الأسباب الخفية لزيارة هنية إلى المغرب وأبرز الملفات التي ستُفتح ومن الرابح الأكبر من الزيارة… هل هي تلميع لموقف الرباط من قضية فلسطين أم إعادة ترتيب الأوراق في ظل التطبيع.. من المستفيد؟
بصورة مفاجئة وبعيدة تمامًا عن كل التوقعات حطت أقدام رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية أرض المغرب مساء أمس الأربعاء، في زيارة أثارت حولها الكثير من الجدل، وفتحت معها باب التساؤل واسعًا حول أسبابها الخفية ودوافعها بعيدًا عن “المدح الإعلامي” المعهود.
زيارة هنية للرباط والتي تزامنت (وليس من قبيل الصدفة) مع إعلان الملك محمد السادس بعث برقية تهنئة إلى نفتالي بينيت بمناسبة انتخابه رئيسا للوزراء في إسرائيل، وسبقه موقف المغرب الرسمي من فتح أذرعها للتطبيع مع دولة الاحتلال، أحاط بالكثير من الغموض والقليل من الوضوح حول دوافع الزيارة، ومن المستفيد الحقيقي منها في هذا الوقت تحديدًا.
هنية تم استقباله أمس بصورة رسمية في زيارته الأولى للمغرب وأجرى عده لقاءات مع شخصيات مغربية على رأسها رئيس الحكومة المغربية، ورئيس حزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني، الذي أكد خلال لقاء صحفي، على تمسك المغرب ملكًا وحكومة وشعبًا بالحق الفلسطيني والدفاع عنه.
مصادر رفيعة المستوى كشفت لـ”رأي اليوم” عن بعض التفاصيل الخفية للزيارة، فأكدت أن المستفيد الأول هو المغرب والحزب الحاكم، خاصة في ظل الموقف الرسمي الذي صدر قبل أشهر بالتطبيع مع إسرائيل وما رافقه من غضب شعبي على موقف الملك والحكومة.
وذكرت المصادر أن الرباط حاولت من خلال استقبال هنية والاهتمام بجولته ولقاءاته لإعادة البوصلة نحو “دعم فلسطين والقضية والتمسك بهذا المبدأ بقوة”، رغم قرار التطبيع الرسمي، ومحاولة جديدة لتنفيس من غضب الشارع المغربي والمعارضة على قرارات التقرب كثيرًا من إسرائيل.
وكشفت كذلك أن المغرب يسعى كذلك ليس التقرب من إسرائيل فقط، بل لتذهب أبعد من ذلك وتمد يدها سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا وثقافيًا لدولة الاحتلال، وإعلان ميلاد علاقات رسمية وعلنية خلال الشهور المقبلة، وأعطت بزيارة هنية نوع من “المسكن” للشعب والمعارضة.
لكن على الجانب الأخر وهنا الحديث عن حركة “حماس”، تكمل المصادر حديثها لـ”رأي اليوم”، أن الحركة بقيادة هنية تسعى لأن تكون كل أبوابها مفتوحة مع الدول العربية والإسلامية، حتى وإن كان موقفها واضح في التطبيع مع إسرائيل، إلا انها تريد أن تُبقي خط اتصال دائم ومتواصل.
وتضيف “رغم أن بعض الأطراف في المغرب لا تعتبر زيارة هنية زيارة رسمية، ومثل أي زيارة تتم من خلال دعوة أحزاب وقوى وطنية، وليست من الملك شخصيًا، إلا انها أشارة قوية من الحركة الفلسطينية ومكانتها في الدول العربية خاصة بعد التصعيد الأخير على غزة والمجازر التي ارتكبت هناك”.
ولفتت إلى أن “حماس” تحاول من خلال تلك الزيارات التركيز على الدعوات المخفية للالتفاف حول الشعب الفلسطيني وقضيتها ودعم المقاومة والقدس، والابتعاد بقدر المستطاع عن التقرب من إسرائيل، خاصة في ظل موجه التطبيع العالية والتي واكبتها الكثير من الدول العربية.
وبسؤال “رأي اليوم” عن أبزر الملفات التي سيفتحها هنية مع المسؤولين المغاربة، أكدت المصادر ذاتها أنها جميعًا ستتعلق بالقضية الفلسطينية، ودعم المقاومة، والتركيز على القدس وما يجري بها، ومحاولة الضغط على إسرائيل في موقف عربي قوي لوقف اعتداءاتها المتكررة على الأقصى.
وكان هنية ووفد “حماس” وصلوا عصر الأربعاء إلى المغرب في إطار الحركة السياسية والدبلوماسية النشطة التي يقوم بها في أعقاب معركة “سيف القدس”، حيث التقى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ثم التقى وزير المخابرات المصري في القاهرة، ويُعتبر المغرب محطته الثالثة، على أن يتبعها زيارة لموريتانيا مطلع الأسبوع المقبل، بحسب بيان مكتبه