طريقة تبسيط الإقتصاد وافضل كتب الاقتصاد للمبتدأين حيث أنه في العادة يرتبط الإقتصاد بأذهان الكثير منا بالمصطلحات المعقدة مثل مصطلح التجارة الدولية والبورصة وسوق الأعمال وما غير ذلك من المصطلحات المبهمة، كما أن كثير من الناس يعتقدون أن عالم الإقتصاد من الأشخاص الذين إستطاعوا التمكن من علم غاية التعقيد ومن الصعب فهمه، وعلى الرغم من أهميته إلا أنه بالفعل يعد من أكثر العلوم تعقيداً والتي بحاجة لقدرات خاصة من أجل إستيعابها.
طرق تبسيط الإقتصاد :
أهمية الإقتصاد :
تأتي ضرورة وأهمية وفهم الإقتصاد بالجدوى الأساسية له، فهي محاولة لتوفير رغبات وحاجات الإنسان التي تنتهي بكافة الأوقات ومختلفها، وتبرز هنا المشكة في ظهور كل يوم إحتياجات جديدة مع ندرة وقلة الموارد الطبعية وصعوبة القيام بتوفيرها بالتساوي لجميع الناس، مما ينجم عنه مشاكل وصراعات وخلافات وأحياناً قد يصل الأمر لحروب عسكرية وسياسية وذلك بهدف السيطرة على أكبر قدر مستطاع من الموارد الطبيعية، ومن أبرز الأمثلة على هذا الأمر هو سيطرة بريطانيا على بلاد الهند أبان القرن الماضي من أجل السيطرة على مواردها وسرقتها، وكذلك سيطرتها على مصر من أجل ان تؤمن لنفسها عبور هذه الموارد الطبيعية لإنجلترا، وكذلك البعثات العسكرية الأوربية من أجل السيطرة على الأمريكتين للعثور على الذهب، فعلم الإقتصاد لا يقتصر فقط على دراسة ما تحتاجه الدولة فقط بل أنه يقوم بدراساة ما يحتاجه الفرد ويهتم بتنظيم الميزانية والميزانية الشخصية على السواء.
تاريخ الإقتصاد وتطوره :
من أجل فهم الإقتصاد المحلي والعالمي لابد من فهم أسسه وتطوراته التي شهدها هذا العلم، ففروع ومجالات هذا العلم متنوعة ومختلفة، فقد إعتمد الإنسان الأول على أن يقوم بإنتاج كل ما يحتاج إليه بنفسه، من أجل أن يلبي شهواته وإحتياجاته، وبعدها بفترة من الزمن بدأ الإنسان في التخصص بعمل معين ثم يقوم بتبادل المنتجات مع غيره، فمثلا الشخص الذي يقوم بتربية الحيوانات ويرعى شئونها فإنه يحصل على ما يحتاج إليه من لحوم وألبان وجبن ثم الفائض يقوم بإستبداله مع شخص أخر يعمل مزارع ويمتلك الحبوب والنبات وغير ذلك أو إستبداله مع شخص يعمل بحرفة صناعة السكاكين أو السيوف فيقوم كل منهما بمبادلة المنتجات من أجل تلبية كافة الإحتياجات.
بعد ظهور العديد من المشكلات من نظام المقايضة مثل مشكلة فساد بعض السلع بسرعة مما ينجم عنها ضياع المدخرات الخاصة بالأفراد بخاصة الشراب والطعام، ومشكلة الخلافات التي تتعلق بتحديد عدد الوحدات التي من المفترض أن يتم تبادلها، وأخيراً مشكلة إحتياج البعض الذين يمتلكون للسلع من أجل التخلص السريع منها ثم فشلهم في أن يعثرون على مشتري، لذا فبدأ الناس في كل منطقة يعتمدون على سلع معينة شهيرة خاصة بكل منطقة تتوقف على ما تحتاجه.
عرف الناس مدى أهمية المعادن الثمينة والنفيسة وعرفوا مدى ندرتها على المستوى العالمي لذا قرروا أن يستخدمونها كعملات وسيطة، وذلك لأنها لا تقبل للإستهلاك بفعل ظروف الجو أو عوامل الطبيعة، وجاء معدن الذهب على رأس هذه المعادن هذا المعدن الذي لا يتفاعل مع أي من القلويات أو الأحماض ويستطيع الإحتفاظ بحالته الأصلية برغم مرور الزمن، كما أنهم قاموا بإستخدام الأحجار الكريمة والفضة، وكان الحكام قديما حريصون على فهم الإقتصاد كونه جزء من مهام الحكم، ولأن يعرفون أنه في حال وجود تلاعب أو خطأ بوزن العملات المعدنية فهذا الأمر قد يتسبب في إنهيار الدولة وسقوطها.
