منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الصهيونية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75866
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الصهيونية  Empty
مُساهمةموضوع: الصهيونية    الصهيونية  Emptyالثلاثاء 21 مايو 2019, 2:20 am

الصهيونية 
الصهيونية حركة سياسية يهودية تدعو إلى تكوين أمّة يهوديةً وتنادي بحق هذه الامة بتكوين كيان لها على أرض إسرائيل التارخية أو كما ذكرت في التوراة. تأسست هذه الحركة في 1897 وتألفت من أفكار عديدة عند نشأتها في مكان بقعة الأرض لإقامة الدولة التي ستحتضن هذه الأمة. تركّزت الجهود إبتداءً من العام 1917 على فلسطين لإنشاء كيان يحتضن الأمة اليهودية ومن العام 1948 دأبت الصهيونية على إنشاء وتطوير دولة إسرائيل والدفاع عن هذا الوطن.

اليهود وصهيون

كلمة "صهيوني" مشتقة من الكلمة "صهيون" وهي أحد ألقاب جبل صهيون والذي يعتبر الأقرب إلى مكان بناء الهيكل في القدس كما هو مذكور في الصحائف المقدسة المسيحية واليهودية وتعبّر كلمة "صهيون" عن أرض الميعاد وعودة اليهود إلى تلك الأرض. للصهيونية جانب عقائدي نتيجة الديانة اليهودية التي يتبعها أنصار الحركة وجانب ثقافي مرتبط بالهوية اليهودية وكل ما هو يهودي. تجدر الإشارة ان الكثير من اليهود المتدينين عارضوا ومازالوا يعارضون الصهيونية بالإضافة إلى عدم إنتماء بعض مؤسسي دولة إسرائيل إلى أي دين والكفر باليهودية وغيرها من باقي الأديان.

بالرغم من إعتقاد المتدينين اليهود ان أرض الميعاد قد وهبها الله لبني إسرائيل فهذه الهبة أبدية ولا رجعة فيها إلا إنهم لم يتحمسوا كثيراً للصهيونية بإعتبار أن أرض الميعاد ودولة إسرائيل لا يجب أن تُقام من قبل بني البشر كما هو الحال بل يجب أن تقوم على يد المسيح المنتظر!

وقد اشتق المفكر اليهودي ناثان بيرنباوم لفظة (الصهيونية Zionism) بمدلولها السياسي الحديث قبل أكثر من قرن في مقالته الصادرة باللغة الألمانية «التحرر الذاتي Selbstmanzipation» التي نشرها في العام 1890. وقبيل انعقاد مؤتمر بال عام 1897 وذلك لتمييز هذه الحركة التي كانت في طور التكون (دعوة القومية اليهودية) من النشاط الذي مارسته جماعة أخرى أطلقت على نفسها اسم «أحباء صهيون Hibbat Zion» منذ مطلع الثمانينات في القرن التاسع عشر.[1]

تعاقبت الأحداث سراعاً ما بين الأعوام 1890 - 1945 وكانت بداية الأحداث هو التوجه المعادي للسامية في روسيا ومروراً بمخيمات الأعمال الشاقة التي أقامها النازيون في اوروبا وانتهاءً بعمليات الحرق الجماعي لليهود وغيرهم على يد النازيين الألمان إبّان الحرب العالمية الثانية، تنامى الشعور لدى اليهود النّاجين من جميع ما ذُكر إلى إنشاء كيان يحتضن اليهود واقتنع السواد الأعظم من اليهود بإنشاء كيان لهم في فلسطين وساند أغلب اليهود الجهود لإقامة دولة لهم بين الأعوام 1945 - 1948 ولكن إختلف بعض اليهود في الممارسات القمعية التي إرتكبتها الجماعات الصهيونية في فلسطين بحق الشعب العربي الفلسطيني.

منذ العام 1948، أصبح كل يهودي صهيونيا في دعمه لدولة إسرائيل وحتى وإن لم يقطن البلد الجديد. أضاف الدعم العالمي لإسرائيل أهمية كبيرة من الجانبين الإقتصادي والسياسي وخاصة بعد العام 1967 بعد أن علا صوت الوطنيين العرب وبداية الكفاح المسلح العربي ضد التواجد اليهودي. في السنوات الأخيرة، بدأ ينتقد اليهود الإحتلال المستمر إلى يومنا هذا من قبل إسرائيل للأراضي العربية بعد العام 1967.

تأسيس الحركة الصهيونية
الرغبة في العودة إلى أرض الميعاد كما يعتقد اليهود أخذت طابعاً عالمياً بعد القضاء على مدينة القدس على يد الرومان في العام 70 قبل الميلاد و بعد تشتت اليهود في أصقاع الأرض، ولولا الصهيونية، لكان الإعتقاد السائد لدى اليهود ان تشرذمهم سينتهي يوم يجمعهم المسيح المنتظر في كيان قومي يوحدهم.

التحرر الذي حصل لليهود في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وانتشار الحركات الليبرالية في اوروبا كان له الأثر البالغ في شعور اليهود بقوميتهم. طال حينئذ هذا الشعور عامة اليهود المقيمين في اوروبا وحتى الذين ابتعدوا عن التديّن اليهودي بصورته التقليدية. لا ننسى أن الكفاحات الوطنية في اوروبا كتوحيد المانيا او ايطاليا او استقلال كل من هنغاريا وبولندا أسهمت في ذلك أيضا، فإذا كان يحق للايطاليين او البولنديين ان يقيموا كيانا يجمع شتاتهم، فلماذا لا يحق لليهود ذات الشيء؟

أحد أهم الأمور التي ساعدت على تكوين الحركة الصهيونية هو ما حصل في فرنسا في العام 1894 عندما تنامى شعور كره السامية في المجتمع الفرنسي وهو الأمر الذي لم يأخذه اليهود في الحسبان نتيجة حرية ورقي المجتمع الفرنسي. من بين المهتمين بالشعور المفاجيء من قبل الفرنسيين بالعداء للسامية صحفي نمساوي يهودي يدعى تيودور هيرتسل والذي كتب ورقة في العام 1896 أسماها "الدولة اليهودية". في العام الذي يليه، نظم هيرتزل مؤتمراً في مدينة "بال" في سويسرا وتمخّض المؤتمر فأنجب "المنظمة الصهيونية الدولية" والتي بدورها عينت هيرتزل رئيساً لها.

استراتيجيات الصهيونية
الهدف الإستراتيجي الأول للحركة كان دعوة الدولة العثمانية بالسماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين والإقامة بها.وبعد رفض السلطان عرضوا عليه بيع بعض الأراضي الفلسطينية فرفض رفضا تاما فأيقن أن العرب لن يتسامحوا في شبر واحد من أراضيها فنظموا عدة تعاملات قذرة مع بريطانيا و بعد تولى مكتب الإمبراطور الألماني مهمة السماح لليهود بالهجرة لدى الدولة العثمانية لكن بدون تحقيق نتائج تذكر. فيما بعد، انتهجت المنظمة سبيل الهجرة بأعداد صغيرة وتأسيس "الصندوق القومي اليهودي" في العام 1901 وكذلك تأسيس البنك "الأنجلو-فلسطيني"" في العام 1903.

قبيل العام 1917 أخذ الصهاينة أفكار عديدة محمل الجد وكانت تلك الأفكار ترمي لإقامة الوطن المنشود في أماكن اخرى غير فلسطين، فعلى سبيل المثال، كانت الأرجنتين أحد بقاع العالم المختارة لإقامة دولة إسرائيل، وفي العام 1903 عرض هيرتزل عرضاً مثيراً للجدل بإقامة دولة إسرائيل في كينيا مما حدا بالمندوب الروسي الانسحاب من المؤتمر واتفق المؤتمر على تشكيل لجنة لتدارس جميع الأُطروحات بشأن مكان دولة إسرائيل أفضت إلى اختيار أرض فلسطين.

الصهيونية والعرب
أيقن الصهاينة منذ البداية أن سكّان فلسطين العرب يشكلون السواد الأعظم في الكثافة السّكّانية وأن فلسطين موطنهم منذ آلاف السنين وشارك الصهاينة الأوروبيون وجهة النظر في قضية العنصر العربي وثقافته واتّفق الطرفان ان الشعب العربي آنذاك يعدّ من الشعوب البدائية وأن هذا "الشعب البدائي" سيكون المستفيد الأول من التواجد اليهودي فيما بينه! وجهة النظر تلك لم تُستحسن من الجانب العربي الذي قاوم الفكرة ورفض التهميش من قبل اليهود ونذكر في هذا السياق الشعار الصهيوني المشهور والقائل "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض". كان الصهاينة على قناعة أن العرب الفلسطينيين سيشكلون عائقاً ولكن هذا العائق لن يكون من العوائق الكبيرة في تحقيق أهدافهم ورأى الصهاينة أن مطالبات العرب الفلسطينيين من السهل تجاوزها بإبرام اتفاقيات مع الإمبراطورية العثمانية أو مع عرب المنطقة والمحيطة بفلسطين.

المعاناة في الوصول إلى الهدف

بهزيمة وتفكك الإمبراطورية العثمانية في العام 1918 وبفرض الإنتداب الإنجليزي على فلسطين من قبل عصبة الأمم في العام 1922، سارت الحركة الصهيونية مساراً جديداُ نتيجة تغير أطراف المعادلة وكثفت الجهود في إنشاء كيان للشعب اليهودي في فلسطين وتأسيس البنى التحتية للدولة المزمع قيامها وقامت المنظمة الصهيونية بجمع الأموال اللازمة لهكذا مهمة والضغط على الإنجليز كي لا يسعوا في منح الفلسطينيين استقلالهم. شهدت حقبة العشرينيات من القرن الماضي زيادة ملحوظة في أعداد اليهود المتواجدين في فلسطين وبداية تكوين بنى تحتية يهودية ولاقت في نفس الجانب مقاومة من الجانب العربي في مسألة المهاجرين اليهود.

