11:04 am
أرشيف تاريخ "الهغاناة"
وثائق جديدة من أرشيف الهاغاناه تنشر لأول مرة، بينما لا يزال ملف دير ياسين في أرشيف الجيش الإسرائيلي مغلقاً بحجة ضروريات الأمن. الوثائق الواردة في هذا المقال تلقي الضوء على ماهية علاقة أهالي دير ياسين الطيبة باليهود ودوافعها وأسبابها.
كانت قرية دير ياسين تقع إلى الغرب من القدس وعلى مسافة خمسة كيلومترات منها، أما الطريق الموصلة إليها فتمر بمستعمرة جبعات شاؤول التي تبعد عنها أقل من كيلومتر واحد. حتى العشرينات من القرن الماضي كانت القرية تعتمد على الزراعة المشفوعة بتربية المواشي، لكن سرعان ما طرأ في عهد الانتداب تبدل على أُسس اقتصادها بسبب ازدهار البناء في مدينة القدس، إذ كانت المنطقة المحيطة بدير ياسين غنية بالحجر الكلسي، وهو مادة البناء المفضلة في المدينة، فراح سكان القرية يستثمرون مقالع واسعة على امتداد الطريق الفرعية المؤدية إلى المدينة، وهذا ما طَوَّرَ صناعة قلع الحجارة وقطعها، وقد ازدهرت هذه الصناعة حتى بلغ عدد الكسارات في أواخر الأربعينات أربعاً. في سنة 1935 أُنشئت في القرية شركة باصات محلية في مشروع مشترك مع قرية لفتا المجاورة. كان وضع دير ياسين الاقتصادي جيداً نسبياًً. في عام 1943 بنيت في القرية مدرسة للبنين، وفي سنة 1946 بنيت مدرسة للبنات، ارتفع عدد سكان دير ياسين من 428 نسمة في سنة 1931 إلى 750 نسمة في عام 1948. بين أيدينا ثلاث وثائق نادرة وجدناها في أرشيف الهاغاناه تدور حول علاقة أهالي دير ياسين الطيبة باليهود، وهي تلقى أضواء جديدة على أسباب المذبحة ودوافعها، وفيما يلي نصها:
الوثيقة الأولى:
ليس للنشر – سري التاريخ: 20/1/1948 الموضوع: شروط الاتفاق بين دير ياسين وجبعات شاؤول
يوم الثلاثاء الموافق 20/1/1948 جرى لقاء بين وجهاء دير ياسين ورجال جبعات شاؤول، وقد توصل الطرفان إلى اتفاق حسن جوار حسب الشروط التالية:
أ) على رجال دير ياسين الإخبار عن كل تواجد لرجال العصابات في المنطقة (هذا إذا لم يتمكنوا من صدّهم عن المكان) حسب الإشارات التالية:
(1للاجتماع مع رجال جبعات شاؤول نهاراً: يُعلِّق رجال دير ياسين غسيلاً في مكان متفق عليه( قطعتين لونهما أبيض تتوسطهما قطعة سوداء)، وليلاً: ينير رجال دير ياسين بفانوس ثلاث نقاط، فيجيب رجال جبعات شاؤول بخط من الضوء، فينهي رجال دير ياسين بثلاث نقاط من الضوء.
(2بعد تبادل الإشارات المذكورة أعلاه يجب الالتقاء في مكان متفق عليه مع تبادل كلمة السر (كلمة السر تتغير كل ثلاثة أيام).
ب) تقرر كلمة سر في حالة تجول دورية لرجال جبعات شاؤول ليلاً في محيط دير ياسين(كلمة السر نافذة المفعول فقط لرجال جبعات شاؤول المتجولين في المنطقة).
ج)حركة مركبات (سيارات) أهل دير ياسين عن طريق جبعات شاؤول:
1) يُسمح بحركة كهذه فقط ما بين الساعات 7-9 صباحاً، 3-5 بعد الظهر.
2) يُسمح بمرور عدد ثابت ومحدد من المركبات، على أن تعطى أرقام المركبات مسبقاً لرجال جبعات شاؤول. 3) يحق لرجال جبعات شاؤول في كل وقت توقيف المركبات وإجراء تفتيش فيها.
4) رجال جبعات شاؤول مسئولون عن سلامة المركبات المذكورة أعلاه فقط في حدود جبعات شاؤول. د) لن يُسمح بأي حال من الأحوال الوصول لجبعات شاؤول للأفراد سواء كانوا رجالاً، أو نساء، أو أطفالاً. هـ) موضوع الكسارات العربية الأربع التابعة لرجال دير ياسين:
كما هو معروف دارت مفاوضات من أجل تسليم الكسارات إلى يهود طوال فترة الطوارئ، ذلك لأن الكسارات واقعة في منطقة قريبة من جبعات شاؤول. سيعقد اليوم اجتماع عام لرجال دير ياسين فيه سيقررون ماهية الثمن المطلوب لإنهاء المفاوضات المذكورة أعلاه. (بخط اليد) صادق على هذا الاتفاق قائد الهاغاناه في لواء القدس.