كان من الصعب نقل العملات الوسيطة ما بين الدول بعضها البعض، لذا إتجهت الدول الكبرى في أن تقوم بجمع المعادن بخاصة الذهب بالبنوم ثم القيام بإصدار الشيكات الورقية في مقابلها، ويبلغ مجموع قيمة الشيك بمقدار ما يمتلكه الشخص من الذهب بالبنك، ويكون من حق الفرد أن يسحب ما يمتلكه من ذهب بأي وقت، ومنذ هذا الوقت بدأ الناس يتعاملون فيما بينهم بتاك الشيكات أو كما يسمونها بالأوراق النقدية، فأصبح لكل بدولة أوراقها النقدية الخاصة بها، وبعد الحرب العالمية الثانية قررت أغلب دول العالم أن تعتمد على العملة الأمريكية الدولار وذلك لأنها كانت منتصرة بعد هذه الحرب بجانب نفوذها الإقتصادي والعسكري بأغلب بلاد العالم، وأصبح موجود غطاء من الذهب يساوي قيمة الدولارات المطبوعة، ومن هذا الحين بدأت الكارثة التي لم يستطيع العالم الإفاقة منها حتى هذا الوقت، حينما قررت الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1971 أن تقوم بطبع دولارات ليس لها أي مقابل من الذهب، بمعنى أنها باتت تقوم ببيع أوراق لا قيمة لها في مقابل أن تحصل على منتجات من الدول الأخرى، وهذا ما يسمونه بالتضخيم.
فمثلاً إن كان شخص ما يمتلك جزء من المال من عملة الدولارات قيمة هذا المال تمكنه من شراء مساحة 100 متر مربع ليتفاجئ في العام التالي أن قيمة هذا المبلغ لا تمكنه إلا من شراء 50 متر مربع فقط، هذا يعني إنخفاض قيمة الدولار على النصف، أي أن التضخيم يعادل 50%، مما يعني أنه في حال حدوث أزمة مالية بإقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية فإن هذا الأمر سوف ينعكس على العالم أجمع، لذا يعد معرفة منشأ الأوراق النقدية بمثابة المدخل الأساسي والرئيسي لفهم الإقتصاد العالمي بالوقت الحالي وفهم الأسس التي يقوم عليها.
يحرص علماء الإقتصاد على توجيه بعض النصائح للمحافظة على القيمة الحقيقية للمدخرات الخاصة بالأفراد والدول من أجل تفادي آثار التضخيم، حيث يتوجب على الجميع أن يقومون بحفظ الدخل على هيئة عقارات أو ذهب أو ما شابه هذا، والبعد عن الأوراق النقدية، لذا نجد أن جميع خبراء الإقتصاد يوصون بمدى أهمية تنويع مصادر الإيرادات والدخل من أجل تفادي أي كوراث من الممكن حدوثها بشكل مفاجئ.
فمقلا، إن كان الإيراد الخاص بدولة ما وليكن السودان يعتمد بشكل كامل على تصديرها للنفط الخام، ثم تم بعد ذلك فرض حظر كامل على تصدير النفط الخام فإن الحكومة حينها لن تجد أي أموال كي تلبي إحتياجات أبناء الشعب، وسوف تضطر حينها للإستدانة، مما ينجم عنه إنهيار إقتصاد الدولة، بينما في حال تنويع مصادر الدخل فإنه يضمن تفادي أي إنهيار من الممكن أن يقع بالقطاع الإقتصادي والقدرة على تغطيته بباقي القطاعات مثل التكنولوجيا وإنتاج الغذاء والسمك والمعادن وما غير ذلك، وتتنوع وتختلف الموارد التي على الحكومة أن تقوم بتنويعها بحسب موقع الدولة وبحسب الموارد المتاحة بها، ويتم تحديد هذا الأمر بعد القيام بالعديد من المحاولات الشاقة والكثير من الدراسات الجادة على يد الخبراء لفهم الإقتصاد المحلي الخاص بالدولة وفهم الفرص المتاحة.
