منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  أنظمة وثورات وموت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 أنظمة وثورات وموت Empty
مُساهمةموضوع: أنظمة وثورات وموت    أنظمة وثورات وموت Emptyالإثنين 21 أكتوبر 2019, 8:46 pm

أنظمة وثورات وموت

يكاد العالم العربي يتفجر غيظا، تنتفض الشعوب هنا وهناك. الأسباب واحدة: فقر، وبطالة، وشظف عيش، وضنك، وإحباط، وإذلال، ومهانة، وكبت. 
والمسبب واحد: استبداد، واستئثار فئة بالحكم والمزايا، وفساد، وعمالة، ونهب مقدرات، ومتسلقون، ورويبضات، وأجهزة أمنية تحمي كل هذا، وأجهزة إعلامية تقلب الحقائق؛ تُخوِّن الأمين وتؤمن الخائن، وشيوخ سلطان يَجبنون عن قول الحق.
الغريب في كل هذا أن الأنظمة الحاكمة تتعامل مع الثورات والاحتجاجات والانتفاضات في بلدان تجاورها أو حتى في بلدانها، كما يتعامل الإنسان مع الموت؛ ألا ترون الإنسان يؤمن بالموت، ويؤمن أن كل الناس سيموتون، لكنه ينسى نفسه، وينسى أنه سيموت يوماً!
الأنظمة الحاكمة في عالمنا العربي ترى ما يدور حولها، وتعرف أن كل الأسباب التي أدت إلى ثوران وهيجان الشعوب الأخرى موجودة عندها، لكنها لا تحرك ساكنا، وتعتبر أن ما جرى هناك وهناك لن يحدث عندها، تماما كالموت يمكن أن يصيب كل الناس إلا أنا!!
بدل أن تنشغل الأنظمة الحاكمة بمعالجة الأسباب التي أدت إلى الاحتجاجات في بلد ما، تراها «تطبل وتزمر» أن الأوضاع عندها غير، وأنها ترفل بالأمن والأمان بفضل حكمة الربان وأجهزته الأمنية!! ليس هذا فحسب، بل تراها تستمر بالسير في ذات الطريق، وتظل تُخوِّن الأمين وتؤمن الخائن، وتقدم الرويبضة وتؤخر المصلح، وتراها تتحكم بمصائر وأرزاق الناس؛ حتى الوظائف الصغيرة لا تسلم من تحكمهم بها، فتراهم يغدقون الوظائف على فئة ويمنعونها عن فئة. يتحكمون بها ليغروا بها أناسا ليُسَبِّحوا بحمدهم! ويذلوا بها آخرين، ويلووا ذراعهم لا لشيء إلا لأنهم لا يصفقون ولا يسحجون على «الطالعة والنازلة».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 أنظمة وثورات وموت Empty
مُساهمةموضوع: رد: أنظمة وثورات وموت    أنظمة وثورات وموت Emptyالإثنين 21 أكتوبر 2019, 8:46 pm

