تشكيل حكومة جديدة في لبنان.. وميقاتي يؤكد: “لا وجود للثلث المعطّل”- (فيديو وصور)
ولدت الحكومة اللبنانية بعد ظهر اليوم الجمعة، عقب زيارة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي قصر بعبدا، حيث التقى رئيس الجمهورية ميشال عون وقدّم إليه التشكيلة الحكومية التي جرى الاتفاق عليها بين جبران باسيل ومصطفى الصلح.
وأعلن الرئيس ميقاتي دامعاً “أننا سنعمل بمبدأ وطني ولسنا مع فئة ضد فئة، ولن أفوّت فرصة لدق أبواب العالم العربي، ويجب أن نوصل ما انقطع ولبنان ينتمي إلى هذا العالم العربي”. وأكد أن “لا ثلث معطلاً واضحاً أو مستتراً لأي فريق في الحكومة الجديدة”، مشيراً إلى أنه أخذ ثقة رؤساء الحكومات السابقين، وأن رئيس الجمهورية سيتواصل مع “تكتل لبنان القوي” وحتماً ستمنح الثقة للحكومة.
https://twitter.com/i/status/1436298419631542273وفي وقت لفت البعض إلى أن باسيل حصل على مُراده في الثلث المعطل مع ضمانات إقليمية ودولية بعد استعماله، نفى ميقاتي “وجود ثلث معطل واضح أو مستتر لأي فريق في الحكومة”، وقال “أؤكد أنني أتمتع بالثلثين للقيام بالعمل الضروري لإنقاذ البلد، واللي بدو يعطل يطلع برا، والوقت الآن للعمل وليس للجدل السياسي”. بدوره أوضح الرئيس عون “أنني لم آخذ الثلث المعطل وكان الأمر حربا سياسية”. واعتبر أن “الحكومة أحسن ما توصلنا إليه وسنبدأ بحل المشاكل الأساسية من البنزين والمازوت والخبز، وقد ورثنا الأزمات نتيجة الحكم السيئ منذ 30 سنة إضافة إلى مصائب الفقر والدين والإضرابات والكورونا وانفجار المرفأ والمال قليل لمعالجتها”. ورأى أن “كلمة جهنم التي أطلقها في وقت سابق أُسيء تفسيرها إما عن جهل أو عن قصد”، مضيفا “نحن نعيش جهنم حاليا ونحن سنخرج من هذه الهوة، فقد مررنا بالمهوار والآن سنصعد”.
وجاءت التشكيلة الحكومية على الشكل الآتي:
المسلمون السنّة 5 وزراء: نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة، بسّام المولى وزيراً للداخلية، أمين سلام للاقتصاد، فراس الأبيض للصحة، وناصر ياسين للبيئة.
المسلمون الشيعة 5 وزراء: يوسف خليل وزير مالية، محمّد مرتضى للثقافة، علي حمية للأشغال، عباس الحاج حسن للزراعة، ومصطفى بيرم وزيراً للعمل.
الدروز وزيران: عباس الحلبي للتربية، وعصام شرف الدين للمهجرين.
الموارنة 5 وزراء: عبد الله بو حبيب للخارجية، هنري خوري للعدل، جورج قرداحي للإعلام، جوني قرم للاتصالات، ووليد نصار للسياحة.
أرثوذكس 3 وزراء: سعادة الشامي نائب رئيس حكومة، العميد المتقاعد موريس سلم للدفاع، ووليد فياض للطاقة.
الكاثوليك اثنان: هيكتور حجار وزير الشؤون الاجتماعية، جورج كلاس للشباب والرياضة.
الأرمن وزير واحد: جورج دباكيان للصناعة.
أقليات وزير واحد: نجلا الرياشي عساكر للتنمية الإدارية.
وستعقد الحكومة الجديدة أول لقاء لها الإثنين الساعة الحادية عشرة صباحاً.
وتنتظر مهمات صعبة حكومةَ ميقاتي التي لن تكون قادرة على تأمين حلول “سحرية” تضع حداً لمعاناة اللبنانيين اليومية جراء تداعيات انهيار اقتصادي صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850. ويشترط المجتمع الدولي مقابل دعمها مالياً تطبيق إصلاحات جذرية في مجالات عدة.
تكنوقراط غير مستقلين
وبعد 46 يوما على تكليفه، نجح الرئيس المكلف نجيب ميقاتي خلافا للرئيس سعد الحريري وقبله السفير مصطفى أديب في الاتفاق مع رئيس الجمهورية ميشال عون على تأليف حكومة من 24 وزيرا هي الثالثة برئاسته، وهي لم تختلف من حيث المحاصصة السياسية عن حكومة حسان دياب، فتألفت من تكنوقراط غير مستقلين لكنها زادت عن حكومة دياب 4 وزراء وضمت فقط وزيرة واحدة خلافا لحكومة دياب التي ضمت ست وزيرات.
وجاء اللقاء الرابع عشر بين عون وميقاتي تتويجا للمحادثات ولإصدار مرسوم التشكيلة الحكومية بعد مفاوضات في الأيام القليلة الماضية تولاها صهر طه ميقاتي القنصل مصطفى الصلح مع صهر عون رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وأسفرت عن اتفاق على الحكومة بعد تبديل حقائب وأسماء في اللحظات الأخيرة وبعد الاتفاق على تسمية أمين سلام لوزارة الاقتصاد وكل من الوزيرين المسيحيين من خارج حصة عون وهما جورج كلاس المستقل والذي تربطه علاقة برئيس مجلس النواب نبيه بري كما بالرئيس عون، وكذلك الوزيرة نجلاء الرياشي عساكر وهي سفيرة في وزارة الخارجية وسبق أن اقترح ميقاتي اسم زوجها السفير بطرس عساكر لوزارة الخارجية ولم يوافق عليه عون.
وجاء الإسراع في تأليف الحكومة بناء على معادلة 8+8+8 إثر ضغوط فرنسية قوية وبعد اتصال بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ومن أبرز ملامحه تبديل موقف النائب باسيل وإعطائه وعدا لميقاتي بتصويت “تكتل لبنان القوي” على منح الثقة للحكومة في مجلس النواب.
وإذا كانت أولى نتائج إعلان الحكومة التراجع الكبير في سعر صرف الدولار الذي هبط من 19 ألف ليرة لبنانية إلى حدود 15 ألفا بعدما تهافت مواطنون إلى محلات الصيرفة من أجل بيع الدولار، ففي قراءة لأبرز التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة التي ستعقد أولى جلساتها يوم الاثنين في القصر الجمهوري تتمثل أولا بالاتفاق على البيان الوزاري ومعادلة “جيش وشعب ومقاومة”، ثانيا برفع الدعم عن المحروقات حيث قال ميقاتي “لا رغبة لدينا برفع الدعم إنما نحن “منشفين” ولا مال لدينا للاستمرار بالدعم”، ثالثا وضع خطة للإصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي، رابعا كيفية التعامل مع مسألة البواخر الإيرانية التي انطلقت من دون الحصول على إذن من السلطات اللبنانية، الانتخابات النيابية وقد تعهد ميقاتي بإجرائها مع الانتخابات البلدية في 8 أيار/مايو المقبل، وأخيرا ليس آخرا العلاقة مع سوريا حيث أكد عون أن العلاقة مع دمشق حتمية، فيما أبدى ميقاتي انفتاحه على أي علاقة لمصلحة لبنان.