منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 كشمير المسلمة على خطى كوسوفا (1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

كشمير المسلمة على خطى كوسوفا (1) Empty
مُساهمةموضوع: كشمير المسلمة على خطى كوسوفا (1)   كشمير المسلمة على خطى كوسوفا (1) Emptyالأحد 22 سبتمبر 2019, 10:58 am









•     •     •     •



لا شكَّ أنَّ إعلانَ كوسوفا المسلِمَة استقْلالَها منذُ عهد قريب عن يوغسلافيا يعدُّ من الأحداث الهامة التي يجب أن يَستلهم خطاها عددٌ من قضايا المسلمين العادلة، وعلى رأسها قضية فلسطين وقضية كشمير؛ فكشمير المسلِمة مُنِحَتْ حقَّ تقرير المصير بقرارت دولية تطالب منذ عام 1947م، ولكن الهند تقف ضدَّ هذه القرارات، وتحول دون تنفيذها على مدى ستين عامًا، هو عمر القضية حتى اليوم.


وبعد استقلال كوسوفا؛ ظهر طموح قوي لدى القوى الكشميرية نحو الاستقلال على غرار النموذج الكوسوفي، وهو ما أكَّده "سيد علي جيلاني" زعيم حركة المقاومة الكشميرية عندما قال: "إنَّ قِيامَ دولةٍ مُسلِمةٍ في قلب أوروبا عزَّز تَصميمَنا على الحصول على الحقِّ بتقرير المصير".


وقال "شابير شاه" زعيم حزب الحُرِّيَّة الدِّيمقراطي: إنَّ الاستقلال الذي أعلنه يوم الأحد 17 فبراير 2008م ألبانُ كوسوفا عن صربيا من جانبٍ واحدٍ - عزَّز تصميمَنا على نَيْلِ حُرِّيَّة كشمير"، وأضاف: إنَّ استقلال كوسوفا مُؤَشِّر يكشف أنَّ الكفاح المرتكِز إلى الحقيقة والعدالة لا يَفْشَلُ أبدًا، مؤكِّدًا قناعَتَهُ بأنَّ: "اليوم الذي ستكون فيه كشمير حُرَّةً ليس بعيدًا".


وفي اليوم العالمي لكشمير الذي وافق 27/10/2007م - أكَّدت باكستان تأييدها للشعب الكشميري إزاءَ حقَّه في تقرير مصيره، وطالبتِ الهند بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة بشأن تقرير مصير الشعب الكشميري في كلا الجانبين؛ كشمير المحتلَّة والحُرَّة، ودعتْ في بيان أصدرته السفارة الباكستانية في القاهرة بِهذه المناسبة - حيث يتذكَّر الشعب الكشميري مأساةَ الاحتلال الهندي لأراضيه في 27 أكتوبر عام 1947- كافَّة شُعُوبِ العالم العربي والإسلامي إلى تفعيل قضية كشمير بإحياء هذه الذكرى، وتعريف الشعوب بِمَدى فداحة الظلم الواقع على الشعب الكشميري، مطالِبةً بتَحْرِيره من الاحتلال الهندوسي، وإعطائه حق تقرير مصيره، وفقًا لقَرَاراتِ الأُمَمِ المُتَّحِدَة التي مَضَى عليْها أكثَرُ من نِصْفِ قَرْن.


وازداد هذا الاهتمام الباكستاني بِكشمير في مناسبة "يوم كشمير"، التي وافقت يوم الخامس من فبراير الماضي (2008م)، وذلك في دَعْمِ الرَّئيسِ الباكستانيِّ برويز مشرف ورئيس وُزَرائِه سومرو للقضيَّة الكشميريَّة؛ حيثُ تعهَّدا بِمواصلة دعم القضية، وأكَّدا على أنَّ باكستان ملتزِمة بِمواصلة تقديم الدَّعم الأخلاقي والسياسي والدبلوماسي لتسوية نزاع كشمير، وفقًا لتطلعات أهالي كشمير.


- كشمير وفلسطين:

نَحْنُ لا نُبالِغُ إذا قُلْنَا: إن قضية كشمير المسلمة تتشابه إلى حد كبير مع مأساة فلسطين؛ فالقضيتان بدأتا في وقت واحد هو عام 1948م، والشعبان المسلمان يواجه كل منهما عدوًّا عنيدًا يَسْعَى إلى إبادةِ أصحاب الأرض، واغتصاب حقوقهم المشروعة، والتطرف الهندوسي الذي يُعادي الإسلامَ ويسعَى إلى استئْصاله من الإقليم المسلم، ويسوم المسلمين هناك صنوف التعذيب والاضطهاد - لا يقل خطورة عن التطرف الصهيوني في فلسطين.


وكما شهد الفلسطينيون مذابح بشعة على أيدي الصهاينة عبر نصف قرن أو يزيد - شهد المسلمون في كشمير العديدَ منَ المَذابِحِ الَّتِي ذهب ضحيَّتَها الآلاف منهم، والقضيَّتان في مَجلس الأمن شهِدتا تواطُؤًا دوليًّا، ترتَّب عليْهِ ضياعُ حُقُوقِ المسلمين؛ فقد صَدَرَتْ عشراتُ القرارات التي تُؤَيِّدُ حقَّ الشعبَيْنِ في تقرير مصيرهما، وإدانة الاعتداءات الصهيونية في فلسطين والهندوسية في الهند، ولكن هذه القرارات لم تنفذ حتى اليوم، والأمم المتحدة تراخت في تنفيذ القرارات الدولية التي أصدرتها لصالح مسلمي كشمير، ولم تمارس أدنى ضغط على الحكومات الهندية المتعاقبة حتى تَحترم هذه القرارات وتلتزم بِها، وعلى الرغم من مرور أكثر من نصف قرن على النزيف الدموي وانتهاكات حقوق الإنسان في ولاية كشمير - لم يقم المجتمع الدولي بأي جهد لإيقاف هذا النزيف، وإعادة الحق إلى أهله، وتمارس القوات الهندية جرائم وحشية بربرية لا مثيل لها في التاريخ؛ من قتل وتعذيب وتشريد للسكان، وهتك للأعراض، وحرق للمنازل والمتاجر والحقول.


وتاريخ القضية الكشميرية يؤكِّدُ سياسة الهند الماكرة والمماطلة والرافضة لتطبيق القرارات الدوليَّة الخاصَّة بِحَقِّ الشعب الكشميري في تقرير المصير، وهدف الهند من احتلال كشمير إيجادُ قاعدةٍ لِتَحْقِيقِ أهدافها تِجاهَ العالم الإسلامي.


ولقد فقدتِ الولاية المسلِمة في ظِلِّ الاحتلال الهندوسي زُخْرُفها ورَوْنَقَها، وتَحوَّلَتْ إلى قفار منعزلة، وقبورٍ موحشة مهجورة، بعد أن بلغتِ القوات الهندية 800 ألف جندي هندوسي في كشمير، يمثلون 44 % من تعداد الجيش الهندي.


- جنة الله في الأرض:

فولاية جامو وكشمير التي كانت تعرف بـ "جنة الله في الأرض"، لما فيها من حقول يافعة، وأزهار وورود جميلة، وبحيرات عذبة، وتلال خلابة، وطقسها اللطيف ونسيمها العليل قد فقدت في ظل الاحتلال الهندوسي زخرفها ورونقها وتحولت إلى قفار منعزلة، وقبور موحشة مهجورة، بسبب ما تقوم به القوات الهندية من جرائم وحشية بربرية لا مثيل لها من تقتيل وتعذيب وتشريد للسكان، وهتك للأعراض، وإفساد في الأرض، وإهلاك للحرث والنسل، وحرق للمنازل والمتاجر والحقول، وذلك لأن الشعب الكشميري المسلم يطالب بحقه المشروع الذي ضمنته له القرارات الدوليَّة، تلك التي تنص على تقرير المصير.


وعلى الرغم من مرور أكثر من نصف قرن على هذا الظلم والنزيف الدموي وانتهاكات حقوق الإنسان؛ فإنَّ الضمير الإنساني لم يستَيْقِظْ، ولم يَقُمِ المجتمع الدولي بأي جهد لإيقاف ذلك النزيف، وإعادة الحق إلى أهله.


ويعودُ تاريخُ القَضيَّة الكشْميريَّة إلى أكتوبر 1947م، عندما قامتِ الهِند بإنزال قوَّاتِها في الولاية، متَّخذة من الوثيقة المزوَّرة باسم الملك الهندوسي لِلولاية آنذاك "هري سينغ" مبرِّرًا لاجتياح الولاية وضمِّها بالقوة، على الرغم من أن هذا الضم الإجباري يخالف قرار تقسيم شبه قارة جنوب آسيا الذي أقرته الهند وباكستان، وقام على أساس فكرة "الأمتين"، وهو ما يعني أن المسلمين في شبه القارة ليسوا جزءًا من القومية والحضارة الهندوسية، وإنَّما أُمَّة مستقلَّة بذاتِها، لم تُبْنَ على أُسُس جغرافية، وإنما على العقيدة الإسلامية.


وطبقًا لهذه الفكرة؛ جاء تقسيم شبه القارة الذي نصَّ على أن المناطق والولايات ذات الأغلبيَّة المسلمة ستكون ضِمْنَ إطارِ الدولة الباكستانية، فيما ستنضمُّ الولايات والمناطق ذات الأغلبيَّة الهندوسيَّة للدولة الهنديَّة التي ستقام على أُسُسٍ علمانية؛ حيثُ إنَّها ستحوي طوائف ودياناتٍ أُخْرَى، وعلى هذا الأساس قام المسلمون الَّذِينَ يقطنون الولايات ذاتَ الأغلبية الهندية بالهجرة إلى موطنهم الجديد، وتعرَّضوا خلال سفرهم وتنقلهم للانضمام للصرح الإسلامي المناوئ للكفر إلى مِحَنٍ ومآسٍ كثيرة، وكان من أخطرها المذابح التي تلقَّوها على أيدي الهندوس وهم في طريقهم إلى باكستان.


ولكيْ نقف على الأبعاد والتطورات الحقيقية لقضية كشمير؛ لابدَّ من الوقوف على تاريخها القديم والحديث، وجذور الصراع والجهود السِّلميَّة المبذولة من قِبَلِ الدُّول المعنيَّة، والموقف الدولي إزاءَ تِلْكَ القضيَّة القديمة المتجدِّدة، ومبادئ القضية وآفاق التسوية.


- الموقع الاستراتيجي:

تقع كشمير في أقصى الشَّمال الغربي لشِبْهِ قارة جنوب آسيا، وتتمتَّع بِموقع استراتيجي بين آسيا الوسطى وجنوب آسيا؛ حيثُ تتقاسم الحدودَ مع كُلٍّ من الهند وباكستان وأفغانستان والصين، فتحدها من الجهة الشمالية الغربية أفغانستان، ومن الشمال تركستان الشرقية، ومن الشرق منطقة التبت، ومن الجنوب كل من محافظة "هيماشال برادش" ومنطقة البنجاب الهنديتين، ومن الغرب إقليما البنجاب وسرحد الباكستانيان.


وتبلغ مساحتها الكلية 86023 ميلاً مربعًا، يقسمها خط وقف إطلاق النار لعام 1949م - (الذي يطلق عليه اليوم خط "الهدنة"؛ وفقًا لاتفاقية سملا لعام 1972م) - حيث إن 32358 ميلاً مربعًا منها يشمل الجزء المحرر، ويُسمى ولاية جامو وكشمير الحرة، و53665 ميلاً مربَّعًا منها تحت الاحتلال الهندوسي، ويطلق عليها ولاية جامو وكشمير المحتلَّة.


ويَزيد عددُ سُكَّانِها عن خمسة ملايين نسمة، أغلبهم مسلمون، والقلة القليلة من الهندوس والسيخ والأقليات الأُخْرى.


- دخول الإسلام كشمير:

وقد دخل الإسلام إلى كشمير خلال القرن الرابع عشر الميلادي؛ حيث اعتنق رينجن شا - وهو حاكم كشميري بوذي - الإسلام في 1320م على يدي سيد بلال شاه (المعروف كذلك باسم بلبل شاه)، وهو رحَّالة مسلم من تركستان، وقويت شوكة الإسلام خلال حكم شاه مير (1338 - 1344)، وقدِ انْخَرَط العلماء في صفوف الجماهير لتبليغ دين الله، ومعظم هؤلاء العلماء قدموا من وسط آسيا، ومن بَيْنِهم سيد بلال شاه، وسيِّد جلال الدين بُخاري، وسيِّد علي الهمداني، وابنه سيد مُحمَّد الهمداني، وعلى الرغم من الجهود التي بذلها كل هؤلاء العلماء، إلا أنَّ جهود سيد علي الهمداني (المعروف باسم شاه همدان) قد تميزت عن غيرها؛ فقد ولد في منطقة هَمْدَان بإيران في سنة 1314م، واضطرَّهُ غَزْوُ قوَّات تيمور لنك لوسط آسيا إلى الهِجْرَة إلى كشمير الَّتي خصَّها بثلاثِ زيارات في السنوات 1372م، و 1379م، و 1383م على التوالي، برُفْقَة 700 شخص من أتباعه، حيث وفق في نشر الإسلام بين الآلاف من الكشميريين، وقد تعقَّبَ ابنُه سيد مُحمد الهمداني خطاه، وأقنع الحاكم المسلم آنذاك سلطان إسكندر (1389 - 1413) بتطبيق الشريعة؛ فقد تَميَّز الحاكم المسلم سلطان زين العابدين بن إسكندر (1420 - 1470) بتسامُح كبير تِجاه الهندوس، وفي نهاية القرن الخامس عشر الميلادي كان أغلبيَّة سكان كشمير قدِ اعتنقوا الإسلام.


ومن الأمور المُلفتة أنَّ انتشار الإسلام في كشمير وتكاثر أتباعه كان يتم عن اقتناع كامل، وليس قسرًا أو إكراهًا؛ حيثُ مهَّدتْ ظُروفٌ عديدةٌ الطريقَ نَحوَ هذا الانتشار الواسع للإسلام، ومن أهمها: رغبة الطبقة الدنيا من الهندوس في إحراز المساواة الاجتماعية والفرص العادلة للازدهار، مِمَّا جعلها ترى في الإسلام أفضلَ بديلٍ عنِ الحياة التي كانت تَحياها.


وقدِ استمرَّ الحُكم الإسلامي في كشمير قرابة خمسة قرون، من 1320م إلى 1819م، ويعتبر هذا العهد "العصر الذهبي" لتاريخ الولاية، وذلك لما كان الشعب الكشميري يتمتع به من الرفاهية والحرية والأمن والسلام، تحت رعاية حكومة هؤلاء الحكام المسلمين.


- الغزو السيخي:

وفي سنة 1819م قام حاكم البنجاب السيخي "رانجيت سينغ" بغزو كشمير، وحكمها حتَّى سنة 1846م، وأذاق شعبها الويلات؛ ففرض الضرائب الباهظة، وأجبر الناس على العمل دون أجر، وسن قوانين عنصرية تجاه المسلمين، وأغلق العديد من المساجد، ومنع إقامة الصلوات فيها، وكان دم المسلم أرخص من سواه، في حين كان القانون يعتبر ذبح بقرة جريمة عقوبتها الموت!!


وعندما سيطرت بريطانيا على الهند سنة 1846م - قامت ببيع ولاية كشمير لـ"غلاب سينغ" بمبلغ 5.7 مليون روبية، بموجب "اتفاقية أمريتسار" (مارس 1846م)، وذلك غداة الحرب الأولى التي نشبت بين الإنجليز والسيخ، وقد علَّق "بريم ناث بزاز" على هذه الصفقة - وهو أحد الوجوه السياسية المعروفة في كشمير - بقوله: "مليونان من البشر في وادي كشمير وجلجت بيعوا كما تباع الشياه والأغنام لمقامر غريب، دون أن يكون لهم أدنى رأي في الموضوع"!.


وقدِ استطاع غلاب سينغ بمزيج من الغزو والدبلوماسية أن يسيطر على جامو وكشمير، بِما في ذلك مناطق لاداخ وبلتستان وجلجت، وأنشأ نظام حكم لعائلة "دوغرا" التي حكمت كشمير حتى سنة 1947م.


وأعقب غلاب سينغ ثلاثة حكام؛ هم: رانبير سينغ (1858م)، وبارتاب سينغ (1885م)، وهاري سينغ (1925م)، الذي كان آخر حكام هذا النظام إلى تاريخ انقسام شبه القارة في 1947م.


- التنكيل بالمسلمين:

وكانت عائلة "دوغرا" شبيهة بالحكم السيخي؛ من حيث إلحاق الأذى بالمسلمين، عن طريق فرض الضرائب الباهظة، وسن القوانين التمييزية، وسد سبل التعليم في وجوههم، ومن مظاهر هذا الاضطهاد كذلك: نظام الجباية الذي كان قاسيًا، فإضافةً إلى أخذ 50 % من المحاصيل، كان المسؤولون يأخذون ضرائب على النوافذ والمواقد وحفلات الزواج، وعلى قطعان الماشية؛ بل وحتَّى على مداخن بيوت المسلمين! وكان ذبح الأبقار ممنوعًا بموجب القانون، وتُوقع على فاعله عقوبة الإعدام، وكانت المساجد تابعة للحكومة، كما أن جريمة قتل المسلم كانت تعدُّ أهون شأنًا من قتل غير المسلم، إضافةً إلى سَحْقِ أيِّ مظهر من مظاهر الاحتجاج السياسي بوحشيَّة، ولذا فقد شهدت المنطقة حوادث عديدة، جرى فيها حرق عائلات مسلمة بأكملها، بحجة انتهاك القوانين المذكورة، كما أنَّ عُمَّال مصنع الحرير التابع للحكومة الذين احتجُّوا على الأجور المُنْخَفِضة في سنة 1924م أُغْرِقُوا في النَّهْرِ بأمْرٍ من المِهْراجا!!


- حركة تحرير كشمير:

ولمواجهة هذا الاضطهاد والظلم الذي يتعرض له المسلمون؛ اندلعت الحركة الشعبية الكشميريَّة في 1931م، حينما قام ضابط شرطة بمنع إمام مسجد من إلقاء خطبة الجمعة، وهو الأمر الذي دفع أحد الأشخاص ويدعى "عبدالقدير خان" إلى إلقاء خطاب حماسي حول القرارات التي يصدرها الملك الهندوسي تِجاه المسلمين.


وكانت حركة تحرير كشمير حركة إسلامية؛ حيث كانت تستهدف تحرير ولاية جامو وكشمير المسلمة من حكم عائلة دوغرا الهندوسيَّة، وإقامة الحكم الإسلامي فيها، غير أنَّ هذه الحركة قدِ انقسمت إلى قسمين، وذلك حينما مال "شيخ عبدالله" أحد قادة هذه الحركة إلى تبني النظرة العلمانية القومية التي ينطلق منها الكونجرس الوطني الهندي، مما دعاه إلى تغيير اسم مؤتمر مسلمي جامو وكشمير؛ فسمَّاه مؤتمر كشمير القومي، إلا أنَّ مَخاوفَ قائدٍ آخَرَ لِلحركة هو "تشودري غلام عبَّاس" من أن يصبح هذا المؤتمر امتدادًا للكونجرس الوطني الهندي، دفعته في أكتوبر 1941م إلى بعث الحياة في مؤتمر مسلمي كشمير، والذي استطاع من خلال الأغلبية التي يتمتع بها في المجلس التَّشريعي للولاية تَمريرَ قرارٍ يقضي بانضمام كشمير إلى باكستان، وذلك بتاريخ 19/7/1947م.