يشتمل علم الإقتصاد على بابان، الباب الأول وهو الباب الذي من خلاله يدخل المال لجيب المالك، والباب الثاني صرف هذه الأموال على بعض المشاريع المعينة، ففي حال وجود فائض بالميزانية من الممكن تخزينه للعام المقبل أو إنفاقه في مشروعات أخرى من شأنها إدرار دخل مالي بالمستقبل، بينما في حال حدوث لعكس وأصبح هناك عجز بالميزانية ومن ثم الإضطرار للإستدانة من البنوك أو الأصدقاء حينها سيكون هناك إجباراً على التقشف وفقاً لسلم الأوليات، وحين محاولة فهم الإقتصاد فلابد من التفريق بين مصادر الإيرادات الخاصة بالدولة ومصادر الإيرادات الخاصة بالأفراد، فإن الدولة بإمكانها أن تفرض ضرائب على أبناء الشعب ويحق لها أن تمتلك أي مصادر طبيعية قد تُكتشف على أرضها، فإن الفرد يحصل على إيراده أو راتبه من مشروعه الخاص.
تحاول الدولة أن تحصل على المزيد من الأموال من خلال قيامها بإفتتاح مشاريع جديدة وعملها على أن تجذب المستثمرين من أجل أن يحصلون على الضرائب التصاعدية في مقابل إستغلال المستثمرين لأملاك الدولة من خدمات البنية التحتية كالغاز والكهرباء والصرف الصحي والمياه، ومن ناحية أخرى تحاول الدولة أن تشجع بعض الصناعات كصناعة البترول والتعدين، والكشف على المعادن الموجود بباطن الأرض وإيجاد ثروات أخرى كالغاز الطبيعي أو الذهب الأسود.
نتيجة لتعدد العمليات التجارية وفي ظل إتساع الرقعة الجغرافية التي يتم فيها إجراء هذه العمليات فإن التجار لسماسرة، كي يقومون بدور وسيط ما بين المشتري والبائع في مقابل عمولة مادية يتم الإتفاق عليها، لذا كان إنشاءالبورصة كي تلعب هذا الدور أمر ضروري، ويوجد أنواع مختلفة للبورصات مثل بورصة الأوراق المالية وما غير ذلك، وفي حال الرغبة في فهم وضع الإقتصاد المحلي لأي دولة فلابد من النظر على أنواع البورصات الموجودة بداخلها والنظر على حجم التداول من أجل التعرف على إن كان إقتصادها منكنش أم أنه منتعش؟. وبداخل بورصة الأوراق المالية يتم بيع سلعتين، وهما السندات والأسهم، أما عن الأسهم فهي عبارة عن جزء من ملكية الشخص المستثمر برأس مال شركة ما ومن الممكن أن ترتفع أن تنخفض قيمة السهم بحسب حالة الشركة المالية وبحسب حالة الدولة الحاضنة، بينما السندات فهي عبارة عن دين من المستثمر للشركة، في مقابل أن يقوم المستثمر بإسترداد أصل الدين بعد مرور فترة معينة ومعها الفوائد التي تم الإتفاق عليها بشكل مسبق.
وفي الوقت الحالي بسبب تعقد الإقتصاد وكثرة وتنوع المدخلات والمخرجات؛ قامت الشركات بإنشاء مجموعات إقتصادية وذلك من أجل محاولة التنبؤ بالتقلبات الإقتصاديه ودفع الإقتصاد للإنتعاش ونصح القارئ أن يتابع الموقع الإقتصادي عبر الإنترنت أو متابعة الصفحة بشكل مستمر، وفي حال رغبة أحدهم بفهم الإقتصاد بشكل أكثر عمقاً فلابد من المعرفة العلمية والمعرفة التراكمية، وسوف يعرف بنفسه كيف للتوقعات المستقبلة أن تتم على أسس وخطوات علمية، وكذلك التعرف على المؤسسات الموثوقة التي من الممكن التعاون معها، وتقديم نصائح للإستثمار ومحاولة المحافظة على المدخرات وما غير ذلك من أمور شيقة ومهمة.
أهم كتب الإقتصاد التي تساعد على فهم الإقتصاد بشكل مبسط :
لاندسبيرج يعد من رجال الإقتصاد النادرين الذين يجمعون بين شدة الذكاء وطلاقة اللسان والطرافة وسرعة البديهة، فإستطاع أن يقدم كتاب يتسم بشدة التنوع ورؤيته في الكتاب بعيدة كل البعد عن التقليدية لكل شئ، فقد قدم الكاتب بهذا الكاتب المبادئ الأساسيبة التي يقوم عليها الإقتصاد بشكل مسبط وفي صورة بارعة ومبتكرة، ويعد هذا الكتاب أحد أكثر كتب الإقتصاد بساطة وتشويقاً بنفس الوقت، هذا الكتاب تُرجم إلى اللغة العربية، وفيه قدم ستيفن لاندسبيرج عدد من المفاهيم الإقتصادية المبسطة وربطها مع حياتنا اليومية.