الموضوع: موقف اللجنة العربية العليا تجاه علاقات اليهود ودير ياسين المتبادلة
تلقى مختار دير ياسين دعوة من اللجنة العربية العليا بتاريخ 27/1/1948 للمثول أمامها. هناك سُئِلَ عن العلاقات القائمة بين أهل قريته واليهود، وكيف لا يطلقون النار. أجاب المختار بالنفي وبأن رجال قريته واليهود يعيشون بسلام. كانت اللجنة راضية جداً من الجواب الوارد أعلاه. بصورة عامة، حسب رأي المختار، يعيرون في الآونة الأخيرة اهتماماً أقل لسلوك رجال القرية، ولا يتشددون تجاه علاقتهم باليهود.
أخبرنا مختار دير ياسين إنه في هذا الأسبوع زارت القرية عصابة بقيادة عبد القادر الحسيني، لقد طلبوا متطوعين للعصابات. رفض رجال دير ياسين ذلك، فانتقل رجال العصابة إلى بيت سوريك ومن هناك إلى رام الله.
تعقيب:
تشير المصادر العبرية إلى أن أهالي قرية دير ياسين وَقَّعُوا على اتفاق سلام محلي مع مستعمرة جبعات شاؤول في العشرين من آب 1947 برعاية الوكالة اليهودية، وأنهم حافظوا على بنود هذا الاتفاق بحذافيره ولم يعتدوا على أي يهودي. في 20/1/1948 تم عقد اتفاق حسن جوار بين دير ياسين وجبعات شاؤول (انظر الوثيقة الأولى) برعاية رئيس قلم استخبارات الهاغاناه في القدس يتسحاق ليفي وبمباركة قائد قوات الهاغاناه في لواء القدس دافيد شالتيئل. كانت دير ياسين محاطة بالمستعمرات اليهودية، والطريق إليها من القدس تمر بمستعمرة جبعات شاؤول، لذا رأى أهالي دير ياسين أن من مصلحتهم المحافظة على حسن جوار حتى ولو كان ذلك على حساب قوت عيالهم حيث اضطروا إلى تسليم الكسارات الأربع التي هي مصدر معيشة الكثيرين منهم إلى اليهود، كما أن مرور أهالي دير ياسين بالمركبات من مستعمرة جبعات شاؤول كان مشروطاً ومحدوداً للغاية بحيث أصبحت دير ياسين محاصرة، ولم يبق لها مدخل سوى الطريق الالتفافية الوعرة الموصلة إلى عين كارم.
من الوثيقة الثانية يتبين أن الهيئة العربية العليا في القدس تغاضت عن العلاقات القائمة بين أهالي دير ياسين واليهود لعلمها بأن دير ياسين محاطة بمستعمرات يهودية، ولا يمكنها الصمود وحدها مدة طويلة.
من الوثيقة الثالثة يتبين أن أهالي دير ياسين أعلموا اليهود بقدوم قائد قوات الجهاد المقدس عبد القادر الحسيني إلى قريتهم، وبأنهم امتنعوا من الانضمام إليه أو من تقديم المساعدة له ولرجاله.
تشير المصادر العبرية، التي تعتمد على كتاب كان قد نشره رئيس استخبارات الهاغاناه في القدس يتسحاق ليفي عام 1986، إلى أن أهالي قرية دير ياسين رفضوا في 23 آذار 1948 استضافة وحدات عراقية وسورية تابعة لجيش الإنقاذ، على الرغم من أن اللجنة العربية العليا قد أمرتهم بذلك. في 4 نيسان عندما دارت المعارك للسيطرة على القسطل، اقترح كامل عريقات، نائب عبد القادر الحسيني، على وجهاء قرية دير ياسين وعين كارم إدخال مقاتلين لقراهم للمحافظة على أرواحهم، لكن وجهاء قرية دير ياسين أجابوه: "توجد (لنا) علاقات سلام (مع اليهود) ودخول غرباء ينقضها". ويستطرد يتسحاق ليفي في شرح علاقة الهاغاناه بمذبحة دير ياسين، فيقول:"عندما علمت برسالة شالتيئل إلى الإيتسل ذهبت إليه مسرعاً وشرحت له خطورة عمله، وبأن سكان القرية مخلصون للاتفاقية التي بيننا وبينهم، ولا يجوز المساس بهم بهذه الصورة البشعة. لقد طلبت الإذن بأن أُخبر السكان بأن الهاغاناه لم تعد مسئولة عن سلامتهم وتنصحهم بمغادرة القرية، بدون أن أكشف لهم بأن الهجوم عليهم بات وشيكاً، ولكن شالتيئل رفض طلبي، وقال إنه لا يستطيع المجازفة بعملية يقوم بها يهود بواسطة إعطاء العرب أي إشارة حتى لو كانت معهم اتفاقية، أنا اعتقد بأنه لو منع شالتيئل المنظمتين(إيتسل وليحي) من القيام بالهجوم على