ومؤتَمر مُسلِمِي كشمير في ذلك الوَقْتِ كان يُعتَبَرُ المُمَثِّل الشَّرعيَّ الوحيد للشعب الكشميري المسلم، وذلك لأنَّه في الانتخابات البرلمانيَّة للولاية التي عقدت في يناير عام 1947م قد تَمَكَّن مؤتَمر مُسلِمِي كشمير من الحصول على (16) مقعدًا من أصل (21) مقعدًا خاصًّا لِلمسلمين في برلمان الولاية، خاصَّةً وأنَّ المسلمين في الولاية في ذلك الوقت كانوا أكثر من 85% من السكان؛ فلذلك فإن قرار مؤتمر مسلمي كشمير للانضمام إلى باكستان يعتبر قرار الأغلبية لسكان الولاية.


ولكن بالرغم من ذلك؛ فإن الهند قامت بمؤامرة للضم الإجباري للولاية، مخالفةً بذلك قرار تقسيم شبه قارة جنوب آسيا من ناحية، وإرادة الشعب الكشميري المسلم من الناحية الثانية، وذلك لتحقيق أهدافها الخاصة.


- الهدف من احتلال كشمير:

وقدِ استهدفت الهند من احتلال كشمير الإسلامية استخدامها كقاعدة لمخططاتها الهدَّامة، وتحقيق مطامعها العدوانية تجاه العالم الإسلامي ومقدَّساته، بِما فيها الكعبة المشرفة - أقدس أرض الله - ويبدو ذلك واضحًا من خلال تصريحات كثير من القادة الهندوس، التي نذكر على سبيل المثال أهمها؛ إذ تقول الأساطير الهندية إنَّ الإمبراطورية الهندية كانت تمتد - في يومٍ من الأيام - من سنغافورة شرقًا إلى نهر النيل غربًا، ومرورًا بالجزيرة العربية، ولذلك فإن المطامع الهندوسية منذ اليوم الأول تستهدف إقامة "الإمبراطورية الهندوسية العظمى"؛ لتستعيد مكانتها المزعومة.


وفي هذا السياق قال "جواهر لال نهرو" أوَّل رئيس وزراء للهند، في كتابه "اكتشاف الهند Discovery of India": "إن الهند كما صنعتها الطبيعة لا يُمكنها أن تلعب دورًا ثانويًّا في شؤون العالم، فإمَّا أن تعتبر من القوى العظمى، أو ألا يكون لها وجود".


ويقول الدبلوماسي الهندوسي الكبير الدكتور "إس . آر . باتيل" في كتابه "السياسة الخارجية للهند" في إطار شرحه لكلمة البانديت جواهر لال نهرو: "ومن الضروريِّ جدًّا سيطرة الهند على سنغافورة والسويس، اللذان يشكلان البوابة الرئيسية لها، وإذا ما سيطرت عليها قوة أخرى معادية فإنها تهدد استقلالها.. وكذلك حاجة الهند للبترول تجعلها تهتم بالبلاد العربية أيضًا"، ويختم الخبير السياسي الهندوسي حديثه عن مطامع الهند الاستعمارية قائلاً: "يسود فراغ سياسي هائل في المنطقة بعد مغادرة الإنجليز، ويجب سد هذا الفراغ، وبِما أنَّ للهند قوَّة بحرية عظيمة؛ فمن الضروري أن يتحول المحيط الهندي من سنغافورة إلى السويس خليجًا تملكه الهند". والأدهى من ذلك؛ أنَّ بعض قادة الهندوس اعتبر الجزيرة العربية بِما حوته من أراضٍ إسلاميَّة مقدَّسة إنَّما هي أراضٍ هندوسية بحتة!! فذكر المفكر والفيلسوف الهندوسي "بي . إن . أوك" في كتابه "أخطاء في تحقيق تاريخ الهند" تحت فصل بعنوان: (تجاهل الأصل الحقيقي للكعبة كمعبد هندوسي) أن: "هُناك كثيرٌ من الأدلَّة تدلُّ على أنَّ الجزيرة العربيَّة خضعتْ لِسلطان الملك الهندوسي (فيكراماديتا)، الذي كانتْ تَمتدُّ مَملكته في الشرق والغرب"، ثُمَّ يقول: "هناك أدلَّةٌ كثيرةٌ تؤكِّدُ أنَّ هذا المعبد الهندوسي (الكعبة) يعودُ بناؤُه إلى عام 58 قبل الميلاد، على يد الملك الهندوسي (فيكراماديتا)، وهو أحدُ عُظماءِ المُلوك الهندوس في القديم".


فهذِهِ بعض التصريحات التي تدل على الأطماع الهندوسية في العالم الإسلامي ومقدَّساته! وهي تصريحات مَنْ وضَعُوا السياسة الداخليَّة والخارجيَّة للهند، وهم قادَتُها ومفكِّروها، ولعلَّ أكبرَ دليلٍ على الأطماع الهندية: أنَّ صواريخَها النَّوويَّة يَصِلُ مَداها إلى أكثرَ مِنْ ثلاثةِ آلاف كيلومتر، في الوقت الذي تبعد فيه أقصى نقطة في باكستان من الحدود الهندية حوالي ألف كيلومتر، وهذا يعني أنَّ الصواريخ النووية لم تُعَدَّ لباكستان الجارة، إنما أُعدت للعالم العربي والإسلامي والمقدَّسات الإسلامية؛ حتى يمكن استخدامها في الوقت المناسب!!


وقد جاء قرار الهند بضم الولاية إليها بقوة السلاح مُخالفًا لقرار تقسيم شبه قارة جنوب آسيا الشهير لعام 1947م، الذي كان ينصُّ على انضمام المناطق الإسلامية إلى باكستان والمناطق ذات الأغلبية الهندوسية إلى الهند، كما كان هناك في ذلك الوقت 584 ولاية شبه مستقلَّة؛ حيثُ كانت تتمتَّع بِنَوع من الحكم الذاتي، وكانت حكومة بريطانيا تشرف على الدفاع والعلاقات الخارجية بها، وقد أشارت بريطانيا عشية التقسيم على هذه الولايات أن تنضم إلى الهند أو باكستان وفقًا لرغبة الجماهير في كل ولاية.


وفيما يلي نذكر بعضًا من الشهادات والوقائع التاريخية في ذلك الصدد:

فقد أكدت البعثة الوزارية البريطانية في مذكرتها المؤرخة في 12 مايو 1946م، والموجهة إلى حكام الولايات الـ565 الهندية، على الالتزام برغبات شعوبها في قرار انضمام ولاياتهم إلى إحدى الدولتين؛ الهند أو باكستان، وهو الأمر الذي أكد عليه النائب البريطاني في الهند آنذاك اللورد "ماونت باتن" في كلمته في جلسة أمراء الولايات الهندية (Chamber Of Princes)، في 25 من يوليو عام 1947م، التي قال فيها: "إن الأقاليم الواقعة في شبه القارة لها مطلق الحرية في تقرير مصيرها، وإنها قادرة على إعلان الانضمام لأي دولة ترغب في الالتحاق بها، ولكن لا بد من مراعاة ظروفها الاجتماعية والجغرافية ورغبات شعبها؛ حيث سيعتمد النظر إلى الموقع الجغرافي من حيث البُعد والقرب".


ووفقًا لهذه المبادئ لانضمام الولايات إلى إحدى الدولتين؛ قرَّرَتْ بعضها الانضمام إلى الهند بينما قررت بعضها الانضمام إلى باكستان، غير أنَّ ثلاث ولايات لم تتَّخذ قرارًا بِهذا الشأن في 15/8/1947م، وهي: (حيدر أباد، جوناغر، وكشمير).


فولاية حيدر أباد وولاية جوناغر كانتا ذاتا أغلبية هندوسية، ولكن حاكم كلٍّ منهما كان مسلمًا، بينما ولاية جامو، أما كشمير فكانت ذات أغلبية مسلمة، ولكن حاكمها كان هندوسيًّا.


وكان حاكم جوناغر المسلم يريد أن ينضمَّ إلى باكستان على الرغم من وجود أغلبية هندوسية في الإمارة، وقد أعلن عن قراره بشأن الانضمام، غير أن الهند لم تعترف بذلك القرار لكونه - كما ادعت - مخالفًا لقرار تقسيم شبه القارة، ولمبادئ انضمام الولايات إلى الهند أو إلى باكستان، وقامت بإدخال قواتها فيها وضمها إجباريًّا.


وهكذا الملك المسلم لولاية (حيدر أباد) ذات الأغلبية الهندوسية؛ قد أعلن عن استقلال الولاية، ولكن الهند لم تعترف بذلك القرار أيضًا؛ لكونِه مُخالفًا لقرار تقسيم شبه القارة، ولمبادئ انضمام الولايات إلى إحدى الدولتين، وقامتْ بإرسال قُوَّاتِها فيها وضم الولاية ضمًّا إجباريًّا.


