القوة العسكرية الإيرانية بين الواقع والدعاية
دور إيران كقوة إقليمية برز في الأعوام الأخيرة بعد سقوط العراق تحت الاحتلال الأمريكي في 2003 م ثم ازداد بعد ثورات الربيع العربي وسقوط كثير من الأنظمة وضعف البعض الأخر مما يحتم علينا إلقاء الضوء على إيران وعلى قوتها العسكرية وتقييمها التقييم الصحيح من الناحية العسكرية خاصة ونحن نسمع كثيرا التصريحات الدعائية الإيرانية والتراشقات والحرب الإعلامية بين إيران والعديد من الأطراف وقد تناولنا التقييم العام لإيران كدولة في مقال خريطة القوى الإقليمية وهنا سنحاول أن نتناول الجانب العسكري بشيء من التفصيل فنبدأ أولا بذكر المعالم الأساسية للقوة العسكرية ثم نحاول تقييم هذه الأرقام والسمات في الميزان العسكري.
- بلغ الناتج القومي عام 2017: 428 مليار دولار
- ميزانية الدفاع 2017: 16 مليار دولار
- عدد قوات المسلحة 523 ألف من العاملين و350 ألف من الاحتياط
- تنقسم القوات المسلحة العاملة إلى: الجيش وعدده 350 ألف، الحرس الثوري وعدده 125 ألف، البحرية وعددها 18 ألف، القوات الجوية وعددها 30 ألف
[rtl]
الحرس الثوري
[/rtl]
القوات البرية عددها حوالي 100 ألف والبحرية 20 ألف منهم خمسة الالاف من مشاة البحرية وهو مسئول عن برنامج الصواريخ الباليستية وتشغيلها بالكامل بالإضافة لقيادته لقوات الباسيج الإيرانية والميليشيات الشيعية غير الإيرانية.
[rtl]
قوات الباسيج
[/rtl]
وهي قوات تعتبر ميليشيا ذات تسليح خفيف ولا تعمل بكامل طاقاتها في كل الوقت بل تستدعى عند الحاجة في الأغلب وتستخدم في القمع الداخلي وعملها يشبه قوات الشرطة مع الفارق في اعتبارها القوة الموالية لنظام الحكم والثورة الإيرانية وتقدر بحوالي مليون فرد وتسمى أيضا قوات التعبئة وتخضع لقيادة الحرس الثوري
[rtl]
فيلق القدس أو قوة القدس
[/rtl]
وهي جزء من الحرس الثوري الإيراني توكل له مهمة الإشراف على العمليات العسكرية خارج الأراضي الإيرانية وعدد أفراده غير معروف ولكن تشير التقديرات أنه من 15 إلى 20 ألف وتقديرات أخرى تقول أنه قد يكون أي رقم بين 3 إلى 50 الف فرد ويقوده اللواء قاسم سليماني
[rtl]
الميليشيات التابعة
[/rtl]
لا يمكن الحصول على أعداد دقيقة لعدد أفراد هذه الميليشيات ولكنها تقديرات تقريبية نظرا للآتي:
- كونها ميليشيات غير نظامية ولديها اختلاف في نظام التجنيد والتطوع
- أنها تشارك في صراعات ساخنة خصوصا منذ الثورة السورية وانتفاضة السنة في العراق مما عرضها لخسائر كبيرة في الأفراد لا يتم الإفصاح عنها بدقة ولا تعرف قدرتها على الاستعاضة للقتلى والمصابين