تزايدت المعارضة اليهودية للمشروع الصهيوني من قبل اليهود البارزين في شتّى أنحاء العالم بحجة أن ياستطاعة اليهود التعايش في المجتمعات الغربية بشكل مساوي للمواطنين الأصليين لتلك البلدان وخير مثال لهذه المقولة هو "ألبرت أينيشتاين". في العام 1933 وبعد صعود ادولف هتلر للحكم في ألمانيا، سرعان ما رجع اليهود في تأييدهم للمشروع الصهيوني وزادت هجرتهم إلى فلسطين لا سيما أن الولايات الامريكية المتحدة أوصدت أبواب الهجرة في وجوه المهاجرين اليهود. وبكثرة المهاجرين اليهود إلى فلسطين، زاد مقدار الغضب والامتعاض العربي من ظاهرة الهجرة المنظمة، وفي العام 1936، بلغ الامتعاض العربي أوجه وثار عرب فلسطين، فقامت السلطات الإنجليزية في فلسطين إلى الدعوة إلى إيقاف الهجرة اليهودية.

واجه اليهود الثورة العربية بتأسيس ميليشبات يهودية مسلحة بهدف الدفاع عن نفسها من العرب الغاضبين ولحماية المستوطنات الزراعية البعيدة عن مركز المدينة ولم تدّخر هذه الميليشيات اليهودية أي جهد في الأعمال العسكرية بحق العرب ومن تلك الميليشيات المسلحة الهاجاناه والارجون. مع أحداث الحرب العالمية الثانية، قرر الطرفان المتنازعان تكثيف الجهود في وجه هتلر النازي عوضاً عن ضرب الإنجليز.

بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، زعم البعض أن 6 مليون يهودي تمت إبادتهم على يد القوات النازية مما خلّف مئات الألوف من اليهود مشردين في أنحاء العالم ولا ينوون العودة إلى الديار التي سلّمتهم لقمةً سائغةً للقوات النازية، هذا من جانب، ومن جانب آخر، تزايد التعاطف مع اليهود بعد الحرب العالمية الثانية لإحساس البلدان المنتصرة في الحرب بالذنب نتيجة تقاعسها عن دحر القوات النازية حين نشأتها وترك هذه الدول هتلر يعيث في أوربا الفساد. من أكثر المتعاطفين مع اليهود كان الرئيس الأمريكي هاري ترومان الذي بدوره ضغط على هيئة الأمم المتحدة لتعترف بدولة إسرائيل على تراب فلسطين خصوصاً أن بريطانيا كانت في أمس الحاجة للخروج من فلسطين.

الصهيونية وإسرائيل
أعلنت القوات البريطانية نيتها الإنسحاب من فلسطين في العام 1947 وفي 29 نوفمبر من نفس العام، أعلن مجلس الأمن عن تقسيمه لفلسطين لتصبح فلسطين دولتين، الأولى عربية والثانية يهودية. أندلع القتال بين العرب واليهود وفي 14 مايو 1948 أعلن قادة الدولة اليهودية قيام دولة إسرائيل. شكّل الإعلان نقطة تحول في تاريخ المنظمة الصهيونية حيث ان أحد أهم أهداف المنظمة قد تحقق بقيام دولة إسرائيل وأخذت مجموعات الميليشيا اليهودية المسلحة منحى آخر وأعادت ترتيب أوراقها وشكلت من الميليشيات "قوة دفاع إسرائيل". السواد الأعظم من العرب الفلسطينيين إمّا هرب إلى البلدان العربية المجاورة وإمّا طُرد من قبل قوات الإحتلال اليهودية، في كلتا الحالتين، أصبح السكان اليهود أغلبية مقارنة بالعرب الأصليين وأصبحت الحدود الرسمية لإسرائيل تلك التي تم إعلان وقف إطلاق النار عندها حتى العام 1967. في العام 1950، أعلن الكنيسيت الإسرائيلي الحق لكل يهودي غير موجود في إسرائيل أن يستوطن الوطن الجديد، بهذا الإعلان، وتدفق اللاجئين اليهود من اوروبا وباقي اليهود من البلدان العربية، أصبح اليهود في فلسطين أغلبية بالمقارنة بالعرب بشكل مطلق ودائم.

الصهيونية اليوم
بالرغم من مرور أكثر من 50 سنة على نشأة إسرائيل وأكثر من 80 سنة على بداية الصراع العربي الإسرائيلي، يظل أغلب اليهود في شتى أنحاء العالم يعتبرون أنفسهم صهاينة وتبقى بعض الأصوات اليهودية مناهضة للحركة الصهيونية مثل حركتي ساتمار و نيتوري كارتا إلا ان القليل منهم يطالب بإزالة المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأرض العربية!



نشأة الصهيونية
لكي ندرك أنه لا فرق بين اليهودية والصهيونية ، فإننا نستطيع استنتاجـًا أن ندرك أن الصهيونية وليدة اليهودية ، فهما توأمان ، أو كما ذكرنا ، وجهان لعملة واحدة ، وحين نقول إن الصهيونية يهودية منشأ وفكرًا وأسلوبـًا فإننا لا نعني بذلك ديانة موسى ـ عليه السلام ـ فإن موسى برئ منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب ، ولكن أعني الصهيونية قرينة اليهودية المزيفة مولدًا ومنشأً وفكرًا وأهدافـًا وأسلوبـًا وغايةً .


إن القارئ للتوراة ونصوصها يدرك جيدًا صحة ما نريد أن نصل إليه ، وهذه هي بعض النصوص التي تؤكد أمرين :

الأول : أنه لا فرق بين اليهودية والصهيونية .

الثاني : قدم منشأ الصهيونية ، وهذا مترتب على الأمر الأول .

كلمة صهيوني في الكتاب المقدس " التوراة " :

ذكرت كلمة صهيون في العهد القديم في مواقع كثيرة منها:

" وذهب الملك ورجاله إلى أورشليم إلى اليبوسيين سكان الأرض … وأخذ داود حصن صهيون "(صموئيل الثاني /5) .

" أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي "(مزامير/2) ، " دعوا للرب الساكن في صهيون ، لأنه مطالب بالدماء "(مزامير/9) ، " أذاني الرب صهيون يرى بمجده .. لكي يحدث في صهيون باسم الرب وبتسبيحه في أورشليم "(مزامير/102) ، " لأن الرب قد اختار صهيون اشتهاها مسكنا له "(مزامير/132) ، " ويقولون هلم نصعد إلى جبل الرب إلى بيت إله يعقوب فيعلمنا من طرقه ونسلك في سبله ، لأن من صهيون تخرج الشريعة ، ومن أورشليم كلمة الرب "(اشعيا/2) ، " طوبى لجميع منتظريه ، لأن الشعب في صهيون يسكن في أورشليم "(اشعيا/30) ،" على جبل عال اصعدي مبشرة صهيون ، ارفعي صوتك بقوة يا مبشرة أورشليم "(اشعيا/40) .


ولكلمة صهيون إيحاءات شعرية ودينيه في الوجدان الديني اليهودي ، فقد أتى في المزمور رقم 1837 على لسان اليهود بعد تهجيرهم إلى بابل : " جلسنا على ضفاف أنهار بابل وزرفنا الدمع حينما تذكرنا صهيون " .


وقد وردت إشارات شتى في الكتاب المقدس إلى هذا الارتباط بصهيون الذي يطلق عليه عبارة حب صهيون ، وهو حب يعبر عن نفسه من خلال الصلاة والتجارب والطقوس الدينية المختلفة ، وأحيانـًا نادرة على شكل الذهاب إلى فلسطين للعيش بغرض التعبد ،ولذا كان المهاجرون اليهود الذين يستقرون هناك لا يعملون ويعيشون على الصدقات التي يرسلها أعضاء الأقليات اليهودية في العالم .


والعيش في فلسطين كان يعد عملاً من أعمال التقوى لا عملاً من أعمال الدنيا وجزاؤه يكون في الآخرة.


من خلال النصوص السابقة نستطيع القول أن الصهيونية كحركة دينية سياسية تعني في المقام الأول بالعودة إلى فلسطين ، ليست فكرة جديدة وليدة هذا القرن ، أو ما قبله من القرون ، ولكنها فكرة وليدة الفكر اليهودي المنحرف الذي غيَّر وبدَّل وصرَّف وزيَّف في كتاب موسى ـ عليه السلام ـ ولكنها أي الصهيونية كانت فكرة تتوارث بين الأجيال طورًا في طي الكتمان ، وأطوارًا جهارًا نهارًا كالشمس في رابعة النهار .


إن قصة نشأة الصهيونية ترجع إلى ما قبل عهد إبراهيم ، كما تذكر توراتهم المحرَّفة : أن نوحـًا ـ عليه السلام ـ شرب خمرًا وبدت عورته ، فلما رآه ابنه كنعان هكذا أخبر أخويه سام ويافث فسترا عورة أبيهما ، فدعا لهما وقال : ليكن كنعان عبدًا لهم يفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام ، وليكن كنعان عبدًا لهما " .