وكان الوضع في كشمير مُخالِفًا تَمامًا لوضع الإمارتين السابقتين؛ حيث إنَّ حاكِمَها كان هندوسيًّا، ولكن الأغلبية الساحقة للولاية كانت من المسلمين، وقد سبق أن اتخذوا قرار الانضمام إلى باكستان، وكانت الهند قد رفضت انضمام الإمارتين السابقتين إلى باكستان بناءً على رأي الحاكمين بِهما، وذلك بِمُبرر أن رأيهما كان يخالف قرار التقسيم الذي ينص على انضمام هاتين الولايتين الهندوسيتين إلى الهند، ولكن هذا الموقف للحكومة الهندية قد تغير تمامًا في موضوع انضمام ولاية جامو وكشمير المسلمة؛ حيث إنها (فبركت القصة)، وزورت وثيقة باسم الملك الهندوسي للولاية، وجعلتها مبررًا لإدخال قواتها في الولاية وضمها إجباريًّا، وفي المقالة القادمة - إن شاء الله - نذكر بعض جوانب المؤامرة الهندية في ذلك الصدد.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

كشمير المسلمة على خطى كوسوفا (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: كشمير المسلمة على خطى كوسوفا (1)   كشمير المسلمة على خطى كوسوفا (1) Emptyالأحد 22 سبتمبر 2019, 10:59 am

مأساة كشمير المسلمة[1]



بعد أن استعرضنا رحلة الكفاح الطويلة والمريرة التي خاضها مسلمو الهند من أجل تحرير بلادهم من نِيرِ الاحتلال الإنجليزي، الذي لم يخرج إلَّا بعد أن أبقى نارَ حربٍ لا تنطفئ أبدًا، وهي: حرب المسلمين الموحِّدين مع الهندوسِ الوثنيِّين عبَّادِ البقر، بعد أن تجزَّأت بلاد الهند الشاسعة لدولتين كبيرتين؛ هما: الهند وباكستان، وكانت نقطة الصِّراع الدائمة والمزمنة بين الجارتين اللَّدُودتين هي بلاد كشميرَ المسلمة، التي سوف نتعرَّض لمأساتها المعاصرة بشيء من التفصيل؛ لإتمام الفائدة في الكلام عن الحرب الضَّرُوس التي تُشنُّ على بلاد الإسلام باسم الدين في وقتنا المعاصر.
 
كشمير جغرافيًّا وتاريخيًّا:
تعتبر كشمير من البقاع السحريَّة في قارَّة آسيا؛ حيث تتمتع بموقع جغرافي فريد وفي غاية الأهمية؛ فلا عجب أن تكون بؤرةَ صراع ملتهبة ومستمرة لعشرات السنين.
 
تقع كشمير في أقصى شمال غربي شبه القارة الهندية، تحُدُّها باكستان من الجنوب الغربي وجزء من الشمال الغربي، بينما تحدها الهند بحدود طولها 300 كيلو متر من الجنوب ومن الغرب، وتقع أفغانستان عند حدود كشمير في الشمال الغربي أيضًا، وتتَّصل حدودها بما عُرف بـ"جمهوريات وسط آسيا الإسلامية"، كما تشترك معها تركستان الصينيَّة ناحية الشمال بحدود طويلة؛ أي: إن كشمير تشترك بحدودها مع أكبر القوى العالميَّة المعاصرة وقتها: الاتحاد السوفيتي، والصين الشعبيَّة، والهند، وباكستان، وأفغانستان، وهذه الحساسية الجغرافيَّة الفريدة أدَّت لاشتعال الحرب بين الهند وباكستان أربع مرات، وصدرت بشأنها عدة قرارات من مجلس الأمن وهيئة الأمم المتَّحدة.
 
وإقليم كشمير ذو طبيعة جبليَّة؛ حيث تمتدُّ سلاسل الجبال الشاهقة من الشمال الغربي إلى الجنوب الشَّرقي؛ وأهم هذه السَّلاسل: سلسلة جبال "كراكورم" التي تمثِّل الحدَّ الفاصل بين كشمير ومناطق تركستان الصينيَّة، وجبال "الهمالايا"، وجبال "الهندكوش" في الشمال الغربي، وجبال "لداخ" و"زسكار" في الجنوب الشرقي، كما يوجد بالإقليم عدة وديان مهمَّة؛ مثل: وادي "كشمير" في الشمال، ووادي "جمو" في الجنوب، وبينهما جبال "بانجال"، ويُعدُّ هذان الواديان تتمَّةً لسهول باكستان.
 
تبلغ مساحة كشمير الكلية حوالي 223 ألف كيلو متر مربع، يقسمها خطُّ هدنة تمَّ الاتفاق عليه عام 1972م، جعل لباكستان مساحة 37 %، وللهند 63 %، وغالبيَّة سكَّان كشمير من المسلمين؛ وإن كان تَعدادهم في تناقص مستمر بسبب المجازر والمذابح المُرَوِّعة التي يقوم بها الهندوس ضد مسلمي كشمير.
 
وتُعدُّ بلاد كشمير بلادًا زراعية بالدرجة الأولى، وتشتهر بزراعة الفواكه والأرز، وتغطِّي الغابات مساحات كبيرة بالإقليم، ويستغلُّها السكان في تصدير الأخشاب، كما أن كشمير مشهورة بصناعة الحرير، وبالعاصمة "سرينجر" أكبر معمل في العالم لنسج الحرير.
 
أمَّا أشهر قبائل كشمير، فهي: قبائل الشيخ والباتان والمغول، وهي قبائل مسلمة، وقبيلة البانديت وريشي، وهي قبائل هندوسية شديدة التعصُّب لهندوسِيَّتِها.
 
كشمير والإسلام:
على الرغم من وصول الإسلام إلى شمالي بلاد الهند منذ القرن الثاني الهجري، فإن الطبيعة الجبلية لإقليم كشمير جعلته منعزلًا عن الفتوحات الإسلامية، وقد حاول السلطان الكبير "محمودُ بنُ سبكتكين" فتْحَه، فلم يستطع؛ لمناعتِها الجبلية، وكانت البلاد تُحْكَم تارة من قِبل الهندوس، وتارة من قِبل البوذيين، وفي القرن الثامن الهجري بدأ الإسلام يطرُق أبواب كشمير الحصينة بواسطة الدعاة المخلصين؛ ومن أشهر هؤلاء: داعيةٌ اسمه "بلبل شاه مرزا"، وكان أصله من خُرَاسان، ودخل كشمير سنة 715هـ، والتحق بخدمة ملكها الوثني "سيه ديو"، وأبدى كفاءة عالية في عمله، فلمَّا تُوفي "سيه ديو" خَلَفَه ولدُه "رينجن ديو"، الذي أسلم على يد "بلبل شاه"، وسمَّى نفسه (صدر الدين)، وبإسلامه بدأ الناس في كشمير في دخول الإسلام، وأخذ الدين في الانتشار.
 
في سنة 744هـ، استقلَّ (شاه مرزا) بحكم كشمير، وأسَّس أسرةً حاكمة عُرفت باسم "ملوك كشمير المسلمة"، ظلَّت تحكم الإقليم لأكثرَ من قرنين من الزمان (744 - 995هـ)، برز خلالها العديدُ من الملوك الأقوياء والصالحين؛ من أبرزِهم وأفضلهم: الملك (إسكندر بن قطب الدين)، ومدة حكمه من سنة 796هـ - 819هـ، وكان صالحًا عادلًا، شديدَ الكراهية للبوذيَّة والهندوسيَّة، منع البراهمة من ممارسة شعائرهم، وألزَمَهم الإسلامَ أو الهجرة أو القتل، وهدم معابدهم كلَّها في أرجاء مملكته حتى لقبوه بـ(إسكندر بت شكن)؛ أي: كاسر الأصنام، ومنع بيع الخمور في أيَّامه حتى صارت أشحَّ من الذهب والجَوهَر، وقد خافه طاغية العصر (تيمورلنك)؛ فلم يجرؤ على مهاجمة كشمير، على الرغم من أن جيوشه الجرَّارة قد دمَّرت شمال الهند كلَّه في أوائل القرن التاسع الهجري، وقد أَهْدَى (تيمورلنك) إلى (إسكندر شاه) فيلينِ كعُرْبونِ محبَّةٍ وصداقة.
 
أصبحت كشمير تابعة لسلطنة المغول الإسلامية في "دهلي" سنة 995هـ أيام حكم السلطان (أكبر شاه)، وأَوْلَى سلاطينُ "دهلي" كشمير عنايةً خاصَّة؛ لموقعها الجغرافي الفريد والحصين، وأصبحت "سرينجر" عاصمةُ كشمير المقرَّ الدائم لنائب السلطان وكبارِ وزرائه، وشهِدت البلاد أفضل أيامها، وعَمَرت الطرق، وزاد السكان والصناعات المحلية بها.
 
ظلَّت كشمير تابعة لسلطنة "دهلي" الإسلامية منذ سنة 995هـ حتى سنة 1164هـ، عاشتها في رخاء ونعيم، بعيدةً عن التطوُّرات الكبيرة التي وقعت داخل بلاد الهند من دخول الاحتلال البرتغالي، ثم الفرنسي، ثم الإنجليزي؛ وذلك لمناعتِها الجغرافية التي تجعلها بمأمنٍ من الأطماع الصَّليبيَّة المشهورة؛ ولكن مع تزايد حركات الانفصال التي حدثت داخل سلطنة "دهلي" الإسلامية، واستقلال العديد من أمراء الأقاليم بما تحت أيديهم - جاء الأفغان ومدُّوا سيطرتَهم إلى كشمير وضمُّوها إلى بلادهم، وذلك لقُرَابة سبعين سنة، من سنة 1164هـ حتى سنة 1234هـ، وهي السَّنةُ التي بدأت فيها كشمير تدخل عهدَ الظلم والاستعباد.
 
كشمير والوثنية:
ظلَّت بلاد كشمير تتنعَّم بالأمن والأمان، والرفاهية والرَّخاء في ظل الحكم الإسلامي للإقليم - الذي امتدَّ خمسة قرون كاملة (744هـ - 1234هـ) - حتى استطاع الإنجليز أن يُحْكِموا قبضتَهم على معظم أنحاء الهند، وقد شنُّوا على أفغانستان حربًا متواصلة من أجل قطع المساعدات الأفغانية لمجاهدي الهند، ومع ضغط الإنجليز على الأفغان، اضطرَّ الأفغان للخروج من كشمير، فأعطى الإنجليز حكمَ كشمير إلى طائفة السِّيخِ الوثنية.
 