- النظام الدعائي الإيراني الذي يميل لتضخيم كل ما يتعلق به
[rtl]
حزب الله اللبناني
[/rtl]
تشير التقديرات إلى أن قوة حزب الله تتراوح ما بين 20 إلى 50 الف ولديه حوالي 150 ألف صاروخ من مختلف الأنواع بعضها يصل مداه إلى 150 كم وهو أول وأٌقوى الميليشيات التابعة للحرس الثوري
[rtl]
الميليشيات العراقية
[/rtl]
والتي انضوت مؤخرا تحت راية الحشد الشعبي مثل منظمة بدر وعصائب اهل الحق وسرايا السلام وأبو الفضل العباس وغيرها حوالي 22 فصيل تقريبا ويقدر أعدادها من 60 إلى 90 ألف ولكنها تعرضت لخسائر كبيرة في المعارك مع تنظيم الدولة وفي الساحة السورية حيث يقدر عدد الخسائر البشرية في معركة الموصل وحدها أكثر من 9 الالاف قتيل من القوات العراقية التي كان الحشد الشعبي يمثل جزءا كبيرا منها
[rtl]
جماعة الحوثي أو أنصار الله اليمنية
[/rtl]
وكانت تبلغ تقديرات المنتمين لها ما يقرب 100 ألف في عام 2011 ولكنها تعرضت لاستنزاف كبير في السنوات الأخيرة ويصعب تقدير خسائرها أو عدد المنشقين أو التاركين لها ولكن المؤشرات تشير لتقلص هذه القدرة بشكل ملحوظ
[rtl]
الميليشيات الباكستانية والأفغانية
[/rtl]
منها ميليشيا فاطميون الأفغانية وزينبيون الباكستانية وتشير التقديرات أن مجموعهم حوالي 5 آلاف فرد
[rtl]
أهم أنواع الأسلحة
[/rtl]
[rtl]
الدبابات
[/rtl]
تمتلك القوات المسلحة بجميع أفرعها بما فيها الحرس الثوري حوالي 1500 دبابة قتال رئيسية منهم حوالي 500 دبابة تي -72 و150 دبابة ام-60 ايه 1 وحوالي 500 دبابة تي 54 و55 وتايب 59 الصينية والباقي دبابات تي 62 وتطويرات محلية مثل ذو الفقار.
[rtl]
المدفعية
[/rtl]
تمتلك حوالي 7 الالاف قطعة مدفعية بكل الأنواع وتشمل حوالي 300 مدفع ذاتي الحركة فقط وحوالي 1500 راجمة صواريخ من مختلف العيارات وحوالي 3000 مدفع هاون من مختلف العيارات والبقية عبارة عن مدفعية ميدان من مختلف العيارات.
تمتلك وفرة من الأسلحة المضادة للدروع الموجهة من الكونكورس والفاجوت.
والمالوتكا ومن طوفان وهو صاروخ تقليد للتاو الأمريكي.
[rtl]
القوات الجوية
[/rtl]
تمتلك حوالي 334 طائرة مقاتلة منها: ميج-29 36 طائرة، 5 طائرات سوخوي-22، 29 طائرة سوخوي-24، 10 طائرات سوخوي -25 فروج فوت. عدد 75 طائرة إف-5، 24 طائرة إف-7 وهي طائرة صينية شبيهة للميغ-21 الروسية، 43 طائرة إف-14 تومكات، 64 طائرة إف-4 فانتوم. عدد 50 طائرة هليكوبتر هجومي من طراز كوبرا.
