ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: إبحث عن جهة القلب الأحد 25 أغسطس 2013, 1:41 am | |
| [rtl]إبحث عن جهة القلب[/rtl] [rtl]
[/rtl] [rtl]
- ما زالت اللهجات المغاربية منغلقة أمام أهل الشرق العربي، وليس ثمة تأكيد أي من اللهجتين، ونحن نتحدث عن اللهجة وليس اللغة، هو الأقرب إلى اللهجات العربية القديمة، فالمسألة تعتمد على التأثير الذي تواجهه أي لهجة من البيئات والثقافات المحيطة. وليس مستغربا، أن تكون اللغات الفارسية والتركية، أثرت في عرب المشرق كثيرا، ولكن درجة التأثير لا يمكن تحديدها على وجه الدقة، فالعربية أيضا كانت طاغية التأثير على اللغتين، وبدرجة أقل أثرت العربية على السواحلية المستخدمة في الصومال وأجزاء من أثيوبيا وارتيريا، وفي المغرب العربي يمكن القول أن الأمازيغية حضرت أيضا في عملية التأثير المتبادل. هذه ليست القضية، المشكلة التي نواجهها أننا غير متواصلون حضاريا وثقافيا مع المغرب العربي بالطريقة الصحيحة، وبعيدون كل البعد، عن فهمه، وربما في المغرب العربي يشعر الكثيرون بهذه الغصة، فالكاتب الكبير، الطاهر بن جلون، يذكرها صراحة في أحد أعماله، حين يقول، بأن المشارقة، ينظرون إلى المغرب إلى أنه المكان الذي يقع في شرق الغرب، بما يعني أننا نعاني في المشرق العربي من مركزية كبيرة، تدفعنا إلى التعامل بشيء من الإهمال مع بقية المفردات المكونة للعالم العربي، وهم يلتقون معنا في الأصول العرقية، والإيمان العقائدي، وحتى الأمم التي تعيش في دول المغرب، والسودان أيضا، من غير العرب هي متأثرة بصورة كبيرة بالعرب، وتحمل نفس طموحاتهم وهمومهم. المغرب العربي ، مجال يجب إعادة اكتشافه من جديد، ففي الأزمنة القديمة كانت رحلات الحج القديمة التي اعتمدت على القوافل تحمل المغاربة إلى المدن الشرقية، وكان أهل تلك البلاد الذين يقطعون مسافات طويلة من أجل زيارة الحرم المكي، وقبر النبي، صل الله عليه وسلم، يختلطون في رحلاتهم بالمشارقة، وكان كثيرون يقيمون في مدن المشرق العربي بعد أن ينجزوا الحج، وخاصة في القاهرة والقدس، وشهدت الحركة الصوفية في العالم العربي تأثرا كبيرا برحلات المغاربة إلى الشرق، فكثير من أعلام الصوفية هم من أصول مغاربية وأندلسية، ومجاورتهم للأماكن المقدسة، وسكنهم بين القبائل العربية التي ينتمون أصلا لها، كانت الدافع في عودتهم إلى الشرق العربي. اليوم، بينما ينفتح العالم العربي، وخاصة في المشرق، على الدراما التركية، ويعمل على دبلجتها ليتسمر المشاهدون بالساعات وراء الشاشات وهم يشاهدون تركيا التي تحاول أن تصدر وجهها الأوروبي، يتناسون أن أحدا منهم في حياته لم يشاهد فيلما مغربيا أو جزائريا أو تونسيا، عدا عن مسلسل متعدد الحلقات، وبينما يتراكض القراء العرب ليتابعوا إصدارات دان براون أو باولو كويلهو، يهملون تماما مكتبة مغاربية محتشدة بالأسماء الكبيرة، مثل بن جلون، وبو جدرة، وكاتب ياسين، وياسمينا خضرا، مع أن هذه الأسماء تمكنت من الحصول على مكانها في الثقافة الأوروبية، وحملت على عاتقها تمثيل الثقافة العربية، أكثر بكثير من بعض الروائيين المتهافتين على دور النشر من أجل ترجمة عمل أو عملين للفرنسية أو الإنجليزية. المغاربة بدورهم لا يمكنهم أن يتعاملوا مع المشرق العربي بهذه الطريقة، فهم متعلقون بالمشرق وأموره وأحواله وثقافته، يعتبرونه الأصل، ويعتبرون أنفسهم الفرع الوارف الذي يستحق الالتفات والاهتمام، فقط يحتجون على كثير من سوء الفهم، أو عدم الفهم من الأساس، الذي يستحوذ على المشارقة تجاههم، ولذلك يتوجب أن تستعاد صورة المغرب في ثقافتنا العربية، وأن يتعزز حضوره. بينما يتوجه العرب زرافات ووحدانا إلى المواسم السياحية في تركيا وشرق آسيا، فإن شركة واحدة في الأردن مثلا، لا تقدم برامج سياحية لزيارة تونس أو الجزائر أو المغرب، وجميعها تحمل مقومات سياحية هائلة، والمغرب نفسها، مقصد سياحي أساسي بالنسبة للأوروبيين والأمريكيين، ولو تمت مناقشة القضية على مستويات عليا، لجرت ترتيبات كبيرة ومتميزة لاستقبال السياح القادمين من المشرق العربي بصورة مشرفة، وبمزايا كبيرة في دول المغرب العربي، وإذا كانت الجامعة العربية معطلة عن أي خطوات عملية وصغيرة يمكن أن تعزز من التلاقي العربي، ومنشغلة في الإنشاء والخطابة، فإن العلاقات الثنائية يمكن أن تكون الحل لهذه القضية، فقط يحتاج الأمر إلى قليل من المبادرة والإبداع في الحلول، لتكن تكاليف الطائرات في حدها الأدنى، ولتكن تكاليف الفنادق كذلك، عدا ذلك فإن دول المغرب تحمل المقومات السياحية الكبيرة التي تجعلها في المقدمة. الدراما المغربية يجب أن تحضر، وليكن شريط الترجمة هو الحل مبدئيا في نقل العمل المغاربي، وليس الدبلجة، وعلى ذلك يمكن البدء في الاعتياد على اللهجات المغاربية، ويمكن أن يتم استيعابها لدى أهل الشرق، وبالتالي التعرف على الحياة اليومية وأوجه الهم والمعاناة في الدول المغاربية، وأمور أخرى كثيرة، النصوص المغاربية في كتبنا الدراسية سواء للمدارس أو الجامعات، التبادل الجامعي، وما إلى ذلك. التعاطف بين المشرق والمغرب قائم وأصيل، ولكنه ليس كافيا، ليكون الأساس الذي يقوم عليه التكامل بين الجانبين، فالحاجة ملحة اليوم، إلى أن يكون التواصل والتفاهم هو الجسر الذي تعبر عليه الشعوب العربية تجاه التقارب والتفاعل، ولا يكفي أن تكون قلوبنا معلقة ببعضنا البعض، وأن تكون أيدينا مغلولة إلى صدورنا، فابسطوا أياديكم ويمموا إلى المغرب فإنه أصدق وأحلى الجهات.[/rtl] |
|