هكذا كانت البداية سكر نوح ففضحه كنعان ، وهو أبو العرب فدعا عليه نوح ، وبارك سام وهو أبو اليهود .

ثم تصف التوراة المزيفة أمر الله إبراهيم بأن يذهب إلى فلسطين ، ثم يجعل هذه الأرض لنسله فقط ، وهم اليهود " قال الرب لإبراهيم اذهب من أرضك وعشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك وتكون بركة وأبارك مباركيك ،ولاعنك ألعنه ، وتتبارك فيك جميع قبائل العرب واجتاز إبراهيم في الأرض إلى مكان شكيس إلى بلوظة مورة ، وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض وظهر الرب لإبرام وقال : لنسلك أعطي هذه الأرض "(الإصحاح العاشر) .


وقال أيضـًا له : وأعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك كل أرض كنعان مسكنـًا أبديـًا " الإصحاح السابع عشر .


ويأتي الأمر صراحة لإبراهيم بتحديد مملكته في الإصحاح الخامس عشر فيقول له : لنسلك أعطي هذه الأرض من مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات " .


وهذا ما صرح به صراحة " بن جوريون " قائلاً : تستمد الصهيونية وجودها وحيويتها من مصدرين ، مصدر عميق عاطفي دائم ، وهو مستقل عن الزمان والمكان ، وهو قديم قدم الشعب اليهودي ذاته ، وهذا المصدر هو الوعد الإلهي والأمل بالعودة ، يرجع الوعد إلى قصة اليهودي الأول الذي أبلغته السماء أن " سأعطيك ولذريتك من بعدك جميع أرض بني كنعان مسكنـًا خالدًا لك ".


وقامت مملكة اليهود فترة من الزمن وكان ذلك بعد فترة التيه التي كتبها الله عليهم حين أبوا الدخول مع نبي الله موسى ـ عليه السلام ـ فكان عقابهم(فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض )(المائدة/26) وكان ذلك مع يوشع بن نون تلميذ موسى ـ عليه السلام ـ وكانت مملكتهم في قمة مجدها في ملك سليمان ـ عليه السلام ـ ولقد استطاع سليمان أن يؤسس مملكة في فلسطين ، وأقام هيكله لكن ذلك الهيكل لم يكن في مكان المسجد الأقصى كما تزعم يهود .


ثم مرت الصهيونية بأدوار عديدة من أهم هذه الأدوار :


1- حركة المكاببين التي أعقبت العودة من السبي والتي كان من أول أهدافها العودة إلى صهيون وبناء هيكل سليمان من جديد .

2- حركة بار كوخبا " 117 م ـ 138م" وقد أثار هذا اليهودي الحماسة في نفوس بني قومه وحثهم على السعي للتجمع في فلسطين وإعادة بناء الهيكل وتأسيس دولة يهودية وتنصيب ملك عليها من نسل داود .

3- حركة موزس الكريتي ، وكانت مشابهة لحركة باركوخبا ولم يكتب لها النجاح كذلك

4- مرحلة الركود والنشاط الصهيوني بسبب الاضطهاد الذي عاناه اليهود في القرون الوسطى .

5- حركة دافيد روبين وتلميذه سولومون مولوخ " 1501 ـ 1532م " ، وقد ظهر هذان اليهوديان كمنقذين للشعب وقائدين يسعيان إلى تجميع اليهود وإعادة توطينهم في فلسطين .


6- حركة منشة بن إسرائيل " 1604 ـ 1657م " وكان يدعو إلى إعادة توطين اليهود في بريطانيا توطئة لإعادتهم إلى فلسطين ، ويبدو أن هذه الحركة هي النواة الأولى للصهيونية الحديثة التي وجدت لها أرضًا خصبة هي بريطانيا واستطاعت في ثلاثة قرون أن تسخر جميع قوى الإنجليز من أجل تحقيق أهداف اليهود .


7- حركة شبتاي ليفي " 1626 ـ 1676م " وكانت من أشد الحركات الصهيونية عنفـًا وتعصبـًا وادعى صاحبها أنه المسيح المنتظر ، وما لبثت هذه الحركة أن جاءت برد فعل عكسي فجاء مندلسون " 1720 ـ 1786م " يدعو بني قومه أن يتقبلوا العيش مع جيرانهم في البلاد ويكتفوا بالجانب الديني فقط .


8 – نشاط اليهود واجتماع المجلس الأعلى ( Sanhedbin) بناء على دعوة نابليون سنة 1806م لإثارة حماستهم وأطماعهم وتحريضهم على مساندته في احتلال الشق العربي واعدًا إياهم بمنحهم فلسطين .


9- حركة رجال المال اليهودي مثل مونتفيوري ، و روتشليد ، وقد عمل هذان اليهوديان على تنمية أحلام اليهود وتقويتها ، وقدما الأموال الطائلة لشراء الأرض في فلسطين وبناء المستعمرات منذ أواسط القرن التاسع عشر وساعدهما على تحقيق أهدافهما في فلسطين أقطاب اليهود الإنجليز مثل " دزرائيلي ، ولورنس ، و ليفانت " ودزرائيلي اليهودي الذي تظاهر باعتناق المسيحية قد وصل إلى رئاسة الوزارة البريطانية في عهد الملكة فكتوريا 1875م ، وهو الذي سرق حصة مصر في أسهم قناة السويس .


10- حركة صهيونية مكبوتة قامت في روسيا في القرن التاسع عشر على أثر بعض المذابح واستعانت تلك الحركة بيهود أمريكا على شراء الأرض في فلسطين وبناء المستعمرات عليها لترحيل بعض يهود روسيا إليها .


11- الحركة الصهيونية وهي أهم الحركات وأخطرها قادها الصحفي اليهودي النمساوي الأصل " تيودور هرتزل" (1860 ـ 1904م) ووضع كتابـًا بين فيها أهدافها التي تتلخص في جمع اليهود وتوطينهم في دولة يهودية خاصة .


وساعد " هرتزل " في حركته الصهيونية كتّاب كبار من اليهود مثل ماكس نوردو ، وإسرائيل ذا نجويل .


وشرع " هرتزل " يستغل سماحة الإسلام التي كان اليهود يعيشون في ظلها ، وفكر في استدرار عطف السلطان " عبد الحميد الثاني " حينما قابله في مايو 1901م ، وفي أغسطس 1902م حاول إقناعه بالمال والإغراءات التي رفضها السلطان وفشلت جميع هذه المحاولات ، فعاد " هرتزل " يمارس ضغطه على العبيد من حكام الإنجليز فنشأت فكرة منح اليهود حق إقامة دولة لهم في شبه جزيرة سيناء غير أن ندرة الماء حالت دون المضي في المشروع ، ثم عرض عليهم هرتزل مشروع إقامة دولة اليهود في أوغندة فقبلت الفكرة ، ولكن المؤتمر اليهودي السادس الذي انعقد في سنة 1903م قد رفض هذا المشروع وأصر على فلسطين وطنـًا قوميـًا لليهود ، ومات هرتزل وفي نفسه غصة لعدم قبول مشروع إنشاء وطن اليهود في أوغندة .


وكان أخطر ما تمخضت عنه حركة هرتزل الصهيونية هو المؤتمرات السنوية التي أخذت تنعقد كل عام في بلد من بلاد العالم وتضم كبار شياطين اليهود الذين يطلق عليهم لقب حكماء ، وكان أول هذه المؤتمرات وأهمها مؤتمر بال في سويسرا عام 1897م ، وكان بهذا المؤتمر قرارات علنية وسرية ، أما العلنية فخلاصتها تأسيس دولة لليهود في فلسطين ، وأما السرية فقد تسربت عن طريق مراسل جريدة "مورننج بوست " اللندنية في روسيا في أوائل القرن العشرين والتي عرفت باسم مقررات حكماء صهيون(protocols offered sofzzron).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75866
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الصهيونية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصهيونية    الصهيونية  Emptyالجمعة 24 مايو 2019, 6:00 pm