[rtl]
الدفاع الجوي
[/rtl]
عدد 4 بطاريات إس-300 بي إم يو 2
تمتلك عدد من بطاريات سام-5 أو إس 200 بالإضافة إلى بطاريات صواريخ الهوك الامريكية وسام -2 الروسية العتيقة
تمتلك منظومات كروتال الفرنسية وسام-15 تور إم1 للدفاع قصير المدى بالإضافة للصواريخ المحمولة على الكتف من طرازات ستينجر وسام-7 وسام -14 وايغلا وايغلا إس وصواريخ ميثاق وهي فالأصل صواريخ صينية معروفة باسم فانغارد
[rtl]
القوات البحرية
[/rtl]
هناك قوات بحرية تتبع للجيش وأخرى تابعة للحرس الثوري ويبلغ أجمالي القطع البحرية أكثر من 200 قطعة متنوعة أهمها 21 غواصة و7 كورفيتات ولديها منظومة جيدة من صواريخ الدفاع الساحلي ضد السفن مثل صواريخ الكوثر ونور ونصر وغدير الإيرانية وصواريخ صينية أخرى
[rtl]
الصواريخ الباليستية
[/rtl]
تمتلك منظومة كبيرة ومتنوعة من الصواريخ أرض-أرض متوسطة وبعيدة المدى معظمها من صنع إيراني بمساعدة ونقل تكنولوجيا صينية وكورية شمالية والشكل التالي يوضح أهمها
يمكن تقسيم مديات الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى إلى ثلاثة أقسام:
[rtl]
القسم الأول: مدى أقل من 1000 كم
[/rtl]
وتشمل شهاب -1 وهو مماثل لصاروخ سكود بي وشهاب 2 وهو مماثل لسكود سي وذو الفقار وقيام-1 وفاتح-110 ومدياتهم موضحة في الشكل السابق وزلزال 1و2و3 بمديات تتراواح من 160 كم لزلزال 1 وتصل ل 250 كم لزلزال 3
[rtl]
القسم الثاني: مدى من 1000 إلى 2000 كم
[/rtl]
وتشمل شهاب-3 بمختلف أجياله بمدى من 1300 إلى 2000 كم وعماد بمدى 1700 كم وغدر-110 بمدى 1800 إلى 2000 كم
[rtl]
القسم الثالث: مدى من 2000 إلى 2500 كم
[/rtl]
ويشمل صاروخ سجيل بمدى من 2000 إلى 2500 كم وصاروخ بي ام -25 الكوري الشمالي بمدى حوالي 2500 كم ولكنه بأعداد محدودة جدا وصاروخ خورمشهر هو نسخته الإيرانية بمدى من 2000 إلى 2500 كم وصاروخ عاشوراء بمدى حوالي 2000 كم ويعتقد أنه هو نفسه شهاب-3 وصاروخ سفير وهو صاروخ فضائي في الأصل بمدى 2000 كم والصاروخ سومار وهو صاروخ كروز وهو نسخة إيرانية من الصاروخ كيه اتش -55 السوفيتي ويعتقد أن إيران حصلت على عدد منه عن طريق المهربين من أوكرانيا.
صاروخ خورمشهر معظم هذه الصواريخ يتراوح وزن الرأس الحربي من 500 إلى 1000 كجم وكلها مسلحة برؤوس متفجرة تقليدية. كما أن معظمها غير مصمم لحمل رؤوس نووية ولكن صواريخ القسم الثالث ما عدا الصاروخ سومار كلها يمكنها بسهولة حمل رؤوس نووية وأيضًا صواريخ القسم الثاني من الممكن نظريا تعديلها لحمل رؤوس نووية.
أعداد الصواريخ لا يمكن تحديدها بدقة ولكن يعتقد وجود لواء صواريخ عامل بالصواريخ القسم الأول التي تقدر ببضعة آلاف ولواء آخر لصواريخ القسم الثاني التي تقدر بالمئات أما القسم الثالث فأعداده فالمجمل صغيرة تقدر بالعشرات.
- اقتباس :
هذين اللوائين وكل برنامج الصواريخ الباليستية يتبع حصرًا لقيادة الحرس الثوري الإيراني مباشرة ولا علاقة لقيادة الجيش به.
[rtl]
الصناعة العسكرية الإيرانية
[/rtl]
تحاول الصناعات العسكرية الإيرانية تحقيق الآتي:
- أولًا الاكتفاء ذاتيًا: في معظم الأسلحة بسبب الحصار وحظر بيع الأسلحة المفروض عليها منذ فترة طويلة.
- ثانيا إبقاء المعدات القديمة لديها في الخدمة بصناعة قطع الغيار ومستلزمات بقائيتها ومحاولات تطوير مستمر لها.
- ثالثا صناعة نسخ محلية من الأسلحة لتعويض نقص العدد لديها أو سد ثغرات في المنظومات المختلفة.
