وعد بلفور.. قصة مأساة
احتلت القوات البريطانية فلسطين عام 1917 أثناء الحرب العالمية الأولى، وبعد شهرين وقبل أن تستكمل احتلال كل فلسطين أصدرت «وعد بلفور» 2/11/ 1917تعهدت خلاله بمنح فلسطين وطناً قومياً لليهود.
ولم تراع بريطانيا بوعدها لليهود حق الشعب الفلسطيني في أرضه التي ولد عليها وعاش فوقها، وَدُفن آباءه وأجداده فيها، وتناست أن نسبة اليهود في فلسطين لم تكن تتعد 7%، وأصدرت الوعد بأسلوب البلطجة السياسية تحت سمع وبصر كل العالم.
أرادت بريطانيا ان تحقق مصالحها المتمثلة بكسب الحرب العالمية، وتأييد اليهود لها بالمال، كما أنها أرادت التخلص من اليهود، وضرب وحدة العرب والمسلمين ومنع قيام دولة موحدة لهم.
وللأسف نجحت في تحقيق هدفها، فأقامت دولة يهودية في فلسطين بعد أن مهدت لليهود الطريق وهيأت لهم السبل خلال احتلالها لفلسطين الذي استمر 31 سنة، ولما انسحبت في 15/5/1948 سلمت فلسطين لليهود فأقاموا عليها دولتهم.
وتشتت الفلسطينيون في الأرض وتواجدوا في كل دول العالم، وأصبح الكثير منهم يعيشون في المخيمات وعلى فتات هيئة الأمم المتحدة، ولكنهم لم ينسوا قضيتهم فهم يعيشون على أمل العودة إلى فلسطين، حتى أن بعضهم لا يزال يحمل مفتاح داره في حيفا وصفد..، لم تنل سنوات الشتات منهم، ولم توهن عزيمتهم ولم تطفئ نار الشوق إلى فلسطين والقدس والأقصى فيهم، ولنا في مسيرات العودة مثال.
إن وعد بلفور قصة مأساة بحق الفلسطينيين والعرب بدأتها بريطانيا وساندتها دول الاستعمار، والآن تتولى وزرها أمريكا ومعها شياطين الخراب من عرب وعجم، لكن ستنتهي المأساة بإذن الله، وسيتحقق وعد الله وتُحرر فلسطين وسندخل الأقصى فاتحين مهللين مكبرين، وسيعود اللاجئ إلى القدس والخليل وكل فلسطين، لكن ذلك بحاجة إلى جهد عظيم وعمل متواصل، والله غالب على أمره.