هل اليهودية ديانة أم قومية وعرق !؟

 من الاساطير المؤسسة للكيان الصهيوني في فلسطين -

تمكن اليهود بخبث ودهاء من اقناع العالم بأنهم قوم وعرق وان اليهودية ليست مجرد ديانة بل هي قومية عرقية ترجع لبني اسرائيل وبالتالي فإن فلسطين التي أقام عليها بنو اسرائيل في عهد نبي الله (سليمان عليه السلام) دولة ومملكة عظيمة هي أرض اليهود !!!.. وهذه خديعة تمكن اليهود من تمريرها حتى بين العرب والمسلمين لكي يصوروا ان اليهودية عرق وقوم وبالتالي فإن فلسطين هي ارض اجدادهم بنو اسرائيل !.. لأن بني إسرائيل هم بالفعل من سكان هذه المنطقة المسماة اليوم بـ(الوطن العربي) كالعرب والأكراد والتركمان والأمازيغ والتبو وغيرهم من الشعوب التي إستوطنت هذه المنطقة منذ القدم .. والحقيقة - وكما في القرآن الكريم – فإن اليهودية دين وليست عرقا ً او قوما ً إنما القوم هم العبرانيون الذين انحدر منهم بنو اسرائيل .. فبنو اسرائيل هم سلالة نبي الله اسرائيل وهو يعقوب ابن اسحاق حفيد نبي الله ابراهيم عليه السلام ومنهم جاء يوسف وسلسلة من الانبياء حتى سيدنا موسى عليهم السلام .... ثم مع ظهور موسى ونبوته ونزول التوراة عليه في سيناء هنا تكونت وتبلورت الديانة اليهودية وهي في زمانها - زمان موسى وداود وسليمان - كانت في جوهرها عين دين الاسلام والتوحيد أي تقوم على إفراد الله بالألوهية والعبادة!... وقد دخل في اليهودية خلق كثير من غير سلالة بني اسرائيل من اليمن والعراق والشام والجزيرة العربية ووصلت الديانة اليهودية كديانة في عهد سليمان حتى شمال افريقيا واليمن حيث اسلمت ملكة سبأ وهادت وتهودت لله مع سيدنا سليمان !.. واصبحت هي وقومها يهودا ً مع انهم من حيث الاصل العرقي عربا ً او يمنيون وﻻ-;- علاقة عرقية وقومية لهم ببني اسرائيل كسلالة قبلية وعرقية تنحدر من يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم عليهم السلام!.
فالشاهد ان اليهودية في الاصل هي دين كالاسلام فكما ان الاسلام ليس مخصوصا بالعرب وحدهم وان كان العرب هم الاصل فيه (العرب هم معدن الاسلام ومادته !) فإن اليهودية ليست مختصة ببني اسرائيل وحدهم وان كانوا هم الاصل فيها (بنو إسرائيل هم معدن اليهودية ومادته) ! .. فقد دخلت في اليهودية كديانة - دين بني اسرائيل وقوم موسى - شعوب واعراق كثيرة خصوصا ً في زمن مملكة سليمان عليه السلام العظيمة والقوية والممتدة في اصقاع كثيرة !.. تماما ً كما أنه قد دخل في الاسلام كديانة - دين بني اسماعيل وقوم محمد عليه الصلاة والسلام - شعوب واعراق كثيرة من اسيا وافريقيا واوروبا فهل يصبح هؤﻻ-;-ء عربا ً لمجرد اعتناقهم الاسلام وممارسة صلاتهم بالعربية ويحق لهم ان يزعموا ان ارض العرب الجزيرة العربية ومكة والمدينة هي ارضهم وارض جدودهم !!؟؟ .... هل المسلمون الهنود والباكستان والصينيون والغربيون والأفارقة هم عرب لمجرد أنهم مسلمون !!!؟؟.. الا ان اليهود وكي يخدعوا العالم ويثبتوا اسطورة ملكيتهم للقدس وارض كنعان فلسطين اوحوا للعالم انهم قوم وعرق وانهم هم بنو اسرائيل واصبح بالتالي عندهم كل يهودي هو عبراني اسرائيلي الاصل وهي اكذوبة كبرى تشبه ﻷ-;-ن تدعي ان كل مسلم هو عربي بالضرورة !... والحقيقة ان اليهودية دين وان بني اسرائيل عرق وقوم اصلهم من الساميين وينحدرون من سلالة نبي الله ابراهيمهودية ديانة أم قومية وعرق ! عليه السلام اي كحال العرب الذين ينحدر جزء كبير منهم (أي العدنايون) من بني اسماعيل إبن ابراهيم !... وبنو اسرائيل وعددهم قليل بالقياس لليهود هم بالفعل من اهل منطقتنا العربية وهم من سكانها الاصليين والكثير منهم حتى ايام الاسلام الاولى كانوا يستوطنون عدة اماكن في جزيرة العرب ويتحدثون العربية وثقافتهم ثقافة عربية فضلا ً عن خصوصياتهم اليهودية حتى يصح ان تطلق عليهم صفة (يهود العرب !!) فهؤﻻ-;-ء هم بنو اسرائيل وليس بقية وأغلبية اليهود ممن انحدروا من اوروبا واسيا وافريقيا ممن يرجعون لاعراق شتى وشعوب اخرى رغم انهم اعتنقوا اليهودية كديانة ! .. فاغلبية اليهود سواء من اوروبا او امريكا او حتى افريقيا واسيا هم يهود بالديانة في الاصل اما من حيث العرق والقومية فلا يرجعون أصلا ً وفصلا ً لسلالة سيدنا اسرائيل (يعقوب عليه السلام)!... وبالتالي ﻻ-;- حق لهم في استيطان فلسطين او الادعاء انها ارضهم كما ﻻ-;- حق مثلا للمسلمين الصينين أو المسلمين الهنود في استيطان السعودية او الادعاء ان مكة والمدينة ارضهم وارض اجدادهم المسلمون اﻷ-;-وائل !.. فاليهودية كالاسلام كالنصرانية ديانة وليست عرقا ً او قومية كما يدعي اليهود في هذا الزمان !.. فخلطهم الدين بالعرقية والقومية انما خديعة صهيونية كبرى لتوطين اليهود اﻷ-;-وروبيين والامريكيين والاسيويين والافريقيين في فلسطين بدعوى انهم هم بنو اسرائيل وما هم من بني إسرائيل !!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75866
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الصهيونية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصهيونية    الصهيونية  Emptyالجمعة 24 مايو 2019, 6:02 pm

القومية اليهودية


يفترض مصطلح " القومية اليهودية " أن اليهود يشكلون جماعة قومية, أو شعباً يهودياً, حيث أن المنظومة الدينية اليهودية، تحتوي بداخلها تياراً قومياً قوياً جداً، إذ يرى اليهود أنفسهم, كياناً دينياً متماسكاً يُسمى "بنو يسرائيل", يتمتع بعلاقة خاصة مع الرب, الذي يتجسد فيهم, ويمنحهم درجة عالية من القداسة, ويتولى قيادتهم, وتوجيه تاريخهم القومي, المقدس الفريد, الذي بدأ بخروجهم من مصر, وقد أرسل الرب التوراة إليهم, باعتبارهم شعبه المختار, ولذا فإن اليهودية، من هذا المنظور، قومية دينية، وهي بذلك لا تختلف كثيراً عن الأديان الوثنية, حيث يقتصر الدين والإله على شعب واحد, دون غيره من الشعوب, وتتلخص مهمة هذا الشعب اليهودي المقدس, في أنه يقف شاهداً على التاريخ, وعلى وجود الرب أمام الشعوب الأخرى. 
من هذا المنظورتصبح اليهودية, دين قومي عرقي، أو قومية دينية مقدسة, تمزج بين الوجود التاريخي, والتصور الديني المثالي, ولذلك فهي ديانة تعتمد على ثنوية الأنا والآخر . 

ولذا فاليهودية لا تفرق بين الإله والتاريخ, أو بين الأرض والسماء, ولذلك فإننا نجد أن الملكوت السماوي, وآخر الأيام, يكتسبان في اليهودية طابعاً قومياً، فهما مرتبطان بمجئ "الماشيح", الذي يأتي ليعود بشعبه, إلى أرض الميعاد,
وقد عرفت الشريعة اليهودية اليهودي, بأنه من ولد لأم يهودية أو من تهود، وقد اعتمدت بذلك تعريفاً قومياً دينياً للهوية. 


هذا من ناحية رؤية اليهودية لنفسها, 

أما من ناحية الواقع التاريخي، فنحن نرى أنه لا توجد "قومية يهودية" أو "شعب يهودي", وإنما "جماعات يهودية" منتشرة في العالم, تحكم في صياغتها محددان أساسيان : 


1 ـ الجماعات اليهودية لم تكن قط, تشكل كتلة بشرية متماسكة, على بقعة واحدة من الأرض, ولم تتبع مركزاً ثقافياً أودينيا واحدا, ولم تمتلك سوقا موحدة , تساهم في صياغة رؤية أعضاء هذه الجماعات لأنفسهم, وأسلوب حياتهم تبعاً لذلك، بل لم يكن لديهم ميراث ثقافي أو ديني واحد, فالجماعات اليهودية, كانت منتشرة في كثير من بقاع الأرض, داخل معظم التشكيلات الحضارية المعروفة, وداخل البنى التاريخية والقومية المختلفة، تتفاعل معها, وتساهم فيها, وترقى برقيها, وتتخلف بتخلفها, فاليهودي في الأندلس كان عربياً، واليهودي في روسيا كان روسياً، وفي اليمن كان يمنياً، وهو أمريكي في الولايات المتحدة, وقد أدى هذا إلى تحول أعضاء "الجماعات اليهودية" إلى تركيب غير متناسق. 


2 ـ كان معظم "الجماعات اليهودية" تشكل جماعات وظيفية، وهي جماعات تحافظ على عزلتها وانفصالها، ويساعدها المجتمع على ذلك, حتى يتيسر لها أن تلعب دورها الوظيفي, فهي ذات سمات إثنية خاصة تميز كل واحدة منها, عن المجتمعات التي يعيش اليهود بين ظهرانيها, ولكن هذه السمات الإثنية, لم تكن قط صفات قومية عامة, تصف كل اليهود أينما كانوا, فرغم أن كل جماعة يهودية كانت منفصلة عن محيطها، فإنها كانت تحدد هويتها من خلاله، كما أن انفصالها عن محيطها, لا يعني بالضرورة اتصالها بأعضاء الجماعات اليهودية الأخرى. فاليديشية الجرمانية كانت تعزل أعضاء الجماعة اليهودية, عن محيطهم الثقافي السلافي في بولندا, ولكنها مع هذا لم تكن لها أية علاقة باللادينو (اللاتينية), التي كانت تعزل يهود "السفارد" عن محيطهم العربي و الإسلامي في الدولة العثمانية, أما العبرية (وهي اللغة الوحيدة المشتركة)، فقد ظلت لغة الصلاة, واللغة التي كتبت بها النصوص الدينية فقط ، أي أن العنصر المشترك, لم يتعد في جوهره الصلوات والعبادات وبعض المؤلفات, وظلت العلاقة بين أعضاء الجماعات اليهودية, علاقة دينية, أو وظيفية, باعتبارهم من الجماعة الدينية نفسها, أو من جماعات تضطلع بالوظيفة نفسها, في كثير من المجتمعات .


