خفايا وخبايا: نتنياهو وزوجته حصلا على رشوةٍ بقيمة 200 ألف دولار عبارةً عن سيجار كوبيّ وشمبانيا فرنسيّة.. مُقرّبوه تحوّلوا لشهود ملك! وما قصّة ساره والزجاجات الفارِغة؟
March 1, 2019
الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
أولاً وقبل كلّ شيءٍ، يجب الإشارة إل أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، هو أوّل رئيس وزراء في تاريخ كيان الاحتلال الإسرائيليّ، الذي تمّ زرعه على حساب الشعب العربيّ الفلسطينيّ في نكبة العام 1948، الذي تٌقدَّم ضدّه لائحة اتهام وهو ما زال يشغل منصبه.
نتنياهو يعشق السيجار الكوبيّ، وزوجته ساره، هائمة في شرب الشمبانيا الفرنسيّة، ولكن، كما يتضّح من إعلان المُستشار القضائيّ للحكومة الإسرائيليّة، الدكتور أفيحاي مندلبليط، الذي صدر في ساعةٍ متأخرّةٍ من مساء أمس الخميس، فإنّهما درجا على طلب الهدايا من السيجار والشمبانيا من صديقهما، عميل الموساد السابق ورجل الأعمال اليوم، أرنون ميلتشين، الذي يعيش اليوم في الولايات المُتحدّة، وكان لهما ما طلبا، إذْ يتبيّن من البيان الرسميّ لوزارة القضاء الإسرائيليّة أنّ نتنياهو وزوجته ساره حصلا من ميلتشين على “هدايا” بقيمة 700 ألف شيكل، حوالي 200 ألف دولار أمريكيّ، وتعهّد رئيس الوزراء الإسرائيليّ بترتيب تأشيرة دخول وبقاء لصديقه في أمريكا.
وفعلاً، بحسب وزارة القضاء، في أحد اللقاءات التي جمعت نتنياهو بوزير الخارجيّة الأمريكيّ السابِق، جون كيري، طلب نتنياهو منه أنْ يعمل على ترتيب أوراق صديقه ميلتشين، الذي يقوم في هذه الفترة بإنتاج أفلامٍ لصالح (هوليوود)، ويعود رفض واشنطن منحه تأشيرة إلى كشفه النقاب عن أنّه كان عميلاً للموساد الإسرائيليّ، مع أنّ المُستشار القضائيّ للحكومة قرر عدم تقديم لائحة اتهامٍ ضدّ ميلتشين بتهمة منح الرشاوى لنتنياهو وزوجته، كما جاء في البيان الرسميّ الذي جاء في 57 صفحة.
ومن المعروف، بحسب الإعلام العبريّ، أنّ زوجة نتنياهو تُعاني كزوجها من البخل الشديد، وفي قضية الشقق، التي تُناقشها المحكمة في تل أبيب، ورد أنّ نتنياهو درجت على إرسال مُوظّفي وعاملي البيت الرسميّ لنتنياهو في شارع بلفور في القدس الغربيّة، درجت على إرسالهم لجمع الزجاجات الفارغة بالقرب من البيت، لكي يقوموا بإعادتها، ذلك أنّ القانون الإسرائيليّ يضمن عددًا من الأغوارت لكلّ مَنْ يقوم بإعادة الزجاجات الفارغة، كما أنّها هي التي تتخّذ القرارات المصيريّة، وتحديدًا في قضية تعيينات الوزراء، بحسب ما أفادت التقارير في جميع وسائل الإعلام العبريّة.
عُلاوةً على ذلك، وعلى الرغم الاقتصاديّ الصعب في دولة الاحتلال، أقرّت الحكومة الإسرائيليّة مؤخرًا شراء طائرةٍ خاصّةٍ من طراز (يوينغ) لنتنياهو وصلت تكلفتها إلى 500 مليون دولار، وعلى الرغم من الانتقادات التي كانت من نصيبه بسبب الصفقة، إلّا أنّه أصّر على ذلك، وقامت الحكومة بشراء الطائرة على حساب دافعي الضرائب في الدولة العبريّة.
أمّا فيما يتعلّق بعلاقاته مع وسائل الإعلام، فقال مُحلّل الشؤون القضائيّة في القناة الـ12، غاي بيليغ، إنّ مسودة لائحة الاتهام تكشف ولع نتنياهو بالنشر الإيجابيّ عنه في وسائل الإعلان، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، اشتكى صاحب شركة (بيزك) للهواتف، رجل الأعمال شاؤول ألوفيتش، وهو رجل أعمال وتربطه علاقات وثيقة جدًا مع نتنياهو وزوجته، للهواتف بأنّ وزير الاتصالات غلعاد أردان، يرفض الاستجابة لطالباته، فقام نتنياهو بإقالته وتسلّم هو المنصب، وعندما رفض المدير العّام للوزارة تلبية طلبات صديق نتنياهو، قام الأخير بإقالته في مكالمةٍ هاتفيّةٍ بعد منتصف الليل،وعيّن مكانه المدعو شلومو فيلبر، الذي تمّ اعتقاله لاحقًا وتحوّل إلى شاهد ملك ضدّ رئيس الوزراء.
فيلبر لم يبقَ لوحده، فقد انضمّ إليه المُستشار الإعلاميّ لنتنياهو، نير حيفتس، وتحوّل إلى شاهد ملك، وبحسب الإعلام العبريّ، فإنّ حيفتس زوّد مُحققي الشرطة بالدليل الذهبيّ لإدانة نتنياهو بالتهم الموجهة له، لأنّه كان مُقرّبًا جدًا منه وكاتم أسراره. بالإضافة إلى الاثنين المذكوريْن، فقد وافق آري هارو، رئيس الطاقم في ديوان نتنياهو على الالتحاق بهما، ووقّع على اتفاقٍ مع الشرطة والنيابة العامّة ليكون بذلك الشاهد الملك الثالث ضدّ نتنياهو، الأمر الذي حشر رئيس الوزراء الإسرائيليّ في الزاوية.
نتنياهو، العنصريّ بامتياز ومع علامة الجودة، ردّ مساء أمس الخميس على مسودّة لائحة الاتهّام، وبطبيعة الحال اختار المنصّة ليقوم بمُهاجمة الأحزاب العربيّة في برلمان بني صهيون، وقال إنّ غريمه الجنرال احتياط بيني غانتس، وحليفه يائير لبيد، سيُقيمان حكومةً مع العرب، الذي يعملون على إبادة الدولة العبريّة.
في سياقٍ مُتصّلٍ، قال الجنرال في الاحتياط، بيني غانتس، المطلوب للعدالة في أوروبا لارتكابه جرائم ضدّ الفلسطينيين، بعد نشر قرار المُستشار القضائيّ: نتنياهو، الذي كنت أعرفه، لن يجذب الناس إلى وضع يكون فيه رئيس وزراء في نصف الوقت، دعونا نتخيل رئيس وزراء تهيمن انشغالاته القانونية على منصبه،ولن أجلس في حكومة يترأسها نتنياهو، بحسب تعبيره.