عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: المكتبة الخالدية القدس Khalidi Library Jerusalem الجمعة 08 يناير 2021, 9:47 am
المكتبة الخالدية في القدس.. بيت الكتب في قلب مدينة القدس، وعلى بعد 100 متر من المسجد الأقصى المبارك في منطقة باب السلسلة، يطل مبنى أثري يعود إلى القرن الثالث عشر الميلادي على حائط البراق وحي المغاربة، حجارته كانت شاهدة وعلى مدار مئات السنين على حقبات متتالية مرت على المدينة ابتداء بالعصر الأموي مرورا بالمملوكي والعثماني وانتهاء بزمن الاحتلال الإسرائيلي . إنها المكتبة الخالدية التي تحتوي على مجموعة كبيرة من الكتب القديمة والمخطوطات المهمة والنادرة التي كانت لدى أبناء عائلة الخالدي.
في العام 1900 أسس الحاج راغب الخالدي المكتبة الخالدية بعدما لاحظ أن الكتب موزعة في بيوت أبناء عائلة الخالدي ويتم توارثها، فقام بتأسس المكتبة ليجمعها تحت سقف واحد خوفاً عليها من الضياع يوجد في المكتبة 1209 مخطوطة تحتوي على نحو ألفي عنوان في مختلف العلوم، خط بعضها بأحبار ملونة وزينت بالزخارف والأشكال الهندسية. ومن بين هذه المخطوطات 200 مخطوطة إسلامية نادرة وفقا لـ د. عاصم الخالدي أحد أعضاء لجنة متولي أوقاف الخالدي. إحدى هذه المخطوطات النادرة "منادح الممادح وروضة المآثر والمفاخر في خصائص الملك الناصر" التي يرجع تاريخها إلى نحو 800 عام، وتحديداً بعد سنوات من وفاة الناصر صلاح الدين الأيوبي سنة 1193 للميلاد. هذه الواحة الثقافية التي تحفظ بين جدرانها وخزائنها التاريخ والحضارة العربية والإسلامية، عانت قبل سنوات نقصاً في الموارد المالية ناهيك عن حاجة المبنى والكتب الملحة للترميم وإعادة التجديد. ولتحقيق ذلك تواصل القائمون عليها مع "التعاون"، والتي بدورها استجابت لاحتياجات المكتبة إيماناً منها بأهمية هذا المكان الذي يحتوي جزء كبيرا من حضارتنا العربية في المدينة المقدسة.
يقول المدير الفني للمكتبة الخالدية د. خضر سلامة "بتمويل من الصندوق العربي للإنماء الإقتصادي والإجتماعي وبإشراف "التعاون" على مشروع لترميم المكتبة ينقسم إلى قسمين أحدهما ثقافي عبر توفير مصادر كتب وتطوير عمل المكتبة، والآخر معماري عبر ترميم مبنى المكتبة التاريخي. إن هذا الدعم مهم جدا لأنه يحافظ على ثراث بشري يدل على ثقافة المجتمع الفلسطيني المنتشرة في ذلك الوقت ويعمل على تطوير الموجودات لكي تستفيد منها الأجيال القادمة بالإضافة إلى المساعدة في نشر ما تحتويه المكتبة من مخطوطات ومصتادر ناردة". في الجانب المعماري، وضعت "التعاون" خطة تنفيذية لترميم المكتبة الخالدية والملحق التابع لها، ووفقاً للمهندس بشار الحسيني، مدير مشاريع الترميم في "التعاون"، فقد تم تقسيم المشروع إلى ثلاث مراحل، إشتملت الأولى على مبنى المكتبة الرئيسي ويتوقع الإنتهاء من ترميمه شهر أيلول 2018، والمرحلة الثانية والتي تم الإنتهاء منها وشملت على ترميم الواجهة الرئيسية للمكتبة والتي تحوي على عناصر معمارية مميزة من خمسة عصور تاريخية. فيما سيبدأ العمل في المرحلة الثالثة في نهاية العام 2018 على تدعيم وتأهيل ملحق المكتبة الذي يعاني من مشاكل إنشائية من شقوق وتصدعات. ويبين الحسيني أن مشروع ترميم المكتبة الخالدية يتم وفقا للمعايير العالمية، وذلك باستخدام مواد تقليدية ملائمة للمباني التاريخية وبحسب متطلبات المكتبة. وأضاف "تم العمل باستخدام منهجية الدراسة والتحليل التاريخي، والتوثيق التفصيلي للمبنى، والتشخيص وتحليل الوضع القائم، والتدخل من أجل الحفاظ على مكونات العناصر المعمارية وخاصة للواجهة الرئيسية من أجل الحفاظ على أصالة الممتلك المعماري".
أما المشروع الثقافي الذي قدمته "التعاون" فيشتمل على ترميم المخطوطات وشراء كتب جديدة وعمل صناديق ورفوف متحركة للكتب والمخطوطات، بالإضافة إلى العمل على فهرسة وتنظيم جديد لافتتاح المكتبة في فترات لاحقة، وكل ذلك بهدف إفادة أي باحث يهتم بتاريخ فلسطين بشكل عام وتاريخ القدس بشكل خاص". وأعرب سلامة عن أمله في في الاستمرار بتقديم الدعم للمكتبة الخالدية كونها إحدى نفائس مدينة القدس، وشكر الصندوق العربي على دعمه السخي في المحافظة على المكتبة وتطوير عملها، وشكر التعاون التي عملت على ترميم المبني باحترافية عالية، وساهمت في تطوير عمل المكتبة، واختتم حديثه بالقول "ان هوية القدس هي هوية العرب والحفاظ عليها واجب من كل من يحترم ويقدر الحضارة والعلم والثقافة".
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: المكتبة الخالدية القدس Khalidi Library Jerusalem الجمعة 08 يناير 2021, 9:49 am
شاهدوا الان للمرة الأولى اونلاين: المكتبة الخالدية في القدس: المعرفة، المكان والزمان، فيلم قصير لجاك بيرسيكيان (٢٠١٨)
"المكتبة الخالدية" في القدس
ضمن شارع باب السلسلة في البلدة القديمة بالقدس، تقع المكتبة الخالدية ببنائها التاريخي الراسخ، وبوابتها العتيقة الشهيرة، كمكانٍ غير محايد، لا يعلن انتماءه سوى للعرب والمسلمين.
سعى الصهاينة منذ استيلائهم على كامل المدينة العام 1967، طمس معالم دينية وتاريخية وثقافية تميزها، خصوصاً هذه المكتبة، بما تحمله من سيرة حضارية تشهد على تاريخها العريق الذي طالما أرّق الاحتلال.
للمخطوطات بيتٌ يحميها
لكل حاضنة للكتب سيرتها العظيمة، وتعد المكتبة الخالدية من أهم مكتبات فلسطين قاطبةً؛ حيث تتركز أهميتها في قدمها، وقدم محتوياتها ومخطوطاتها، وفي الغيظ الذي ينتاب الاحتلال لمجرد وجودها.
تعد المكتبة الخالدية من أهم مكتبات فلسطين بحكم عراقتها وقِدَم محتوياتها ومخطوطاتها
المكتبة، تأسست العام 1899 على يد الحاج راغب الخالدي، وذلك لسببٍ رئيسي يتجاوز كونها مجرد وقفٍ إسلاميٍ أو مكتبةٍ عامة، حيث لاحظ الخالدي أنّ الكتب والمخطوطات المهمة تتفرق بين بيوت العائلة، ويتم توارثها، فقرّر جمعها تحت سقفٍ واحدٍ يحميها، وتتحدث المكتبة عن نفسها في الزاوية التعريفية بموقعها الإلكتروني الخاص:
"إعلان تأسيس المكتبة الخالدية، هو تأكيد على الصلة بين المكتبات والثقافة التي ترقى إلى عصر الإغريق ومطلع العصر الإسلامي، فالعرب لما دخلت عليهم الحضارة والمدنية أسّسوا المكتبات والمدارس، كما أنّ نشر العلم هو أساس التقدم والازدهار.. وإن القصد من المكتبة هو أن تكون ذخراً للديار المقدسية لا مجرد تقليد للمؤسسات الثقافية الأجنبية، بل لمنافستها".
صورة من داخل المكتبة الخالدية والتقطت عام 1900 صورة من داخل المكتبة الخالدية والتقطت عام 1900
هذا الوعي بضرورة التنوير، وتأسيس سردية علمية وفكرية عربية مبكرة، رافق مؤسسي المكتبة وروادها منذ البداية، فلم تكن حكراً على العائلة المؤسِّسة لها، بل لكل زوارها وداعميها، لكنّ الأسطورة التي دارت عن "انقراض العائلة" العام 1099م بعد سقوط القدس في يد الصليبيين واختفائهم منذ ذلك الحين، جعلت من المكتبة رمزاً لدحض هذه القصة من خلال عودة الأسرة للقدس، وتأسيس المكتبة فيها.
أراد مؤسّسوها أن تكون رمزاً للتقدم والتنوير وأن تتميز كونها عربيةً وإسلامية لا تقلد المؤسسات الأجنبية
وقد كان رواد الفكر والتاريخ من العرب، أمثال العلامة محمد كرد علي، وكوركيس عواد، ومؤرخ القدس عارف العارف، إضافة إلى المستشرق البريطاني "مرغليوث"، كانوا جميعاً من رواد المكتبة وممن ذكروها في مؤلفاتهم.
وفي دراسته المنشورة العام 2000، يشير الباحث الفلسطيني وليد الخالدي، إلى وجود أكثر من 1200 مخطوطةٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ ثمينة بين جنبات المكتبة، يعود تاريخ بعضها إلى العام 1200 ميلادية، كما يصل مجموع كتبها، برغم ما ضاع أو سُرق أو أُتلف، حوالي 12000 كتاب، ومن أشهر مخطوطات المكتبة: "الملخص للمتحفظين"، "منادح الممادح وروضة المآثر"، و"كتاب شاناق في السموم والترياق".
اقرأ أيضاً: الطباعة في الأردن وفلسطين.. استجابة نخبوية للإصلاح
ويذكر الخالدي، أنّ المكتبة مرّت بأطوار مختلفة في الفترة الواقعة بين عامي 1900 و1967 حيث بات أهم عدوٍ لها، هو الاحتلال.
الاحتلال واعتقال التاريخ
يشكِّل أي معلمٍ عربيٍ فلسطيني، أو إسلامي، مشكلةً للاحتلال الصهيوني وأسلوبه في تبرير وجوده على أرض فلسطين، خصوصاً في منطقة القدس الشرقية، والمكتبة الخالدية، مثلها مثل أي معلمٍ فلسطيني، تخوض مع الاحتلال معارك عديدة من أجل البقاء، والإبقاء على التاريخ والنور والفكر؛ إذ بدأت محاولات الاستيلاء عليها بعد نكسة 1967، فادّعت المحكمة الصهيونية العامة بدايةً، أنّ الأرض المقامة عليها المكتبة، هي من أملاك الغائبين؛ أي إنّها بلا أصحاب.
وهو ما دحضه مُلاّك الأرض والمكتبة، بسبب وجود الوثائق التي كذّبت مزاعمهم، فلم يتمكن الاحتلال من مصادرة الأرض وما عليها.
حاول الاحتلال مصادرة المكتبة مراتٍ عديدة لكنه فشل حاول الاحتلال مصادرة المكتبة مراتٍ عديدة لكنه فشل
وبعد سنوات، ظهر حاخام صهيوني هو "غورين"، ويقول عنه الخالدي في دراسته ذاتها "إنّه أصرّ على مصادرة المكتبة، واعتبر وجودها نداً لوجوده كونه جاراً لها في السكن"، لكنه لم ينجح هو الآخر، بسبب وقوف عددٍ كبيرٍ من الأشخاص تحت اسم "لجنة أصدقاء المكتبة الخالدية" دعماً لها ومنعاً لمصادرة أرضها.
حاول الاحتلال مصادرة أرض المكتبة مرات عديدة لكنّه لم ينجح بسبب صمود روادها وداعميها
بعد ذلك، بدأت المكتبة معركتها مع بلدية القدس الإسرائيلية، وتم منع ترميم المكتبة مراتٍ عديدة، لكن بمساعدة من عائلة الخالدي، ومجموعة من العلماء والمتخصصين، أبرزهم المستشرق "لورنس كونراد"، بدأت عملية ترميم لا تحتاج إذناً من الاحتلال، وهي ترميم المخطوطات.
وخلال تلك العملية المثيرة، تم اكتشاف أكثر من "10000" ورقة، كانت مخبأة عشوائياً تحت السقف القرميدي للمكتبة، وهي تعود لمخطوطاتٍ قيمة، تم جمعها وتصنيفها لاحقاً.
وبصورةٍ عامة، تصبّ قوات الاحتلال جام غضبها على ممتلكات الفلسطينيين في القدس، ولعل العائلة التي خسرت مئات العقارات لها في القدس، بقيت هي والمقدسيين، تحافظ على هذه المكتبة، فهي تجمع التاريخ والفكر والعروبة والحق الفلسطيني، كلها معاً، لتنضوي تحت سقفٍ واحد.
اقرأ أيضاً: مكتبة الإسكندرية.. الفنّ والأدب في مواجهة التطرف
التقط مؤسس المكتبة راغب الخالدي مبكراً أهمية التنوير، وهو يفكر بحملة نابليون على فلسطين في القرن الثامن عشر، حيث قال: "إنّ العرب لما دخلت عليهم الحضارة والمدنية، أسسوا المكتبات والمدارس في أراضيهم، وأخذ الفرنجة يتبعونهم في هذا العمل، لكن الفرنجة تركوا الظن والشك، منطلقين نحو اليقينيات، وهو ما جلبهم إلى هنا...".