السِّيخُ: هي طائفة ضالَّة وثنية أسَّسها رجل هندوسيٌّ اسمُه (جورو)؛ أي: المعلم، في عهد السلطان المغولي (جلال الدين أكبر) وبدعم منه، وقد مزج فيها بين الهندوسية والإسلام، وقد منحه السلطان (جلال الدين) قطعةَ أرضٍ واسعة بنى عليها مدينة "أمريتسار"، وجعلوها مدينةً مقدَّسةً عندهم، وقد ادَّعى (جورو) أنه قد ذهب إلى مكةَ حاجًّا وقرأ القرآن، وادعى أنه بمكة قد أصبح إلهًا، وكان السيخ من أشدِّ الناس عداوةً للإسلام والمسلمين، وهم - أيضًا - يعادون الهندوس؛ لذلك اعتمد عليهم الإنجليزُ في قمع حركات المقاومة الإسلامية بالهند، وفي عهد زعيم السيخ (رانجيت سنج)، توطَّدت عَلاقة السيخ مع الإنجليز؛ فمنح الإنجليز السِّيخَ مقاطعةَ البنجاب الشرقية ليحكمها (رانجيت سنج)، وقد اشترك السيخ مع الإنجليز في قتال الأفغان، ومن أجل ذلك سمح الإنجليز للسِّيخ بضمِّ كشمير إلى البنجاب الشرقية، وظلَّ السيخ يحكمون كشمير من سنة 1234هـ حتى سنة 1262هـ.
 
كانت فترةُ حكم السيخ الوثنيين لكشمير فترةً حالكةَ السَّواد على البلاد؛ حيث اضطهد السيخ المسلمين اضطهادًا بَشِعًا، وأوقعوا بهم الكثير من المذابح، ودُمِّرت المساجدُ، والجوامع، والمدارس الإسلامية، ومن بشاعة جرائمهم ضد المسلمين بكشمير؛ قامت العديدُ من الحركات الإسلامية الكبيرةِ ضدهم؛ أبرزُها: حركة الإمامِ (أحمدَ بنِ عرفان) الملقب بـ"الشَّهيد" سنة 1246هـ، وخوفًا من تنامي روح المقاومة الإسلامية عند مسلمي الهند بسبب بشاعة جرائم السيخ في كشمير؛ قرر الإنجليز القضاء على حكمهم في البنجاب وكشمير، وهكذا سلَّط الله عز وجل الظَّالمين على الظَّالمين، وذلك سنة 1262هـ - 1846م.
 
كشمير وحكم "مهراجات" الهندوس:
بعد القضاء على حكم السيخ في كشمير، كان على الإنجليز البحثُ عن حليف جديد لهم يحكم بلاد كشمير بالنيابة عنهم، ويقوم بنفس الدور الإنجليزيِّ في تكميم الأَفْواه، وقمع المقاومة الإسلامية، وبالفعل قام الإنجليز ببيعِ كشمير كأنَّها من جُمْلةِ أملاكهم؛ باعوها لأسرة هندوسية هي: أسرةُ "الدوجرا" بمبلغ 7.5 مليون روبية، وذلك لمدة مائة سنة ميلادية (1846م - 1946م).
 
وبتلك الصَّفقة، باع من لا يمْلِكُ إلى من لا يستحقُّ بلدًا مسلمًا كبيرًا، وشعبًا مسلمًا عريقًا بأكملِه، وعانى المسلمون في ظلِّ حكم مهراجات أسرة "الدوجرا" الهندوسية ضُروبًا شنيعةً من العسْفِ والجور والظُّلم، وفُرِض الجهلُ والظَّلام والتخلُّف على مسلمي كشمير فرضًا، وضُرب عليهم الفقرُ وأحقر الأعمال وصُنُوف النَّكَال والظُّلم البيِّن، ومُنِعوا من ممارسة شعائر دينهم ومباشرة أبسطِ حقوقهم المدنيَّة والاجتماعيَّة، على الرغم من كُونِ المسلمين قُرابة 80 % من شعب كشمير، فإنهم كانوا في فقرٍ مُدْقِعٍ، وجهل مُطْبِق، وحرمان واسع من المناصب العامَّة والانضمام للجيش، وكلَّما حاول مسلمو كشمير الثورةَ ضد ظلم المهراجا، هَرَع الجيش الإنجليزي لنجدة حليفه الهندوسي وحمايته.
 
ظلَّ المسلمون في كشمير يعانون من ويلات الحكم الهندوسي حتى أوائل القرن العشرين الميلادي، وبعد انتهاء الحرب العالميَّة الأولى، بدأ المسلمون في الهند بتنظيم صفوفهم وتوحيد جهودهم: تشكَّلت الأحزاب والهيئات، وبرز العديد من قادة المسلمين في كشمير؛ من أهمِهم: الشيخُ (محمد عبدالله) الملقبُ بـ"أسد كشمير"، والواقعُ أن هذا الرجل كان من أسباب نكبة مسلمي كشمير؛ ذلك لأنه كان صاحبَ هدف خاصٍّ ومحدَّدٍ؛ وهو أن يصبح زعيمًا على كشمير، وحُلْمُه الجامحُ للرئاسة جعله يغيِّر بوصلةَ ولاءاتِه عدة مرات، فالرجل كان صاحب طموحات وهَوَسٍ بالسلطة، جعل المسلمين في كشمير في نهاية الأمر يلقبونه بـ"الخائن" وليس "الأسد"، كما برز العالم الكبير (مير واعظ محمد يوسف شاه) مؤسِّس جمعية "نصرة الإسلام"، وكان شديد الكراهية للهندوس وفرقة القاديانية الضالَّة الحليفة للإنجليز، وبرز أيضًا (تشودري غلام) مؤسس الحزب الإسلامي.
 
وفي سنة 1942م - 1363هـ، كان هناك بكشمير حزبان كبيران للمسلمين:
1- حزبُ المؤتمر الإسلامي برياسة (تشودري غلام)، ويعتبر امتدادًا لحزب الرَّابطة الإسلامية الذي كان ينادي بوطن مستقلٍّ للمسلمين بالهند.
 
2- حزبُ المؤتمر الوطني برياسة الشيخ (محمد عبدالله)، ويعتبر امتدادًا لحزب المؤتمر الهندي ذي الأغلبية الهندوسية، والذي ينادي بوحدة الهند ولكن تحت الحكم الهندوسي.
 
وقد حاول الزعيم (محمد علي جناح) التوفيقَ بين الحزبين؛ ليوحِّد بين جهود المسلمين، ولكن الشيخ محمد عبدالله رفض؛ لأنه - كما قلنا - كان يخطط لحكم كشمير.
 
كشمير والاحتلال الهندوسي:
نستطيع أنْ نقول: إنَّ مشكلةَ الاحتلال الهندوسي لكشمير قد بدأت مع تقسيم شبه القارة الهندية إلى الهند وباكستان؛ ذلك أن البلاد وقتَ التقسيم كانت منقسمة إلى قسمين: قسم يحكمه الإنجليز مباشرة بأنفسهم، والقسم الآخر عبارة عن ولايات وأقاليمَ يحكمها أمراءُ بصورة الحكم الذَّاتي شبه المستقل، وعددهم 22 أميرًا؛ بعضُهم أمراءُ مسلمين، ولقبُ الواحد منهم (نواب)، والبعض الآخر أمراء هندوس، لقب الواحد منهم (مهراجا)، وبالطبع كان أمير كشمير - كما عرفنا - من الهندوس.
 
كان الأساسُ العامُّ لتقسيم الهند أن الأقاليم ذاتَ الأغلبيَّة الهندوسية تكون ضِمنَ الهند، في حينِ إن الأقاليم ذاتَ الأغلبية المسلمة تكون تابعة للباكستان، وبالتالي كان من الطبيعيِّ جِدًّا أن تكون كشمير ضمن دولة باكستان؛ ولكن الهندوس كانوا يخططون لابتلاع كشمير؛ ففي عَشِيَّةِ ليلةِ الاستقلال 27 رمضان 1366هـ - 14 أغسطس 1947م، وقَّع مهراجا كشمير (هاري سنج) الهندوسي اتفاقيةً مع باكستان - من باب المكر والخديعة - على أن يبقى الوضعُ على ما هو عليه، وفي الخَفَاء أخذ الطاغية الهندوسي في تكوينِ العصابات الهندوسية، التي قامت بإثارة الشَّغْب ونشر الفوضى والاعتداء على المسلمين؛ مما أدى لاندلاع ثورة عارمة في كشمير.
 
ومن باب إشعال الأوضاع الداخليَّة في كشمير وتفريق الصَّفِّ المسلم؛ قام المهراجا الهندوسي بإخراج الشيخ (محمد عبدالله) من السِّجْن الذي أَودَعه فيه، وجعله في منصب مدير عمليات الطوارئ في كشمير، وقَبِل الشيخ (محمد) المنصب، وأعلن وقوفه بجوار المهراجا؛ فأدَّى ذلك لزيادة الوضع الداخليِّ توترًا وثورة، وغضِب الكشميريُّون من الشيخ محمدٍ ولقبوه بالخائن، وأدت الاضطرابات الحادثة في الفترةِ من شوالٍ سنة 1366هـ حتى ذي الحجَّة من نفس السنة لمقتل 62 ألفَ مسلمٍ على يد العصابات الهندوسية، والقوات الخاصة بالمهراجا الهندوسي.
 