القرية، استناداً إلى الاتفاقية مع دير ياسين، لامتنعتا عن مهاجمة القرية". وجاء في الرسالة التي أرسلها يتسحاق ليفي المذكور أعلاه عام 1971 إلى مناحيم بيغن ما يلي:" دير ياسين قرية هادئة، مثل قرية أبو غوش، عقدت معنا اتفاقاً بأن لا تؤوي العصابات. لقد وقعت القرية تحت ضغوط هائلة من جانب القيادة العربية ولم تستسلم. قبل خمسة أيام من هجوم (الإيتسل وليحي) على القرية دعا كامل عريقات وجهاء القرية وطلب منهم أن يستوعبوا عصابات مقاتلة. لقد رفضوا ذلك لأنهم خافوا منا، وآمنوا بالاتفاق الذي عقدناه معهم"، وجاء في الرسالة أيضاً: "بعد احتلال القرية حُشِرَ رجال ونساء وأطفال في شاحنات ونقلوا إلى شوارع القدس، بعدها أُعيد معظمهم إلى القرية وقتلوا رمياً برصاص البنادق والرشاشات، هذه هي الحقيقة، وهي مثبتة ومسجلة في مؤسسات الدولة...إزاء استمرار نشر الرواية الكاذبة حول دير ياسين بين الجمهور سيكون من الواجب كشف الموضوع وستقع المسؤولية عليك". لن نخوض في تفاصيل مذبحة دير ياسين التي وقعت في 9 نيسان 1948 فقد أتى على ذكرها كثير من الباحثين العرب واليهود، ولكننا نود أن نشير إلى بعض ما توصل إليه الدكتور شريف كناعنة في دراساته عن دير ياسين- القرية والمذبحة- حيث يقول: "كانت دير ياسين محاطة بست مستعمرات صهيونية تفصلها كلياً عن باقي العالم، والطريق الوحيدة التي تربطها بالقدس كانت تمر من وسط مستعمرة جبعات شاؤول، وكانت مستعمرة موتسا تمتد ما بين دير ياسين وشارع تل أبيب- القدس، أي لم تكن دير ياسين تشكل عائقاً لوصول الإمدادات إلى القدس. لقد أدرك سكان دير ياسين مدى صعوبة وضعهم الحرج، الأمر الذي جعلهم يحاولون المحافظة على علاقة جيدة مع المستعمرات المجاورة".
والسؤال المطروح هو: إذا كانت دير ياسين غير معادية، ولم تكن تشكل خطراً على المستعمرات المجاورة، ولا تهدد طريق القدس- تل أبيب، فلماذا إذاً تم اختيارها لتكون مسرحاً للمذبحة؟
يقول الدكتور شريف كناعنة : "كانت الهاغاناه قد بدأت حملتها المسماة حملة نحشون قبل المجزرة بأيام قليلة، وكانت الحملة ناجحة وتسير على ما يرام، حيث اكتسحت قوات الهاغاناه معظم قرى باب الواد، وكانوا في طريقهم ليصبحوا "أبطال تحرير القدس اليهودية"، وكان التنافس بين العصابات اليهودية يكاد يُحسم لصالح الهاغاناه على حساب إيتسل وليحي، ولم يكن لدى إيتسل وليحي ما يكفي من المال والسلاح والرجال للقيام بحملة مشابهة لحملة نحشون، ومن أجل البقاء في حلبة المنافسة بين هذه العصابات، كانت إيتسل وليحي بحاجة إلى نصر سهل ومدوّ في القدس أو المنطقة المحيطة بها. مثل هذا النصر كان مضموناً في حالة دير ياسين بسبب صغر حجمها وقربها من القدس وإمكانية مداهمتها عبر جبعات شاؤول، وفكرتهم السابقة بأن القرية مسالمة وقليلة السلاح، وضعيفة في نظرهم-كونها عقدت اتفاقيات عدم اعتداء مع المستعمرات المجاورة، بالإضافة إلى عامل اقتصادي مهم وهو أن أفراد العصابتين كانوا بحاجة ماسة إلى إمدادات الطعام، وكان الوضع الاقتصادي في دير ياسين جيداً نسبياً إلى الحد الذي رأوا فيه حلاً لمشكلتهم".
تشير المصادر العبرية إلى أن الهجوم على دير ياسين قد نفذته وحدات من الإيتسل وليحي تساندها وحدة راجلة من البلماخ مزودة بمدافع هاون كلها تابعة للهاغاناه، ولذلك كانت كلمة السر هي(الوحدة المقاتلة) ويرمز بالوحدة إلى وحدة الثلاث تنظيمات لأول مرة في القتال ضد العرب. لا يزال ملف دير ياسين في أرشيف الجيش الإسرائيلي مغلقاً أمام الباحثين بحجة ضروريات الأمن! هناك حاجة إلى إعادة نظر في هذه القضية الهامة.
مذبحة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في قرية دير ياسين عام 1948