وبإستغناء المجتمعات الغربية عن الجماعات الوظيفية، بدأت بمساعدة أعضاء هذه الجماعات (ومن ضمنهم اليهود) على التخلص من خصوصيتهم الإثنية، وبدمجهم في المجتمع, أو تشجيعهم على الاندماج, واستجابة لذلك، ظهرت حركة التنوير اليهودية " الهسكالاة ", والحركة اليهودية الإصلاحية, اللتان قامتا بتعريف ما يُسمى "الهوية اليهودية" تعريفاً دينياً فقط.


عارضت الصهيونية هاتين الحركتين، وراحت تعمل على تحويل كل من الإحساس بالانتماء الديني, إلى جماعة دينية واحدة, والارتباط العاطفي بأرض الميعاد, إلى شعور قومي, وبرنامج سياسي, كما قامت الصهيونية بعلمنة المفاهيم الدينية, فبعد أن كانت كلمة "الشعب", تعني أن اليهود جماعة دينية قومية، أصبحت الكلمة في المعجم الصهيوني تعني "الشعب" بالمعنى القومي والعرقي, الذي كان سائداً في أوربا في القرن التاسع عشر. 
وتأثرت الأفكار الصهيونية بفكرة "الشعب العضوي"، أي "الفولك"، فنظر الصهاينة إلى اليهود كشعب عضوي قوميته عضوية ,وعناصره كافة (الأرض والتراث والشخصية واللغة... إلخ) مترابطة عضويا, وقد تعمقت هذه الفكرة في كتابات دعاة الصهيونية من العلمانيين, الذين نادوا بأن الانتماء القومي لليهود, يستند إلى ما يسمى "التاريخ اليهودي" و"التراث اليهودي"، وما العقيدة اليهودية سوى جزء عضوي من هذا التراث . 
أما دعاة الصهيونية من المتدينين، فإنهم يرون أن اليهودية دين قومي, أو قومية دينية، وأن ما يربط اليهود كشعب, هو دينهم القومي, أو قوميتهم الدينية.


وقد انطلق المشروع الصهيوني, من هذا الافتراض، وأُسست الدولة الصهيونية, تحقيقاً لفكرة "القومية اليهودية", ولكن من الواضح أن "القومية اليهودية" هي رؤية غير واقعية, وبرنامج سياسي, ليس له ما يسنده في الواقع التاريخي، فقد كان اليهود في القرن التاسع عشر، عند ظهور الصهيونية، خليطاً هائلاً غير متجانس, بينهم يهود اليديشية من "الإشكناز"، ويهود العالم العربي، ويهود العالم الإسلامي من "السفارد", كما كان هناك القراءون والحاخاميون, الذين انقسموا بدورهم إلى أرثوذكس ومحافظين وإصلاحيين، هذا غير عشرات الانقسامات الدينية والإثنية والعرقية الأخرى, وقد أطلق الصهاينة على كل هؤلاء اسم "الشعب الواحد" أو "أين فولك", حسب تعبير "هرتزل" . 
طرحوا شعارهم، ونجحوا في تهجير نسبة مئوية محدودة وحسب إلى إسرائيل, بل إن الهجرة في كثير من الأحيان، لم تكن تتم لأسباب قومية, فمنها لأسباب نفعية محضة أو إجبارية, وتواجه الصهيونية أزمة في المصادر البشرية, نتيجة لأن سلوك أعضاء الجماعات اليهودية في العالم, لا يَصدر عن إيمانهم بمقولة "القومية اليهودية", حيث أن الهجرة اليهودية, ما زالت متجهة إلي الولايات المتحدة, من ناحية الأساس, وهكذا، فإننا نجد أن أغلبية أتباع القومية اليهودية, لا يزالون في المنفى يرفضون العودة إلى وطنهم القومي, ويتضح زيف مقولة "القومية اليهودية" في فشل الدولة الصهيونية في تعريف اليهودي، أي في تعريف ما يسمى "الهوية اليهودية", وعندما يهاجر أعضاء الجماعات اليهودية المختلفة, إلى أمريكا اللاتينية، فإنهم يكتشفون عدم تجانسهم، إذ أن اليهودي الألماني, يكتشف أن الصفات الإثنية المشتركة, بينه وبين المهاجر الألماني غير اليهودي, أكثر من السمات المشتركة, بينه وبين أعضاء الجماعات اليهودية الآخرىن. 
وقد ظهرت هذه القضية في أمريكا اللاتينية, أكثر من أية منطقة أخرى في العالم, وفي الولايات المتحدة، وفي دول الهجرة الأخرى مثل كندا وأستراليا، تُطرح على المهاجرين هوية قومية جديدة عليهم تبنيها, وقد فعل المهاجرون اليهود ذلك بكفاءة شديدة، مع الإحتفاظ بشيء من يهوديتهم، ولكن هذه الملامح اتضح أنها مجرد ملامح يهودية, داخل شخصية أمريكية واضحة, أما في أمريكا اللاتينية، فلا توجد هوية قومية جديدة، وإن وجدت فهي كاثوليكية, أي استمرار للموروث الأوربي للقارة, وقد امتثل المهاجرون اليهود لهذا النمط، فأكدت كل جماعة يهودية مهاجرة ميراثها الإثني السابق، الأمر الذي أدى إلى تبعثر اليهود تماماً, وانقسـامهم إلى عشـرات الجـماعات, وإلى ظهـور انعدام تجانسهم بحدة, ويوجد في المكسيك، على سبيل المثال، عشرات الجماعات اليهودية, من بينها جماعتان سوريتان، أي من أصل سوري، إحداهما دمشقية والأخرى حلبية, لكل منهما مؤسساتها, وفي الآونة الأخيرة، بدأت الحواجز تسقط ، ولكن هذا يتم داخل إطار أمريكي لاتيني, لا داخل إطار يهودي. 


وتحاول الدولة الصهيونية, بذل محاولات جاهدة لدمج المهاجرين الوافدين إليها, ولكن مع هذا يتضح عدم تجانسهم في انقسامهم الحاد, وحتى لو قدر النجاح لمحاولة إسرائيل مزج أعضاء الجماعات اليهودية، فإن ثمرة هذه المحاولة لن تكون "الشعب اليهودي" وتحقيق "القومية اليهودية", وإنما ستكون كياناً جديداً يمكن تسميته "الشعب الإسرائيلي" و"القومية الإسرائيلية", وهي قومية متعددة الثقافات والاديان والأعراق , حيث ستكون من ضمنها الجماهير العربية (أي عرب 48) واليهود العرب وغيرهم من اصول قومية أخرى مثل القومية الروسية والأثيوبية. 


ويرفض كـثير من المفكـرين اليهود، وكذلك التنظيمات اليهودية، فكرة القومية اليهودية، إما من منظور ديني, أو من منظور ليبرالي أو اشتراكي، فيرون أن اليهود ليسوا شعباً, وإنما أقلية دينية، كما يرون أنهم ينتمون إلى الشعوب التي يعيشون بين ظهرانيها, ويرفض دعاة قومية الجماعات (الدياسبورا), فكرة القومية اليهودية العالمية المجردة, والمرتبطة بفلسطين، ويرون أنه إذا كان ثمة انتماء قومي يهودي, فهو عبارة عن انتماءات قومية مختلفة متنوعة, مرتبطة بمجتمعات, سواء أكانت هذه المجتمعات في شرق أوربا, أم كانت في الولايات المتحدة, ومن ثم يمكننا أن نتحدث عن "الجماعة اليهودية القـومية في شــرق أوربا", التي لا تختلف عن الأقليات القومية الأخرى، ولكن لا يمكننا أن نتحدث عن "الشعب اليهودي" بشكل عام, وثمة تيار فكري داخل إسرائيل يسمى "الحركة الكنعانية", (نسبة إلى أرض كنعان), يرفض فكرة القومية اليهودية, ويطرح بدلاً منها فكرة "القومية الإسرائيلية". 


وتتواتر كلمة "الشعب" في الكتابات الدينية عند اليهود، ولكن المقصود بهذه الكلمة, هو جماعة دينية ذات عقيدة دينية وانتماء ديني واحد, كما نجد مصطلحات دينية مماثلة، مثل "الشعب المختار" و"أمة الروح" و"الشعب المقدَس"، وهي مصطلحات تهدف إلى الإشارة إلى تجمع ديني أو أخلاقي وحسب. 
ولكن الصهيونية تستخدم التشابه بين المصطلح الديني, والمصطلح القومي الشائع, كدليل على أن اليهود, أول شعب ظهر على الأرض, وأول قومية في التاريخ . 
ومن ثم فلابد للباحث العربي أن يبتعد, عن استخدام مصطلحات مثل "الشعب اليهودي" و "القومية اليهودية" أو حتى "الصراع العربي اليهودي", لأنه لا يوجد بين القومية العربية أو الفلسطينية من ناحية, والدين اليهودي من ناحية أخرى, أي صراع سياسي مسلح, أو غير مسلح، وإنما "الصراع عربي إسرائيلي"، أي صراع بين العرب والمسـتوطنين الصهاينة, الذين اسـتوطنوا فلسـطين عن طريق العنـف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75866
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الصهيونية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصهيونية    الصهيونية  Emptyالأحد 26 مايو 2019, 10:29 pm

الصهيونية في العقل العربي

صلاح بديوي

في يوم السادس من أبريل/نيسان1977، وقف المفكر القومي العربي المرحوم الدكتور عصمت سيف الدولة أمام طلبة جامعة الكويت يحاضر حول "الصهيونية في العقل العربي"، قائلا "إن الصهيونية وحلفاءها بعد أن انهزموا عسكريا في جبهة القتال في أكتوبر/تشرين الأول 1973، فتحوا من جباهنا ثغرات، وغزوا عقولنا".