قررت الباكستان التحركَ بسرعةٍ لنجدة مسلمي كشمير - الذين راح منهم عشراتُ الآلاف ضحيَّةَ الأحقاد الهندوسية - فدفعت بقوات كبيرة قوامُها قبائلُ "الباتان" القاطنة في مِنْطَقة الحدود الشمالية الغربية في أواخر أكتوبر سنة 1947هـ - أوائل ذي الحجة سنة 1366هـ، واستولت هذه القبائل على مساحة الـ 37 % التي تخضع الآن لدولة باكستان؛ فأسرع المهراجا (هاري سنج) فارًّا إلى "دهلي" - التي أصبح اسمها تحت الحكم الهندوسي دلهي - وعقد اتفاقية مع الحكومة الهندية في 12 ذي الحجة سنة 1366هـ - 27 أكتوبر سنة 1947م لضمِّ ولاية كشمير إلى الهند، في تحدٍّ واضح وسافر للأسس العامة لتقسيم الهند وباكستان، وبصورة تتعارض تمامًا مع رغبات الشَّعب الكشميري في الانضمام إلى باكستان.
 
وفي نفس يوم توقيع الاتفاقية، سارعت القوات الهندية باقتحام الولاية وسيطرت على 67 % من مساحة كشمير، وفرضت عليها الأحكامَ العُرفيَّة، وبدأ الاحتلال الهندوسي في ممارسة الإبادة الجماعية بأشنع وأبشع الوسائل بحقِّ مسلمي كشمير، وبدأت المجازر في العاصمة "جمو"، عندما أعلن الاحتلال الهندوسي عن فتحِ باب الهجرة إلى باكستان لمن شاء من أهل كشمير، وأنه ستُقَدَّم لراغبي الهجرة المساعداتُ ووسائل النقل اللازمة لذلك، وكان الهدف من ذلك تجميع أكبر عدد من المسلمين في مكان واحد، وفي يوم 21 ذي الحجة سنة 1366هـ وفي مدينة "جمو" عاصمة كشمير، تمَّ ذبحُ قُرابة نصفِ مليون مسلمٍ، واغتصابُ الآلاف من بنات ونساء المسلمين على يد الجيش الهندوسي الخبيث، في واحدةٍ من أبشع الجرائم الهندوسية بحقِّ مسلمي كشمير والهند عمومًا.
 
هبَّ المسلمون للدفاع عن أعراضهم وأنفسهم، وانطلق المجاهدون من الجزء الخاضع للسيطرة الباكستانيَّة، ودارت معاركُ شرسةٌ بين المسلمين والجيش الهندوسي، وصُدِم الهندوس من ضَرَاوة المقاومة وبسالتها؛ مما دفع الهندُ لطلب التدخل الدولي، وكما هي عادةُ هيئةِ الأمم المتَّحدة، ألقَت المسؤوليةَ على المسلمين وعلى باكستان، وضغطت على باكستان من أجل سحب المجاهدين من كشمير، وذلك في 19 صفر سنة 1367هـ - 31 ديسمبر 1947م، ورفضت باكستان وأصبحت قضيةُ كشمير دوليَّةً ذاتَ أبعاد كثيرة، ويشترك في تحديد مصيرها العديد من الأطراف الداخلية والخارجية.
 
سياسة الاحتلال الهندوسي في كشمير:
عندما احتلَّ الهندوس إقليم كشمير بالقوة العسكرية سنة 1366هـ - 1947م، ظنُّوا أن مسألة القضاء على مسلمي كشمير لن تأخذ وقتًا طويلًا؛ ذلك لأن الشعب الكشميري كان يَرْزَح قبلها تحت الاحتلال الغاشِم والظالم للحاكم الهندوسي المهراجا من أسرة دوجرا، وذلك طيلة قرن من الزمان، حسِب الهندوس أن قوةَ المسلمين قد انهارت خلالها، فلما احتلُّوا الإقليم وقاموا بالمجازر المروِّعة التي ذكرنا طرفًا منها، وكان ردُّ فعل مسلمي كشمير عكسَ ما يتوقَّعه الهندوس، فقد هبَّ الشعب الكشميري يدافع عن دينه وأرضه وعرضه، وقام المجاهدون ببطولات رائعة، وأعمال خارقة، وحرب شاملة؛ فأوقفت الهند الحرب ودوَّلت القضية، وانتزعت من هيئة التآمر المتَّحدة قرارًا بوقف الحرب، وإبقاء الوضع داخل كشمير على ما هو عليه؛ أي: تكريس الاحتلال الهندوسي لكشمير.
 
كان قرار الأمم المتحدة يقضي بإجراء استفتاء محايد تحت إشرافها لتقرير المصير، وكان ذلك سيؤدي حتمًا لانضمام كشمير للباكستان؛ لأن أغلبية الشعب سيؤيد الانضمام، فأخذت الهند تتلكَّأُ في تنفيذ القرار الدَّولي، وتواصِلُ جرائمها البَشِعة بحقِّ مسلمي كشمير من أجل إرهابِهم، وأيضًا تقليل كثافتهم السكانية في كشمير بالقتل أو بالهجرة إلى باكستان، ومَارَسَ رئيس الوزراء الهندوسي المتعصِّب (جواهر لال نهرو) دَجَلًا سياسيًّا وخداعًا متواصلًا من أجل التحايلِ على تنفيذ القرارات الدولية.
 
ومع اشتدادِ الضَّغط الهندي على مسلمي كشمير، وارتكاب الهندوس لأبشع الجرائم والمذابح المروِّعة؛ انتفض مسلمو كشمير مرة بعد مرة، وفي كل مرة كان الهندوس يقمعون المقاومة الإسلامية في كشمير بكل قوة، والمجاهدون يقومون بتوجيه ضربات موجِعَةٍ للاحتلال الهندوسي، وظلَّ الأمر على ذلك المِنْوال عدة سنوات حتى سنة 1965م، وفيها حقق المجاهدون الكشميريُّون انتصارات عديدة على المحتل الهندوسي، وكادت البلاد أن تتحرَّر، فطار صوابُ الهندوس، وشنَّت الهند حربًا شاملة وواسعةَ النطاق ضد كشمير وباكستان - التي كانت تتَّهمها الهند بمساعدة المجاهدين الكشميريِّين - وكانت حربًا ضخمة؛ ولكنها قصيرة لم تستمر سوى أُسبُوعين؛ ذلك أن الهند قد شعرت بأنها مقبِلة على هزيمة فاضحة، فلجأت الهند - كعادتها - إلى الأمم المتَّحدة لإنقاذ سمعتِها، وعرض الاتحاد السوفيتي الوَسَاطةَ، وتمَّ عقد مؤتمر "طاشقند" في رمضان سنة 1385هـ - يناير 1966م، وكانت مقرراتُ المؤتمر في غيرِ صالحِ باكستان وكشمير، وخَسِرت المقاومة الإسلامية مُكتسَباتِها في الحرب على طاولة المفاوضات المشؤومة.
 
بعد حرب 1965م، أخذ الهندوس في تطوير محاربتِهم لمسلمي كشمير، وانتقل القتال من الميادين المفتوحة إلى العقول والنفوس والأفكار، واستفاد الهندوس من التَّجرِبة الإسبانية والرُّوسية في إبادة ومحوِ الوجود الإسلامي، فقرر الاحتلال الهندوسي القيام بعدة خطوات في ذلك المضمار؛ منها على سبيل المثال:
1- تغيير مناهج التعليم في كشمير، وفرض الثقافة والتراث الهندوسي الوثني وجَعْله مختلَطًا، وإدخال مناهج وثقافة الانحلال والفجور في المدارس؛ مثل: تعليم الرقص والغناء.
 
2- منع تدريسِ اللُّغة العربية والتاريخ الإسلامي تمامًا؛ لقطع الصلة مع الأمة الإسلامية.
 
3- بثُّ فكر القومية الهندية، مع إثارة الخلافات القَبَليَّة والإقليمية والمذهبية.
 
4- تحديد النسل بين المسلمين بأحط وأحقر الوسائل؛ لوقف زيادة عدد المسلمين.
 
5- فتح بيوت الدَّعارة بصورة رسمية، وتوزيع الخمور مجَّانًا على المحالِّ وأماكن العمل؛ لنشر الانحلال والفساد الأخلاقي بين المسلمين.
 
6- اتباع سياسة تجنيد العملاء والجواسيس، وبثهم في صفوف المسلمين والمقاومة، وتكوين قيادة كشميريَّة مسلمة موالية وعميلة للاحتلال الهندوسي.
هذه الخطوات كلُّها تسير بالتوازي مع المجازر والمذابح اليومية بحق مسلمي كشمير.
 
على الرغم من خُبث وبشاعة الأساليب الهندوسية الوثنية ضد مسلمي كشمير، وعلى الرغم من محاولاتِهم المضْنِيَة والدائمة لمحوِ الوجود الإسلامي في كشمير وتغيير تركيبة البلد السكانية بشتى الوسائل - فإن المقاومة الإسلامية أثبتت صدق وحقيقة المَعْدِن الإسلاميِّ النَّقيِّ القويِّ التَّقيِّ، وقامت الحركة الإسلامية بعدة خطوات مضادَّةٍ للكيد الفكري الهندوسي بمسلمي كشمير؛ ومنها:
1- تأسيس قرى إسلامية نَمُوذَجيَّةٍ خالية من مُوبقات ومفاسد الهندوس.
 
2- توحيد جهود المسلمين وتوعيتُهم بمخاطر الغزو الفكري الهندوسي، وبالفعل تمَّ تأسيسُ "الجبهة الإسلامية"، التي ضمَّت أكثرَ من عشرة أحزاب سياسية وجمعيات دينية.
 
3- التوسع في بناء المدارس الإسلامية الأهليَّة، التي يشرِف عليها المسلمون وحدهم بعيدًا عن السيطرة الهندوسية.
 
4- نشر مفهوم وحدة المسلمين، وحتمية الانضمام إلى باكستان المسلمة.
وقد آتت تلك الخطوات أُكُلَها، وأثمرت جيلًا جديدًا من مسلمي كشمير على وعيٍ تامٍّ بمخططات العدو الهندوسي، جيدَ التنظيم، قويَّ العزم والهمَّة على تحرير كشمير والتضحية بكل عزيز من أجل ذلك الهدف الأسمى.
 
