ليس مبالغة القول بأنّ العالم تنفس الصعداء برحيل العام 2020، رغم استمرار تأثير تداعيات العام المنصرم الذي خلف خلال أيامه وأسابيعه وشهوره العديد من المآسي والكوارث الصحية والاقتصادية والسياسية، وترك العالم متخبطًا أمام جائحة كبرى فتكت بالبشرية بانتظار “البلسم الشافي والترياق النافع” وثبوت فعالية اللقاح الذي أعلنت عنه عدد من الشركات العالمية وبدأت الحكومات بإعطائه لمواطنيها في مختلف دول العالم.
لم تكن جائحة كورونا وحدها التي تضرب البشرية بعمق؛ بل كان الظلم والغطرسة التي تقودها أمريكا في انحيازها للكيان الغاصب منذ مطلع العام عبر “صفقة القرن” المزعومة كأكبر المظالم التي يمنح فيها من لا يملك وطنًا بأكمله لمن لا يستحقه، ولكن الأيام والأعمال بخواتيمها ومظاهر سقوط أصحاب الصفقة سواء في الكيان الغاصب أو قيادة أمريكا باتت واضحة في أذيال العام 2020 الذي غادرنا لتوه.
وأسوأ ممّا سبق هرولة أنظمة عربية لإلقاء “حبال النجاة” لقيادات صفقة القرن الغارقة مراكبهم أمام شعوبهم دون أي مبرر في حفلة جماعية صاخبة من “التطبيع المجاني” الذي تطبل له وسائل الإعلام العربية التي تمتلكها الأنظمة المستبدة لتغييب وعي الشعوب وتزييف الحقائق وقلب الوقائع الذي هبت الشعوب العربية للوقوف في وجهه ورفضه باعتبار “التطبيع خيانة” وإن كان المطبعون بخلفيات فكرية تتبع لأحزاب إسلامية كما كانت الصدمة في تطبيع الحكومة المغربية.
“البوصلة” رصدت في بانوراما 2020 أبرز الأحداث المؤثرة وتداعياتها على العالم، وتأثيرها على الأردن الذي يتأثر بشكلٍ كبيرٍ جدًا لما يحدث في الإقليم والعالم في ظل واقع اقتصاديٍ صعب تخلى فيه الصديق وتآمر عليه القريب في واقعٍ عربيٍ ممزق وعالميٍ منحاز لمصالح الدول الكبرى وللكيان المحتل.
المشهد الأمريكي.. صفقة القرن وتداعياتها وسقوط ترامب
ومن أبرز ما شهده العام 2020 ذلك الإعلان المشؤوم الذي أعلنه الرئيس الأمريكي الساقط في الانتخابات الأمريكية الأخيرة دونالد ترامب من منح القدس كعاصمة للصهاينة على حساب العرب والفلسطينيين الأمر الذي شهد رفضا عربيًا وإسلاميًا واسعًا قاده الأردن بحراكٍ شعبيٍ منقطع النظير.
“البوصلة” رصدت الوقفات الاحتجاجية والفعاليات الشعبية التي قادتها الحركة الإسلامية والنقابية للتعبير عن رفض الصفقة، كما رصدت أوجه القوة والضعف في الموقف الرسمي من الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال.
ورصدت آراء الخبراء في نقد الموقف الرسمي الذي ما زال يصر على “التعامل بالأدوات الناعمة” لمواجهة صفقة القرن وأطماع الاحتلال الصهيوني، كما أجابت عن التساؤل: هل يكفي الأردن الارتكاز على القانون الدولي لمواجهة صفقة القرن؟
وأشارت لتحذيرات الخبراء من السيناريو الأخطر على الأردن بصفقة القرن، وقرأت ماذا وراء زيارة بومبيو لدولة الاحتلال وما تريده الإدارة الأمريكية من ذلك.
كما تابعت “البوصلة” الأحداث التي هزت أمريكا خلال العام الحالي بعد مقتل مواطن أمريكي من أصولٍ إفريقية، وتداعيات هذا الحدث الذي تفاعل معه العالم بأجمعه.
ليس هذا فحسب بل كان السقوط المدوّي لترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية خلال العام2020 بانتظار أن يتنفس العالم الصعداء من صاحب “نظرية الرجل المجنون” في القيادة، وهل سيسلمها لبايدن “سلميًا” أم سيقيم قيامة القارة الأمريكية.
تصاعد الانتهاكات في القدس خلال العام 2020
وبحجم المؤامرة التي كانت تحاك ضد القدس، كانت “البوصلة” تشير إليها دائمًا في تغطياتنا، لا سيما وأن تصاعد انتهاكات دولة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس وبشكلٍ غير مسبوق مردها لسعيها المحموم لإقامة “عاصمتها الأبدية المزعومة” بحسب الخبراء.
فيما يشدد الخبراء الذين تحدثت لهم “البوصلة” على أن الاحتلال يسعى اليوم لتقسيم القدس زمانيًا ومكانيًا تمهيدًا لإقامة الهيكل المزعوم الذي تواصل الحفريات الإسرائيلية من أجله خلخلة أساسات المدينة القديمة في القدس سعيًا لهدم بيوت المقدسيين وخلعها من جذورها وتفريغها من سكانها وتهويد المدينة بالكامل.
وطالما الاحتلال يحكم سيطرته على القدس خلال العام 2020 ظلت دعوات الخبراء مستمرة لانتفاضة بوجه المؤامرة لوقفها وإفشالها.
ولم تقف المؤامرة عند القدس فقط؛ بل تجاوزت أطماع الاحتلال إلى أكثر من ذلك بما يمس السيادة الأردنية؛ فأعطت “البوصلة” اهتماما كبيرًا لقضية سعي الاحتلال لضمّ غور الأردن لسيادته، متجاهلاً كل الاتفاقيات والقوانين الدولية، وهكذا كان يجب على الحكومة مواجهة الغطرصة الصهيونية.
الهرولة العربية المخزية نحو التطبيع
وكان العام 2020 صادمًا في حجم التذلل العربي الرسمي غير المبرر في الهرولة للتطبيع مع الكيان المحتل الذي تساقط قادته الواحد تلو الآخر، فما كان من بدٍ من إلقاء حبال النجاة العربية لنتنياهو لعله يحوز على بعض الرضا لدى كيانه المحتل وينجح في الانتخابات التي فشلت لمراتٍ عدة.
وأكد خبراءٌ تحدثت إليهم “البوصلة” أنّ الهرولة نحو “التطبيع المجاني” مع الكيان الصهيوني لن يخدم مصالح الدول العربية التي تقدم عليه؛ بل على العكس من ذلك فإنه يشكل إضراراً بمصالحها وخداعًا للشعوب العربية وتقديمًا للوهم بأن هذا الكيان العنصري و”الثعلب الصهيوني” سيوقف أطماعه في العالم العربي ويغير من نظرته الحاقدة والمعادية للعرب والمسلمين.
ليس هذا فحسب بل إن النظام الرسمي العربي القذر مهّد الطريق لحفلة التطبيع هذه عبر دراما مسمومة قدمها للمشاهد العربي، الأمر الذي استوجب التحذير من خطورة “دراما التطبيع” وسعيها لترويضنا فكريًا.
استمرار المشهد العربي الممزق
استمرت خلال العام 2020 حالة التمزق العربي، حتى غاب العرب وجامعتهم عن التكافل والتعاون لمواجهة جائحة كورونا وتسابق كل بلدٍ للنجاة بنفسه صحيًا واقتصاديًا في غيابٍ كامل لأواصر الأخوة العربية، وفي الوقت ذاته كانت الأنظمة الحاكمة تقمع أي صوتٍ معارضٍ سواء في السياسة أو الصحة أو الاقتصاد فعززت الجائحة القبضة الأمنية للأنظمة وخنق آمال الشعوب بأي حرية أو حقوق؛ سيفرضها أي ربيع عربيٍ قادمٍ سيكون أشدة قسوة ممّا مضى.
لم يغب التعاون فحسب؛ بل ظهر التدخل السلبي في أكثر من قطرٍ عربيٍ في سبيل تعزيز الفوضى وإدامة حالة النزاع في تلك البلدان.
وفي هذا السياق حذر المحلل السياسي والصحفي اليمني خالد العقلان في تصريحاتٍ لـ “البوصلة” من أن التحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات في اليمن يتحمّل المسؤولية الكاملة عمّا آلت إليه أحوال اليمنيين وأعادتهم صحيًا واقتصاديا وسياسيًا قرونًا إلى الوراء.
فيما حذر خبير عسكري آخر تحدثت إليه “البوصلة” من أن تدخل مصر عسكريًا في ليبيا سيكون “انتحارًا” وستكون له انعكاسات سلبية على المشهد الليبي.
أما المشهد العراقي، فأكد الصحفي العراقي أحمد الشمّري في تصريحاته إلى “البوصلة” أن الوضع في العراق لا يبشر بخير على أكثر من صعيد، فعلى مستوى الأمن السلاح ما زال منفلتا بيد المليشيات الموالية لإيران، والمتهمة بارتكاب عمليات اغتيال طالت ناشطين وإعلاميين وكل من يرفض سطوتهم وتغولهم في البلد.
وأضاف الشمري بالقول: أما على المستوى الاقتصادي، فإن خفض قيمة الدينار العراقي أدت إلى حصول تضخم وارتفاع في أسعار السلع، والتي في معظمها مستوردة، في ظل تعطل الزراعة والصناعة، إضافة إلى تردي الخدمات الأساسية، ولا سيما الكهرباء والماء والطرق.
أما على الصعيد السياسي، فيؤكد الصحفي العراقي أن الانتخابات المقرر إجراؤها في يونيو/ حزيران 2021، لن تغير من الواقع المرير شيئا في ظل تدخل المال السياسي وسيطرة ذات الأحزاب على مفوضية الانتخابات، وتفصيل قانون الانتخابات الجديد على مقاساتهم ليحققوا على أعلى عدد مقاعد في البرلمان المقبل، مع شكوك في تمكن الحكومة من إقامة الانتخابات في موعدها لتأخر إقرار قانون المحكمة الاتحادية، التي تصادق على نتائج الانتخابات، إضافة إلى تردي الوضع الأمني بسبب انفلات السلاح.
مقتل قاسم سليماني وتداعياته
ومن أبرز الأحداث التي شهدها العام 2020 اغتيال أمريكا لقائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني، الذي رجّح خبراء سياسيون وعسكريون تحدثت لهم “البوصلة” أن لا يتعدى ردّ النظام الإيراني على حادثة اغتياله بعض العمليات المحدودة لـ”حفظ ماء الوجه”، مؤكدين أن الأمر لن يتطور بكل الأحوال إلى “حربٍ مفتوحة” بين إيران وأمريكا لانعدام مصلحة الطرفين بمثل هذا السيناريو، فضلاً عن أنه “لا مقارنة بين القوة الأمريكية والقوة الإيرانية”.
انهيار أسعار النفط
كما شهد العام 2020 انهيارًا مفاجئًا لأسعار النفط في أمريكا بسبب جائحة كورونا، الأمر الذي كان له تداعيات هائلة.
وفي هذا السياق أكد خبراء اقتصاديون في تصريحاتٍ إلى “البوصلة” أنّ ما يجري في سوق النفط العالمية اليوم من انهيارات وخاصة الخام الأمريكي مرتبط بشكلٍ وثيق بجائحة كورونا وإغراق السوق بالنفط في ظل حالة الانكماش الاقتصادي وعدم وجود مشترين جدد وارتفاع كلفة التخزين بعد امتلاء المخزونات في أغلب دول العالم وعلى رأسها أمريكا.
ولكن ما كان يهمنا من الحدث برمّته كيف سيؤثر انهيار أسعار النفط الأمريكي على السوق الأردني؟
كورونا تفتك بالعالم صحيًا واقتصاديا واجتماعيًا
رصدت “البوصلة” خلال العام 2020 كل ما يتعلق بتداعيات جائحة كورونا محليًا وعربيًا ودوليًا، والتفاصيل الدقيقة لكل ما يصدر عن الجهات ذات العلاقة كمنظمة الصحة العالمية وغيرها من المؤسسات التي كانت تسعى على قدمٍ وساق لإيجاد لقاحٍ عاجل لوقف الجائحة التي فتكت بالعالم أجمع.
واهتمت بنشر تقارير التوعية بالمرض وخطورته وطرق الوقاية منه ومواجهته على ألسنة الأطباء والمختصين في إطار نشر الوعي والثقافة العامة وتقديم النصيحة للمسؤولين لسد الثغرات الواضحة في النظام الصحي وتجاوزها قدر المستطاع.
مقاطعة فرنسا
شهد العام 2020 حملة مقاطعة عربية وإسلامية واسعة للمنتجات الفرنسية بعد إقدام الصحافة الفرنسية على نشر رسوم مسيئة للنبي محمد صل الله عليه وسلم وتأييد الرئيس الفرنسي ماكرون لإعادة النشر باعتباره حرية تعبير عن الرأي الأمر الذي أجبره لاحقًا للتراجع عن ذلك بعد الخسائر الكبيرة التي لحقت بفرنسا اقتصاديا بسبب سلاح المقاطعة.
رحيل المفكر الإسلامي محمد عمارة
كما شهد العام 2020 حدثا مؤلما بوفاة المفكر الإسلامي محمد عمارة الذي يعد صاحب إرثً علميٍ كبيرٍ في خدمة الإسلام.
هذا الرحيل الذي وصفه المفكر الإسلامي فهمي هويدي بالقول: “إنّ رحيل الدكتور محمّد عمارة خسارة كبرى للأمّة الإسلامية كلها، فهو سيفٌ من سيوف الله، ورجلٌ ظلّ صامدًا ومحاربًا وزاهدًا ومتواضعًا، وخاطب الجميع بعلمه وزهده وأدبه وأسهم إسهامًا هائلاً في الإحياء الإسلامي، وإنّه حين يغيب فجأة فيجب علينا استشعار فداحة الخسارة”.
نفذ ناشطون، ظهر يوم الجمعة وقفة أمام السفارة الأمريكية في العاصمة عمّان، رفضا لما يعرف بـ”صفقة القرن” ومحالات تصفية القضية الفلسطينية.
وجاءت الوقفة بدعوة من التحالف الوطني لمجابهة صفقة القرن الشعب الأردني للمشاركة احتجاجاً ورفضاً لإعلان ترامب عن صفقة القرن.
وأكد المشاركون في الفعالية الحاشدة على ضرورة درء أي عدوان أو استهداف جديد للقضية الفلسطينية، وكذلك أي استهداف للأردن، داعين الحكومة إلى موقف حازم تجاه تلك الخطة التي تستهدف المملكة.
وطالبوا بضرورة إلغاء كافة الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال الصهيوني على رأسها اتفاقية السلام المعروفة بـ”وادي عربة”، وإلغاء اتفاقية الغاز، كبادرة أولى لمواجهة الصفقة المنحازة للاحتلال.
كما رفعوا شعارات ترفض تصفية القضية الفلسطينية وإلغاء حق العودة، وترفض مزيدا من التوسع على حساب أراضي الضفة الغربية، مشددين في الوقت ذاته على أن أرض فلسطين كاملة من النهر إلى البحر.
الطيار الدعجة: لن نركع إلا لله وتحرير القدس يبدأ من أرض الحشد والرباط
الطيار الأردني يوسف الدعجة افتتح حديثه بالآية الكريمة: “سبحان الذي أسرى بعبديه ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذين باركنا حوله”، موجها حديثه من أمام السفارة الأمريكية للرئيس الأمريكي وصهره كوشنير ولنتنياهو قائلا: “إن صنعوا دويلة إسرائيل فإن الله عز وجل خلق فسلطين من النهر إلى البحر وعاصمتها الأبدية القدس”. وشدد على أن المرابطين والمرابطات الذين يذودون عن الأمة وقفوا في وجه مؤامرة ترامب الذي يمارس دور السمسار على أرفض فلسطين. وقال الدعجة: إلى المتخاذلين من المحيط إلى الخليج ألا تخجلون من أنفسكم أن بضعة ملايين يحاربون عن أربعمائة مليون عربي”. ونوه قائلا: اليوم إسرائيل تبني خط برليف جديد في غور الأردن لأنهم يعلمون أن التحرير سيكون من أرض الحشد والرباط. وأضاف، لربما قالوا إن بضع مئات الآن يجتمعون أمام سفارة أمريكا ولكنهم تناسوا أن النبي محمد صل الله عليه وسلم بدأ بثلاثمائة رجل أيام معركة بدر، فنحن لسنا بالكثرة ولو كنا كذلك لما حكمنا الدنيا من إسبانيا لحدود الصين. وشدد على أن “العقيدة التي بداخلنا تأبى إلا أن نقف أمام هذا القزم ونسيبه كوشنير الذي لا يمون على ورقة يوقعها من البيت الأبيض ولكن بعض الزعماء العرب يفرشون له السجاد الأحمر ويهدون زوجته مئات الملايين التي لو ذهبت لغزة ولمقاومتها لحرروا فلسطين من البحر إلى النهر”. ووجه كلمة باللغة الإنجليزية من أمام السفارة الأمريكية لترامب باعتباره خادما لنتنياهو “وصبي منهاتن كوشنير”. وأكد أن كلاهما يقاد من قبل اليهودية ومن نتنياهو، وإن كسرتم القادة فلن تكسروا الشعوب وإن أخضعتم القادة وركعوا لكم فإن الشعوب لن تركع إلا لله. وشدد على أن فلسطين من النهر إلى البحر وعاصمتها الأبدية القدس للعرب والمسلمين وليست من حق اليهود وإن كانت أمريكا تريد منح إسرائيل أرضًا فلتمنحها من أراضيها وليس من أراضي العرب والمسلمين. واستمع المشاركون في الوقفة أمام السفارة الأمريكية للمقطع الصوتي الشهير الذي يتحدث فيه الطيار يوسف الدعجة للمسافرين على متن طائرة للملكية الأردنية بأنها تحلق فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة وعاصمتها الأبدية القدس.
العبادي: سنقف حتى آخر رمق من دمائنا لإسقاط صفقة القرن
بدوره قال الأمين العام لحزب الشورى فراس العبادي بكلمة له خلال الوقفة أمام السفارة الأمريكية: “نحن اليوم نقف على مرحلة تاريخية جديدية انتهكت فيها مقدساتنا ويداس فيها على كرامتنا بالبصطار الصهيوني”.
وأضاف، تسعى أمريكا والصهاينة وعملائهم العرب لتصفية فلسطين على مرأى ومسمع أبنائها الخانعين دون أن تتحرك فينا كرامتنا ولا ضمائرنا.
وتابع حديثه بالقول: نحن نقف اليوم على عتبات مشروع صهيوني خطير يقضي بتمكين الاحتلال ومنع حق العودة وهضم حق اللاجئين وتوطينهم وإسقاط القدس من الحسابات العربية.
وشدد على أن الأخطر من كل هذه المؤامرة الخبيثة التي يسمونها صفقة القرن أنها تتم بتواطؤ عربي عربي وزعامات عربية وإسلامية متخاذلة بحق القضية الفلسطينية.
وقال العبادي: إن الحكام العرب يخافون على الكراسي الذهبية والمليارات ويهرولون للتطبيع مع الكيان الصهيوني، فتبًا لهم.
وشدد على أن إن المرحلة التاريخية التي تمر بها الأمة الإسلامية عموما وفلسطين والقدس خصوصا مرحلة خطيرة إما أن نكون فيها أو لا نكون ويجب أن نقف حتى آخر رمق بوجه المخططات الخبيثة وإسقاطها ولو على دمائنا.. عاشت فلسطين حرة عربية.
الرجوب: ستكون وحدتنا وكونفدراليتنا عندما تكون فلسطين صاحبة السيادة
بدوره قال أمين عام حزب الأنصار عوني الرجوب في كلمة له: من هنا أمام السفارة الأمريكية أقول لقد كانت الأمة العربية والإسلامية في تاريخها مسرحا للمعارك الحامية الوطيس، فقد كان منها المنتصر والخاسر، وقدمت الدم الأجيال وتغيرت الظروف حتى شاء الله للأمة العربية والإسلامية أن تفاجأ بجرثومة وجدت على أرضها ألا وهي اليهود.
وشدد على أن “إسرائيل: أوجدها الاستعمار وجعلها فعلا جرثومة تسري في عروق الأمة العربية والإسلامية”، مؤكدًا أنه “يجب أن نعيد تاريخ أجدادنا العظام، فقد جابوا العالم كله بالتحرير، ويجب أن تعود فلسطين”.
وتابع: أقول لترامب ستعود فلسطين وسترفرف أعلامنا فوق قبة القدس وفي جنين وأريحا ستعود قريبا إن شاء الله.
وأضاف الرجوب، نقول لترامب الذي أعد هو ونتنياهو “صفقة القرن” فكان الإعداد والإخراج والسيناريو أمريكيًا إسرائيليا: إن فلسطين لن تضيع ما دام فيها رجال والأردن لن يكون وطنا بديلا ما دام فيه نشامى أردنيون.
ووجه التحية للطيار الاردني يوسف الدعجة مؤكدًا أنه رمز أردني حلق في سماء فلسطين لم يهاب ولم يجبن لأننا نعتبر فلسطين هي قضيتنا الأم والقضية الرئيسية.
وتابع، نقول أمام سفارة أمريكا: لا للوطن البديل ولا للتجنيس ولا للتوطين والأردن ليس حاضنة وهذا لا يغضب أحدًا، ويجب على الفلسطينيين جميعا أن تكون سيادتهم على أرض فلسطين وبعدها ستكون وحدتنا وتلاحمنا وكونفدراليتنا عندما تكون فلسطين صاحبة السيادة، مشددًا على أن “الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين”.
عدد المساهمات : 75517 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: بانوراما 2020.. كورونا يفتك بالعالم وسقوط ترامب وهرولة عربية مخزية للتطبيع السبت 02 يناير 2021, 11:21 am
مسيرة الحسيني: الرد على صفقة القرن بإسقاط إتفاقية الغاز (صور وفيديو)
بدعوة من التحالف الوطني من أجل اسقاط صفقة القرن وحملة “غاز العدو احتلال”
انطلقت مسيرة شعبية حاشدة، من أمام المسجد الحسيني وسط العاصمة عمّان، رفضا وتنديدا بخطة السلام الأمريكية المعروفة بـ”صفقة القرن”.
وجاءت المسيرة، بدعوة من التحالف الوطني من أجل اسقاط صفقة القرن وحملة “غاز العدو احتلال”، بمشاركة الحراكات الشعبية والشبابية، والحركة الإسلامية، حيث طالب المتظاهرون الشعوب العربية والإسلامية بضرورة التحرك دفاعا عن القدس والمقدسات.
وأكد المشاركون في المسيرة الشعبية الحاشدة على ضرورة درء أي عدوان أو استهداف جديد للقضية الفلسطينية، وكذلك أي استهداف للأردن، داعين الحكومة إلى موقف حازم تجاه تلك الخطة التي تستهدف المملكة.
وطالبوا بضرورة إلغاء كافة الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال الصهيوني على رأسها اتفاقية السلام المعروفة بـ”وادي عربة”، وإلغاء اتفاقية الغاز، كبادرة أولى لمواجهة الصفقة المنحازة للاحتلال.
كما رفعوا شعارات ترفض تصفية القضية الفلسطينية وإلغاء حق العودة، وترفض مزيدا من التوسع على حساب أراضي الضفة الغربية، مشددين في الوقت ذاته على أن أرض فلسطين كاملة من النهر إلى البحر.
مراد العضايلة: الشعب مستمر حتى إسقاط صفقة القرن وصفقة الغاز
الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي المهندس مراد العضايلة قال في تصريحاتٍ لـ”البوصلة” خلال المسيرة: إن فعالية اليوم تأتي في سياق استمرار فعاليات الشعب الأردني الرافضة لاتفاقية الغاز مع العدوّ الإسرائيلي التي تستهدف الإضرار بالاقتصاد الأردني وخدمة الاقتصاد الصهيوني.
وأكد العضايلة أن الرفض الأردني للغاز الإسرائيلي يأتي في سياق مواجهة خطة ترامب المعروفة بصفقة القرن والمسار الذي يستهدف تدمير الدولة الأردنية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقهم.
بدوره قال عضو المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور رامي عياصرة في تصريحات لـ”البوصلة” خلال المسيرة: إن الشعب الأردني بكل أطيافه يريد أن يعبر عن موقفه الدائم والثابت في رفض صفقة القرن والخطة الأمريكية التي طرحها ترامب بالاشتراك مع حلفائه الصهاينة من اليمين المتطرف.
وشدد عياصرة على أن الشعب الأردني يجدد رفضه لهذه الاتفاقية الغاز ليؤكد على الثوابت الأردنية برفض الصفقة والحفاظ على المصالح الفلسطينية والمصالح العليا الأردنية.
وقال: نحن اليوم وكل الأردنيين بصوت واحد وبموقف واحد داعم لكل من يريد المحافظة على هذه الثوابت. مؤكدًا على أن الأردن الرسمي والشعبي موحد اليوم في مواجهة الصفقة التي تستهدف الأردن وفلسطين وتتجاوز على الدور الأردني برعاية القدس والمقدسات، وبالتالي هذه المسيرة تأتي في هذا السياق.
وختم بالقول: “الشعب كله موحد بمواجهة الصفقة المؤامرة على الأردن وفلسطين”.
وأكد منسق الحملة الوطنية لإسقاط إتفاقية إستيراد الغاز من الكيان الصهيوني الدكتور هشام البستاني في كلمته أن صفقة القرن تهدف لتصفية القضية الفلسطينية وتسليم الأردن ليكون تحت رحمة الصهاينة
وأشار البستاني إلى ما تمثله صفقة الغاز مع الكيان الصهيوني من دعم للاحتلال بعشرة مليار دينار تدفع من جيوب المواطنين بدل أن تصرف في مشاريع التنمية ومواجهة ظاهرتي الفقر والبطالة.
وأضاف البستاني” اذا كانت الحكومة جادة في مواجهة صفقة القرن وحماية الأردن وشعبه فعليها اليوم إسقاط إتفاقية الغاز فلا يستقيم بأي حال من الأحوال أن نسمع بيانات السحب والأمانة ضد صفقة القرن وضد الانتهاكات الصهيونية فيما يتم دعم الصهاينة من جيوب المواطنين بمليارات الدولارات ورهن قطاع الطاقة بيد الاحتلال،فهذه خيانة”.
كما أكد البستاني رفض أي مساس بحق العودة إلى فلسطين معتبرا أن هذا الحق لا يقتصر على الفلسطينيين بل لكل الأحرار المدافعين عن قضية فلسطين، مؤكدا أن الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن الأردن
واعتبر البستاني ان فعالية اليوم تمثل رسالة لأصحاب القرار المجلس النواب الذي وصفه بالعجز متسائلا عن مصير مشروع القانون الذي قدمه النواب حول تجريم إستيراد الغاز من الكيان الصهيوني، كما طالب البستاني النقابات المهنية بدور فاعل تجاه مواجهة صفقة القرن واتفاقية الغاز، مؤكدا استمرار الفعاليات الشعبية المطالبة بإسقاط هاتين الصفقتين.
وجرى في ختام الفعالية التوقيع على عريضة شعبية للمطالبة بإسقاط إتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني تعبيرا عن الرفض الشعبي لهذه الإتفاقية.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75517 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: بانوراما 2020.. كورونا يفتك بالعالم وسقوط ترامب وهرولة عربية مخزية للتطبيع السبت 02 يناير 2021, 11:22 am
تصاعد انتهاكات الاحتلال في القدس (تصريحات)
أكد محللون وخبراء استراتيجيون تحدثت لهم “البوصلة” أن تصاعد انتهاكات دولة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس وبشكلٍ غير مسبوق مردها لسعيها المحموم لإقامة “عاصمتها الأبدية المزعومة”، مستغلة في توقيتها التنافس بين القوى اليمينية المتطرفة على انتخابات الكنيست المقبلة، وحالة الضعف والتشرذم العربي، فضلاً عن الدعم اللامحدود المقدم من اليمين الأمريكي المتطرف بقيادة ترامب.
ويشدد الخبراء على أن الاحتلال يسعى اليوم لتقسيم القدس زمانيًا ومكانيًا تمهيدًا لإقامة الهيكل المزعوم الذي تواصل الحفريات الإسرائيلية من أجله خلخلة أساسات المدينة القديمة في القدس سعيًا لهدم بيوت المقدسيين وخلعها من جذورها وتفريغها من سكانها وتهويد المدينة بالكامل.
وطالب الخبراء بتقديم الدعم العربي والإسلامي لتعزيز صمود المقدسيين الذين يواجهون كل مخططات الاحتلال التآمرية بالصمود والرباط، محذرين من أنّ القانون الدولي لا يفعل شيئا تجاه دولة الاحتلال سوى الإدانة وهو بحاجة لقوة إلى جانبه حتى يستطيع فرض أجندة واقعية على الأرض توقف انتهاكات الاحتلال.
تهويد القدس تمهيدًا لبناء “الهيكل المزعوم”
الوزير الأسبق والخبير بالشأن المقدسي الدكتور أمين مشاقبة أكد في حديثه لـ “البوصلة” أن إسرائيل تسعى جاهدة إلى عملية ضم القدس كاملة وتهويدها باعتبارها برؤيتهم “عاصمة إسرائيل الأبدية”، ولذلك سعت دولة الاحتلال إلى قضم الأراضي المحيطة بجوار المسجد الأقصى بالإضافة إلى الحفريات وهدم البيوت ووضع اليد على بيوت المقدسيين.
وأضاف مشاقبة أن جيش الاحتلال وقواته تحمي أيضاً تدنيس الحرم القدسي الشريف الذي يقوم به المستوطنون بشكل يومي، وكل ذلك يهدف إلى تقسيم القدس الشريف زمانيًا ومكانيًا لإعادة بناء الهيكل المزعوم إسرائيلياً.
وشدد على أن الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية واضحة للعيان، في الوقت الذي يجتمع فيه رؤساء أربعين دولة في القدس المحتلة لدعم دولة الاحتلال وتذكير العالم بالهولوكوست والمجازر التي قامت بها ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
وأشار إلى أن كل ما يجري على الساحة هو محاولة لقضم القدس وتهويدها وتهجير أهاليها، بكل الضغوط والوسائل المتاحة لدى إسرائيل من قضايا الاعتقال والهدم والتهجير والإبعاد.
“نحن نعيش حملة انتخابات إسرائيلية ثالثة للكنيست بعد فشل الكنيست بتشكيل حكومة إسرائيلية بسبب الصراع القائم بين أزرق أبيض والليكود بقيادة نتنياهو وليبرمان كحزب آخر له ثمانية مقاعد، فالصراع على السلطة داخل إسرائيل وعملية الانتخابات تزيد من الحماقات الإسرائيلية والانتهاكات التي تتعرض لها القدس اليوم”، بحسب مشاقبة.
ونوه إلى أن ما يجري من انتهاكات ما هي إلا مزايدات بين القوى الإسرائيلية كجزء من الحملة الانتخابية القائمة في إسرائيل، وللأسف الشديد الجهة الوحيدة التي تقف وحيدة في الميدان وتدافع عن القدس هي الأردن، وتصريحات جلالة الملك في الاتحاد الأوروبي كان فيها وضوح بيّن فيما يتعلق بأولوية القدس ومركزية القضية الفلسطينية.
وشدد على أن انقسام السلطة الفلسطينية أدى إلى إضعافها وإضعاف دورها، وما يجري في الساحة العربية بشكل عام وخاصة في العراق وسوريا وليبيا واليمن جعل القضية المركزية الأولى قضية ثانوية ليست على سلم الأولويات في العالم العربي.
وأضاف أن حالة الانقسام العام عربيًا وحالة الانقسام الداخلي فلسطينيًا وضعف الأمة وعدم إسناد الشعب الفسلطيني في إقامة دولته الحرة والمستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967 يضعف الدور العربي بشكلٍ أو بآخر.
وأوضح أن الانتخابات الإسرائيلية القادمة في آذار هي جزء من معادلة المزايدة بين القوى المتطرفة داخل الأحزاب الصهيونية، ما أن اليمين المحافظ الحاكم في أمريكا منحاز تماما لإسرائيل، فاجتمع بذلك يمينان متطرفان على السماح بانتهاك الشرعية الدولية في القدس المحتلة.
وأشار إلى أن الانتخابات الأمريكية في نهاية 2020 والانتخابات المقبلة في إسرائيل جعلت جميع الأطراف تدخل في مزايدة على من يقدم لإسرائيل أكثر من الاعترافات والقوانين، منوهًا إلى قوننة الاستيطان وما صدر عن أمريكا بشأنه من أنه غير مخالف للقانون الدولي، وتشريع بضم أغوار الأردن الغربية وتشريع بضم الجولان، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل كلها قضايا تدخل ضمن إطار التحالف اليميني للولايات المتحدة مع التحالف اليميني المتطرف في إسرائيل.
العقيدة الصهيونية.. لا إسرائيل بدون القدس
المحلل والخبير الإستراتيجي الدكتور منذر الحوارات قال في حديثه لـ “البوصلة”: يبدو أن إسرائيل قررت بدعم لا متناهٍ من الولايات المتحدة الأمريكية أن تحقق على الأرض مقولتها “عاصمة لدولة واحدة”، وهذه العاصمة بالنسبة لهم هي القدس لدولة الكيان الإسرائيلي، لأنه بالنسبة للعقيدة الصهيونية فإنه “لا إسرائيل بدون القدس”، و”لا قدس بدون المقدسات الإسلامية، ولا مقدسات إسلامية بدون طرد العنصر الأصيل والمؤسس لها وهو العنصر الإسلامي”.
ونوه إلى أن دولة الاحتلال بذلك تنقض على “الأستاتيكو” الذي كان معمولاً به منذ نهاية الحكم العثماني، والذي قرر كيفية التعامل بين الديانات الثلاث في الأماكن المقدسة في القدس الشريف.
وأضاف أن إسرائيل هنا تتذرع بأن لها تاريخ، وبأن لها الأحقية والأولوية في الأماكن المقدسة، وتعتبر المسلمين محتلين لها، وهذا يتناقض مع التاريخ المكتوب حقيقة، ويعزز تاريخًا كاذبًا فرضته إسرائيل بالقوة وبمساعدة العالم الذي يفترض أنه متحضر، والذي أكد مقولة توراتية لا أساس لها على أرض الواقع.
وتابع الحوارات حديثه، بالتالي إسرائيل تعمل بموجب تلك المعلومات المغلوطة التي أسندت على مجموعة من الأكاذيب لتهويد الأقصى وتهويد المدينة كاملة وإلغاء أي حالة تثبت أنها عربية وإسلامية، وأن فيها مجموعة من الديانات استطاعت أن تتعايش خلال قرون من الزمن.
وعبّر عن أسفه من أنه في الوقت الذي يقوم العالم العربي والإسلامي بافتتاح كُنُس يهودية، إسرائيل في هذه اللحظة بالذات تقوم بالاعتداء على مقدسات المسلمين وعلى أماكن المسلمين والمسيحيين، وتحاول أن تكرس على أرض الواقع كيانًا لا يستطيع العالم بعد قليل إزالته، وهو الكيان الإسرائيلي ومؤسساته حتى الدينية منها.
ونوه إلى أن دولة الاحتلال لأجل ذلك تقوم بجعل عيشة المقدسيين صعبة جدًا، وصلاتهم صعبة جدًا، لأنها تريد أن تقسم زمانيًا ومكانيا أوقات محددة للصلاة وأماكن محددة للصلاة، كما فعلت في الخليل، وهذا ضمنًا لو حصل سيكون إقراراً من المسلمين بأحقية اليهود في المكان، وهذا ما لن يفعله المسلمون.
وشدد الحوارات على أن هذا هو مفهوم الرباط حول الأقصى، فالمسلمون هناك يحاولون الوقوف بوجه هذه الفكرة ورفضها، لأنه لو عمل بها ولو تحققت على أرض الواقع فإنها تساوي بالضبط “إقراراً إسلاميًا بأحقية اليهود بهذه الأماكن”.
إسناد النضال المقدسي
وطالب الحوارات بضرورة استمرار دعم النضال المقدسي، الذي لا يمكن له أن يستمر لوحده فهم بحاجة لدعم دولي إسلامي، في اللحظة التي يتواجد فيها دول إسلامية كبرى وهائلة اقتصاديًا وعسكريًا لا يستطيع المسلمون والمسيحيون بناء منزل في الأقصى، فضلاً عن قدرتهم على أن يصمدوا في بيوتهم؛ بل تقوم إسرائيل بهدمها من تحت الأرض وتخلخل جذورها وبالتالي تؤول إلى السقوط بسبب غياب الإمكانيات على تدعيم هذه البيوت والحفاظ عليها قائمة.
ونوه إلى أن كل هذا العالم الإسلامي المترامي والعالم العربي المترامي وهذه الطاقات والإمكانيات المالية والعسكرية، يجب أن تستخدم كقوة ضاغطة لحماية الأقصى.
واستدرك بالقول: بالتالي أعتقد أننا جميعا مقصرون كمجتمع عربي وإسلامي، فهناك دول تركيا وإيران وماليزيا ودول الخليج العربي ودول الطوق وهي دول قوية وتنافس الإقليم على أماكن نفوذ ومع ذلك تبتعد عن مكان النفوذ الحقيقي وهم الذين يجب أن يحموا هذه الأماكن.
إلزام العالم بحماية القدس وكشف أكاذيب الاحتلال
وشدد الحوارات نحن بحاجة إلى نقاش معمق حقيقي حول مكانة هذه الأماكن المقدسة في العالم الإسلامي، وبالتالي إذا كان لهذه المقدسات مكانة فيجب أن يلزم العالم بحمايتها، وإلا ستكون هذه المكانة في القلوب بعيدا عن أي شيء واقعي يدعم صموده ووقوقه في وجه هذا الكيان المعتدي المحتل الغاصب لها، ويحاول ويؤكد أنه يريد أن يغير التاريخ.
واستدرك قائلا: لكن أعتقد أن كما يقول الكبار في السن “الدنيا أطول من أهلها”، في النهاية ستظهر الحقائق وتكتشف على الأرض أكذوبة القراءة التوراتية لتاريخ المنطقة، وسيثبت للجميع أن هذه القراءة تعتمد على مناهج سياسية تريد أن تؤكد وجود إسرائيل في المنطقة، وعدا عن ذلك أكاذيب ليس علاقة بالتاريخ أساسًا.
وشدد الحوارات على أننا بحاجة لكثير من الأمور، وعلى رأسها إعادة قراءة التاريخ عالميًا، وليس أن نقرأه لأنفسنا، بحيث أن العالم يقتنع ويقرأ بشكل صحيح التاريخ الفعلي للمنطقة، وليس كما صورته لهم إسرائيل والدراسات التوراتية التي تستمر منذ 300 عام بطرح الأكذوبة ذاتها، وأن هذه المنطقة في تاريخها العريق بجلها من اليهود، والقليل القليل كان لمصلحة الفلسطينيين.
ونوه بالقول: بينما الواقع أن التاريخ الكثير الكثير كان للفلسطينيين وشعرة من هذا التاريخ كانت لليهود، واستطاعوا أن يعمموها على كل التاريخ.
وختم الحوارات حديثه لـ “البوصلة” بالقول: إن المطلوب دعم المقدسيين والوقوف إلى جانبهم، وإدانة إسرائيل في المحافل الدولية وإن كان القانون الدولي يبدوا قاصراً عن الوقوف في وجه الاعتداءات الإسرائيلية، وباعتقادي ما لم يتسلح هذا القانون بقوة تدعمه فلن يكون قادرًا على أن يفرض على إسرائيل أي أجندة على أراض الواقع.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75517 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: بانوراما 2020.. كورونا يفتك بالعالم وسقوط ترامب وهرولة عربية مخزية للتطبيع السبت 02 يناير 2021, 11:22 am
الاحتلال يحكم سيطرته على القدس ودعوات لانتفاضة بوجه المؤامرة
في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بمواجهة جائحة “كورونا” والوقوف في وجه تداعياتها يسعى الاحتلال الصهيوني بكل ما يملك من غطرسة رسمتها حكومة وحدة التطرف لإحكام سيطرته ومؤامرته على تقسيم المسجد الأقصى والقدس المحتلة زمانيًا ومكانيًا ليصبح بعد ذلك أمرًا واقعًا كما فعل في الحرم الإبراهيمي محاولاً “بحكم الأمر الواقع” تحييد الجهة الرسمية ممثلة بأوقاف القدس التي تمثل الوصاية الهاشمية الأردنية على المقدسات وسحب البساط من تحتها ليصبح “مفتاح الأمر والنهي” في القدس بيد التطرف الصهيوني الذي يقوده نتنياهو وغانتس ليفتح الباب واسعًا أمام اقتحامٍ كبيرٍ يعد له سدنة التطرف الصهيوني الاستيطاني لفرض هذا المخطط الإجرامي.
تُمنع الصلاة في المسجد الأقصى خوفًا على صحة المصلين وحفاظًا على سلامتهم بأمرٍ من أوقاف القدس؛ لكن في الجانب الآخر يُفتح الباب على مصراعيه لصلوات تلمودية متطرفة للصهاينة بتشجيعٍ من الاحتلال وتحت عين العالم وبصره، ليثير أسئلة جوهرية إلى متى يبقى الجميع صامتًا على مؤامرة باتت تحاك علنا على القدس والأقصى بدعمٍ غربيٍ تقوده أمريكا منقطع النظير لحكومة التطرف التي يقودها نتنياهو وغانتس، وصمتٍ عربيٍ أقرب للتآمر فضحه “مسلسلات تطبيع” فاحت رائحة مؤامرتها على تاريخ ضاربٍ في التاريخ ليمنح حقًا لليهود بالاحتلال تارة وتحت ستار التعايش تارة أخرى، لكن الواضح هو التسليم بالأمر الواقع والاعتراف بحكم الصهاينة على القدس وكل فلسطين.
الاحتلال يفرض الأمر الواقع مجددًا
ويرى أستاذ العلوم السياسية الدكتور أحمد نوفل في تصريحاته إلى “البوصلة” أن ممارسات الاحتلال لم تأت بجديدٍ فهذا شيء طبيعي في سلوكياته؛ لا سيما وأنه منذ عام 1967م وهو ينفذ سياسة فرض الأمر الواقع على المسجد الأقصى والمقدسات.
وأكد نوفل أن الاحتلال يستغل الآن جائحة كورونا وشهر رمضان الفضيل من أجل السماح للمستوطنين والمتطرفين من الدخول إلى ساحات المسجد الأقصى الذي يُفضل بسبب الجائحة عدم التواجد فيه بشكلٍ كثيف للمسلمين حفاظًا على صحتهم وسلامتهم من خطورة وباء كورونا؛ لكن في المقابل فإن هذا أعطى الصهاينة المتطرفين فرصة للدخول لساحات الأقصى وممارسة طقوسهم في تحدٍ استفزازيٍ للمصلين الفلسطينيين.
وشدد على أن ممارسات الاحتلال وانتهاكاته مستمرة ولم تتوقف؛ بل إن سلطات الاحتلال تشجع مثل هذه الانتهاكات، ومع ذلك هناك صمود حقيقي من قبل المصلين والمرابطين والمرابطات في الأقصى.
وحذر من أن القضية بدأت تأخذ منحى جديد، ليس فقط ممارسات وانتهاكات فردية للمستوطنين؛ بل إنها أصبحت “ممنهجة” من قبل حكومة الاحتلال.
وقال نوفل: “باعتقادي هذه السياسة ممنهجة من قبل سلطات الاحتلال وكأنه كل حكومة تريد فرض الأمر الواقع على المسجد الأقصى والأماكن المقدسة الفلسطينية ليتيح لها ذلك التفاوض مع الفلسطينيين في المستقبل على هذا الأمر، وأخشى ما أخشاه أن يأتي يوم سواء كان بدعمٍ من الإدارة الأمريكية أو القيادات الغربية لتمنح اليهود الحق بأن يمارسوا شعائرهم كما حصل في الحرم الإبراهيمي في الخليل وفرضت الأمر الواقع خطوة بخطوة من دون أن ننجح جميعا ونحن من قاوم هذه السياسة بإفشالها.
وذكّر نوفل أن الضغوطات الدولية في ذلك الوقت والدول العربية ومنظمة التحرير والجهود جميعها عجزت عن إفشال فرض سلطات الاحتلال للأمر الواقع على الحرم الإبراهيمي، وأصبح السماح لليهود بممارسة شعائرهم الدينية مقسما في ساعات وأيام وتواريخ محددة أمرًا واقعًا لا يستطيع أن يتدخل فيه أحد.
وقال أستاذ العلوم السياسية: “أخشى ما أخشاه أن يكون تكرار مثل هذه الممارسات فيما بعد وكأنه أصبح تحصيل حاصل، ولا نستطيع لا المرابطين ولا الفلسطينيين ولا الأردن ولا الدول العربية والإسلامية أن نغير من هذه السلوكيات مستقبلاً”، معللا مخاوفه بأن انتهاكات الاحتلال في الحرم الإبراهيمي في حينه لم تواجه برفضٍ يوازيها من قبل منظمة التحرير الفلسطينية ولا الأردن ولا الدول العربية والإسلامية.
وشدد نوفل على أن استنكار جامعة الدول العربية وبعض الدول هنا وهناك أصبحت بالنسبة لسلطات الاحتلال أمرًا طبيعيًا لكن أخطر من ذلك “فرض الأمر الواقع” على الأماكن المقدسة، وقبل سنوات كانت مثل هذه الممارسات محرمة وكانت شيئًا غريبا لكننا أصبحنا نشاهدها يوميًا ومع ذلك أصبحت سلوكيات المستوطنين داخل ساحات الأقصى شيئاً طبيعيا ووجود الفلسطينيين في ساحات الأقصى هو الشيء غير الطبيعي.
الحل بانتفاضة وهبّة جديدة ضد الاحتلال
وطالب نوفل بضرورة أن يكون هناك هبة طبيعية وأن تكون هناك انتفاضة كما حصلت من قبل في انتفاضة الأقصى من قبل المرابطين والمرابطات في ساحات الأقصى عندما رفضوا وجود البوابات الإلكترونية قبل عامين تقريبًا.
وشدد في الوقت ذاته على أنه يجب أن يكون هناك انتفاضة حقيقية في الأراضي الفلسطينية ليس فقط من أجل الأماكن المقدسة في القدس وما تتعرض له من انتهاكات؛ لكن أيضًا لأنه في ظل حلول الذكرى 72 لقيام الكيان الصهيوني في فلسطين بعد أيام حيث تريد حكومة نتنياهو وغانتس ضم الأغوار وهذا أمرٌ خطير جدًا.
وتابع حديثه بالقول: أنا واثق أن دولة الاحتلال تعلم أن ردود الفعل الفلسطينية مع الأسف الرسمية والعربية ليست بمستوى ما تقوم به من انتهاكات، ولذلك فإنها تقوم بهذه الانتهاكات لأنها تعلم أنها تفرض سياسة الأمر الواقع ما دامت الولايات المتحدة وسياسة ترامب تؤيدها.
ونوه إلى أن السفير الأمريكي قبل أيام في تل أبيب يتحدث صراحة وبكل وقاحة عن أن وجود اليهود في الحرم الإبراهيمي والخليل مثل وجود تمثال الحرية في الولايات المتحدة، وهو يهودي صهيوني هذا السفير، ولكنه يشبه الاحتلال الإسرائيلي في الخليل وكأنه باقٍ بقاء تمثال الحرية في أمريكا.
ووصف نوفل تشبيه السفير الأمريكي هذا بـ “الحقير”، مؤكدًا أنه لو كانت هناك دول عربية ولو كان هناك ضغط جماهيري عربي وفلسطيني لما استطاع هذا الإنسان أن يتصرف بمقدسات المسلمين في الأراضي الفلسطينية بهذا الشكل من دون أن يكون الردع والرد الفعلي ضد هذه الممارسات.
وتابع، مع الأسف هو يعلم جيدًا أنه لو فعل ما يريد لكن أكثر ما يفعله الجانب العربي أو الفلسطيني بيانات الاستنكار، وهذا لم يعد يكفي بيانات استنكار ولا بيانات جامعة الدول العربية ولا اجتماعات وزراء الخارجية العرب.
وقال نوفل: نحن الآن أمام قضية خطيرة جدًا ومحاولة استغلال دولة الاحتلال لجائحة كورونا من أجل فرض الأمر الواقع للمستوطنين اليهود لدخول ساحات الأقصى وذلك بهدف تقسيم الأقصى مستقبلاً زمانياً وجغرافيًا.
وختم حديثه بالقول: “عندما نتحدث في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية، ونحن نستقبل بعد أيام ذكرى قيام الاحتلال الصهيوني ، حقيقة لا بد أن نغير من النهج الرافض لهذه الممارسات، فلم تعد قضايا بيانات الاستنكار وتصريحات هنا وهناك تكفي؛ لا بد أن يكون الرد الفعلي الجماهيري فلسطينيًا وعربيًا بمستوى ما تمارسه دولة الاحتلال من انتهاكات”.
الاحتلال يقضم غور الأردن ومسلسلات التطبيع زيادة
بدوره عبّر الوزير الأسبق وأستاذ العلوم السياسية الدكتور أمين مشاقبة في تصريحاته إلى “البوصلة” عن استهجانه لكل ما تقوم به سلطات الاحتلال من محاولات للسيطرة على القدس وانتهاك الوصاية الهاشمية الأردنية عليها، مؤكدًا أنه مع بروز صفقة القرن والتطمينات الأمريكية لدولة الاحتلال شرعت بتهويد القدس والمقدسات الإسلامية وعملية التقسيم الزماني والمكاني لما ورد في صفقة العصر على أساس أن القدس هي عاصمة دولة الاحتلال ضاربة عرض الحائط بكل العهود والمواثيق والاتفاقيات.
وقال مشاقبة: مع التطرق الزائد في دولة الاحتلال من خلال اليمين المحافظ واليمين المتشدد واليمين الصهيوني الذي يحكم من خلال حكومة الوحدة بين نتنياهو وغانتس، وانشغال العالم في مواجهة جائحة كورونا، كلها ظروف يسعى الاحتلال لاستغلالها لحظة بلحظة لمزيد من التهويد والمزيد من قضم الأغوار الأردنية، وضم أجزاء من الضفة وشواطئ البحر الميت من الجهة الغربية.
وحذر مشاقبة من أن دولة الاحتلال ستتخذ قرارًا بهذا الاتجاه قريبًا على أساس أن يكون الأول من شهر تموز القادم حيث سيكون إعلان ضم هذه المناطق فضلاً عمّا سيظهر للعلن من توجهات إسرائيلية مفاجئة في المنطقة، معبرًا عن أسفه من أن العرب بشكل عام منشغلون بقضايا الكورونا وقضاياهم الداخلية كلٌ على حدة وتركت القضية الفلسطينية المركزية الأولى إلى قضية على أدنى سلم الأولويات بالنسبة للعالم العربي.
كما عبّر الوزير الأسبق عن استهجانه وخيبة أمله من الاتجاهات المتعلقة بالتطبيع الموجودة في بعض الدول العربية وخصوصًا ما يتعلق بالمسلسلات الموجودة التي غزتنا في شهر رمضان الفضيل للترويج إلى أن هؤلاء اليهود يستحقون الحياة وأنه ليس هناك عدائية عربية مع اليهود والتأكيد على أبعاد تاريخية للتواجد اليهودي التاريخي في المجتمعات العربية، وهذا أمرٌ مرفوضٌ جملة وتفصيلاً.
وختم مشاقبة حديثه بالقول: “كل هذا يصب في عملية تهويد الأراضي الفلسطينية بالطريقة التي تريدها دولة الاحتلال والولايات المتحدة، والواقع العربي واضح أمام الجميع من حالة التفتق وحالة الانشغال بالخوف والرعب المسيطر على المنطقة بشكلٍ أو بآخر بسبب جائحة كورونا والأزمات الاقتصادية”.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75517 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: بانوراما 2020.. كورونا يفتك بالعالم وسقوط ترامب وهرولة عربية مخزية للتطبيع السبت 02 يناير 2021, 11:23 am
هكذا يمكن مواجهة الغطرسة الإسرائيلية بضم غور الأردن
طالب خبراء استراتيجيون ومحللون سياسيون تحدثت إليهم “البوصلة” بضرورة التحرك الفلسطيني الأردني العربي العاجل لمواجهة خطوة حكومة الوحدة الصهيونية المتغطرسة بضم القدس والمزيد من أراضي الضفة الغربية وغور الأردن في مختلف المحافل الدولية، مؤكدين في الوقت ذاته على ضرورة التلويح بإلغاء معاهدات السلام العربية الإسرائيلية التي لم تعد لها أي قيمة بعد القرار الإسرائيلي أحادي الجانب.
كما أكد الخبراء على ضرورة أن يبدأ التحرك الفلسطيني بإلغاء معاهدة أوسلو وتوحد الفرقاء الفلسطينيين على طاولة واحدة تعلي خيار المصالح العليا للشعب الفلسطيني على أي شيء آخر في مواجهة الغطرسة الصهيونية المدعومة أمريكيًا، قبل المطالبة بحشد الدعم العربي والدولي للدفاع عن القضية الفلسطينية.
ضم غور الأردن مسألة وقت
قال الخبير الإستراتيجي والمحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات في تصريحاتٍ لـ “البوصلة”: إن إصرار حكومة الوحدة الصهيونية على ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة وغور الأردن يشكل إستراتيجية إسرائيلية، بدليل أنه تساوى اليمين ويمين الوسط ولا أريد القول اليسار الإسرائيلي بيني غانتس أزرق وأبيض وليكود بنتياهو وتحالفه، وأن ضم الأراضي الفلسطينية هو جزء أساسي من اتفاقهما وهذا يدلل عليه توكيل هذا الملف من قبل غانتس لنتنياهو، بمعنى أن عملية الضم هي مسألة وقت.
وأضاف الحورات، لاحظت أن هناك نقطة معينة وهي ضمن الاتفاق بين الحزبين والتكتلين يتمثل في المحافظة على اتفاقيات السلام، وباعتقادي ربما تؤجل عملية ضم غور الأردن ومستوطناته إلى مرحلة لاحقة، وهذا جزء ربما مخفي في الاتفاق فهم من السياق.
وشدد على أن الحكومة الصهيونية ماضية في قرارها وهي تستغل الحالة الدولية المنشغلة بمواجهة وباء كورونا، وتحاول أن تحقق مكاسب خلال الفترة المقبلة إذا ما تمّت حكومة الوحدة وتجاوزت عتبة المحكمة الدستورية.
ونوه بالقول: أعتقد أن عملية الضم هي مسألة وقت، وبالذات أنه لا يوجد موقف أمريكي حقيقي معارض لهذه الخطوة؛ بل بالعكس تماما وزير الخارجية الأمريكي تحدث عن أن هذا شأن إسرائيلي ومن حقها أن تضم، وكأن هذه الأراضي وكالة أمريكية للإسرائيليين يستطيعوا التعهد فيها والموافقة على ضمها، ووعدهم بأن يعارض أي فيتو ضد ذلك، مشددا في الوقت ذاته على أن عملية تطبيق خطة ترامب تسير قدما على قدم وساق وما هي إلا مسألة وقت.
وفي إجابته على سؤال ما هو موقف الأردن، قال الحوارات: أعتقد أنه موقف أساسي الآن، لأنه فيما لو تمت هذه الخطوة فإنها تمس بالمصلحة الإستراتيجية للدولة الأردنية، ولعلاقتها مع الكيان الإسرائيلي.
التهديد بإلغاء معاهدة السلام له جدوى
وقال الخبير الإستراتيجي: بتصوري أن التهديد بإلغاء عملية السلام في حال أن تم القرار الإسرائيلي بعملية ضم غور الأردن، سيكون ذا جدوى بالذات أن الإدارة الأمريكية منشغلة كثيرا بإخفاقاتها في مواجهة فيروس كورونا، واحتمالات جو بايدن أن يأتي باتت واردة، وإن كان لا يزالد ترامب لديه الحظوة الأولى، لكن جو بايدن فيما لو لم تتم عملية الضم سيعارضها مستقبلا، أما إذا وجدها أمامه جاهزة فلن يستطيع إجبار القيادة الإسرائيلية على التراجع عنها.
وشدد على أن الموقف الأردني يجب أن يعيق عملية الضم بأي وسيلة؛ سواء بالتوجه للمجتمع الدولي وتفعيل الدور الأوروبي، ودور الرباعية، والذهاب للجامعة العربية، يجب أن يستخدم كل المنصات الإقليمية والدولية للوقوف بوجه هكذا عملية.
وأكد قائلا: أتصور أن الأردن لديه الإمكانية اللوجستية للحركة بالذات أن أعباء فيروس كورونا خفت عنه قليلاً، وبالتالي يمكن أن ينتبه للتصدي للقضايا الإقليمية ومشاكلها، لأنه لو تمت عملية الضم لا قدر الله فإن هذا يهدد مستقبل المنطقة ويجعلها في مهب الرياح ويجعل الاستقرار حلما بعيد المنال.
واستدرك الحوارات، إذن على الدولة الأردنية يجب أن تقف على قدم وساق في وجه عملية الضم، لأن إسرائيل لم يعد فيها يمين ويسار، فجميعهم يمين وجميعهم متطرف، والجميع يريد أن يحقق المكاسب على حساب الفلسطينيين طالما أن الفلسطينيين منقسمين وليس في الأفق فرصة لتوحدهم أو اجتماعهم على طاولة واحدة تكون أجندتها الرئيسية المصلحة العليا للشعب الفلسطيني.
وعبر عن خيبة أمله إذ أنه ما تزال الصراعات الفصائلية هي التي تطفوا على السطح الفلسطيني، والمكاسب اللحظية هي التي تحدد خارطة المستقبل الفلسطيني على الصعيد الداخلي، محذرًا في الوقت ذاته من أن كل الفرص مهيأة لإسرائيل لأن تستغل هذه الظروف وتتعامل معها لمصلحة الكيان العنصري الإسرائيلي.
الجامعة العربية أداة ضعيفة يجب تفعيلها
وأكد الخبير الإستراتيجي أن الدعوات والاجتماعات في الجامعة العربية لم تعد ذات وزن منذ زمن، لكن لا يجوز أن نستثني منظمة إقليمية كبيرة مثلها من اللعبة لأنها واحدة من الوسائل، فقد تكون وسيلة ضعيفة وليست قوية ولكنها تبقى أداة، لأننا إن جردنا أنفسنا كعرب من كل الأدوات حتى لو كانت ضعيفة سنعمق المشكلة.
وأوضح أن الفلسطيني أداته ضعيفة جدًا ممثلة في حجر صغير (حصوة) كما تسميها جداتنا، وهي أداة لو تركتها على الأرض فليس لها قيمة، لكن حين يمسكها فتى لديه براعة في إطلاقها أعتقد أنه يحقق منها مكاسب، فيضرب الجندي ويطارده ويسير خلفه.
وأكد الحوارات أن الجامعة العربية أداة ضعيفة ولكن يمكن إن استخدمت ببراعة أن تحرك المياه الراكدة في بعض المواقف لأنه في النهاية هي جزء من المنظومة الدولية، ويمكن أن تستخدم على الأقل في السياق حين يقال إن العرب مع الفلسطينيين غير أن يقال العرب لم يتحركوا قيد أنملة، حتى لو كان هذا التحرك ليس له ثقل سياسي مؤثر ولكن تحركه يعني أنه ما زال للعرب دعم للقضية الفلسطينية، مشددًا في الوقت ذاته على أنه يجب على الفلسطينيين استثمار كل الوسائل المتاحة لديهم.
وتابع حديثه بالقول: أعتقد أن الأردن يجب عليه أن يتحرك في مجال الجامعة العربية، والاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي تمت الدعوة له لا يؤثر في دونالد ترامب، و لكن يمكن أن يؤثر في الاتحاد الأوروبي ويمكن أن يؤثر في روسيا وجميع الدول التي هي غير فاعلة أساسا في مجال القضية الفلسطينية، ولكن لها ثقل لا يمكن إنكاره خاصة بعد تراجع الدور الأمريكي في القضايا الدولية ككل، وليس القضية الفلسطينية وحدها.
ونوه إلى أن الولايات المتحدة تتعامل مع القضايا بلا حرفية، وبشيء من العنجهية واللامنطق فهي تدعم الأقوياء فيما يريدين، وليست مستعدة للوقوف مع الأطراف الضعيفة، هي تريد أطرافًا قوية حتى تقف معها، والاحتلال طرف قوي والإدارة الأمريكية تعشق الوقوف مع الأقوياء وليس الضعفاء، مؤكدًا على ضرورة حشد الدعم للفلسطينيين لأنه ربما يعطي انطباعًا بأن هذا الطرف ليس ضعيفاً كما ترى إدارة ترامب.
التحرك الفلسطيني ابتداءً
من جانبه، يرى رئيس الجمعية الأردنية للعودة واللاجئين كاظم عايش في حديثه إلى “البوصلة” أن الكيان الصهيوني كان يخطط لمثل هذا العمل منذ زمن بعيد ولكن كان ينتظر الفرصة من أجل إعلان ضم المستوطنات وغور الأردن، بعد ضم الجولان وتهويد القدس وجعلها عاصمة له.
وأكد عايش أن الحكومة الصهيونية كانت تنتظر مناسبة لهذه الخطوة واستغلت فرصة انشغال العالم بمواجهة جائحة كورونا، “ليس هذا فحسب بل إن الاحتلال استغل الانقسام الفلسطيني كذلك وغياب دور حقيقي للمشروع الوطني الفلسطيني بسبب أوسلو والسلطة التي للأسف الشديد حتى الآن بوصلتها تائهة ولا تدري إلى أين تذهب”، على حد تعبيره.
وتابع، هذا كله أغرى الصهاينة في محاولة ضم المستوطنات وغور الأردن، وأعتقد أنه لا بد من أن يكون هناك رد فلسطيني ابتداء على الموضوع، عبر إنهاء اتفاق أوسلو مع الصهاينة، وعودة الشعب الفلسطيني للتوحد، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطيني على أسس المشروع الوطني الفلسطيني الأساسي الأصلي الذي تخلت عنه المنظمة حينما وقعت أوسلو.
وشدد على أن العوامل السابقة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، وبغير ذلك لن يكون له قيمة، فإذا لم يبدأ الشعب الفلسطيني خطوته الأولى بالتصدي فلا ننتظر من العالم أن يأتي من أجل أن يقدم لنا العون.
وقال عايش: الأصل أن نبدأ نحن كشعب فلسطيني بخطوات حقيقية وجادة ومن ثمّ يأتي العون من الأمة العربية والإسلامية.
وأكد على أن هناك العديد من أوراق القوة بيد الدول العربية وخاصة بيد الأردن بعد أن أصبح مستهدفا بهذا الإجراء الصهيوني الذي ينهي حل الدولتين بهذا الإعلان مع أننا بالأساس لا نؤمن بحل الدولتين لعلمنا بالنوايا الصهيونية، منوها إلى أن إلغاء حل الدولتين سينقلنا خطوة أخرى باتجاه أن الأردن يصبح الوطن البديل شئنا أم أبينا، رغم الحديث عن أن الوطن البديل أمرٌ مرفوضٌ رسميا، لكن بهذا الإعلان الصهيوني يصبح الوطن البديل أمرًا واقعًا.
وختم عايش حديثه إلى البوصلة بالقول إن الأردن بيده الكثير فيمكنه أن يلغي اتفاقية وادي عربة وأن يدعم الشعب الفلسطيني والقوى الرافضة للحل السلمي الهزيل، وتستطيع أن توقف هذه المهزلة إذا أرادت. ماأما
ماذا سيبقى للمعاهدات بعد قرار الضم؟
الوزير الأسبق مروان المعشر طالب في مقالة له بصحيفة الشرق الأوسط الأردن والدول العربية بإعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة مع “إسرائيل”.
وأكد أن “العملية السياسية أصبحت مجرد سراب، وبعد أن اتفقت كافة المكونات السياسية الإسرائيلية اليهودية على ضم الأراضي الفلسطينية، بما يقتل فرصة إقامة الدولة الفلسطينية بما لا يدع مجالاً للشك، ماذا تعني اتفاقية أوسلو؟ ماذا تعني المعاهدة الأردنية – الإسرائيلية؟ الكلام هنا ليس عاطفياً؛ بل هو سياسي بامتياز. ماذا تعني المعاهدة الأردنية – الإسرائيلية، إن كانت إسرائيل في قتلها للدولة الفلسطينية تعمل مباشرة ضد المصلحة الوطنية الأردنية، وتحاول قتل الهوية الوطنية الأردنية، إضافة لمحاولة طمسها للهوية الوطنية الفلسطينية؟”.
وشدد على أنه “لا يمكن تصور الرد الأردني على أي قرار بالضم بعد شهر يوليو (تموز) القادم، مقتصراً على مجرد بيان بالشجب، أو استدعاء للسفير الأردني في تل أبيب، أو طرد للسفير الإسرائيلي في عمان؛ حيث لا بد من أن يكون الرد متناسباً مع حجم هذا التهديد الوجودي”.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75517 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: بانوراما 2020.. كورونا يفتك بالعالم وسقوط ترامب وهرولة عربية مخزية للتطبيع السبت 02 يناير 2021, 11:24 am
الهرولة العربية المخزية نحو التطبيع
وكان العام 2020 صادمًا في حجم التذلل العربي الرسمي غير المبرر في الهرولة للتطبيع مع الكيان المحتل الذي تساقط قادته الواحد تلو الآخر، فما كان من بدٍ من إلقاء حبال النجاة العربية لنتنياهو لعله يحوز على بعض الرضا لدى كيانه المحتل وينجح في الانتخابات التي فشلت لمراتٍ عدة.
وأكد خبراءٌ تحدثت إليهم “البوصلة” أنّ الهرولة نحو “التطبيع المجاني” مع الكيان الصهيوني لن يخدم مصالح الدول العربية التي تقدم عليه؛ بل على العكس من ذلك فإنه يشكل إضراراً بمصالحها وخداعًا للشعوب العربية وتقديمًا للوهم بأن هذا الكيان العنصري و”الثعلب الصهيوني” سيوقف أطماعه في العالم العربي ويغير من نظرته الحاقدة والمعادية للعرب والمسلمين.
ليس هذا فحسب بل إن النظام الرسمي العربي القذر مهّد الطريق لحفلة التطبيع هذه عبر دراما مسمومة قدمها للمشاهد العربي، الأمر الذي استوجب التحذير من خطورة “دراما التطبيع” وسعيها لترويضنا فكريًا.
استمرار المشهد العربي الممزق
استمرت خلال العام 2020 حالة التمزق العربي، حتى غاب العرب وجامعتهم عن التكافل والتعاون لمواجهة جائحة كورونا وتسابق كل بلدٍ للنجاة بنفسه صحيًا واقتصاديًا في غيابٍ كامل لأواصر الأخوة العربية، وفي الوقت ذاته كانت الأنظمة الحاكمة تقمع أي صوتٍ معارضٍ سواء في السياسة أو الصحة أو الاقتصاد فعززت الجائحة القبضة الأمنية للأنظمة وخنق آمال الشعوب بأي حرية أو حقوق؛ سيفرضها أي ربيع عربيٍ قادمٍ سيكون أشدة قسوة ممّا مضى.
لم يغب التعاون فحسب؛ بل ظهر التدخل السلبي في أكثر من قطرٍ عربيٍ في سبيل تعزيز الفوضى وإدامة حالة النزاع في تلك البلدان.
وفي هذا السياق حذر المحلل السياسي والصحفي اليمني خالد العقلان في تصريحاتٍ لـ “البوصلة” من أن التحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات في اليمن يتحمّل المسؤولية الكاملة عمّا آلت إليه أحوال اليمنيين وأعادتهم صحيًا واقتصاديا وسياسيًا قرونًا إلى الوراء.
فيما حذر خبير عسكري آخر تحدثت إليه “البوصلة” من أن تدخل مصر عسكريًا في ليبيا سيكون “انتحارًا” وستكون له انعكاسات سلبية على المشهد الليبي.
أما المشهد العراقي، فأكد الصحفي العراقي أحمد الشمّري في تصريحاته إلى “البوصلة” أن الوضع في العراق لا يبشر بخير على أكثر من صعيد، فعلى مستوى الأمن السلاح ما زال منفلتا بيد المليشيات الموالية لإيران، والمتهمة بارتكاب عمليات اغتيال طالت ناشطين وإعلاميين وكل من يرفض سطوتهم وتغولهم في البلد.
وأضاف الشمري بالقول: أما على المستوى الاقتصادي، فإن خفض قيمة الدينار العراقي أدت إلى حصول تضخم وارتفاع في أسعار السلع، والتي في معظمها مستوردة، في ظل تعطل الزراعة والصناعة، إضافة إلى تردي الخدمات الأساسية، ولا سيما الكهرباء والماء والطرق.
أما على الصعيد السياسي، فيؤكد الصحفي العراقي أن الانتخابات المقرر إجراؤها في يونيو/ حزيران 2021، لن تغير من الواقع المرير شيئا في ظل تدخل المال السياسي وسيطرة ذات الأحزاب على مفوضية الانتخابات، وتفصيل قانون الانتخابات الجديد على مقاساتهم ليحققوا على أعلى عدد مقاعد في البرلمان المقبل، مع شكوك في تمكن الحكومة من إقامة الانتخابات في موعدها لتأخر إقرار قانون المحكمة الاتحادية، التي تصادق على نتائج الانتخابات، إضافة إلى تردي الوضع الأمني بسبب انفلات السلاح.
مقتل قاسم سليماني وتداعياته
ومن أبرز الأحداث التي شهدها العام 2020 اغتيال أمريكا لقائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني، الذي رجّح خبراء سياسيون وعسكريون تحدثت لهم “البوصلة” أن لا يتعدى ردّ النظام الإيراني على حادثة اغتياله بعض العمليات المحدودة لـ”حفظ ماء الوجه”، مؤكدين أن الأمر لن يتطور بكل الأحوال إلى “حربٍ مفتوحة” بين إيران وأمريكا لانعدام مصلحة الطرفين بمثل هذا السيناريو، فضلاً عن أنه “لا مقارنة بين القوة الأمريكية والقوة الإيرانية”.
“التطبيع المجاني” لن يوقف أطماع “الثعلب الصهيوني” في بلادنا
أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الدكتور أحمد نوفل في تصريحاتٍ إلى “البوصلة” أنّ الهرولة نحو “التطبيع المجاني” مع الكيان الصهيوني لن يخدم مصالح الدول العربية التي تقدم عليه؛ بل على العكس من ذلك فإنه يشكل إضراراً بمصالحها وخداعًا للشعوب العربية وتقديمًا للوهم بأن هذا الكيان العنصري و”الثعلب الصهيوني” سيوقف أطماعه في العالم العربي ويغير من نظرته الحاقدة والمعادية للعرب والمسلمين.
وقال نوفل: إن التطبيع اليوم مجاني، لا سيما وأنه في العلاقات الدولية الجميع يبحث عن مصلحته، فما هي مصلحة أي دولة عربية تطبع علاقاتها مع الكيان الصهيوني؟ فإن كانت مقنعة فليكن، مستدركًا في الوقت ذاته: لكن لا نرى أي مصلحة مباشرة لهذه الدولة أو تلك، بل هي تريد إقناع أو خداع نفسها أنها ستحقق مصالح. وشدد على أن من يؤمن بأن الكيان الصهيوني يريد حقيقة مصلحة أي دولة عربية فهو مخدوع بهذا الكيان، ولا يعرف حقيقة الحركة الصهيونية وإسرائيل ولا طبيعة وجودها في فلسطين، منوهًا إلى أن هذا العدوّ ليس موجهًا ضد الفلسطينيين؛ بل موجه ضد الأمّة العربية والإسلامية ككل، ومن يرى بأنه خارج إطار الأطماع الصهيونية وبعيدٌ عن خطرها ما هو إلا واهم.
وأشار نوفل إلى أن أي دولة عربية تريد تطبيع علاقاتها مع “إسرائيل” والحركة الصهيونية عليها أن تعرف كيف تفكر إسرائيل وكيف تنظر للعرب، والإجابة ستكون أنها تنظر نظرة عنصرية بغيضة، موضحًا أن الأمم المتحدة اتخذت قراراً بأن الصهيونية تشبه إلى حدٍ كبير في نظرتها وتفكيرها العنصري ضد العرب والمسلمين بما كان يحصل في جنوب إفريقيا ضد السكان الأصليين.
ونوه إلى إن حاخامات الحركة الصهيونية يقولون بأن العرب عبارة عن صراصير لا يجب قتلهم بالأيدي بل دعسهم بالأحذية، وهذا التفكير ليس موجهًا ضد الفلسطينيين وليس موجهًا ضد شعب معين بل ضد الأمة العربية والإسلامية ككل، على حد وصفه. وتساءل أستاذ العلوم السياسية هل غيرت إسرائيل من تفكيرها العدواني وأطماعها في مصر والأردن بعد توقيع اتفاقيات السلام (الاستسلام) معهما، وهل أزالت الأطماع الإسرائيلية فيهما، “بالتأكيد لا”. وقال نوفل: علينا أن لا نثق بهذا الثعلب الصهيوني الذي له أطماع في جميع الدول العربية، لا سيما وأنه بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد ووادي عربة فإن الإعلام الصهيوني لم يغير من نظرته العنصرية ضد العرب وأطماعه ضد الأردن وضد مصر وفلسطين.
وحذر من أنه لا يجوز أن يعتقد البعض بأن توقيع اتفاقية مع إسرائيل يعني زوال خطرها ضد هذه الدولة أو تلك، فإسرائيل تمثل خطرًا على كل الوطن العربي وضد المسلمين جميعًا.
وعبر عن أسفه من أن هناك من يعتقد بأن إسرائيل ستكون سندًا له ضد دولة أخرى؛ مثلاً ضد إيران أو تركيا أو ضد أي دولة أخرى يكون واهما، مؤكدًا في الوقت ذاته أن نتنياهو أو الحركة الصهيونية لن تقوم بالدفاع أو الوقوف إلى جانب أي دولة عربية أو حماية سيادتها ضد أي دولة أخرى إلا إذا كان الأمر يتعلق بحماية مصالحها العليا كأساس للفكر الصهيوني القائم اليوم. وأشار إلى أن المجتمع الإسرائيلي مجتمعٌ عنصري، ولنفرض أن مواطنًا أردنيًا أو إماراتيًا أو جزائريًا ذهب إلى تل أبيب، هل يظن أنه سيلاقي الترحاب هناك، مستدركًا بالقول: لننظر إلى التمييز العنصري داخل دولة الاحتلال ضد اليهود أنفسهم، فالأشكناز يمارسون عنصرية بغيضة ضد اليهود الشرقيين أيًا كانت أصولهم. وتساءل: كيف عندما يأتي سائح عربي من دولة عربية ويذهب إلى تل أبيب ويعرفون أنه عربي، هل سيرحبون به كما يزعم نتنياهو بأنه “أهلا وسهلا بكم”، منوها إلى أنه من الأفضل أن ننظر إلى يهود الفلاشا والقادمين من روسيا وغيرها وكيف يمارس التمييز ضدهم من قبل اليهود الأمريكان الغربيين والأوروبيين. وتابع نوفل حديثه: أتحدى الآن أن يأتي أي إسرائيلي إلى شوارع عمّان أو شوارع القاهرة بعد سنوات طويلة من توقيع اتفاقيات السلام، وأن يقول “أنا إسرائيلي”، وأتحدى كيف ستكون ردة الفعل للمواطن الأردني والمصري وغيرهم من العرب وكيف أنها ستكون مباشرة ضده، مشددًا على أنه يجب أن يفهم الاحتلال أن تطبيعه مع الحكومات العربية لا يعني قبول الشعوب بهذا الأمر. ونوه إلى أن الثقافة الموجودة في العالم العربي الرافضة للتطبيع تعززت أكثر لأن ممارسات إسرائيل بعد كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة لم تتغير ضد العرب، مؤكدًا في الوقت ذاته على أن الاحتلال لم يغير ثقافته ضد العرب بعد اتفاقيات السلام بل زاد الاستيطان وزادت الأطماع، وهذا يكشف زيف عمليات السلام وأنها لا تعني تطبيع العلاقات بشكل حقيقي. وأشار إلى أن البعض ينظر إلى الأمر بشكل غير واقعي، وعلى أساس فريقٍ ضد آخر، وأن بعض العرب يقولون: نحن اصطدمنا مع الاحتلال سنوات طويلة وآن الأوان لتغيير هذه النظرة ولا سيما أن دولة الاحتلال لا تشكل خطرًا علينا، وهنا نقول: ليس المهم أن تغير نظرتك للمحتل بل المهم أن يغير هو نظرته لك، خاصة وأن النظرة الصهيونية المعادية والحاقدة على العرب والمسلمين لم تتغير. وتساءل نوفل كيف يمكن أن تقنع سائح إسرائيلي بأن يذهب لدولة عربية خليجية ويرى هناك الترحاب، “وهنا أتذكر قصة حدثت بعد اتفاق وادي عربة وما تبعها من إجراء مؤتمرات اقتصادية للتطبيع مع العدو الصهيوني، وأحد الصحفيين الإسرائيليين ذهب إلى سوق السمك في عُمان، وعندما سأله العُماني من أين أنت؟ قال له: “أنا إسرائيلي”، وعاد ليكتب في صحيفته لم أر أنسانًا غاضبًا كما رأيت هذا الإنسان العُماني البسيط الذي رفض بيعي السمك عندما علم أنني إسرائيلي”. وشدد على أن هذه طبيعة الشعوب العربية التي لا تنظر للإسرائيلي بالترحاب وتنظر له على أنه عدوّ ليس فقط لأنه احتلّ الأقصى وفلسطين، ويمارس باستمرار إرهابه ضد الفلسطينيين فقط؛ بل لأن الثقافة الصهيونية المعادية والعنصرية ضد العرب والمسلمين لم تتغير، منوها بالقول: وللنظر للجزائر وكيف ضغطت إسرائيل على فرنسا لمنعها في العام 1961من السماح باستقلال الجزائر، ولننظر كيف يتصرف مشجعو المنتخب الجزائري خلال أي مباراة لمنتخبهم ويرفعون علم فلسطين مباشرة، للتعبير عن رفضهم لدولة الاحتلال. وطالب نوفل جميع الدول العربية بأن تنظر إلى مصالحها، مشددًا في الوقت ذاته على أن من يراهن على تطبيع العلاقات مع المحتل لتغيير إسرائيل من نظرتها ضد العرب ككل فهو واهم. ووجه رسالة للحكومات العربية بضرورة أن لا تخدع مواطنيها بأن هذه النظرة العنصرية الصهيونية ضد العرب والمسلمين ستتغير؛ بل على العكس من ذلك. وختم حديثه بالقول: “من يعتقد أن المواطن العربي سيغير نظرته وموقفه تجاه أي إسرائيلي يحتل فلسطين فهو واهم، كما أن الشعب الفلسطيني وباقي الشعوب العربية يرفضون الوجود الإسرائيلي في فلسطين ويرفضون تطبيع العلاقات مع المحتل الغاصب”.
أخطر ما في “دراما التطبيع” سعيها لترويضنا فكريًا
عبّر نقيب الفنّانين الأردنيين حسين الخطيب في تصريحاته إلى “البوصلة” عن رفضه المطلق لأي أعمال درامية تطبيعية من شأنها أن تمس بالقضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين التي يجمع عليها الوجدان الجمعي للأمة، محذرًا في الوقت ذاته من خطورة “الدراما التطبيعية” التي تعرض على فضائيات عربية تسعى لممارسة “الترويض الفكري” لا سيما وأنّه أشد خطورة على الوعي من الترويض بقوة السلاح.
وقال الخطيب: إن نقابة الفنانين لها موقف واضح ومعلن من موضوع التطبيع برمّته الذي هو عنوانٌ أساسي لكل الشؤون الثقافية والفنية، وحينما يتعلق الأمر بالعدوّ الصهيوني تحديدًا فيجب أن يبقى الوسط الفنّي عصيًا على الصهاينة، مشددًا على خطورة “أن يتمكنوا من اختراق حاجز المثقف والفنّان، باعتباره من المعاقل الأساسية والرئيسية في الأمّة”.
وأوضح أن “دور الفنّ الأساسي هو محاكاة الواقع، وغالبًا ما يكون هذا الواقع صادقًا يتفق عليه الوجدان الجمعي وهنا نتحدث عن الاحتلال بشكل مباشر، وإذا ما تمّ طرحه في أي عمل درامي فإنه واقعٌ قائم وهناك مقاومة سواء كانت داخلية أو على مستوى الفنانين والمثقفين”.
وتابع الخطيب حديثه بالقول: نحن في الدراما الأردنية من أوائل الذين تحدثوا في الشأن الدرامي حول القضية الفلسطينية ووضعوا أيديهم على الجرح كفنانين دراميين وكتاب ومخرجين، وخير مثال على ذلك “مسلسل هبوب الريح”، الذي جسد المعادلة الحقيقية بوجود عدوّ وأرض مغتصبة وحق يجب أن يعود لأصحابه سواء كانوا فلسطينيين أو أردنيين أو عرب.
وشدد على أن القضية الفلسطينية في إطارها السياسي بالإضافة للبعد الفني والثقافي تشكل قضية محورية للأردن، الذي قدم شعبه وجيشه تضحيات على مستوى كبير جدًا وما زال من أجل قضية فلسطين.
وأكد على أن الفنّان والمثقف الأردني والعربي يتفقون على أن فلسطين عربية والقدس هي عاصمة فلسطين، وهذا أمرٌ لا يمكن أن نحيد عنه، على حد تعبيره.
الدراما التطبيعية تتناول “التعايش” بشكلٍ مبتور
وقال الخطيب في حديثه لـ “البوصلة” إن الأعمال الدرامية التطبيعية تتناول مسألة التعايش والحديث عنها بشكلٍ مبتور، على طريقة من “يضع السمّ في العسل”، محذرًا من أن الخطاب الفنّي من أخطر الخطابات وهو أكثر خطورة من الطرح السياسي والتنظير، “فهذا مرئي ومسموعي وهو خطاب فنّي متكامل يستطيع أن يحاكي الواقع ويؤثر في المشاهد”.
وتابع حديثه: الواقع يقول إن هؤلاء لم نتفق معهم أي اليهود، ونحن نحترم الديانات بما فيها الإسلام والمسيحية واليهودية، ولكن عندما نطرح التساؤل هل استنفذ الكتاب جميع القضايا العربية والقضايا الإنسانية حتى دخلوا إلى قضايا مشبوهة في الحوار والحديث على موضوع “التعايش”.
ونوه بالقول: “التعايش صحيح أنه واقع فربما تتعايش مع جارك ومع أخيك في غرفة واحدة ومع زميلك في جامعة، وتكون مضطرًا لذلك، مستدركًا: لكن عندما نتحدث عن “أحقيات” هل لليهود أحقية أنهم موجودون في ترابهم وأرضهم في فلسطين والوطن العربي، وهل هذا سؤال يطرح بشكلٍ بريء اليوم؟
الأرض عربية مقدسة رغم “صفقة القرن”
وشدد الخطيب على أن هذه الأراضي هي أراضٍ عربية مقدسة سواء كانت في بلاد الشام أو الخليج العربي، ونحن علينا أن نعي تمامًا في هذا الظرف القاسي والصعب جدًا، الذي يتم الحديث فيه عن صفقة القرن وسواها.
وتابع، صفقة القرن لها طباخون وطهاة يضعون السمّ في الدسم، وهذا يحتم علينا أن يكون هناك وعيٌ وصدٌ لهذا الإعداد والتهيئة لمشاريع قادمة لاستشرافات عن القادم والأخطر في ذلك ترويض الفكر الذي هو أخطر من ترويضنا بالسلاح، منوهًا إلى أنه في حال التهديد بالسلاح ربما يقتل الشخص وتنتهي حياته، لكن في حالة الترويض الفكري فإنه من الخطورة بمكان أن يتم تناوله من قبل الفنّانين بشكلٍ أو بآخر، لا سيما وأنه يجب أن يتم تناوله بشكل حرفي تاريخي واعٍ.
نموذج فيلم جابر
وذكر نقيب الفنانين حسين الخطيب خلال حديثه لـ”البوصلة” كيف وقفت النقابة في وجه الأعمال الدرامية التطبيعية التي سعى البعض لتمريرها من خلال “الدراما الأردنية”، قائلا: قبل أشهر نتذكر فيلم جابر الذي كان من الممكن أن يتم إنتاجه في الأردن، ونقابة الفنانين في حينه لم تستطع أن تطلق أي بيان إلا البيان الأول أن علينا أن نتريث ونجيب على أسئلتنا حول هذا السيناريو المكتوب للفيلم وهل هو حقيقي وصحيح.
وتابع، لجأنا كمجلس نقابة لثلاثة من كبار الكتاب والمخرجين الأردنيين الذين لهم باعٌ طويلٌ في هذا الجانب وعلى درجة عالية من الخبرة والوعي العميق، وعلى رأسهم المخرج محمد عزيزية والكاتب محمود الزيودي ومصطفى صالح، وطلبنا منهم قراءة هذا النص ومحاكمته علميًا وتاريخيًا حتى نتمكن من الحكم على العمل في البيان الثاني، بعد أن طلبنا في البيان الأول من الفنانين عدم المشاركة في هذا العمل أو التوقيع على عقود.
وأضاف الخطيب أنه وبعد صدور تقرير من اللجنة الثلاثية التي أوصت بأن هذا الفيلم يدعو إلى التطبيع وتقديم النصيحة للنقابة برفض إنتاجه في الأردن ومنع الفنانين الأردنيين من العمل فيه، وبناء على ذلك خرجنا ببيان أشبه بقرار بمنع تصوير هذا العمل ومنع الفنان الأردني من المشاركة فيه.
وشدد بالقول: نحن “قطعنا العرق وسيحنا دمّه” وتم دفن هذا الموضوع في أرضه وكان التفاعل على مستوى عالٍ جدًا، لكن حتى رئاسة الوزراء التي شكلت لجنة بعد تشكيل لجنة من نقابة الفنانين، و يبدوا أنهم اكتفوا بالإطار العام لما صدر عن نقابة الفنانين وتم إلغاء هذا العمل.
البحث عن قضايا إنسانية مفيدة في الدراما
ونوه الخطيب إلى ضرورة أن تبحث الأعمال الدرامية العربية عن قضايا إنسانية مفيدة أكثر للإنسان العربي المحلي، مضيفا: نحن اليوم موضوع كورونا معزوفة تعزف عليها الناس وتملأ الفضائيات ونتحدث عنها، وهناك الألوف من الضحايا وملايين الإصابات في هذه الجائحة.
وأضاف، كم لهذا الوباء من تداعيات سياسية واقتصادية واجتماعية، ويمكننا عن كل بيت أن نخرج قصة ومسلسل، والبيوت بصغارها وكبارها كل واحد منا أصبح له عالمه الخاص.
وقال: على مستوى بيتك يمكن أن تخرج مسلسل كوميدي وفيه من المفارقات التي تضحك عليها وتستمتع بها.
وأوضح الخطيب أن “المجتمع العربي لم يخلوا من قضاياه المتعددة، لكن كل مسلسلات العالم مهما بلغت فإننا نرفض في نقابة الفنانين المساس بحقوق الشعب الفلسطيني فهم أشقاؤنا والرئة الأخرى التي نتنفس بها”، على حد تعبيره.
ونوه إلى أن “القضية الفلسطينية شأن عربي إسلامي ديني مسيحي سمّه ما شئت، فليس أردنيا فحسب وإن كنا دائمًا نحن في الصدارة بانحيازنا لهذه القضية العروبية الإسلامية المسيحية، وفيها مقدساتنا وأراضينا، وظل الأردن بجيشه وشعبه وقيادته منحازًا لها”.
الدراما التطبيعية لن تغير معتقداتنا تجاه قضية فلسطين
وشدد نقيب الفنانين على أنه لن تستطيع أي مسلسلات في العالم أن تغير من وجهة نظرنا كعرب ومسلمين أردنيين وفلسطينيين فنانين وغيرهم، تتجه أعينهم لفلسطين كأرض مغتصبة ومحتلة يجب أن تعود لأصحابها مهما طال الزمان.
وقال الخطيب: نطالب من كافة المنتجين العرب والأردنيين والمحطات العربية إذا ما أرادوا تبنّي هذه القضية أن يبدأوا باستكتاب كتاب حقيقيين وازنين للكتابة في هذا التاريخ العربي الإسلامي الأردني الفلسطيني من أجل الرد على هذا الموضوع.
ونوه إلى أن “الشجب لا يكفي والبيانات لا تكفي، فيجب الرد عبر دراما توثق التاريخ الحقيقي، وما أكثر المؤرخين في الوطن العربي الذين يدعون للحق والفضيلة”.
وأضاف الخطيب “نحن لا ننتقص من حقوق زملائنا الفنّانين الخليجيين وهم في أغلبهم تسري في دمهم الانتماء والولاء لقضايا الأمّة وعلى رأسها قضية فلسطين، وجميعهم يرفضون المساس في القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، ويعتبرون هذه القضية عروبية إسلامية وليست تخص الفلسطينيين وحدهم، ونحن في الأردن قيادتنا الهاشمية التي تتحمّل مسؤولية الوصاية على المقدسات في مدينة القدس تضع هذه القضية في رأس سلم أولوياتها”.
وقال: نتمنّى من كافة زملائنا الفنّانين في العالم العربي الاطلاع أكثر والدراسة أكثر والاستشارة أكثر عندما يعرض عليهم أي عمل درامي قد تشوبه شائبة سواء في القضايا الوطنية أو الاجتماعية.
وختم الخطيب حديثه لـ “البوصلة” بالقول: إن القضايا المصيرية التي تتعلق بالعدوّ الصهيوني وأرض فلسطين ومواضيع “التعايش” يجب أن لا يتم استسهالها وتمثيلها لأي كاتبٍ يكتب ما شاء بعيدًا عن الحقائق التاريخية الثابتة، فـ”القبيح لا يمكن أن تجمّله مهما ملكت من أدوات تجميل”.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75517 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: بانوراما 2020.. كورونا يفتك بالعالم وسقوط ترامب وهرولة عربية مخزية للتطبيع السبت 02 يناير 2021, 11:24 am
كيف سيؤثر انهيار أسعار النفط الأمريكي على السوق الأردني؟
أكد خبراء اقتصاديون في تصريحاتٍ إلى “البوصلة” أنّ ما يجري في سوق النفط العالمية اليوم من انهيارات وخاصة الخام الأمريكي مرتبط بشكلٍ وثيق بجائحة كورونا وإغراق السوق بالنفط في ظل حالة الانكماش الاقتصادي وعدم وجود مشترين جدد وارتفاع كلفة التخزين بعد امتلاء المخزونات في أغلب دول العالم وعلى رأسها أمريكا.
وأكد الخبراء على أن الأردن لن يستفيد من انهيار أسعار النفط الأمريكي بشكل عاجلٍ خاصة وأنه يستورد النفط من السعودية بناءً على العقود التي وقعها للحصول على حاجته من نفط “برنت”، محذرين في الوقت ذاته من أن الأردن يمكن أن يتأثر سلباً بهذا الانهيار.
انهيار النفط الأمريكي سيؤثر سلبًا على الأردن
يرى الخبير في قطاع الطاقة عامر الشوبكي في تصريحات إلى “البوصلة” أن سلبيات انهيار سعر برميل النفط الأميركي في العقود الآجلة لشهر أيار، ستكون أكثر من الإيجابيات بالنسبة للأردن.
وأوضح الشوبكي أن النفط الأميركي أغلق على سعر غير مسبوق في التاريخ ببلوغه 37.63 دولاراً تحت الصفر للبرميل، أي أن المتعاملين دفعوا للمشترين كي يخلّصوهم من سلعة فاضت الخزانات إلا أنه بدأ تداول عقود حزيران عند 16 دولار للبرميل ظهر اليوم الثلاثاء.
وشدد على أن الأردن متأثر بإغلاقات فيروس كورونا المستجد، وتتراوح خسائره اليومية من ضرائب المحروقات بين مليونين و3 ملايين دينار، يوميا.
وتابع حديثه بالقول: كما أن انهيار مؤشر خام غرب تكساس، سينعكس على مؤشر برنت، وقد فقد سعر برنت اليوم 17% من قيمته بعد ان انخفض سعر البرميل إلى 21 دولار، وقد يتعمق هذا الانخفاض عند اقتراب نهاية تسليم عقود شهر حزيران، ما يعني خسائر فادحة للدول المنتجة، ومنها المانحة للأردن.
وأشار الشوبكي إلى أنه يتضح عمق التخفيضات التي جرت على موازنات الدول الخليجية للتعامل مع الأزمة، وهو ما يشكل عبئا على الأردن في الحصول على المنح، مشددًا في الوقت ذاته على أن تلك الدول، تستضيف آلاف الأردنيين العاملين فيها، وباتوا اليوم مهددين بخسارة وظائفهم، وعودتهم إلى الأردن، الأمر الذي سيزيد من الأعباء الداخلية.
وحول الإيجابيات، التي قد يستفيد الأردن منها في هذا السياق يؤكد الشوبكي أنها ستتم عند ملء المخزون الاستراتيجي، بتخفيض فاتورته النفطية لعدة الأشهر.
ويرى الخبير في قطاع الطاقة أن التوفير في الفاتورة النفطية، سيساهم بالحفاظ على احتياطيات الدولار في البنك المركزي، وسيُعزز القوة الشرائية لدى المواطنين لعدة أشهر، مشددا في الوقت ذاته على أن كلف الإنتاج بالنسبة للقطاعات الاقتصادية ستنخفض تبعا لتوفير الفاتورة النفطية.
ماذا حدث للخام الأمريكي؟
الخبير في قطاع الطاقة النائب في كتلة الإصلاح النيابية المهندس موسى هنطش أكد في تصريحاته إلى “البوصلة” على ضرورة أن يتم أخذ موضوع النفط وما يدور حوله من جدالات ببساطة، مشددًا على أهمية التفريق بين ما يحدث في أمريكا بتكساس تحديدًا وما يجرى في السوق العالمي.
وبمثل مبسط أوضح هنطش أن ما يجري في تكساس ينطبق عليه التشبيه الذي أطلقه أحد الخبراء في هذا القطاع بأنه مثل “بوكسة البندورة” عندما تصبح كلفة إنتاجها أكبر من كلفة بيعها، فيصبح من مصلحة صاحبها أن يتخلص منها فيلقيها بالشارع.
ونوه إلى أن أغلب البترول في أمريكا يتم استخراجه من الصخر الزيتي العالي الكلفة في ظل الانخفاض الكبير لأسعار النفط، وبالتالي لا يمكن بيعه بأي سعر، فيفضل أصحاب العقود التخلص منها على أن لا تتضاعف خسائرهم في ظل ارتفاع كلفة التخزين وعدم توفرها بعد امتلاء المخزونات الأمريكية.
وتابع حديثه بالقول: بالعودة للسوق العالمي فمنذ وصول رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب لسدة الحكم ضرب السوق العالمية للنفط وضغط على السعودية وأصبح هناك تنافس سعودي روسي في سوق النفط انعكس ايجابا على السوق العالمي بانخفاض الأسعار التي لم تنخفض بشكل اعتيادي ومنطقي بل انهارت الأسعار وسقطت سقوطًا حرًا، على حد وصفه.
وأشار هنطش إلى أن جائحة كورونا أسهمت بتعزيز الأزمة في كثير من الاقتصاديات العالمية وخاصة تلك المرتبطة بدول الخليج، منوها إلى أن دول الخليج وعلى رأسها السعودية وكذلك روسيا تعتمد في اقتصادها على البترول والغاز، وموازناتها السنوية مرتبطة بهذه السلعة، وكانت تنتظر عوائد بقيم معينة وهذا الأمر لن يتحقق بعد نزول أسعار النفط بشكل هائل الأمر الذي سيضرب اقتصاديات هذه الدول بشكل كبير جدًا إن لم يؤدي إلى تدميرها.
وعبر هنطش عن أسفه من أن أكثر هذه الدول الخليجية ليس لديها تخطيط أو تنويع في مواردها واعتمادها بشكل كلي على النفط، باستثناء قطر التي تستهلك الغاز بشكل أكبر.
ما هي حاجة السوق الأردني؟
وفي تعليقه على وضع السوق الأردني وحاجاته من النفط، نوه النائب موسى هنطش إلى أنه سوق محدود جدًا فهو يستهلك 130 ألف برميل من السعودية و10 آلاف برميل من العراق، مشيرًا إلى مشكلة كبيرة وهو أن ليس لدى الأردن قدرة على تخزين النفط الخام بكميات كبيرة.
وقال إنه ليس لدينا في الأردن تخزين كافٍ، حتى للمشتقات النفطية، منوها إلى أن مشروع الماضونا جاء باستثمار من صندوق أبو ظبي بقيمية 210 مليون دولار لرفع قدرتنا على تخزين المشتقات النفطية وليس النفط الخام من 14 يوماً في المصفاة، إلى 60 يومًا وفي أقصى حالاته إلى 90 يومًا.
وأكد أننا لا نستطيع في الأردن إنشاء خزانات للنفط الخام بشكل سريع، فضلا عن أن أسعار النفط بعد شهرين يمكن أن تعود لما كانت عليه، فضلا عن أن إنشاء خزانات للبترول في العقبة أو أي مكان آخر مكلفة جدًا.
وتساءل هنطش إذا اشترينا نفطًا بكميات كبيرة متى سنستهلكه؟ وهل لدينا المال الكافي للدفع، مشددًا على أنه لا يوجد شيء في سوق النفط اسمه “كن فيكون” فالعقود النفطية موقعة لثلاثة أشهر قادمة، وإذا كنا نريد توقيع عقود ستكون لشهر 8 فصاعدًا.
وحذر من أننا لا نضمن أسعار النفط فهي بورصات عالمية تتحكم فيها دول ومافيات ورؤساء، ونحن في الأردن ما نأخذه من السعودية 130 ألف برميل نفط من 12 مليون برميل تنتجه السعودية يوميًا، فنحن لسنا رقما يمثل شيئا في السوق العالمي.
وشدد على أنه يجب عدم الاستعجال في هذا الموضوع، مؤكدًا في الوقت ذاته على أن من الجيد أن أصبح لدينا مخزون للمشتقات النفطية، ولكن اللوم الوحيد لماذا لا يكون لدينا منتج داخلي حتى لو كانت كلفته أعلى حتى نستغني عن السوق العالمي، “لا سيما وأنه كان الأمل بتطوير آبار حمزة واستخراج الصخر الزيتي وتحويله لبترول”، على حد قوله.
الفرق بين الخام الأمريكي وخام برنت؟
بدوره قال الخبير الاقتصادي محمد البشير في تصريحاتٍ إلى “البوصلة” إن الهبوط الحاد في عقود نفط تكساس دون 37 دولارًا تعني أن المتعاقد سيدفع 37 دولارًا للمشتري في هذا اليوم حيث تنتهي عقود نفط تكساس، وليست عقود برنت، والفرق بينهما، أن تكساس هو الخام الأمريكي، وبرنت هو خليط المنتجين في أوبك، بمعنى أن برنت هو معدل الأسعار للبرميل الذي تحدده أوبك بناء على الأسواق.
وأكد البشير أن الأردن لن يستفيد شيئًا من انخفاض أسعار الخام الأمريكي إلى هذا المستوى لأنه يستورد النفط عبر عقود برنت من السعودية، الأردن ولن يستفيد مباشرة من هذا الموضوع باعتبار أن خام تكساس هو منتج الشركات والمصافي الأمريكية.
ونوه إلى أن الحالة قد تعود بعد يومين أو ثلاثة سيعود برميل تكساس إلى التعافي وللأسعار الطبيعية ويتجاوز العشرين دولارًا.
وشدد على أن الاقتصاد الأمريكي سيتأثر ببعديه، البعد المتعلق بهؤلاء المتعاقدين، والبعد الآخر المتعلق بالمنتجين، موضحاً أنه من المعروف أن الإنتاج في أمريكا هو إنتاج خاص، فأنت لديك حديقة تستطيع أن تضع حفارة وتنتج نفطًا، وتأتي صهاريج الشركات الوسيطة على البيوت وأماكن إنتاج النفط في آلاف الآبار، وتماما مثل ما يتم شراء الحليب من مزارعي الأبقار.
وتابع البشير بالقول: هذه الكميات من النفط يقوم الوسطاء بجمعها وبعدها يوقعون التعاقدات مع المشترين، وهذا الأمر له شقان أحدهما يتعلق بالمقامرة فلا أنت ستستلم نفطًا ولا أنا لدي نفط لأبيعك، ونتعاقد بالسوق المالي على شراء نفط تكساس ونخسر كلانا مثل ما يتم في عمليات شراء “الأسهم” وبيعها، وفي الوقت ذاته يوجد زبائن يتعاقدوا ليشتروا النفط حقيقة بقصد بيعه.
وقال إن هذه الفئة تشتري عقود النفط الأمريكية على أمل أن تجد زبائن جدد تبيعهم، ولكن عندما تم إغراق السوق بسبب الحرب النفطية بين السعودية وأوبك من جهة وروسيا من جهة أخرى، ومع أزمة كورونا أصبح الضغط مزدوجًا على أسواق النفط في العالم وبالنتيجة لم يعد هناك من يشتري العقود التي تم توقيعها في 20 من الشهر الجاري.
وأوضح أن كلفة تخزين هذا النفط الذي تم شراؤه بعقود بين الأطراف كلفة تخزينه عالية جدًا وبالتالي الهبوط إلى 37 دولارًا وهذا يعني أن المشتري الجديد سيقبض بالإضافة للنفط 37 دولارًا على كل برميل من الشركات المتعاقدة وهذا سيتحمل مخاطر التخزين والبيع.
ونوه إلى أن هؤلاء المتعاقدين ربما يكونون مضاربين وليسوا مستهلكين بالدرجة الأساس.
مستقبل أسعار النفط
وتوقع الخبير الاقتصادي محمد البشير في حديثه إلى “البوصلة” أن تواصل أسعار النفط انخفاضها، مشددًا في الوقت ذاته على أن مستقبل الأسعار سيكون رهن جرأة الحكومات في التعامل مع الوباء من جهة، والتفاهمات التي ما زالت مستمرة بين أوبك والسعودية وروسيا.
ونوه إلى أن كورونا وإغراق السوق بعدم التفاهم بين روسيا وأوبك هذان العاملان أديا إلى هذه الأسعار المتدنية.
وأوضح البشير أنه كيف تستطيع الدول أن تحسن إدارتها لعملية الإنتاج، فهذا يحتاج إلى وقت لأن المسألة لا تتعلق في الإنتاج فقط بل في عجلة النقل بشكل عام وحركة السير والشاحنات والطائرات.
وشدد على أنه “طالما استمرت حالة الكساد سيبقى النفط في أسعار متدنية، وأتوقع استمرار هبوط أسعار النفط خلال شهر أيار، ويمكن أن يهبط سعر الخام برنت إلى حدود العشرين دولارًا”.
بانوراما الحصاد الصعب 2020.. كيف أثرت جائحة كورونا على الأردنيين؟
لم يكن المواطن الأردني ينتظر فرجا قريبًا يخرجه من الضائقة الاقتصادية التي كانت تمر بها البلاد خلال العام 2020 في ظل جائحة كورونا، إلا أنه لم يتوقع كذلك أن يجلس في بيته لـ 3 أشهر بدون عمل في أول إغلاق من نوعه في تاريخ المملكة، لتدخل البلاد منعطفا جديدا وضع جميع القطاعات تحت ضغطٍ هائل.
الحظر الشامل
لم تبدأ الإصابات بالزيادة حتى اتخذت الحكومة قرارات وصفت وقتها بـ”الجريئة” تمثلت بإعلان الإغلاق والحظر الشامل وإغلاق المنافذ الحدودية والمطارات، وكان مفاجئا حينها بالنسبة للأردنيين أن تستضيف الحكومة العائدين إلى البلاد في الفنادق لمدة أسبوعين للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس وهو ما خلق حالة من الثقة لفترة جيدة.
لم تلبث حالة الود والغزل المتبادل بين المواطنين والحكومة حتى عاد الانتقاد والغضب تحت وطأة الصعوبة الاقتصادية للظرف، فقرار الحكومة كان الصحة فوق الاقتصاد وهو ما أيّده المواطنون بادئ الأمر؛ إلا أن طول أمد الإغلاق والذي امتد من أسبوعين ليصبح قراربة الثلاثة أشهر، وضع القطاعات الاقتصادية وعمال المياومة والقطاع التعليمي في مآزق اقتصادية مركبة.
الجهاز الصحي
وبالرغم من أن الحكومة ووزارة الصحة كانت تعلن وقتها عن اتخاذ إجراءات طبية وصحية وتطوير قدرات الجهاز الصحي لتحمل أعباء الجائحة والعودة لفتح القطاعات، إلا أن تخفيف شدة الحظر وفتح الحدود والمطارات والبدء بتسجيل أعداد كبيرة من الإصابات وصلت إلى 6 آلاف حالة في أحد الأيام، أسقط القناع عن “العرض التقديمي” الذي مارسته الحكومة في فترة الحظر والإغلاق الشامل فالجهاز الصحي لم يتطور وأعداد الفحوصات لم ترتفع وخلال أسبوعين فقط كانت أسرة المستشفيات على شفا أن تصبح ممتلئة وهو ما دق ناقوس الخطر لتبدأ الحكومة بتأسيس المستشفيات الميدانية، إضافة إلى إصدار أمر دفاع يتيح لوزير الصحة أن يضع يده على المستشفيات الخاصة في حال اقتضت الحاجة ذلك.
الأزمة الاقتصادية
لم تتح فترة الانفتاح التدريجي للقطاعات الاقتصادية الوقت اللازم للتعافي حتى عادت موجة الوباء بالتزايد ما أدى لتمديد الحظر الليلي وعودة حظر الجمعة وهو ما زاد من الصعوبات على كثير من المؤسسات التجارية.
علاوة على ذلك فإن الكثير من القطاعات لم تُشمل بقرارات تخفيف الإجراءات لتمر على كثير من المؤسسات أكثر من 8 أشهر من الإغلاق وتوقف العمل وهو ما أثر على الاقتصاد من جهة وعلى قدرة المواطن الشرائية.
جيوب الضمان
وفي الوقت الذي كانت فيه الكثير من حكومات دول العالم تضخ المليارات في السوق لحماية اقتصادياتها، كانت الحكومة أمام خيارات صعبة في ظل مديونية عالية وهو ما جعلها تلجأ لأموال المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي لتقديم مساعدات خجولة لعمال المياومة وموظفي القطاعات المتضررة.
وتعرضت الحكومة لانتقادات كثيرة بهذا الشأن، فأموال الضمان الاجتماعي هي بمثابة “تحويشة العمر” للمواطن وهو ما شكّل مخاوف جماهيرية من استنزاف صندوق الضمان خلال الجائحة وعلاج الأزمة الحالية بأزمة مستقبلية.
المساعدات الخارجية
ومع أن الحال كانت ضيقة حكوميا وشعبيا، فإن المساعدات الاقتصادية الخارجية للمملكة خاصة المتعلقة بدعم قدرة البلاد على مواجهة الجائحة ارتفعت ارتفاعا ملحوظا وهو ما أظهره تقرير لوزارة المالية يفيد ارتفاع المنح الخارجية خلال الـ 10 أشهر الأولى من العام الحالي نحو 498.5 مليون دينار، وبنسبة 240%.
الانتخابات النيابية
ووفقا للسان إعلامي محسوب على الحكومة في تصريحات له على قناة عالمية فإن مسألة الديمقراطية في الأردن مسألة خارجية وداخلية في الوقت ذاته؛ وهي تتعلق أيضا بالمساعدات الأمر الذي يبدو من ظاهره أنه السبب الأساسي في الذهاب للانتخابات النيابية رغم خطورة الظرف الوبائي وقتها.
وشهدت الانتخابات خروقات صحية جمة خاصة في الانتخابات الداخلية المؤهلة للانتخابات النيابية.
التعليم
ولعل أبرز ما شعر به المواطنون في الأزمة بعد “الخنقة” الاقتصادية، ملف التعليم عن بعد والذي أظهر عدم جاهزية للملف إضافة إلى عدم قدرة البنية التحتية على احتواء كل الطلبة فوفق الإحصائيات فإن عددا لا بأس به من الطلبة لم يدخل منصة “درسك” الحكومية.
وتصر الحكومة على إغلاق الجامعات والمدارس في ظل الوضع الوبائي، إلا أن معارضين للقرار يصفون الأمر على اعتباره حملة لـ”تجهيل” الجيل، علاوة على ما خلقه من ضغط على الأهالي في متابعة أبنائهم تعليميا في ظل غياب شبه كامل للدور الحقيقي للمدرسة.
ويؤمل مواطنون بأن يكون العام الجديد عاما أفضل من نواح متعددة؛ لا سيما وأن الإشاعات لا تنتهي عن قرارات متوقعة بفك الإغلاقات وإعادة الفتح التدريجي لمختلف القطاعات، فهل تتوقعون أن يكون العام المقبل أخف وطأة على الأردنيين؟
ما حقيقة قرار الحكومة بوقف صرف الزيادات وفرض ضرائب جديدة؟
نفت الحكومة الجمعة، اتخاذها قرارات بوقف صرف الزيادات على رواتب العاملين في القطاع العام وفرض اقتطاعات وضرائب جديدة.
وتم تداول نص عبر تطبيق التواصل الاجتماعي واتساب يتحدث عن اصدار رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة أمر الدفاع رقم 24 ويتعلق بوقف العمل بصرف الزيادات على رواتب العاملين في القطاع الحكومي والعسكري والتي تقرر صرفها في شهر آذار 2020 إلى اشعار آخر، كما تحدث أمر الدفاع المزيف عن خصم بقيمة 50% من جميع الموظفين لمن تزيد رواتبهم عن 300 دينار، وزيادة الضريبة بنسبة 25% على أسعار البطاقات الهاتفية وزيادة الضريبة على فرق أسعار الوقود وعلى تسعيرة الكهرباء، وزيادة الضريبة على المشتقات النفطية، وهو ما نفته الحكومة.
وأكدت الحكومة أن أمر الدفاع رقم 24 تم اصداره في 15 من كانون أول 2020 ويتعلق بالمحافظة على استقرار العاملين الأردنيين في القطاع الخاص، وتخفيف الأعباء الاقتصادية المترتبة على منشآت القطاع الخاص، وتم نشره فور صدوره.