ومضى قائلا "اختصروا الطريق إلى النصر النهائي، فبدلا من احتلال أرضنا جزءا جزءا، بدأوا في احتلال رؤوسنا فكرة فكرة"، وبدلا من الاستيلاء على الوطن، يحاولون الاستيلاء على البشر، ليكون الوطن لهم بعد ذلك دون حاجة إلى القهر.


القومية اليهودية


واستطرد سيف الدولة "جردونا من نظريتنا العربية، ودسوا في رؤوسنا نظريتهم الصهيونية، ورفعوا من فكرنا القومية العربية، ووضعوا بدلا منها القومية اليهودية، ولما انمحت من ذاكرتنا دولة الوحدة، قامت بدلا منها دولة إسرائيل".


"حمدان:مصر من أهم الدول العربية وليس أمامها من فرصة ذهبية لاستعادة كامل وزنها وزعامتها إلا بتحقيق نصر تاريخي مرة واحدة وإلى الأبد بتحريرها فلسطين كاملة، تماما مثلما فعلت مع الصليبيين والمغول في العصور الوسطى"


وخلص سيف الدولة إلى القول "ما كان ولن يكون للإقليميين أداة نضال عربية واحدة. ما كان ولن يكون للإقليميين خطة مواجهة واحدة. لم يلتق الإقليميون ولن يلتقوا قط على تحرير فلسطين".


أما المفكر الدكتور جمال حمدان، فحدد بشكل مباشر -في كتابه "شخصية مصر: دراسة في عبقرية المكان"، الصادر في القاهرة عن عالم الكتب، عام 1980- مسؤولية ضياع فلسطين، وقال إن "قيام إسرائيل وضياع فلسطين هو مسؤولية العرب، والعجز العربي، والجبن والتفرق العربي، والذي يحدد نتيجة الصراع العربي-الإسرائيلي هو الصراع العربي-العربي".


وأشار حمدان أيضا إلى أن "مصر من أهم الدول العربية، وليس أمام مصر من فرصة ذهبية لاستعادة كامل وزنها وزعامتها إلا بتحقيق نصر تاريخي مرة واحدة وإلى الأبد بتحريرها فلسطين كاملة، تماما مثلما فعلت مع الصليبيين والمغول في العصور الوسطى".


ويمضي حمدان قائلا "وإلى أن يتحقق هذا فستظل مصر دولة مغلوبة مكسورة راكعة في حالة انعدام وزن سياسي تتذبذب بين الانحدار والانزلاق التاريخي، دولة كما يصفها البعض شاخت وأصبحت من مخلفات التاريخ تترنح وتنزاح بالتدرج خارج التاريخ. وذلك -نحن نثق- لن يكون".


ولعل كلا من الدكتور عصمت سيف الدولة وجمال حمدان من خلال ما طرحاه لم يكونا يحللان واقعا عربيا مريرا وقتها فحسب، بل كانا يستلهمان برؤيتهما الصادقة مستقبلا، ويرسمان لنا كأجيال عربية خارطة للإنقاذ تبين لنا خطورة ما نحن فيه، وسبل تحقيق النصر على إسرائيل.


الإقليمية البغيضة


ولا بد أن نشير هنا إلى أنه منذ توقيع اتفاقية "كامب ديفد" المشؤومة -التي عزلت مصر عن محيطها الإقليمي- بدأت الإقليمية البغيضة تشق طريقها في المنطقة، حيث رفع الرئيس المصري الراحل أنور السادات -مؤسس نظام كامب ديفد- شعار مصر أولا، وبات عدد لا بأس به من الدول العربية بعده يرفع هذا الشعار، والذي استهدف الوحدة العربية في الأساس.


ومن هنا، تفرقت جهود الأمة العربية، وضعف تأثيرها بعزل مصر عنها، وذلك في ظل تنامي مخططات خارجية استعمارية معادية للأمة تستهدف في الأساس تفجير الخلافات والحروب الأهلية داخل الأقطار العربية.


وكان الهدف من وراء تلك الفتن تمهيد الطريق من أجل تقسيم المقسَّم وتجزئة المجزأ، تلك المخططات تكاد تؤتي أُكلها الآن.


واستثمر الكيان الصهيوني حالة الوهن العربي والتشرذم، لكي يغرس الفكرة الصهيونية في العقل العربي، وتصديرها للعرب والمسلمين، والذين اتجهت جماعات وحركات بينهم تخطط لإقامة دويلات على أسس دينية، متجاهلة كل ما يربط العرب من مقومات الوحدة والقوة إلى جانب الدين، وذلك على غرار إسرائيل والتي يجمع مستعمريها الدين فقط.


"كانت آخر مؤامرات أعداء النهوض العربي ضد مصر والربيع العربي ما تعرضت له ثورة 25يناير 2011 من انقلاب عسكري حظي بدعم واضح من قبل إسرائيل ودول إقليمية وقوى دولية، وهذا الانقلاب يستهدف هوية مصر، وقواها الإسلامية ومرجعيتها"


وهذا الأمر أعطى الفرصة للصهاينة لكي يعمقوا حالة الهوان والتشرذم العربي ومن الفتنة بين الإسلاميين والقوميين، ويعلنوا الحرب على الفكرة القومية العربية ويصفوها بالشريرة، مع العلم أنه لا تضاد بين القومية والإسلام بل يكملان بعضهما بعضا ولا يمكن فصلهما.


وعندما بدأت بعض الأحزاب والحركات والقوى السياسية الإسلامية تدرك هذا الخطر الصهيوني، وتؤمن بالدولة المدنية الديمقراطية الحديثة ومرجعيتها الإسلامية، وتتوحد مع أغلبية الحركات الوطنية في هذا المطلب، استشعر الصهاينة الخطر، وأعلنوا الحرب على تلك القوى الإسلامية. حدث ذلك في تركيا وتونس وغزة والسودان وإندونيسيا.


مصر نموذجا


وعلى سبيل المثال، كانت آخر مؤامرات أعداء النهوض العربي ضد مصر والربيع العربي، ما تعرضت له ثورة 25 يناير 2011 المجيدة من انقلاب عسكري حظي بدعم واضح من قبل إسرائيل ودول إقليمية وقوى دولية، وهذا الانقلاب يستهدف هوية مصر، وقواها الإسلامية ومرجعيتها.


وذلك الانقلاب حدث عندما رأت القوى الصهيونية العالمية أن مصر وأقطارا في المجتمع العربي بدأت تسترد حريتها، وتسلك في حياتها سلوك المجتمعات الحرة والمتحضرة، بعيدا عما رسموه لتلك الدول من طغيان علماني تارة أو ديني تارة أخرى.


ولكون القوى الصهيونية الدولية رأت الديمقراطية الوليدة في القاهرة تشكل تهديدا بالغ الخطورة على أمن إسرائيل، والتي تعتبر نفسها جزيرة الديمقراطية في المنطقة، لكون ما يحدث بمصر سينتقل إلى بقية الأقطار العربية.


ومن هنا يرى الإعلام الإسرائيلي، ومن يتابع مجريات الأمور في الحرب التي أعلنتها من جانب واحد تل أبيب على أهلنا في قطاع غزة سيجد أن المقاومة الفلسطينية تنامت قوتها في عام واحد تمتعت فيه مصر بحكم ديمقراطي تحت قيادة الرئيس محمد مرسي، وتمكنت تلك المقاومة من إذلال العسكرية الإسرائيلية.


واعترفت تل أبيب بأن المقاومة في غزة خلال عام حكم الرئيس مرسي حصلت على كل ما تحتاجه من أجل تدعيم بنيتها العسكرية، وهذا مكنها من أن توجع جيش الاحتلال الصهيوني وترد عدوانه على غزة.


ولقد ظهر هذ الفارق المشار إليه أيضا -وفق صحيفة هآرتس- واضحا في التسليح ما بين قوى المقاومة في غزة خلال حكم الرئيس محمد مرسي وما قبل ذلك، من خلال حربين شنتهما تل أبيب على قطاع غزة، وفي السنة التي حكم خلالها الرئيس مرسي مصر وأيام قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.




وحتى بالنسبة لدور مصر، كان هناك فارق بين مرحلتي الثورة والانقلاب، ورأينا كيف أعلنت القيادة المصرية ممثلة في الرئيس محمد مرسي بوضوح دعمها المقاومة في غزة، وأوقفت العدوان الصهيوني على قطاع غزة خلال أسبوع واحد فقط، بينما نرى قائد الانقلاب في مصر متشددا في مواجهة المقاومة بغزة أكثر من تشدد حكومة تل أبيب، كما ظهر ذلك أيضا في خفايا مفاوضات القاهرة.


وقد كشفت عن تلك الحقائق وسائل الإعلام الإسرائيلية وبعض المفاوضين الفلسطينيين، بل إن صحيفة هآرتس الإسرائيلية على موقعها بتاريخ 13 أغسطس/آب 2014 وصفت قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بشقيق إسرائيل.