كشمير والانتفاضة الأخيرة:
وقعت عدة أحداث هامة في المنطقة أدَّت لاندلاعِ الانتفاضة العارمة في كشمير؛ أبرزها: النصرُ الكبير الذي حقَّقه المجاهدون الأفغانُ على الآلة العسكرية الرُّوسية التي تُعدُّ الأضخمَ في العالم وقتَها، ثمَّ اتحادُ قُوَى حركات المقاومة الكشميرية في إطار واحد باسم "الاتحاد الإسلامي لمجاهدي كشمير"، ثم اتحادُ قوى العمل السياسيِّ في إطار واحد باسم "حركة تحرير كشمير".
 
وفي أوائل سنة 1410هـ - 1989م، بدأت الانتفاضة الكشميرية الباسلة، واستهدفت مَقارَّ الجيش الهندوسي وأوكارَ الفُحش والخَنَا؛ فردَّ الهندوس بوحشية مُفْرِطَة، وقُتل وشرِّد وجُرح عشرات الآلاف من مسلمي كشمير، واعتُقل مثلهم، وفُصل من الوظائف الحكومية كلُّ من يثْبُت عليه أدنى شُبهة في مساندة المقاومة - ولو بالقول لا الفعل - كما قام الهندوس بتدمير البنية التحتية من مدارسَ، ومشافٍ، ومَحالَّ، وشبكاتِ طرق، ومساجدَ، وذلك في العديد من مدن الإقليم، وذلك كلُّه تحت سمع وبصر العالم المعاصر، الذي وقف موقِف المُتفرِّجِ الصَّامت الذي يرقص قلبُه فرحًا وسرورًا بما يحدث للمسلمين، أمَّا العالم الإسلاميُّ، فاكتفى - كعادته الذَّميمة - بالشَّجب والإدانة والدعوة إلى ضبط النَّفْس والهدوء، في حين لم تجرؤ دولة مسلمة واحدة على طرد السفير الهندي من بلادها، وهو جُهْدُ المُقِلِّ الذي لم تقُم به أيُّ دولة مسلمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
 
في سنة 1999م - 1420هـ، تسلَّلت مجموعاتٌ من مجاهدي كشمير من الشِّقِّ الباكستاني في كشمير إلى الشق الهندي، وسيطرت هذه المجموعاتُ على قمم الجبال بعد أن أنزلت بالجيش الهندوسي هزيمةً ساحقةً، ولم يستطع الهندوس زحزحة المجاهدين عن مواقعهم لعدة شهور، وتكبَّد الهندوس خسائرَ ضخمة دفعتهم لطلب النجدة من الولايات المتحدة الأمريكية، التي ضغطت بقوة على القيادة الباكستانية من أجل إقناع المجاهدين بالانسحاب من مواقعهم، وكاد الأمرُ يتحول إلى حرب شاملة بين باكستان والهند.
 
وفي سنة 2008م - 1429هـ، قامت مجموعة من الفدائيِّين بتنفيذ عمليات مؤثرة في مدينة "مومباي" الهندية التي تعتبر العاصمةَ الماليَّة والتِّجاريَّة؛ مما أدى لاشتعال التوتر في المنطقة، وها هي الهندُ تدقُّ طُبول الحرب مرة أخرى مع باكستان بسبب كشمير، وما زالت محنةُ مسلمي كشمير قائمةً حتى الآن؛ ولكن عزم مسلمي كشمير لم يلِن ولم يهِن، وما زالت ملحمة المقاومة الإسلامية على أرض كشمير على أَوْجِها حتى يقضيَ الله عز وجل أمرًا كان مفعولًا.
 
المصادر والمراجع:
(1) مأساة كشمير المسلمة.
(2) كشمير ميراث متنازع عليه.
(3) قضية كشمير المسلمة.
(4) التاريخ الإسلامي.
(5) تاريخ آسيا الحديث والمعاصر.




[1] راجع كتاب: سلسلة ذاكرة الأمة تاريخ الحروب الدينية المعاصرة وحركات التحرير الإسلامية للمؤلف، والصادر عن دار الصفوة بالقاهرة، 1430هـ - 2009م.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

كشمير المسلمة على خطى كوسوفا (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: كشمير المسلمة على خطى كوسوفا (1)   كشمير المسلمة على خطى كوسوفا (1) Emptyالأحد 22 سبتمبر 2019, 11:00 am

كشمير.. القضية المنسية

 
عباد الله:
جرحٌ قديم وغائر في جسد الأمة الإسلامية، قلَّ مَن يتحدَّث عنه، فضلاً عن معرفة تفاصيله وأبعاده، فهو جرح قديم يُضَاف إلى الجراحات الساخنة التي أصابت جسد الأمة الإسلامية.

أيها المسلمون:
إن حديثي إليكم اليوم سيكون عن كشمير الجريحة، تلك القضية الإسلامية المنسِيَّة التي بدأتْ قبل القضية الفلسطينية؛ فاليهود احتلوا فلسطين عام 1948م، والهندوس احتلُّوا كشمير عام 1947م.

عباد الله:
إن قضية كشمير من أكثر القضايا شبهًا بالقضية الفلسطينية؛ فهناك قوة احتلال ذات طابع استيطاني ترفض الاعتراف بحقِّ أهل البلاد الأصليين في الحرية والاستقلال، وهناك قوة تحرير وطني يقودها المجاهِدون لانتزاع حقِّهم في تقرير مصيرهم وإعادة بلدانهم المغتصَبة، وهناك إعلان للجهاد من منطلَق إسلامي لاستعادة الحقوق المشروعة للشعبَين من القُوَى الاستعمارية، وهناك ما يمكن أن نطلق عليه: انتظام صفوف قُوَى الاستكبار المجرِمة في مواجهة جهاد المسلمين لاستعادة أوطانهم المحتلة.

عباد الله:
في عام 1947م قررت بريطانيا انسحابها من القارَّة الهندية بعد تقسيمها إلى دولتين؛ هما: الهند، وباكستان، وتركت بعض الولايات منها كشمير؛ لكي تنضمَّ إلى أيِّ دولة وفقًا لرغبة جماهيرها وشعوبها، وكانت كشمير ذات أغلبية إسلامية غير أن حاكمها هندوسي، فنشأت القضية منذ ذلك الوقت؛ حيث دخلت القوات الهندية واحتلَّت ثلث الأراضي الكشميرية، ثم قامت بممارسة العنف والاضطهاد؛ لمنع الشعب المسلم من المطالبة بتقرير مصيره، وقد نشبت بين الهند وباكستان لأجل هذه القضية ثلاث حروب؛ كانت نتيجتها انفصال بنجلادش عن باكستان، وإصدار مجلس الأمن الدولي قرارًا يعطي الشعب الكشميري الحقَّ في تقرير مصيره، ذلكم القرار الذي كانت وراءَه الحكومة الهندية نفسها.

أيها المسلمون:
قامت الهند بعد احتلالها ثلث كشمير بممارسة العنف والاضطهاد لمنع الشعب المسلم من المطالبة بتقرير مصيره وفقًا لقرار الأمم المتحدة الصادر في عام 1949م، وقد بلغت الوحشية الهندوسية ذِرْوَتها منذ بدء الانتفاضة والمقاومة عام 1990م، حين أصدر البرلمان الهندوسي قرارًا يسمح لقوَّات الاحتلال في الولاية باستئصال المسلمين وقتلهم عشوائيًّا، والزجِّ بهم في غَيَاهِب السجون ومراكز التفتيش والتعذيب، إضافةً إلى ذبح أطفالهم وحرق شبابهم أحياء، وهتْك أعراض نسائهم، ونهب أموالهم، وإحراق بيوتهم ومنازلهم ومزارعهم؛ حتى أصبح الشعب هناك يعيش تحت الإرهاب والحكم العسكري بحجة أنهم إرهابيون، والحقيقة أنهم لا ذنب لهم إلا أنهم يطالبون بتقرير مصيرهم الذي وُعِدوا به من المنظَّمة الدولية؛ ﴿ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [البروج: 8 - 9].

عباد الله:
لقد أوجدت الحكومة الهندوسية في تلك البلاد المكلومة أكبرَ نسبة وجود عسكري في أيِّ منطقة في العالم؛ حيث يزيد عدد أفراد قوَّات الاحتلال هناك عن سبعمائة ألف جندي، بما يُعادِل جنديًّا واحدًا لكل سبعة أشخاص.

ولقد استعان الهندوس في سبيل مكافحة الانتفاضة الكشميرية بتجارِب غيرهم من الدول؛ فاستعانوا بإستراتيجية اليهود والرُّوس ومحاكم التفتيش في التعامُل مع المسلمين، وأرسلت القيادة الهندوسية خبراء كبار لإسبانيا لدراسة السياسة التي اتَّبعها حكَّامها السابقون ضدَّ المسلمين أيام محاكم التفتيش، ثم توجَّه أحد كبار ساستهم إلى الاتحاد السوفيتي، ودرس أيضًا الأساليب الروسية في مقاومة المسلمين، وبعد هذا خرجت الحكومة الهندوسية بضرورة محاربة التعليم الإسلامي، وطمس هُوِيَّة كشمير المسلمة، ونشر التعليم العلماني، وتشجيع الحركات العلمانية على حساب الحركات الإسلامية، خاصَّة بعد بدء الانتفاضة في كشمير.

أيها المسلمون:
إن انتهاك الحكومة الهندوسية لحقوق الإنسان الكشميري شَهِد بها القاصِي قبل الداني والعدو قبل الصديق؛ فقد وصف التقرير السنوي لحقوق الإنسان الصادر في عام 1998م وصف الهند بأنها رائدة وبامتياز في مجال انتهاك حقوق الإنسان في العالم؛ حيث تتفوَّق على الكثير من الدول بانتهاكاتها الواسعة والمتعددة الوجوه والأشكال لحقوق الإنسان.