دور المهمشين بين الكاف والنون

 وصلت الحالة الفلسطينية لوضع لا يُحسد عليه من انقسام ومناكفات بين هذا وذاك جعلت الجميع يكفُ عن سماع السياسة وما آلت اليه الحالة من هوان وضعف، نتيجة اليقين التام باستمرار الشعارات الرنانة والاستفراد والهيمنة، واستمرار التغني بلغة الخطاب ذاتها دون تغيير في الادوات والاساليب في صنع السياسات التي قد زرعت اليأس في نفوس فئة الاغلبية الصامتة والمهمشين.
فئة المهمشين ثقافياً واجتماعياً وسياساً اصبحت كتلة واسعة من السكان الفلسطينيين، وهنا لا اقصد المهمش الفقير او المعدوم ومحدودي الدخل او ذوي الاحتياجات الخاصة، بل الانسان الذي يمتلك قدرات ثقافية وسياسية واكاديمية واجتماعية ولكن لسوء الحالة التي وصلنا اليها اصبح دوره مهمش، وهذا ناجم عن عدة عوامل:-
1. غياب العدالة والانصاف المجتمعي.
2. تراكم الفساد.
3. عدم تأقلم المهمش مع مجريات الحالة الفلسطينية التي وصلت لاسوأ حالتها.
4. غياب المصلحة العامة والواقعية والموضوعية.
5. غياب دور المهمش كمواطن وشريك له الحق في تقديم المشورة وغياب دوره في صنع السياسة العامة التي تُحقق له ولامثاله التخلص من همومهم والوصول الى الرضى العام.
6. غياب الديمقراطية.
7. تغلغل السلطويين.
اسباب عديدة لا تحصى لتزايد هذه الفئة والتي اصبحت بين الكاف والنون" الكف عن صنع القرار ونصرة المظلومين"، ولكن هل ستبقى تلك الفئة صامتة تنظر الى الحالة الفلسطينية من وراء الكواليس؟
قد يعود صمت هذه الفئة لعدة اسباب تحد من حضور المهمشين، ومن ابرزها:-
1. القيود على الحريات.
2. عدم تشكيل اطار مؤسساتي يجمع المهمشين ليحمي تكتلاتهم واحلافهم.
3. عدم استمرار المهمشين بالمطالبة في حقوقهم.
4. توترات دفينة بين المهمشين والمسؤولين تحد من دورهم في الضغط او المناصرة لموقف ما.
في الدول العربية استطاع الغرب ان يؤطر ويجمع المهمشين لتصبح حركات احتجاج ضد حكوماتهم حتى اصبح دورهم تخريبي لبلادهم نتيجة شعورهم باليأس والاحباط نتيجة سوء السياسيات التي تنجم عن حكوماتهم داخل دولهم.
لكن في فلسطين هل ستستيقظ الفئة المهمشة؟ وهل استيقاظها سيكون ايجابي ومؤطر بتأطير وطني لتحقيق اصلاح سياسي واقتصادي يشارك الحكومة ويُنجح سياسياتها؟ ام سلبي يتم تأطيرهم بأطر خارجية تعكس سلباً على فلسطين والدفع نحو الاحتجاجات لتتحدى المسؤولين، وهنا، تصبح شرائح كبيرة منهم أكثر استعداداً لتبني المواقف الرافضة.
المشكلة ان السياسة التي يتبعها المسؤولين الرسميين لمعالجة مشكلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية تبقى، في بعض الحالات، معالجات جزئية ومحدودة، لأنها لم تُعبر عن منظومة تنموية شاملة ولم تصل الى مصطلح "الحكم الرشيد"، لذا هنا يأتي دور المهمشين ليشكلوا قوة ضاغطة قابلة للتدحرج ككرة الثلج متى توافرت الظروف والعوامل المساعدة.
في ظل الوضع القائم لن يبقى المهمش ثقافياً واكاديمياً وسياسياً يراقب عن بُعد فيوماً سيصبح المهمش في محور الاحداث وصانع تاريخ، وبالتحديد اذا شعر المهمشون بان الوضع سيبقى بلا وحدة وطنية وبلا انتخابات وبلا وبلا وبلا وتمس مصالحه اليومية وتشكل رأي عام، فسيتحول المهمش الى قنبلة تتفاعل وتنخرط ويصبح فاعل حقيقي.
المهمش بحاجة الى :-
1. المهمش جزء من المجتمع المدني يستطيع ايصال صوته في كل المنابر الاعلامية وبالتحديد اذا امتلك رؤية للمصلحة عامة تحفظ الاستقرار.
2. مأسسة عمل المهمشين وتفعيل دورهم الثقافي والمجتمعي والسياسي والاجتماعي.
3. تنسيق العمل بين المهمشين.
4. تعيين ممثلين لهم في جلسات الحوار والنقاش في المؤتمرات والورشات وتقديم توصيات تساعد في تغيير الحالة الفلسطينية من موت سريري الى انعاشها وارجاع الروح لها قبل فوات الاوان، فهي مسؤولية كل فرد يسعى فعليا للتغيير الايجابي وليس لابقاء الوضع كما هو والذي سيزداد سوءا بعد سوء مستقبلاً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 أنظمة وثورات وموت Empty
مُساهمةموضوع: رد: أنظمة وثورات وموت    أنظمة وثورات وموت Emptyالأحد 27 أكتوبر 2019, 7:04 pm

جيل شبابي يتصدر ويجاهر بالمعارضة دون خوف بعد الربيع العربي

تقول الكاتبة مها يحيى إن جيلا عربيا جديدا من الشباب بدأ يتقدم إلى الصدارة يجاهر بمعارضته دون خوف، وذلك في ظل تراجع الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية ومضاعفة أنظمة الحكم قمع شعوبها.

