لستم دول عظمى
نعم انها الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس "بريطانيا"، وكذلك دولة العم سام "أمريكا" زعيمة الاقتصاد العالمي الحر، روسيا ذات المخزون العسكري المهول والفتاك، كلها تسميات لدول كنت أعتبرها دول عظمى ومعجب بما تملكه، لكن يوما بعد يوم وكما هي حال الدنيا فكل شيء يتغير حتى تفكيرنا وتوقعاتنا .
لقد عشت تفاصيل وباء كورونا وأنا في قلب بريطانيا ووجدت البريطانيين يتهافتون لشراء المناديل الصحية والخبز بشكل هستيري، أما الكبار في العمر وأهاليهم والحكومة لم تقدم لهم شيء وتركتهم حتى التهمهم هذا الوباء بعد مدة قصيرة من الحظر العام، ورغم أن الحكومة تعلن أعداد المتوفين يوميا لكنها تخفي أعداد المتوفين من الجوع والأمراض النفسية وحالات الانتحار .
أما في أمريكا فكنت يوميا أتحدث مع شريحة واسعة من الإعلاميين والأساتذة الأكاديميين من العرب ومن الأمريكان، والذي كانوا عيني التي أرى بها وأذني التي اسمع بها، وكان أحد أصدقائي يتجول في منطقته وكاميرا هاتفه المحمول يعمل وهو يقول لي "ذاك البيت كان سعره مليون دولار والآن سعره فقط ثلاثمائة ألف، هذا البيت الذي تراه مكون من بيت وأرض من سبعة هكتارات وكان يسكنه رجل طيب هو وحده والآن البيت والأرض يباع بأي سعر بالمزاد العلني وصدقني لن يشتريه أي أحد".
أرفع القبعة للصين رغم أن دول كثيرة تتهمها بأنها هي السبب الأول والأخير لهذا الوباء، لكنها الآن تسير إلى الأمام بخطوات واثقة غير مبالية بأحد، وحقا هي تستحق أن يطلق عليها "دولة عظمى"، فبصمتها في كل مكان وهي تعمل وتحصد كل شيء