وها هو صحفي أمريكي يَصِفُ ما يحدث في كشمير بقوله: إن ما يحدث في كشمير المحتلَّة ليس له مثيل في أيِّ مكان آخَر، وهو أسوأ مما يحدث في البوسنة؛ ففي البوسنة يُوجَد على الأقل مناطق آمِنة للمسلمين، غير أنه لا يوجد للمسلمين ملاذٌ البتَّةَ في كشمير.

عباد الله: استأذنكم في جعل لغة الأرقام تتحدَّث عن بعض ما لاقاه ويلاقيه إخواننا في كشمير:
• بلغ عدد الشهداء أكثر من سبعين ألف شهيد، وقد فاق عدد الجرحى أكثر من ثمانين ألف جريح، أما المعتَقَلُون فقد وصل عددهم إلى أكثر من سبعين ألف معتَقَل، وهناك أكثر من نصف مليون عائلة نُكِبت في فقد عائلِها، ولقد نفَّذ الاحتلال الهندوسي منذ الاستقلال وإلى الآن أكثر من أربعين ألف مجزرة تمَّ خلالها هدم عشرات الآلاف من المساجد والمدارس والمتاجر، ويزداد الوضع سوءًا يومًا بعد يوم، وتحمل لنا الأخبار أنباء الاعتقالات والاغتيالات والمداهمات، ويتساقَط الشهداء الواحد تِلْوَ الآخر، وكلُّ ذلك يحدث تحت سمع الحكومة الهندية وبصرها، بل برعايتها بصورة مباشرة، وما هدم المسجد البابري التاريخي إلا دليل حي على تلك المآسِي، بالرغم من أن هذا المسجد لا تُقَام فيه الصلاة إرضاءً لمشاعر الهندوس منذ عام 1948م عند انفصال الهند عن باكستان.

أيها المسلمون:
هل حرَّكت هذه الأرقام التي تبعث على الحزن والأسى شيئًا ولو قليلاً من مشاعر الغرب ومزاعمه في مناصرة حقوق الإنسان؟! فلا يكاد يمرُّ يومٌ واحد دون أن ينتهِك الهندوس بكلِّ شراسة حقوقَ الإنسان في ذلك البلد الصامِد، دون أن تتعرَّض حكومتهم لضغط دولي، ولو بوضعها على قائمة الإرهاب؛ فالنظام العالمي الجديد يقف في صفِّ كلِّ مَن يَقِفُ ضدَّ الإسلام ويشوِّه صورته، وهذا واضح من القرارات التي أصدرها مجلس الأمن في قضية فلسطين وكشمير والبوسنة، وغيرها من القضايا الإسلامية.

وإننا - عبادَ الله - نُبالِغ في حسن الظن بمجلس الأمن عندما نلجأ إليه ونتوقَّع منه أن ينظر إلى قضايانا بعين العطف، أو على الأقل بعين العدل والإنصاف، وتَغِيب عن أذهاننا حقيقةٌ مهمة، وهي أن أعضاء المجلس الدائمين يهمُّهم أوَّل ما يهمُّهم مصالح بلدانهم الخاصة.

وقد كتبتْ مجلة أمريكية تقول: إن انتهاكات الهند لحقوق الإنسان مروِّعة وبَشِعة، لكنها تثير سخطًا أقل لدى الرأي العام الأمريكي وأعضاء الكونجرس؛ وذلك بسبب واضح من وجهة نظرنا نحن، وهو أن الضحايا في الهند هم من المسلمين في جميع الأحوال، والمصالح الأمريكية مع الهند هي من الضخامة بحيث لا يمكن التضحية بها من أجل الأخلاقيات والمُثُل.
 
يا مسلمون:
نَحْنُ فِي عَالَمٍ يُحَرِّكُهُ البَغْ كشمير المسلمة على خطى كوسوفا (1) Space
يُ فَيَمْضِي شِعَارُهُ التَّدْمِيرُ كشمير المسلمة على خطى كوسوفا (1) Space

نَحْنُ فِي غَابَةٍ يَمُوتُ بِهَا الحَقْ كشمير المسلمة على خطى كوسوفا (1) Space
قُ وَيَسْطُو عَلَى الصَّغِيرِ الكَبِيرُ كشمير المسلمة على خطى كوسوفا (1) Space

عَالَمُ اليَوْمِ قَبْضَةٌ تَلْطِمُ الحَقْ كشمير المسلمة على خطى كوسوفا (1) Space
قَ وَسَاقٌ إِلَى الدَّمَارِ تَسِيرُ كشمير المسلمة على خطى كوسوفا (1) Space

كَمْ دِمَاءٍ تُرَاقُ ظُلْمًا فَأَيْنَ الْ كشمير المسلمة على خطى كوسوفا (1) Space
عَدْلُ مِنْهَا، وَأَيْنَ مِنْهَا الضَّمِيرُ؟! كشمير المسلمة على خطى كوسوفا (1) Space

أَيْنَ حُرِّيَّةُ العَقِيدَةِ وَالفِكْ كشمير المسلمة على خطى كوسوفا (1) Space
رِ وَأَيْنَ الرِّضَا، وَأَيْنَ الحُبُورُ؟! كشمير المسلمة على خطى كوسوفا (1) Space

لَيْسَ مِنْهَا فِي عَالَمِ اليَوْمِ إِلاَّ كشمير المسلمة على خطى كوسوفا (1) Space
كَذِبُ المُرْجِفِينَ وَالتَّزْوِيرُ كشمير المسلمة على خطى كوسوفا (1) Space

يَا زَمَانِي مَتَى يُجَلَّى الظَّلاَمُ كشمير المسلمة على خطى كوسوفا (1) Space
وَمَتَى يُسْعِدُ الفُؤَادَ البَشِيرُ؟! كشمير المسلمة على خطى كوسوفا (1) Space



:diamonds: :diamonds: :diamonds:

الخطبة الثانية
عباد الله:
كنَّا نخاف الجيش الهندي في الماضي، ولكننا اليوم لا نخافه؛ لأن الجندي الهندي عنده (الكلاشن) وعندنا اليوم مثلها، فإمَّا الاستقلال وإمَّا الشهادة، بهذه الكلمات نطَق أحد رجال المقاوَمة هناك، وهي لسان حال كلِّ غيور ومقاوِم يدرك أنَّه لا بُدَّ في كلِّ عملٍ من دفْع الضريبة والثمن، ودفْع ضريبة العزِّ والحرية لا يُقارَن بدفْع ضريبة الذلِّ والمهانة، ولقد لقَّنتْنا كشمير وفلسطين درسًا ينبغي ألاَّ ننساه؛ ألاَ وهو: أن ما أُخِذ بالقوة لا يُسترَدُّ إلا بالقوة.

أيها المسلمون:
مع بداية القرن الـ21 دخلت المقاومة الكشميرية عامها الحادي عشر؛ حيث انطلقت شرارتها عام 1990م وخلال هذه الفترة واصَلت المقاومة مسيرتها، وحقَّقت الإنجازات تِلْوَ الإنجازات رغم العراقيل والعقَبَات، ورغم ما تقوم به الحكومة الهندية من أساليب القهْر والعدوان للقضاء عليها.

ولقد تَمَّ بحمد الله قتلُ أكثر من 26 ألفًا من الجنود الهندوس، إضافة إلى تدمير العديد من المعدَّات العسكرية المهمَّة كالدبابات والسيارات العسكرية وذخائر الأسلحة، وقد ذكرت الإحصاءات أن مواجهة المقاومة الكشميرية تبتلع ما يقارب 20 % من الميزانية العسكرية للهندوس.

عباد الله:
قد أدَّى إخوانكم في كشمير ما يستطيعون فعله، وبقي الذي عليكم، فماذا أنتم فاعلون؟

إن كلَّ مسلمٍ يجب عليه أن ينصر إخوانه في كشمير وغيرها بكلِّ ما يستطيع، فمَن استطاع أن ينصرهم بماله فليفعل، ومَن استطاع أن ينصرهم قولاً أو كتابة عبر وسائل الإعلام المختلفة فليفعل، ومَن استطاع أن يُدافِع عنهم بنشر قضيَّتهم بين الأُمَم والشعوب، وتعريف العالم بما يقع عليهم من قِبَل الهندوس المعتدين - فليفعل، ولا أقلَّ من أن يشترك الجميع في الدعاء لهم.

أيها المسلمون:
إن على الشعوب الإسلامية أن تقوم بالضغط على حكوماتها لتقطع كلَّ العلاقات مع تلك الحكومة الهندوسية إذا لم توقف حملتها ضدَّ الشعب الكشميري، وعلى الدول الإسلامية أن تعلن تأييد شعب كشمير في المطالبة بحقِّه، وأن تتبنَّى قضيته وتعرضها في المحافل الدولية بما يتَّفق مع الواقع والحقيقة، لا كما تُرَدِّده أبواق الدعايتين الهندوسية واليهودية.

عباد الله:
لا أقلَّ من أن نستعين على نصرة إخواننا بالمقاطعة الاقتصادية لتلك الحكومة؛ لأن أكثر من 70 % من اقتصادها يقوم على العائد من البلدان الإسلامية، ولنستغنِ عن عمالتهم من الهندوس والسِّيخ وغيرهم؛ نصرةً لإخواننا هناك، وإذلالاً للكفر وأهله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
كشمير المسلمة على خطى كوسوفا (1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نبذة عن تاريخ كوسوفا
» رسالة إلى الأم المسلمة
» كشمير وفلسطين ولادةٌ مشوهةٌ وتصفيةٌ متوقعةٌ
» المعيار المعكوس في حق المرأة المسلمة
» فيلم “ملفات كشمير” نقل كراهية المسلمين إلى مستوى الإبادة الجماعية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه-
انتقل الى: