تصعيد خطير في شرق المتوسط ومخاطر حرب تركية- يونانية
حذر المعلق سايمون هندرسون من مخاطر حرب حول النفط بين تركيا واليونان. وكتب في موقع “ذا هيل” قائلا إن “تنقيب تركيا عن النفط قد يتحول لنزاع مع اليونان”.
وقال مسؤول برنامج الخليج وسياسة الطاقة بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى: “مضى وقت طويل لم تواجه تركيا واليونان، العضوتين في الناتو، بعضهما البعض، ولكن لا تستبعد مناوشة على الأقل بين البلدين”. مشيرا إلى صور البوارج الحربية التركية التي نشرت عبر تويتر وهي ترافق سفينة “ريس عروج” في طريقها إلى منطقة في شرق المتوسط يتنازع عليها البلدان. وقال وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس إن بلاده ستدافع عن سيادتها وحقوقها.
رفضت تركيا أي زعم لليونان في قاع البحر القريب من عدة جزر لها بما فيها جزيرة كريت التي توجد فيها قاعدة عسكرية أمريكية.
وفي قلب الموضوع اليوم، يجب أن يوضع في سياق 100 عام من المظلومية، هو منظور العثور على احتياطات النفط والغاز الطبيعي تحت سطح البحر، كما فعلت مصر وإسرائيل وقبرص.
وفي مياه يزيد عمقها عن 6.000 آلاف قدم، فالمهمة من الناحية الفنية صعبة على أية حال. وليس من الواضح أن هذه المناطق المتنازع عليها تحتوي من الناحية الجيولوجية على نفس المصادر كتلك القريبة من دلتا النيل.
كما أن هناك مشروعا خياليا لنقل الغاز الطبيعي من إسرائيل وقبرص عبر أنابيب تمر من قاع البحر والتي تحتاج لإذن من يملك القاع. وفي الوقت الحالي، يدخل كل طرف في المعادلة تفسيراته للقانون الدولي. والنقطة الرئيسية هي ميثاق الأمم المتحدة لقانون البحر.
وكمبدأ في هذا القانون، أن أي دولة يمكنها زعم ملكية في البحر وقاعه لمساحة تمتد على 200 ميل بحري وبعيدا عن الحد المعروف وهو 12 ميل بحري. لكن الدول الجارة مطالبة بالتوافق على التقسيم بينها، فإسرائيل لم تتفق مع لبنان مثلا.
وبالنسبة للدول التي تواجه بعضها البعض عبر البحر مسافة 212+ 212= 424 ميلا بحريا، فهي مطالبة بالتفاوض على خط وسط فاصل. وهو ما فعلته إسرائيل وقبرص. لكن المشكلة الحالية هي أن تركيا بعيدة أقل من 424 ميلا عن مصر. كما أن اليونان بعيدة أقل من ذلك عن قبرص. ولهذا فزعم أي دولة منها ليس واضحا.
والمشكلة الأخرى هي أن تركيا لا تعترف بالجزر التي يطلق عليها محور اقتصادي خاص، وعبرت عن غضبها لضم جزيرة كاستلوريزو التي لا تبعد سوى ميل عن أراضيها للمحور. ولا تعترف تركيا بحق قبرص بالمياه البحرية أبعد من 12 ميلا في المياه الإقليمية. وتعتبر المياه التي تمتد جنوبا من الجزيرة تركية وصولا إلى المياه المصرية.
وقبل سفر سفينة “ريس عروج” المزينة بألوان العلم التركي باتجاه اليونان، كانت تقوم بأعمال مسحية عن الطبقات الزلزالية واستكشافية بالمنطقة.
وتغلي هذه القضايا منذ عقد، ولكنها زادت عندما أعلنت تركيا العام الماضي عن اتفاقها مع حكومة الوفاق الوطني الليبية على الحدود البحرية، وكلاهما تقعان على المسافة القانونية والجغرافية من بعضهما البعض.
ومرة أخرى رفضت تركيا أي زعم لليونان في قاع البحر القريب من عدة جزر لها بما فيها جزيرة كريت التي توجد فيها قاعدة عسكرية أمريكية.
وكان الاتفاق التركي- الليبي له بعد جيوسياسي مهم. فالحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس كانت بحاجة لدعم عسكري لفك الحصار الذي فرضته قوات الجنرال خليفة حفتر عليها، وهو رصيد سابق لسي آي إيه وفرّ من معمر القذافي، ويجد دعما من الإمارات العربية المتحدة ومصر وروسيا وفرنسا.
ومن وجهة نظر حكومة الوفاق الوطني، فقد كان الاتفاق مهما؛ لأن أنقرة زودتها بالطائرات المسيرة والمرتزقة الذين ساعدوها على هزيمة مقاتلي حفتر.
وفي الشهر الماضي أطلقت مصر تهديدات حول التدخل العسكري في ليبيا. وأعلنت مصر مع اليونان الأسبوع الماضي عن ترسيم الحدود البحرية.
ومن ناحية مناخية وسياسية فالجو ساخن. إلى أين نذهب من هنا؟ غير واضح، فقد حاولت ألمانيا تأمين توقف دبلوماسي وفشلت.
ويوم الإثنين، أرسلت فرنسا مقاتلاتها إلى قبرص. ويبدو أن بريطانيا التي لديها قاعدة عسكرية في قبرص تقوم من خلالها طائرات التجسس الأمريكية بمراقبة الوضع في سوريا ولبنان وترسل إشارات لمراكز التجسس في الجزيرة قد تمسكت بالدبلوماسية الهادئة، وكذا أمريكا التي باعت في الماضي مقاتلات “إف-16” لليونان وتركيا.
وسيلتقي وزيرة الخارجية الأمريكي مايك بومبيو نظيره اليوناني يوم الجمعة.
ويقول تيسدال إن “الحل الأمثل هو قيام تركيا بالبحث عن النفط والغاز في المياه التركية وليست تركية بالمطلق، ولن يحصل هذا. ولهذا فالوضع الذي يجب استخدام المحامين فيها يتم نشر البوارج لحله عوضا عن ذلك”.