[rtl]
تقوم المصانع العسكرية الإيرانية بتصنيع ما يلي:
[/rtl]
جميع أنواع ذخائر الدبابات والمدفعية بمختلف العيارات سواء الهاونات أو الذاتية الحركة أو مدفعية الميدان وذخائر الرشاشات والأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية وذخائر الأربيجي وبعض ذخائر السلاح الجوي والبحري.
صنعت الغواصة غدير من طراز الغواصات الصغيرة جدا طولها 29 م وعدد طاقمها 11 شخص وتصنع زوارق الدورية وصنعت مؤخرا أول فرقاطة إيرانية واسمها جماران طولها 95 م وحمولتها 1500 طن وفي طريقها لتصنيع فرقاطة أثقل تسمى دماوند.
الغواصة غدير لديها نسخ من صواريخ م.د.م. مثل الطوفان وهو نسخة من التاو الامريكي وتوسان وهو نسخة من الكونكورس الروسي وغيره. ولديها صاروخ ميثاق وهو نسخة من الصاروخ الصيني فانغارد المضاد للطائرات المحمول على الكتف ولديها أيضا بعض أنظمة دفاع جوي تحاول محاكاة منظومة البوك الروسية الغير موجودة لديها وتطويرات لمنظومات الهوك والسام القديمة الموجودة لديها. كما أنها تصنع بعض قطع المدفعية مثل الهاونات وراجمات الغراد والكاتيوشا وبعض أنواع من مدفعية الميدان.
كل ما يتم ذكره في تصنيع في سلاح الجو من مروحيات مثل شاهيد وشوابيز وغيرها هي مجرد تطويرات للمروحيات الأمريكية القديمة لديها وما ذُكر عن طائرة مقاتلة خفيفة أيضا باسم اذرخش التي أعلن مصنعوها أنها نسخة مصنعة بالهندسة العكسية من إف-5 الأمريكية مشكوك فيه وأنها مجرد محاولة لتطوير المقاتلة الأمريكية العتيقة. فكل هذه المشاريع معلن عنها من التسعينيات ولم تظهر أي أدلة عملية على وجودها وعملها ويقتصر التصنيع في مجال الجو على الطائرات بدون طيار مثل أبابيل القدس (غير ابابيل الخاصة بالقسام) وفطرس وشاهد 129 وغيرها.
في مجال الدروع لم تقدم أي نجاحات واقتصرت المحاولات على استمرار عمل الدبابات الموجودة القديمة ومحاولات تحسينها أما الدبابة ذو الفقار هي مشروع دبابة ايرانية في التسعينيات وكانت محاولة لانتاج نسخة محلية من الدبابة الصينية تي-59 وفشلت والدبابة كرار التي اعلن عنها مؤخرا وهي مبنية على شاسيه الدبابة الروسية تي- 72 ولم تظهر لها أية أدلة إلى الآن سوى التصريحات الدعائية فقط.
الصناعات العسكرية الإيرانية بالرغم من أنها بدأت بجدية منذ حوالي أربعين عام إلا أنها لم تنجح استراتيجيًا سوى في مجال صنع الصواريخ الأرض-أرض وصواريخ الدفاع الساحلي (أرض-بحر) وإن كانت نجحت في سد بعض حاجاتها من الأسلحة والذخائر ولكنها لم تتمكن من تقديم حلول لسلاح الجو أو سلاح الدروع بالرغم من الاحتياج الواضح لسد النقص في هذه المجالات. وبالمقارنة بالجارة تركيا التي بدأت الاهتمام بالتصنيع منذ أقل من 20 عام، فقط فقد تمكنت من صنع مروحية هجومية تركية أتاك، وذلك بعد عدم تزويد الولايات المتحدة لها بالاباتشي. وتعاقدت باكستان ع عدد منها، أيضًا صنع دبابتها التركية التاي والتي ستدخل الخدمة الكاملة هذا العام بعد 3 سنوات من الاختبارات والتجارب عليها بعد اكتمال التصنيع وأبدت السعودية وباكستان رغبتها في التعاقد عليها.
صاروخ سومار الإيراني [rtl]
التقييم التخصصي
السلاح الجوي
[/rtl]
يبدو أفضل ما في سلاح الجو هو الميغ-29 والسوخوي-24 وهما يمثلان العمود الفقري لسلاح الجو وربما يكونا الوحيدتان اللتان يمكن الاعتماد عليهم من الطائرات الموجودة ولكن أعدادهم قليلة جدا فهي لا تملك سوى 36 طائرة فقط من الميغ-29 وأما السوخوي-24 هي طائرة قاذفة فقط متوسطة المدى لا تصلح لمهام أخرى مثل الاعتراض الجوي وأيضا لدى إيران حوالي 29 طائرة فقط أما بالنسبة لباقي الطائرات فيعود إنتاجها إلى ستينيات القرن الماضي مثل الإف-7 الصينية والإف-4 فانتوم الأمريكية أو إلى بداية السبعينات مثل الإف-5 والإف-14 الأمريكتين ولا تملك طائرات هليكوبتر هجومية سوى من نوع كوبرا الأمريكية إنتاج السبعينيات وهي ضعيفة للغاية مقارنة بالطائرات الروسية مثل مي-24 أو مي -28 أو كاموف 52 وبالطبع بينها وبين الأباتشي فارق شاسع.
بالإضافة إلى ذلك تقدر نسبة الطائرات الأمريكية الصالحة للعمل بنسبة لا تتعدى 60% وتقدر النسبة في الطائرات الروسية بحوالي 80% من إجمالي العدد. وهذه كلها تقديرات نظرا لأن الحصار المفروض يشمل قطع الغيار والمعدات اللازمة للطائرات، وعدم وجود علاقات مع أمريكا منذ فترة طويلة، وتقادم الطائرات الأمريكية وعدم قدرة الصناعة المحلية على تعويض ذلك سواء من ناحية المعدات وقطع الغيار أو صناعة بديل محلي. ونظرا لعدم اشتراك سلاح الجو الإيراني في أي حرب منذ عام 88 فربما تكون حالة الطائرات وصلاحيتها أسوء من ذلك خصوصا الطائرات الأمريكية التي جاءت معظمها أيام حكم الشاه وهي حتى وإن كانت في حالتها فهي غير قادرة على مجاراة سلاح الجو في الدول المحيطة بها.
مثل السعودية التي تملك اكثر من 170 طائرة أف-15 من أحدث الطرازات و71 طائرة يورفايتر تايفون و69 طائرة تورنادو وطائرات اباتشي حوالي 35 طائرة. أو تركيا التي تملك حوالي 260 طائرة إف-16 وطائرات اتاك المروحية الهجومية التركية. وبالطبع إسرائيل التي تمتلك حوالي 350 طائرة إف-16 وإف-15 من أحدث الطرازات بالإضافة لانضمام 9 طائرات إف-35 غير المسبوقة والتي كانت أول من استعملها في الحرب في قصف القوات الإيرانية في سوريا وحوالي 43 طائرة أباتشي.
وتنقص إيران طائرات الحرب الإلكترونية والتشويش والاستطلاع الجوي الإلكتروني ويمكن للطائرات بدون طيار لديها القيام ببعض مهام الاستطلاع الجوي. لذا فسلاح الجو الإيراني بوضعه الحالي يعتبر ضعيف مقارنة بتركيا والسعودية وضعيف جدا مقارنة بإسرائيل ولا يمكن الاعتماد عليه على الإطلاق في أي حرب نظامية قادمة لأداء أي مهمة سواء الاعتراض الجوي أو القصف الأرضي.
[rtl]
الدفاع الجوي
[/rtl]
حصلت إيران مؤخرا على 4 بطاريات إس-300 ويبلغ مدى الطراز الذي حصلت عليه 200 كم وقبل حصولها على هذه البطاريات يعتبر الدفاع الجوي لها تحت المتوسط لأنه كان يعتمد على صواريخ سام-5 أو اس-200 الثابتة للدفاع البعيد وبطاريات الهوك العتيقة والسام -2 للدفاع المتوسط ومنظومة كروتال الفرنسية للدفاع القريب.
ونلاحظ أنه يعتمد على صواريخ ثابتة غير ذاتية الحركة مما يسهل مهمة اكتشافها وتدميرها ومعظمها عتيقة الطراز ذات قدرات محدودة في الحرب الالكترونية والأن بعد الاس -300 يمكن أن نقول أن قدرة الدفاع الجوي فوق المتوسطة ولكن بها العديد من الثغرات – التي لابد لها من سدها لتحقيق قدرة معقولة في مواجهة التفوق الجوي لكل الدول المحيطة بها – وهي كالتالي:
- أولا: زيادة عدد بطاريات الإس-300 لتتمكن من حماية الأهداف الهامة والحيوية الكثيرة والمنتشرة والمجال الجوي الكبير لها
- ثانيا: حصولها على منظومات ذاتية الحركة للدفاع المتوسط مثل البوك ام 2 و3 وهناك محاولات محلية لصنع منظومات مشابهة ولكن لا يمكن التعويل عليها
- ثالثا: تطوير منظومة الدفاع القريب لتتمكن من حماية المنظومات الأخرى مثل الاس 300 من التدمير وقد ظهرت بعض منظومات التور ام لدى إيران ولكنها بحاجة لزيادة أعدادها وحصولها على منظومات حديثة مثل البانتسير بأعداد كافية
لذا فإن قدرة الدفاع الجوية الإيراني حاليا تعتبر فوق المتوسطة وغير قادرة على حماية الأراضي الإيرانية من القدرات الهجومية لإسرائيل وأمريكا بشكل مقبول حتى الآن ولكنها تعتمد بشكل كبير على الدفاع السلبي بانتشار المواقع الهامة وتحصينها تحت الأرض حتى تستطيع الاحتفاظ ببعض قدراتها في حال الهجوم الجوي عليها.
[rtl]
الأسلحة البرية
[/rtl]
سلاح الدروع الإيراني يعتبر فقير لوجود حوالي 500 دبابة فقط يمكن التعويل عليها من طرازات تي-72 وتطويراتها وهذه الدبابة أضعف من الأبرامز الأميركية لدى السعودية والليوبارد الألمانية لدى تركيا والميركافا الصهيونية تمتلك أعداد كبيرة من المشاة بمجموع قواتها وميليشياتها ولكن ربما يكون الاعتماد عليهم في الدفاع الشعبي وحرب العصابات وليس في الحرب النظامية للأسباب الأتية
- ضعف السلاح الجوي
- وعدم وجود هليكوبتر هجومي يمكن الاعتماد عليه
- وعدم قدرتهم على توفير دفاع جوي فعال للقوات البرية في معركة نظامية
وبالتالي فالقوات البرية الإيرانية يمكن القول إن لها قدرة دفاعية جيدة داخل الأراضي الإيرانية ولكنها ذات قدرات هجومية محدودة جدا خارج إيران للأسباب التي ذكرت، إلا في نمط الحروب الشعبية وحرب العصابات يمكن القول إن قدرتها جيدة نظرا لكثرة الأعداد البشرية والأيدلوجيا الشيعية والخبرات المتراكمة خصوصا لدى حزب الله اللبناني. [rtl]
السلاح البحري
[/rtl]
تملك البحرية الإيرانية العديد من السفن والقطع البحرية الجيدة ولذا فتعتبر البحرية الإيرانية هي أقوى من كل البحرية لدى دول الخليج وتعتبر هي القوة البحرية الموجودة إلى جانب الأسطول الخامس الأميركي وتعتمد على صواريخ الدفاع الساحلي الهامة وهي كلها صينية الأصل من طرازات مختلفة ولكن سميت بعضها بأسماء إيرانية ويبلغ مداها من 25 إلى 120 كم في الأغلب وهذه المنظومات وضعت لتعويض الضعف الجوي والبحري في مقابل البحرية الأميركية ولديها غواصات غدير الصغيرة التي يعتقد أنها صنعت لأغراض الاستطلاع والعمليات الانتحارية.
في المجمل البحرية الإيرانية ذات مستوى جيد ولكن نطاق قوتها في الخليج العربي فقط وليس لها القدرة على العمل في أعالي البحار أو في مناطق بعيدة عن الأراضي الإيرانية وتمتلك قدرة دفاعية جيدة خصوصا في الخليج العربي الضيق والذي يتيح لها الدفاع بفعالية بواسطة منظومات الصواريخ الساحلية ولكن النقطة الجوهرية في قدرة المنظومة البحرية هو مدى إمكانية توفير الحماية الجوية لها.
[rtl]
الأسلحة الاستراتيجية
[/rtl]
لا تمتلك إيران إلى الآن أية أسلحة نووية ولكن يعتقد أن لديها القدرة على ذلك إذا أتيحت لها فرصة العمل بحرية بدون عقوبات أو حصار خصوصا مع توافر العلم النظري والإمكانيات العملية. وبالنسبة للسلاح البيولوجي تشير التقارير إلى عدم امتلاك أسلحة بيولوجية، أو برامج لإنتاجها. أما الأسلحة الكيميائية فقد تعرضت إيران لضربات موجعة كثيرة بواسطتها في حربها مع العراق؛ وقد حاولت حينها استيراد بعض الأسلحة ولكن انتهت الحرب بدون تحقيق ذلك. وتشير التقديرات الآن أن إيران لديها القدرة على إنتاج الأسلحة الكيميائية ولكن لا توجد أية معلومات عن تصنيعها لرؤوس حربية كيميائية أو دخولها لترسانتها العسكرية.
لذا السلاح الاستراتيجي الذي تملكه إيران هو الصواريخ الباليستية وهذه الصواريخ ذات قدرة تفجيرية محدودة فيتراوح رأسها الحربي في معظم الصواريخ من 500 إلى 1000 كجم من المتفجرات التقليدية ولكنها قد تمثل إزعاجا لدول الخليج ذات المساحات الصغيرة أو لدولة مثل إسرائيل الحساسة تجاه وقوع أية خسائر بشرية ولو صغيرة ولكن يجب علينا الوضع فالاعتبار عدة عوامل هامة تواجه هذه القدرة الصاروخية.
أولا: لدى إسرائيل والغرب قدرات عسكرية جيدة للغاية ومتفوقة في مواجهة الصواريخ الباليستية وأنظمة كثيرة مثل نظام إيجس وثاد والباتريوت بطرازاتها الحديثة لدى الولايات المتحدة ومنظومات الأروو 2 و3 ومقلاع داوود الصهيونية ومنظومة الدرع الصاروخي الأوربية.
Israel arrow: وهو نظام دفاعي إسرائيلي مضاد للصواريخ الباليستية ثانيا: لا يمكن لإيران استعمال هذه الصواريخ إلا في إطار الدفاع عن نفسها في حال الحرب الشاملة عليها وإلا سوف تجر على نفسها ردود فعل لا تستطيع مواجهتها بقدراتها الحالية
سوف تبقى قدرة الردع الاستراتيجي لدى إيران غير متحققة حتى يكون لديها منظومة صواريخ باليستية محملة برؤوس غير تقليدية وحتى ذلك الحين فالأسلحة التي لديها حاليا تمثل خطرا مستقبليا احتماليا فقط. ولكنها حاليا تمثل خطرًا في مقابل دول الخليج فقط.
يبدو التخطيط العسكري الإيراني لا يعتمد على الحرب النظامية بشكل أساسي سواء كاستراتيجية دفاعية أو هجومية وربما يرجع ذلك لعدة أسباب منها:
أولًا: الحرب الوحيدة التي خاضتها إيران ضد العراق مثلت تجربة قاسية، وتعرضت فيها إيران لهزائم وخسائر كبيرة، خصوصا في المعارك النظامية ضد قوات الجيش العراقي الجيد التدريب والتسليح، والذي كان يملك ضباط وقيادات ذات مستوى احترافي جيد ولم تكن لديها قوة ردع تمكنها من وقف الحرب، أو تغيير دفتها. ولم تتحسن كفتها سوى بحرب الجيش العراقي داخل المدن والدفاع حتى الموت واستخدام قوات بشرية بأعداد كبيرة بغض النظر عن الخسائر البشرية الكبيرة في أسلوب اشبه بالسوفييت داخل ستالينجراد.
ثانيًا: الحصار والعقوبات وحظر تصدير الأسلحة لم يمكنها من بناء قواتها العسكرية بشكل احترافي، بالرغم من توافر الموارد المالية للشراء وإن كانت حاولت تعويض ذلك ببناء صناعة محلية ونقل التكنولوجيا من بلاد مثل الصين وكوريا الشمالية ولكن كما تقدم بالتفصيل حققت نجاحات في بعض المجالات وأخفقت في مجلات أخرى.
ثالثًا: الطبيعة غير العسكرية بشكل نظامي للثورة الإيرانية التي مثلت شرائح شعبية في الأساس وانبثقت عنها القيادات المختلفة للنظام العسكري وخصوصا الحرس الثوري وقوات الباسيج ساعد في تكوين هذا التوجه.
لذا فإن الاستراتيجية الدفاعية الإيرانية تقوم على بناء قوة ردع عبر برنامج الصواريخ الباليستية، مع الاهتمام بإجراءات الدفاع الجوي السلبي بعناية شديدة، ومحاولة اختيار أدوات مناسبة لوضعها وجغرافيتها مثل صواريخ الدفاع الساحلي. والاستراتيجية الهجومية تقوم عبر استغلال الأيدلوجية الشيعية في بناء أذرع لها وتقوم بتنظيمهم وتدريبهم وترتيب عملهم في حروب غير نظامية وحروب عصابات. وتولي عناية شديدة بالتكامل بين العمل السياسي والأداء العسكري؛ حتى تستطيع التطور وعدم الوقوع في مواقف غير مناسبة لها من الناحية العسكرية لكي لا يتم تعطيل المشروع الفارسي الإيراني مثل ما حدث بدخولها بحرب الخليج الأولى ضد العراق. أو حتى لا يتم تدميرها في حال مثلت خطرًا أو تهديدًا حقيقيًا على النظام الدولي مثل نظام صدام حسين. - اقتباس :
وقد حاولنا عبر هذه الإطلالة السريعة تقديم تقييم واقعي للقوة العسكرية لإيران بغض النظر عن الدعايا الإيرانية، أو التصريحات الغربية ذات الأغراض السياسية من كلا الطرفين.
ولا ننسى هنا أن الأوضاع الإقليمية قد ساعدت تطور نفوذ إيران فكان غزو العراق 2003 وتدميره تماما بواسطة أمريكا والناتو، والحرب العالمية ضد التنظيمات الجهادية، ثم غزو أفغانستان واحتلاله؛ كل هذه العوامل ساعدت على خروج إيران من عزلتها وعدم وجود دول لها قوة حقيقة في المنطقة سوى الكيان الصهيوني.
ثم بعد ذلك الثورات فنجد مثلا قبل 2003 لم يكن لها تواجد خارجي غير حزب الله ولم يكن له نصف قوته الحالية ثم بعد ذلك بدء الحوثيين في الظهور بكيان مسلح وتلى ذلك بعد ثورات الربيع العربي والتخبط الكبير للسياسة الأمريكية ما وصلت إليه الآن فلا يمكن أبدًا النظر للوضع العسكري وتقييمه بشكل صحيح بمعزل عن السياسة العامة للدولة.
المصادر
[list=row]
[*]
International Institute for Strategic Studies[*]
Center for Strategic and International Studies[*]
jane's 360[/list]