هذا الكتاب عبارة عن دليل إرشادي بسيط للطرق الجديدة التي من خلالها يمكن النظر إلى العالم، فبعد فهم الدروس التي جاءت بالكتاب بشكل جيد فإن القارئ سيصبح أكثر قدرة على أن يفهم الأحداث بشكل أفضل من الغير مدربين على التفكير الإقتصادي، ويقوم روبرت ميرفي بتقديم نموذج ناجح في تكوين العقلية المثالية للمفكر الإقتصادي حتى وإن لم يكن مختصاً بمجال الإقتصاد، فهذا الكتاب موجه إلى جمهور المثقفين وليس للقاعات الأكاديمية الإقتصادية فقط، وأكثر ما يثير الإعجاب بهذا الكتاب هو الطريقة التي عرض الكتاب بها والتي تبعد كل البعد عن الطرق التقليدية، فهذا الكتاب يمنح للقارئ خلفية إقتصادية واضحة وواسعة بنفس الوقت تمكنه من متابعة قضايا الإقتصاد بشكل أكثر وضوحاً، فهذا الكتاب عبارة عن مجموعة دروس تبدأ من المفاهيم البدائية لتصل حتى المفاهيم المتقدمة بعلم الإقتصاد.
هذا الكتاب الفكري الذي حرص فيه الكاتب ملتون فريدمان أحد أشهر المفكرين الإقتصاديين على أن يكون متابه بمثابة مدخل للقضايا الإقتصادية المعاصرة، هذا الكتاب حاز على جائزة نوبل بالإقتصاد، وبهاذ الكتاب قام فريدمان بعرض الصورة النهائية لفلسفته الإقتصادية ذات الأثر البعيد، تلك السياسة التي فيها تعتبر الرأسمالية التنافسية مجرد أداة يمكن من خلالها تحقيق الحرية الإقتصادية ومن أهم شروط الحرية السياسية، يمتاز هذا الكتاب بسهولة الفهم وتم بيع ما يزيد عن مليون ونصف نسخة منه، تم ترجمته لـ18 لغة غيرالإنجليزية.
هذا الكتاب حظى بإعجاب جاري بيكر أحد أشهر المفكرين الإقتصاديين والذي حظى على جائزة نوبل بالإقتصاد عام 1992، ويوصى بيكر كل شخص يرغب في فهم أساسيات الكتاب بشكل بسيط وبأقل جهد أن يقرأ كتاب تشارلز ويلان، هذا الكتاب الذي يعتبر أكبر نجاح في تبسيط المفاهيم الإقتصادية وفيها يستخدم الكاتب لغة سهلة بسيطة يمكن لكل الناس فهمها، ويبعد عن التفاصيل المملة ويتلاشى عن البيانات الرياضية وأي أرقام مفزعة، كما يتناول هذا الكتاب العديد من المسائل الإقتصادية المهمة بحياة الأشخاص العامة والأكاديمية كالإقتصاد الحكومي والأسواق ورأس المال البشرة والبنك المركزي والإنتاجية، هذا الكتاب به ميزة أنه في الفصل الختامي مطروح سبعة تساؤلات عن طبيعة الحياة بعد عام 2050، ويقول الكاتب أن علم الإقتصاد بإمكانه أن يساعد على تحسين وفهم العالم الناقص الذي نعيش فيه، ورغم هذا فهو ليس سوى مجموعة أدوات لابد من الوعي الجيد بكيفية إستخدامها، هذا الكتاب في ختامه يجعل قارئه يفكر بعقلية المفكر الإقتصادي.
هذا الكتاب بمثابة مدخل مهم للفكر الإقتصادي الحديث، ويعد من أشهر الكتب التي تم فيها تأريخ أفكار علم الإقتصاد، وقد أثار هذا الكتاب إعجاب ملتون فريدمان، قائلا عنه أنه بمثابة بحث واسع النطاق بمجال الفكر الإقتصادي جامع بين العرض الواضح الرشيق وبين أعلى درجات الإتقان والدقة، من السهل إستيعابه، حيث أن هذا الكتاب بمثابة مقدمة مسلية ورشيقة لأكبر المفكرين الإقتصاديين، وفيه تم توضيح كيف تنطق أفكارهم بالعالم الحديث الذي نعيشه، وفيه يتم تقديم منظر عميق للقضاءا المحورية الإقتصادية.