احمد القضماني يا صاحب السَّيفُ والرُّمحُ والقِرطاسُ والقَلَمُ
الكاتب: غالب سيف
رئيس لجنة المبادرة العربية الدرزية
يوم الثلاثاء الموافق 19.2.2019 انتقل الى جوار ربه الشيخ الرفيق الصدوق الصديق المرحوم وطيب الذِكِر أبو مجيد احمد القضماني, ابن الجولان السوري المُحتل العالي المكان والموقف والانسان, بعد 84 ربيعا من العمر, قضاها ومنذ نعومة أظافره بالكد والتسلح بالعلم والعمل والاعلام ومقاومة كل ما يضر الكادحين والناس, واهل قومه ووطنه, وفي النضال الدؤوب المثابر والمتواصل الى آخر رمق ضد الاحتلال والمُحتلين وكل ما ومن يدعمهم. لذلك نُقِّر بكل حزن وألم اننا كرفاق له في نفس خندقه فقدنا قامة عالية وقائد فذّ وشخصية دمثة ورفيق رفيق.
للإيجاز والتصويب الدقيق نكتفي نحن رفاقك يا فقيدنا الغالي : الشيوعيين منهم, أعضاء الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة , في لجنة المبادرة العربية الدرزية, وكل الوطنيين وأسرى الحرية وأهلنا في المناطق المحتلة, الفلسطينيين وفي كل بلاد الشام, أن نعرض بعض ما سُميّت به من خصال حميدة ومُشرّفة, لك ولذويك ولبلدك ولشعبك السوري البطل, الذي عشقته عِشق القيسيين, وضحيت وقاومت وناضلت من أجل رِفعته بكل ما عندك, حتى عندما كنت على فراش المرض السقيم, وبكل الوسائل المدروسة والعلمية منها والفطرية, وفي كل الأماكن والمواقع والأساليب, نعرضها من أجل التوثيق, وهذا ضروري, ومن أجل كل الشاميين في سوريا الأم والأساس وفي لبنان الأرز والمقاومة والأردن الغالي وفلسطيننا الدُرّة وقضيتها قضية الأمة وشعبها, لتكون لنا كأحرار ووطنيين وتقدميين, أينما وُجِدَ هؤلاء, نور ونار ومنارة, أمور كلها كنا وكل الأحرار والمناضلين نحتاجها .. وسنبقى, خاصة وأن تمادي وغطرسة وعربدة رأس المال المُسيطر على خيرات البشر الخنزيري المتخنزر هو وأدواته من الصهيونية والرجعية العربية وكل الأدوات في كل زمان ومكان, وصلت الى مراحل اللا عودة عن مرحلة الحسم. نعرض هذه التسميات المُعبرة والرفيعة والصحيحة ونحن نذكر ترديدك لقول الشاعر:
وحارب اذا لم تُعْطَ إلا ظلامةً شبا الحرب خيرٌ من قبول المظالمِ
أو عندما كنت تردد وتحرض نحو مقاومة الاحتلال, الظلم , الظلام والظُلاّم متسلحاً بالقول الحكيم : " من خاف بشر مثله سُلّط عليه" أو أن : "العبد الحقيقي هو من يقبل الاستعباد" أو : "المنية ولا الدنية".
نعرضها لنرد لك جميلك على ما دونته من اسهامات نضالية وفكرية وأدبية وإعلامية في جريدة الاتحاد الحيفاوية الغالية وفي البيادر السياسي المقدسية وفي نشرات لجنة المبادرة العربية الدرزية وفي وعلى كل منبر اعلامي متوفر, نعرضها مع علمنا أنك واضع مسودة وفحوى وثيقة الجولان السوري المُحتل , الشهيرة والمشهود لها وبها عام 1981, متذكرين الذي قدمته من عمل النملة المُضني لإرسال المئات من أبناء الجولان السوري للدراسة في الأقطار الاشتراكية, خاصة في الاتحاد السوفيتي الحبيب, نعرضها ونحن نردد قول الشاعر :
ما الفخرُ إلا لأهل العِلمِ إنهم على الهدى لمن استهدى أدِلاّءُ
وَقَدْرُ كلُ امرئٍ ما كان يُحْسِنُه والجاهلونَ لأهل العلم أعداءُ
ففُزْ بعلمٍ تَعِشْ حيّاً به أبداً الناسُ موْتى وأهلُ العِلْمِ أحياءُ
نعرضها وأنت بالنسبة لنا كما قال المفكر الفذ عبد الوهاب المسيري عن نفسه : " أنا ماركسي على سُنة الله ورسوله", ونرجو ألا يلومنا أحداً على هذا التقييم والتعليقات, اقرأوا معنا التسميات, وان بقي مكان للملامة, مسبقاً نتلمس منكم المعذرة لأننا في حضرة قائد ومفكر وكاتب وهذه بعض التسميات التي سُمّيَ بها : الانسان, الأممي, الثابت, المناضل, الجولاني المجدلاوي البطل, السوري, الشامي, الفلسطيني, الإعلامي, الكاتب, الشيوعي, المقاوم, المكافح, المقاتل, الشرس, الثوري, القومي, العروبي, الديان أو الشيخ الأحمر, التقدمي, الأسير المحرر والرافض للاحتلال.
وداعاً أبا مجيد ولأنجالك الأعزاء مجيد وصادق وزوجتك الكاتبة والمناضلة ام مجيد أملي ولبلدك ولكل من أحبوك تعازينا الحارة وللجميع طول العمر والبقاء ولتبقى ذكراك خالدة, وأمثالك يصح فيهم قول الشاعر:
أنا الذي نظرَ الأعمى إلى أدَبي وأسمعت كلماتي مَن بهِ صَمَمُ
الخيلُ والليلُ والبيداءُ تَعرفُني والسَّيفُ والرُّمحُ والقِرطاسُ والقَلَمُ