وتضيف الكاتبة في مقال نشرته مجلة فورين أفيرز الأميركية، أن التخلف الاقتصادي والاجتماعي والسياسي النسبي في العالم العربي أصبح موضوع انشغال عالمي لا يكاد ينقطع منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، مشيرة إلى ما وصفته بالعقود الضائعة في الشرق الأوسط.

وتقول إن برنامج الأمم المتحدة للتنمية يشير إلى أن الدول العربية تعتبر متخلفة عن كثير من دول العالم، وذلك وفقا للمؤشرات التنموية مثل الإصلاح السياسي والتقدم العلمي وحقوق النساء.

وتشير إلى أن هذا التحليل ساعد في عهد الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش على دفع "أجندة الحرية"، وإلى دعوة خلفه باراك أوباما حكومات الشرق الأوسط إلى إحراز تقدم في الديمقراطية والحرية الدينية والمساواة بين الجنسين والتنمية الاقتصادية والفرص.
 
مواطن الخلل
وتقول إن أوباما ألقى خطابا رئيسيا بالقاهرة في 2009، وإن خطابه انطوى ضمنا على رؤية شائعة بين المراقبين الغربيين لشؤون الشرق الأوسط تتمثل في أن خلل العالم العربي يعتبر ناجما عن ترتيبات اجتماعية وسياسية تعوق القدرات البشرية وتعزز التفاوت وتحابي نخبة صغيرة على حساب الفئة العريضة من الشعب.

وتشير الكاتبة إلى أن التقدم كان خلال العقد الأول من القرن الحالي بطيئا، لكن السخط كان يتزايد تحت السطح حتى بلغ ذروته في احتجاجات 2010-2011 المعروفة باسم الربيع العربي.

وتضيف أن المواطنين العاديين في بلدان متنوعة مثل تونس ومصر وليبيا وسوريا خرجوا إلى الشوارع لتحدي حكامهم "الاستبداديين" والمطالبة بالكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية، وبدا للحظة كما لو أن التغيير حلَّ أخيرا في الشرق الأوسط.

وتستدرك الكاتبة بالقول إن الوضع في الشرق الأوسط بدا أسوأ مما كان عليه قبل الربيع العربي.

 
هجوم مضاد
فقد توقفت التنمية في أعقاب الربيع العربي، وبالرغم من أن تونس كانت قادرة على توطيد النظم الديمقراطية، فإن من وصفتهم بالقادة الاستبداديين في معظم أنحاء المنطقة نجحوا في الهجوم المضاد.

وتشير الكاتبة إلى انجراف بعض البلدان العربية إلى مستنقعات من العنف والحروب كما في سوريا وليبيا، وإلى قيام الحكام "المستبدين" بقمع شعوبهم وإجهاض التحولات الديمقراطية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.

لكن شيئا أساسيا تغير، فلم يعد المواطنون يخافون حكوماتهم وصار الناس العاديون في أنحاء الشرق الأوسط أكثر اهتماما بالسياسة وأكثر استعدادا للتعبير عن المعارضة، ولا يزال الناس العاديون مستعدين للخروج إلى الشوارع مطالبين بمستقبل أفضل حتى لو واجهوا القمع.
 
أصدقاء مستبدون
وتقول الكاتبة إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة قبل الربيع العربي كانت تفضل النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط، فإنها كانت تعتقد أن الأفضل للمنطقة هو أن يحكمها أصدقاء مستبدون، وذلك بحيث يقومون بتوفير الاستقرار السياسي وحماية مصالح الغرب، لكن هذا النهج تغير بعد 11 سبتمبر/أيلول 2001.

وتضيف أن دولا كثيرة في الشرق الأوسط شهدت رجوعا للاستبداد بعد 2011، وذلك كما هو الحال في مصر وسوريا.

وتشير إلى انتهاكات حقوق الإنسان في الإمارات والسعودية وإلى إمعان الأخيرة في عدم التسامح مع المعارضة، مشيرة إلى جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وتقول إنه مع تآكل الحريات السياسية تآكلت المكتسبات التنموية التي تحققت على مدار العقود القليلة الماضية، وإن أسوأ التراجعات كان في سوريا واليمن اللتين تعرضتا للمعاناة من صراعات عنيفة على مدار العقد الماضي.

عاصفة مثالية
وتقول إن الشرق الأوسط اليوم يشهد عاصفة مثالية: ففي ظل تراجع الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية ومضاعفة أنظمة الحكم سياساتها القمعية التي أدت إلى الربيع العربي، بدأ جيل جديد من الشباب يتقدم إلى الصدارة.

هذا الجيل من الشباب صار يجهر باعتراضه وذلك بعد أن شاهد إخفاقات ثورات الربيع العربي، وما يبدو اليوم استبدادا في المنطقة منذ الربيع العربي، قد يعتبر في المستقبل مرحلة أولية في عملية طويلة من الصحوة العربية.

وتختتم بالقول إن الطريق صعب ومفروش بالآلام، لكن لو أن ثمة شيئا واحدا ينبغي أن تعرفه الشعوب العربية، فهو أن الوضع الراهن لا يمكن أن يدوم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 أنظمة وثورات وموت Empty
مُساهمةموضوع: رد: أنظمة وثورات وموت    أنظمة وثورات وموت Emptyالجمعة 08 نوفمبر 2019, 6:01 pm

الشارع العربي: المهدئات لم تعد تنفع
 د. بسام الساكت


من يستعرض الساحة السياسية والمجتمعية العربية الآن، يجد قواسم مشتركة في أوراق ونداءات المواطن المتحرك في الشارع العربي، في شمال افريقيا وبلاد الشام، ابتداء من المغرب وتونس والجزائر وليبيا ومصر والسودان والعراق والصومال وسوريا ولبنان والعراق والأردن .
وأضحت أوراق الناس ومطالبهم، شفافة وأكثر حدِّة من ذي قبل. فالناس قد عيل صبرهم وعطشى للماء والدواء، ولقمة العيش الكريم والتغيير، فمطالبهم ونداءاتهم قاسمها الأعظم «العدالة الاجتماعية والاقتصادية» ومفرداتها وإجمالها هي أمور تاريخية، مسلمة بها في الغرب، والشرق على حد سواء.
أولا: العيش بكرامة وتأمين الوظيفة الساترة، وتنفيذ القانون والمساءلة والمساواة في الحقوق والواجبات (حقوق متزنة مدنية) في الوظيفة والمنافسة العادلة، وإلغاء التحيز ومخالفات الدستور في تولي المناصب في الدولة، وكفاية الأجر، والقضاء على الفساد في القطاعين العام والخاص، وتنفيذ المساءلة والقضاء على الترهل الإداري في أجهزة الدولة، والتمثيل البرلماني، وإساءة استخدام المال العام، والعدالة في الضريبة وفرضها، وفق القدرة على الدفع، والعناية بالفقير والأقل حظاً، والقضاء على التهرب الضريبي الفردي والمنظم، من خلال مكاتب بعض مدققي الحسابات والمحامين، واعتباره جريمة وطنية، ورفع هيبة الحكومات بتولية ذوي القدوة الحسنة على مواقع المسؤولية.
ما ورد في أعلاه بنود وشواخص كل واحد فيها، وفي مجموعها أفرزت أمراضا وفيروسات كفيلة بقرع أجراس وفتح عيون ولاة الأمر، لأنها إن أهملت، تقلب الميزان والتوازن، وتولد خللا مجتمعيا وأمنيا، كما نراه في الشارع العربي، يوميا.
ثانياً: لوحظ أن من في الشارع العربي، لا قيادات جامعة لهم، وبارزة للعيان يمكن للحكومة التحدث إليها، وشاهدنا الحكومات حيرى مع من تتحدث. والشارع حائر عمن يتحدث بأهلية باسمه، فالتلقائية في حراك الشارع واضحة (قد يختلف البعض معي فيشير إلى أصابع خارجية، وهذا غير بعيد في منطقتنا، خاصة في شارعي العراق ولبنان، حيث النفوذ الإيراني غير مرحب به من الغرب).
ثالثاً: إن مطالب الشارع في بعض الأقطار، ثورية ولو ظهرت بملابس سلمية، كما في لبنان والعراق، فالمطلب الجوهري، تغيير من أعلى إلى أسفل، فالشارع ملّ ولم يعد يثق بالوعود.. يريد وجوهًا جديدة وقرارات جديدة، حتى أن بعض صفوف المعارضة انقسمت وخرجت هتافاتها على نفسها، واتحدت مع الشارع، كما شاهدنا في جماعة حزب الله في لبنان.

لم يعد يرضى الناس بوعود وإعلان خطط اقتصادية وحوارات للنخبة والأحزاب، بل يريدون قرارات ملموسة آثارها على معيشتهم

ثالثاً: لم يعد يرضى الناس بالتهدئة والمهدئات، من وعود وإعلان خطط اقتصادية وحوارات للنخبة والأحزاب. يريد الشارع قرارات ملموسة آثارها على معيشته.رابعاً: لقد تخلخلت الطبقات الحاكمة من أحزاب ومجالس نيابية، وبدأت تستمع للشارع، لكن على جرعات، لا تخفى على المواطن، وحَسب البعض ذلك، تنازلا الى حدٍ ما.
خامساً: هناك اختلاف في ردة فعل إدارات العراق عن تلك التي في الجزائر وتونس وبلاد الشام، إذ جنحت الإدارة الأمنية هناك، وليس المواطن، نحو الغلظة، وسقط ضحايا في الشارع. وكاد حزب الله في لبنان أن يحتك بالمواطنين، لكن يبدو لي أنه، وبذكاء، أدرك عاقبة الاحتكاك، وربما أدرك الطُّعم في المصيدة، فتراجع وأكد وحدته وموقفه مع مطالب الشارع .
سادسا: إن شواخص مطالب الشارع العربي ذوات قواسم مشتركة، كما أشرت في أعلاه، وسلوكيات الشارع في إبراز المطالب مازالت سلمية ومُعدِية تقلد بعضها بعضًا، كما ظهر في تكتيك إغلاق المواطنين للشوارع الرئيسة في لبنان، وتبعهم الشارع في العراق.
سابعًا: إن في ردود فعل ولاة الأمر في الإدارات العربية، سمة وقواسم مشتركة ايضا، تتراوح بين التردد والإهمال والتخدير بالوعود، وتلبية لفتات المطالب، ومحاولات تقسيم الشارع، واللعب بالوقت، لعل الشارع يمل ويتفرق ويضعف. إن في هذا تربة خصبة لارتفاع حرارة رماد الغضب عند المواطن العربي، وأرضا خصبة، ووقوداً جاهزاً، لمن يريد إشعال حرائق وتغير نظم .
ثامنا: إن مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، في غالبية أقطارنا العربية، كانت وما زالت تنمية فيها ازدواجية وخلل، وعدم اتزان، وتفاوت في الدخل والثروة، وتوسع في حجم الطبقة الفقيرة، وتوسع في الطبقة الثرية المتنفذة، فكان حصادها الإفرازات السلبية والفيروسات التي يقف الشارع ضدها اليوم .إن الرشد السياسي والحوكمة وبعد النظر، يملي على الإدارات وولاة الأمر ممن يقرأون شواخص الأمراض في البلدان العربية، ويعرفون علل بيئتهم، أن يبادروا هم أنفسهم بالسبق في قرار العلاج، لا أن تخدعهم مجموعات المصفقين والمخدرين، وحملة المباخر حولهم، وأن لا ينتظروا حتى يفرض الشارع عليهم مطالبه المشروعة بوسائل لا ضمانة لسلميتها.
تاسعاً: ألم نلاحظ أنه قد غابت عن مطالب الشارع والحراك في الشارع العربي، قضية الاحتلال لأرض فلسطين، فلم نسمع هتافات تذكرها، وتذكر إخوتنا في فلسطين، وأصبحت لقمة العيش، الشاخصة الحاضرة في الساحة؟ ويا ترى من يقطف ثمار عدم التوازن الذي تمر به أقطارنا العربية؟
وزير أردني سابق وباحث اقتصادي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
أنظمة وثورات وموت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  بين موت الشخص وموت الفكر
»  المؤسسة العسكرية وثورات «الربيع العربي»
» أنظمة الأمان في السيارات الحديثة
» إطلالة على أهم أنظمة تشغيل الهواتف الذكية
» لماذا تدعم أنظمة عربية استراتيجية نتنياهو

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: حركات وأحزاب-
انتقل الى: