الرئيس السابق أحمد نجادي يفك اللغز: وقوف عملاء إيرانيين وراء عمليات ضرب المشروع النووي وراء إحجام طهران عن مواجهة إسرائيل
كشف الرئيس الإيراني السابق أحمد نجادي أحد أكبر الأسرار في عالم الجاسوسية والعمليات السرية عندما اتهم إيرانيين بالعمل لصالح إسرائيل ووقوفهم وراء النكسات التي تعرضت لها الصناعة النووية والفضائية للبلاد. وهذا يفسر لماذا كانت القيادة في طهران تتردد في الرد على إسرائيل.
وفجّر الرئيس السابق قنبلة أمنية خطيرة عندما كشف عن عمالة المسؤول الأول عن مكافحة إسرائيل في وزارة الاستخبارات لإسرائيل نفسها، وتحدث أمس السبت عن كيفية نجاح عملاء إسرائيل في سرقة أسرار الصناعة النووية والفضائية من العاصمة طهران، واكد ان جميع العملاء كانوا من الجنسية إلايرانية.
وتعرضت إيران لضربات موجعة استهدفت برنامجها العسكرية والنووي والفضائي، فقد جرى زرع فيروسات في أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالمحطة النووية طنز، وجرى اغتيال أكثر من عالم شهير رغم الحراسة المشددة، ونجح العملاء في سرقة أرشيف أسرار الصناعة النووية والفضائية.
وكانت إيران تتهم إسرائيل بالقيام بهذه الاعتداءات، وبعد كل اعتداء، كانت الأسئلة تنتشر وسط أجهزة الاستخبارات العالمية ومنها الغربية والروسية والصينية والتركية وخلاصتها: كيف نجحت إسرائيل في الدخول الى إيران وتنفيذ هذه العمليات؟ أي نوع من الكوماندوهات موجودة لدى إسرائيل؟
وكانت هذه الأسئلة تأخذ أهميتها من طبيعة النظام الأمني الإيراني الذي يراقب حدوده بصلابة، فهو ليس بلدا مفتوح الأبواب، وكذلك من المراقبة اللصيقة للأجانب والإيرانيين الحاملي الجنسية الأجنبية، وكان غياب أجوبة عن هذه الأسئلة يزيد من الطابع الأسطوري للموساد بأنه جهاز خارق.
وانكب التركيز على عملية زرع فيروس “ستانكست” سنة 2010 الذي ضرب حواسيب عدد من المحطات النووية، وكان من المستحيل نجاح إسرائيل التسلل الى الحواسيب لأنها غير مرتبطة بأي شبكة خارجية مثل الإنترنت، وتبين لاحقا أن عميل إيراني لديه رخصة لدخول المحطات ويتمتع نسبة عالية من الثقة زرعها في الحواسيب.
ومن الأسئلة التي تردد بالموضوع، لماذا لا ترد إيران بعنف على إسرائيل بعمليات مماثلة، ويتبين الآن مع تصريحات أحمد نجادي أن تريث قيادة طهران كان بسبب اعتقاد تيار في الاستخبارات بوجود العدو في الداخل ولا يأتي من الخارج، فهي لا تمتلك أدلة حول تورط إسرائيل مباشرة، لم يتم اعتقال أي إسرائيلي تسلل الى البلاد.
وكان نظام الايراني بعد مرور شهور على كل عملية يتم الإعلان عن اعتقال إيرانيين بتهمة التواطئ مع الخارج، في إشارة الى إسرائيل.
ولا يمكن نسب كل العمليات الى عملاء إسرائيل بل قد تكون من عمل غاضبين على النظام ومنشقين عنه ويعملون في صفوفه، ويركزون على ضرب المشروع النووي لضرب مصداقية النظام الإسلامي الحاكم. وكانت بعض التقارير ومنها “بي بي سي” في نسختها الفارسية يوم 7 يوليوز/تموز 2020 قد تحدثت عن كيفية حصول صحفيين إيرانيين في الخارج على خبر ضرب مفاعل نطنز، وكان ذلك خلال ساعتين بعد العملية ودون أن تتحدث وسائل الاعلام الدولية الكبرى عن العملية.