"هناك فارق بين مرحلتي الثورة والانقلاب، ورأينا كيف أعلنت القيادة المصرية ممثلة في الرئيس محمد مرسي بوضوح دعمها المقاومة بغزة، بينما نرى قائد الانقلاب متشددا في مواجهة المقاومة بغزة أكثر من تشدد حكومة تل أبيب"


وبالتبعية، رأينا الدول العربية التي دعمت الانقلاب العسكري في مصر ضد ثورة 25 يناير تقف داعمة للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، وهو أمر أذهل قادة تل أبيب أنفسهم، واعتبره بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل أهم مكاسب عدوانه على غزة.


وهنا ننقل عن الخبير السياسي محمد سيف الدولة تحليله لتلك الظاهرة قائلا "لا شك أن الردة ليست في الأديان فقط، ولكنها في المبادئ والمواقف الوطنية كذلك".


ويضيف "فلقد شهدنا في الأسابيع الماضية عشرات من الشخصيات المرتدة عن الثوابت الوطنية المصرية والعربية، يملؤون صفحات الجرائد وشاشات الفضائيات، بالانحياز الصريح للعدو الصهيوني وجرائمه، وبمهاجمة الشعب الفلسطيني ومقاومته".


وكما قال فإن ذلك يحدث "في سابقة لم تشهدها مصر من قبل حتى في أحلك العصور".


وختاما، أتوقف أمام فقرة أنقلها عن دراسات في الفكر الصهيوني للأستاذ الدكتور حامد ربيع يقول فيها "إن الكيان الصهيوني يمثل خطرا على الأمن القومي العربي، وإن الصراع بين العرب وإسرائيل هو صراع وجود وليس صراع حدود، ومن ثَم فلا مكان للحديث عن التعايش بين العرب وإسرائيل".


وما قاله دكتور ربيع هو ردنا على الصهاينة الجدد، هذا الرد الذي يتوجب على أمتنا أن تستوعبه تماما في ظل ما حققته المقاومة من صمود في غزة يبشر بقرب ظهور جيل النصر، جيل تحرير فلسطين كل فلسطين بإذن الله، والذي بشرنا به القرآن الكريم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75866
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الصهيونية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصهيونية    الصهيونية  Emptyالخميس 04 يوليو 2019, 11:02 am

مؤتمر هرتسليا والتفكك الصامت

مؤتمر هرتسليا جاء هذا العام انعكاسا لأحداث عام كامل في فلسطين المحتلة؛ ابرزها تفكك التحالف الحاكم بعيد المواجهة مع المقاومة في قطاع غزة؛ مواجهة افضت الى استقالة وزير الدفاع زعيم حزب (اسرائيل بيتنا) ليبرمان وانسحابه من الائتلاف الحاكم.
المواجهة مع قطاع غزة لم تصلح كرافعة لليبرمان ولا لرئيس الوزراء نتنياهو حينها ولم يتمكن ليبرمان من كسب عقول وقلوب المستوطنين في الغلاف؛ مضيفا الى اعبائه عجزه عن التعايش مع المتدينين في الائتلاف الحاكم بسب الخلافات على التجنيد الاجباري.
رغم اهميته المواجهة مع قطاع غزة واثرها السلبي في ليبرمان الا انه ركز في ورقته في مؤتمر هرتسليا على المدارس والاكاديميات الدينية في الكيان الاسرائيلي خصوصا الاكاديميات شبه العسكرية.
هجوم اراد من خلاله الدفاع عن سياساته الاخيرة التي اسقطت حكومة نتنياهو وافشلت المحاولات لتشكيل حكومة ائتلافية بعيد الانتخابات الاخيرة؛ ليتحول المؤتمر الى منبر للحملات الانتخابية وساحة امتد اليها التصارع الداخلي في الكيان الذي كان محوره هوية الدولة ومكانة الدين فيها؛ فليبرمان وعبر منبر هرتسليا حسم خياراته برفض التحالف مع المتدينين.
المؤتمر مثل انعكاسا للتصارع الداخلي خصوصا حول الدين ومكانته؛ فليبرمان  اكد استحالة فصل الدين عن الدولة، غير انه دعا الى فصل الدين عن السياسة وهي معادلة غريبة وشاذة لدولة تعتبر نفسها يهودية؛ مبررا وجهة نظره بقوله انه  تحدث إلى طلاب في أكاديمية دينية شبه عسكرية، وسألهم إذا ما أعطاهم حاخامهم تعليمات متضاربة مع قائدهم العسكري فمن سيطيعون فقالوا: حاخامهم.
ليبرمان ذهب ابعد من ذلك بالقول «إن قصة الأكاديميات الدينية هي أنها تتطور في اتجاه الميليشيات الدينية الخاصة كنوع من الكتائب»، وهو بذلك يحذر من جسم خارج عن سيطرة الدولة ويتمتع بأجندة سياسية مستقلة؛ الا انه لم يوضح ان كان دمج المتدينين في المؤسسات العسكرية سيقود الى اخضاعها لسلطة رجال الدين فالعلاج المقدم يفضي الى داء اخطر.
على كل حال، ليبرمان عاد ليتمسك بشرطه الاساس في اخضاع المتدينين للتجنيد العسكري، مضيفا بعدا جديدا للصراع بدعوته واخضاع الاكاديميات الدينية شبه العسكرية لوزارة الدفاع في الكيان الاسرائيلي وليس لوزارة التربية؛ وهو السبب المباشر لفشل تحالفه مع نتنياهو وتشكيل حكومة جديدة بعد رفض حزب (يهودت هتوراه)؛ فليبرمان يعتبر معركته الاساسية مع المتدينين والحريديم بل ودعوته الى تشكيل حكومة موسعة تضم الليكود وابيض ازرق بزعامة غانتس وحزبه لتوحيد الجهود لمواجهة الحريديم.
ما يمكن ملاحظته في حديث ليبرمان ان الملف الاكثر تفجرا في الكيان بات المتدينين ودورهم السياسي والعسكري وخطورته على اجندة الدولة وتماسكها؛ ملف بات اكثر خطورة من ايران او قطاع غزة واكثر اهمية من صفقة القرن التي يعتبرها ليبرمان شعارات انتخابية لنتنياهو؛ وهي ذات الشعارات لإدارة ترمب.
تقديرات ليبرمان لن تجد لها صدى لدى نتنياهو وحزب الليكود؛ او السفير الامريكي فريدمان او جيسون غرينبلات المنشغلين في افتتاح الانفاق الاستيطانية والمستوطنات في سلوان؛ فحلفاء الكيان يغذون التيار الديني المتطرف الذي يحذر منه ليبرمان؛ وبذلك فإن القدرة على تشخيص دقيق لواقع الكيان الاسرائيلي بات اكثر غموضا حول مستقبله وتماسك نظامه السياسي؛ وهنا تكمن معضلة الكيان الخفية بالتفكك الصامت المختبئ تحت عباءة المشاريع الكبرى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75866
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الصهيونية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصهيونية    الصهيونية  Emptyالخميس 04 يوليو 2019, 11:17 am

إسرائيل في الشرق (الأوسط)… والإسرائيليون في الغرب!


تقول الطرفة إن صحافيًا أوروبيًا سأل عربيًا عن أحواله وماذا يعمل، وكان رد العربي أنه «باحث ومفكّر». ولما أراد الأوروبي الاستيضاح أكثر، شرح الشاب العربي فحوى كلامه بأنه «باحث.. إذ إنه يبحث عن عمل، ومفكّر.. إذ إنه يفكّر في الهجرة»!
آخر استطلاع رأي اطّلعت عليه قبل أسابيع، أجرته مؤسسة أمريكية متخصصة، وشمل أكثر من 25 ألف شخص في دول عربية عدة، في المشرق العربي والمغرب العربي، وتبين منه أن نحو ثلث المستطلعة آراؤهم، بوجه عام يتمنون الهجرة من أوطانهم، وأن أكثر من خمسين بالمئة ممن هم بين العشرين والأربعين من العمر، ذكورًا وإناثًا، يتمنون ويحاولون الهجرة. لكن العوائق أمام قبول مهاجرين عرب في الدول الجاذبة، خصوصًا دول أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا، كبيرة ومتعددة الأسباب.
تقودنا إثارة هذا الموضوع إلى محاولة التركيز على الوضع في فلسطين، كل أرض فلسطين التاريخية، من النهر إلى البحر، والسياسة الإسرائيلية بهذا الخصوص.
واحدة من أبرز النقاط في السياسة الإسرائيلية هي تحويل كل أرض فلسطين، إلى أرض طاردة للعرب الفلسطينيين من وطنهم. ويتساوى في ذلك الفلسطينيون داخل «الخط الأخضر»، (حدود اتفاقيات الهدنة 1949 بين إسرائيل و«دول الطوق»: مصر والأردن وسوريا ولبنان)، من جهة، والفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة من جهة أخرى، مع تركيز خاص على الفلسطينيين في القدس، الذين يحملون «بطاقة مقيم»، وليس «بطاقة مواطن»، رغم لونها الأزرق، تمييزًا لها عن «البطاقة الخضراء» التي يحملها الفلسطينيون في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة.
أَذكر في هذا السياق أن جريدة «هآرتس» الإسرائيلية أصدرت ملحقًا خاصًا بمناسبة احتفال إسرائيل بالذكرى الخمسين لإعلان إقامتها، أي عام 1998، جعلت له عنوانًا هو 15/15، حيث استكتبت فيه ثلاثين كاتبًا إسرائيليًا، تناول نصفهم الكتابة عن أسوأ 15 قرارًا إستراتيجيًا اتخذته إسرائيل في الخمسين سنة من عمرها، (القصير على أي حال)، وأفضل 15 قرارًا إستراتيجيًا اتخذته في تلك الفترة. وكان القرار الإسرائيلي الاستراتيجي الأسوأ، حسب ذلك الملحق، هو قرار السماح لحوالي 150 ألف عربي فلسطيني بالبقاء داخل «الخط الأخضر»، (وإن كان نحو ثلثهم خارج بيوتهم وقراهم ومدنهم، وبعيدًا عن أراضيهم، وأشهرهم أهالي قريتي إقرث وكفر برعم، وتحويلهم إلى لاجئين في وطنهم). هذا واحد من أهم محاور السياسة الإسرائيلية: محور الاستيلاء على أرض فلسطين، وطرد وتهجير أصحابها الفلسطينيين.
على الجانب الآخر، المقابل والمكمّل لهذا المحور، سنّت إسرائيل في شهر تموز/يوليو 1950 «قانون العودة»، الذي منح كل يهودي في العالم، حق الهجرة إلى إسرائيل والاستقرار فيها والحصول على جنسيتها، وألحقت بذلك عددًا هائلامن قرارات الإعفاء الحكومية، وتوفير المنح المادية المغرية والتسهيلات التي لا مثيل لها، بغرض إغراء اليهود في العالم للهجرة والاستيطان فيها، (هل نذكر بهذه المناسبة العمليات الإرهابية التي مارستها أجهزة الأمن الإسرائيلية ضد اليهود في الدول العربية، خصوصًا في العراق، لإجبارهم على الهجرة إلى إسرائيل؟)، ثم زادت على ذلك بإجراء تعديل على القانون عام 1970، ليشمل قرار حق «عودة»! اليهود إلى أرض فلسطين، كل أصحاب «الأصول! اليهودية»، وأزواجهم أيضًا، وكل ذلك في إطار سياسات العنصرية اليهودية/الصهيونية/الإسرائيلية لمواجهة «الخطر الديموغرافي» المتمثل بازدياد نسبة الفلسطينيين العرب في إسرائيل، مع كل ما في ذلك من مخاطر إستراتيجية على «يهودية» دولة إسرائيل.

لا بد من البحث عن حل حقيقي؛ حل بعيد، بل ومناقض لما يدعو إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويحلم به نتنياهو وغلاة العنصريين الصهاينة اليهود والصهاينة غير اليهود
في إسرائيل الآن، حسب آخر الإحصائيات الرسمية، أكثر قليلامن تسعة ملايين مواطن، منهم -وهذا يشمل المستعمرين/المستوطنين في الضفة الفلسطينية وهضبة الجولان السورية- 6.7 مليون يهودي، و1.9 مليون فلسطيني عربي، و434 ألف مواطن إسرائيلي غير مُحدّد الهوية القومية/الدينية، (وغالبيتهم من المسيحيين الذين هاجروا إلى إسرائيل من دول الاتحاد السوفياتي السابق، ولم تقر الحاخامية اليهودية المتشددة بيهوديتهم).
كل ما تقدم مركّز على العرب ورغبتهم في الهجرة، ومحاولات إسرائيل تحويل أرض فلسطين إلى طاردة لأصحابها الفلسطينيين، وجاذبة لليهود في العالم. لكن ماذا عن اليهود في إسرائيل على صعيد الاستقرار فيها أو الهجرة منها؟
يلفت الانتباه على هذا الصعيد، وجود نسبة مئوية عالية من هؤلاء اليهود، يحملون جنسية غربية، أوروبية أساسًا، إضافة إلى جنسيتهم الإسرائيلية. لكن هذه النسبة تضاعفت كثيرًا مع انهيار الاتحاد السوفياتي، وانهيار حلف وارسو، ونجاح مئات آلاف الإسرائيليين من استعادة جنسيتهم في أوطانهم الأصلية السابقة، خصوصًا في بولندا وأوكرانيا وبلغاريا ورومانيا وغيرها، والاحتفاظ بها إضافة إلى جنسيتهم الإسرائيلية.. تحسبًا ليوم مقبل قد يكون فيه الفرار من أخطار يتعرضون لها في حال بقوا في إسرائيل. (وقبل بضع سنين، كان أفراهام بورغ قد نصح، في كتابه: «الانتصار على هتلر»، كل يهودي في إسرائيل، بمحاولة الحصول على جنسية إضافة إلى جنسيته الإسرائيلية، تحسُبًا لـ «يوم زمهرير» مقبل).
على أن الأمر لم يتوقف عند هذه النقطة، نقطة امتلاك كثير من يهود الغرب في إسرائيل لجنسية مزدوجة، من دول غرب أوروبا في البداية، (خصوصًا ألمانيا وفرنسا وبريطانيا)، وما تلا ذلك من استعادة امتلاك جنسية دول شرق ووسط أوروبا.
الجديد في هذه المرحلة، (إن كان من الممكن اعتبار ما يحصل من تطورات بدأت منذ نحو عقد من الزمن جديدًا)، أن دول جنوب غرب أوروبا، وأقصد هنا إسبانيا والبرتغال، دخلت أخيرًا «نادي» منح جنسيتها لليهود، خصوصًا اليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل من الدول العربية، مع تركيز خاص على اليهود الذين هاجروا من دول شمال إفريقيا، بما في ذلك مصر وليبيا، إضافة إلى دول المشرق العربي، خصوصًا لبنان وسوريا والعراق، وكذلك أيضًا يهود اليونان وتركيا وإيران.
قبل نحو عشر سنوات، بدأ البرلمان الإسباني مناقشة إصدار قانون لتمكين كل يهودي يملك ما يمكن اعتباره إثباتًا أن أجداده هاجروا من إسبانيا، مطرودين أو هاربين منها، مع خروج العرب من الأندلس عام 1492، (نعم.. قبل أكثر من 520 سنة). ومنذ نحو سبع سنوات، صدر قانون إسباني رسمي بهذا الخصوص، وحددت فترة زمنية لتقديم اليهود طلبات الحصول على الجنسية الإسبانية، (وبالتالي الإقامة والعمل في كل دول الاتحاد الأوروبي)، تنتهي في تشرين الأول/أكتوبر 2018، ولكنها مددت لسنة إضافية، تنتهي قبل نهاية العام الحالي، مع احتمال شبه مؤكد أنها ستمدد لسنوات عديدة لاحقة، ووضعت شروطًا على من هم فوق سن 18 سنة، ودون سن 70 سنة، مثل إلمام ما بالتاريخ الإسباني واللغة الإسبانية وما إلى ذلك، وإعفاء كل من هم دون الـ18 سنة وفوق الـ70، من هذه القيود. وبسرعة كبيرة، نشأت مكاتب محامين وحقوقيين ومتخصصين آخرين في إسرائيل وإسبانيا وغيرهما، للمساعدة، (بمقابل طبعًا)، في الاستفادة من هذا القانون. وتفيد مصادر إسرائيلية عديدة أن عشرات آلاف الإسرائيليين، حتى الآن، استفادوا من هذا القانون وحصلوا على الجنسية الإسبانية.
لم تتأخر البرتغال عن إسبانيا كثيرًا، وأصدرت قبل سنوات قانونًا مشابهًا، يمتاز عن القانون الإسباني بأنه قانون مفتوح، غير محدد بفترة زمنية. وانتشرت من أشهر عديدة إعلانات كثيرة جدًا لمكاتب متخصصة لتولي مسؤولية تقديم الطلبات للحصول على جنسية برتغالية، (تفتح أبواب دول الاتحاد الأوروبي لمن يحملها). وتتضمن هذه الإعلانات كثيرة الانتشار في الصحف الإسرائيلية، وأكثر من ذلك في وسائل الاتصال الحديثة، النداء على كل من هو من عائلات تنحدر من أصول أندلسية، (أمثال عائلات بوطبول، بوخبوط، بوخبزة، بيرتس، درعي، أبو حصيرة، ومئات من أسماء العائلات الأخرى)، لتقديم طلبات الحصول على الجنسية البرتغالية.
هل في مقبل الأيام ما يبشر بخير؟ ربما.
لكن مشكلتنا الحقيقية أنه في حال وصلت الأوضاع إلى مثل هذا الاحتمال، ولو بعد عشر سنوات أو حتى ثلاثين سنة، فإن من سيغادر فلسطين من اليهود، هم «الزبدة»، الطبقة العليا القادرة، ويبقى معنا من هم في مثل حالنا الذي لا نحسد عليه.
لن يتبخر من أرض فلسطين سبعة ملايين يهودي، لا في المستقبل القريب ولا البعيد أيضًا.
لن يتبخر من أرض فلسطين سبعة ملايين عربي فلسطيني، لا في المستقبل القريب ولا البعيد أيضًا.
لا بد من البحث عن حل حقيقي؛ حل بعيد، بل ومناقض لما يدعو إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويحلم به نتنياهو وغلاة العنصريين الصهاينة اليهود والصهاينة غير اليهود.

كاتب فلسطيني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الصهيونية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الصهيونية
»  فتش عن الصهيونية في أمريكا
» الصهيونية
» كتاب “هذه هي الصهيونية”
» كتب الصهيونية و اليهودية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: إسرائيل جذور التسمية وخديعة المؤرخون الجدد-
انتقل الى: